ـ صحيفة السفير
تحقيق عن الاعتصام في ساحة رياض الصلح:
باكراً جداً حضر شبان &laqascii117o;انضباط" حزب الله الى الجانب المخصص لهم من الحدود المفترضة بين الأرضين. وباكراً أيضاً، حضر شبان &laqascii117o;انضباط" قوى 14 آذار الى الجهة الأخرى. ثلاثة سياجات حديدية، أحدها مرفوع على دعامات اسمنتية، تفصل بين &laqascii117o;أرض الموالاة" و&laqascii117o;أرض المعارضة"، تجرح قلب المدينة، وتدميه، وتقسمه الى نصفين. شعبان يديران ظهريهما لبعضهما البعض. هكذا هوالمشهد الذي ارتضاه الطرفان عن سابق تصور وتصميم. على الارض المحايدة الوحيدة في المشهد، والفاصلة بين الطرفين، وقف أصحاب البزات المرقطة من فوج المغاوير. أرض لا يزيد عرضها عن أربعين متراً تقف فوقها أكثر من عشر ملالات سيجت كل واحدة منها بشريط شائك. ملالات عسكرية بمدافع مضادة مكانها الصحيح المفترض على حدود أخرى، حتماً.
ـ صحيفة السفير
الفضل شلق:
في يوم الخميس المصادف 14 شباط 2008 احتشد جمهوران في بيروت الكبرى (المدينة الممتدة التي تشكل وحدة سكنية، تمييزاً لها عن بيروت الإدارية). موضوع الاحتشاد الأول إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. موضوع الاحتشاد الثاني تشييع الشهيد عماد مغنية المطلوب رأسه منذ سنوات عديدة. لدى كل جمهور رؤيته لكل من المناسبتين. لكل جمهور روايته عن الحدث وعن لبنان. الانقسام هو السمة المميزة للمجتمع في لبنان الراهن. تصلّب الانقسام في استقطاب سياسي، طائفي، مذهبي، اجتماعي، إلخ... كل يرى الوقائع بشكل مناقض. الأرجح أن الوقائع لم تعد مهمة. وجهة النظر المسبقة لدى هذا الفريق أو ذاك تقرّر الحقائق. تغيب الحقائق وتصير افتراضية، تصير مجرد وجهات نظر، أو حقائق افتراضية. لكل فريق حقائقه الافتراضية: وهذه أوهام عندما لا تتطابق مع الحقائق الموضوعية. تغيب المساحة المشتركة بين اللبنانيين مع تلاشي الموضوعية. مع غياب المشترك يكاد انتظام المجتمع في إطار سياسي موحد ينهار هو أيضاً. نقيض الانتظام هو الفوضى والحرب الأهلية. الفرق بين الراهن وما قبل ,1975 أننا الآن نسير بحزن الموت والتشييع، بينما سرنا قبل 1975 إلى الحرب الأهلية بفرح.
ـ صحيفة المستقبل
نصير الاسعد:
في الساحة الأولى في قلب بيروت، فاق الحشدُ هذا العام الحشد في السنوات الماضية بل كان أكبر من 14 آذار 2005.في هذه الساحة، تأكدت حقيقةُ انّ حركة 14 آذار ليست فقط أكثرية نيابية إنما هي أكثرية شعبية.. ساحة الضاحية: غيابُ السؤال عن 'كيف' قتل مغنيّة . لكن ما كان الردّ من الضاحية الجنوبية ولماذا؟. قبل الدخول في الجواب 'المباشر' عن هذا السؤال، لا مفرّ من التوقّف عند 'ظروف' إغتيال شهيد 'حزب الله' عماد مغنيّة.. أيّاً يكن من إغتال مغنيّة، فإنّ إغتياله تمّ في دمشق. وتمّ في منطقة يفترض انّها 'شديدة' الأمان في العاصمة السورية.. ولذلك، فمغنيّة، رجل 'سرّي' بامتياز ويتحرّك بالطرق الأمنية اللازمة. وثمّة مفاجأة في أن يتبيّن أنّ إغتياله تمّ بطريقة 'نظيفة' أي أن توضع له متفجّرة في سيارته غير المحروسة وأن يتمّ اصطياده على 'أرض حليفة'.من هنا، فالقول أنّ إسرائيل إغتالته ليس في المبدأ منافياً للواقع. لكنّ السؤال في حالة مغنيّة ليس من قتله بل كيفَ تمكّن القاتل من قتله؟.الجواب الذي تسرّب من دمشق يُفترض ألا يصدقه 'حزب الله'. أمّا لماذا يكون ثمّة تواطؤ إستخباراتي سوريّ مع إسرائيل، فلا يحقّ لـ'حزب الله' استبعاده بينه وبين نفسه على الأقل، إذ قد يكون 'رأس مغنيّة' دفعةً على الحساب. فـ'المسار السوري ـ الإسرائيلي' مفتوح عبر قنوات عدة.ردّ نصرالله: الساحتان باقيتان . ومع ذلك، من حق 'حزب الله' ان يقدّر الموقف وان 'يستوعب' ما حصل، لأن ما حصلَ 'ضربة كبيرة' وهو لا يقلّل منها على أيّ حال.وإذا كانَ زعيم 'اللقاء الديموقراطي' وليد جنبلاط أعلن استحالة التعايش مع 'دولة حزب الله'، ولم يُعلن استحالة التعايش مع 'حزب الله' بلا 'دولة'، وعبّر عن ضرورة قيام الدولة الواحدة وإما لنتفق على الطلاق، فهل الردّ يكون 'ليرحَل من لبنان'؟. أم ترى أربكت الساحة الأولى نصرالله بالمليون ونصف المليون إستقلاليّ لبنانيّ؟.
ـ صحيفة السفير
ساطع نور الدين:
لن يمر اغتيال الشهيد عماد مغنية في دمشق مرور الكرام. دلالة المكان ورمزيته ليست عابرة. ثمة زلزال عنيف ضرب اجهزة الامن السورية التي شهدت مثل هذا الاختراق الاستثنائي الخطير لمجالها الحيوي الآمن. ولن يكون من السهل تفادي آثاره او ازالتها الا باجراءات استثنائية تستعيد الهيبة الامنية وتحفظ الصورة السياسية على حد سواء. ولن تكون ايران واجهزتها الامنية ومؤسساتها السياسية بمنأى عن هذه المراجعة والمحاسبة التي تستدعيها تصفية احد ابرز وأول واقوى حلفائها اللبنانيين، الذين صنعوا لها دورا لبنانيا واقليميا وعالميا لا يقدر بثمن، وكانوا عنوان ذلك &laqascii117o;الهلال الشيعي" الذي يتراءى بين الحين والاخر في سماء المنطقة، وجعلوا من طهران شريكا رئيسيا في جميع قضاياها وازماتها. ولن يكون ذلك التحالف السوري الايراني بعيدا عن عواقب تلك العملية الامنية التي ربما كان احد اهدافها الرئيسية اثارة الاسئلة في كل من دمشق وطهران حول سبل مواجهة الاختراق الامني والانتهاك السياسي لعلاقة استراتيجية صمدت على مدى العقود الثلاثة الماضية برغم الكثير من التحديات والتهديدات، التي قد يمثل اغتيال مغنية ذروتها الجديدة. اما في حدود الداخل اللبناني، فانه مهما بدت الضربة قاسية لحزب الله والمقاومة اللبنانية، فلن تكون انعكاساتها جوهرية، ليس فقط لان الشهيد لم يكن معنيا او مكلفا باي شأن محلي، امنيا كان ام سياسيا، بل اساسا لان مسؤول العمليات الخارجية الراحل كان متحفظا، حسب رفاقه، على ذلك الانخراط الطارئ من قبل الحزب في الشؤون الداخلية اللبنانية، التي يبدو حتى الان انها ادت الى خسائر معنوية اكبر بكثير من المكاسب السياسية. لكن الاهم من هذه الابعاد الداخلية، اللبنانية والسورية والايرانية المشتركة، للجريمة، هو ذلك الافق الدولي الذي تعيد فتحه مرة اخرى، بعدما بدا انه اقفل مع تحول حزب الله الى قوة عسكرية شبه تقليدية، تخوض المعارك بالادوات والاسلحة والتكتيكات التي تعتمدها الجيوش الرسمية.. والتي لم تكن تستجيب ضمنا لرغبة الراحل نفسه، برغم انه كان شريكا في تنظيمها وتطويرها.
ـ صحيفة السفير
غاصب مختار:
زحف جمهور المقاومة امس بعشرات الآلاف لوداع الشهيد القائد عماد مغنية، ولتقديم واجب العزاء والتبريك به لقيادة حزب الله، إخلاصا ووفاء من هذا الجمهور لمن وعدهم بالنصر وعمل له وحققه، وخلال يومين شهدنا زحف الآلاف الى مجمع سيد الشهداء في الرويس بلا صخب ولا ضجيج ولا شتائم او اهانات، تعبيراً عن موقف سياسي تجاه المقاومة، في لحظة صراع دولي ـ إقليمي ـ لبناني داخلي حاد، حول قضية المقاومة في لبنان وفلسطين. جاء اغتيال الشهيد مغنية في المكان والتوقيت، في ذروة هذا الصراع، وبيد إسرائيلية ـ اميركية ليوصل رسالة الى سوريا وإيران كما لـ&laqascii117o;حزب الله"، مفادها انه لا زال بالإمكان الضرب في العمق العربي وخلق المشاكل في كل كيان عربي، وأن العصا الأميركية ـ الاسرائيلية لا زالت طويلة وإن وهنت بعد غزو العراق، لكن الرسالة كانت متوقعة، وقد اهملها من تسلمها ووضعها في الدرج بانتظار الرد المناسب عليها في المكان والتوقيت المناسبين، ثمة عنوان لبناني لرسالة جريمة الاغتيال، فقد يظنها البعض انها لتحقيق مزيد من الدعم لوجوده ومشروعه الداخلي ذي الامتدادات الاميركية، لكنها في الحقيقة لن تغير في قواعد اللعبة، وستبقى الازمة معلقة اشهراً على ما يرى البعض اذا لم يتحقق شرط المعارضة بالمشاركة وفق الثلث الضامن، وقد بات بعد اعادة فتح حرب تموز ضرورة اكثر من السابق. خاصة ان بعض الخطباء امس، ألمح الى نوع من الشماتة او التشفي غير المباشر لاستشهاد مغنية، ولإعادة التلويح باستخدام المحكمة سلاحاً إضافياً في المعركة، إضافة الى استخدام القرارات الدولية كسلاح ضد سلاح المقاومة. الاّ ان الخيار ترسخ اكثر عند حزب الله وجمهوره، أن لا سلاح بوجه الداخل، وجاء استشهاد عماد ليُضفي على سلاح المقاومة ضرورة اكبر دفاعاً عن المقاومين الذين تريد إسرائيل قتلهم وهم في منازلهم و بين اهلهم، فكيف إذا كانوا لا زالوا عند التخوم والثغور؟ ثمة خشية واحدة فقط، أن يستمر فكر الاغتيال في لبنان، وأن تستهدف اسرائيل هذه المرة احد الرموز السياسيين الكبار لا سمح الله، لتعيد قلب الطاولة في لبنان، وتجر البلاد الى بحر من الدماء والفتن، هنا وجب على طرفي الازمة الداخلية التنبه اكثر.
ـ صحيفة السفير
عماد مرمل:
يمكن القول بكل ثقة ان ما بعد خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هو بالتأكيد ليس كما قبله. لقد رسم دم الشهيد عماد مغنية خطا فاصلا بين مرحلتين، ليس فقط على مستوى الوضع في لبنان، وإنما في المنطقة أيضا.قبل اغتيال مغنية، كانت الأنظار مصوبة نحو ساحة الشهداء لمعرفة اتجاهات الريح في المدى المنظور. أما بعد الاغتيال وما ترتب عليه من مواقف مفصلية للسيد نصر الله، فقد تقلصت مساحة التفاصيل الداخلية في المشهد الاستراتيجي العام، وبالتالي تبدلت الاولويات السابقة واختلطت الاوراق وتغيرت المعادلات وتداعى ستاتيكو ما بعد حرب تموز. بعد انتهاء المهرجان الخطابي لرموز فريق &laqascii117o;الاكثرية" في ساحة الشهداء، أحست قيادات المعارضة بأن هؤلاء الرموز أضاعوا فرصة ذهبية لكسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها البلد منذ فترة طويلة. حصل ذلك، عندما أساء معظمهم التعاطي مع دم الشهيد مغنية، . وفي الجانب الآخر من البلد، كان السيد حسن نصر الله يلقي خطابا وُصف بأنه تاريخي، وانتهى الى قلب الطاولة على المستوى الاستراتيجي والاعلان الصريح عن تغيير قواعد اللعبة في الصراع بين المقاومة وإسرائيل، مع ما يترتب على ذلك من آثار محلية وعوارض جانبية. لقد بدا واضحا ان نصر الله وضع حدا للنمط السابق من التعاطي مع الملفين الداخلي والاسرائيلي، وحدد إحداثيات جديدة للآتي اليوم، يوحي خطاب &laqascii117o;السيد" بأن تلك الايام قد مضت وبأن مبدأ النقاش حول السلاح لم يعد مطروحا، بل هو أصبح من الماضي وذكرياته. أغلب الظن، ان السلاح عاد الى الوضعية التي كان عليها في السابق، وتحديدا قبل العام ,2005 فلا تفاوض حوله او تداول فيه تحت أي عنوان، سواء كان يتصل بمبدأ وجوده او بالاستراتيجية الدفاعية التي لم تعد ذات معنى للحزب بعد اغتيال أحد أبرز قادته، في تجاوز فاقع لكل الخطوط الحمر، من شأنه ان يجعل التنظير حول سلاح المقاومة ترفا لا مكان له في المعادلة الجديدة. وعندما يجعل &laqascii117o;السيد" من إزالة إسرائيل هدفا موضوعيا له، وليس طرحا انفعاليا، وعندما يهددها بالحرب المفتوحة العابرة للحدود، فهذا مؤداه انه قرر عدم تضييع المزيد من الوقت في حروب الاستنزاف الجانبية والتركيز أكثر على &laqascii117o;أم المعارك" المقبلة، الامر الذي يدفع الى الاستنتاج ان الازمة الداخلية ستبقى مفتوحة حتى إشعار آخر، في انتظار إتضاح مسار المواجهة الكبرى. هذه المواجهة التي يرى البعض ان قوى الموالاة تراهن على نتائجها لحسم الموقف في الداخل لصالحها، بينما يفترض حزب الله وحلفاؤه في المعارضة انها ستغير وجه الشرق الاوسط، فما بالك بوجه لبنان. وكان لافتا للانتباه أيضا في كلام نصر الله دعوته النائب وليد جنبلاط الى الرحيل والاقامة عند أسياده الاميركيين والاسرائيليين في حال إصراره على الطلاق، وهو ما انطوى في رأي المراقبين على رسالة واضحة الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، لعل معانيها الحقيقية تتجاوز الظاهر من الرسالة الى باطنها. ومن العلامات الفارقة كذلك في خطاب نصر الله انه وضع الشهيد رفيق الحريري الى جانب شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي وعماد مغنية، وهو أمر يمكن ان يساهم كثيرا في امتصاص الاحتقان المذهبي، لا سيما إذا أحسن النائب سعد الحريري التقاط هذه الاشارة.
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
توقفت مصادر ديبلوماسية في بيروت عند مقدار هذ التحوّط الاسرائيلي ومدى التخوّف من ردة فعل الحزب، وانعكاسه على الاستقرار الامني وخصوصاً ان اغتيال الناشطين اللبنانيين بدأ يتوسع ليقع خارج لبنان.كما توقفت عند التقدير العالي لدى القيادة الايرانية لمغنية وموقعه النضالي، بايفاد الرئيس محمود احمدي نجاد وزير الخارجية منوشهر متكي للمشاركة في الجنازة.ورأت ان هذا الموقف الذي اثلج صدر المسؤولين الاميركيين قد لا يؤدي بالحزب الى فتح حرب ضد الاميركيين ومصالحهم في الداخل او في الخارج ضد السفارة والبعثات التجارية، لانه حصر الاتهام باغتيال مغنية باسرائيل. .وابدت قلقها لاحتمال استمرار موجة الاغتيالات لمسؤولين امنيين وقضائيين خلال الاسابيع المقبلة، بحيث يصبح الاستحقاق الرئاسي متعذراً ويتحوّل لبنان ساحة صراعات اقليمية ودولية غارقة في التصفيات. وهذا ما سبق للامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان حذّر منه القيادات والفاعليات السياسية والحزبية التي التقاها على الاخص في زيارته الاخيرة لبيروت.واستبعدت اي تقارب بين الموالاة والمعارضة، استناداً الى معلومات استقتها مباشرة من قياديين، ورأت ان انعدام الثقة بينهما يزداد كلما اقترب موعد القمة العربية في دمشق، او مع الاعلان عن بدء عمل المحكمة ذات الطابع الدولي التي ستحاكم قتلة الرئيس رفيق الحريري. ولم تستبعد احباط مسعى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مرة جديدة في 24 شباط الجاري، خلال محاولته الجديدة، الا اذا طرأت معجزة ادت الى انجاحها وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في 26 منه، بحيث تفتح صفحة جديدة من بداية التسوية السياسية التي ستساعد في شكل رئيسي على وقف الانكشاف الامني الخطر الذي تجتازه البلاد.
ـ صحيفة النهار
روزانا بو منصف:
انتظر المجتمع الدولي بما يمثله بعض الدول الغربية والعربية المؤثرة والفاعلة بالنسبة الى لبنان احياء الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لاسباب متعددة، منها في شكل رئيسي رصد مدى استمرار ما عرفه المجتمع الغربي بـ'ثورة الارز' التي انطلقت في 14 آذار 2005. ذلك ان العام المنصرم انتهى الى 'فجيعة' عدم حصول الانتخابات الرئاسية في لبنان للمرة الاولى في تاريخه وفقدان المسيحيين موقعهم السياسي في الدولة العربية الوحيدة حيث ينعمون بمشاركة سياسية حرة. وفي رأي اوساط سياسية وديبلوماسية خارجية ان العام انتهى ايضا بحملات قوية سياسية وغير سياسية لأركان المعارضة في لبنان على الاكثرية، بالاضافة الى تسجيل سوريا نقاطا لمصلحتها من خلال انفتاح مشروط لبعض الدول عليها سمح لها بتعزيز اوراقها والتشدد في منع حصول الانتخابات الرئاسية في لبنان. وليس خافيا ان المجتمع الدولي بات في حاجة ملحة الى معرفة ما اذا كانت 'ثورة الارز' لا تزال مستمرة او هي اصيبت بنكسة قوية نتيجة الضربات المتتالية الامنية وغير الامنية التي وجهت اليها. فكان الحشد الشعبي المهم بنسبة كبيرة رسالة اولى بهذا المعنى فحواها ان هذه الثورة لم تمت بل لا تزال تنبض بقوة، خصوصا ان دولا متعددة تؤكد ان لبنان لما كان حصل على الدعم الدولي الذي حظي به فعلا لولا انطلاق هذه الثورة بقوة معبرة عن طموحات الشعب اللبناني.وتعتقد هذه الاوساط ان المجتمع الدولي كان في حاجة الى هذه التظاهرة المهمة واستمرارها وتأكيدها لمطالبها، خصوصا بالنسبة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في هذه المرحلة من اجل توظيف ذلك في الضغط حيث يجب من اجل تأمين انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا.
ـ صحيفة النهار
عبد الكريم ابو النصر:
اكدت مصادر ديبلوماسية غربية وثيقة الاطلاع في باريس في ضوء دراسة متأنية لتقرير فينوغراد، وكشفت المصادر ذاتها ان هذا التقويم الغربي لتقرير فينوغراد يركز على العناصر والامور الاساسية الآتية:
اولا، ان العقيدة العسكرية والاستراتيجية الاسرائيلية قائمة منذ 1948 على اساس ان الدولة العبرية لن تتمكن من البقاء والاستمرار وحماية وجودها اذا لم تكن الاقوى عسكريا في المنطقة، واذا لم تثبت فعليا انها قادرة على إلحاق الهزيمة او الاذى الكبير بخصومها الراغبين في اعتماد الخيار العسكري او القوة المسلحة في التعامل معها.ومن هذا المنطلق فان تشديد تقرير فينوغراد على ان حرب صيف 2006 لم تحقق اهدافها ولم تمكن اسرائيل من القضاء على 'حزب الله' وحماية مواطنيها من الصواريخ والقذائف - هذا التشديد لن يؤدي الى تراجع القيادة الاسرائيلية عن استخدام القوة ضد لبنان و'حزب الله' مجددا بل انه، على العكس من ذلك، يزرع بذور حرب جديدة سيشنها الاسرائيليون في الوقت الملائم لمحاولة استعادة هيبتهم واثبات انهم الاقوى.
ثانيا، ان 'حزب الله' ليس دولة يمكن التفاوض والتفاهم معه كما حدث بين اسرائيل من جهة ومصر والاردن وسوريا من جهة اخرى. .
ثالثا، 'حزب الله' يشكّل بالنسبة الى القيادة الاسرائيلية مصدر خطر على الدولة العبرية اكبر من الخطر الذي تمثله 'حماس' وسائر التنظيمات الفلسطينية المعارضة، .
رابعا، خلافا لما يراهن عليه نظام الرئيس بشار الاسد فان اسرائيل ليست لديها النية اطلاقا لان تدفع للقيادة السورية 'ثمنا باهظا' في مقابل لجم نشاطات 'حزب الله' العسكرية وحماية الاسرائيليين منها. .
خامسا، تنوي القيادة الاسرائيلية الاعتماد على قرار مجلس الامن رقم 1701 لمحاولة ايجاد الذرائع والحجج القانونية المقبولة دوليا لخوض الحرب المقبلة ضد 'حزب الله'، .
سادسا، تتعامل القيادة الاسرائيلية مع سلاح 'حزب الله' على اساس انه، في الدرجة الاولى، سلاح احتياط سوري - ايراني للدفاع عن مصالح نظام الاسد والقيادة الايرانية. .
سابعا، اذا ما اراد 'حزب الله' استغلال النزاع الداخلي اللبناني لتفجير مواجهة جديدة مع اسرائيل، بالتنسيق مع سوريا وايران، فسيكون الرد الاسرائيلي على هذا القرار اشد قسوة وشراسة مما حدث في حرب 2006.
وكشفت مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع ان المخططين الاسرائيليين يرون ان من بين الاحتمالات المطروحة لاندلاع حرب جديدة، هناك ثلاثة احتمالات مرجحة اكثر من سواها هي الآتية:
الاحتمال الاول: اذا امتلكت الحكومة الاسرائيلية معلومات دقيقة ومحددة عن بلوغ 'حزب الله' مرحلة الاستعداد الجديد لمهاجمة اسرائيل، .
الاحتمال الثاني: اذا دخلت قوات سورية الاراضي اللبنانية وتمركزت في البقاع الى جانب مقاتلي 'حزب الله' .
الاحتمال الثالث: الحرب الاسرائيلية ضد المنشآت النووية الايرانية التي ستشمل، بصورة اكيدة، ضرب مواقع 'حزب الله'.