ـ صحيفة 'السفير'
ربح المتشائمون والمتحفظون الرهان مرة أخرى، وتهاوت سريعا قصور التفاؤل الرملية التي بنيت خلال الأيام الماضية، أحيانا عن حسن نية وأحيانا أخرى عن سوء نية، بعدما تبين أن الحكومة ما تزال عالقة في نفق لم يعرف إذا كانت نهايته لبنانية أم غير لبنانية.
وبعدما كانت المعارضة متهمة بالمغالاة في التفاؤل في أعقاب القمة السورية ـ السعودية للتغطية على رغبتها المضمرة في تعطيل جهود تأليف الحكومة كما قالت في حينه أوساط الأكثرية، انقلبت الأدوار فجأة، وانتقلت عدوى التفاؤل المفرط إلى الأكثرية التي راحت تروج لنضوج الحل، ما جعل العماد ميشال عون يشعر بأن كمينا ينصب له، لتلبيسه مسؤولية عرقلة التشكيل، في حال اعترض على الحصة الوزارية المقتطعة له.
وبينما كانت شخصيات بارزة في الأكثرية تتوقع ولادة الحكومة خلال أيام قليلة، وجّه العماد عون &laqascii117o;رسالة متشددة"، أمس، إلى الرئيس المكلف سعد الحريري، مباشرة عبر الهواء، دعاه فيها الى لجم المحيطين به وتصويب طروحاته &laqascii117o;التي لا تتناسب مع الأفكار الأساسية التي توافقنا عليها"، معلنا عن انه يريد الاحتفاظ بالوزارات الحالية مع المطالبة بوزارة سادسة لأن عدد أعضاء &laqascii117o;تكتل التغيير والإصلاح" أصبح 27 نائبا، ما دام الجميع يريد الاحتفاظ بوزاراته الحالية، مطالبا بحقيبة لكتلة النائب سليمان فرنجية. وأضاف: لم يرضوا بالنسبية ولا بتوزيع عادل للوزارات الاساسية، وعندما طرحوا المداورة قبلنا بها، ولكن تبين أن المداورة تطبق علينا فقط.
وإذ تمنّى ألا تكون هناك ارتباطات للحريري خارجية، قال: نحن نساعد الحريري ضمن حدّ معيّن ولكن لن نقبل بإلغاء الذات. لا أسمح لأحد مهما كانت مكانته عالية في هذه الدولة بأن يمنع علينا أي وزارة، ولا أحد يملك محمية. ولا علم لي بما يناقش اليوم لا من حيث الحقائب ولا من حيث الأسماء، واتفاقي مع (الرئيس المكلف) سعد الحريري أن تكون اللقاءات سرية، ولكن فوجئنا بحملة التأكيدات المتناقضة.
ويبدو أن عون قرر أن يخاطب الحريري عبر الإعلام، قبيل اللقاء المقرر عقده بينهما، لاستكمال النقاش الحكومي.
وعلمت &laqascii117o;السفير" أنه كان من المقرر أن يتفق الرجلان أمس على تحديد موعد للاجتماع المقبل، إلا أن تطورات الساعات الأخيرة أعادت خلط الأوراق، فالحريري اعتبر أنه لم يعد هناك ما يبرر اللقاء فيما كان عون يريد أن يكون اللقاء المقبل مستندا الى جدول أعمال لا الى نوايا وحسب.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع في المعارضة لـ&laqascii117o;السفير" إن ما عكسه عون في كلامه أمس ليس مستجدا، بل هو كان قد أبلغ بعض المقربين منه، يوم السبت الماضي، غداة لقائه الأخير مع الرئيس سعد الحريري، بأن ما سمعه من الرئيس المكلف لا يدعو إلى الارتياح والتفاؤل، لا بل كانت كل جلسة ثنائية تشهد تراجعا عما سبقها، وهذا ما حصل بين اجتماعيْ الرابية و&laqascii117o;بيت الوسط"، ولكن العماد عون وبقرار استراتيجي واضح ظل مصرا على إعطاء الحريري الفرصة الكاملة حتى يؤلف الحكومة، رافضا أن يسرّب أي حرف عن حقيقة ما يجري ما دام الجانبان متفقين على استمرار الحوار. أضافت المصادر أن عون طلب من نواب &laqascii117o;تكتل التغيير والإصلاح" ومن باقي قيادات المعارضة الالتزام بالتهدئة السياسية واللغة الايجابية، إلا انه فوجئ بزيارة الحريري الى معراب خاصة أنها جاءت بعد خطاب تصعيدي لقائد &laqascii117o;القوات"، كما أن بعض المقربين من الرئيس المكلف كانوا يروجون لمقايضات غير صحيحة ويطلقون مواقف سلبية كالقول إن جبران باسيل سيتم توزيره تحت ضغط السلاح أو الجزم بأن وزارتي الاتصالات والداخلية لن تكونا للتيار الوطني الحر، فاضطر إلى رفع الصوت لوضع النقاط على الحروف. وكشفت المصادر لـ&laqascii117o;السفير" أن العرض الأخير الذي قدمه الرئيس المكلف الى عون لم يكن مغريا على الإطلاق، إذ تضمن منحه وزارات التربية والعمل والمهجرين والثقافة بعد نزع حقيبة الاتصالات منه، علما انه كان يمكن ان يخضع الاقتراح الى الدرس لو تضمن حقيبة العدل على سبيل المثال، لافتة الانتباه الى ان المفارقة تكمن في ان العروض المقترحة على عون تتراجع من سيئ الى أسوأ، إذ ان الحصة التي ناقشها الحريري مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح في اللقاء الاول الذي جمعهما بعد الاستشارات النيابية كانت أفضل لتضمنها الاشغال او الصحة الى جانب التربية، ثم جاء العرض الجديد في الاجتماع الثاني في الرابية ليشطب الاشغال والصحة.
من جهتها،
من ناحيته، قال مصدر قيادي في &laqascii117o;القوات اللبنانية" لـ&laqascii117o;السفير" ان كلام عون يحتمل تفسيرين، فإما انه يرفع سقف مطالبه لتحسين شروط التفاوض في ربع الساعة الأخير الذي يسبق ولادة الحكومة بعدما لمس أن لحظة الحقيقة قد اقتربت، وفي هذه الحال لا تداعيات جسيمة ستترتب على موقفه، وإما انه يعني فعلا ما يقول لجهة مطالبته بالإبقاء على الحقائب الموجودة بحوزة تكتله حاليا ومن ضمنها الاتصالات، مضافا إليها حقيبة سادســة، وفي هذه الحال تكون الحكومة قد تبخرت. وأكد المصدر أن قيادة &laqascii117o;القوات" لمست من الحريري خلال لقائها به، أمس الأول، انه قطع أكثر من نصف الطريق نحو تشكيل الحكومة، &laqascii117o;وقد فهمنا انه طرح على عون أفكارا للتداول وليس عرضا نهائيا، ومن بين تلك الأفكار منحه وزارة المهجرين مع إمكانيات مالية تتيح له إقفال الملف نهائيا، إضافة الى إمكان إعطائه وزارة الطاقة، وكان من المفترض ان تحسم الأمور في جلسة لاحقة يحدد فيها الحريري بشكل رسمي ما هو معروض من حقائب على تكتل التغيير والإصلاح". وشدد المصدر على ان &laqascii117o;القوات" تتعاطى بمرونة مع الحصة الوزارية التي يفترض ان تعطى لها، موضحا أنها تطالب، إلى جانب الحصول على حقيبة أساسية، بواحدة من الوزارات الخدماتية الآتية: الصحة، أو الأشغال، أو التربية، &laqascii117o;لكن وبما أن الوزير محمد جواد خليفة ناجح في وزارة الصحة وعليه ان يستكمل مشروعه فيها، فقد صرفنا النظر عن المطالبة بهذه الحقيبة، وما يهمنا في نهاية المطاف هو تسهيل مهمة الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة، ولذلك نحرص على ان نكون براغماتيين في مطالبنا ونتجنب طرح شــروط نصبح اسرى لها لاحقا".
على صعيد آخر، عقد صباح أمس اجتماع عسكري ثلاثي، في مقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة، بحضور ضباط كبار من الجيشين اللبناني والإسرائيلي، وقائد &laqascii117o;اليونيفيل" الجنرال كلاوديو غراتسيانو. وأعلنت الناطقة الرسمية باسم &laqascii117o;اليونيفيل" ياسمينا بوزيان &laqascii117o;انه تم خلال الاجتماع البحث في تطبيق القرار 1701 وبالأخص بعد الأحداث الأخيرة والخروقات، من اجل منعها وعدم تكرارها"، وأوضحت انه تم البحث في تحديد وضع علامات على &laqascii117o;الخط الأزرق" بالإضافة إلى مواضيع أخرى وجرى البحث في موضوع قرية الغجر. وقالت مصادر مشاركة في الاجتماع (صور ـ &laqascii117o;السفير") ان الاجتماع اتسم بالصراحة المتبادلة وبطرح كل المواضيع وكان ناجحا بكل المقاييس وتخللته معالجة عدة خروقات قام بها الجانب الاسرائيلي تحديدا. وقال ضابط في &laqascii117o;اليونيفيل" لـ&laqascii117o;السفير" ان &laqascii117o; الانطباع الذي تكون لدينا بعد الاجتماع أن لا رغبة لدى كل من الطرفين اللبناني والاسرائيلي بالذهاب نحو تصعيد الموقف على الأرض"
ـ صحيفة 'النهار'
قالت مصادر في قوى معارضة حليفة لعون ل 'النهار' ليلاً ان خطأ كبيراً ترتكبه الغالبية ان هي تعاملت مع رد عون باجتهادات تتجاوز ما قاله الى ما هو ابعد. واوضحت ان لا خلفيات اقليمية يمكن ان تسبغ على هذا الموقف، وافضل اختبار لذلك قد يكون في عقد اللقاء الخامس للحريري وعون في اسرع وقت وعدم الخروج منه الا باتفاق على الحقائب التي ستعطى لـ'تكتل التغيير والاصلاح'. واشارت الى اهمية بالغة اكتسبها ابداء رئيس 'تيار المردة' النائب سليمان فرنجيه استعداده للتخلي عن مطلب حصوله على حقيبة وزارية والاكتفاء بوزارة دولة تسهيلاً لولادة الحل، فهذا الموقف اثبت مرة اخرى – استناداً الى مصادر المعارضة – لبننة الملف الحكومي بعد القمة السورية – السعودية، وان تكن اوساط في الغالبية قرأت فيه بعداً سورياً. فحتى اذا صح هذا التفسير، فأي ضير في تسهيل كهذا ولماذا لا يقابل بمثله؟
ومع ان معظم قوى الغالبية تجنبت التعليق على موقف عون، فإن بعض اوساطها تساءل عن 'التصعيد المفاجئ' وهل الامر يعود فعلاً الى مبررات داخلية، ام ان ثمة امراً خارجياً حرّك الوضع على هذا النحو؟ وقالت هذه الاوساط لـ'النهار' ان عون بدا كأنه شعر بامكان خروجه متنازلاً فعلاً في اي صيغة حكومية معقولة قياساً بالسقوف العالية التي حددها طوال الازمة الحكومية فحاول امس قلب الطاولة. كما تساءلت عما اذا كانت لهذا الموقف صلة ببعض اللقاءات والتحركات التي حصلت في اليومين الاخيرين على المستوى المسيحي. وقالت ان هذا الموقف قد يؤخر عملية تأليف الحكومة، لكنه لن يؤدي الى الغائها وتوقعت ان تتوافر لعون مؤازرة من حلفائه لان مصلحتهم تقضي بأن يستمر النظر اليه على انه الزعيم المسيحي الاقوى.
ـ صحيفة 'الأخبار'
ما الذي يجري؟ وهل التفاؤل فعليّ، أم هو مناورة؟ وما هي حقيقة موقف الرئيس المكلف؟ هل ينسّق مع حلفائه لإحراج العماد ميشال عون لإخراجه، أم هو مغلوب على أمره بين مطالب هذا وتهديدات ذاك؟ وهل كان الحَمل بالحكومة كاذباً؟ يغلي البلد بالتساؤلات الكثيرة عن الحكومة وموعد إعلانها، فيما التفاؤل مستمر، أقله عند الموالاة هذه المرة، وهو تفاؤل دفع بالنائب عمار حوري إلى أداء دور القابلة القانونية، بقوله: 'الطلْق الحكومي بدأ، والمولود الحكومي سيأتي بالخير على لبنان واللبنانيين'، بل جزم بأن 'الولادة خلال أيام عدة، ولسنا بعيدين عن إعلان التشكيلة'، قبل أن يردف بأن 'وزارة الاتصالات لن تكون مع المعارضة على ما يبدو'.
وقد تعزز التفاؤل أمس، بموقف لتيار المردة الذي أعلن القبول بوزارة دولة، بعدما كان متمسكاً بالحصول على حقيبة. وبرّر مصدر في التيار هذا الموقف بأنه لتسهيل مفاوضات عون - الحريري، 'ولأن الظرف السياسي يتطلب تنازلات، والاصطفافات السياسية تتبدل'.
وعن هذا الموقف الجديد، لفتت مصادر متابعة للقاءات التأليف إلى أنه كان من المفترض أن يعقد الليلة الماضية لقاء بين عون والحريري، يكون حاسماً، بعدما وصل المسار التفاوضي بينهما إلى مرحلة متقدمة، لكن تبيّن لجنرال الرابية أن هذا التقدم كان نظرياً، 'أما عملياً فظهر أن الحريري غير جدي حتى اللحظة في التعامل معه ولم يتوصل إلى صيغة تضمن، ولو أقل الممكن'. وتضيف المصادر أن عون توصل إلى هذه الخلاصة من خلال أكثر من إشارة، أبرزها طرح قدّمه الحريري للرئيس نبيه بري بالتخلي عن حقيبة الصحة من دون أن يُبدي استعداداً لتقديم البديل الملائم، في خطوة رأت المعارضة أنها محاولة لدقّ إسفين الخلاف على الحقائب بين أطرافها. لكن هذا الطرح طوي نهائياً خلال لقاء ساحة النجمة أول من أمس، بعدما أكد بري أنه لن يتخلى عن الصحة، انطلاقاً من رفضه لمبدأ المداورة الجزئية.
كذلك تشكك مصدر معارض في تفاؤل الموالاة، مشيراً إلى أنه يهدف إلى إحراج المعارضة فقط 'فالحريري لم يقدّم أي طرح جدي، وتراجعوا عن الكثير ممّا قدموه سابقاً، وهم اليوم يطرحون على العماد عون حقائب هامشية، ثم يتصلون بحلفائه لمطالبتهم بالضغط عليه'. وعزا أسباب العرقلة إلى الموقف الأميركي 'الذي يترجم عملياً بمواقف القوات اللبنانية. وأول من أمس، طلع علينا سمير جعجع بموقف مفاده أن حزب الله وحلفاءه ممنوعون من الحصول على حقيبة الاتصالات، وفي الليلة ذاتها، زاره الحريري، قبل أن يصدر بيان عن القوات يقول إن المجتمعين (الحريري وجعجع ونواب القوات) أبدوا 'ارتياحاً إلى ما وصلت إليه مراحل' تأليف الحكومة'. وقد رأى المصدر أن بيان القوات بدا كموافقة من الحريري على تصريحات جعجع.
ولفت المصدر، في السياق ذاته، إلى ما ذكرته صحيفة 'الأنباء' الكويتية عن اتصال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان بالحريري ليطلب منه رفض صيغة ال 15-10-5، من دون أن يصدر أي نفي عن الحريري للأمر.
ـ صحيفة 'اللواء'
كتبت 'اللواء' تقول ,لقد تمكنت الاتصالات العاجلة محلياً واقليمياً من <فرملة> مفاعيل الانقلاب العوني ووأدها في مهدها، وأكدت مصادر واسعة الاطلاع ل <اللواء> ليل امس، ان الرئيس المكلف سعد الحريري ليس في وارد التراجع عن مواعيد اصدار مراسيم الحكومة المتفق عليها مع الرئيس ميشال سليمان قبل سفره الى مدريد، وهي محصورة بين 23 و25 تشرين الاول الجاري.
وتوقعت هذه المصادر ان يتولى الرئيس سليمان الذي عاد عند العاشرة من ليل امس الى بيروت، الاتصال بالعماد ميشال عون لمعالجة ما يمكن معالجته، خصوصاً وان كل الاطراف بدت في اجواء حصصها من الحكومة، حقائب واسماء، وان عون سيكون لديه اربع حقائب بدلاً من ثلاثة في الحكومة السابقة، من بينها التربية والمهجرين.
وتوقفت المصادر عينها عند خطوة رئيس كتلة <لبنان الحر الموحد> النائب سليمان فرنجية التي شكلت مفاجأة لعون لم يخف امتعاضه منها في رده عن سؤال لأحد الصحافيين في مؤتمره الصحفي، واعتبرتها خطوة تثبيت ايجابيات اخراج الحكومة الى النور.
وتزامنت هذه التطورات مع دخول مفاوضات ايران مع الولايات المتحدة والمجموعة الاوروبية مرحلة متقدمة باتجاه التفاهم، في ضوء القبول الذي لاقته مسودة محمد البرادعي لاتفاق يقضي بنقل ما هو متوقع من ايران من اليورانيوم الى روسيا وفرنسا لتخصيبه هناك لاغراض مدنية مثل الطاقة والطب، بانتظار ان تتوضح معطيات المسودة وتحويلها الى اتفاق يمكن التوقيع عليه غداً. واستناداً الى مصادر دبلوماسية غربية فإن بداية التفاهم الاميركي - الايراني من شأنها ان تمهّد لوضع سائر الملفات الخلافية على الطاولة من تداعيات انفجار بلوشستان في ايران الى استمرار حرب صعدة في اليمن الى انهيار المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية الى تعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية. وقبل هذه المعطيات تولى النائب عون عملية تظهير التعطيل في لبنان، عبر عودته الى التصعيد الحاد واعادة الازمة الحكومية الى المربع الاول من جديد، ناسفاً بذلك كل ما تم التوصل اليه من تفاهمات مع الرئيس المكلف سعد الحريري، على امتداد جلسات الحوار المباشر بينهما طوال الشهر الماضي.
واللافت أن عون تجرأ على الصيغة السياسية للحكومة والمتفق عليها عربياً وداخلياً، وهي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على قاعدة 15+10+5، مطالباً بحصة لكتلته تصل الى ستة وزراء تحت شعار اعتماد النسبية، في وقت كان حليفه رئيس كتلة <لبنان الحر الموحد> النائب سليمان فرنجية يعلن تخليه عن الحقيبة الوزارية، وعن المقعد الماروني، تسهيلاً لتشكيل الحكومة وإعطاء عون حقائب أساسية <دسمة>، وإفساحاً في المجال أمام توزير النائب بطرس حرب عن المقعد الماروني المخصص للمسيحيين المستقلين في قوى 14 آذار.
وكشفت مصادر مطلعة ل <اللواء> أن موقف عون نسف تشكيلة كانت تقريباً جاهزة ولكنها تحتاج إلى بعض الرتوش، مشيرة إلى أن الرئيس الحريري كان ينوي زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم أو غداً، بعد ان يلتقي العماد عون، تمهيداً لاصدار مراسيم الحكومة مطلع الاسبوع المقبل.
وقالت المصادر ان تفاهماً حصل بالفعل بين الرئيس المكلف وعون على اعطائه 4 حقائب زائد وزارة دولة، وهي: التربية، والثقافة، والمهجرين وان يختار بين العمل او الاقتصاد او الشؤون الاجتماعية، مشيرا الى انه تم وضع خطة لالغاء صندوق المهجرين لاحقا، ورصد مبلغ 430 مليون دولار لاقفال ملف المهجرين، وعلى اساس ان تعطى وزارة الثقافة دعماً مالياً اضافياً يستطيع الرئيس المكلف تأمينه من مساعدات خارجية.
وكشفت انه بموجب هذه التشكيلة فإن حركة <امل> كانت ستنال وزارات الخارجية والصحة والشباب والرياضة، فيما ستعطى لحزب الله وزارة الزراعة ووزارة دولة للتنمية الادارية، وتوزيع باقي الوزارات على قوى الاكثرية بعد ان تتم عملية <شدشدة> لها، ويحتفظ رئيس الجمهورية بحقائبه الوزارية من دون تغيير.
ـ صحيفة 'الشرق الأوسط'
نقل زوار رئيس مجلس النواب، نبيه بري، الذي كان أعلن صيامه عن الكلام الحكومي، أنه، وتحديدا منذ السبت الماضي، بدأ بإعطاء إشارات مقتضبة عن احتمال حل العقد المستعصية، فبشّر بأن 'طعام الإفطار الحكومي بعد طول صيام، قد وضع على الطاولة'، وأن 'مؤذن الحكومة، الرئيس المكلف سعد الحريري، بات قاب قوسين أو أدنى من إنجاز مهمته بعد جوجلة المعطيات التي سيتم حسمها في اللقاء المرتقب بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، والحريري'، وذلك وفق مصدر قريب من بري. وأوضح المصدر لـ'الشرق الأوسط' أن 'اللقاء سيتم مساء (أمس الأربعاء) قبل أن يلتقي الحريري رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، فور عودة الأخير من إسبانيا'. وتوقع أن 'تعلن التشكيلة الحكومية نهاية الأسبوع الحالي، أو على أبعد تقدير بداية الأسبوع المقبل، قبل موعد جلسة انتخاب أعضاء اللجان النيابية، الثلاثاء المقبل، ما يعني أن لبنان بصدد تسوية شاملة وسلة سياسية واحدة ترضي جميع الأطراف وتحكم المرحلة المقبلة التي يسعى الرئيس المكلف إلى إرساء أسسها، انطلاقا من الثقة المتبادلة بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين المحكومين بالتوافق'.
وأكد المصدر أن 'بري بنى تفاؤله على ما لمسه، أول من أمس، من الحريري'. وكانت أجواء التفاؤل قد تعززت، وإن من دون معطيات واضحة، مع فيض من التصريحات الإيجابية. فقد رأى النائب في كتلة المستقبل، عاطف مجدلاني، أن 'هناك تقدما جزئيا في موضوع تشكيل الحكومة'. وقال: 'إن هذه الحكومة قد تبصر النور قريبا إذا واصلت الأقلية إبداء مرونتها'. وأكد أن 'القمة السعودية ـ السورية أضفت أجواء إيجابية على لبنان، وأيضا عقب زيارة وفد من حركة أمل، وحزب الله، لدمشق بدأنا نجد بعض المواقف المرنة من الأقلية'. وأضاف: 'لم يعد هناك إصرار من عون على حقيبة معينة، لذلك نحن نقول إن هناك تقدما ومن الممكن أن ترى الحكومة النور إذا استمرت المرونة للوصول إلى التشكيلة الحكومية'. أما النائب في تكتل التغيير والإصلاح، نبيل نقولا، فقال إن 'رئيس التكتل، العماد ميشال عون، أكد أنه يجب أن تتألف الحكومة'، مشددا على أن 'الحريري ليس من يعطل التشكيل، بل من يعطل هو الحاشية التي ترتبط به'. وشدد على 'وجوب أن يكون للمعارضة دور فاعل في الحكومة'، واعتبر أن 'وجود المعارضة في الحكم هو غنى للحكومة'. وأكد أنه 'لم يتم التنازل عن وزارة الاتصالات، ولا عن وزيرها جبران باسيل'. وأضاف أن 'من خلق مشكلة الاتصالات وباسيل فليحلها'.
ـ صحيفة 'المستقبل'
فيما سجّل غياب المواقف السياسية لنوّاب وقيادات 'حزب الله' و'كتلة الوفاء للمقاومة' من المسألة الحكومية، فقد أشار عضو كتلة 'التنمية والتحرير' النائب أنور الخليل إلى أنّه 'لولا بعض الأمور التي أخّرت الرئيس المكلف ومنها بعض المطالب التي قدمها تكتل التغيير والإصلاح لما أخذت الحكومة كل هذا الوقت لكي تتشكل'، وأبدى ثقته بأن 'النية الصادقة للرئيس المكلف وإصراره على تشكيل الحكومة ستؤدي الى تخطي العقد باتجاه تأليف الحكومة(..)'.
في هذه الأثناء، توقفت الأمانة العامة لـ'قوى 14 آذار' أمام 'الايجابيات التي سجلتها الجلسات الحوارية التي أجراها ولا يزال الرئيس المكلّف سعد الحريري من أجل التوصل إلى تشكيل حكومة في الوقت القريب'، منوّهة بـ'التعاون المطلق الذي تبديه الأكثرية النيابية'. لكنّها لفتت إلى أن 'التأخير في تشكيل الحكومة يعرّض الدولة اللبنانية لمزيد من الخسائر في الأمن والاستقرار والاقتصاد والمصداقية، ولمزيد من الانكشاف أمام تعقيدات خطيرة في المنطقة'. كذلك اعتبرت الأمانة العامة في ختام اجتماعها الدوريّ أن العضوية في مجلس الأمن 'تضاعف من مسؤولية لبنان حيال قرارات الأسرة الدولية، ولا سيما تلك المتعلقة بسيادته وأمنه، وعلى رأسها القرار 1701 الذي يشكل المظلة الرئيسية لحماية لبنان'، وأكدت أنّها تتوقع 'أن يكون لممثل الحكومة (العتيدة) في اجتماعات مجلس الأمن، الموقف الذي يضع سيادة دولته وأمنها فوق كل اعتبار(..)'.
وبعد الاجتماع، شدّد عضو كتلة 'تيار المستقبل' النائب عمار حوري على أنه 'بعد القمة السعودية السورية هناك نسبة عالية من لبننة تشكيل الحكومة'، متمنياً أن يكون التشكيل في المستقبل القريب. وكان سبق لحوري أن أكّد بأنّ المرحلة الحالية هي مرحلة 'تنقيحات على النسخة النهائية للحكومة' مشيراً إلى أنّ 'الطلق الحكوميّ قد بدأ' وأنّ المداورة في الحقائب السيادية 'هي خارج النقاش' وأن 'كل فريق سينال عدداً من الحقائب وهناك إمكانية لإرضاء الجميع، وأن تدوير الزوايا هو ما يقوم به الرئيس سعد الحريري، وقد قطع شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه'، كما توقّع ألا تكون وزارة الاتصالات من حصّة المعارضة.
2009-10-22 00:00:00