صحف ومجلات » السلسلة «24»: الإرهاب ليس سمة كل المسلمين.. لكن التعذيب ضرورة!

- 'السفير'

حسن زراقط

لم تُبارح السلسلة التلفزيونية الأميركية &laqascii117o;24"، التي أنتجتها شبكة &laqascii117o;فوكس" الأميركية، &laqascii117o;عقيدتها" في طرق &laqascii117o;مكافحة الإرهاب" أي التعذيب لانتزاع المعلومات وتطعيم الحلقات بعناصر عربية ومسلمة.
فالسلسلة &laqascii117o;24"، إحدى أضخم الإنتاجات البوليسية الدرامية الأميركية، وثاني أطول سلسلة في تاريخ التلفزيون بعد &laqascii117o;مهمّة مستحيلة"، ترتكز، في سياق أحداثها، إلى التماهي التقريبي مع واقع السياسة الأميركية بما فيها من &laqascii117o;أعداء" خارجيين، و&laqascii117o;داخليين" في الإدارة الأميركية نفسها، يتآمرون على مر المواسم السبعة للسلسلة، بهدف ضرب أمن الولايات المتحدة.
يعمل عملاء &laqascii117o;وحدة مكافحة الإرهاب" حتى النهاية لإبطال هجوم نووي أو بيولوجي ضد ولاية أميركية أو أكثر، أو لإفشال محاولة اغتيال الرئيس، مستندين إلى تحركات العنصر الأساسي في الوحدة، جاك باور (كيفر ساذرلاند)، الذي يوليه الرؤساء الأميركيون في السلسلة ثقتهم لإبطال مفعول التهديدات، فيقوم باور بما يلزم لذلك، بيد أنه يقع دائماً في &laqascii117o;الإشكالية" التي تسبّب له صراعاً داخلياً، يبيّنه جلياً الموسم السابع (2008-2009): استخدام العنف والتعذيب وسيلة &laqascii117o;للتكيّف مع الواقع"، حسبما يقول باور في بداية الموسم.
المهم هو النتيجة
وإذا كان ممكناً اعتبار الموسم السابع الأكثر تشويقاً ودراميةً بين المواسم كلها، لناحية حجم التهديد الذي وصل إلى عقر البيت الأبيض، فإنه، بحسب ما يبدو، يَدَعْ المشاهد حتى الحلقة الأخيرة في موقع المتقبِّل لسلوك عملاء &laqascii117o;الوحدة". ويعزز ذلك بداية الموسم، إذ يُفتتح باستجواب رسمي بسبب &laqascii117o;إخلال" عملاء &laqascii117o;وحدة مكافحة الإرهاب" بالقوانين الأميركية. يستجوب رئيس مجلس الشيوخ جاك باور بسبب استخدامه التعذيب والعنف الجسدي خلال التحقيقات التي أجراها مع المعتقلين لأعمال إرهابية. ويدور حوار بين القاضي وباور تُبنى عليه تفاعلات الأحداث، حول أن استخدام &laqascii117o;المحظور" لانتزاع المعلومات هو الخيار الأخير والضروري، وهو ما يقتنع به القاضي نفسه (!)، ورئيسة الولايات المتحدة أليسون تايلور (شيري جونز)، لاحقاً، أي عندما يلمسا ضرورته في الواقع. فالقاضي يسأل باور: &laqascii117o;من هو إبراهيم حداد؟". يجيب باور: &laqascii117o;هو عضو في خلية إرهابية نائمة"، معترفاً بأنه &laqascii117o;وفق معاهدة جنيف لمنع التعذيب، لقد قُمتُ بتعذيب حداد.. ولكن ذلك لحماية أرواح بريئة". القاضي: &laqascii117o;هل تقول إن الغاية تبرر الوسيلة؟.. وانتهاك القانون؟".. باور: &laqascii117o;الناس الذين أتعامل معهم لا يهتمون بقوانينك، كل ما يهمهم هي النتيجة".
في الموسم نفسه، الذي عرضته قناة &laqascii117o;Show Series" التابعة لشبكة &laqascii117o;أوربت" في آب الماضي، تَظْهر تقاطعات مع الواقع الحقيقي تتوافق معه حيناً وتتخطاه بشكل إيجابي حيناً آخر. فهناك متورطون مع الإرهابيين من داخل الإدارة، وشركات عسكرية منقلبة على البلاد. أما الرئيسة، فواقعةٌ بين مطرقة تهديد الإرهابيين لبلادها بالسلاح البيولوجي، وسندان المجازر المستمرّة في سَنْغَالا (إسم افتراضي لبلد أفريقي)، حيث قواتها على أهبة التدخل هناك لإنهاء المجازر، بينما يطالبها أعداؤها بسحب قواتها من حدود بلادهم، وإلا فسيقومون باستهداف الأميركيين في دارهم. تبقى الرئيسة تايلور مصممة على التدخل في سَنْغالا حتى بعد قيام &laqascii117o;الأعداء" بتفجير طائرة في واشنطن، تقتل وتجرح اكثر من مئتي أميركي.
صورة نظيفة
ومما ركز عليه سيناريو الموسم السابع، هو تظهير الصورة &laqascii117o;النظيفة" للمسلمين غير المتورطين في المخطط. فـ&laqascii117o;جبران الزريان" و&laqascii117o;حميد" مسلمان حاول &laqascii117o;الأعداء" توريطهما لكنهم فشلوا، فيما ساعد جبران أل &laqascii117o;أف بي آي" في إبطال مفعول قنبلة بيولوجية أعدّت لتنفجر داخل قطار في واشنطن. بينما &laqascii117o;جمعة"، وهو قائد مشارك بالمجازر في سَنْغالا، يستطيع اقتحام البيت الأبيض لكن مخططه لقتل الرئيسة يفشل.
في الموسم الثاني (2002-2003)، الذي تعرضه حالياً قناة &laqascii117o;America Plascii117s" التابعة لـ&laqascii117o;أوربت"، يحضر أيضاً &laqascii117o;الإرهابيون" مثل &laqascii117o;سيد علي" الذي خطط لتفجير قنبلة نووية في مدينة لوس أنجلوس لكنه أُحبط بفضل أسلوب جاك باور المعهود، أي ان الموسم السابع سجل تغيراً في النظرة إلى صورة العربي. فباور في الجزء الثاني اكتشف زيف التسجيل الملفق بين سيد علي و&laqascii117o;قادة ثلاث دول شرق أوسطية" (لم تُذكر أسماؤها)، فباركه رجال أعمال أميركيون وأوروبيون كانوا سيستفيدون من ارتفاع سعر النفط في بحر قزوين، فيما لو مضى الرئيس الأسود دايفيد بالمر (دنيس هايسبرت) في قرار الحرب على تلك الدول.
في انتظار مضمون الموسم الثامن (2009-2010) الذي سيبدأ عرضه في كانون الثاني من العام المقبل، فإن السلسلة &laqascii117o;24"، التي كان موسمها السابع &laqascii117o;لطيفاً" تجاه &laqascii117o;الحضور الإسلامي"، قد رسّخت عبر حلقاتها عقيدتها في &laqascii117o;مكافحة الإرهاب": باور مجبر على استعمال التعذيب لانتزاع المعلومات.

2009-10-22 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد