- مجلة 'الشراع'
إفلاس صلاح عز الدين؛ حرب تموز مالية ونصرالله يعلق: لقد كسرتم ظهري / زين حمود
'لقد كسرتم ظهري' بهذه الكلمات عبّر امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عن سخطه وانـزعاجه واستيائه من إفلاس رجل الاعمال صلاح عز الدين وانعكاسات وارتدادات هذا الإفلاس على شريحة واسعة من المودعين وجلهم من حزب الله او من العائلات والافراد الدائرين في فلك الحزب والداعمين له.
ووصل استياء أمين عام حزب الله الى حد الغاء الإفطار المركزي الذي يقيمه حزب الله او المقاومة الاسلامية كل عام في رمضان، ولسان حال نصرالله في هذا الصدد ماذا سأقول لهذا الشعب الذي تلقى ضربة قاسية في لقمة عيشه ومدخراته وبماذا اعده لتجاوز محنته، وكيف سأحثهم على التبرع للمقاومة وقد تبخرت مدخراتهم وتبددت.
وعلى غرار السيد نصرالله، حظي موضوع افلاس عز الدين باهتمام استثنائي من المراجع الاسلامية الشيعية الاخرى من المرجع السيد محمد حسين فضل الله الى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالأمير قبلان الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكل ذلك عبر عن حجم المأساة التي تسبب بها إفلاس عز الدين وأصاب قرى وبلدات بأكملها ومئات العائلات ان لم يكن اكثر في الجنوب والضاحية والبقاع، وامتداداً الى بعض الاوساط الخليجية التي وثقت بعز الدين، ووجدت عنده فرصة ثمينة للاستثمار، قبل ان تقع الواقعة ومثل ((الفأس على الرأس)) على حد تعبير احد كبار المودعين.
ومهما قيل للتخفيف من وقع ما جرى، وهو يتجاوز ما اعلن من خسائر قدرت بمليار ومائتي مليون دولار، وتجاوز حسب بعض التقديرات الملياري دولار، فإن من تسنى لهم الاطلاع على حقيقة الاموال الضائعة والارقام الفعلية للخسائر يجزمون بأن الضرر اللاحق يكاد يوازي بنتائجه وأضراره وتداعياته حرب تموز/يوليو الاسرائيلية في العام 2006 على لبنان، مع فارق كما يضيف هؤلاء هو ان حرب تموز الجديدة هي حرب مالية واصابت مباشرة جسماً اساسياً في قيادات وأطر حزب الله والبيئة الحاضنة له، مما يولد كما يضيف هؤلاء انعكاسات هائلة على هذا المجتمع الحاضن للحزب والمقاومة بكل ما لذلك من ارتدادات على الوضع العام في البلاد.
بعض الشامتين يصفون الامر بأنه جزء من ((فوضى ما بعد حرب تموز))، والانفلاش المالي والثراء المستجد لبطانة جديدة من حديثي النعمة قسمت الحزب الى طبقات، ودفعت نصرالله مراراً وتكراراً الى التركيز في اجتماعات الحزب على دعوة قياداته ونسائهم وعائلاتهم الى التواضع والزهد واتقاء الله عز وجل ونبذ الاسراف وحب الدنيا.. ويذهب قسم من هؤلاء الشامتين الى القول بأن ما حدث هو ((لعنة)) اصابت الخارجين عن القيم والمبادىء الاصيلة لحزب الله التي بررت ولادته وانطلاقه يزخم قوي وتحقيقه الانتصارات والانجازات في زمن قياسي، بعد ان عمموا وأشاعوا (ثقافة) ابتغاء ((الثراء السريع)) وكل ما يصاحبه من شبق للشهوات على اختلافها، وعليه يمكن القول ان ((طفرة)) ما بعد حرب تموز ((وتعويضاتها)) تكاد تلامس طفرة ما بعد وادي ابو جميل - وتعويضاتها – او بما عرف يومها ((وادي الذهب))، تلك اللعنة التي اصابت حركة ((امل)) او جزءاً منها مثلما تصيب اليوم حزب الله او جزءاً منه.
اسرائيل واميركا: ورغم كلام ((الشماتة)) هذا، وجزء منه متداول داخل اوساط حزب الله او قريبة منه، وتحرص عليه وعلى استمراره ليس فقط في حمل لواء المقاومة بل وايضاً في الحفاظ على سلم القيم الذي طالما تميز به، فان الحديث عن احتمال وقوع صلاح عز الدين في ادران خطة مدبرة ومحكمة، معزز بأدلة ووثائق لدى بعض القيادات المهتمة بملاحقة هذا الموضوع، وهذه الادلة والوثائق ترجح وليس فقط لا تستبعد وجود أياد اسرائيلية خفية وراء ما جرى خصوصاً بعد ان اتسعت استثمارات عز الدين وأرباحه الطائلة في زمن سابق بدءاً من افريقيا ووصولاً الى روسيا وأذربيجان وحقول النفط فيها بالاضافة الى مناجمهما وأسواقهما الواسعة والمفتوحة.
وإذا كان الاسرائيليون يملكون فكرة ولو أولية عن حجم ايداعات بعض قيادات حزب الله وأطره والدائرين في فلكه في استثمارات عز الدين، فإن استهدافه لا بد وان يكون ضمن اولويات الاسرائيليين في حربهم ضد حزب الله، خصوصاً وان افلاس عز الدين وجه ضربة قاصمة لاقتصاد حزب الله - اذا صح التعبير – وأفراده والدورة الانتاجية والاقتصادية والمالية المنتفعة منه، ويراد منه بكلمة مختصرة الوصول الى ((تفليسة)) حزب الله.
وليس بعيداً عن هذا الامر احتمال ان يكون افلاس عز الدين جزءاً من حرب الولايات المتحدة على الارهاب، خصوصاً في ظل التداخل الحاصل بين الارهاب والمقاومة في العالم واللغط المقصود للخلط بينهما، واذا كان معروفاً لواشنطن ان رجل اعمال مثل عز الدين يلتقي امين عام حزب الله عندما يريد او يشاء وان مكانته اوصلته للاجتماع ذات مرة وربما اكثر بمرشد الجمهورية الاسلامية في ايران السيد علي خامنئي، فإنه يصبح هدفاً مركزياً لدى واشنطن يراد من وراء ضربه استهداف البنية الحاضنة للمقاومة او للارهاب لبنانياً وعربياً حسب التعريف الاميركي.
مستثمرون خليجيون: وثمة أمر آخر لافت يضاف الى ما تأكد وهو ان صلات عز الدين الاستثمارية تمتد لتشمل متمولين عرباً في دول خليجية مثل الكويت وقطر والبحرين، ولم يعد سراً ان قطرياً متزوجاً من بلدة كفرتبنيت اصيب بذبحة قلبية وهو اليوم في حال حرجة جداً بعد بلوغه نبأ افلاس عز الدين وضياع ما يوازي 153 مليون دولار كان يودعها ضمن استثماراته.
وفي ظل رقابة دولية صارمة تفرضها الولايات المتحدة على حركة الاموال والاستثمارات في المنطقة والعالم تحت عناوين مكافحة الارهاب وتجفيف ينابيعه المالية كأخذ قصة عز الدين بعداً جديداً يتصل بالحملة الاميركية المستمرة ضد كل خصومها، خاصة اذا قيض للأميركيين الاطلاع على نوعية الاشخاص الذين يتعامل عز الدين معهم، وبينهم مسؤول بارز في حزب الله يتولى اعمال التنسيق والاتصالات باسم حزبه وبلغت خسارته كما تردد نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار، وبينهم اخوة احد وزراء حزب الله الذين بلغت خسائرهم نحو 57 مليون دولار من دون حسبان خسائر نائب نشيط من هنا (600 الف دولار)) ونافذ من هناك (مليون دولار) الخ..
وعندما يتأكد حجم هذه الخسائر ونوعية المتضررين تصبح المسألة مسألة نوعية تتوخى ضرب حزب الله في رحمه او في صميمه من دون ان يقلل ذلك من خطورة وابعاد افقار قرى بأكملها مثل بلدة معروب وهي بلدة صلاح عز الدين التي يتردد ان خسائرها وصلت الى حدود الـ 300 مليون دولار.
وفضلاً عن خسائر عدد من القرى والبلدات لايداعاتها مثل يارون (بعض المعلومات تحدث عن خسائر بلغت 120 مليون دولار) وجويا والحوش وصور وغيرها من قرى وبلدات منطقة جنوبي نهر الليطاني، فإن الخسائر طاولت مؤسسات معروفة بعضها يتولى التجارة العامة وبعضها الآخر صناعة الحلويات.. الخ.
اما الطامة الاكبر فتتمثل بأموال صغار المودعين وبعضهم باع ارضاً او ماشية او دكاناً او حتى منـزلاً لتأمين 50 الى 60 الف دولار على الاقل لايداعها وتثميرها بشكل سهل ويدر ارباحاً كبيرة وسريعة وصلت الى نسب لا تقل عن الخمسين والستين بالمائة سنوياً من قيمة المبالغ المستثمرة.
ومع انه ليس لحزب الله علاقة مباشرة بحركة عز الدين، كونه نشأ على هامش صعود الحزب وليس بتدبير مباشر منه، والازمة اصابت حتماً من قياداته واطره مثلما اصابت البيئة التي يعمل ضمنها، فإن ارتدادات هذه الازمة لا بد وان تصيبه بشظاياها بشكل مباشر او غير مباشر، ولذلك قد لا يكون من المفيد الاكتفاء بما يقوله مسؤولو الحزب لوفود المتضررين التي تقصدهم بحثاً عن تعويض ما، خصوصاً وان بعض الاشاعات تحدث عن ان الحزب وقبل تسليمه عز الدين لمدعي عام التمييز سعيد ميرزا قام خلال فترة توقيفه لمدة أسبوع بالاستحصال منه على ما تبقى من أموال للتعويض على قياداته المتضررة، وهو أمر ليس له سند أو دليل في ضوء بعض المعلومات شبه المؤكدة ان إفلاس عزالدين ضرب ضربته كزلزال دون إنذار أو مقدمات مخلفاً ما يخلفه أي نوع من هذه الأعاصير، على غرار إفلاس بنك ((انترا)) في الستينيات من القرن الماضي وغيره من عمليات الإفلاس التي ضربت العالم خلال الأزمة المالية العالمية مؤخراً، إضافة إلى ارتفاع شكوى عدد من مسؤولي حزب الله الذين أصابتهم الخسارة وحال اليأس من الاستحصال على قرش واحد التي ظهروا فيها غداة الإعلان عن الإفلاس المدوي لعزالدين.
من هو عزالدين؟: وعزالدين هذا مشهود له بتدينه وتقواه وأخلاقه. والمتضررون منه يدافعون عنه حتى الآن رغم خسائرهم الكبيرة. وثمة شكوك حتى الآن في أن أحداً منهم سيلجأ لرفع دعوى شخصية بحقه أمام القضاء علماً ان القضية ما تزال في أول مسارها القضائي حتى الآن.
واكتسب عزالدين سمعة طيبة من خلال أعمال الخير التي يقوم بها في كل مكان حلّ به ومن خلال عمله عبر ثلاثة عناوين ثقافية وتربوية ودينية، الأول دار الهادي للنشر والثاني تلفزيون ((الهادي)) للأطفال والثالث حملة ((باب السلام)) للحج والعمرة. وإضافة إلى ذلك فإنه واظب على دفع أموال الخمس للمراجع المعنية ولم يتردد يوماً في القيام بمبادرات إنسانية وهو ما جعله مقصداً لأصحاب الحاجة والمشاريع الإنسانية، هذا إضافة إلى اتسامه بالكرم وحسن الضيافة إضافة إلى دفء اللسان وطيب السريرة وتقربه من أهل العلم والتقوى والفداء.
ويقول مهتمون بالقضية ان عزالدين نفسه لا يعرف ما أصابه وانهارت الامبراطورية التي أنشأها وراح ضحية ((فشخاته)) أو مغامراته الاستثمارية الواسعة، فهو ضحية مثل ضحاياه. والبعض يجزم بأنه انكشف بعد ان أصيب باليتم المالي اثر اغتيال أبيه المالي عماد مغنية الذي كان يتولى الحفاظ عليه وحمايته من كل ما يدبر له في عالم الأعمال الواسع، وهو أمر وان كان شائعاً لدى هؤلاء إلا انه غير أكيد ولا يستند إلى أدلة أو وقائع تؤكده.
ولا يلغي هذا الأمر أبداً وجود احتمالات بأن يكون إفلاس عزالدين احتيالياً وهو ما لم تظهر مؤشراته حتى الآن في ظل استمرار التحقيقات للإمساك بخيوط هامة توضح الأبيض والأسود وتحدد المسؤوليات عن إفلاس بحجم جريمة كبرى ارتكبت بحق شرائح واسعة من أبناء الجنوب والبقاع والضاحية. وتختلف عن سابقاتها بالنوع والكم، لأن قضية عزالدين إذا صح وصفها كذلك تختلف عما سبقها من قضايا عرفت سابقاً باسم قضية الداعوق أو قضية جواد أو قضية حسون.. الخ من قضايا يغذيها الجشع والاندفاع نحو أرباح سريعة وسهلة دون ضوابط قانونية أو رقابة في الحد الأدنى لها.
وإذ يحاول مقربون من حزب الله التقليل من حجم ما جرى بالقول ان الأموال المهدورة والضائعة لا تتجاوز الـ600 مليون دولار، نصفها للبنانيين ونصفها الآخر لخليجيين، فإن هذا الرقم إذا صح لا يقلل من أهوال وخطورة ما جرى خاصة وان الاحتكام للقضاء لن يعرض المسؤولين عما جرى إلا لأحكام سجن لن تعيد سنتاً واحداً لمتضرر.
وإذا حوكم المسؤولون عما جرى بأقسى الأحكام، فمن يحاكم مروجي ثقافة ابتغاء ((الثراء السريع والسهل)) وبأية وسيلة ممكنة الذين يزدادون مع انهيار سلم القيم في لبنان واستسهال الاتجار بكل شيء ويملأون البلاد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب؟
- إفلاس صلاح عزالدين مؤامرة على الشيعة؟ أم دود الخل منه وفيه / احمد خالد
كان ينقص شيعة لبنان في جنوبه وضاحية عاصمته الجنوبية وجنوب أميركا وكل افريقيا كارثة صلاح عزالدين حتى تكتمل مأساتهم المتشعبة، من عدوان إسرائيلي مستمر ومهدد في كل لحظة بمزيد من التهجير والدمار وخروج قوة الأمر الواقع التي خطفتهم وهي حزب الله عن مؤسسات الدولة لوصم الشيعة بأنهم فوق القانون، ومحاولة فرض نظام شمولي ديكتاتوري على مناطق حياتهم لعزلهم عن انتمائهم الإسلامي والوطني.
والمأساة تتكرر إنما هذه المرة بأحجام أضخم، فبعد مأساة شركة الجواد لصاحبها خليل حسّون الذي هبر ملايين الدولارات من فقراء الشيعة باسم الارتماء في أحضان حزب الله وحراسه ومشايخه وفتاويهم.. ثم اعتقله الحزب وجرمه كالخاروف المذبوح ليحصل الحزب على ماله وليترك العظام للمودعين الفقراء المخدوعين.. ها هو حزب الله يعتقل صلاح عزالدين ويجرمه كالخاروف المذبوح من كل ما يملك من مال نقدي وأسهم وأراض ومبانٍ ومؤسسات في لبنان وخارجه.. ثم يسلمه للدولة وهو لا يملك شروى نقير كما يقال.
من هو صلاح عزالدين؟ انه رجل يجمع الذين تحدثنا إليهم من المودعين والأقارب والمعارف بأنه من خيرة الأوادم، وأنه عامل خير من الدرجة الأولى، وانه إنسان مؤمن طيب انطلق كالسهم في المحيط المليء مادياً من صاحب دار الهادي للنشر ومنظم حملة باب السلام للحج إلى واحد من أصحاب المليارات الذي تتقاطر إليه الشخصيات الشيعية من حزبيين في حزب الله وحركة أمل ومغتربين في عموم بلاد الاغتراب الشيعي، وفقراء باعوا ما يملكون من عقارات في قراهم، ومودعين سحبوا ودائعهم من مصارف يغلب على أصحابها الطابع المذهبـي الشيعي وغيرها من المصارف، وقابضي تعويضات على بيوتهم المهدمة خلال عدوان تموز 2006، ومقترضين من المصارف رهنوا كل ما يملكون من أجل الحصول على قروض أودعوها شركة صلاح عزالدين أملاً في أرباح خيالية بدأت بـ40% حتى استقرت على ما بين 17 إلى 20% كل ستة أشهر و20 يوماً (لماذا 20 يوماً؟) الإجابة: انها المدة الفاصلة بين الاستحقاق كل ستة أشهر ويوم الدفع!!) اقبل عليه مؤمنو الشيعة الملتزمون تحت ثلاثة اعتبارات أساسية:
الاعتبار الأول هو حجم العائد المادي الضخم الذي كان يعطيه. الاعتبار الثاني هو حجم التغطية السياسية والحزبية من الثنائية الشيعية حزب الله وحركة أمل بما يعنيه من ضمانة أكيدة للمال وصاحبه. الاعتبار الثالث هو حجم التغطية ))الشرعية)) من فتاوى كبار كبار رجال الدين الشيعة الذين وصفوا أعمال عزالدين بأنها خارج نظام الفائدة وان مردودها شرعي.
تحرك عزالدين في البيئة الشيعية التي تكاد تنغلق على نفسها منذ عدوان تموز/يوليو 2006، وسط هيمنة كاملة للثنائية الشيعية، وهو أتقن اللعبة فأحاط نفسه بهالة أمنية وفرتها له الثنائية من خلال الحراسات والاستعراضات والتبرعات التي كان يقدمها لكل المؤسسات الحزبية والأمنية والاجتماعية والخيرية.. للجميع دون استثناء.. فزوج ابنته من ابن نائب سابق في حزب الله حتى ان مسؤولاً أمنياً في الحزب هو و. ص. كان من خلاّنه وصاحب ملايين الدولارات في دورة عزالدين المالية، ومسؤولاً أمنياً في حركة أمل هو أ. ب كان أيضاً صاحب ملايين في هذه الدورة، ومسؤولاً آخر هو ع. ح كان صاحب ملايين.. لكنه تنازل أمام المحقق عن حصته حتى لا يتهم بأنه بات من اصحاب الملايين وهو ذو راتب متواضع بسيط.
الاهم الاهم ان شيخاً قطرياً معروفاً وظّف لديه 180 مليون دولار، فكان احد المستثمرين العرب الذين طمعوا في المردود السريع الذي يعطيه عز الدين.
كبر حجم صلاح عز الدين، وبات مقصداً لكل جمعية خيرية في منطقة قضاء صور طلباً لمساعدة، وهو كان يمني النفس بالنيابة والوزارة.. بعد ان اقنعه قياديو الحزب والحركة بأنه بات قاب قوسين او ادنى من أي منهما، حتى ان بعض اقاربه كانوا تحدثوا علناً قبل انتخابات حزيران/يونيو الماضي بأنه قريباً سيكون في مجلس النواب وربما الحكومة!
وعلى هذه الطريق تبرع بسخاء للجمعيات التي يشرف عليها حزب الله وحركة امل ومراجع دينية اخرى كانت توفر له الفتوى عند اللزوم.. كلها على طريق النيابة.. والوزارة بعد ان توافرت له الوجاهة التي جعلت نواباً من حزب الله هم ح. ح. ح. وع. ف وح. ح. وع. ع. وم. ف. وشقيقه ح. اشبه بمرافقين له يزورونه ليضعوه في الاجواء السياسية كنوع من الوجاهة، وأهل بلدته معروب يرون سيارات النواب بلوحاتها الزرقاء على باب قصره الذي يصفه البعض بأنه من قصور الاحلام والحكام.. فيزدادون فخراً واعتزازاً بابن بلدتهم المقصود من النواب بالزيارة وخطب الود.
وسقطت الإمبراطورية... دار الزمان دورته.. وسقطت إمبراطورية صلاح عز الدين.. المالية التي يقدر البعض حجم استثماراتها الوهمية بـ 2 مليار دولار.. كيف؟
إشاعات عديدة انطلقت.. وكما يقول المثل بعد أن تسقط البقرة يكثر السلاخون. فمن قائل بأن الإمبراطورية المالية لصلاح عز الدين سقطت بعد ان اضطر حزب الله إلى سحب أمواله المقدرة بـ 500 مليون دولار كان سلمها لعز الدين لتشغيلها له، لحاجته الى السيولة.. اثر تعثر الدفع الإيراني بسبب أزمة إيران الاقتصادية. ومن قائل بأن انكشاف عمل عز الدين في تبييض العملة ادى الى الانهيار.. خاصة في ضوء الحرب الأميركية على هذه الجريمة التي يعاقب عليها القانون. ومن قائل بأن الصهيونية العالمية كشفت علاقة عز الدين بحزب الله فحاربته في مشاريعه التي توسع بها في إفريقيا وأوروبا والاميركتين حتى أفلسته وأسقطت إمبراطوريته. ومن قائل انها الانهيارات التي شهدتها البورصة في العالم أثرت على استثمارات صلاح عز الدين فيها. ومن قائل انها التجارات الخاسرة في مواد هبطت اسهمها وأسعارها في ميادين العمل ولم يستطع صلاح تداركها. ومن قائل انها ساعة كشف الحقيقة بأن عز الدين كان يلبس طربوش هذا على رأس ذاك حتى سقط الطربوش وبانت القرعة، فمال هذا كان يعطيه لذاك، والتبرعات كلها من اموال المودعين، وعندما تكاثر عدد المودعين الذين يريدون اموالهم كشف المستور وسقطت ورقة التين.
بين هذه وتلك حلت الكارثة الاقتصادية على شيعة لبنان، وكان أفضل معبر عنها قول الإمام عبد الأمير قبلان: بأنها كارثة اقتصادية على الشيعة بحجم كارثة حرب تموز/يوليو 2006.. مع الفارق ان كارثة 2006 كانت من صنع إسرائيل أما كارثة 2009 فهي صنع شيعي 100%.
ماذا فعل حزب الله؟ بعد ان بلغت أسماع أمن حزب الله بأن صلاح عز الدين بات عاجزاً عن تسديد الفوائد.. وانه يكثر من الاختفاء عن الانظار حتى لا يلبي طلبات المودعين.. خطف الحزب الحاج صلاح، واستدعى خبراء المحاسبة في الحزب وفي شركة عز الدين، وسهروا ليالي وأمضوا اياماً وهم يجردون كل ما يملك الرجل في لبنان والخارج من سيولة نقدية وايداعات مصرفية وعقارات ومبان وشركات وأسهم ورهونات وألزموه ان يوقع على تنازلات عنها بلغت قيمتها مئات ملايين الدولارات، وبعد ان حصلوا على اموالهم.. سلموه الى الدولة اللبنانية، بعد ان عقدوا معه صفقة بأن يسلم لهم كل شيء مقابل ان يكتفى بتوجيه تهمة الافلاس التقصيري بدل الافلاس الاحتيالي، والفارق بين النوعين هو ان الافلاس الاول عقوبته تبدأ بثلاثة اشهر سجن وحدها الاقصى هو ثلاث سنوات.. بينما الافلاس الاحتيالي يمكن ان يصل السجن عقوبة لها الى سبع سنوات.
- معادلة الحكم التي يريدها حزب الله ثلث له + ثلث لميشال عون وثلث لسعد الحريري / حسن صبرا
بعد ان اطمأن حزب الله وحركة أمل الى حصولهما على الثلث المعطل عبر الوزير الشيعي المعتبر من حصة رئيس الجمهورية، وفق معادلة 15 + 5 +10 حيث ان اي شيعي في السلطة خارج 14 آذار/مارس هو ضمن حالة الرعب من الحزب الالهي، فإن الحزب انطلق للحصول على ما هو ابعد من الثلث المعطل الوزاري، الى المثالثة التي فاتحت فيها طهران باريس اثناء المداولة في اختيار رئيس جديد للجمهورية بعد انتهاء مدة الراحل عن قصر بعبدا يوم 24/11/2007.
وحقيقة الأمر ان حزب الله كان نجح في اظهار نفسه مسهلاً للتشكيل الحكومي عندما خرج رئيس مجلس النواب نبيه بري ليقول متفاخراً بنجاح وعده بتشكيل الحكومة قبل نهاية شهر تموز/يوليو 2009، رامياً كرة النار التي اسمها ميشال عون في حضن سعد الحريري، فلما لجأ الحريري الى حزب الله ليعينه على هذه البلوى بعد شروطه المسكوبية، لحس الحزب المذكور عبر نائب امينه العام نعيم قاسم كل وعوده، تماماً مثلما يلحس الآن ميشال عون المبرد وهو يتباهى بأنه سيحصل هو شخصياً على ما يريد بتوزير صهره والحصول على وزارة الداخلية.. او العودة الى وزارة الاتصالات ولجبران باسيل ايضاً.. حتى لو خسر المسيحيون معادلة النصف في السلطة والادارة التي يتمسك بها سعد الحريري.
والغاية من وراء ذلك كله، ان يطبق حزب الله نظرية المثالثة على الارض وداخل الحكومة اعتماداً على لاحس المبرد ميشال عون حيث تتم المعادلة التالية:
ثلث للشيعة + ثلث للسنة + ثلث للموارنة .. وحصة الشيعة يحصل عليها حزب الله وحركة امل الى ان يجد بديلاً عنها او يمكن له الاستغناء عن خدماتها، بينما يحصل السنة على الثلث الثاني ويضم معه الدروز وبعض المسيحيين، بينما يحصل الموارنة عبر ميشال عون على الثلث الثالث.
وهكذا يصبح لحزب الله ثلثان هما ثلثه وثلث ميشال عون، وبهذا يتجاوز بهذه المعادلة ليس فقط نتائج الانتخابات النيابية في 7/6/2009، بل التركيبة اللبنانية المعتمدة على اتفاق الطائف او دستور لبنان منذ العام 1989، وتسقط المناصفة احدى ابرز نتائج هذا الاتفاق الوطني، ويكتشف اللبنانيون بعد فترة ان الائتلاف الشيعي الذي حكم العراق نيابة عن ايران منذ العام 2005 باسم حزبي الدعوة والمجلس الاعلى وتوابعهما، استنسخ نفسه في لبنان عبر حزب الله وحركة امل، ليطل البعد الاقليمي المباشر ويلقي بظلاله الثقيلة على حركة سعد الحريري التصالحية.
فحزب الله يتنصل من وعوده ويطلق ميشال عون لاهثاً وراء مطالب تعجيزية، كما تطلق دمشق بعض كتبتها ليتطاولوا على رئيس الحكومة المكلف وليعطوه دروساً في الديموقراطية التي ترزح تحتها سوريا منذ العام 1963..
لذا،بادر سعد الحريري الى تجاوز الاعراف، وسامح أدبياً كل تجاوز لآداب التعامل معه، واطلق دعوته لميشال عون لحضور لقاء يجمعهما في مجلس النواب او القصر الجمهوري حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، فإذا تمسك عون بمطالبه امام رئيس الجمهورية فهذا يعني ان اوامر دمشق وطهران له اهم بكثير من اي خسارة للمسيحيين حتى لو تجاوزت 17% من مراكزهم في السلطة والادارة والجيش والقضاء والامن والتربية.. لمصلحة حزب الله وتوابعه.
ورهان عون على ايران في نظره ناجح بنسبة 100%، لأنه يرى انها حكمت العراق وتحكم سوريا وتحكم غزة ولم يبق الا نزر يسير لحكم لبنان، وها هي حملته ضد البطريرك الماروني العاقل مار نصرالله بطرس صفير تتقاطع مع دعوة اعتماد الاكثرية العددية التي كان اطلقها الامام الراحل محمد مهدي شمس الدين، ثم تبرأ منها وأعلن عدم واقعيتها وفاعليتها في بلد كلبنان، وهذه الدعوة هي الوجه الآخر لحكم لبنان اعتماداً على المثالثة وفق المعادلة الواردة ثلث للشيعة يمثلها حزب الله، وثلث للسنة يمثلها (حتى الآن) سعد الحريري، وثلث للموارنة يمثلها وفق المطالب التعجيزية المعروفة ميشال عون.
لكن،هل تقف المسألة عند حدود المطالب والحوار المستحيل؟.. يا ريت!فما يجري في بعض مناطق بيروت، وخاصة من تحضيرات ضد ((تيار المستقبل)) في منطقة الطريق الجديدة، وفي طرابلس وفي البقاع الغربي، ومحاولة وليد جنبلاط تحييد نفسه والدروز عما يخطط له وفق معلوماته، وحصار سمير جعجع، كما التحييد السلبي للجيش، وعودة التشكيك بفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي.. وغيرها كلها مؤشرات تقول ان عدوان 7 ايار/مايو الذي رآه حسن نصرالله يوماً مجيداً من ايام المقاومة قابلاً للتكرار، اعتماداً على ترسانة حزب الله وقناعته الكاملة انها لم يعد لها دور في مواجهة اسرائيل وانها موجودة لإخافة قوى الاستقلال.. وقد حققت هذه الترسانة اول نجاحاتها في 7 ايار/مايو واتفاق الدوحة والثلث المعطل في الحكومة، وحققت ثاني نجاحاتها في تحييد وليد جنبلاط، وحققت ثالث نجاحاتها في الحياد السلبي للجيش اللبناني.. وهي تتطلع الى المزيد من النجاحات في السياسة وعلى الارض.
ـ لا تكتم السر
*تقوم شخصيات اقليمية ودولية باتصالات مكثفة مع المدعي العام الدولي دانيال بيلمار، بهدف الاطلاع على مضمون القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي سيصدر في شهر ايلول/سبتمبر الجاري في اطار المساعي لاحتواء مفاعيل هذا القرار في حال صدوره وانعكاساته على الوضع السياسي والامني في لبنان.
وأبدت قيادة القوات الدولية في الجنوب مخاوفها في تقرير رفعته للجهات المختصة من ان يكون للقرار الظني ترددات سلبية على تواجد قوات الطوارىء العاملة في الجنوب اللبناني.
ـ تحضير
تساءلت اوساط عما اذا كانت المعلومات التي اوردتها تقارير امنية عن تغلغل خلايا ومجموعات تابعة لحزب الله في عمق الاحياء البيروتية ذات الطابع السني تشير الى 7 ايار/مايو جديدة يخطط لها حزب الله وحلفاؤه.
ـ شكوى
شكا عدد من ابناء مناطق انطلياس، الدورة، النبعة وبرج حمود من قيام حزب الله باستئجار شقق في هذه المناطق بشكل سري لاستخدامها لغايات امنية وبأسماء مواطنين من الطائفة المسيحية.
ويقوم حزب الله في البقاع باتخاذ مراكز ومستودعات له وسط احياء كثيفة السكان ذات لون مذهبي غير شيعي للتمويه، الامر الذي اثار مخاوف السكان من احتمال تعرض هذه الاحياء لقصف اسرائيلي على غرار حرب تموز/يوليو 2006 في حال حصلت حرب مفاجئة مع اسرائيل.
ـ موقفاً اكثر موضوعية
أكثر من سياسي في المعارضة رأى انه كان بامكان حزب الله ان يتخذ موقفاً اكثر موضوعية وتقبلاً لدى الرئيس المكلف سعد الحريري من شروط العماد عون بدلاً من ان يعتبره فريقاً ذا خصوصية داخل المعارضة، وهو يعرف بأن الجنرال نفسه غير مقتنع بهذا الكلام وليس فقط الحزب.
ـ مشروعا منطقيا
اعتبر دبلوماسي عربي ان على حزب الله وحده دون غيره ان يقدم مشروعاً منطقياً عن الاستراتيجية الدفاعية ومواءمة دور المقاومة مع سلطة الدولة وفي مقدمتها الجيش والاجهزة الامنية وان يستفيد من تجربة من سبقوه في ها المجال.
فساد
ـ تعقد لقاءات واجتماعات لعدد كبير من فعاليات البقاع الشمالي، لترتيب لقاء موسع مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان احتجاجاً على الاوضاع المأساوية الانمائية والامنية والاقتصادية التي تعيشها هذه المنطقة، بسبب تخلي نواب المنطقة عن دورهم منذ سنوات، واستفحال ظاهرة سرقة السيارات والفوضى، اضافة الى الصفقات والسمسرات والسرقات التي تشهدها المشاريع الانمائية التي يتم تنفيذ بعضها في البقاع الشمالي، اضافة الى فشل بلديات المنطقة المحسوبة على حزب الله في أداء دورها، وتفشي روائح الفساد في مجالسها البلدية.
ـ اعلام
منتصر الزيدي سيكون النجم الاعلامي الثاني لسمير قنطار لحزب الله الذي يستعد للاحتفال باطلاق سراحه يوم 14/9/2009.
ـ قال نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبدالامير قبلان ان حزب الله يحاول احتكار الشيعة في لبنان، والغاء جميع المستقلين..
كلام الامام قبلان جاء بعد ان قاطع الحزب احتفال المجلس بالذكرى 31 لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه في ليـبيا عام 1978، ولم يرسل امين عام الحزب حسن نصر الله ممثلاً عنه الى الاحتفال رغم وجود اسمه على كرسي في مقدمة الصفوف، كذلك قاطع معممو الحزب الاحتفال رغم توجيه الدعوة للعشرات منهم، وغاب نواب ووزراء الحزب رغم انهم اعضاء في الهيئة المدنية للمجلس، وغاب أي قيادي سياسي او امني او حزبي عن الاحتفال نفسه.
ـ صحيح
تساءل البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير امام جهة غير مدنية التقته في الديمان عن اسباب ابراز الشبكة الاصولية المتهمة بمحاولة اغتيال النائب سامي الجميل، في عز الاهتمام بتقرير الامم المتحدة عن قوات اليونيفيل، المهتم بالانفجار الذي حصل في مخازن اسلحة تابعة لحزب الله في خربة سلم، وهل هناك محاولة لطمس هذا الحدث لحساب الحزب وإبراز الاهتمام بالشبكة الاصولية.
ـ معقول؟
سكان بلدة مروحين الحدودية فوجئوا باقتحام عناصر من حزب الله لبلدتهم وترويعهم واطلاق النار على منازلهم واحراق بعض مزروعاتهم واختطاف بعضهم، مما دفعهم للاستنجاد بالجيش اللبناني المفترض انه يحمي الامن جنوبي منطقة الليطاني وحده دون أي وجود مسلح للحزب المذكور.
اجتماع عاجل عقده الجيش مع مسؤولي حزب الله ومفتي صور الشيخ محمد دالي بلطة ورئيس بلدية مروحين عدنان غنام ومسؤول الحزب خليل حسين لمعالجة ذيول الاعتداء على البلدة الحدودية التي قدمت عدداً من القتلى في عدوان اسرائيل عام 2006.
ـ مقاومات
توقع مرجع سياسي ولادة تنظيمات لبنانية ((سنية)) خلال الفترة المقبلة، تعلن عن نفسها على انها حركات مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا.
وبحسب هذا المرجع فإن هذه التنظيمات غير تابعة لحزب الله وهي ستبلور حركتها انطلاقاً من حيثيات واعتبارات خاصة بها.