الحدث الأمني الذي طرأ على الساحة اللبنانية والذي تمثل باغتيال القيادي العسكري في حزب الله الحاج عماد مغنية خطف الاهتمام في افتتاحيات الصحف اللبنانية التي صدرت صباح الخميس في العاصمة اللبنانية بيروت، والتي اعتبرت الحدث ضربة كبرى لحزب الله وتساءلت عن كيفية رد الحزب على هذه الضربة، فيما لم تغب التحضيرات للاحتفال بذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما يمكن أن يطرح خلاله من مواقف وكيفية انعكاسها على الأوضاع اللبنانية المتوترة أصلاً.
ـ صحيفة السفير:
أصيب &laqascii117o;حزب الله" بضربة كبيرة وقاسية جداً، بسقوط أحد أبرز قادته الحاج عماد مغنية شهيداً. ربع قرن من الزمن، من التخفي، من الاحتياطات والتدابير الوقائية، لم تفلح كلها، في الحيلولة دون تنفيذ &laqascii117o;قرار القتل الأميركي الاسرائيلي المبرم"، فإذا بـ &laqascii117o;الحاج رضوان"، &laqascii117o;أسطورة" المقاومة و&laqascii117o;حزب الله" وصانع أساطيرهما يسقط بعبوة صغيرة ولكن موجهة، وفي ليلة دمشقية باردة، ومن دون رفقة تلملم أشلاءه أو أصدقاء يبلغون حزبه إلا بعد نحو نصف ساعة من الزمن. ذهب عماد مغنية الى الاستشهاد وحده، ليصبح ثالث الشهداء في عائلة الحاج فايز مغنية ولو أنه بكّر في الرحيل نسبة الى عمره الوجيز (46 عاما) .هو موت بطيء وساذج واغتيال &laqascii117o;روتيني" لا يمت بصلة الى خبرة مغنية وحزبه ومقاومته... ما استدعى طرح أسئلة كبيرة حول الجهة التي تقف وراء اغتياله، وكيف أمكن تحقيق هذا الاختراق الأمني النوعي، وفي قلب العاصمة السورية، سواء بكشف شخصية مغنية أولا، ورصد تحركاته ثانيا، والنيل منه ثالثا، وهي مهمة فشلت في تنفيذها، على مدى عقود دول وجيوش وأجهزة استخبارات خصصت عشرات الملايين من الدولارات لمن يقدم رأسه الى الأميركيين والإسرائيليين، ولكن دون طائل، حتى أن البعض خشي &laqascii117o;من مجرد خطفه" كما حصل مع الفرنسيين في نهاية الثمانينيات . سرا أن عماد مغنية هو أحد أبرز المطلوبين أميركيا، ويوازي في أهميته زعيم تنظيم &laqascii117o;القاعدة" أسامة بن لادن، ولم يتردد مسؤولون أميركيون، رؤساء، ووزراء خارجية ومسؤولون أمنيون وسفراء، في مطالبة الدولة اللبنانية ودول أخرى بتسليم مغنية مقابل &laqascii117o;أثمان كبيرة"، حتى أن أحد السفراء الأميركيين السابقين في بيروت، قال في يوم من الأيام &laqascii117o;سنبقى نطالب برأس عماد مغنية ولو بعد ألف عام"! في الساعات الأولى، كان يصعب تصديق أن تلك الصدمة التي أصيب بها &laqascii117o;حزب الله" سيخرج منها سريعا، ولكن الحزب أثبت تماسكه في ساحة المقاومة، وخرج أكثر قوة ومراسا وحذرا، وهو الأمر الذي عبّرت عنه القرارات السريعة التي اتخذها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بتعيين رئيس جديد لـ&laqascii117o;المجلس الجهادي" في &laqascii117o;حزب الله"، بدلا من مغنية الذي كان واحدا من أعضاء شورى القرار في الحزب. ولعل السؤال الذي طرح نفسه، على قيادة المقاومة، وربما أبعد منها، على طهران ودمشق، هو أي رد سيقرره &laqascii117o;حزب الله" على هذه الجريمة، وهذا السؤال، استوجب، في ظل غموض الأجوبة، اقدام الأميركيين على اتخاذ تدابير احتياطية غير مألوفة في لبنان والمنطقة، فيما قرر الاسرائيليون رفع حالة التأهب والاستنفار ليس في الداخل الاسرائيلي وفي منطقة الحدود الشمالية مع لبنان، بل على مستوى السفارات والمؤسسات الاسرائيلية في الخارج... ومن المتوقع أن يعلن السيد حسن نصر الله في كلمة له أمام حشد المشيّعين في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، من جمهور العاصمة والضاحية الجنوبية فقط، عن بعض سيرة مغنية وخاصة بصماته في &laqascii117o;حرب تموز" وعن طبيعة قرار &laqascii117o;حزب الله" بـ&laqascii117o;الرد الموجع والقاسي"، تاركا للاسرائيليين وربما لغيرهم أن يحتاروا بين حدي الرد العسكري وحدوده.. والرد الأمني وساحاته المفتوحة على احتمالات يصعب التنبؤ بها مسبقا.
لذلك، أعلن &laqascii117o;حزب الله" اعتبارا من فجر الأربعاء &laqascii117o;وحتى اشعار آخر"، حال الاستنفار القصوى في جميع صفوفه، فيما كان الاسرائيليون يعبرون عن فرحتهم بعد أن قرروا التنصل من الجريمة، وشاركهم في ذلك الأميركيون الذين قالوا إن &laqascii117o;العالم صار مكاناً أفضل من دون وجود هذا الرجل". ولقيت الجريمة استنكارا لبنانيا شاملا، وسط تحضيرات قوى الرابع عشر من آذار لاحياء الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ساحة الشهداء اليوم. تفاصيل الجريمة وفي التفاصيل، أنه قرابة الحادية عشرة الا ربعا من ليل الثلثاء الأربعاء، وبعد دقائق قليلة من مغادرته &laqascii117o;شقة حزبية"، في حي كفرسوسة، احدى ضواحي دمشق السكنية الراقية، وخلال اجتيازه وحيدا ومن دون مرافقين، الرصيف باتجاه سيارته، انفجرت عبوة ناسفة في سيارة &laqascii117o;باجيرو" كانت مركونة جانبا، على مقربة من سيارته، حيث أصيب عماد مغنية إصابة مباشرة وقاتلة. ووفق مصادر متابعة، فإن الاستهداف طرح أسئلة سورية حول الأشخاص الذين كانوا على معرفة بأن مغنية توجه الى دمشق، وكيف تمكن المنفذون من كشف أن شخصية &laqascii117o;الحاج رضوان" هي نفسها عماد مغنية، بينما كان يصعب تصديق أن الرجل يمكن أن يمضي نهارا واحدا في مكان ثابت، وإذا كان ذلك &laqascii117o;الانكشاف" قد حصل بصورة مسبقة، فلماذا قرر &laqascii117o;المترصدون" نصب &laqascii117o;الكمين" في دمشق وليس في أي مكان آخر، ولماذا تم اختيار هذا الحي الدمشقي، المعروف بـ&laqascii117o;حصانته" العسكرية والأمنية (كاميرات مراقبة وإجراءات أمنية ومقرات قيادية الخ.وقالت المصادر ان عملية رصد حقيقية تمت على الأرجح لمغنية وربما تكون قد بدأت قبل وصوله الى الأراضي السورية، &laqascii117o;ولعل الروتين والاطمئنان الخفي" قد كانا السبب الرئيسي لتسهيل الاستهداف، من دون استبعاد خروقات في مكان ما، &laqascii117o;لكن خارج بنية &laqascii117o;حزب الله" التي ظلت عصية على الاسرائيليين والأميركيين" على حد تعبير المصادر نفسها. وأضافت المصادر أن القاصي والداني، يعلم أن مغنية كان ملاحقا وأن محاولات عدة جرت لاغتياله، ربما المعلن منها حتى الآن قليل، ومنها محاولة أدت الى سقوط شقيقه فؤاد في التسعينيات، أما أخطر المحاولات وربما آخرها، فهي تلك التي استهدفت خطفه في الأجواء، بعدما كان في طريقه، من دمشق الى طهران على متن احدى شركات الطيران العربية، حيث اعترضتها طائرات حربية أميركية وحاولت إجبارها على النزول في أحد المطارات العسكرية لولا &laqascii117o;الرسائل الكبيرة" التي بلغت الأميركيين والتي كان يمكن لها أن تؤدي الى اهتزاز الوضع الإقليمي برمته. وأكدت المصادر أن السلطات السورية تجري تحقيقا وثمة شهود وبعض الموقوفين بالإضافة الى أشرطة من بعض كاميرات المراقبة المزروعة في الشارع الذي وقع فيه الانفجار. وأعلنت وزارة الداخلية السورية &laqascii117o;ان التحقيقات الجارية حول انفجار السيارة المفخخة في حي كفرسوسة السكني، ليل امس الأول، بينت انه استهدف المناضل اللبناني عماد مغنية". &laqascii117o; في المقابل، بدت اسرائيل محتارة بين الترحيب العلني وإشهار فرحتها، وبين اصرار أكثر من مسؤول فيها، على رأسهم ديوان رئيس حكومتها ايهود اولمرت على رفض &laqascii117o;محاولة جهات إرهابية نسبة أي ضلوع لها في الحادث". ولاحظت وسائل الإعلام الاسرائيلية أن الكنيست شهدت أمس حدثا لم يسبق له مثيل حين سارع اعضاء الكنيست الى اولمرت عند وصوله القاعه الرئيسية وقدموا له التهنئة والتبريكات على عملية الاغتيال. وقد ظهر اولمرت في قاعة الكنيست حيث اصطف اعضاء الكنيست ومن بينهم اعضاء في الليكود و&laqascii117o;اسرائيل بيتنا" واحدا خلف الآخر ومروا من امام مقعده مصافحين اياه ومباركين له عملية الاغتيال ومطالبين اولمرت بنقل تحياتهم الى رئيس &laqascii117o;الموساد" مئير دغان. وقطعت محطات التلفزة والاذاعات برامجها فور الاعلان عن مقتل مغنية وقدمته على انه &laqascii117o;الارهابي الاخطر في الشرق الاوسط منذ 30 عاما". وعنونت صحيفة &laqascii117o;يديعوت احرونوت" على موقعها على الانترنت &laqascii117o;لقد تمت تصفية الحساب: مقتل مغنية في دمشق". وقال عضو الكنيست الاسرائيلي من &laqascii117o;حزب العمل" داني ياتوم الذي خدم في التسعينات كرئيس لـ&laqascii117o;الموساد" وكان قائدا للجبهة الوسطى إن المساس به يشكل ضربة شديدة لـ&laqascii117o;حزب الله" معنويا وعملانيا لأنه ليس من السهل اقتفاء أثره وقدراته ولكن لكل واحد بديلا هناك. .....الى ذلك، أفادت مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية، أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وصل أمس الى باريس في زيارة لبنانية، هي الثانية خلال أقل من عشرة ايام، ولاقاه هناك السفير السعودي في بيروت د. عبد العزيز خوجة، فيما تردد أن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي انتقل مساء امس الأول الى المانيا، قد يزور العاصمة الفرنسية التي سيتوجه اليها هذا الأسبوع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
ــ صحيفة اللواء:
...قالت مصادر معنية لـ 'اللواء' انه في انتظار استكمال التحقيق الذي من المفترض ان تجريه السلطات السورية والاجهزة المختصة في 'حزب الله' يمكن الاستنتاج من خلال معاينة الصور الموزعة عن السيارة المستهدفة في اغتيال مغنية ان العبوة المتفجرة وضعت في الجهة الخلفية·ولفتت الى انه من المرجح ان تتراوح زنة العبوة بين 10 و15 كيلوغراماً·
ـ صحيفة النهار:
طغى اغتيال احد ابرز القادة العسكريين والامنيين في 'حزب الله' عماد مغنية في دمشق على المناخ العام في لبنان، عشية احياء الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، على نحو سينعكس اليوم في مشهدين: الاول قبل الظهر في ساحة الشهداء مع تجمع ضخم لاحياء ذكرى اغتيال الحريري، والثاني بعد الظهر في الضاحية الجنوبية لتشييع مغنية. لكن تداعيات الحدث الصاعق الذي تمثل في اغتيال مغنية، اضافت عاملا طارئا من عوامل التهدئة السياسية الداخلية وترجمته موجة واسعة من ردود الفعل تنديدا بهذا الاغتيال وخصوصا على ألسنة قادة في 14 آذار من منطلق وحدة الموقف حيال جرائم الاغتيال التي يبدو انها اتخذت مع هذا الحدث بُعدا جديدا بالغ الغموض والالتباس ان من حيث توقيته ومكانه، او من حيث شخص مغنية ودلالات اغتياله.
...علمت 'النهار' ان الجيش وقوى الامن الداخلي ادخلت تعديلات جديدة على الخطة الامنية المعدة لهذا اليوم في ضوء حادث اغتيال مغنية والتحضيرات لتشييعه بعد الظهر في الضاحية الجنوبية. ووضعت خطة جديدة لتنظيم السير تكفل عدم تداخل الوفود المتقاطرة من الشمال والبقاع والجنوب الى بيروت والضاحية للمشاركة في المناسبتين.
وفي معلومات 'النهار' ان التوافد الى بيروت سيبدأ فجر اليوم مع بدء تنفيذ الخطة الامنية، على ان يكتمل الحشد في ساحة الشهداء قرابة العاشرة والنصف، ...أما عن مضمون الخطب السياسية وسقوفها، فأوضحت الاوساط نفسها انها ستتناول 'تأكيد ثوابت ثورة الارز والتمسك بها ورفض أي تنازل يمس باستقلال لبنان وسيادته وحريته.
ـ صحيفة الحياة:
تلقى &laqascii117o;حزب الله" ضربة موجعة باغتيال أحد قادته العسكريين والأمنيين الذي ذاع صيته وإسمه في العالم، باعتباره كان مطلوباً من السلطات الأميركية وإسرائيل، وهو الحاج عماد مغنية (رضوان) بانفجار سيارة مفخخة في دمشق ليل أول من أمس، ما أدى الى مقتله....وفي دمشق، علمت &laqascii117o;الحياة" ان عماد مغنية دخل قبل بضع ساعات من اغتياله الى الاراضي السورية باسم مستعار يعتقد بانه &laqascii117o;رضوان" وانه لم يخطر السلطات السورية بوجوده في اراضيها. وترجح هذه المعلومات ان مغنية كان متابعا في تنقلاته داخل الاراضي اللبنانية الى حين دخوله سورية وتفجير سيارة &laqascii117o;متسوبيشي" من نوع باجيرو في حي كفرسوسة الراقي وسط دمشق. ولم تعرف السلطات السورية لدى وقوع انفجار السيارة المفخخة ان القتيل هو مغنية لعدم علمها بوجوده، واسفرت التحقيقات اللاحقة الى معرفة هويته.