صحف ومجلات » افتتاحيات من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 2/10/2009

ـ صحيفة 'السفير'
بدا أن معظم القوى السياسية الأساسية صاحبة مصلحة في تغليب اللغة الايجابية على ما عداها. السبب هو تهيب المشهد السعودي السوري الذي سيطل على المنطقة في الأسبوع المقبل، وربما على صورة أكبر من كل ما قيل عنها حتى الآن. أما على صعيد المعطيات الداخلية، فإن الموضوع الحكومي لم يدخل حيز اتخاذ القرارات المؤلمة، وتحديدا بما يفضي الى إيجاد صيغة، لا تشذ عن قاعدة حكومة الوحدة الوطنية وصيغة 15+10+5، ولكنها تكون كفيلة بأن تجعل العماد ميشال عون يخرج بنصف انتصار بتوزير جبران باسيل وبإيجاد مخرج لموضوع حقيبة الاتصالات يجعل الرئيس المكلف سعد الحريري يخرج أيضا بنصف انتصار... ودائما على قاعدة تخفيف الاستفزاز أو اثارة الحساسيات عند بعض مكونات الرابع عشر من آذار أو المعارضة على حد سواء.
وفيما كان يأمل بعض أهل الحل والربط، بأن تولد الحكومة قبل وصول الملك عبدالله بن عبد العزيز الى دمشق منتصف الأسبوع المقبل، فان معطيات الساعات الأخيرة، جعلت أوساطا قيادية بارزة في الأكثرية والمعارضة تتقاطع في تقديراتها بأن ولادة الحكومة لن تكون متيسرة قبل القمة السعودية السورية وربما باتت تحتاج الى وهجها حتى تبصر النور. واللافت للانتباه أن اوساطا متابعة للمشاورات توقعت أن يبادر الحريري الى تقديم تشكيلة متكاملة لرئيس الجمهورية قبل نهاية الأسبوع الحالي، واشارت الى أنه في حال التئام اللقاء الثالث بين الحريري والعماد ميشال عون في الساعات الثماني والأربعين المقبلة، وكانت نتائجه ايجابية، فان ذلك يقود تلقائيا الى لقاءات مكملة له بين الرئيس المكلف من جهة وكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والمعاون السياسي للأمين العام ل'حزب الله' الحاج حسين خليل من جهة ثانية.
وأوضحت الأوساط نفسها أنه حتى يوم أمس، لم يكن رئيس الحكومة المكلف قد خاض لا في الأسماء ولا في الحقائب، بما في ذلك في خلوة ربع الساعة بينه وبين العماد ميشال عون، وكذلك الأمر في اللقاء الذي جمعه مع بعض قوى الرابع عشر من آذار وخاصة النائب وليد جنبلاط و'القوات اللبنانية'. واشارت الأوساط نفسها الى أن الحريري طرح مع عون و'القوات' وقوى أخرى فكرة تشكيل حكومة أقطاب مطعمة بتكنوقراط تتألف من 24 وزيرا ولكن من ضمن روحية حكومة الوحدة الوطنية نفسها، وهو أمر فاجأ بعض قوى المعارضة التي تجاوبت مع الطرح ولو أنها مدركة أن حظوظ أية صيغة حكومية خارج صيغة 15+10+5 لن تكون قابلة للحياة.
وخلال لقاء الحريري ـ عون بحضور نواب 'التغيير والاصلاح'، استكمل الحريري نقاشا سياسيا بدأ بخوضه في الجلسة الأولى، وقال ان السبب من وراء ذلك هو محاولة جعل الحوار الصريح مدخلا الى بناء ثقة متبادلة 'بعيدا عن الضجيج الاعلامي' على حد تعبير الحريري، وقال انه وجد من خلال الحوار مع عون أن هناك العديد من القواسم المشتركة بينهما. وأوضح الحريري أنه استشف من خلال مشاوراته مع الكتل أن الأكثرية تريد حكومة مشاركة، طارحا خيار حكومة الأقطاب المطعمة بالتكنوقراط أو حكومة الوحدة الوطنية واستفاض في اعادة تكرار عناوين سياسية واقتصادية طرحها في الجلسة الأولى.
وتوقف كل من الحريري اولا وعون ثانيا عند الملف الأمني وقال الحريري ان اقامة علاقات جيدة بين لبنان وسوريا لا تعني بالضرورة العودة الى تلزيم الأمن كما في مرحلة الوصاية، بل هناك ضرورة لبناء القوى العسكرية والأمنية . والتحديات الأمنية المطروحة أمامنا في لبنان، بعد الخطر الاسرائيلي هي ثلاثة: الاغتيال السياسي، 'فتح الاسلام' و'القاعدة'. وتوقف الحريري عند البعد الانساني للاجئين الفلسطينيين في لبنان وخاصة في ما يخص موضوع التملك وتحسين مستوى حياة أبناء المخيمات وذلك حتى لا نحولها الى قنبلة موقوتة. ورد عون مشددا على أولوية الاستثمار في بناء المؤسسة العسكرية وأن توحي المؤسسة بالثقة للبنانيين جميعا من دون استثناء، وهذا يفترض تعزيز الميزانية وايلاء رعاية خاصة.
وقال ان حق التملك لا يعطى لشعب بل لأفراد، منتقدا المواقف الأميركية والبريطانية، وقال ان سفيرة بريطانيا زارته وقالت له كيف تقبلون كلبنانيين هذه الحياة البائسة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وكان ردي عليها 'يوحي سؤالك وكأنكم تريدون أن تتناسوا مسؤوليتكم عن تهجير الفلسطينيين من خلال وعد بلفور وتسليح وتنظيم العصابات اليهودية التي اقتلعت الفلسطينيين من أرضهم. هذه مسؤوليتكم ومسؤولية المجتمع الدولي، بينما أنتم تريدون منا أن نتحمل نتائج ما فعلت ايديكم'.
وأكد عون أن هناك الكثير من المصالح السياسية والاقتصادية المشتركة بين لبنان وسوريا، كما أن الأمن اللبناني السوري هو أمن مشترك وهناك مخاطر مشتركة وكما نطلب من سوريا أن تحفظ أمننا علينا أن نكون حريصين على عدم السماح بوقوع أي ضرر أمني فيها، وتابع ممازحا الحريري: 'وخوفنا الحقيقي يا دولة الرئيس أنه اذا صارت علاقتكم جيدة مع سوريا ربما تعيدون تهجيرنا من البلد الى باريس'!
وتوقف عون عند 'مزاريب الهدر'، وقال 'عندنا حكومتان واحدة يراها الناس ويشتمونها يوميا وهي حكومة وهمية وثانية هي الحكومة الحقيقية وخارج كل أنواع الرقابة وهي مجلس الانماء والاعمار وباقي الصناديق والمؤسسات ('المهجرين' و'الجنوب' والهيئة العليا للاغاثة الخ...)، ودعا الى إلغائها كلها واعادة العمل بوزارة التخطيط والتصميم ووافقه الرأي الحريري. وتطرق البحث مجددا الى عناوين الخصخصة والتعاقد الوظيفي (طرحه الحريري) ومقررات الحوار وبعض عناوين الطائف، وخلص الجانبان الى أن الحوار ومحاولة بناء الثقة المتبادلة هما المعبر الحقيقي للوصول الى تفاهمات.
وقال أعضاء في 'تكتل التغيير' التقوا العماد عون بعد خلوته القصيرة مع الحريري انه لم يتم التطرق خلالها الى موضوع الحقائب أو الأسماء. وقال عون بعد الخلوة ان الاجواء 'ايجابية جدا، وان شاء الله لا تظهر عقد'، أضاف 'ان شاء الله قريبا ندخل في المرحلة النهائية لتأليف الحكومة، في الخيارات لتأليف الحكومة. الموضوع صار واضحا بالنسبة لكلينا'. وعن موضوع توزير الوزير جبران باسيل، قال عون 'لم نتكلم في الوزارات، استكملنا المواضيع وتوسعنا فيها، ووجدنا أنفسنا متفاهمين'. وتوقع تأليف الحكومة 'في وقت قريب'.
وفيما نقل زوار القصر الجمهوري ترقب رئيس الجمهورية الحدث السعودي ـ السوري، بدا أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ما زال على رهانه بأن 'السين ـ سين' سيؤدي إلى انفراج كبير في الوضعين العربي واللبناني. ووصف الجو بأنه ايجابي شكلا وهناك ارتياح للكلام الهادئ الصادر عن كل من الرئيس المكلف والعماد عون.
أضاف بري، استنادا إلى زواره، 'الاتصالات ماشية بس 'الاتصالات'(الحقيبة) مش ماشية'.
ولوحظ أن بعض قيادات قوى المعارضة كانت تحاول، أمس، الاستفسار عن سر الحركة المفاجئة للسفيرة الأميركية ميشيل سيسون باتجاه معراب وكليمنصو والسرايا الحكومية وبعض القيادات الأخرى، فضلا عن صدور مواقف عن بعض من التقوها لا تتوقع ولادة قريبة للحكومة.
يذكر أن النائب وليد جنبلاط استبق وصول سيسون الى دارته في كلمينصو بالقول للصحافيين 'أميركا أفلست ومفلسة وسنرى ما لدى سيسون، والولايات المتحدة تعمل فقط لتعطي الإذن لإسرائيل لضرب إيران وكأن الأمر فقط متوقف على ضرب ايران وهم ينسون القضية الفلسطينية'. وعن تشكيل الحكومة، قال جنبلاط: 'أنا لست رئيس الحكومة المكلف ولست رئيس المجلس النيابي ويا ليت عندي حليفا مثل رئيس المجلس نبيه بري، اضافة للرئيس سعد الحريري ، لقد قمت بمجهود ايجابي في السابق 'وما طلع من أمري شي' وسأحاول مجددا'.
وبعد اللقاء مع سيسون انتقد جنبلاط بعض السياسيين، الذين يشككون بأهمية اللقاء السوري ـ السعودي، وقال 'اذا كان البعض يظن ان الحكومة تصنع فقط في لبنان فأنا أخالفه، فالحكومة تصنع في لبنان، وتصنع من قبل المحور الذي ارسى الطائف وارسى الاستقرار في لبنان والذي شرّع المقاومة آنذاك، المحور السعودي ـ السوري عام 1989 والذي كان الاساس في الاستقرار في لبنان'. (المقطع الآتي من صحيفة النهار) وانتقد الامانة العامة لقوى 14 آذار متسائلاً 'عن اي امانة عامة يتحدثون؟ يجب عليهم ان يتطلعوا الى اللحظة الاقليمية ويا ليتهم ينتقدون مواقف اميركا في المنطقة بدل ان يتوقفوا فقط عند مخزن للسلاح في خربة سلم'
(المقطع الآتي من الأخبار) وفي حديث لتلفزيون المنار عبّر النائب وليد جنبلاط عن تعويله كثيراً على القمة السورية - السعودية، وتوقّعه أن تكون لها تداعيات إيجابية على لبنان، وخصوصاً على الملف الحكومي 'بخلاف ما يتمنى ويرجو البعض عندنا'، منتقداً المشكّكين بنتائج اللقاء المرتقب بين الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أنه سيكون لها انعكاس إيجابي على لبنان، متسائلاً: 'لماذا البعض يشكّك مسبقاً'.


ـ صحيفة 'النهار'
الواقع ان رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب العماد ميشال عون ساهم مساهمة بارزة في دفع هذه النبرة قدما عندما خرج من لقاء تكتله ورئيس الوزراء المكلف والذي أعقبته خلوة بين الحريري وعون، مبشرا 'بالتفاهم على مواضيع مدروسة ودقيقة' وآملا في 'التوصل قريبا الى المرحلة النهائية لتأليف الحكومة' وقائلا: 'نحن متفاهمان'. ولم يمض وقت طويل حتى أعلن الحريري نفسه خلاصة مشاوراته تحت لافتة أوسع وهي 'بناء الثقة بين الافرقاء'، وقرنها بتأكيده انه يرغب في ان يكون 'رئيس حكومة كل لبنان'.
وكشفت أوساط 'التيار الوطني الحر' لـ'النهار' ان الجو التفاؤلي يعود الى تناغم برز بين الفريقين حول ملفات سياسية أساسية منها السلاح الفلسطيني والاصلاح الاداري واللامركزية الادارية وضمان الشيخوخة، بدا معها ان الطرفين متفقان على مساحة واسعة من النقاش واظهار المشاكل ومكامن الحلول. وأوضحت ان اللقاء الموسع بين الحريري وعون ونواب من 'التيار' لم يتطرق الى تفاصيل تأليف الحكومة، بل تناول صورة مصغرة عن نهج الحكومة المقبلة، في حين ان الحديث بين الحريري وعون في الخلوة لامس صلب عملية التأليف. وقالت مصادر كتلة 'التيار الوطني الحر' ان الاجتماعين اللذين عقدهما الفريقان أوجدا دينامية جديدة أوصلت الى بلورة قواسم مشتركة بينهما. وفيما تكتم أمين سر 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب ابرهيم كنعان على مضمون اللقاء مكتفيا بما أعلنه العماد عون، قال لـ'النهار' ان 'النتيجة الاساسية في الحوار بين الطرفين هي ان هناك إقرارا من كليهما بأن ثمة أزمة مفاهيم وأزمة ممارسة حكم في لبنان وهذه تحتاج الى معالجة على أن تكون المعالجة الرافعة السياسية لأي حكومة مقبلة'. وشدد على أن 'الطرفين مؤمنان بأن هذه المفاهيم هي التي تكوّن أسس قيام الدولة والاصلاح المطلوب'. وتحدث كنعان عن 'عملية بناء ثقة تحصل تدريجا بين الطرفين والايجابية الابرز هي أنهما يريدان تفاهما سياسيا يكون أساسا في التعاون والحكم في المرحلة المقبلة'. وعلمت 'النهار' من مصادر المجتمعين ان الكثير من الملفات التي تحتاج الى معالجة قد حددت، الى السياسات الاصلاحية وتطبيق الكثير من البنود الواردة في اتفاق الطائف والمجمدة، فضلا عن الممارسات التي تحتاج الى تصحيح.
وفي لقاء الحريري ووفد كتلة 'القوات اللبنانية' تمنى الوفد، استنادا الى أوساط نيابية قواتية، على رئيس الوزراء المكلف ان تعكس الصيغة الحكومية المرتقبة نتائج الانتخابات وعدم تجاوزها في اي شكل. ورأى الوفد 'القواتي' ان ما تعانيه البلاد الآن هو ازمة عدم تطبيق الدستور والنظام وليس ازمة نظام في ذاتها كما يسعى البعض الى تصويرها.
وزار الحريري بعد الظهر قصر بعبدا واطلع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على نتائج الاستشارات، ثم عاود مساء لقاءاته مع الاقطاب السياسيين فاجتمع في 'بيت الوسط' بالنائب جنبلاط في حضور الوزيرين غازي العريضي ووائل ابو فاعور.وعلمت 'النهار' ان لقاء الحريري وجنبلاط مساء كان ايذاناً ببدء البحث في تفاصيل التركيبة الحكومية على ان يستكمل الحريري لقاءاته من دون برنامج معلن ومحدد وستشمل لقاءاته في الساعات المقبلة الرئيس بري والرئيس امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع ومعاون بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لـ'حزب الله' حسين الخليل.


ـ صحيفة 'الأخبار'
لاحظت المصادر أن الحريري 'تصرّف بعقل إزاء أن الحوار المباشر مع العماد ميشال عون يمثّل حجر الزاوية في ما خصّ مشاركة المعارضة في الحكومة، وأن حليفي عون: الرئيس نبيه بري وحزب الله، ليسا على استعداد لخوض أي نقاش تفصيلي مع الحريري قبل توصله وعون إلى التفاهم المبدئي'. وأشارت المصادر إلى أن قوى في فريق 14 آذار، ولا سيما الجانب المسيحي 'تعبّر عن احتجاجها لكون الصورة ستظهر كأن الحريري يؤلّف مع عون الحكومة، وتحاول هذه الحكومة إثارة حفيظة الرئيس سليمان للقيام بخطوات يأمل مسيحيو 14 آذار أن تفرمل الحوار المباشر بين الحريري وعون، علماً بأن الحريري لم يكن حاسماً في موقفه خلال المحادثات، وهو حرص بعد مشاوراته على إعلان أنه 'يعطي الأولوية لحكومة وفاق وطني، لكن الأمور تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، إذا ما عدنا إلى الجدار المسدود'. وكان الحريري فور انتهائه من لقاءات المجلس النيابي قد زار بعبدا ليضع رئيس الجمهورية في جو استشاراته، وعلمت 'الأخبار' في هذا السياق أن الحريري لم يضع الرئيس في أجواء أية معلومات تتعلق بتوزيع الحقائب أو الأسماء، واكتفى بإبلاغه أنه مرتاح جداً هذه المرة ويشعر بوجود إمكان أكبر للحل، وقد مرّ الحريري سريعاً على مواقف الرئيس الأخيرة إلى صحيفة 'الحياة'، مستوضحاً بعض النقاط.
بدورهم، عبّر نواب تكتل التغيير والإصلاح عن تفاؤلهم بعد لقائهم والحريري، وذكر أحد النواب أن الطرفين اكتشفا الكثير من النقاط المشتركة، وباتت هناك مساحة مشتركة حقيقية يمكن البناء عليها ما دام الحريري لا يتأثر بضغوط حلفائه الذين يريدون بقاء العلاقات مقطوعة بينه وبين تكتل التغيير والإصلاح حفاظاً على مصالحهم. وذكر المصدر أن الحديث أشار بطريقة غير مباشرة إلى استعداد الطرفين لتبادل التنازلات، وثمة استعداد جدي للبحث في حكومة التكنوقراط المطعّمة بأقطاب. وذكر أحد المصادر أن الحريري بدا جدياً في هذا الطرح، والعماد عون أشعره بالاستعداد للسير فيه، متفهّماً رغبة كل رئيس حكومة جديد بحكومة كهذه لتعزيز صورته وتقويتها.
وكان العماد عون قد عقد، بعد اللقاء الثاني لتكتله مع الحريري، اجتماعاً ثنائياً هدف إلى تلخيص هادئ للأمور المتفق عليها. وذكرت مصادر مطّلعة أن عون لمس تغييراً جدياً في تعاطي الحريري معه، واستعداداً للاستماع، وهو أمر لم يكن موجوداً في السابق. وبعد اللقاء، أعلن العماد عون أن 'المواضيع كانت مدروسة ودقيقة'، آملاً أن 'تبدأ المرحلة النهائية في اللقاء الثالث الذي سيعقد للحديث بشأن الوزارات وخيارات التأليف'.
في هذا الوقت، كان لافتاً تصريح عضو كتلة لبنان أولاً النائب خالد زهرمان، بعد زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، برفض الأكثرية توزير الراسبين في الانتخابات النيابية، مشيراً إلى أن الدستور لا يمنع ذلك، لكن احترام إرادة اللبنانيين تقتضي ذلك.


ـ صحيفة 'المستقبل'
أشار النائب أنطوان زهرا باسم كتلة 'القوات' الى أن 'المشكلة تكمن في محاولة البعض التنكر للإرادة الشعبية، ومحاولة انتاج سلطة تنفيذية تناقض الاستفتاء الشعبي الذي جرى في الانتخابات النيابية الأخيرة'، وشدد على 'تشكيل حكومة ميثاقية دستورية، قانونية في أسرع وقت ممكن، وإذا كان لدى البعض أي تحفظ على مشاركته فإن البلد لا يستطيع أن ينتظر أحداً لكي يرضى بشكل نهائي(..)'.
في غضون ذلك، أكد رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع أن 'جماعة 8 آذار لا تتصرف بجدّية لأنّها لا تريد حكومة وقد تحوّلت هذه القصة إلى ملهاة'، ورأى أن '8 آذار يخبئ نيّته في عدم تشكيل حكومة من خلال إطلاق أجواءً إيجابية وتفاؤلية، في الوقت الذي لا شيء جديداً على هذا الصعيد'. وشدّد على ضرورة 'أن يستخدم رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف حقوقهما الدستورية باعتبار أنّه لا يجوز أن تبقى البلاد من دون حكومة لأن فريقاً سياسياً وليس طائفة بأكملها لسبب ما لا يريد حكومة(..)'.
في المواقف أيضاً، ذكّر عضو تكتل 'لبنان أولاً' النائب غازي يوسف بأن 'العرف في لبنان لا يأخذ بمنطق توزير الراسبين خصوصاً في الحكومة التي تلي الانتخابات النيابية'، مؤكداً دعم 'الرأي الذي سيرسي عليه الرئيس المكلف في ما يتعلق بتوزير أو بعدم توزير الراسبين'، مشدداً في هذا السياق على أن 'الطريق نحو تأليف الحكومة أصبح أسهل(..)'. فيما رأى عضو التكتل النائب عاطف مجدلاني أن الحقائب والأسماء 'مواضيع ثانوية'، معتبراً أن 'الأهم هو تطبيق اتفاق الطائف ودرس موضوع السلاح غير الشرعي(..)'.
من جهته، أكد النائب السابق مصطفى علوش أن 'تضخيم نتائج زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى المملكة العربية السعودية وإشاعة جو من التفاؤل، يهدفان إلى الايحاء بإيجابية الأمور بطريقة معاكسة للواقع'، لافتاً الى أن 'هذا الأمر يهدف الى إلقاء مسؤولية التعطيل في التأليف على الرئيس المكلف(..)'.


ـ صحيفة 'الشرق الأوسط'
أبدى الحريري في ختام استشاراته النيابية أمس تفاؤلا، فيما أشارت مصادر مقربة منه لـ'الشرق الأوسط' أنه سيستكمل اتصالاته قبل أن ينصرف لإعداد تشكيلته التي يرى وجود إمكانية لحصولها على أكبر قدر من القبول لدى الأطراف المشاركة فيها. وأشارت المصادر إلى أنه 'في حال تكرر السيناريو السابق، فإن الحريري ليس بوارد الاعتذار هذه المرة، إنما سيبحث عن صيغ أخرى لتأليف هذه الحكومة'. وفي ختام المشاورات أدلى الحريري بتصريح قال فيه 'بعد كل الذي جرى في لبنان، من الطبيعي أن نتحاور بعمق، خصوصا أن السنوات الماضية أنتجت حكومات لإدارة الأزمات ولم توجِد حلولا لها. والمسؤولية الوطنية تفرض علينا جميعا البحث عن مخرج لهذه الأزمات. من هنا طرحت على الزملاء في الكتل النيابية مجمل التحديات التي تواجه لبنان: التحديات السياسية المتعلقة بتطوير النظام السياسي، والتحديات الأمنية لا سيما خطر التهديدات الإسرائيلية، ومخاطر تسلل قوى الإرهاب، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية من ديون وكهرباء ومياه وبيئة ونقل، وصولا إلى الضمان الاجتماعي وسائر المشكلات'. وأكد أن 'النقاش كان جديا ومسؤولا، وعزز عوامل الثقة بين القوى السياسية وفتح ثغرة في الجدار بينها'. ورأى أن هذا النقاش يؤسس أيضا للبحث في تحصين اتفاق الطائف، وإيجاد الأرضية المشتركة بشأن قانون عصري للانتخابات واللامركزية الإدارية وكيفية مواجهة الطائفية والمذهبية. وأنا أراهن أن تكتمل صورة هذا الحوار من خلال حكومة جامعة قادرة على إدارة شؤون الناس والبلاد'. وقال 'لا أخفيكم أنني أعطي الأولوية لحكومة وفاق وطني، لكن الأمور تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات إذا عدنا إلى الجدار المسدود لا سمح الله وسأبقى متفائلا بإذن الله'.
وشدد الحريري على أن 'الأهم في هذه اللقاءات هو بناء الثقة، التي من الواضح أنها مفقودة بين الأفرقاء، ونحن نعمل على بنائها ويجب أن نقوم بذلك، وواجبنا الوطني يقتضي بناءها، خاصة إذا كنا نتكلم عن حكومة وفاق وطني تضم كل الأطراف'. وقال 'يجب بناء هذه الثقة وتدعيمها، وأن تكون هناك حوارات ومشاورات دائمة مع كل الأطراف وهذا ما كنت حريصا عليه، وأردت أن يكون منهجا جديدا بالتعاطي، لأنه في النهاية من يريد أن يكون شريكا في هذه الحكومة يجب أن يشعر فعليا أنه شريك فيها، ومن سيأخذ قرارا في هذه الحكومة يجب أن يكون مسؤولا فعلا، ويشعر أنه ضمن حكومة الوفاق الوطني هذه. لا نستطيع أن نشكل حكومة وفاق وطني وننقل المشكل إلى مجلس الوزراء. برأيي أن بناء الثقة هو الأساس، لأن فقدانها خلال الأربع سنوات ونصف السنة الماضية كان المشكلة الأساسية بين الأطراف السياسية، وستكون هناك اجتماعات لاحقة بيننا وبين كل الأطراف السياسية بشكل متسارع ومتتال لتشكيل الحكومة'.

2009-10-02 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد