صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح الأحد 17/2/2008

لم يترك المحللون والكتّاب الصحافيون قضية اغتيال المسؤول الكبير في حزب الله الحاج عماد مغنية دون أن يشبعوها تحليلاً وتعليقاً في زواياهم التي نشرت على صفحات الصحف اللبنانية التي تصدر يوم الأحد في بيروت، حيث ركزت هذه الزوايا على احتمالات الوجهة التي ستسير فيها الأحداث بعد هذه العملية التي لا بد ان تترك أثرها على المستقبل كما عبّر اكثر من محلل ومعلّقث بلغته وبالاتجاه الذي يرى الأحداث منه.

ـ صحيفة النهار
علي حمادة:
لا يسع 'حزب ولاية الفقيه' الاختباء دائما خلف الحلف مع ميشال عون او 'فتوّات' احياء في بيروت، او حناجر مخابراتية لحرف الانظار عن حقيقة الخطر الذي يمثله على مستقبل لبنان بصيغته الراهنة. فمشكلته تبقى كاملة وتامة، وتتفاقم بمرور الوقت.وليس أدلّ على ما نقول سوى الموقف الذي اطلقه السيد حسن نصرالله حول مسألة 'الطلاق'، داعيا في شكل او آخر ملايين اللبنانيين الذين يفكرون في المسألة الى الرحيل، وكذلك تلويحه بالحرب المفتوحة مع اسرائيل ردا على اغتيال تشوبه علامات استفهام كثيرة، مُقحما لبنان باسره في موقف يمثل تحديا مصيريا. وبذلك اعاد نصرالله باسم مشروع حزبه، طرح مسألتي الخلاف العميق حول طبيعة الكيان وقرار الحرب والسلم.

ـ صحيفة النهار
سمير منصور:
إذا كان هناك من يهتم فعلاً بنبض الرأي العام، فسيعرف دون شك ان همه الخروج من المحنة التي زُج بها، وانه بدأ ينسى أسباب حصولها! وسيعرف ان التطورات المتسارعة التي نجمت عن اغتيال القائد العسكري في 'حزب الله' عماد مغنية ينبغي ان تشكل حافزاً لطرفي الأزمة، المعارضة والأكثرية النيابية، لكي يتعاملا 'جدياً' مع البحث عن حل،. ولا يختلف اثنان على أن مواجهة المرحلة المقبلة بكل مفاجآتها المحتملة ستكون أسهل في ظل وضع سياسي محصّن بملء الفراغ الدستوري وبانتخاب رئيس للجمهورية وبحكومة فيها الحد الأدنى من الانسجام، أقله على برنامج عملها -
.... ولئن يكن من المسلّم به أن جمهور 'حزب الله' معروف بالتزامه بشدة في التجاوب مع قيادته والوفاء لها، فإن جمهور قوى 14 آذار فاجأ كثيرين في التزامه ووفائه، اذ أقبل بكثافة على ساحة الشهداء في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ....ينبغي التوقف عند نقطة ايجابية هي ان اللبنانيين على اختلافهم كانوا ولا يزالون، متمسكين بتناسي خلافاتهم عندما تكون هناك حالة استشهاد أو جريمة اغتيال. والأكيد ان الاعتبارات الأمنية والأزمة السياسية المستفحلة حالت دون مشاركة البعض من قيادات قوى 14 آذار في القيام بواجب التعزية لقيادة 'حزب الله'.

ـ صحيفة النهار
روزانا بو منصف:
ترى مصادر سياسية رفيعة ان اغتيال المسؤول في 'حزب الله' عماد مغنية جعل البُعد اللبناني في الازمة السياسية امرا ثانويا جدا. وهذا البُعد يستمر في الجدل الداخلي عنوانا او مبررا لاستمرار الصراع، في حين ان اعلان الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله في تشييع مغنية ان الحرب مفتوحة مع اسرائيل، وخارج لبنان اذا ارادت، عنى في مضمونه المباشر وغير المباشر معطوفا على ما صرح به مسؤولون ايرانيون في الاطار نفسه عن اغتيال مغنية، ان للافرقاء المعنيين به روزنامة اخرى غير محلية، أو هي تجددت بزخم أكبر، وان المشكلة ربما تكون نقلت كليا الى مكان آخر، بحيث فقد اللبنانيون القدرة كليّا على التحكم في مفاصل هذه الازمة...وتوقفت المصادر باهتمام عند ما صدر من مواقف لافرقاء في المعارضة رداً على اغتيال مغنية، وقد تحدثوا جميعهم عن اخطار كبيرة وجسيمة يواجهها لبنان.. كما تحدث هؤلاء عن معطيات او متغيرات جديدة فرضتها عملية الاغتيال. ويرى قريبون من اركان المعارضة في مواقف كبار المسؤولين في الادارة الاميركية دعما للبنان او للسلطة وللاكثرية، سببا لتأكيد البُعد الخارجي للازمة بالتزامن مع اغتيال مغنية، الخلاصة او الاستنتاج الجوهري لذلك هو الاستبعاد الكلي للتسوية في لبنان في المدى المنظور، وفق مصادر ديبلوماسية دولية لم تخف انطباعاتها ومعطياتها القوية في هذا الاطار. اذ ان أوان التسوية لم يحن بعد ولم يتم دفع اثمانها، ولا احد يعرف ماهية هذه الاثمان او حجمها، وان تكن التكهنات قوية في هذا الشأن. ولو كانت الاثمان معروفة وواضحة لكانت الامور اكثر سهولة، لكن الوضع ليس كذلك حتى الان

ـ صحيفة النهار
احمد عياش:
... في 14 شباط 2008 ظهر جلياً مشروعان: لبناني يريد ببساطة أن تكون للبنان دولة ومؤسسات وحياة. ومشروع ايراني، يريد أن يكون لبنان منصة متقدمة للامبراطورية الاسلامية ترمي صواريخها على اسرائيل وترمي اللبنانيين الى المجهول ولا بد مع اعلان السيد حسن نصرالله 'إن ارادوها حرباً مفتوحة فلتكن حرباً مفتوحة'، من وقفة مع هذا المشروع الذي أشهر في 14 شباط 2008 ايرانيته بالكامل:
- انه مشروع أعمق من الوصاية السورية التي كان يريدها 'تشادوراً' يتخفى بها.
- انه مشروع وجد ضالته في النظام السوري ليمتد من بحر قزوين الى البحر المتوسط.
- انه مشروع يتغاضى عن 'علمانية' النظام السوري ويعض على جروح مجزرة فتح الله في البسطا اوائل الثمانينات، ويجهّل الفاعل في مجزرة ايلول 1994، ويغمض العين على الدماء في حي السلم عام 2004 وغيرها الكثير من مفارقات المشروع مع فوارق النظام السوري... كل ذلك من اجل أن يمضي المشروع في خطه المرسوم.
- انه مشروع مغنية الذي هو الاساس منذ بداية الثمانينات وليس مشروع نصرالله الذي فقد مشروعيته في ايار 2000 عندما خرجت قوات الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب بموجب القرار 425. اغتيل مغنية عندما كان يشارك في تنسيق ايراني بدمشق مع 'حماس' و'الجهاد' الاسلامي'. فهو يملك تفويض الحرب والسلم وفق متطلبات المشروع. فاذا ما اقتضت ظروف غزة بعد خطف الجندي الاسرائيلي ان يذهب الى الحرب في الجنوب فعل ذلك وفي عيد ميلاده.- انه مشروع يريد نصرالله اليوم ان يتسلم رايته من مغنية. وأول المعالم إشهار الحرب المفتوحة.هل يتحمل نصرالله تبعات حمل هذه الراية؟لقد بقي مغنية في الخفاء أكثر من ربع قرن حتى يقود المشروع الى ان ظهر ضحية. فهل بامكان نصرالله ان يقود المشروع وهو في العلانية؟

ـ صحيفة المستقبل
نصير الأسعد :
....في قراءة للمرحلة اللبنانية المقبلة، لا مفرّ من التوقّف مجدّداً عند ما حمله خطاب الأمين العام لـ'حزب الله' السيّد حسن نصرالله في تشييع القائد العسكري والأمني للحزب الحاج عماد مغنيّة من مواقف 'جديدة'.تبنّي مغنيّة وصفحات من تاريخه بطبيعة الحال، لم يكن مفاجئاً أن يُعلن 'حزب الله' ما لم يكن يُعلنه خلال عقدين ونصف العقد من الزمن، أي انتساب مغنيّة إليه، وإلى أعلى المراتب القيادية فيه...كذلك، لم يكن مفاجئاً أن 'يتبنّى' الحزب وأمينه العام 'تاريخ' شهيده مع وعدٍ بالكشف عن صفحاتٍ من هذا 'التاريخ' .. وأخيراً، لم يكن مفاجئاً أن يتعمّد السيّد نصرالله عدم إعطاء أيّ بُعد لكون إغتيال مغنيّة حصل في دمشق،. فالإعتبارات عنده متعدّدة وتتعلّق بحليفين إستراتيجيين هما النظام السوري وإيران. وإذا كان ثمّة 'علامات إستفهام' حول أمور تدخل في 'عالم الإستخبارات'، سواء حول دور الإستخبارات السوريّة، أو حتّى الإستخبارات الإيرانية، فانّ المسألة من وجهة نظر الحزب تحتاجُ إلى 'رويّة' أو قد تحتاجُ إلى 'تجاوز'....، يُستنتجُ من قول نصرالله للإسرائيليين 'إذا كنتم تريدون حرباً (إستخباراتية من نوع إغتيال مغنيّة) فلتكن حرباً مفتوحة وعلى مدى العالم بأسره'. ففي هذا القول إعلانٌ عن إستعداد 'حزب الله' لـ'حرب أمنية مفتوحة'، ما يعني قراراً من الحزب بتغيير 'جغرافيا الحرب' مع إسرائيل.' انّ 'حزب الله' يُعلن رسمياً عن 'أذرع خارجية' له، أي 'أذرع' خارج لبنان.في ما تسرّب في الأيام الماضية عن دور 'الحاج رضوان'، وبموافقة من 'حزب الله'، انّ القيادي الكبير الشهيد كان عاملاً بقوّة على 'المثلّث' اللبناني ـ الفلسطيني ـ العراقي، غير انّ إعلان الإستعداد لـ'حرب مفتوحة' ذات طبيعة أمنية بالدرجة الأولى، يتجاوزُ 'الكشف' عن العلاقة بين ثلاث 'مقاومات'، كانت معروفة ولو انّ الحزب لم يشأ سابقاً تأكيدها بما هي علاقة 'تنظيميّة' أو 'عضويّة'. إنّه إعلانٌ إمّا عن 'تحريك' لـ'جهاز خارجي' قائم بالفعل وإمّا عن توجيه لجزء رئيسي من 'الفاعلية الأمنية' نحو الخارج. والبعضُ ممّن توقّفوا مليّاً عند هذا الجزء من خطاب نصرالله لم يستبعد أن يكون الأمر بمثابة 'حرب سريّة' إيرانية ـ حزب اللّهية مشتركة.

ـ صحيفة الانوار
كتب المحلل السياسي:
بعد اغتيال المسؤول الرفيع في حزب الله الحاج رضوان، ليس كما قبله، لا على مستوى الحزب ولا على مستوى لبنان وعلى مستوى المنطقة ولا على مستوى العالم، فالأسطورة التي لفّها الغموض منذ أكثر من ربع قرن، ثبت انها حقيقية لحظة الإغتيال.عماد مغنية يوضَع أسمه بين أسماء الذين تركوا أثراً في أحداث العالم وفي تحوّلات العالم. حركات التحرر تصفه بـالمناضل الكبير، والدول الغربية تصفه بـالإرهابي الكبير. إشكالية التسميات في العالم المعاصر لا تُبدِّل شيئاً من أهمية الرجل الذي رصدت الولايات المتحدة الأميركية خمسة وعشرين مليون دولارثمناً لرأسه ليتساوى مع ثمن رأس أسامة بن لادن. السؤال الذي يهم اللبنانيين: ما هو إنعكاس اغتيال الحاج رضوان على وضعهم? هل يُضاف هذا الإغتيال كعنصر أضافي على أزمتهم? قد يكون من المبكر تقديم الجواب لكن منذ لحظة الإغتيال تبيَّن أن كل الإحتمالات فُتِحَت على مصراعيها، فالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أتهم أميركا واسرائيل بالوقوف وراء الإغتيال، هدِّد بفتح حرب مفتوحة خارج المكان والزمان المعهودَين، في حال وقع هذا المحظور فإن اللبنانيين يخشون من ردات الفعل على لبنان. في هذه الحال هل نبقى نقف متفرِّجين?
يُفتَرَض بالحكومة اللبنانية أن تُباشر منذ اليوم إتصالات عاجلة بدول القرار لتحاشي أن يتحمَّل لبنان وحدَه تَبِعة هذا الإغتيال ومضاعفاته، فأخشى ما يخشاه اللبنانيون أن يعيد التاريخ نفسه كما حزيران العام 1982، آنذاك جرت محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن شلومو أرغوف، اتهمت اسرائيل منظمة التحرير بالوقوف وراء العملية وبدأت اجتياحها للبنان لتدمير المنظمة ليتبيَّن لاحقاً أن لا علاقة لمنظمة التحرير بالإغتيال، ولكن حصل ما حصل ووصلت اسرائيل إلى بيروت، ودفع لبنان الثمن.?كل الإحتمالات واردة، فقد يكون المقصود من وراء اغتيال الحاج رضوان ليست تصفية فحسب بل أستدراج لبنان إلى حرب جديدة تُريح الغرب من تلاحُق المآزق الواقع فيها في المنطقة

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد