ـ صحيفة 'السفير'
عمليا، قطع الشق البروتوكولي المتعلق بزيارة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى العاصمة السورية شوطاً لا بأس به، حيث أعقب توجيه الدعوة الرسمية، مجدداً من خلال قناة وزيري الإعلام السوري محسن بلال والسعودي عبد العزيز خوجة، الخوض تفصيلياً في إجراءات الزيارة وبرنامجها البروتوكولي والسياسي، خاصة أنها ستكون بمثابة تكريس لما أسميت من الجانبين &laqascii117o;الصفحة الجديدة" في العلاقات الثنائية بعد زيارة الرئيس بشار الأسد الأخيرة إلى جدة ومشاركته المفاجئة في افتتاح جامعة الملك عبدالله العلمية. وحسب تقديرات المتابعين، فإن &laqascii117o;العد العكسي" للزيارة قد بدأ (تردد أن موعد الزيارة تم تثبيته يوم الثلاثاء المقبل) وسيرافق الملك السعودي وفد كبير، ويتخللها برنامج يليق بالضيف الكبير.
أبعد من الشكل، يتفق المتابعون للتحضيرات في دمشق والرياض، على أن زيارة الملك عبدالله &laqascii117o;لا ترتبط بأي أمر آخر"، وتعني ترجمة هذه العبارة أن الموعد لم يعد مرتبطاً لا بتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة ولا بأي عنوان آخر"...
وهكذا، فان الجانب السعودي قرر اعتماد مقاربة جديدة في علاقته الثنائية بالجانب السوري، تختلف جذرياً عن كل ثنائية العلاقة التي كانت تمر بلبنان أولاً، منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحتى &laqascii117o;التكليف الأول" القريب جداً.
نال الملف اللبناني في قمة جدة حيزاً مقتضباً، على قاعدة &laqascii117o;ترك اللبنانيين يقررون ما يريدونه لمصلحة بلدهم". يعني ذلك عمليا تمديد التفاهم الذي أدار بموجبه الطرفان الانتخابات النيابية الأخيرة. لا تدخل في مسار تشكيل الحكومة.. مجرد تمنيات متبادلة من الجانبين بتسهيل أمور الرئيس المكلف سعد الحريري في &laqascii117o;التكليف الثاني".
ما لم يعلن حتى الآن، هو أن النظرة السعودية إلى الملف اللبناني &laqascii117o;باتت عقلانية أكثر". لا جدال حول هذه النقطة. الرياض تنصح باستيعاب المعارضة في التركيبة الحكومية المقبلة. المنطقة قد تكون على حافة اشتباك إقليمي ودولي ولا بد من تحييد الساحة اللبنانية. تثبيت سعد الحريري وحمايته يمران بالضرورة من خلال &laqascii117o;إراحة" سوريا لبنانياً. الطموح السعودي هو بتوفير مظلة حماية للبنان، تكون سوريا ركيزتها الأساس.
كيف سينعكس المسار الجديد على الموضوع الحكومي؟
يجيب المتابعون أن &laqascii117o;التكليف الأول" للحريري مغاير عن &laqascii117o;التكليف الثاني"، ذلك أن &laqascii117o;الأول"، كان يستند إلى افتراضات معظمها عبارة عن تحليلات واجتهادات صحافية في أغلب الأحيان، بينما &laqascii117o;الثاني" يستند، لا بل يترافق مع وقائع سياسية دامغة.
يعني ذلك أن &laqascii117o;التأليف الثاني" يجب أن يتكيف مع الإيقاع السوري ـ السعودي لا أن يتكيف خط دمشق ـ الرياض مع الإيقاع اللبناني السوري، وبالتالي، ليس لبنان خارج &laqascii117o;الإيقاع الكبير"، ولكنه لم يعد مصدره وعنوان حيويته أو مبرر جموده.
وعندما يصل الملك عبدالله الى دمشق، سيكون ذلك أكبر بكثير من مجرد زيارة يقوم بها رئيس حكومة لبنان إلى دمشق. بمعنى آخر يصبح وجود سعد الحريري في دمشق بمثابة &laqascii117o;تحصيل حاصل". فهل هناك من يقرأ الوقائع وليس الافتراضات هذه المرة؟
ولعل وصول وزير &laqascii117o;الملف اللبناني" في المملكة العربية السعودية عبد العزيز خوجة إلى بيروت، في الساعات المقبلة، وربما يكون مساء اليوم، بين الحاضرين في الاحتفال بالعيد الوطني السعودي في &laqascii117o;البيال"، هو الكفيل بتوفير قراءة لبنانية يفترض أن تنعكس إيجاباً على مسار الوضع الداخلي بحيث نكون أمام احتمالين لا ثالث لهما:
أن تتألف الحكومة، وفق صيغة 15+10+5، قبل وصول الملك عبدالله إلى دمشق، وإما أن تتألف بعد الزيارة، وفي كلتا الحالتين، سيكون وجود سعد الحريري في دمشق مع الملك عبدالله أمراً محققاً.
الفصل الأول انتهى و"الثاني" يبدأ غداً
إلى ذلك، من المقرر أن ينهي الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم، &laqascii117o;الفصل الأول" من استشارات التأليف، على أن يستأنفها بـ&laqascii117o;استشارات تكميلية" تشمل عدداً من الكتل التي سبق والتقاها خلال الأيام الماضية.
وعلمت &laqascii117o;السفير" أن استهلالية &laqascii117o;الفصل الثاني" ستبدأ غدا الأربعاء مع كتلة الرئيس نبيه بري، الذي شكل لجنة من &laqascii117o;كتلة التنمية والتحرير" برئاسة أمين عام الكتلة النائب أنور الخليل للقاء الحريري، واستكمال البحث معه حول مسار التأليف الثاني.
أما يوم الخميس، فسيتميز، بلقاء ثان بين الحريري والعماد عون على رأس كتلته النيابية، كما سيعقد الرئيس المكلف لقاءات تشمل أيضاً &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" وكتلتي &laqascii117o;القوات" و"الكتائب". كما ستشمل لقاءات الحريري وللمرة الأولى ممثلي النقابات والهيئات الاقتصادية والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني.
فيون يطرح فكرة مؤتمر للسلام في باريس
من جهة أخرى شكل الوضع الحكومي اللبناني نقطة بحث أساسية في لقاء رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون مع الرؤساء الثلاثة والرئيس المكلف ونقل إليهم رغبة بلاده بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في أسرع وقت ممكن.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤول الفرنسي سأل عن سبل حل معضلة التأليف الحكومي، فكان جواب رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي متقاطعا حول أولوية قيام حكومة وحدة وطنية، وقال بري للمسؤول الفرنسي إن لبنان يتمتع بخصوصية فريدة سواء في تكوينه السياسي، أم في ما يخص تشكيل الحكومات، وبالتالي ليس في الإمكان تجاوز هذه الخصوصية وتحديداً في تشكيل الحكومات.
وأثار الجانب الفرنسي الملف النووي الإيراني، وشدد رئيسا الجمهورية والمجلس على أن الأولوية يجب أن تتركز على إيجاد عالم خال من أسلحة الدمار الشامل، ووجوب اعتماد معايير موحدة.
وقال بري مخاطباً فيون &laqascii117o;أنت تسألني عن الخطر النووي الإيراني، فأنا أقول لك شخصياً إنني في ظل امتلاك إسرائيل لكميات كبيرة من هذا السلاح، فليس من حق إيران وحدها أن تمتلك السلاح النووي فحسب، بل إن من حق إيران وسوريا والسعودية ومصر إن تمتلك هذا السلاح في مواجهة الخطر النووي الإسرائيلي الذي يهدّد المنطقة بأسرها".
ورد المسؤول الفرنسي على بري بقوله إن إسرائيل تمتلك هذا السلاح لتحمي نفسها، وعلّق بري قائلا: ممن تحمي نفسها؟ لقد خاضت إسرائيل حروباً ضد العرب جميعا وشنت على لبنان أكثر من عدوان، وكل هذه الدول لا تملك السلاح النووي، أنا في ظل هذا الخطر مع أن يمتلك لبنان النووي ليردع إسرائيل عنه. وأنهى بري كلامه &laqascii117o;ان لم تكن هناك قدرة على نزع شامل للسلاح النووي، فعلى الأقل يجب أن نمنعه ونزيله من منطقة الشرق الأوسط، بدءاً بإسرائيل، علما أن الدول العربية كلها لا تمتلك هذا السلاح".
وعقد المسؤول الفرنسي مؤتمرا صحافيا قبيل مغادرته بيروت، أمل خلاله أن تشكل الحكومة في أسرع وقت ممكن وان تجمع جميع القوى السياســية لتتمكن من تنفيذ الإصلاحات التي يطمح إليها الشعب اللبناني.
وردا على سؤال لـ"السفير" عما إذا كانت زيارة وزير خارجية سوريا وليد المعلّم إلى باريس، اليوم، تندرج في إطار التحضير لزيارة وشيكة يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى باريس، أجاب فيون بأن &laqascii117o;زيارة المعلّم تندرج حاليا في إطار الحوار السوري الفرنسي المستمر من أجل المنطقة ولبنان". وشدد على أن فرنسا ستبقي على مشاركتها في قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان لأنها عامل استقرار له.
وشدد فيون على أنه &laqascii117o;من الوهم أن نعتقد انه يمكننا حل مشكلات هذه المنطقة من دون أن نتحدث مع السوريين أو أية أطراف أخرى لها تأثيرها ويمكنها أن تساهم في حل مشكلات لبنان والمنطقة".
وكشف النائب الفرنسي إيتيان بينتي لـ"السفير" أن &laqascii117o;الأهداف السياسية لزيارة فيون تندرج في ثلاثة محاور، أولها الاستفسار الدقيق عما آل إليه تشكيل الحكومة اللبنانية، الثاني، يتعلق بالمسألة الإيرانية ومدى تأثير النفوذ الإيراني على الداخل اللبناني، خصوصاً أن &laqascii117o;حزب الله" هو لاعب سياسي لبناني ومدعوم ومموّل إيرانياً. أما المحور الثالث فطرحه فيون مع الرؤساء الثلاثة مستبيناً رأيهم بعقد مؤتمر دولي للسلام تزمع باريس استضافته، لكنّ فكرة هذا المؤتمر لم تتبلور بعد بتفاصيلها وكذلك بزمانها".
الجيش يوضح
من جهة ثانية، قالت مصادر عسكرية لبنانية، توضيحاً لما نشرته &laqascii117o;السفير" في صفحتها الأولى، أمس، بعنوان &laqascii117o;قاعدة جوية لبنانية أم أميركية في حامات"؟ بـ"أن لا علاقة للأميركيين لا من قريب ولا من بعيد ببعض الاقتراحات التي تم تداولها ضمن المؤسسة العسكرية حول كيفية الاستفادة من واقع وجود مدرج للطائرات في حامات، وبينها اعتماده كمدرج للطائرات المروحية العشر (من طراز &laqascii117o;بوما") التي سيحصل عليها لبنان، إضافة إلى ما لديه من حوامات، علماً أن هذا المدرج صغير جداً ولا يصلح للطائرات الحربية النفاثة ولم يتعد دور الأميركيين مساعدة الجيش على تدريب الطيارين". وأوضحت أن حامات قد اختيرت، على وجه التحديد، لأن مدرجات مطار بيروت باتت مزدحمة، وحامات نقطة وسط وليست بعيدة كمطار رياق أو مطار القليعات. وفهـــم أن القرار يتضمن نقل مدرسة المغاوير إلى حامات لتتمركز فيها القوات المجوقلة.
ـ صحيفة 'النهار'
أطلت أمس على المشهد الحكومي مواقف اميركية وفرنسية وسورية. ففيما استعجل كل من نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيّون تأليف الحكومة اللبنانية، ما استرعى الانتباه حديث صحيفة 'تشرين' السورية الرسمية عن 'ان النظام اللبناني بصيغته الراهنة غير قابل للحياة والاستمرار وانه يعيش حالة موت سريري'. وقد اعتبرت مصادر سياسية مواكبة للملف الحكومي 'ان ذلك يعكس واقع عدم حصول أي مساومة بين دمشق واي طرف خارجي، بدءاً من السعودية التي زارها أخيراً الرئيس السوري بشار الأسد، في موضوع الملف اللبناني'.
سليمان – بايدن
فقد تلقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان من نائب الرئيس الاميركي أمس اتصالاً هاتفياً، تخلله تشاور في العلاقات الثنائية. وجاء هذا الاتصال، كما الحديث الخاطف الذي أجراه الرئيس الاميركي في الاستقبال الذي أقامه لرؤساء الوفود المشاركة في دورة الجمعية العمومية في نيويورك، مع الرئيس سليمان، بمثابة استعاضة اميركية عن اللقاء الذي تعذر ترتيبه له مع الرئيس الاميركي باراك أوباما على هامش الدورة، وذلك من اجل ايصال الرسالة الاميركية بدعم الولايات المتحدة للبنان، وطمأنة اللبنانيين الى ان لا حلول في المنطقة على حساب لبنان.
وفي المحطتين، عبر الرئيس الاميركي كما نائبه عن تمنياتهما ان يعجل في تأليف الحكومة الجديدة، من دون الخوض في تفاصيل عملية التأليف، او في العقبات التي تعترضها، إنطلاقاً من حرص الولايات المتحدة، كما كل رؤساء الدول الذين إلتقاهم رئيس الجمهورية في نيويورك، على عدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، كما أكدت مصادر مطلعة لـ'النهار'.
بايدن – الحريري
كذلك تلقى الرئيس الحريري مساء أمس اتصالاً هاتفياً من بايدن. وجاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء المكلف ان نائب الرئيس الاميركي اكد خلال الاتصال 'ان سيادة لبنان واستقلاله لن يكونا في حال من الاحوال مادة للمساومة او التسوية'، وأثنى على 'الجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة'، معرباً عن 'دعم بلاده لهذه الجهود'.
بري – فيّون
ورئيس الوزراء الفرنسي الذي جال على الرئيس سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة والرئيس الحريري، كانت له حوارات في العمق تناولت الشأنين اللبناني والاقليمي. وقد اطلق بري الذي قال سابقاً إنه صائم عن الكلام كلمة ملتبسة عندما سئل بعد استقباله فيّون عن الوضع الحكومي، فأجاب: 'عجيدين'. وفيما امتنعت اوساطه عن تفسير الكلمة الجديدة، ذهبت تأويلات الى ان المعنى تراوح بين 'جيّدين' أي مثنى كلمة 'جيد' وبين 'طوقين' أي ايجابي وسلبي في آن واحد. لكن أوساط بري قالت لـ'النهار' ان اجتماعه مع فيّون كانت محاوره 'جيدة وايجابية'. ونقلت عن بري قوله 'ان كتلته النيابية لن توفر جهداً في مساعدة الحريري ودعمه على أساس حكومة الوحدة الوطنية الحقيقية قولاً وفعلاً'. وكلف رئيس المجلس لجنة من كتلته 'التنمية والتحرير' برئاسة امينها العام النائب أنور الخليل الاجتماع بالحريري غداً الاربعاء لمتابعة المشاورات معه والاستماع منه الى الرؤية التي توصل اليها في تشكيلته.
دمشق
وفي دمشق، رأت صحيفة 'تشرين' الرسمية ان النظام اللبناني يتطلب 'خطوة انقاذ جذرية بعدما اصبح عصياً على الترقيع حيث لم تعد العقاقير المسكنة قادرة على انعاشه'. وقالت ان لبنان يواجه 'ازمة نظام وليس ازمة حكم. ولعل هذا هو السبب الذي جعل النائب المكلّف سعد الحريري يطرح في استشاراته النيابية الملزمة سؤالاً على القوى السياسية حول ما اذا كانت الازمة في لبنان ازمة حكم ام ازمة نظام؟'.
ونسبت صحيفة 'الوطن' السورية الى 'اوساط رفيعة' خوفها من ان يكون كلام رئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع السبت الماضي 'تنفيذاً لامر عمليات خارجي يرمي الى احباط جهود تشكيل الحكومة بعدما سجل تطور ايجابي في موقف الرئيس المكلّف (...) وتالياً تفجير الوضع السياسي واجهاض المناخ الهادئ الناتج من التقارب العربي في ضوء قمة جدة'.
ـ صحيفة 'الأخبار'
(...) لمن ينتظر قمة سعودية – سورية ثانية، في دمشق هذه المرة، فإن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، بحسب مصادر مطلعة، سيزور سوريا خلال 10 أيام، وأنه ثبت الأمر بعد تلقيه دعوة خطية من الرئيس السوري بشار الأسد نقلها وزير الإعلام محسن بلال إلى نظيره السعودي عبد العزيز خوجة.
ولمن ينتظر الفرج من هذه القمة لبنانياً، فإنها نقلاً عن المصادر نفسها، قد لا تكون مرتبطة بتفاصيل الملف اللبناني، لأن قمة جدة التي جمعت عبد الله والأسد &laqascii117o;عرضت هذا الملف من زوايا عدة، وانتهت إلى قرار جديد من نوعه يقضي بعزل العلاقات الثنائية بين البلدين عن ملف لبنان".
وشرحت المصادر أسباب هذا القرار، بأن الرئيس السوري أبلغ الملك السعودي تفهم دمشق لمطالب المعارضة، وخصوصاً مطالب العماد ميشال عون، لكنه كان واضحاً &laqascii117o;بأن دمشق لن تتدخل في ملف تأليف الحكومة، وأنها ليست في وارد ممارسة أي نوع من الضغوط على قوى المعارضة"، وشرح بالتفصيل أن حزب الله كطرف رئيسي ليس أيضاً في وارد الضغط على عون. وبالتالي فما دامت سوريا في غير وارد التدخل والسعودية لا تجد نفسها مضطرة للضغط على حلفائها، ولا سيما على الرئيس المكلف سعد الحريري، فإن المسائل التي تخص مستقبل العلاقات السعودية ـــــ السورية يجب ألا تبقى رهينة ملف لبنان. وأشارت المصادر إلى أن الجديد لدى القيادة السعودية هو استماعها إلى قدر غير محدود من الملاحظات على طريقة إدارة الرئيس المكلف لملف الحكومة &laqascii117o;وتوريط نفسه بمواقف وسقوف يتحوّل أسيراً لها". ويبدو أن جهات لبنانية على صلة بالسعودية أدلت برأي مشابه لهذه القيادة في ما يخص هذا الأمر.
(...) وبعد لقائه سفير السعودية علي العسيري، نفى السنيورة علمه بزيارة مرتقبة لخوجة إلى بيروت، قائلاً إنه قرأ عن الموضوع في الصحف &laqascii117o;وبالتالي ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً. الوزير خوجة مرحب به دائماً في لبنان (...) أما بالنسبة للموعد فلم يتحدد رسمياً بعد".
على صعيد أخر، يستمرّ سمير جعجع، في طرح المسائل من زاويته. كأنّه لم يغيّر أسلوبه على مرّ السنوات والتجارب. أطلّ يوم السبت الماضي، وأعلن أنّ حالة العرقلة تستوجب آليات تعاطٍ مختلفة، مدافعاً عن فكرة حكومة أكثرية. هذا الخطاب كان منتظراً، وعملت أوساط قواتية، قبل أيام من مهرجان &laqascii117o;شهداء المقاومة المسيحية"، على التشديد على أهمية الكلمة ومصيريّتها بالنسبة إلى حركة 14 آذار وجمهورها.
لم يخرج بعد أي موقف رسمي أكثري بشأن خطاب جعجع وجذريّته في معالجة الأزمة الحكومية. إلا أن من يتابع حركة النواب الأكثريين ونقاشاتهم في الفترة الماضية، أي قبل مهرجان القوات وبعده، يلاحظ أنّ ثمة انزعاجاً أكثرياً من هذا التواجه الجعجعي. ويمكن استثناء مسيحيي 14 آذار عن هذا الشعور، لكونهم أساساً يوافقون على هذا المبدأ القواتي، ولا يزالون متشبّثين بقراءة أنّ حزب الله هو الخصم ـــــ أو العدو ـــــ الأول، وأنه العائق الأساس أمام المشروع الأكثري.
مقابل هذه القناعة المسيحية في الأكثرية، يرى الفريق الآخر في 14 آذار، أنّ ثمة خطوات سياسية لا بد من القيام بها للتمكّن من بدء تنفيذ المشروع السياسي الأكثري. فرئيس تيار المستقبل، النائب سعد الحريري، بات اليوم رئيساً مكلّفاً وأمامه مجموعة من الالتزامات التي عليه احترامها لينجح في مهمّته. كذلك الأمر بالنسبة إلى رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي، النائب وليد جنبلاط، الذي يرى أساساً أنه بات خارج إطار 14 آذار.
تدفع هذه الاعتبارات عدداً من المتابعين إلى الاعتقاد بأنّ قائد القوات اللبنانية، بات اليوم الشخصية الرقم واحد في 14 آذار، وأنّ جعجع بات المحور الأساس في المشروع الأكثري، على اعتبار أنه صَلبٌ وثابتٌ سياسياً. فيشير هؤلاء المتابعون إلى أنّ علاقة جعجع بالمسؤولين المصريين والأميركيين باتت وثيقة أكثر من قبل، وأنّ لقاءات المصريين والأميركيين مع معراب أصبحت دورية وأسبوعية، وأنّ الأطراف الثلاثة يملكون القراءة نفسها للوضع في لبنان والمنطقة، وأنهم يعتبرون أنّ التقارب السوري ـــــ السعودي غير كافٍ للمضيّ في حكومة وحدة وطنية. وذلك دون وجود ضمانات سياسية من جانب الأقلية النيابية، ما يشير إلى تباين في المواقف الإقليمية حتى داخل التجمّعات المتحالفة.
ـ صحيفة 'الحياة'
(...) قالت مصادر مطلعة إن بري أكد لفيون أن المعارضة تريد مساعدة الحريري على تأليف الحكومة. وذكرت مصادر فرنسية أن انطباع الوفد المرافق لفيون أن الأجواء الدولية باتت أفضل للاتصالات الجارية في شأن التأليف، &laqascii117o;وهناك شيء من التفاؤل".
ـ صحيفة 'اللواء'
(...) لاحظت مصادر مطلعة أن الموقف الذي أعلنه رئيس الجمهورية من موضوع توزير الراسبين في الانتخابات، أدى الى حالة إرباك على صعيد استشارات الرئيس المكلف الذي فوجئ بهذا الموقف والذي أعلن من دون تنسيق مسبق، لكن الرئيس الحريري آثر عدم الرد عليه حرصاً على مسيرة التعاون مع رئيس الجمهورية، علماً أن بعض أوساط قوى 14 آذار اعتبرت أن هذا الموقف يشكل خروجاً عن دوره كحكم وكرئيس توافقي.
ـ صحيفة 'الديار'
بالتزامن مع الاستشارات المتواصلة الداخلية تترقب الاوساط السياسية ست محطات اقليمية ودولية خلال الايام المقبلة لارتباطها بالملف اللبناني وتتمثل بالنقاط الآتية:
1 - الزيارة المرتقبة لوزير الاعلام والثقافة السعودي عبد العزيز خوجه الى بيروت.
2 - الإتصالات السعودية - السورية، وما آلت إليه في ضوء زيارة وزير الاعلام السوري محسن بلال الى الرياض حاملاً رسالة من الرئيس الاسد الى الملك عبدالله، حيث سلم الرسالة الى خوجه، خصوصا ان السوريين بانتظار زيارة الملك عبدالله الى دمشق وستكون مفصلا حاسما.
3 - زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى واشنطن ولقاؤه فيلتمان.
4 - زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى باريس اليوم.
5 - اجتماع ايران بالدول الست اول الشهر لمناقشة الملف النووي.
6 - تحرك تركي في موضوع تحسين العلاقة بين سوريا والعراق، مع بحث في الملف اللبناني، وهذا الجهد يتزامن مع التحرك الفرنسي.
اما بالنسبة للموضوع الحكومي، فان الاتصالات باتت محصورة بالمخرج الآتي:
- المداورة، ويمكن ان يكون ذلك المخرج الفعلي التوافقي للجميع بحيث تتنازل المعارضة عن وزارة الاتصالات لحصة رئيس الجمهورية وتحديدا عبر الدكتور عدنان السيد حسين، وفي المقابل تتنازل الاكثرية عن تمسكها بعدم توزير الراسبين وعدم وضع فيتو على احد، خصوصاً بعد تصريح للرئيس سليمان اعتبر فيه ان ذلك ليس في الدستور.
مصادر مطلعة ذكرت انه من المبكر الحديث عن انفراج شامل، والغرق في التفاؤل، لكن هناك بداية حلحلة وعلينا انتظار الايام المقبلة.
لكن الاجواء الحالية باتت افضل من الاجواء السابقة وتحديدا قبل يوم او يومين من الاعتذار، ولا يمكن اعطاء كلمة الفصل او التصور النهائي الا بعد زيارة الملك عبدالله الى دمشق.
2009-09-29 00:00:00