ـ صحيفة 'السفير'
نظرياً، يفترض أن يبدأ، هذا الأسبوع، &laqascii117o;تسييل" النتائج اللبنانية للقمة السورية ـ السعودية، من خلال إطلاق الرئيس المكلف سعد الحريري موجة جديدة من المشاورات السياسية &laqascii117o;النوعية" على خط التاليف الحكومي، والتي يفترض ان تتسم هذه المرة بفعالية مختلفة، بعدما وفر اللقاء بين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد، في دمشق، &laqascii117o;مظلة الأمان" الإقليمية لعملية التأليف، بحيث استعاد الملف الحكومي طابعه المحلي الى حد كبير.
وإذا كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد تطوع لإعطاء إشارة الى أن ولادة الحكومة اللبنانية باتت وشيكة، وسط الصمت والغموض السائدين على مستوى مراكز القرار المحلي، إلا أن التدقيق في كلامه ونيته أظهر أن الرجل كان يقصد التعبير عن تفاؤله، من دون أن يكون يعني بالحرف ما نسب اليه حول توقعه تأليف الحكومة خلال يوم أو يومين، وهذا ما تلاقت عليه أوساط في المعارضة والأكثرية، أكدت لـ&laqascii117o;السفير" أن الطقس الحكومي بدأ يميل إلى الصحو، ولكن تظهير صورة الحكومة الجديدة سيحتاج إلى وقت إضافي قد يمتد أسبوعاً أو أكثر. وعلمت &laqascii117o;السفير" أن لقاء وشيكاً سيعقد بين الحريري والعماد ميشال عون، من أجل الخوض في ورشة حياكة تفاصيل الأسماء والحقائب، على أن يكون هذا الاجتماع شبه حاسم في نتائجه، بحيث يتضح بعده ما إذا كان تشكيل الحكومة قد أصبح قريباً أم ما زال بعيد المنال. وبينما أبلغت مصادر واسعة الإطلاع &laqascii117o;السفير" أن العقدة الأساسية المتبقية تتعلق بمصير حقيبة الاتصالات وأن محاولات تجري لإيجاد حل لها لا يكسر أحداً، أملت أوساط قيادية في &laqascii117o;التيار الوطني الحر" في أن يأتي الاجتماع المرتقب بين الحريري وعون بـ&laqascii117o;الفرج" انعكاساً لبوادر الانفراج الظاهرة، خصوصاً أن مسوغات الانتظار قد زالت بعد انعقاد القمة السورية ـ السعودية، وبالتالي انتفى المبرر لإضاعة الوقت وآن الأوان لحسم المواقف بشكل نهائي.
وقال مصدر مقرب من الرئيس المكلف لـ&laqascii117o;السفير" إن الوضع بات افضل من قبل، مشيراً إلى أن قمة دمشق انتجت مناخاً مؤاتياً لتشكيل الحكومة، ولكن الجهد الحاسم في هذا الإطار يبقى داخلياً، مرجحاً ان يشهد الأسبوع الحالي عملاً حثيثاً وجدياً لتسريع عملية التأليف. وإذ اعتبر المصدر أنه لا يمكن الكلام عن عقد محددة قبل أن يغوص الحريري وعون في تفاصيل الحقائب والأسماء واتضاح ما هو مقبول وما هو مرفوض بالنسبة الى كل منهما، أكد أنه ليس وارداً تخلي &laqascii117o;تيار المستقبل" عن حقيبة المالية في إطار أي تســوية.
نصر الله ـ جنبلاط
وفي انتظار الترجمة اللبنانية للقمة السورية ـ السعودية، استكمل الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط &laqascii117o;تطبيع" العلاقة بينهما، وعقدا ليل الجمعة ـ السبت (غداة انتهاء القمة) لقاءً مطولاً بدأ من حيث انتهى اللقاء الأول الذي خصص لكسر الجليد وغسل القلوب، فيما استغرقت الجلسة الثانية في قراءة استراتيجية معمقة للوضعين الداخلي والإقليمي، يمكن القول إنها تؤسس لعلاقة مستقبلية متينة بين الرجلين والحزبين.
ومن إشارات التأسيس للمستقبل، مشاركة تيمور جنبلاط في اللقاء، للمرة الأولى، وقد لاحظ المشاركون فيه ان تيمور يكن للسيد نصر الله نوعاً من الود الشخصي، فيما تفيد المعلومات أن وليد جنبلاط خاطب ابنه خلال الاجتماع بالقول:&laqascii117o;لقد سقط هادي نصر الله شهيداً خلال مقاومته الاحتلال الاسرائيلي، تماماً كما سقط جدك (كمال جنبلاط) شهيداً على طريق فلسطين".
وعلمت &laqascii117o;السفير" أن اللقاء الذي شارك فيه النائب أكرم شهيب ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في &laqascii117o;حزب الله" الحاج وفيق صفا، دام لأكثر من ثلاث ساعات و&laqascii117o;كان ودياً ودافئاً"، إلى حد أن المطلعين على أجوائه اعتبروا أنه &laqascii117o;يشكل بداية العودة الى المرحلة الذهبية التي سادت العلاقة بين نصر الله وجنبلاط في &laqascii117o;الأيام الخوالي".
وقد تجاوز النقاش التفاصيل الداخلية التقليدية وغاص في مسائل جوهرية تتصل بآفاق الوضع في المنطقة والعلاقة المستقبلية مع سوريا ومع قوى لبنانية، ويمكن الاستنتاج بناء على المعطيات التي توافرت حول النقاش أن مغادرة جنبلاط لفريق 14 آذار وخياراته قد اكتملت، وتظهير هذه الحقيقة بمختلف أبعادها ينتظر أمرين: الأول تشكيل الحكومة، والثاني زيارة سعد الحريري الى دمشق، حيث من المتوقع بعدها أن يصبح جنبلاط طليق اليدين واللسان في التعبير عن قناعاته.
وتخللت اللقاء مائدة عشاء، وقدم خلالها النائب جنبلاط الى السيد نصر الله ثلاث هدايا هي: كتاب &laqascii117o;على طريق المختارة" للزميل عزت صافي (من الرعيل الأول في الحزب التقدمي الاشتراكي) حول سيرة الشهيد كمال جنبلاط، وكتاب آخر للدبلوماسي الأميركي دنيس روس بعنوان &laqascii117o;الأوهام والخرافات والسلام" يتناول فيه تجربته كمفاوض في المنطقة، وهو المعروف عنه بأنه صاحب نظرية فصل المسارات، كما قدم جنبلاط الى نصر الله &laqascii117o;ميدالية كمال جنبلاط" تقديراً لشهداء المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وفي طليعتهم الشهيد هادي نصرالله.
وعلى مستوى جدول الأعمال، شدد الجانبان في الشأن الحكومي على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة وتبادل التنازلات، واتفقا على أن يساهم كل منهما، انطلاقاً من موقعه وعلاقاته مع حلفائه، في الدفع نحو تسريع تأليف الحكومة.
ومن جهة أخرى، اكد جنبلاط أنه ينظر بجدية الى التهديدات الإسرائيلية التي يتعرض لها لبنان بين الحين والآخر، والى المناورات الأميركية ـ الاسرائيلية المشتركة بما هي إشارة الى إمكان استهداف إيران في لحظة ما، واتفق الطرفان على وجوب التنبه الى هذه المخاطر ومواجهتها.
وفي ما خص الملف الميداني المتعلق بالعلاقة على الارض بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، عرض جنبلاط ونصر الله بالتفصيل الخطوات التي تمت حتى الآن على صعيد إزالة رواسب أحداث 7 أيار، وقدم صفا وشهيب شروحات مستفيضة في هذا الشأن، وتوصل المجتمعون الى نتيجة مفادها أن ملف المصالحات أصبح شبه منجز في مختلف المناطق المشتركة وعلى مستوى أماكن الاختلاط في الجامعات والمدارس، وبقيت هناك حاجة الى وضع لمسات أخيرة على مصالحة الشويفات التي من المتوقع إنجازها قريباً.
وتوجه جنبلاط في هذا المجال الى السيد نصر الله بالقول: كما اجهضنا الفتنة الشيعية ـ الدرزية، يجب عدم إفساح المجال امام فتنة سنية ـ شيعية، وهو الأمر الذي وافقه عليه الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله".
وقال جنبلاط لـ&laqascii117o;السفير" إن أهمية لقائه الثاني مع السيد نصر الله تكمن في أنه حقق خطوة متقدمة على طريق إعادة بناء الثقة بينه وبين الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" بعد أزمة السنوات الماضية، مشيراً الى أن البحث الذي تناول مسائل داخلية وإقليمية اتسم بالإيجابية.
وعن مشاركة ابنه تيمور في الاجتماع، قال جنبلاط: أريد أن يسير تيمور على طريق المختارة، كما رسمها كمال جنبلاط، عندما أخرج المختارة من الأفق اللبناني الضيق الى الأفق العربي الواسع الذي تشكل فلسطين نقطة الارتكاز فيه. أضاف: رغبت في أن يلتقي تيمور رمزاً اساسياً من رموز النضال والمقاومة هو السيد نصر الله، وذلك استكمالاً لطلته الأولى في مهرجان النصر وطلته الثانية في مهرجان تغييب الإمام موسى الصدر، بما يتيح له ان يتفاعل مع الخط الوطني والعروبي والنضالي والإسلامي التزاماً بالسير على خطى جده، وعندما يأتي الوقت، يعرف تيمور ان طريق المختارة ستبقى طريق العروبة وفلسطين.
ـ صحيفة 'النهار'
عشية اسبوع اجمعت الاوساط السياسية على النظر اليه كمحطة حاسمة في رسم التوجهات النهائية للازمة الحكومية، برز تناقض واضح بين معطيات موغلة في التفاؤل بامكان التوصل الى ولادة حكومية قريبة وشكوك في 'حملة' تفسيرات للقمة السورية – السعودية من طرف واحد ترمي كرة استعجال تأليف الحكومة في مرمى رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري حصراً.
ولم تنف الاوساط المواكبة لعملية تأليف الحكومة الطابع الحاسم لهذا الاسبوع على صعيد المشاورات المرتقبة، لكنها قالت لـ'النهار' ان ثمة ايجابيات في حاجة الى ترجمة عملية ويفترض ان تظهر هذه الترجمة من خلال البحث في تفاصيل عملية التأليف. وذهبت الى ان نهاية الاسبوع الجاري يفترض ان تحمل أمراً حاسما ولكن ينبغي التزام التريث لمعرفة طريقة معالجة العقدة التي لا تزال على حالها والمتصلة بمسألة مطالب العماد ميشال عون. فثمة ثلاثة عناصر تشكل بمجموعها التمثيل المسيحي وهي رئاسة الجمهورية والعماد عون والقوى المسيحية في 14 آذار، وهناك غالبية فازت في الانتخابات ولا يمكن تجاهل اكثريتها وحصر التمثيل المسيحي بطرف على حساب الآخرين. وأكدت ان الجو ايجابي ولا مبالغة في الوقت عينه في تصوير الامور متجهة نحو حل حتمي. ومع ان هذه الاوساط لم تكشف جدولا محددا للقاءات الحريري هذا الاسبوع، فقد افادت معلومات ان لقاء جديدا متوقع للحريري وعون في غضون 48 ساعة.
والقت مواقف متناغمة لقوى معارضة من نتائج القمة السورية – السعودية ظلالا من الشك على التوقعات المتصلة بنهاية قريبة للمخاض الحكومي، وخصوصا في ضوء تركيز هذه القوى على تحميل الحريري ضمنا مسؤولية المبادرة الى تقديم مشروع تشكيلة حكومية بسرعة من دون اقتران مواقفها باي تلميحات الى مرونة من جانبها في شأن العقد العالقة امام التأليف. واعتبرت الاوساط المعنية بهذه المواقف انها تبطن ضغطا معنويا وسياسيا على الحريري من جهة، وتوظيفا من طرف واحد لنتائج القمة بما يتعين معه انتظار المحك الفعلي لهذه المواقف في جولة المشاورات والاتصالات المقبلة.
وفي هذا السياق، قال زوار لدمشق في الايام الاخيرة لـ'النهار' ان الجو السياسي في لبنان سيكون ايجابيا بعد القمة. وان مسألة تأليف حكومة وحدة وطنية ستكون محسومة خلال وقت قصير. غير انهم لاحظوا انه يتعين على الحريري ان يبادر الى الشروع في خطوات عملية تفضي الى تأليف الحكومة وخصوصاً بعدما صارت قواعد التأليف وخطوطها العريضة معلومة لدى الجميع.
وقرأت أوساط معارضة في اللقاء الأخير للأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله ورئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط رسالة للتعجيل في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها الفرصة الأخيرة والمتاحة في ضوء نتائج القمة السورية – السعودية.
غير ان عضو 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب نواف الموسوي نبه مساء أمس الى ان 'التوتيرات المفتعلة وكلام نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان عن حكومة تحترم نتائج الانتخابات يؤكدان وجود بعض الاطراف العرب والاميركيين لا يريدون حكومة وحدة وطنية في لبنان'. ودعا الحريري الى 'القيام بخطوة جريئة تتجاوز كل هذه التحفظات'.
ومع ان العماد عون لم يتناول الشأن الحكومي مباشرة في كلمة ألقاها مساء أمس في ذكرى عملية 13 تشرين الأول 1990، فانه حمل بشدة على ما وصفه بـ'النهج المافيوي الذي نعيش في ظله اليوم'. وقال ان 'هذا النظام أصبح كسرطان في مراحله الأخيرة'. واعتبر ان 'سيطرة الخارج على لبنان تمر من خلال اضعاف نظامه وانهيار مؤسساته وان الشعب امام خيارين فاما ان يكون مع استمرار الحالة الراهنة ويرضخ لها واما ان يعمل للانتقال الى حالة اصلاحية'.
في المقابل، قالت مصادر بارزة في قوى 14 آذار إن المعارضة عموماً و'حزب الله' خصوصاً تطرح معادلة واضحة مفادها إما الرجوع الى 6 حزيران، أي الى ما قبل الانتخابات النيابية ونتائجها ونعطيكم حكومة، وإما لا حكومة بمعنى ان المعارضة تريد اعتبار الانتخابات كأنها لم تكن. وأضافت ان الغالبية تريد حكومة دستورية وفق الأصول وتحترم نتائج الانتخابات، ولذا هاجم 'حزب الله' كل قائل باحترام نتائج الانتخابات كما دأبت صحيفة 'الوطن' السورية على مهاجمة رئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع. وأكدت أن العودة الى 6 حزيران غير واردة لأن الانتخابات وفرت في بعدها الأوسع انتصاراً للعمق العربي على التمدد الايراني في لبنان، ولذا بدأ التركيز المضاد على العودة الى 6 حزيران. وأشارت الى ان الاسبوع الجاري سيشكل محطة أساسية لاختبار نتائج القمة السورية – السعودية من هذه الزاوية ومدى عودة سوريا تالياً الى الحظيرة العربية. وحذرت، في حال استمرار عرقلة تأليف الحكومة، من ان تنتقل البلاد الاسبوع المقبل من ازمة سياسية – حكومية الى أزمة حكم.
ـ صحيفة 'الأخبار'
أكد عضو تكتل &laqascii117o;التغيير والإصلاح" النائب ألان عون أن اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس تكتل &laqascii117o;التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون سيبحث موضوع الحقائب والأسماء &laqascii117o;لأننا أصبحنا في المرحلة الأخيرة من عملية تأليف الحكومة". وهو ما أكده أيضاً النائب محمد قباني الذي أشار إلى أن اللقاء المقبل بين عون والحريري سيدخل في التفاصيل الحكومية ليبحث الجانبان في توزيع الحقائب والأسماء. وبدا من حديث قباني أن الحريري تراجع عن مبدأ رفض البحث في الأسماء والحقائب، وبات مقتنعاً بأن &laqascii117o;هذا يحتاج إلى التشاور مع جميع الأفرقاء". وكشفت محطة &laqascii117o;أو تي في" أن الحريري تطرق في لقائه الأخير مع عون إلى الأسماء، لكنه سرعان ما غيّر الموضوع قائلاً: &laqascii117o;انسَ الأمر، واعتبرني لم أتطرق إليه". وقد ذكر تلفزيون &laqascii117o;أخبار المستقبل" أن &laqascii117o;الأسبوع الجاري يمثّل مفصلاً أساسياً على صعيد تأليف الحكومة"، وأن الحريري ينوي إجراء &laqascii117o;جولة جديدة وسريعة من الاستشارات". وقد رأت مصادر أكثرية أن ثمة اتفاقاً على تطبيق مبدأ المداورة في الوزارات، وهو ما أكده نسبياً الوزير محمد شطح الذي قال إن المداورة بالمبدأ مقبولة، لكن &laqascii117o;لا يمكن إسناد حقيبة المال لفريق يدخل إلى الحكومة معارضاً". وتحدثت المصادر الأكثرية عن أن المبشّرين بالحل السعودي ـــــ السوري هما أساساً الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. وبالتالي، لا بد من أن يضحي الرجلان قليلاً لتؤلّف الحكومة. وشرح أحد نواب تكتل &laqascii117o;لبنان أولاً" أن تنازل جنبلاط عن وزارة الأشغال للقوات اللبنانية يمكن أن يحل مشكلة كبيرة، كما أن تنازل بري عن وزارة الخارجية أو وزارة الصحة لعون سيحل مشكلة أكبر.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر مطلعة على المسار التفاوضي، أنّ مسألة توزير الراسبين لم تعد ورقة رابحة بيد الحريري بعد المواقف الأخيرة لرئيس الجمهورية، وهو في كل الأحوال لم يفاتح العماد عون بها خلال اللقاء الأخير الذي جمعهما.
■ جنبلاط ــ نصر الله
وأكد مطّلعون على أجواء لقاء جنبلاط والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر اللّه، ليل الجمعة الماضي، أنّ الأوّل أبدى تخوّفاً جدّياً من اعتذار جديد للحريري، وأنّ الرجلين اتفقا على بذل مزيد من الجهود على غير صعيد لتذليل ما بقي من عقد تعرقل ولادة الحكومة. وأعلن جنبلاط خلال الجلسة أنه سينسّق مع الرئيس بري والرئيس المكلف خلال الأيام المقبلة. أمّا نصر الله، فأكّد، بدوره، أنّ حزب الله سيكثف مشاوراته مع التيار الوطني الحر، للإسهام أيضاً بفكفكة جزء من هذه العقد. وأشار المصدر نفسه إلى أن المعاون السياسي لنصر الله الحاج حسين الخليل كما المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، رجعا يوم السبت من دمشق التي قصداها يوم الخميس، للاطّلاع فوراً على حقيقة الموقف السعودي من مسألة تأليف الحكومة اللبنانية.
■ قصر بعبدا
أمّا من جهة بعبدا، فتوقعت المصادر أن يكثّف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ضغوطه خلال الأيام المقبلة، لانزعاجه من استمرار هذا الواقع، ولا سيما أنه يستعدّ للقيام بزيارة دولة إلى إسبانيا هذا الأسبوع، وهو لم يكن يتوقع أن يكون لبنان بلا حكومة يوم يقوم بهذه الزيارة، وأنه بخلاف التقاليد والأعراف التي تحكم هذا النوع من الزيارات، سيضطر لترؤس وفد يضم وزراء تصريف الأعمال. ومعلوم أن زيارة الدولة غالباً ما يتخللها توقيع اتفاقات، بل حتى معاهدات، لكن تحقيق هذا الأمر بات صعباً في ظل الظروف الحكومية الراهنة. من هنا، توقعت المصادر أن يضغط سليمان لتحقيق ولادة سريعة وسهلة لأولى حكومات الحريري الابن، أملاً بأن تخفّف من حرجه أمام مضيفيه الإسبان أولاً، وفي انطلاق عجلة حكم لم يمارسه بعدُ، بحق، ثانياً.
ـ صحيفة 'الحياة'
أكدت مصادر مواكبة للأجواء التي سادت محادثات قمة دمشق ان تقديم التسهيلات، أو بالأحرى التنازلات، ليس مطلوباً من الحريري دون الآخرين، خصوصاً انه قدم تضحيات يجب ان تُقابل بالمثل ليتلاقى الجميع عند منتصف الطريق بغية التأسيس لمرحلة سياسية جديدة. كما سألت: &laqascii117o;ألا تستحق كل هذه التسهيلات استعداداً من قبل الأقلية لتمد يدها الى الرئيس المكلف، خصوصاً إذا ما أُضيف إليها استعداده المبدئي للبحث في توزير وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إنما من دون إسناد حقيبة وزارية له؟ واعتبرت أن إصرار بعض الأطراف في الأقلية على فرض سياسة خذ وطالب على الرئيس المكلف وصولاً الى تحميله مسؤولية التأخر في تأليف الحكومة بذريعة عدم استجابته بالكامل لمطالبها لن يؤدي الى تحقيق تقدم من خلال المشاورات التي يجريها مع جميع الأطراف من اجل تهيئة الأجواء لتأتي الاتصالات المباشرة هذه المرة حاسمة.
ودعت المصادر المواكبة الى عدم التباطؤ في تشكيل الحكومة، في ضوء تحديد النقاط التي تؤخر قيامها، وقالت ان ولادتها قبل 20 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وهو الموعد الذي حدده رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد جلسة نيابية لانتخاب رؤساء اللجان النيابية ومقرريها وأعضائها، سيبقي على موعدها قائماً وإلا سيكون مصيرها التأجيل الى حين تأليف الحكومة. وعزت السبب الى انه ليس في وسع الرئيس بري إلا تحديد موعد لجلسة انتخاب اللجان انسجاماً مع ما نص عليه الدستور اللبناني والنظام الداخلي للبرلمان، ولكن في المقابل فإن الأكثرية ليست في وارد التسليم بعقد الجلسة طالما ان التشكيلة الوزارية لم تر النور، إضافة الى ما سيترتب عليها من تداعيات في حال انتهت العملية الانتخابية الى انتخاب معظم رؤساء اللجان ومقرريها وأعضائها من لون واحد أي من الكتل النيابية المنتمية الى &laqascii117o;14 آذار". لذلك فإن تأجيل جلسة انتخاب اللجان سيفرض نفسه على الهيئة العامة في البرلمان (من خلال تطيير النصاب) لقطع الطريق امام المزيد من الانقسامات السياسية الحادة في ظل عدم قدرة الكتل على ضبط إيقاع التصويت في الجلسة باتجاه الوصول الى تفاهم مسبق يراعى فيه التوازن النيابي.
ـ صحيفة 'الديار'
رغم الضباب المحلي الذي يحاول ان يشيعه البعض حول تأخير تشكيل الحكومة، فإن الولادة اصبحت حتمية خلال اسبوع او اسبوعين على ابعد تقدير، لتذليل بعض الشكليات فقط ولاعطاء صبغة &laqascii117o;اللبننة" على ولادة الحكومة لمقتضيات خارجية وتحديدا اوروبية وهذا ما تم الاتفاق عليه في القمة السورية السعودية.
فالامور في لبنان والمنطقة تميل نحو الانفراج بدءا من لبنان وصولا الى العراق في ظل تفاهمات اقليمية ودولية.
فالقمة السورية السعودية وحسب مصادر مواكبة توصلت بالشأن اللبناني الى 5 مبادئ:
1 - قيام حكومة وحدة وطنية عبر صيـغة 15 - 10 - 5.
2 - يسمي كل فريق وزراءه وعدم الوقوف عند بعض الشكليات.
3 - المداورة في الحقائب والوزارات وعلى ان يترك الاخراج والتفاصيل للبنانيين.
4 - الاتفاق على تجنب ارسال اي موفد للبنان في الوقت الحاضر كي لا يظهر للخارج وتحديدا لاوروبا وجود ضغوط سورية - سعودية على اللبنانيين.
5 - التأكيد على متانة الوضع اللبناني وتحديدا الامني ودعم توجهات الرئيس ميشال سليمان والجيش اللبناني في ضبط الامن.
هذه هي العناوين مع ترك التفاصيل للبنانيين.
وتضيف المصادر المتابعة &laqascii117o;ان عملية تأخير ولادة الحكومة لاسبوع او اسبوعين امر متفق عليه لاضفاء &laqascii117o;اللبننة" على ولادة الحكومة، وربما الاخراج يقضي بذلك، وخصوصا ان الاسماء والحقائب اصبحت محسومة بنسبة 90 او 95%، والعقدة بوزير او وزيرين فقط.
وتقول المصادر المطلعة ان المداورة تصطدم بعقبة وزارة المالية فقط وحرص الرئيس المكلف ان تبقى بعهدة فريقه للاقلاع بالعمل، وهناك مخرج يتم التداول به وسيحسم خلال اللقاء بين الرئيس المكلف والعماد عون خلال اجتماعهما الثالث في الساعات الـ24 او 48 المقبلة، ودرس اقتراح بأن تتم المداورة داخل وزراء كل فريق، وبالتالي تكون حصة وزارة الصحة للعماد ميشال عون والاشغال للرئيس نبيه بري الى باقي وزارات المعارضة.
ولذلك تقول الاوساط المطلعة ان الساعات القادمة ستكون حاسمة لجهة الاقلاع مجددا عبر بدء الاجتماعات بين الرئيس المكلف واقطاب المعارضة والموالاة، علما ان مصادر المعارضة تؤكد بأن العماد ميشال عون هو الناطق الرسمي باسمها، وعلى ضوء لقائه مع الرئيس المكلف سيتم تحديد موعد ولادة الحكومة والوقت الذي يستلزمه لازالة العقد.
وفي هذا الاطار سيطلع رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط الرئيس المكلف سعد الحريري على اجواء لقائه مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حيث سيقوم جنبلاط بحركة &laqascii117o;مكوكية" خلال الساعات القادمة لتذليل العقد التي تعترض التأليف.
وفي ظل هذه الاجواء الايجابية، بقي الوضع الامني متوترا في طرابلس وسط استمرار حالة الحذر الشديد بين باب التبانة وجبل محسن، وعلم ان مفتي طرابلس مالك الشعار يقوم باتصالات مكثفة لعقد لقاء موسع لكل الاطراف والقوى السياسية في طرابلس في دار الفتوى في بيروت وبرئاسة المفتي محمد رشيد قباني خلال هذا الاسبوع للاتفاق على كل ما يجنب طرابلس التوترات الامنية، كما يتولى احد القادة الامنيين اجراء الاتصالات لتذليل العقد للاسراع في عقد اللقاء وتجنيب طرابلس الاشكالات.
ـ صحيفة 'المستقبل'
بعد ثلاثة أيام من انتهاء القمة السعودية السورية، والتي بقيت أجواؤها تتردد في الأوساط اللبنانية بشكل أو بآخر، تركزت المواقف السياسية أمس، على اعتبار ان تشكيل الحكومة هو في هذه الايام امام مفصل داخلي حاسم، وعلى قاعدة أن التقارب السعودي السوري عامل 'مساعد' لكنه ليس العامل 'الحاسم' في هذا الموضوع، من دون أن تبرز مؤشرات محددة على صعيد الصيغة الحكومية العتيدة.
في هذا الوقت، ومع استمرار الأجواء المتفائلة نسبياً، أكد عضو كتلة 'المستقبل' النائب عمار حوري، أن الحكومة 'ستبصر النور في أقرب وقت'، منوهاً بالبيان الختامي لقمة دمشق وبفقرته عن لبنان التي وصفها بأنها 'إيجابية وجيدة(..)'، فيما توقع عضو الكتلة النائب نهاد المشنوق ان 'يبدأ خلال اسبوع الحديث عن الحقائب والاسماء الوزارية'، كاشفاً أن 'توزير جبران باسيل حُسم، الا ان موضوع وزارة الاتصالات لم يحسم وضعها بعد، ومن الصعب على الرئيس المكلف ان يعطي هذه الحقيبة للمعارضة(..)'.
من جهته، أكد عضو تكتل 'لبنان اولاً' النائب عقاب صقر 'ان لبنان كان اساسيا في لقاء الملك عبدالله والرئيس الاسد'، وأن الشق اللبناني 'أخذ حيزاً كبيراً'. وقال 'إن سوريا لم تستدعِ ممثلي حركة امل وحزب الله لتخبرهم ان الملف الفلسطيني أو العراقي قد حُل، انما لتخبرهم بما حصل حول الملف اللبناني'، معتبراً أن 'العقدة هي عند الفريق الآخر، ولذلك يتم استدعاؤه والحديث اليه'. كاشفاً أن 'عقبة الحقائب حلت بقبول 8 آذار بمبدأ المداورة، وبقيت مسألة حقيبة الاتصالات وتوزير الراسبين(..)'.
توازياً، اكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، 'ان التحالف الايراني ـ السوري له واقعه السياسي والأمني في لبنان، حيث ثمة نفوذ اقليمي، ومَوْنة عربية، وأمن إيراني'، معتبراً أنه 'لا يكفي التقارب بين المَوْنة العربية والنفوذ السوري من اجل تشكيل الحكومة، التي ليست الا تفصيلاً في الواقع العربي الشامل'، ورأى انه 'في حال قدمت سوريا نفسها كجانب عربي مساعد فإن لذلك انعكاساً ايجابياً على لبنان، أما اذا اعتمدت سياسة المناورة فإنها ستحاول الالتفاف عبر خطوات شكلية فقط(..)'.
ـ صحيفة 'اللواء'
تعتقد مصادر مطلعة على اجواء التحضيرات لانجاز الطبخة الحكومية ان الاتصالات الجانبية لم تتوقف لحصر العقد والعقبات سواء في اوساط المعارضة وبعض اطراف الاكثرية، بتكثيف الجهود لمعالجتها بعد توفير الغطاء العربي وخيمة التوافق السعودي - السوري التي وفرتها قمة الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الاسد، مشيرة الى ان الاجواء اكثر ايجابية من اي وقت مضى، بعدما باتت المسألة الحكومية داخلية مائة في المائة.ولفتت هذه المصادر الى ان الامور مفتوحة كلها من دون التزامات مسبقة من قبل الرئيس المكلف بشيء، بمعنى أن ما يقال عن حسم مسألة توزير الراسبين، والاتفاق على المداورة في الحقائب، وان العقد باتت محصورة في حقيبة الاتصالات، هو عبارة عن <تكبيل مسبق للرئيس المكلف>، إذ أن كل الأمور خاضعة للنقاش، فلا فيتو مسبق ولا قبول مسبق بشيء. وأكدت هذه المصادر والمقربة من محيط الرئيس الحريري، أن المداورة مطروحة، وهي فكرة منطقية ونبيلة ومستحبة، لكن يجب أن يكون لها أصول وقوانين، ولا مانع من تطبيقها بشكل كامل، وبحيث تشمل جميع الحقائب لكل الطوائف والكتل السياسية، مشيرة إلى أن الأكثرية لا تمانع من شمولها حقيبة المالية، لكن شريطة أن لا تعطى لجهات سياسية تعارض اتفاقات باريس - 3 وكذلك الامر بالنسبة للاتصالات والحقائب السيادية. وكشفت بأن الرئيس المكلف لم يلتزم بشيء حتى الآن، رغم أن الأجواء إيجابية وطالما أن النقاش مفتوح، متسائلة: لماذا الالتزام بشيء والاخرون لم يلتزموا بعد بأي شيء؟! واكدت ان الأكثرية هي في <حالة انفتاح كامل ولكن من دون ارتباط مسبق بشيء>.
وأكدت المصادر النيابية أن النائب علي حسن خليل والحاج حسين الخليل لم يزورا دمشق، كما سرّبت بعض وسائل الإعلام، لأن نتائج القمة بخصوص لبنان وصلت الى من يعنيهم الأمر بعد مغادرة الملك السعودي العاصمة السورية، كما أن الرئيس المكلف تلقي اتصالاً هاتفياً بعد عودة الملك عبدالله الى الرياض، من مسؤول سعودي وضعه في أجواء القمة وتحديداً ما يتصل منها بالشق اللبناني.
2009-10-12 00:00:00