صحف ومجلات » مقتطقات من مجلة الشراع الصادرة الأربعاء 16/9/2009

- لا حكومة إلا بعد قرار المحكمة والانذار الغربي لإيران / حسن صبرا
... النظام السوري ورّط حزب الله في الحملة على المحكمة رغم كلام أمينه العام حسن نصرالله بتبنيه المحكمة ومواقف نوابه ووزرائه ومشايخه، وكلام مجلة ((دير شبيغل)) الألمانية هو تهديد سوري علني للحزب التقطه الحزب وقلب ظهر المجن لكل كلام عن العدالة والحقيقة، وذهب يطمئن دمشق: رقابنا ورقاب أجهزتك تحت مقصلة المحكمة سواء.
المسألة إذن،ليس فقط ان يحصل هذا التافه المجنون على ورقة التمثيل الماروني في السلطة، وليس فقط إظهار نفسه حاكماً عن المسيحيين بدل رئيس الجمهورية وليس أن يحصل صهره الطفل المعجزة على هذه الوزارة أو تلك، وليس فقط أن يكون له الثلث المسيحي، مقابل ثلث للثنائية الشيعية، والثلث الثالث لسعد الحريري وحلفائه.
كل هذه المصاصات هي لإشباع غريزة هذا التافه وشبقه نحو السلطة، وامتطائه لبلوغ الآخرين غاياتهم ضد الوطن وأمنه واستقراره.. فالمهم هو أمن النظامين في دمشق وطهران وبعدها فلننتظر أي حكومة سيرأس سعد الحريري.

- الثنائية تتقاسم وتنضبط!
الاشتباكات المتنقلة بين عناصر حركة امل وحزب الله في اكثر من منطقة وقرية، خاصة بعد مهرجان الحركة الاخير في ذكرى الامام الصدر، استدعت عقد لقاءات بين مسؤولي الثنائية، نتج عنها سحب العناصر المسلحة من مناطق الاشتباكات، ورفع مستوى جهازي الانضباط في الجماعتين.
من جهة اخرى باشرت الثنائية نقاشاً حول تعامل كل منهما في الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة عام 2010 وقد برز اتجاه للتحالف وتوزيع الحصص بينهما فتحصل حركة امل على ما نسبته 60% منها في الجنوب و15 منها في البقاع على ان يحصل الحزب على 40% في الجنوب و75% منها في البقاع.

- صحيح
طلب النائب ميشال عون من جماعاته استدعاء عدد من الرهبان الموارنة والاتفاق معهم على بدء حملة تحريض وكراهية جديدة ضد البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، قائلاً لعدد من نوابه: ((لو يسكت حلفاؤنا الشيعة عن مهاجمة البطرك كان افضل لأن شعبيته تـزداد كلما هاجمه مسلمون)).
 
- واصلاح؟
نـزل خبر توقيف خمسة اشخاص في فضيحة محطة الباروك كالصاعقة على رأس ميشال عون وصهره، حيث ان الموقوفين بمعظمهم من جماعة عون وعلى رأسهم صاحبا محطة ((Winds)) نديم ووليد حويس وموظف وكلهم محسوبون على عون.
النائب عون استدعى صهره وزير الاتصالات جبران باسيل، وواجهه بنوبة عصبية من الغضب على هذه الفضيحة التي اثارها هو وانقلبت عليه.

- من هو؟

*يدور الهمس والغمز واللمز في أوساط حزب الله عن نائب من الحزب متهم بأنه جمع الملايين من الدولارات من صفقات وسمسرات في عالم الزفت والطرقات والمازوت، والالتزامات منذ ان دخل البرلمان عام 1996 حتى اليوم. وان جزءاً كبيراً من أمواله أودعها عند صلاح عزالدين طمعاً في الفوائد العالية التي كان هذا يعطيها للمودعين.

- اغتيال عماد مغنية مهد لسقوط امبراطورية صلاح عز الدين / احمد خالد
صلاح عز الدين هو أحد ضحايا اغتيال عماد مغنية في دمشق يوم 12/2/2008، فالحاج رضوان كما يطلق جماعة حزب الله على مغنية، كان المكلف الايراني الرسمي بإدارة ثرواتها الخارجية ليس في المجال المالي.. بل في اخطر المجالات والحقول التي زرعتها ايران بأدواتها امنياً وسياسياً وثقافياً ومذهبياً.. ثم اقتصادياً.
عماد مغنية كان يدير هذه الثروات بثقة ايرانية كاملة، جعلته اكثر شخصية لبنانية وعربية واسلامية قادرة على الوصول الى مكتب المرشد الايراني السيد علي خامنئي والجلوس معه في حين كان هذا الامر يتعذر حتى على كبار المسؤولين الايرانيين.. وطبعاً الادوات اللبنانية الاخرى.
بهذه الثقة كان مغنية يدير جزءاً من اهم مورد ايراني يوفر 80% من خزينة الدولة في ايران وهو النفط.. كان مغنية يدير هذه الثروة النفطية في اطار حاجته الى موارد للصرف منها على اعمال الجهات التي يديرها في لبنان (حزب الله) وفي فلسطين (حركة حماس والجهاد الاسلامي وغيرهما)، فضلاً عن ادارة العمليات الخارجية لحزب الله لإزالة عقبات تعترض السياسة الايرانية في كل المجالات وضد كل من يعتبره النظام في ايران خطراً عليه.
وتحت هذا العنوان تشكلت امبراطورية يقودها عماد مغنية وفق حاجة ايران في كل مكان، وكان لهذه الامبراطورية مؤسسات وكان صلاح عزالدين مديراً لإحدى هذه المؤسسات حيث يستطيع ان يوفر لمغنية حرية حركة واسعة خاصة خارج لبنان في الوسط الشيعي الاغترابي في افريقيا واميركا اللاتينية وبعض الدول العربية الخليجية، فيظهر صلاح ويختفي عماد.. كل بحسب طبيعة مهمته..
وأهم عناصر قوة هذه الامبراطورية الاقتصادية هي النفط الايراني، والماس الافريقي والحديد الاوروبي.
كان عماد مغنية يوفر لصلاح عز الدين النفط الايراني، الذي كان يباع في السوق السوداء، لأنه خارج حصة منظمة ((اوبك)) التي تتفق كل فترة على كمية نفط لانـزالها الى الاسواق كما تتفق على سعر معين لبيع برميل النفط.
وكان تجار الالماس الشيعة في افريقيا يوفرون لصلاح فرصة معاملات تجارية واسعة، خاصة وهو يعتمد على شبكة هائلة من العاملين في هذا المجال وسط منافسات حادة مع التجار اليهود والهنود.
اما تجارة الحديد فكان مسارها الاوروبي محدداً ضمن البورصة العالمية.
هذه العناصر الثلاثة كانت اساس ثروة صلاح عز الدين تحت رعاية وحماية عماد مغنية، فالنفط من ايران والالماس من شبكة واسعة يحميها عماد في افريقيا، وكذلك الحديد وغيره كان ضمن بورصة معروفة الاسعار.. وهذه التجارات كانت سلة عملات ايران الخارجية لتمويل ادوات ايران الخارجية.. وكانت وفرة المال توحي بثقة كبيرة للتعاملات التجارية معها، وكانت مدخلاً للاستثمار المالي لدى حزب الله بعد ان انهالت عليه المساعدات الايرانية والقطرية، فضلاً عن الارباح من هذه المؤسسات، وكان المنطلق الاهم هو موقع حزب الله اللبناني والعربي والاسلامي بعد صموده في عدوان تموز/يوليو 2006.
انهالت ملايين الدولارات على الحزب بعد هذه الحرب وكانت التعويضات التي توافرت لجماعاته تحديداً اكبر من طاقة الصرف لدى افراده او أطره، فكان لا بد من توظيف هذه التعويضات.
تكاملت عوامل عديدة لاطلاق امبراطورية صلاح عز الدين الملتـزم دينياً والمعروف بطيبة تعامله وحسن سمعته وسلوكه المعلن وقربه من حزب الله بسبب اعتماد عماد مغنية عليه لادارة هذا الجزء من الامبراطورية التي يشرف عليها الحاج رضوان.
فأسعار النفط العالمية وصلت الى 140 دولاراً للبرميل الواحد، والتعاطف مع حزب الله بلغ حدود السماء في ارتفاعه في نفوس الشيعة في لبنان وبلاد الاغتراب والشيعة العرب في الكويت وقطر وبعض العراق، والتعويضات القطرية وغيرها القيت في جيوب اعضاء الحزب سواء من دمرت منازلهم او لم تدمر، حتى ان العديد منهم حصل على اكثر من تعويض ومن اكثر من جهة في وقت واحد.. حتى وهو لا يملك منـزلاً في الاساس.
وكان القطريون اسخياء - على غير العادة - في التعامل مع حزب الله وجماعته ودفعوا لهم تعويضات مضاعفة حتى باتت حكاوي القرى الجنوبية نوادر مجالس الدوحة ومشايخها وبعض عائلاتها.
ولأن الفتوى جاهزة وتحت الطلب (Take Away) فإن الحزبيين استندوا اليها بأن الفوائد المصرفية محرمة وان تسليمها لصلاح عز الدين اشرف وأكثر حلالاً ثم انها اموال الحزب يديرها ويعود مردودها الى الجميع..
ولأن الجميع عرف بالفوائد المرتفعة التي كان يقدمها صلاح عز الدين انهالت الودائع من كل القرى والمغتربات طمعاً بنسبة عالية من الفوائد لم يكن يحلم بها احد، حتى وصلت الى الـ 40% على ودائع الدولارات، (20% كل ستة اشهر و20 يوماً)، وأحياناً كانت تتجاوز هذا الرقم، وأحياناً كانت تقل، وحسب المبالغ.. دون أي قانون يحكمها او دقة في المعاملة تقيدها، فصلاح عز الدين لم يكن يملك من الخبرة والدقة ما يؤهله كي ينظم هذا كله.. بل انه عندما اخذ الى القضاء لم يكن يحمل معه الا محفظة فيها عدة دفاتر تحتوي اسماء المودعين وأرقام ودائعهم والدفعات التي قدمها لهم.. كما لو انه تاجر اقمشة يبيع بالتقسيط.
وهكذا سحب بسطاء ووسطاء الحال وبعض الاغنياء بعض اموالهم القليلة او الكبيرة من المصارف المنظمة والمضمونة وصاحبة التقنية المتقدمة، ليضعوها عند الحاج صلاح ابن الطائفة المدعوم من حزب الله ابن معروب القريبة من طيردبا مسقط رأس عماد مغنية ورفيقه السابق وأخيه في الولاء الفقهي اللاحق.
ولكم اشتكى مدراء فروع المصارف في الجنوب من السحوبات التي كانت تخرج من حسابات فروعهم الى حسابات صلاح عز الدين.. وأحياناً في المصرف نفسه.. فشر البلية ما كان وما زال يضحك.
البسطاء والسذج سواء كانوا اغنياء او فقراء يسحبون اموالهم من مصارف معينة لأن فوائدها محرمة كما كان يقول لهم مشايخهم.. ثم يسلمونها لصلاح عز الدين.. فيبادر هذا الى وضعها في حسابات باسمه في المصارف نفسها ويعطي منها الفوائد.. فتصبح حلالاً لأنها تصبح اعلى ارقاماً (يا سبحان الله!).
اغتيال مغنية
اغتيل عماد مغنية في دمشق بتاريخ 12/2/2008 وأعلن وزير خارجية سوريا ان التحقيق بدأ وان كشف الجريمة ومرتكبها سيتم خلال ايام قليلة، وها قد مضت سنة وثمانية اشهر بالضبط على الاغتيال.. ولم تقدم دمشق مجرماً واحداً الى العدالة بتهمة ارتكاب هذه الجريمة..
كان اول الخاسرين في هذه الواقعة بعد عماد مغنية وأهله هو حزب الله.. اما اكثر المتضررين فهو صلاح عز الدين.
فقد الحاج صلاح البوصلة سواء في تجاراته الاساسية وعلى رأسها النفط او في كيفية متابعة التواصل مع الجهات الايرانية الداعمة من خلال هذه المادة..
واذا كان التعويض الفوري قد جاء بعد الارتفاع الجنوني لأسعار النفط، فإن الزمن دولاب والـ 140 دولاراً للبرميل التي بنت على اساسه دول ميزانياتها تراجع الى 40 دولاراً.. قبل ان تتراوح منذ اشهر عدة بين 65 و70 دولاراً.
غياب عماد مغنية لخبط حسابات الايرانيين التجارية والمالية كما الامنية:
في المجال التجاري تحول تهريب النفط في السوق السوداء الى جهات اخرى غير صلاح عز الدين فخسر هذا مورداً ايرانياً اساسياً.
اما الامر الآخر فهو ان جهاز الامن في ايران (عبر حزب الله) خسر كثيراً من دقة معلوماته وحسن تخطيطه وقدرته على تنفيذ عمليات في الخارج.. حتى ان حزب الله عجز حتى الآن عن الانتقام لمقتل قائده الميداني رغم المحاولات العديدة لذلك.
قد يكون للحرج الايراني الآن او الخوف بمعنى ادق – من أي رد فعل غربي او صهيوني على تنفيذ عمليات ضد مصالحهم هو الذي يمنع فرع العمليات الخارجية في حزب الله من تنفيذ أي عملية حتى الآن.. لكن الاصح ان خسارة دور ودقة ومعلومات وخبرة عماد مغنية هو الذي كشف حتى الآن كل العمليات التي حاولها حزب الله (كأداة ايرانية) في الخارج.
آخر العمليات المكشوفة كانت خطة لاغتيال رئيس الاركان الصهيوني غابي اشكنازي وقد ضبطت في مرحلة المراقبة.
وقبلها محاولة الهجوم على مصالح اسرائيلية في اذربيجان فضلاً عن كشف خلية حزب الله في سيناء، ثم محاولة اخرى فاشلة في احدى مدن اوروبا، ومثلها في احدى مدن اميركا اللاتينية.
هذا على الصعيد الامني.
اما على الصعيد الاقتصادي فكانت كارثة انهيار امبراطورية صلاح عز الدين..
كانت طريقة عمل عماد مغنية عصية على المراقبة او الكشف، لأنه كان يعتمد اسلوب الربط الشخصي بكل مسؤول عن مؤسسة من مؤسساته المالية والاقتصادية والامنية والعسكرية.. وهؤلاء المسؤولون لا يعرف احدهم الآخر ابداً.. وهم في الاساس يكادون ينسون اسماءهم الحقيقية لكثرة اعتمادهم اسماء وهمية زيادة في التخفي والاخفاء.
وبهذه الطريقة التي كان عماد يحمي فيها مؤسساته ورجاله فإنه عندما ذهب اخذ معه كثيراً من الاسرار التي بقيت اجهزة ايران وحزب الله حتى الآن عاجزة عن الوصول اليها..
فإذا اضفنا تراجع اسعار النفط – وتراجع الكميات التي كانت تعطيها ايران للبيع عن طريق صلاح عز الدين.. ثم اضفنا انكماش الاقتصاد الايراني، وضمور المخزون المالي الايراني الى درجة خطيرة، وبالتالي تراجع التمويل الايراني لحزب الله.. ثم عجز التمويل القطري – السخي على غير العادة – على الحلول مكان ((الكرم)) الايراني.. كل هذه عوامل كشفت حالة عز الدين، ((المالية))، خاصة وانه كان بدأ يعتمد في الفترة الاخيرة على ايداعات الفقراء والبسطاء والسذج من الاغنياء وطمعهم في دفع الفوائد العالية جداً.. فلما جاء بعض البسطاء لاسترداد اموالهم.. وبدأ العرج ساد الهرج والمرج فذاب الثلج.. وانكشفت الحكاية.
بعض المطلعين اعتبر ان انهيار امبراطورية عز الدين كان مسألة وقت لأن الفوائد العالية كانت تأكل الرأسمال الذي كان بدوره يتآكل بسبب تراجع الموارد المالية اساساً.
وحزب الله؟
ادرك حزب الله ان انهيار امبراطورية الرجل ستنعكس عليه سلباً للاعتبارات التي يعرفها الناس عن صلته به، وعن دعمه له، وعن احاطته بنوابه ووزرائه وقياداته الامنية والعسكرية والحزبية، وعن ترداد الحديث عن ترشيحه للنيابة والوزارة.. وعن التكليف الشرعي بإيداع الاموال عنده، وعن الفتاوى الشرعية من مراجع الحزب الدينية ومن يسانده بشرعية وحلال فوائده حتى اندفع نواب الحزب وقياداته دون استثناء معممين وأمنيين وحزبيين وسياسيين بوضع اموال بالملايين.
ثم ان الناس كانت مقتنعة بأن صلاح عز الدين يدير اموال حزب الله، فكيف لا يكون موثوقاً وكيف لا يكون مضموناً وأموالهم؟
فماذا فعل الحزب قبل بدء الكارثة؟
قدم حزب الله صلاح عزالدين بصورة المحسن الكريم ورجل الأعمال الذي لا تهزه الريح الذي استثمر بعشرات مليارات الدولارات في لبنان والخارج، فهو يتمتع بملاءة مالية كبيرة شجع كثيرين سابقاً على الإيداع عنده.
إقبال الناس على الإيداع وفر المال فسحب منها حزب الله ما يريد ومنها إيداعاته التي تجاوزت على حد قول البعض 500 مليون دولار.. فلما سقط عزالدين عاجزاً بعد ذلك عن الدفع اندفع حزب الله ليوهم الناس انه لا صلة له به.. معلناً براءته منه.. وحتى يغطي هذا الوهم أوعز لأحد نوابه حسين الحاج حسن ليقدم دعوى ضده بتهمة إعطائه صكاً دون رصيد بقيمة 400 ألف دولار، وأوعز إلى أحد مسؤوليه الأمنيين وفيق صفا ليعلن ألا صلة له بعزالدين كما أوعز لأحد نوابه السابقين أمين شري ليعلن الأمر نفسه.. وفي بيانات أرسلت إلى الصحف.
وفجأة.. وحين كان الناس وفقراء المودعين يتحدثون عن خراب بيوتهم بإفلاس صلاح عزالدين.. اصطحب وفيق صفا بسيارته صلاح إلى القضاء لتسليمه إليه.
هنا يطرح السؤال بتعجب:
كيف تم إيقاف عزالدين؟ من ادعى عليه.. حتى لحظة توقيفه لم يكن هناك ادعاء ضده، فكيف يتم توقيفه أمام المباحث المركزية دون وجود دعوى قضائية؟ وكيف يقبل القضاء والأمن بإيقاف إنسان دون أي دعوى ضده من أحد.. مع التذكير بأن دعوى حسين الحاج حسن جاءت بعد يومين من إيقاف الرجل.. فهل جاءت دعوى الحاج حسن لتغطية أمر التوقيف قانونياً؟
وقبل التوقيف أين كان صلاح عزالدين؟
الجميع بات يعرف ان حزب الله خطفه وجرمه كالخاروف من كل لحم، متنازلاً له عن ممتلكات ونقديات وأسهم وعقارات وكل ما يملك.. ثم سلمه إلى القضاء يوم 31/8/2009، زاعماً لكل من يسأل عنه ان الحاج مسافر وسيعود في أواخر رمضان.. وظل على هذه الحال لأسبوعين متتاليين كانا كافيين لإفراغ جيوب صلاح عزالدين من كل فلس.. ولم يبق إلا مؤسسات بعينها وأثاثها وتجهيزاتها كدار الهادي للنشر وتلفزيون الهادي وحملة باب السلام للحج.. وقبل أن يهجم الفقراء عليها لتحصيل جزء من أموالهم سارع القضاء إلى ختمها بالشمع الأحمر وتحت حراسة المقاومة الإسلامية.
حسن نصرالله ينفي
وكان أمراً عجيباً أن يخرج أمين عام حزب الله بعد كل هذا لينفي أي صلة بصلاح عزالدين.. ثم يعود بعد 24 ساعة ليقول ان كل ما لدى عناصر الحزب من أموال لدى عزالدين لا يتجاوز الـ4 ملايين دولار.
فليقل نصر الله ما يشاء ولينفِ ما يريد، الا ان التعليقات الشيعية على حزب الله ما زالت تتواتر.. فمن قائل ان حزب الله بات يشبه حركة فتح التي تضخمت حتى فسدت وأفسدت ثم انكشفت امام الناس.
ومن قائل في حركة امل ان الحركة التي اتهمت بأنها اخذت اموالاً عامة.. لم تسرق اموال الشيعة كما فعل حزب الله.
اما التعليق الابرز فهو الذي تشعب ليطرح المعادلة التالية:
ربما كانت قيادة حزب الله بريئة من هذه الجريمة وأنها من صنع افراد او قيادات دون العودة للقيادة العليا.
وربما كانت المسألة مخططاً صهيونياً لضرب حزب الله بعد نصره العسكري في تموز/يوليو 2006 بالانتقام بهذه الهزيمة الاقتصادية عام 2009.
وربما كانت النية الحسنة موجودة عند الحزب.. وان الحزب لم يدخل هذه المكيدة ولا احد من قياداته ولا حتى افراده.. ولكن من اين مئات ملايين الدولارات مع هؤلاء الزاهدين المقاومين الذين اشتروا الآخرة.. فلماذا مال الدنيا وماذا هم فاعلون به؟.. ومن اين اتوا به؟
وختاماً،
فإن اخطر ما يتم تداوله سياسياً، هو ان حزب الله وامام هذه المعضلة التي واجهته مع جمهوره.. قد يجد المخرج بافتعال معارك خارجية.. اما مع اسرائيل وهذا مستبعد الآن.. واما مع سعد الحريري وتشكيلته الحكومية وهذا بدأ الآن.. وراقبوا سلوكه في مواجهة الحكومة الجديدة.. اذا قامت.
طبقا لانباء تواردت قبل ايام فان رجل الاعمال المفلس صلاح عز الدين متزوج من اخت القيادي البارز في حزب الله السيد هاشم صفي الدين وليس واضحا بعد ما اذا كانت صلة القربى هذه هي التي سوقت عز الدين داخل الحزب ام 'شطارته' في اقناع الناس بايداع اموالهم في استثماراته.

2009-09-16 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد