صحف ومجلات » مقالات وتحقيقات الصحف اللبنانية الصادرة صباح الخميس 14/2/2008

لا حديث للكتاب والمحللين في الصحف اللبنانية إلا التعليق على الحدث الأمني الذي تمثل باغتيال القائد العسكري في حزب الله الحاج عماد مغنية، حيث نقل المحللون الكثير من الشهادات والأخبار والمعلومات حول هذه الشخصية الأسطورية كما سماها بعض الكتّاب، وحاول كتّاب آخرون استشراف الآثار التي يمكن أن يتركها هذا الحدث على الوضع المحلي والإقليمي.

ـ صحيفة الاخبار
عمر نشابة :
... عماد مغنية كان في زيارة إلى العاصمة السورية ولم يستشهد بينما كانت ضابطة عدلية محلية أو خارجية تهمّ بالقبض عليه لتسليمه لمحكمة غربية أو للبوليس الدولي أو للاستخبارات الاميركية. كذلك لم يستشهد مغنية خلال مواجهة مباشرة مع جيش أو مسلحين أو عصابات. ولم يستشهد جرّاء قصف عشوائي جوي أو بحري أو بري. بل اعتمد قتَلة مغنية أسلوب الغدر بعدما تمكّنوا من جمع معلومات حول تنقلاته. لم يحاول الجناة خطف مغنية أو جرحه بل أرادوا التأكد من قتله عبر تفجير عبوة ناسفة تستهدفه. لكن وظيفة تلك العبوة لم تكن اغتيال مغنية فحسب، إذ خلقت حالاً من الرعب بين سكان العاصمة السورية وعرّضت أمنهم وحياتهم أيضاً للخطر.

ـ صحيفة السفير
زياد حيدر:
يبدأ وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي اليوم زيارة رسمية إلى دمشق تستمر يوما واحدا، وصفت بأنها زيارة عمل ستركز بشكل أساسي على الموضوع اللبناني. إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن متكي سيزور بيروت اليوم، لتقديم التعازي لحزب الله باستشهاد عماد مغنية، على أن يتجه بعد ذلك إلى دمشق. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، لـ&laqascii117o;السفير"، إن متكي سيبحث مع المسؤولين السوريين &laqascii117o;تفاعل الأزمة في لبنان"، خصوصا أن &laqascii117o;سوريا وإيران متفقتان على تأييد التوافق اللبناني ودعم المبادرة العربية والعمل على إنجاحها". وسيلتقي متكي الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ونظيره وليد المعلم. وأصبح مستبعدا حصول لقاءات بين الوزير الإيراني ووفود فلسطينية أو من حزب الله وحركة أمل كما جرت العادة في دمشق، خصوصا أنه قد قام بتأجيل سفره لساعات لأسباب لم تعلن.


ـ صحيفة الاخبار
إبراهيم الأمين :
&laqascii117o;لقد رأينا الموت في عيونهم، لقد رأينا الهزيمة أيضاً، وعندما أطلقنا الدفعة الأولى من الصواريخ على حيفا، قلت لمن كان إلى جانبي: خسرت إسرائيل الحرب".
كان عماد مغنيّة يعاني إرهاقاً جسدياً وبعض المشكلات الصحية بعد أسابيع على انتهاء حرب تموز عام 2006.الحاج، الشبح، رضوان، الثعلب أو اللغز. أسماء وصفات كثيرة أُطلقت على عماد مغنية، الرجل الذي لم يكن ممكناً أن يخرج إلى العلن إلا شهيداً. لم يكن ممكناً التقاط الإشارات حوله إلا في دوائر ضيّقة للغاية، ما يجعل وصول العدو إليه أمراً كبيراً ومخيفاً، ويجعل النيل منه ضربة أليمة، قاسية، لئيمة وهي الأشد قسوة في تاريخ حزب الله. و&laqascii117o;ضربة المعلّم" التي قام بها الإسرائيليّون بدت شديدة الاحتراف، وتنال احترام عماد مغنية لو كان على قيد الحياة، ...لم يكن &laqascii117o;الحاج" ظلّ السيد حسن نصر الله كما يفترض كثيرون، ولا هو الرجل الثاني في الحزب كما يفترض آخرون، ولا هو القابض على روح المقاومة كما يتحدث منافسون، بل هو الرجل القوي الذي تدرّج في المواقع القيادية ربطاً بإنجازاته الكبيرة: تفكيراً وتخطيطاً واستعداداً وتجهيزاً وتنفيذاً حين يكون عليه الحضور. ...لم يكن قد مرّ على الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 أيّام قليلة، حين كان الحاج رضوان يرسم خط النار الجديد مع العدو. ، فهم سر السكينة التي غلفته وهو يدعو إلى الروية وبذل ما يحتاج إليه العمل من جهد، لا تقيّده بمهل زمنية ولا بسقوف وهمية. وحين يصدر القرار، يكون أكثر من يثابر على تحقيقه بأكبر دقة ممكنة، ...كان عماد مغنية مساعداً أساسياً للسيد نصر الله. كان الأخير يحبه ويهوى عقله. أمضى الرجلان معاً أياماً طويلة على الثغور: &laqascii117o;ليس أحب إلى السيد من تمضية وقته مع المجاهدين، يكره كل شيء اسمه إجراءات، كان يحسدني على حريتي في الحركة والتنقل بين المواقع والمكاتب من دون مرافقين وإجراءات، وكان يضحك عندما نلتقي بمجاهدين لا يعرفونني وينتظرون إشارة مسؤولهم ليسمحوا لي بالمرور"....وهكذا، انكشف السر. ظهر الساحر من خلف ستارته. مضى في طريق يعرفها منذ صغره، لكنه ترك خلفه عبئاً ثقيلاً على رفيق له اسمه حسن نصر الله...


ـ صحيفة الاخبار
غسان سعود :
رغم شحِّ المعلومات، لا يتردد بعض الصحافيين والباحثين الأجانب في الكتابة عن مغنيّة، وتحويله، في مخيلة قرائهم، إلى أسطورة يصعب فكّ أسرارها. فيكتب دان دارلنغ في مجلة الـ weekly standard بتاريخ 25 تموز 2006 أن اسم مغنية قد لا يكون معروفاً بالنسبة لمعظم الأميركيين، &laqascii117o;لكن ثقوا أنه محفور في رأس معظم خبراء الأمن الدوليين". ويشير دارلنغ المتخصص بكتابة التقارير عن جبهات القتال إلى مسؤولية مغنية المباشرة عن عملية حزب الله في 12 تموز، وينشر مركز jane الأميركي للمعلومات العسكرية تقريراً مفصلاً عن مغنية ينقل فيه عن الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الاشتباه في رعاية السلطة العراقية لمنفذي الهجوم على مركزي التجارة في نيويورك والبنتاغون. ومدبرّو العملية، بحسب أمان، كانوا &laqascii117o;اثنين من أكثر الإرهابيين دهاء في العالم هما اللبناني عماد مغنية مسؤول العمليات الخاصة حول العالم في حزب الله، والمصري أيمن الظواهري القيادي البارز في تنظيم القاعدة". ولا يتردد بعض الخبراء الاسرائيليين في شؤون &laqascii117o;الإرهاب" في القول إنهم يرون &laqascii117o;توقيع مغنية وسط دماري نيويورك وواشنطن". ويصف تقرير jane مغنية بأهم الخارجين على القانون في العالم،. وتشير jane إلى أن خبراء الأمن الاسرائيليين الذين تعقبوا مغنية طويلاً يرددون أن &laqascii117o;بن لادن تلميذ مدرسة مقارنة مع مغنية، العبقري، الذي اوصل الإرهاب إلى أعلى المستويات"، والذي &laqascii117o;تثبت الدراسات الإسرائيلية والأميركية أنه مضطرب عقلياً، تشجعه الدوافع الثأرية والدينية على المضي في إرهابه، ولم ينفع قتل شقيقيه في ثنيه عن المضي قدماً".وتتكامل فصول الروايات الغربية، المضخمة ربما، عن دور مغنية، فيكتب بيل روجيو في الـ longwarjoascii117rnal الأميركية تحت عنوان &laqascii117o;عماد مغنية وراء أسر الجنديين الإسرائيليين على الأرجح" عن ضرورة الربط بين عملية حزب الله المتطورة في 12 تموز والصمود اللاحق وإدارة مغنية المباشرة للعمليات. و ينشر الباحث الأميركي دايف فرانسيس على أكثر من موقع أميركي وأوروبي دراسة عن مغنية عنوانها &laqascii117o;أسامة أو كارلوس اللبناني"، يقول فيها إن الشعب الأميركي ينهمك بالكلام عن بن لادن الذي رغم خطورته لا يفترض أن يسرق الأضواء من إرهابيين آخرين مثل عماد مغنية الذي جعل من طهران مدينة له لفترة طويلة من حياته، قبل أن يبدأ التنقل بين طهران وبغداد وسوريا ومناطق نفوذ حزب الله في لبنان، ويعقد اجتماعات سرية وسريعة مع خلاياه في أكثر من منطقة ألمانية ليوزع &laqascii117o;المهام الإرهابية" حول العالم. ويجد فرانسيس في مغنية توأماً لبنانياً لكارلوس، خصوصاً بعد محاولته تفجير الطائرة فوق تل أبيب. ويقول روبرت باير المسؤول البارز في الـ&laqascii117o;سي. أي. إي" والذي لاحق مغنية مطولاً في الشرق الأوسط عن مغنية إنه &laqascii117o;أخطر إرهابي سبق أن رآه. وهو الأذكى والأكثر تمتعاً بقدرات اختراقية، حتى مقارنة مع الاستخبارات الروسية. فهو يدخل من باب ويخرج من آخر. يغير سيارته يومياً، ولا يعطي أبداً مواعيد عبر الهاتف، ولا أحد يمكنه أن يتوقعه. هو سيّد الإرهاب، هو الكأس المقدسة (شيء لا يمكن إيجاده أبداً)، نحن نلاحقه منذ عام 1983".ويدّعي الباحث في وكالة الأسوشييتد برس ماغنوس رانستورب أن مغنية انتقل خلال السنوات الماضية، بعد تأمينه عتاداً عسكرياً ضخماً لحزب الله، إلى توفير قدرات عسكرية نوعية لحركتي حماس والجهاد داخل غزّة والضفّة الغربيّة. ويذكر الخبير العسكري غال لافت في مقالته &laqascii117o;أرض حزب الله" في مجلة الـ Commentary. ـ عدد نيسان ـ أيار 2003 أن مغنيّة اشترى سفينة وكلف نائبه الحاج باسم بتأمين انتقالها من جزيرة كيش الايرانية إلى المقاومة الفلسطينية. ويدعو لافت إلى ضرورة أن يفصل المتابعون بين نصر الله بصفته مسؤولاً عن المؤسسات الإنسانية التي تساعد المواطنين ومغنية المسؤول الحقيقي عن مختلف قدرات حزب الله العسكرية.تحمل الكثير من هذه المعلومات مبالغات ومغالطات، لكن المؤكد أن اغتيال مغنية لن يكون آخر حلقات أسطورته، إذ يستحق قاتله قابض الملايين الخمسة والعشرين بعض المتابعة.


ـ صحيفة الاخبار
علي حيدر:
بعدما حرصت إسرائيل على تجنّب التعليق على اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، عادت وشددت، ولحسابات أمنية وسياسية، على نفي أي علاقة لها بالعملية. ففي موقف مغاير لكل ما نهجته إسرائيل في الحالات التي كانت تُتهم فيها بالوقوف وراء عمليات اغتيال أو تخريب معينة، أكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء إيهود أولمرت أن &laqascii117o;إسرائيل ترفض محاولات منظمات إرهابية أن تنسب إليها أي تورّط في هذه القضية، وليس لدينا أي شيء لنضيفه". وقال الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي عضو الكنيست، داني ياتوم، إنه &laqascii117o;لا يعرف من قام بتصفية عماد مغنية، لكنه نجاح لأجهزة الاستخبارات.


ـ صحيفة الاخبار
محمد بدير:
روى ضباط كبار سابقون في شعبة الاستخبارات العسكرية، لـ&laqascii117o;يديعوت أحرونوت"، أن اسم عماد مغنية، كان يدور في خاطرهم بعد كل عمل &laqascii117o;إرهابي" يحدث في العالم تقريباً.
ونقلت الصحيفة عن هؤلاء الضباط، الذين يعرفون جيداً اسم مغنية وعمله، وممن لم يتمكنوا من إخفاء فرحهم بعد انتشار خبر اغتياله، قولهم إن &laqascii117o;حزب الله فقد الشخصية العملانية الأهم في الحزب خلال السنوات الأخيرة".
وقال ضابط رفيع المستوى في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إن حزب الله لن ينهار وسيواصل طريق مغنية.

ـ صحيفة الاخبار
فراس خطيب:
كان القيادي في حزب الله، عماد مغنية، المطلوب الأوّل بالنسبة إلى الإسرائيليين على مدار سنواتٍ مضت، وخطّطت أكثر من مرة لاستهدافه اغتيالاً أو خطفاً، وكانت تقدّر مكانة مخطّطاته في &laqascii117o;حزب الله".
وفي تقرير أعدَّه محلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة &laqascii117o;يديعوت أحرونوت"، رونين برغمان، في تموز 2006، أشار إلى أنَّ &laqascii117o;الموساد" الإسرائيلي طرح في إطار قضية اختفاء الطيّار الإسرائيلي رون أراد اختطاف الأمين العام السابق لحزب الله عباس الموسوي واستبداله بأراد. وبحسب التقرير، كانت مهمة الاختطاف صعبة وتقرر استبدال الاختطاف باغتيال الموسوي. وخلافًا لرأي المسؤول عن ملف أراد في الاستخبارات الإسرائيلية، قرّر قائد أركان الجيش الإسرائيلي في حينه، إيهود باراك، تغيير مسار العملية وقرر ما يلي: &laqascii117o;إذا كان الموسوي على قائمة الاغتيال التي وضعناها، فلنغتله الآن، ولدينا الفرصة"، فتعالت أصوات معارضة للعملية ومتحفظة من اغتيال الموسوي....في أيلول من عام 2006، أجرت صحيفة &laqascii117o;يديعوت أحرونوت" مقابلة مطولة مع وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز، عاد في خلالها إلى السابع من تشرين الأول عام 2000، بعد اختطاف الجنود الثلاثة من منطقة &laqascii117o;شبعا". كان موفاز في ذلك الحين مجتمعاً مع قادة الجيش. وصل الخبر إلى مكتبه، فطلب أن &laqascii117o;يجلس وحده قليلاً" وكتب في مذكراته: &laqascii117o;لقد صفعنا على وجهنا. يجب أن نرد على هذه العملية بكامل القوة".
اقترح موفاز على باراك عملية جوية وبرية واسعة ودخول الجيش إلى لبنان. وبحسب مذكرات موفاز، رفض باراك الفكرة وطلب منه &laqascii117o;عدم التصعيد"، مضيفًا: &laqascii117o;سنرد على العملية، لكن لن ندخل لبنان".كان باراك، بحسب موفاز، يريد أن تنفذ إسرائيل عملية اختطاف قائد من حزب الله، وكان الهدف في ذلك الحين هو مغنية. لكن هذا لم يتم.
في تشرين الثاني 2006، كشفت القناة الإسرائيلية العاشرة أنَّ الاستخبارات الإسرائيلية حصلت على معلومات استخبارية &laqascii117o;قيِّمة" أثناء العدوان الأخير على لبنان، عن عماد مغنية، الذي تعدّه &laqascii117o;الرأس المدبر لحملات حزب الله".
ووصلت هذه المعلومات عن طريق شخص إسرائيلي يسكن الولايات المتحدة، يدعى آفي. المعلومات وصلت على شاكلة صور وأشرطة جديدة يظهر مغنية من خلالها، وقد وعدت السلطات الإسرائيلية، المواطن آفي بمقابل &laqascii117o;قيِّم" لمثل المعلومات، إلا أنَّ العدوان الإسرائيلي انتهى و&laqascii117o;استغلت" إسرائيل المعلومات، حسب تقرير القناة العاشرة، وتجاهلت من زوّدها. وابلغته: &laqascii117o;لا توجد ميزانية... أنت وحدك".وبحسب التحقيق الذي أعدَّته القناة العاشرة، فإنَّ آفي عمل على مدار عامين ونصف عام على توثيق &laqascii117o;نادر وخاص لكبار المطلوبين والإرهابيين في العالم". ويقول آفي، الذي ظهر في الفيلم مغطى الوجه، إنَّ &laqascii117o;أحد أبرز هؤلاء المطلوبين كان عماد مغنية"، واصفاً إياه بأنه &laqascii117o;أهم من بن لادن"، ومشيراً إلى أنَّ لإسرائيل &laqascii117o;حساباً دموياً طويلاً مع هذا الشخص".وقال آفي، الذي يتمتع بعلاقات مع أجهزة الأمن الأميركية، إن مغنية &laqascii117o;معرَّف على يد الأميركيين وأجهزة أمنية مختلفة في العالم بأنَّه الرجل الإرهابي الأخطر والأكثر ذكاءً في العالم".
المعلومات والصور التي حصل عليها آفي، بحسب القناة العاشرة، كانت بمثابة &laqascii117o;كنز استخباري كبير"، مبينة هذا بقولها إنَّ الصور الأخيرة التي التقطت لمغنية &laqascii117o;كانت قبل عشرين عاماً تقريباً". ويقول آفي إنَّه &laqascii117o;استطاع أن يعرف مكان مغنية"، مضيفًا أنَّه &laqascii117o;حصل على صور له في عام 1996 وأشرطة وصور من عام 2005 وحتى نيسان وأيار 2006".


ـ صحيفة السفير
واصف عواضة:
عماد فايز مغنية، الشاب الجنوبي القصير القامة، من بلدة طيردبا في قضاء صور. هو &laqascii117o;الثعلب" الذي شغل الكون طوال ربع قرن من الزمن. كان في العشرين من عمره عندما بدأ اسمه يلمع مع بدايات انطلاق &laqascii117o;حزب الله" والمقاومة الاسلامية، وسقط في السادسة والاربعين من عمره، واسمه وصورته التي تكاد تكون نادرة، على لائحة مكتب التحقيق الفيدرالي ووكالة المخابرات الأميركية كواحد من &laqascii117o;أهم المطلوبين" في العالم، بل ربما أحد أهم ثلاثة من المطلوبين دوليا الى جانب أسامة بن لادن وأيمن الظواهري. يكفي أن رأسه بالنسبة للإدارة الأميركية يساوي خمسة وعشرين مليون دولار، وهو حجم الجائزة الذي ارتفع في السنوات الاخيرة من خمسة ملايين الى هذا الرقم الهائل. ...بغياب عماد مغنية يخسر &laqascii117o;حزب الله" والمقاومة الإسلامية واحدا من أبرز كفاءاته. هي ضربة موجعة على الخاصرة، لكنها بالتأكيد ليست قاتلة. فالحزب لم يعد شخصا بحد ذاته. انه مؤسسة ولاّدة للكفاءات والكادرات والقيادات، وان مراجعة بسيطة ليوبيله الفضي تؤكد قدرته الدائمة على الإنتاج الذي يقوى على الخسائر.


ـ صحيفة السفير
حلمي موسى:
اختارت إسرائيل أن تتعامل مع نبأ اغتيال الشهيد عماد مغنية بشكل متذاك فأشهرت الرضى وتنصلت من المسؤولية. وفرضت القيادة الإسرائيلية على نفسها نوعا من الصمت الذي يذكر الجميع بذاك الذي رافق الغارة الجوية على المنشأة السرية السورية قبل شهور. ...فالاغتيال تم على أرض سورية لشخصية مطلوبة على الأقل من ثلاث دول هامة أولها أميركا وثانيها فرنسا وثالثها بريطانيا. ويشكل هذا في نظر إسرائيل توفير أكبر دليل ملموس على إيواء سوريا لمطلوبين دوليين ما يجعل حكومتها أمام قائمة تزداد طولا من المطالب والأسئلة. وإذا ما أقدم حزب الله أو أي قوى أخرى على الرد على الاغتيال في خارج المنطقة فإن هذا سيعزز من عداوة الدول التي سيتم الرد فيها لكل من سوريا وحزب الله وأيضا لإيران.


ـ صحيفة السفير
محمد بلوط:
المطاردة التي وضعت أوزارها بالشهادة في كفرسوسة، بدأت قبل عقدين وأكثر في الشياح. الشهيد عماد مغنية كان في عين مرمى أجهزة المخابرات الإسرائيلية، والأميركية خصوصا، منذ أن صعد نجمه في العمل السري، ليصبح حقل عمله الأثير، والوحيد ربما. وكان شبح مغنية يلوح خلف عمليات كثيرة ضد الأميركيين، والغربيين في لبنان المتدخلين في قوات متعددة الجنسية بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان: طائرات أميركية وخليجية تُخطف، قاعدة مارينز قرب المطار تتناثر مع انتحاري، وسفارة أميركية في عين المريسة جزم &laqascii117o;روبرت بير"، عميل المخابرات الأميركية السابق في لبنان، &laqascii117o;أن طوابقها العشرة، تعالت عشرين مترا عندما عبر محمد حسونة، مجًّند مغنية، بشاحنته الانتحارية قاعة الاستقبال، قبل أن تهوي أشلاء، دما وركاما". والراوي الأميركي، في كتابه بالفرنسية &laqascii117o;سقوط السي آي أي" عام ,2001 كان يكتب مقدمات المطاردة الطويلة، التي تجعل انفجار كفرسوسة، فصلا منطقيا يختم محاولات كثيرة، لاغتيال مغنية، انتقاما لكل ما نسب إليه. &laqascii117o;بير" قام بتدبير، المحاولة الأولى لاغتيال مغنية نهاية الثمانينيات، عابرا خطوط القتال، حتى غاليري سمعان، بحماية الميليشيا المحلية في القطاع الشرقي، للقاء عصام، العميل القادم من الضاحية الجنوبية: عماد مغنية هو الرجل الذي أريده ... عصام، تفرس في ملامحي قبل أن يستدير نحو مرافقي جان &laqascii117o;هل هو جدي ..؟طأطأ جان برأسه،.. أريد ألفي دولار مقدما، وألف دولار بعد التنفيذ، قال عصام. ـ أريده حيا ـ إبحث إذاً عن رجل آخر. أسبوع عاد بعدها الرجل بصور للمدرسة الدينية، التي كان يأتيها مغنية مرة في الأسبوع، كي ينام فيها &laqascii117o;لم يعد لمغنية مرقد دائم، فإلى جانب السي آي أي، وحشود المخابرات التي تتعقبه، ما كان مسموحا له أن يبيت ليليتن متتاليتين في سرير واحد. وتحت السقف نفسه كان يخرج من الأبواب الخلفية على الدوام، ولا يكرر الصعود ظهرا في سيارة الصباح". ـ &laqascii117o;هل بوسعك أن تختطفه"؟ ـ &laqascii117o;لقد قلت لك، بوسعي أن أقتله، وإذا كنت تتصور أنني سأخطفه، فأنت مخطئ. هناك مكان خلف المدرسة لوضع سيارة مفخخة، وأخرى أمامها، ولدي ألف كيلو من السمتكس، لحل المشكلة، وأريد ألفي دولار مقدما وعشرين ألفا بعد قتل مغنية". روبيرت بير لم يتأخر في اتخاذ القرار، مغنية رجل يقتل فقط، ولا يمكن خطفه، لكن الحادي عشر من سبتمبر، كان لا يزال بعيدا، ووكالة المخابرات المركزية، كانت لا تزال تتعفف عن القتل والاغتيال، الذي رفعت إدارة بوش تحريمه، وأطلقت يد أجهزتها لتقتل وتغتال كما شاءت. &laqascii117o;هذه العملية كانت تنطوي على مخاطر كثيرة، كنت أود وضع اليد على المسؤول عن تفجير سفارتنا في بيروت، لكنني لم أكن أملك السلطة الأخلاقية الكافية للحكم عليه بالموت، وهذا القرار يعود إلى السياسيين في واشنطن". تردد &laqascii117o;روبرت بير" وهو نادم لأنه لم يتخذ القرار المناسب آنذاك &laqascii117o;لأن مغنية، يوازي في خطورته بن لادن". لكن المطاردة الأميركية لم تتوقف. ففي &laqascii117o;الدفاتر الحميمة للمخابرات الفرنسية" يروي مدراؤها السابقون تاريخها، وفصلا من التعاون في الحرب ضد الإرهاب مع الأميركيين &laqascii117o;الذين كانت ثقتهم بنا نسبية فقرروا اختبارنا في عملية مشتركة ضد عماد مغنية". &laqascii117o;ففي يوم من أيام 1987نقلت المخابرات المركزية رسالة مباشرة إلى الرئيس فرانسوا ميتران، وشديدة الاختصار: عماد مغنية، قائد أوركسترا حزب الله للتفجيرات، سيعبر في أحد المطارات الفرنسية. شكرا لاعتقالكم إياه". كما روى مديرها الأسبق ريمي بوتريل. &laqascii117o;ميتران نقل الرسالة إلى وزير الداخلية بيار جوكس، ومنه إلى جهاز ألـ&laqascii117o;دي أس تي"، المخابرات أبدت لنا الرسالة هائلة، ومن نسج الخيال، ومحاولة لاختبارنا، وعرضنا على الوزير إجراءات للمراقبة في مطاري أورلي، ورواسي". لكن بيار جوكس رفض ... &laqascii117o;وبدلا من اعتقال الإرهابي الذي يبحث العالم كله عنه، أعلمناه بأن هناك من يرصد تحركاته وخططه عن قرب، آملا أن يعترف الإيرانيون بهذا الجميل بطريقة أو بأخرى". مغنية نجا من الاعتقال في مطار فرنسي، لأن المخابرات الفرنسية لم تكن قادرة على تحمل تبعات اعتقاله، وتسليمه للأميركيين. ومع ذلك فقد نظمت المخابرات الفرنسية تدابير وهمية لاعتقاله، في المطار &laqascii117o;فوضعنا عملاء لاستقباله معروفين من المخابرات الأميركية التي كانت تراقب، لتتأكد من تعاوننا. حطت الطائرة، بحثت الشرطة عبثا عن مغنية، تحت أعين السي آي أي، التي شكرت ميتران على التعاون. ناطقة الخارجية الفرنسية باسكال أندرياني اكتفت بالأسف &laqascii117o;لأن مغنية لم يحاكم على ما قام به من أعمال، وكما فهمت، فهو كان هدفا لمذكرات توقيف لدى الأنتربول"، لكن عماد مغنية استشهد.


ـ صحيفة السفير
جهاد بزي:
النعش المسجى على المنصة في مجمع &laqascii117o;سيد الشهداء"، كان أمس، يشبه الرجل الراقد فيه. فهو، بين الورود، وأمام خلفية يذوب فيها اللون الأصفر لعلم حزب الله الذي يلفه، بدا كأنما نعش عماد مغنية خفي. مشهد التعازي نفسه بدا مليئاً بالتناقض. ففي قلب المكان الهائل المساحة، ظلت معظم الكراسي فارغة، ولم تشغل إلا الصفوف الأولى منه. حضور المعزين من مناصري حزب الله ظل خجولاً، لا يقارن بالحشود الشعبية التي تشارك بعفوية أحزان حزبها وأفراحه. أهمية عماد مغنية تظهر في الإشارات الاخرى. في الحضور السياسي الكبير لحزب الله من نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ومعاونه السياسي الحاج حسين خليل، الى رئيسي المكتب التنفيذي السيد هاشم صفي الدين والسياسي السيد ابراهيم أمين السيد، الى معظم نواب حزب الله، الى العشرات من الوجوه الأخرى التي لا تعرفها عدسات الإعلام، والتي أتت الى المكان متجهمة بعيون دامعة، وصمت شديد، هو بمثابة درس أول في حزب الله. الإشارات الأخرى تأتي متفرقة: المكتب الإعلامي لحزب الله المرتبك على غير عادة، ينتظر حتى الثانية والثلث مجيء أمر السماح للعشرات من الوسائل الإعلامية بالتوجه الى المجمع. &laqascii117o;


ـ صحيفة السفير
جعفر العطار:
أدى استشهاد القيادي في &laqascii117o;حزب الله" عماد مغنية الى خلق نوع من البلبلة والزلزال في نفوس شباب &laqascii117o;الحزب" الذين تعودوا على &laqascii117o;شد الضهر" بـ&laqascii117o;الحاج" الذي لم يعرفوا له اسماً أو عائلة، وجل ما يعرفون عنه هو &laqascii117o;الحاج ' من المعروف والبديهي أن في &laqascii117o;حزب الله" مجموعات عسكرية وأمنية، ولكل مجموعة مسؤولها، المسؤول عن الأفراد. بيد أن &laqascii117o;الحاج" هو المسؤول الفعلي عن كل تلك المجموعات. ويعتبر الحاج رضوان &laqascii117o;العقل المدبر" للحزب، في حين يصفه البعض بـ&laqascii117o;الأسطورة التي أوصلت الحزب الى الفضاء". يشير &laqascii117o;أبو زينب"، و هو من شباب &laqascii117o;حزب الله" العسكريين، الى أن &laqascii117o;معظم الشباب الذين يتخرجون من الكليات الحربية الرفيعة المستوى، يلتقون بالحاج لكن دون أن يعرفوه". وتأتي رتبة &laqascii117o;الحاج" من الناحية الأمنية في &laqascii117o;حزب الله" الرجل الأول، واليد اليمنى للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.


ـ صحيفة السفير
نبيل هيثم:
... وفي موازاة علامات الاستفهام التي ارتسمت حول مكان الاغتيال، ولماذا في دمشق، ولأي هدف يرمي العدو من استباحة النظام الامني السوري، فإن جملة تساؤلات تحاول البحث عن الخطوة التالية للعدو، وهل ان الاغتيال محاولة لجر سوريا الى مواجهة، او هو لجر &laqascii117o;حزب الله" الى الرد... فمواجهة. والذريعة جاهزة وهي ان &laqascii117o;حزب الله" هو المبادر بالاعتداء، وفي السياق تربط مراجع مسؤولة بين الاغتيال، وبعض الخطوات التي برزت في الجانب الاسرائيلي منذ ايام، ولا سيما منها ان اعلان اسرائيل قبل ايام أن القدرات الصاروخية لـ&laqascii117o;حزب الله" صارت اضعافا عما كانت عليه خلال حرب تموز، وأن الحزب اخترق منطقة انتشار قوات &laqascii117o;اليونيفيل"، ونقل صواريخه الى جنوبي الليطاني. وكأنه بذلك كان يمهد اعلاميا لعمل أمني. غير ان ما يثير ريبة المراجع المسؤولة، هو مسارعة الولايات المتحدة الاميركية الى الترحيب باغتيال الشهيد مغنية. وثمة تساؤلات اتهامية طرحتها حول علم الادارة الاميركية المسبق بالاغتيال، وذلك ربطا ببعض الخطوات، التي اتخذها الاميركيون في لبنان قبل ساعات، ولا سيما ما يتصل بالبيان الذي وزعته السفارة الاميركية بعد ظهر الثلاثاء، والذي تضمن تحذيرا للرعايا الاميركيين من التجول والظهور العلني.. تقول المراجع في هذا السياق ان مكان الاغتيال (دمشق) بالغ الحساسية الامنية، وتمكنت اسرائيل وسط ذلك من اغتيال الشهيد عماد مغنية. فمن يستطع ان يخرق النظام الامني السوري وهو نظام صلب ومتماسك، ويقتل عماد مغنية، فإنه يستطيع ان يخرق اي نظام امني آخر اقل صلابة، كالنظام الامني اللبناني السوري الذي ألقيت عليه مسؤولية كل الاغتيالات في لبنان.


ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
تسعى اسبانيا الى دور في المبادرة العربية التي اقرها مجلس وزراء خارجية الدول العربية في اجتماعه الاستثنائي الذي انعقد في القاهرة في الخامس من الشهر الماضي، فيما فرنسا متمسكة بتلك المبادرة وفقاً لما يؤكده وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخل موراتينوس. وتقترح مدريد انضمام الاتحاد الاوروبي الى المبادرة التي يقودها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عبر تشكيل بعثة مشتركة عربية - اوروبية للتوسط في حل الازمة السياسية التي يجتازها لبنان وتضم ممثلين للاتحاد والجامعة.


ـ صحيفة النهار
روزانا بو منصف:
يثير اغتيال المسؤول في 'حزب الله' عماد مغنية بتفجير في العاصمة السورية علامات استفهام كبيرة يصفها بعضهم بأنها تعكس احتدام الصراع الاقليمي والدولي في المنطقة، وتتجاوز الاسئلة ما يجري في الداخل اللبناني على صعيد الازمة السياسية، وان تكن متصلة بها في شكل او آخر. وثمة من يرى ان الكثير من هذه الاسئلة ربما لا يسهل طرحه علناً في هذه المرحلة، علماً انه لا يتصل بالافرقاء المحليين المعنيين بعملية اغتيال مغنية فحسب، بل كذلك بأفرقاء اقليميين وغير اقليميين.المراقبون المحليون والاجانب توقفوا على الفور عند عامل رئيسي هو ان الازمة السياسية المفتوحة في لبنان لا تنفك تشهد فصولاً وتطورات تنقلها من مرحلة صعبة الى مرحلة اخرى اكثر صعوبة بصرف النظر عن طبيعة هذه التطورات، مما يساهم في تعقيدها اكثر وفي ابعاد افق التسوية، ويعرّض استقرار لبنان للخطر.


ـ صحيفة الشرق الاوسط
عقاب صقر:
العقل الامني الاول في حزب الله والأبرز في المنطقة والعالم والذي اطاح رؤوسا اسرائيلية في عمليات تفجير معقدة، كيف يسقط في تفخيخ بسيط كالذي اودى به؟ اين الحماية الكافية بل ما سر الاسترخاء الامني لهذا الرجل اللغز الذي يحمل ملفات تتجاوز في اهميتها وحساسيتها الشرق الاوسط وصولا الى قلب الامن القومي الاميركي؟قد تؤدي هذه الاسئلة مضافة الى المشهد السياسي والأمني في لبنان والمنطقة الى استنتاجات تضع مغنية في موقع القربان للعبة تتجاوز حقد اعدائه ورغبتهم في اطاحة الرأس الذي كان عنوانا لتحدي امنهم وإسقاط هيبتهم العسكرية، لكنها استنتاجات لا تنفي تحت أي ذريعة ضلوع اسرائيل واستفادتها من الجريمة، كما انها لا تقلل من الكارثة التي حلت بحزب الله، مترافقة مع حسرة لكون &laqascii117o;الحاج رضوان" لم يستشهد في ساحة الجهاد، فباغتته يد الغدر من حيث لم يكن يتوقع ان تأتيه!


ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
ما هي آثار اغتيال القائد الكبير في 'حزب الله' الحاج عماد مغنية؟
على صعيد الحزب لا بد ان يدفع الاغتيال قيادته ورعاته الاقليميين، وخصوصاً ايران، الى اجراء تقويم دقيق لامنه وامن قادته ولاوضاع حلفائه وحلفائهم سواء كانوا دولاً ام جهات ام اشخاصاً. ذلك ان النجاح في تنفيذ قرار مزمن بقتل مغنية ما كان ممكناً لولا ثغر معينة امكن تلافيها نحو عشرين عاماً. .اما على صعيد سوريا، فإن اغتيال مغنية مربك ومقلق. اولا لانه تم على ارضها وفي عاصمتها، ومن شأن ذلك اظهارها انها مكشوفة امنياً وعاجزة عن حماية ضيوفها وحلفائها وشركائها، وربما لاحقاً شعبها. وثانياً لانه قد يكون اشارة غير مباشرة الى سوريا من اعدائها الى قدرتهم على زعزعة الامن فيها، اذا لم 'ترتدع' او تغيّر في مواقفها والسياسات. والامران صعبان وخطران. في النهاية لا بد من الاشارة الى انني لم اعرف عماد مغنية، لكنني التقيته قبل عقد ونصف عقد تقريباً في طهران. كنا مجموعة صحافيين في فندق 'الاستقلال' (هيلتون قبل الثورة الاسلامية) نتسامر مساء بعد انتهاء اول مؤتمر اسلامي دعت اليه ايران لدعم الانتفاضة الفلسطينية.
ملاحظة: لا يُلغي اتهام غالبية العالم مغنية بالقيام بأعمال ارهابية حقيقة انه كان الى ذلك مقاوما للاحتلال الاسرائيلي لأجزاء من لبنان. لذلك تعازيّ الحارة الى عائلته ورفاقه.


ـ صحيفة النهار
رضوان عقيل:
يبدو ان شباط شؤم في روزنامة 'حزب الله'، اذ فقد في مثل هذا الشهر ابرز كوادره: الشيخ راغب حرب، ثم امينه العام السيد عباس الموسوي، فأحد اعمدة الحزب الذي شغل دوائر استخبارات اكثر من دولة، اللغز عماد مغنية صاحب الاسم الحركي 'الحاج رضوان' الذي انتهت مسيرته ليل اول من امس في دمشق.وكان يلفت ان قيادة الحزب لم تردد اسمه مرة. وكان من اهم اسرار الحزب الذي ساهم مغنية في انطلاقته مع عدد من الوجوه والمشايخ الذين امضوا تجارب لا بأس بها في حركة 'امل' مثل السيد حسن نصرالله وسواه، فضلا عن اعداد لا بأس بها تنشط اليوم في القطاعين السياسي والعسكري وسبق ان التحق بعضها بصفوف الفصائل الفلسطينية قبل رحيل منظمة التحرير عن لبنان عام 1982. وثمة معلومات تفيد ان والدة عماد تشغل اليوم موقعا لا بأس به في قطاع الهيئات النسائية في الحزب، لا بل كانت وراء انشاء مجموعة من المراكز الاجتماعية والصحية في الضاحية الجنوبية والجنوب.تأثر عماد بخطب المرجع السيد محمد حسين فضل الله وكان يلاحق محاضراته وينهل من كتبه. وثمة معلومات تفيد بأنه كان في عداد حرسه الشخصي قبل ان يصبح 'دماغ' الماكينة العسكرية في 'المقاومة الاسلامية' ويتولى الاشراف المباشر على العمليات النوعية التي نفذتها وصولا الى مساهماته في حرب تموز 2006 في مواجهة الجيش الاسرائيلي. وخلال تلك المرحلة كان في بيروت يشرف على عمليات الحزب بالتنسيق مع السيد نصرالله وقيادة الحزب.ربطته علاقات صداقة بمجموعة من الناشطين في 'حزب الله' ومنهم الراحل علي ديب الملقب بـ'خضر سلامة' الذي اغتالته اسرائيل على طريق عبرا في صيدا، وكان هو ايضا في حركة 'فتح' سابقا. وكانا يلتقيان في مكتب في سوق الخضر في الشياح آنذاك.وثمة شخصيات لبنانية التقته في طهران في الاعوام الاخيرة ولمسوا فيه ان التواضع يطبع شخصيته المطبوعة بعالم الاستخبارات والامن.
عندما تبلغ السيد نصرالله نبأ رحيل 'الحاج رضوان' بكاه كما بكا نجله هادي، لكن الرجل مر بامتحانات اصعب واقسى وآخرها في عدوان تموز 2006 وعرف ان يخرج منها.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد