ـ صحيفة 'السفير'
يقود التسلسل المنطقي لحدث الاستشارات النيابية الملزمة، إلى إعادة تتويج النائب سعد الحريري، اليوم، رئيساً مكلفا للمرة الثانية، بناء على &laqascii117o;تسمية من طرف واحد" تولتها الأكثرية التي أفرزتها الانتخابات النيابية، مؤخراً وربما يضاف إليها اليوم أو غداً، دعم أميركي متجدد ومن بيروت، على لسان المبعوث الرئاسي الأميركي جورج ميتشل. ولعل المثير في &laqascii117o;التكليف الثاني" للحريري ارتكازه على قاعدة غير ميثاقية، جاءت تعبيراً عن حدة الانقسام الحاد والمفتوح على احتمال أن يتحول اشتباكاً سياسياً، خاصة مع بداية تسجيل اهتزازات أمنية جزئية في العاصمة، وفي ظل انعدام أية مبادرات جدية على الصعيد العربي ـ العربي. ولقد ظهّرت الاستشارات الملزمة، الفرز الداخلي، ومعه صعوبة بلوغ مساحة مشتركة تقوم عليها حكومة وفاقية، وفي الوقت نفسه، الأفق غير المفتوح الذي يجعل طرح حكومة اللون الواحد أو التكنوقراط، مجرد بالونات اختبار إعلامية.
وقد حرص فريق الرئيس المكلف للمرة الثانية على تظهير نفسه في &laqascii117o;موقع المبادر"، وذلك عبر حديثه المتكرر عن &laqascii117o;أسس جديدة" لـ&laqascii117o;التأليف الثاني" ستطوي &laqascii117o;كل صيغ وتفاهمات وضمانات ما قبل اعتذار الحريري".
وفي المقابل، تبدو المعارضة، شديدة التحفز لمواكبة الآتي من الأيام، و&laqascii117o;خطواتها التالية"، كما يقول مرجع قيادي بارز فيها، &laqascii117o;سيحددها ما ستفرغه جعبة الحريري في السياق الحكومي لاحقاً. علماً أن أولى ارتدادات الخطاب الحريري الأخير، تمثلت في مبادرة الرئيس نبيه بري إلى حجب الثقة عن الحريري وعدم تسميته، ما سيقلص نسبة مرشحيه ثانية الى 73 صوتا، الا اذا تراجع &laqascii117o;الطاشناق" أيضاً. وبلغ عدد نواب اليوم الاول من الاستشارات 98 نائبا، بينهم 55 سموا الحريري و43 لم يسموا احدا، على ان تستكمل الاستشارات اليوم ببـاقي كتل الطرفين وعددهم 30 نائباً.
وفيما ابرز المشهد الداخلي اتصالات مكثفة في الساعات الماضية، ولا سيما بين &laqascii117o;ثلاثي المعارضة"، ومن ضمنها زيارة قام بها المعاون السياسي للامين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" الحاج حسين خليل الى الرابية أمس الأول، والتقى خلالها العماد ميشال عون مطولاً، تكثفت الاتصالات بين عين التينة وكليمنصو وكذلك بين الرئيسين بري وميشال سليمان الذي نقل عنه زواره انه لا يشعر أن لدى الحريري استعداداً لأي خيار فئوي، &laqascii117o;فهو، أي الحريري، ما يزال ضمناً متمسكاً بخيار حكومة الوحدة الوطنية ويدرك في الوقت نفسه، انني لن اوقع الا مرسوم حكومة وحدة وطنية". كما نقل الزوار نصيحة سليمان الى مختلف الاطراف بضرورة المشاركة بالاستشارات التي سيجريها الرئيس المكلف وصولاً الى حكومة وحدة وطنية تبصر النور في القريب العاجل. ونصح الجميع خلال الاستشارات باعتماد خطاب سياسي هادئ.
ويتقاطع كلام سليمان مع موقف رئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي اعتبر بدوره ان الحريري يؤيد حكومة وحدة وطنية، وهو يعرف المصلحة العامة. وقال جنبلاط لـ&laqascii117o;السفير": لقد قمنا بواجبنا وشاركنا في الاستشارات النيابية، وسمينا النائب سعد الحريري، ولننتظر مسار الأمور بعد التكليف.
ورداً على سؤال عما يمكن ان يقوم به من جهود والدور الذي يمكن ان يلعبه في سبيل إيجاد أرضية مشتركة بين الفرقاء، قال جنبلاط: لقد سبق خلال فترة التكليف الأول أن بذلت جهوداً مع الرئيس نبيه بري في سبيل الوصول الى توافق ما، ومجدداً سأبذل ما امكنني من جهود مع الرئيس بري ومع كل من يريد ان يتعاون، وكل ما هو مطلوب من أجل تشكيل حكومة ودعم رئيس الجمهورية. وإذ شدّد جنبلاط على موقفه في ما خص ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية وفق صيغة الـ15/10/5، أوضح &laqascii117o;انني لست الجهة التي تحدد مواصفات الحكومة، وأنا رأيي معروف حيال هذا الامر وصرنا نكرره يومياً، ولكن اعتقد ان المسار العام في البلد متفاهم على حكومة وحدة وطنية، ولا اعتقد ان الرئيس المكلف، الذي سيتكلف مجدداً، سيغير هذا المسار، فهو يعرف المصلحة العامة".
وكان رئيس الجمهورية قد اطلق، امس، الجولة الاولى من الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، والتي برز فيها امتناع كتلة بري عن تسمية الحريري على خلفية خطاباته الاخيرة التي وصفتها بالتصعيدية. اضافة الى تكرار موقف حزب الله وتكتل الاصلاح والتغيير بعدم تسمية الحريري. وبحسب المعلومات، فإن اللقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس بري وكتلته، اتسم بالصراحة، وتوقف بري عند ما أسماها &laqascii117o;اللغة التصعيدية للحريري والتي لم يكن في الإمكان تجاهلها او تجاوزها في الاستشارات ولذلك قررنا عدم التسمية".
واشار بري الى الفسحة التي أتاحتها كتلته لكي تتلقى تأكيدات من الرئيس المكلف حيال حكومة الوحدة الوطنية وصيغة 15/10/5 اضافة الى &laqascii117o;الضمانات" التي تم التوافق عليها، لكن الكتلة لم تتلق جواباً من الحريري، واعرب عن استيائه من مواقف الحريري &laqascii117o;لأنها لا تدل انه يريد تشكيل حكومة وحدة، وبالتالي فنحن لا نستطيع ان نسمي، شرطنا كان حكومة وحدة وطنية، ونحن في الاساس وخلال الاستشارات السابقة كنا قد سمّينا الحريري، ولكن بشرط تشكيل حكومة وطنية وتم تدوين هذا الكلام في الكتاب الرسمي في حصيلة الاستشارات، ومع الأسف لم يتم ذلك... ولذلك وصلنا الى الحائط المسدود". وبحسب المعلومات، فإن سليمان عقّب بقوله: نحن مع حكومة وحدة وطنية، وان شاء الله ستكون هناك حكومة وحدة وطنية. فرد بري مؤكدا على مضمون ما ورد في بيان كتلة التحريري قبل يومين &laqascii117o;نحن لن نسمّي الآن، ولكننا سنبدي أعلى قدر ممكن من التجاوب والتعاون، وصولاً إلى الغاية التي ننشدها بحكومة وحدة وشراكة تضم مختلف الأطراف".
وقال مصدر وثيق الصلة بالنائب سعد الحريري لـ&laqascii117o;السفير" إن كتلة المستقبل أبلغت رئيس الجمهورية ترشيحها الحريري، وأوضح أن الحريري لن يعتذر على الإطلاق، فنحن أساساً لم نقم بالتسمية لنتراجع عنها بين ليلة وضحاها، بالتالي لن نتهرب من تحمل المسؤولية. لكنه أكد أن أي تصور مسبق لشكل الحكومة لن نعطيه لأحد، ولكن ما يجب أن يكون معلوماً هو أن الرئيس المكلف لن يبدأ استشارات التكليف الثاني من حيث انتهت إليه المفاوضات الماضية، بل سيبدأ &laqascii117o;من نقطة الصفر".
وقال المصدر &laqascii117o;مبدئياً، الحكومة الائتلافية مطلوبة، ولكن صيغة حكومة الوحدة الوطنية التي كانت مطروحة في التكليف الأول، تعطلت، والتعطيل مصدره الطرف الآخر. لذلك هذه القصة انتهت، ولا بد من البدء بمعزل عن أية التزامات أو تفاهمات أو ضمانات، ما يعني ضرورة الانطلاق في مشاورات جديدة لنسج أسس وصيغ جديدة".
وانتقد المصدر التكليف المشروط ووصفه بالبدعة، وقال: من غير المنطقي دستورياً ان يكون هناك تكليف مشروط، ونحن نستذكر كلام الرئيس بري حينما رفض ان يقترن انتخابه لرئاسة المجلس بأية شروط، فكيف يرفض الشروط في مكان، وكيف يقرّها في مكان آخر؟
وفي إفطار أقيم في قريطم، مساء أمس، قال الحريري انه ليس مستاءً من المعارضة &laqascii117o;لأنهم لم يسمّوني، ولن اتخذ موقفاً سياسياً. وبالتأكيد من خلال التفاوض سأتفاوض بحسب الدستور. وهذا حقي الدستوري كحقهم الدستوري بقولهم إنهم لن يعمدوا الى تسمية فلان، ولكن سيتعاونون معه، ولكن يجب أن نكرس ذلك، فاحترام الدستور يكون من خلال تطبيقه وهذا ما يجب ان نقوم به. والآن وبعد ان يتم التكليف سأعود إلى تقليل الكلام وسأعود الى مسيرتي السابقة وأجري مفاوضات بهدوء وبحكمة ولكن ضمن الدستور". وختم الحريري كلمته بالدعوة إلى الهدوء والمنطق خاصة أن لبنان على عتبة استضافة الألعاب الفرنكوفونية، وقال &laqascii117o;اللبنانيون يستحقون أن يكون لديهم هاتف لا ينقطع مرارا وتكرارا خلال المكالمات ومدارس ومستشفيات، وان تكون هناك خطة لمواجهة أي عدوان في حال تعرضنا له، لا سمح الله، وكل هذه الامور لا تتحقق الا مع وجود حكومة".
وعلمت &laqascii117o;السفير" أن لقاء الرئيس ميشال سليمان ووفد نواب كتلة الوفاء للمقاومة اتسم بالايجابية والمجاملات المتبادلة، وساده نقاش حول مستجدات ما بعد اعتذار الرئيس المكلف، إضافة إلى استعراض التأثيرات والسلبيات التي طرأت في الساعات الأخيرة. كما تم التوقف عند الكلام الأخير للنائب وليد جنبلاط الذي تحدث فيه عن التعب الذي أصاب الجيش جراء ما يجري في الشارع. وبحسب المعلومات، فإن وفد كتلة نواب &laqascii117o;حزب الله"، أكد على الدور الذي يقوم رئيس الجمهورية، &laqascii117o;فنحن ندرك انك مواكب للوضع على مدى الفترة السابقة، وانك تعرف الجهود التي بذلناها تسهيلاً لقيام حكومة وحدة وطنية، إدراكاً منا أن هذا الخيار، هو الخيار الأنسب للبلد. نحن الآن لن نسمي أحداً لرئاسة الحكومة، ولكننا حاضرون إلى الحد الأقصى من التعاون، ونريد أكثر أن نرى كم هو حجم الهمة والعزم في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وشراكة". وأكد رئيس الجمهورية أمام الوفد على موقفه الحازم حيال تشكيل حكومة وحدة وطنية. وشدّد الوفد النيابي، في المقابل، على ضرورة التعجيل بحكومة الوحدة الوطنية، ولا سيما أن مصالح الناس معطلة.
إلى ذلك، دار نقاش صريح بين رئيس الجمهورية والعماد ميشال عون خلال مأدبة غداء ضمتهما في القصر الجمهوري، بحضور وزير الاتصالات جبران باسيل، ودامت حوالى التسعين دقيقة وتم خلالها استعراض مسار &laqascii117o;التأليف الأول"، لكن رئيس الجمهورية، أكد أنه سيترك للرئيس المكلف مجدداً أن يتولى التفاوض وتدوير الزوايا وهو على تواصل دائم مع الحريري ومتفقان على استكمال الحوار، وقال سليمان إن خيار حكومة الوحدة الوطنية، يتطلب تقديم تنازلات من الجميع. وابلغ سليمان عون أنه منذ أن التقى في بيت الدين وفد المعارضة، اتفق معهم أنه مقتنع بوجوب أن تختار المعارضة الأسماء وأنه شخصياً لا يمانع أبداً بتوزير باسيل وأن تكون حقيبة الاتصالات من حصة المعارضة. وقبل ذلك وضع عون وباسيل رئيس الجمهورية في صورة العلاقة مع الرئيس المكلف وفريقه، وفي الأسباب التي حالت دون الاتفاق بينهما حول الرؤى والأهداف، وأشار عون إلى &laqascii117o;عدم وجود أي جهد من قبل الحريري لكي يتواصل معنا أو يتوافق معنا، ثم أن كلامه الأخير، حول عدم اكتراثه بمن يسمّيه أو لا، وانه سيتعامل بالمثل، يخرج عن الأصول الدستورية المعتمدة في تأليف الحكومات. وعلى هذا الأساس، يصبح من غير المألوف أو المعقول أن تمنح الحريري الثقة اليوم من خلال تســميته لتشكيل الحكومة".
أما بالنسبة إلى ما يتصل باستشارات التأليف، فقد فصلها &laqascii117o;تكتل الإصلاح" والتغيير عن موضوع التكليف، خلال اللقاء الموسع مع رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن التعاون أمر آخر، رابطاً ذلك بتشكيل حكومة وحدة وطنية &laqascii117o;شرط أن تكون لدى الحريري نية جدية في هذا الاتجاه، وبالتالي يقوم بتجسيد الواقع السياسي والتمثيلي الموجود في البلد".
ـ صحيفة 'النهار'
رأت اوساط بارزة في الاكثرية ان هذا المنحى من التهدئة الذي اعتمده الحريري هو وسيلة لاستكشاف الآفاق المتاحة للعودة الى ارساء تصور كامل يتضمن صيغة الحكومة وتوزيع الحقائب واسماء الوزراء على قاعدة الحق الدستوري المعطى للرئيس المكلّف بالتعاون مع رئيس الجمهورية. وقالت اوساط 'كتلة التنمية والتحرير' التي يرئسها الرئيس بري ل'النهار' بعد الاستشارات: 'نحن لسنا في مناخ مشكلة ونريد رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري لتأليف الحكومة. لكن الامر مرتبط بالوفاق السياسي للوصول الى حكومة الوحدة الوطنية، وذكرنا هذا الامر وركّزنا عليه بوضوح في بيان الكتلة (اول من امس)'. وعن مطالبة الكتلة بسلة من الالتزامات التي وصفت بأنها شروط مسبقة، قالت هذه الاوساط: 'نحن لا نضع شروطاً على الرئيس المكلف ونترك له المسافة التي وفّرها له الدستور في تأليف الحكومة وهذا ما قلناه اليوم (امس) لرئيس الجمهورية'.
وهل يكون الحريري 2 مختلفاً عن الحريري 1؟ اجابت: 'نأمل في حصول هذا الامر من اجل ولادة حكومة وطنية حقيقية في اسرع وقت'. وتميّز اليوم الاول من استشارات التكليف بلقاء جمع الى غداء الرئيس سليمان ورئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب العماد ميشال عون، ووزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل. وفيما اكتفت اوساط قصر بعبدا بالقول ان الاجواء التي سادت لقاء الرئيس سليمان والعماد عون كانت 'ايجابية'، صرح الوزير باسيل لـ'النهار' بانه تلقى اول من أمس الدعوة الى الغداء في قصر بعبدا و'قد يكون رئيس الجمهورية وجدها مناسبة خلال القيام بالاستشارات لمصادفة وجود العماد ميشال عون في قصر بعبدا'.
واضاف: 'ان البحث تناول بطبيعة الحال الوضع الحكومي في شكل عام وايجابي. ونحن نعتبر ان رئيس الجمهورية هو صمام الامان لعدم قيام اي حكومة لا تتناسب وطبيعة المرحلة. لكن الرئيس ليس هو من يقوم بالمشاورات من اجل تشكيل الحكومة، وليس مسؤولا عن الحوار أو المفاوضات حول تشكيلها، كما انه ليس مسؤولا عن المشاكل او العراقيل التي تعترض قيام الحكومة. وهو لم يدخل في التفاصيل حرصا منه بالمعنى الايجابي على دوره وموقعه. ونحن ايضا حرصاء على موقع رئاسة الجمهورية. وكان ثمة تناغم كامل مع فخامة الرئيس حول هذا الموضوع والمواضيع الاخرى التي بحثنا فيها'.
واوضح ان 'البحث تناول مواضيع بالغة الاهمية كالتوطين والاخطار المترتبة عليه وفي مقدمها التقسيم، اضافة الى الاخطار الاقليمية وخطر الارهاب على لبنان والوضع الداخلي وصلاحيات رئيس الجمهورية، الى الفساد الذي يشكل الخطر الاكبر الذي يضرب مؤسسات الدولة. وقد دار نقاش عميق حول هذه المواضيع وكان ثمة نقاط التقاء بين رئيس الجمهورية وبيننا حول هذه الملفات'. وعن الحكومة قال باسيل: 'نحن مصرون على الحوار البناء الذي نؤسس فيه لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي نصر عليها، وليس الحوار العقيم الذي يستخدمه البعض وسيلة لتغطية المشاكل ووضع العراقيل. ونحن لا نزال عند موقفنا من قيام حكومة وحدة وطنية تؤمن الشركة ويكون لنا فيها تأثير داخل الحكومة وداخل القرار لمواجهة الامور المصيرية'.
واكتفى رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد بعد الاستشارات بالقول: 'جاهزون للتعاون على قاعدة التوجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية تحقق شركة حقيقية، في البلد'.
فيما انطلق نائب الامين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم من صيغة 15 – 10 – 5، ليقول: 'نصيحتنا للرئيس المكلف ومصلحة لبنان ايضا ان يستفيد مما مضى وان ينطلق من الصيغة التي تطلبت شهرا من الحوار ليعمل على اساسها، لانه لا حل آخر يوصلنا الى حكومة الوحدة الوطنية (...)'.
وربطت قناة 'المنار' التلفزيونية التابعة ل 'حزب الله' بين الوضع الحكومي والاوضاع الخارجية، فقالت في مقدمة نشرتها الاخبارية مساء امس: 'الازمة الى مزيد من التعقيد. الاميركيون غير مستعجلين والقطريون غير مدعوين، والعلاقات السورية – السعودية مجمدة بضغط خارجي، والوساطات المحلية تعوزها الحيلة (...)'.
ونسبت صحيفة 'الوطن' السورية الى 'ديبلوماسيين عاملين في بيروت' ان 'لبنان حتى اشعار آخر سيبقى اسير الحلقة المفرغة اياها التي مددت حتى الآن الفراغ الحكومي 13 اسبوعا. ذلك ان واشنطن الممسكة بناصية قرار فريق لبناني لا تزال تفضل الفراغ وحكومة تصريف الاعمال على اي حكومة اخرى تقدم للمعارضة فرصة حقيقية للمشاركة العادلة في الحكم وفي القرار (...) ويعكس الديبلوماسيون قلقا متناميا من الانعكاسات الامنية والسياسية المتوقعة لاستمرار الازمة الحكومية، ليس آخرها محاولة جهات معروفة استعمال بعض الاراضي اللبنانية كمنصة رسائل اقليمية وخصوصا بعد الشكوك في ارتباط تنظيم 'القاعدة' باطلاق صاروخي 'غراد' على شمال فلسطين المحتلة الاسبوع الفائت'.
على صعيد آخر يجري الرئيس سليمان جولة افق السادسة والنصف مساء اليوم مع المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل حول ما وصلت اليه محادثاته مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو امس في شأن وقف الاستيطان والمماطلات التي يعتمدها للتهرب من التزام يطالب به الرئيس الاميركي باراك اوباما واشتراطه في المقابل خطوات تطبيعية من دول عربية. وسيكرر الرئيس سليمان مواقف لبنان الثابتة من رفض التوطين ووقف الاستيطان والجلاء من الاراضي اللبنانية التي تحتلها اسرائيل بتنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة، اضافة الى انه لن يعاود التفاوض مع اسرائيل قبل احراز تقدم على المسارين الفلسطيني والسوري وليس الاول فقط
ـ صحيفة 'الأخبار'
بدأت يوم أمس، للمرة الثانية منذ بدء ولاية المجلس النيابي الحالي، استشارات برلمانية لتكليف رئيس حكومة، يبدو واضحاً أن ظروف ولادتها لن تكون أسهل من تلك التي سبقتها، في ظلّ تهويل عدد من نوّاب الأكثريّة بتأليف حكومة من لون واحد. ونال النائب سعد الحريري في استشارات يوم أمس 54 صوتاً في ظلّ امتناع 43 نائباً عن التسمية. ويتوقع أن يحصل الحريري اليوم على تزكية 17 نائباً إضافياً، ما يعني أن العدد الإجمالي المؤيد له سيصل إلى 71 نائباً، إذ من غير المتوقّع أن يسمّيه نائبا حزب الطاشناق.
ورفض النائب وليد جنبلاط التعليق على الوضع السياسي، لكنّه قال في اتصال مع 'الأخبار': 'كل ما أعرفه أن البلد لا يسير في الاتجاه الصحيح'.
ورأت أوساط الحريري أن 'الخيارات المتاحة قليلة جداً، ولذلك فإن تأليف حكومة تكنوقراط سياسيّة قد يكون الحلّ في هذا الجو، في إطار البحث عن حلول غير تقليديّة'. وأضافت هذه الأوساط أن 'كلام بعض نوّاب المستقبل عن تأليف حكومة من لون واحد، هو كلام إعلامي'، مشيرةً إلى أن 'الحريري قصد بكلامه عن أنه سيتعامل مع الأفرقاء كما يتعاملون معه، أنه سيعمد إلى تسمية وزراء الأطراف السياسيّين، وإذا قبلت المعارضة بأن يُسمّي هو، يستمر العمل بصيغة 15-10-5'.
وأوضح النائب عقاب صقر أن 'الحريري لا يقبل أن يضع أحد شروطاً عليه ولا يضع شروطاً على أحد في ما يتعلّق بالمفاوضات بشأن تأليف الحكومة، وهو ينتظر تكليفه ليبدأ عمليّة تأليف الحكومة انطلاقاً من مسؤوليّاته الوطنيّة'. وأضاف صقر من المعلوم 'أن قوى 8 آذار هي التي انقلبت مرتين على صيغة 15-10-5، مرّة حين رفضت تشكيلة وُصفت بأنها سابقة في إعطاء هذا الفريق الحقائب الأساسيّة لكونه يُمثّل أقليّة نيابيّة، ومرّة ثانية عندما رفضت هذه القوى تسمية الحريري لرئاسة الحكومة'. ورأى صقر أن هذه القوى تتحمّل المسؤوليّة في وصول الوضع إلى هذه الحالة، 'والحريري سيبقى واقفاً على مسؤوليّاته ومتحدياً لها حتى اللحظة الأخيرة'.
ورأت أوساط الحريري أنه تعرّض 'لكفّ كبير' من الرئيس نبيه برّي الذي لم يُسمّه، وفي هذا الجانب كانت لافتة المصافحة الباردة جداً بين بري والحريري عندما التقيا صدفةً في قصر بعبدا.
في هذا الإطار، تخوّفت مصادر في المعارضة من تزامن تصعيد الحريري مع موقف المدعي العام في المحكمة الدوليّة دانيال بلمار وخرق طائرات حربية إسرائيلية للأجواء اللبنانيّة، إضافة إلى تهديدات المسؤولين الإسرائيليين للبنان والتسريبات الإعلاميّة عن خلافات سوريّة - أميركيّة. ورأت أن 'هذا التزامن، إذا لم يكن صدفةً، فإنه إشارة إلى أن التطوّرات ليست إيجابيّة'.
وفي السياق، قال النائب عمّار حوري إن موقف كتلة الرئيس بري عدم تسمية الحريري خدم الأخير، إذ حرّره من 'القيود المعنوية التي كانت ستكبّله فيما لو سمّوه، وهذا أفضل له'. وأكد حوري أن 'اللحظة السياسية لا تشير اليوم إلى تأليف حكومة أقطاب أو تكنوقراط لأن الطرح الحالي غير معروف، على الرغم من تلميح النائب الحريري إلى إمكان تأليف حكومة من هذا النوع، لكن حالياً لا شيء مؤكد، وما أستطيع جزمه أنه لا عودة إلى صيغة 15-10-5'. وفيما امتنعت أوساط كتلة التحرير والتنمية عن الكلام السياسي مفضّلة الالتزام بما جاء في نص البيان الذي قرأه النائب علي حسن خليل، قال أحد نوّاب الكتلة، ل 'الأخبار'، إن 'المعارضة بانتظار موقف واضح من الحريري بخصوص نية تأليف حكومة وحدة وطنية على أساس صيغة 15-10-5، المتفق عليها سابقاً'. وأشار إلى أن 'الكتلة تركت الباب مفتوحاً أمام أي حلّ'.
وعلى الصعيد الأمني، حذّر مسؤول أمني رفيع المستوى من غير المحسوبين على قوى الأقلية النيابية، من أن 'لعبة شدّ عصب الشارع التي يمارسها النائب سعد الحريري شديدة الخطورة، لناحية احتمال انتقال التوترات السياسيّة إلى الشارع، مع العلم بأن أي جهة أمنيّة لا تقدر على ضبط الأوضاع الأمنيّة في الشارع إلا في حال وجود توافق سياسي، وهو ما ليس متوافراً في ظلّ هذه الظروف'.
أمّا حزب الله، فقد عبّر الشيخ نعيم قاسم عن موقفه المتمسّك بحكومة الوحدة الوطنيّة لأربعة أسباب:
'أولاً: لأنها الحل الأنجح، الذي أثبت جدواه وترك آثاره في الاستقرار السياسي والأمني، وفي تعاطي الناس بعضهم مع بعض بشكل يفتح الطريق إلى بعض المعالجات.
ثانياً: تطمئن هذه الحكومة القوى السياسية جميعها باشتراكها في حمل همِّ المسؤولية عن لبنان حتى لا يتفرد أحد أو جهة، وبالتالي الكل شركاء في ما يترتب على لبنان.
ثالثاً: يضيّق إلى الحد الأقصى استخدام لبنان كساحة إقليميّة أو دوليّة، لأن الدول الكبرى والدول الإقليمية لن تتوقف عن استخدام لبنان، لكن هذا يضيِّق قدرتهم على العمل في لبنان عندما نكون متفقين.
رابعاً: تدعم الاستقرار السياسي والأمني وتفتح باب المعالجة الاجتماعية والاقتصادية، وتدخل على الملفات الداخلية لمعالجتها'. وأشار قاسم إلى أن الحزب سيتعامل 'مع التصريحات التي سمعناها في اليومين الأخيرين، والتي كانت متوترة ومصحوبة بشروط عقيمة، كأنها تصريحات تعبئة فراغ في الوقت الضائع، أي لن نتعامل معها بتوتر ولا استفزاز، وإن شاء الله عندما يكلف رئيس الحكومة يلغي هذا التكليف ما قبله ونبدأ على قاعدة الحوار وننسى ما سمعناه ونعتبر أننا فتحنا صفحة جديدة'. وكان الرئيس سليمان قد باشر في القصر الجمهوري في بعبدا قبل ظهر أمس الجولة الأولى من الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الذي سيكلّف تأليف الحكومة الجديدة. وبدأ سليمان هذه الجولة بلقاء مع الرئيس بري الذي خرج من دون الإدلاء بأي تصريح، ومن ثم انتقل إلى قاعة جانبيّة بانتظار موعد كتلة التحرير والتنمية ليدلي بموقفه. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة قد أجّل موعد حضوره للاستشارات النيابية إلى اليوم بداعي السفر. بعد ذلك التقى رئيس الجمهورية رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون الذي غادر أيضاً من دون الإدلاء بأي تصريح.
ثم التقى سليمان الرئيس نجيب ميقاتي الذي قال بعد اللقاء إنه سمّى الحريري 'على أمل أن تلتقي الإرادات اللبنانيّة الخيّرة والطيّبة في سبيل الإسراع في تأليف الحكومة'. وتمنى على كل القيادات أن تسعى جاهدة لإزالة كل الشروط والعراقيل 'لأننا بحاجة إلى حكومة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والمنطقة'.
وبعد تسميته الحريري، أعلن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري 'أننا لا نزال نؤمن بقدرة الحريري على إطلاق ديناميّة جديدة'. وقال النائب علي حسن خليل بعد لقاء كتلة التنمية والتحرير مع سليمان إن الكتلة لم تسمّ أحداً 'وبناءً على طلب الرئيس المكلف إن شاء الله نتعاون بعد التكليف معه بكل إمكاناتنا وبكل انفتاح وإيجابية وعلى أساس قيام حكومة الوحدة الوطنية وعلى قاعدة 15-10-5'.
ـ صحيفة 'الديار'
في ظل التجاذبات على الصعيد الحكومي، فقد افيد عن توترات ليلية تقع بين عناصر من المعارضة والموالاة في عدد من احياء بيروت وتحديدا في طريق الجديدة وقصقص، وسجل امس الاول حصول اشكال بين الطرفين في منطقة قصقص ادى الى سقوط 3 جرحى بعد عراك بالعصي، وعلى الفور تدخل الجيش اللبناني وسير دوريات راجلة ومؤللة واوقف بعض المشاركين في الاشكال، وجرت اتصالات بين مسؤولين عن تيار المستقبل وحركة امل وحزب الله لضبط الاوضاع. الى ذلك، ابدى خالد عارف احد قياديي منظمة التحرير الفلسطينية تخوفه من حصول اشكالات وتوترات داخل المخيمات الفلسطينية وتحديدا خارج مخيم عين الحلوة، واشار الى استفزازات واستنفارات تجري في المخيمات على خلفية تحركات تقوم بها بعض القوى، وهدفها خربطة الاوضاع الامنية والاستقرار الذي تعيشه المخيمات.
وفي مجال آخر، اعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي ان جيشه يراقب بحذر ما يجري في جنوب لبنان، موضحا انه لهذا السبب ردت اسرائيل على اطلاق صواريخ الكاتيوشا يوم الجمعة الماضي بشكل فوري ولكن بصورة مدروسة. وحمل اشكينازي لبنان حكومة وجيشا المسؤولية عما يجري في الجنوب اللبناني، واشار الى ان جميع الاطراف يرغبون في الهدوء مع ان الجيش الاسرائيلي على استعداد للتصدي لاي جهة تقوم بخرقه، بحسب ما نقلت عنه &laqascii117o;الاذاعة الاسرائيلية
على صعيد آخر , يقيم حزب الله احتفالا كبيرا عصر نهار الجمعة في يوم القدس العالمي وسيتحدث خلال الاحتفال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عما يراه مناسبا.
ـ صحيفة 'الحياة'
قالت مصادر ديبلوماسية معنية في بيروت لـ &laqascii117o;الحياة أن الوضع اللبناني سيكون مدار بحث في أنقرة بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال المحادثات التي يجريها الأسد اليوم في أنقرة حول الأزمة السورية – العراقية والوضع في المنطقة. وذكرت هذه المصادر أن الجانب التركي أبدى اهتماماً بالاطلاع على ما يجري على صعيد أزمة التأليف الحكومي. وفي باريس علمت &laqascii117o;الحياة من مصدر ديبلوماسي غربي أن سورية &laqascii117o;أبلغت قطر خلال زيارة رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل جبر آل ثاني الأسبوع الماضي أنه في حال أرادت قطر الدعوة الى عقد مؤتمر الدوحة الثاني للفرقاء اللبنانيين من أجل مساعدة اللبنانيين على التفاهم على تشكيل الحكومة، فإنه ينبغي أن يتم ذلك بعد الاتفاق مع المملكة العربية السعودية وإلا لا حاجة الى دوحة - 2 . من جهة ثانية علمت &laqascii117o;الحياة من مصادر مطلعة في باريس أن هناك احتمالاً كبيراً لأن يزور رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا فيون لبنان للمشاركة في افتتاح الألعاب الفرنكوفونية في 27 الجاري. وعلمت &laqascii117o;الحياة أن القرار الفرنسي غير نهائي في هذا الصدد لكن البحث في هذا الاحتمال يشير الى اهتمام فرنسا ورئيس حكومتها بالتطورات الحاصلة في لبنان.
وقال الحريري مساء أمس في إفطار للجمعيات الرياضية والشبابية: &laqascii117o;اليوم بدأت الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلف وسمى من سمى وهناك من لم يسم وهذا حقه الدستوري، لأنه لا بد من أن نحتكم الى الدستور. وأضاف: &laqascii117o;لست زعلاناً أو لدي موقف سياسي من الذين لم يسموني. ومن المؤكد أنني في التفاوض (من أجل تشكيل الحكومة) أنا سأتبع الدستور مثلما هم لهم الحق دستورياً ألا يسموني، وقالوا إنهم سيتعاونون. وأكد أن احترام الدستور &laqascii117o;يعني تطبيقه لا أن نضعه جانباً. ومنذ انتخاب رئيس الجمهورية حتى اليوم شكلت الحكومة والبلد بدأ ينعم بالنمو والاستقرار الاقتصادي ثم جرت الانتخابات النيابية (أشاد بوزير الداخلية زياد بارود ووزير الأشغال غازي العريضي اللذين كانا حاضرين) ومشينا وفق الدستور وبدأ البلد مجدداً يمشي على خط الاستقرار . وتابع: &laqascii117o;حين نخرج عن الدستور والقواعد يجنح البلد عن الاستقرار. وقبل انتخاب الرئيس كانت هناك حالة ضياع واليوم انتهينا منها. ونحن قلنا إننا نريد حكومة وحدة وطنية. والآن سيبدأ التفاوض ومن جهتي سأحكي أقل وأقل وأعود الى مسيرتي السابقة، أي الى مفاوضات بحكمة وهدوء، إنما على أساس ما نص عليه الدستور .
وكرر قوله: &laqascii117o;إن سمّوا أم لم يسمّوا سنخوض المفاوضات بهدوء ومنطق وحكمة. ولأكن واضحاً منذ الآن. هناك أكثرية ستبقى ولا أحد يمكنه تغييرها فهي ربحت الانتخابات. وهم لو ربحوا الانتخابات ضمن الدستور لكنا احترمنا إرادة الناخبين. ولذلك أتمنى أن تبقى اللعبة في إطار الدستور . وتوجه الى عائلات الشهداء الذين سقطوا مع والده قائلاً: &laqascii117o;نسمع كلاماً مشجعاً في ما يخص المحكمة الدولية وأن التحقيقات تتقدم وهذا يريح اللبنانيين أجمعين لأن لا أحد يريد ألا تطبق العدالة. ثمن الاغتيال كان غالياً على البلد وجميع اللبنانيين وإن شاء الله نصل الى الحقيقة والعدالة لأن الحريري لم يلجأ الى العنف وكان ضده
ـ صحيفة 'الشرق الأوسط'
عضو المجلس الدستوري سابقا القاضي سليم جريصاتي قال ل'الشرق الأوسط' إنه 'لا شيء يمنع إعادة تكليف الشخص نفسه مرتين متتاليتين وإن سبق أن اعتذر، خصوصا أن الدستور بعد الطائف جعل الاستشارات البرلمانية ملزمة ولا يستطيع رئيس الجمهورية أن ينقضها'. ولفت إلى 'مفارقتين تحصلان للمرة الأولى في تاريخ لبنان الحديث. الأولى إعادة تكليف الشخصية نفسها التي اعتذرت. والثانية توصُّل الرئيس المكلّف إلى تقديم تشكيلة حكومية ثلاثينية متكاملة، وإيداعها رئيس الجمهورية، وإعلان ذلك أمام الرأي العام، ثم الاعتذار. فسابقا، لم تكن المشاورات بين رئيسَي الجمهورية والمكلّف تخرج إلى العلن بل كانت تجرى داخل غرف موصدة. وسابقا، كان الاعتذار يتمّ وفق بيان يعلن فيه الرئيس المعتذِر تنحيه بسبب عدم توافقه مع رئيس الجمهورية. على أي حال، إن الاعتذار قد يكون أكسب الرئيس الذي أعيد تكليفه خبرة في التأليف بعدما خبر المعوقات والعقبات والمشكلات وبالتالي أصبح متمكنا من تجاوزها'
ـ صحيفة 'صدى البلد'
نقل زوار دمشق اجــواء غير مشجعة على صعيد العلاقة السعودية – السورية، وأوضحوا ان 'المسؤول القطري حمد بن جاسم خلال لقائه الرئيس بشار الاسد حاول مقاربة الملف اللبناني من باب اعادة الحرارة المقطوعة على خط دمشق – الرياض، عبر اقناع الرئيس الاسد بالحضور شخصياً الى السعودية للمشاركة في حفل افتتاح جامعة الملك عبد الله في الثالث والعشرين من الشهر الحالي، لكن الجواب السوري جاء حاسماً قاطعًا الطريق على المبادرة القطرية عندما أبلغت دمشق الرياض أن سورية ستتمثل بالسفير السوري في الرياض فقط'. قرار الرئيس الأسد عدم المشاركة في هذه المناسبة التي ستجمع عدداً كبيراً من الزعماء العرب من بينهم الرئيس المصري حسني مبارك، مرتبط بعدم تلبية الملك السعودي الزيارة الى دمشق التي وعد بها الملك السعودي الاسد بعد قمة الكويت والتي كانت متوقعة نهاية حزيران الماضي، وبتجميد الاتصال السعودي بدمشق منذ الزيارة التي قام بها نجل الملك الامير عبد العزيز ووزير الاعلام عبد العزيز الخوجة الــى دمشق في الاسبوع الاخير من حزيران الماضي.