صحف ومجلات » أخبار ومقالات مختارة من مجلة الشراع اللبنانية

- 'الشراع'
انكفاء في الداخل واستعداد لحرب قريبة - ثورة نصر الله على الفاسدين في حزب الله
زين حمود
ليس سراً ان شيئاً ما يتغير في حزب الله وداخله. التغير يحدث بصمت وبالتدريج وعلى دفعات، ولا يحيط به اي صخب، إلا انه محسوس وملموس وملاحظ في كل حراك الحزب ومواقفه وفي سلوكه العام والداخلي وكذلك في تعاطيه مع الكثير من الملفات والقضايا. ولا شك ان طبيعة الحزب المركبة باعتباره حزباً سياسياً – عسكرياً – امنياً – جماهيرياً هي التي تفرض الكتمان والابقاء على ما يدور فيه في ثنايا العتمة، اضافة الى طبيعة المواجهات التي يخوضها منذ تأسيسه مطلع الثمانينات وحتى اليوم، وابرزها واخطرها الحرب المفتوحة بينه وبين العدو الصهيوني.
التغير عنوانه الانكفاء عن الداخل اللبناني وقضاياه وله اسبابه الداخلية والعامة، وانعكاساته سرعان ما ستظهر على الساحتين السياسية والاعلامية في لبنان كونه سيشكل احدى سمات المرحلة المقبلة في لبنان مثلما شكل انخراط الحزب في سياسات الداخل بعد الانسحاب العسكري السوري من لبنان احدى سمات المرحلة الممتدة من العام 2005 وحتى العام 2009. وحتى الآن هناك سببان مرئيان لانكفاء حزب الله او قرار امينه العام السيد حسن نصر الله بالانكفاء عن الداخل اللبناني وعدم الانهماك او الغرق في شؤونه وشجونه على غرار ما كان يحصل خلال السنوات القليلة الماضية وأدى الى تحويل الحزب الى قوة داخلية رئيسية ذهب البعض الى حد وصفها بـ((القوة الداخلية العظمى)) مقارنة مع باقي القوى في الموالاة او المعارضة.
السبب الاول، ناجم عن فضيحة افلاس رجل الاعمال صلاح عز الدين والثاني يتصل بتفرغ الحزب بشكل شبه كامل وشامل لانجاز ما يلزم من تحضيرات وجهوزية لصد حرب سيشنها العدو الصهيوني يسود الاعتقاد في الدوائر العسكرية والامنية للحزب انها ستحصل في فترة لا تتعدى مطلع صيف العام 2010 المقبل.
هزة عز الدين في السبب الاول، المتعلق بفضيحة صلاح عز الدين، عاش الحزب وجمهوره، وخاصة في اوساطه القيادية ونخبه ما يشبه الهزة القوية وارتداداتها، ليس فقط من جراء الخسائر المالية التي اصابت عشرات ان لم نقل مئات قياداته (بعضها بارز وبعضها وسطي) بل من جراء التصاق اسم صلاح عز الدين باسم حزب الله، خاصة عندما يقول احد القياديين في الحزب ان ((صلاح عز الدين كان واحداً منا.. وكان يتم النظر له والتعاطي معه على هذا الاساس)).. والأدهى من ذلك هو ما عكسته فضيحة عز الدين من محاولات لتغير المفاهيم على مستوى الحزب وضرب منظومة القيم التي نشأ عليها حزب الله ونما وتطور وكبر في ظلها لتعميم منظومة قيم اساسها الكسب السريع والسهل. فلم يكن احد يتصور ان ينشأ عن حزب الله، وفي رحمه او في كنفه حاشية او بطانة من اصحاب الملايين والشقق الفارهة والسلوك الباذخ، والاقطاعات المالية المتسلطة والمتحكمة والنافذة والمستبدة، فيما العنصر الاساس في هذا الحزب هو البذل والعطاء والتفاني وابتغاء مرضاة الله عز وجل، وتزامن كل خطوة او حركة في سلوك او اداء او موقف او عمل الحزبي الملتـزم اي ملتـزم في الدنيا بثواب الآخرة وحساب يوم القيامة. وعلى هدى المبادىء الاصيلة للحزب باعتباره حزب ((دنيا وآخرة)) والشهادة في سبيل الحق واعلاء كلمة الله، انجز هذا الحزب في بنائه الداخلي في فترات زمنية قياسية ما لم يستطع غيره انجازه، وحقق انتشاراً واسعاً وهائلاً، متمترساً بصورة الجهادي الذي لا يغلب مصلحة خاصة وضيقة على المصلحة العامة التي تجسدت في اولوية مقارعة الاحتلال ودحره، وقدم في سبيل انجاز التحرير وصد الكيان الاسرائيلي عن القيام بما يحلو له مئات وآلاف الجهاديين.
وعلى مر السنوات السابقة او العقود الثلاثة الماضية رسم الحزب لنفسه صورة براقة وناصعة في هذا المجال وكثيراً ما كانت تجري المقارنات بين ابن حزب الله وابناء الاحزاب الاخرى، خاصة تلك التي تحولت الى ميليشيات خلال حروب لبنان بين العام 1975 و1990. لا بل ان كثيراً من اعداء الحزب سياسياً وعقائدياً كانوا يتوقفون امام الصورة التي قدمها الحزب لنفسه باحترام واعجاب، وبعضهم رأى فيها مثالاً يحتذى يتمنى لو قيض له تحقيقه داخل حزبه او تنظيمه سواء بالنسبة للالتـزام او الانضباط او التفاني وتقديم الغالي والرخيص ولو كان دماً من اجل ما يراه اهداف ومبادئ حزبه. وخلال هذه الفترة قدم الحزب نموذجين في القيادة شكلا قدوة لكل قواعد الحزب وانصاره ومؤيديه، الاول من خلال امينه العام السيد عباس الموسوي الذي اغتالته وعائلته طائرة اسرائيلية لاحقته حتى تحقيق هدفها، والثاني امينه العام الحالي السيد نصر الله الذي لم يقدم فقط نجله هادي في ميدان المقاومة، بل تحول الى قدوة في الزهد بالحياة ومباهجها وفي التعفف، واختار العيش بأبسط ما يكون مع عائلته وابنائه بعيداً عن اي رفاهية او جاه او بذخ، تاركاً لنفسه ان يكون لها ما لآخر عنصر في آخر موقع قتالي من مزايا دون زيادة او نقصان، وهكذا كانت عائلته وابناؤه كأنهم يدفعون ثمن انتمائهم له بدلاً من ان يتقاضوا الاثمان والسلطة على غرار ما يفعل ابناء النافذين والسياسيين في لبنان الذين تحولوا الى ما يشبه الاقطاع اين منه الاقطاع التقليدي في تحكمه وتسلطه وجبروته وثرواته. واقتداء بهذه السيرة لم يكن صدفة في حرب تموز 2006 ان انجال كبار المسؤولين والنواب في حزب الله كانوا على جبهات القتال يقاتلون الاسرائيلي ويدافعون عن مواقع المقاومة، من الشيخ قاسم الى النائب رعد الى غيرهما من المسؤولين، وبعض هؤلاء اصيب بجروح بليغة وبعضهم كاد يهلك في غير موقعة.
هذه الصورة الناصعة اصابتها فضيحة افلاس صلاح عز الدين بخدوش عميقة، ليس فقط خارج الحزب بل في داخله ايضاً، فثارت ثائرة كثيرين على ما شاع من معلومات وقسم كبير منها صحيح وان كان بعضها اشاعات اطلقها خصوم الحزب رغم انها في جزء منها نتيجة صراعات داخلية ومحاولات لتصفية الحسابات من خلال تشويه السمعة. احدثت الفضيحة هزة لا بل زلزالاً، وعلى رأس من هالهم ما جرى هو السيد حسن نصر الله نفسه، الذي عاش لدى معرفته بأرقام الخسائر وثروات بعض القيادات الضائعة بأزمة حادة، لا بل انه اصيب في تلك الفترة بوعكة صحية قاسية، لشدة ما أصابه من انفعال وتوتر و((تعصيب)) .مجهر نصر الله
وبدءاً من ذلك التاريخ صار جميع هؤلاء تحت مجهر مراقبته بعد تحقيق واسع اجري دخل الحزب لمعرفة مصادر الاموال المودعة وتبيان كل ما هو مسيء من ارتكابات وهدر في عمل هؤلاء، لتبدأ في اثر ذلك عملية مراجعة دقيقة لمعاقبة ومحاسبة المسيء والمرتكب والفاسد واجراء المقتضى لاعادة الامور الى نصابها، خصوصاً ان ((لوثة)) الفساد وفقاً لما تردد لم يصب ((الجسم الجهادي)) الاساسي في الحزب بل طالت المستويات الداعمة لعمل هذا الجسم في السياسة والاعلام والادارة.. الخ. وحسب بعض التقديرات فان عمليات تغيير واسعة ستشهد مواقع الحزب بعد استكمال التحقيقات على قاعدة ((من اين لك هذا؟)) حتى قيل (كأننا على عتبة مرحلة قطع رؤوس كثيرة حيث سيصار الى ابعاد المرتكبين والفاسدين ولكن بأسلوب وطريقة حزب الله الكتومة والبعيدة عن الاضواء.
وتمت المباشرة بسلسلة من الاجراءات منها على سبيل المثال لا الحصر اعادة بناء ((سرايا المقاومة)) لتقليص ((التنفيعات)) التي كانت قائمة على هامشها والحد مما كانت تستنـزفه من هدر في سائر المناطق، فلم تعد مفتوحة كما كانت في السابق وقلص عديدها الى ما دون ربع ما كانت عليه. اما العنوان الابرز في هذا السياق فهو الزهد بالمواقع والمراكز والمناصب الرسمية، والاكتفاء فقط بما يؤمن حضور الحزب في مواقع القرار السياسي في لبنان في مجلس الوزراء او في جلسات الحوار ومن ضمن ما عرف بالمعارضة او قوى 8 آذار/مارس لابقاء السياسات العامة في لبنان في الاطار الذي يتلاءم مع عمل الحزب وتوجهاته المركزية لا سيما بما يتعلق بموضوع السلاح. وبهذا المعنى فإنه اذا كان لا بد من مشاركة الحزب في الحكومة فان المشاركة ستقتصر على وزارات الدولة وليس هناك من سعي للحصول على حقيبة خدماتية او ما شابهها، حتى لا يكون الحزب مستقبلاً عبر وزير من هنا او من هناك جزءاً من مشاريع او صفقات يمكن ان تصبغ بلون الفساد السائد في البلاد، وفي ظل توقعات قيادة حزب الله بأن البلاد مقبلة على مرحلة فساد اين منها مراحل الفساد السابقة فإنه يفضل لا بل يتخذ موقفاً جازماً وحاسماً وقاطعاً بأن لا تكون له صلة لا من قريب او من بعيد ولو بليرة واحدة تنفق في اطار الانفاق العام على المشاريع وما شابهها.
وعلى المنوال نفسه، فان الحزب سينحو المنحى نفسه بالنسبة للادارات والمؤسسات، ولن يكون له اي حزبي في الادارات او المؤسسات العامة او مجالس الادارة التابعة لعمل الدولة، ويتجه الحزب الى الاكتفاء بإعطاء الرأي فقط، في هذا المرشح او ذاك اذا سئل، بما يشير الى انه سيعمد الى نفض يديه من كل الترشيحات الخاصة القائمة فقط على مجرد المحسوبيات والتنفيعات و((التمريقات)) وصولاً الى دعم عمل المؤسسات المعنية والمختصة في اختيار كبار الموظفين ومساءلتهم ومحاسبتهم .واذا كان هذا الامر سيفتح شهية قوى اخرى من طائفته او من غيرها للتفرد بجبنة السلطة، فان ((الحساسية)) المفرطة لدى نصر الله حالياً ازاء كل ما من شأنه الاساءة الى حزبه يترك بالفعل فراغاً لا بد وان قوى المحاصصة، وأرباب الفساد سيستفيدون منه عاجلاً او آجلاً. وكل هذا ليس مهماً في ظل التوجهات الجديدة للحزب، لانه اصيب بما يكفي بالوحول الداخلية، والمطلوب حسب التوجهات الجديدة ابعاده عن الوحول مهما كانت الاعتبارات والظروف. ولا يقتصر الامر عند هذه الحدود، فثمة حملة واسعة بدأها الحزب لادخال النظام العام في لبنان الى الضاحية الجنوبية حيث معقله، حرصاً منه على ازالة كل ما قيل ويمكن ان يقال عن ان الضاحية اضحت بؤرة للإخلال بالنظام والخروج على القوانين.
حملة النظام من الايمان وفي معلومات بعض المطلعين ان ((حملة النظام من الايمان)) التي بدأها حزب الله لحث ابناء الضاحية والمقيمين فيها على التـزام القوانين على اختلافها، وزيارة قادة المؤسسات والاجهزة الامنية من اجل تشجيعها على اداء واجباتها في حفظ النظام في معقل حزب الله، رافقه جهد امني ادى من ضمن ما ادى اليه الى مساعدة القوى الامنية على ضبط عصابات وزمر خارجة على القانون وأبرزها في مجال سرقة السيارات. وبدأ العمل بورش توعية للتعاون مع القوة الامنية من شرطي السير، الى حواجز ومخافر قوى الامن ووقف المخالفات في البناء وسرقة الكهرباء.. وصولاً الى الاحتكام لما تنص عليه القوانين وليس العمل باتجاه حل المشاكل من خلال القوة الفردية او الجماعية، والكشف عن كل متواطىء في القوى الامنية كما يحصل في غالبية المناطق مع المرتكبين و((الفالتين)). ومن خلال هذا السياق المتصل من الاعمال والتوجهات، تبدو مناطق تواجد حزب الله وكأنها دخلت في عصر جديد عنوانه عودة الى استعادة النظام العام، في خطوات من المؤمل تطورها كما يرغب نصر الله نفسه وقيادات حزبه التي تعطي حيزاً مهماً من اهتماماتها لهذا الموضوع لرفع الغطاء عن أي مخل او مرتكب او ((مستفيد)). ويروي بعض المطلعين ان نصر الله نفسه يقوم بين وقت وآخر بمعاينة بعض الاوضاع والمخالفات عن كثب رغم ان خروجه محدود بالزمان والمكان نتيجة اجراءاته الامنية الاحترازية المفروضة عليه بسبب محاولات استهداف اسرائيل الدائمة له، وثمة قصص تروى عن انه طلب معالجة مشكلات ومخالفات وعاد في اليوم الثاني او الثالث ليسأل عن سبب تأخير هذه المعالجة في هذا الحي او ذاك او في هذا الشارع او ذاك ((الاوتوستراد)).
ويبدو بوضوح ان نصر الله لم يعد يكتفي بما يرده من تقارير لمتابعة الاوضاع وصار يدقق في الكثير منها ويعمد الى القيام بنفسه بمعاينة ما قد تحوم شكوكه حوله. ويستدل من ذلك ان الواقع القائم في الضاحية وصل الى حد غير مقبول من الاهمال والفوضى.. وهما اسوأ ما يمكن ان يعرض المقاومة للأذى كونهما يحصلان بأكثر من ستار يتستر بالسلاح ووضع الضاحية وما المشكلة الاخيرة الناجمة عن هجوم مجموعة من راكبي الدراجات النارية الى منطقة عين الرمانة الاخيرة إلا دليل على عدم جواز ترك الامور على غاربها فتهدد بفتنة لا تبقي ولا تذر بسبب خلاف بين مقامرين من المنطقتين واستغلال بعض القوى للحوادث الفردية التي قد تحدث في أي بلد. ومع الاعلان عن الحكومة الجديدة، يبدو ان التوجهات الجديدة لحزب الله سيكون لها فرصة كبيرة للتحقق والاستمرار خصوصاً وان واقع ما بعد تشكيل الحكومة يفترض ان يحمل معه اجواء تهدئة في البلد – اقله الى حين – على حساب اجواء التصعيد والانقسام وانفلات الحملات السياسية والاعلامية من أي ضابط او قاعدة، كما من شأنه كسر حدة الاصطفافات والتشنجات التي جعلت المناطق في لبنان مغلقة ازاء بعضها البعض الامر الذي حولها الى ارض خصبة لعملية الخروج على النظام العام وعدم التقيد به.
استعداد لحرب قريبة اما بالنسبة للسبب المرئي الثاني لانكفاء حزب الله عن الداخل فمرده الى التطورات المستجدة في المواجهة المستمرة بين حزب الله واسرائيل. فإلى شبكات التجسس التي تم كشفها قبل اشهر، والسعي الاسرائيلي الدائم والمستمر لتغيير قواعد الاشتباك لقوات الطوارىء الدولية ((اليونيفيل)) في الجنوب، فإن الاستعدادات الاسرائيلية لهذه الحرب لم تنقطع ووصلت الى جهوزية تنذر بأن احتمال قيام اسرائيل بشن حرب جديدة لتعويض هزيمتها في لبنان في حرب تموز/يوليو هو احتمال قائم في أي يوم قريب او بعيد. ولدى حزب الله تقارير شبه وافية عن الاستعدادات العسكرية والامنية الاسرائيلية، بدءاً من الحشود (كماً ونوعاً) غير المسبوقة على الحدود، مروراً بالمناورات التي جرت وجربت تنفيذ خطط عسكرية جديدة وعديدة لم يسبق لاسرائيل ان استخدمتها في حروبها السابقة منذ تأسيسها وحتى اليوم، آخذة بعين الاعتبار دروس وعبر مواجهاتها مع حزب الله قبل التحرير العام 2000 وخلال حرب تموز/يوليو. وهناك اضافات جديدة تقوم اسرائيل باستخدامها بحربها المحتملة في لبنان وأهمها الاستكشاف والاستطلاع لتغطية كل فراغ او أي ثغرة في الحرب المقبلة.. ومن هذه الاضافات النوعية تخصيص قمر صناعي لاستطلاع كل الاراضي اللبنانية والحدود المشتركة بين لبنان وسوريا وهو امر يبدو انه تدبير اسرائيلي للتعويض عن طائرات الاستطلاع الاسرائيلية (mk) التي بات الاسرائيليون يدركون ان حزب الله اصبح يمتلك صواريخ لضربها ومنعها من ممارسة مهامها فوق الاراضي اللبنانية.
اضافة الى ذلك فإن اسرائيل طورت اجساماً صغيرة تستطيع من خلال رميها او زرعها في مناطق عديدة من تحسس حركة مقاتلي حزب الله وعتادهم وهي متطورة لدرجة يمكنها التفريق بين ما هو حي وانساني وبين الاجسام الجامدة كالصواريخ والعتاد التي يمكن نقلها، كما يمكنها تحديد احجام ما تتحسسه وأوزانها واشكالها.. الخ. وعندما نجح حزب الله في الكشف عن اجهزة التجسس التي زرعها الاسرائيليون في منطقة (يرجح عبر قوة كوماندوس) كان قد مضى على وضع هذه الاجهزة نحو ستة اشهر، والمفاجىء ان الاسرائيليين نجحوا من خلالها بالدخول على شبكة الاتصالات التابعة لحزب الله، مما وضع الحزب امام تحدي تغيير الشبكة في المنطقة وتغيير كل مراكزه وتحصيناته، واماكن انتشاره وتواجده وتسلحه في المنطقة، تأكيداً لنجاح الحزب في الغاء نجاح الاسرائيليين ووضعهم امام واقع جديد لا يعرفون مآله او تطوره او طبيعته. وثمة ملاحظة لا بد من توكيدها في هذا المجال وهو العمل الدؤوب الذي يقوم به الحزب في كل اماكن تواجده وخاصة في الجنوب، كأنهم ينتظرون اندلاع الحرب في اية لحظة، اليوم او غداً او في فترة لا تتعدى نهاية العام الجاري او في ابعد الاحتمالات لا تتجاوز صيف العام 2010 المقبل. ومن خلال العمل الدؤوب والبالغ السرية والبعيد عن الاضواء طبعاً يبدو ان الحزب يحضر لتكون الحرب المقبلة فرصة كما اعلن نصر الله للنيل من اسرائيل وجيشها، وهو امر يحسه المراقب أي مراقب في حركة ونشاط وجهد أي عنصر في حزب الله يعمل بالمقاومة او بما يتعلق بها مباشرة او غير مباشرة.
ورغم ان الاسرائيليين يعلنون انهم يعرفون ان آلية حزب الله العسكرية تطورت كماً ونوعاً، فإن ما يعرفونه يبدو اقل مما لدى حزب الله الآن، واذا كانت المفاجآت تلاحقت في حرب تموز/يوليو ضد الاسرائيليين فإن ما ينتظرهم يبدو اكبر في اية حرب محتملة الى درجة قال معها احد المراقبين ان حزب الله يتسلح بطريقة من شأنها جعل الحرب الاسرائيلية ضده مستحيلة او اقلة مغامرة كبيرة الكلفة وبشكل لن يستطيع الكيان الصهيوني تحمله سواء على مستوى ((الجبهة الداخلية)) في اسرائيل او على مستوى فرق الجيش التي قد يزج بها قادة العدو في المعركة لدخول لبنان، مع العلم ان معادلات الحرب السابقة سقطت وبدأت تلوح في الافق معادلات جديدة، الامل كبير بأن تجعل الاسرائيليين يترددون كثيراً قبل الانزلاق الى حرب جديدة او يندمون ندماً ما بعده ندم اذا فكروا او جربوا خوض غمار حرب جديدة. هذا الانشغال الكامل لنصر الله وقيادته (الفعلية) والحزب بالتحضير للرد على اية حرب جديدة سبب ايضاً توجهاته الجديدة بالانكفاء عن الداخل. واذا كان العنوان الدائم للمقاومة كما يريده نصر الله هو انها ((جوهرة لامعة)) ينبغي الحفاظ دوماً على لمعانها، فإن التعاطي مع المقاومة باعتبارها ((درة العالمين العربي والاسلامي)) عاد اولوية مطلقة وهو ما لا بد ان يكون له انعكاساته وتأثيراته المباشرة على الداخل اللبناني.  من خلال ما تقدم، تبدو هذه الخطوات متلازمة مع القراءة الجديدة لحزب الله لمرحلة ما بعد خروج الرئيس الاميركي السابق جورج بوش من البيت الابيض وتولي باراك اوباما رئاسة الولايات المتحدة.
في القراءة الجديدة للمتغيرات الاميركية والدولية قناعة راسخة بأن مشروع السيطرة الاميركية على المنطقة اتخذ اشكالاً جديدة أكثر ذكاء وأكثر خبثاً بعد فشل استخدام القوة العسكرية وأساليب الغزو والاحتلال. من هذه الاشكال إثارة النـزاعات والفتن والقلاقل الداخلية وزرع الانقسامات والعمل على زيادة عوامل التفتيت في كل دول المنطقة، ولهذا السبب فإن الرد الأمضى على هذه الاساليب هو ببرنامج عمل يتوخى وقف النـزاعات واستكمال المصالحات سواء في الداخل اللبناني او في المنطقة. ويتم النظر الى قمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد بعيون تتلقف الحدث لتكريس البدء بعملية طي صفحة الخلافات العربية – العربية والانطلاق بمرحلة المصالحات. وفي لبنان يعوّل الحزب على ولادة الحكومة الجديدة باعتبارها محطة مهمة في عملية وقف النـزاعات واستكمال المصالحات خاصة بعد احداث 7 ايار/مايو 2008 التي خلفت ما خلفت من ندوب وجروح في الجسد اللبناني. واذا كانت احداث 7 ايار/مايو 2008 جاءت تحت عنوان السلاح للدفاع عن السلاح، فإن عنواناً جديداً مختلفاً للمرحلة الجديدة لا بد وان نصر الله ثبته واساسه الانكفاء عن الداخل ولا يستبعد اعلانه في وقت قد لا يكون بعيداً. واذا تم الاعلان عن ذلك هل تكون حسابات البيدر مطابقة لحسابات الحقل؟ ام ان شياطين الفساد ستكون اقوى في حزب هو في نهاية المطاف جزء من النسيج اللبناني الممتلىء بالفساد والمفسدين؟


- مقابلة مع النائب عقاب صقر
هدى الحسيني
# كيف تقرأ ان رافعة المعارضة أي ((حزب الله)) تمثل بأدنى مستوى وزاري في الحكومة؟
- حزب الله أبدى منذ البداية عدم اهتمامه بأخذ هذه الحقيبة أو تلك ولم يكن يتدخل بالتفاصيل المحلية وحتى عندما قرر الدخول بالمسائل على المستوى الداخلي أضرّت به أكثر مما أفادته ومنها قضية صلاح عزالدين، ودخوله بالوزارات وبالدولة يضر به، وهو حزب كان في أيام السوريين دائماً لا يطالب بأي شيء، وكان يسلم بكل شيء، فقط يريد اعطاءه قرار الجنوب، هو حزب مقاوم وله ذراع سياسية.

# ما رأيك بالكلام الذي يُقال ان ((حزب الله)) حصته البلد كله وبالتالي هو لا يحتاج الى وزارات؟ -  حزب الله كلما ترك وزارات لصالح حلفائه وكان ليناً ومرناًَ بالتعاطي معنا، كلما كان أفضل، وهذا شيء ليس عاطلاً بأن يترك لحلفائه وأن يتعاطى حلفاؤه بالليونة والسلاسة، مثلاً ((حزب الله)) لا يمكن ان يأخذ وزارة الدفاع لأن احداً لن يقدم على تقديم المساعدات بهذا الشأن كما انه لا يمكن ان يتولى حقيبة السياحة، لأن سياسته العقائدية تختلف جذرياً مع السياحة، وأيضاً لا يمكن ان يأخذ وزارة الصناعة لأنه يمكن ان يكون هناك معمل للبيرة، وأيضا لا يأخذ وزارة الثقافة لأنه لا يوافق على الكتب التي تنـزل الى الأسواق، ولا يمكن ان يأخذ وزارة الداخلية لأنه متهم بأنه دولة داخل دولة ولذلك نرى ان ((حزب الله)) يأخذ القليل من الوزارات. الآن هناك تساؤلات حتى في صفوف قوى 8 آذار/مارس بأن الحزب أخذ وزارة التنمية الإدارية فهل باستطاعته التعاطي مع المجتمع الدولي وأن يأخذ المنح وغيرها؟. وفي النهاية فأنه أريح لـ ((حزب الله)) أن يترك هذا العمل لحلفائه، وأن يهتم هو بالايديولوجية وعقيدته، ونتمنى أن ينعكس هذا الأمر إيجاباً وليس سلباً. وفي النتيجة فإن ((حزب الله)) ممثل داخل الحكومة، والمهم الإنعكاسات الإيجابية التي نعتبر انها ستكون جيدة جداً بسبب هذا التخلي من ((حزب الله)) لحلفائه ولتعاطي حلفائه الليّن المستحدث الجديد مع الرئيس المكلّف بما يؤشر الى إمكانية ولادة فريق وخطة وهدف موحّدين بالحد الأدنى مما يوصلنا الى الحدود الدنيا المطلوبة، لأن الناس سئمت على كل المستويات.


- مقابلة مع النائب نديم الجميل
فاطمة فصاعي
# بالنسبة للوضع المسيحي، ما هو الدور الذي يمكن ان يضطلع به نديم الجميل من أجل اعادة ترميم الوضع المسيحي؟ -ان الوضع المسيحي ليس صحياً لأن الوضع اللبناني اصلاً ليس صحياً، واذا كان بعض المسيحيين لن يعوا دورهم في الحفاظ على هذا البلد، واذا كانوا لن يعوا بعد خطر قيام دولة ضمن الدولة وجيش الى جانب الجيش، واذا كان هناك فريق من القادة المسيحيين مستعد ان يبرر أي عمل يقوم به حزب الله تحت شعار المقاومة، فإن استخدام ترميم الوضع المسيحي لن يفي بالغرض ولن يلبي الحاجة، من هنا فإن الدعوة موجهة الى الجميع للجلوس معاً لاعادة تركيز القناعات والثوابت كي يكون لبنان مستقلاً وحراً وليس رهينة للخارج.

# كيف يمكن معالجة: 1- سلاح حزب الله، 2- الوضع الاقتصادي، 3- العلاقات اللبنانية – السورية، 4- ايجاد فرص عمل ووقف هجرة الشباب؟ - في المبدأ موقفي واضح وصريح لا سلاح خارج السلطة الشرعية سواء سلاح ((حزب الله)) او السلاح الفلسطيني، وانطلاقاً من هذا المبدأ يجب تقوية الجيش لنـزع الحجة الظاهرية من ايدي الذين يحملون هذا السلاح مع امكانية فتح المجال امام جميع الذين يريدون الدفاع عن البلد بالدخول الى الجيش والقوى الامنية، طبعاً الطريق للوصول الى ذلك ليس قصيراً ولكن طريق الألف ميل تبدأ بخطوة، والى جانب ذلك نأمل ان تؤتي طاولة الحوار نتائج سريعة وان يجري احترام تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.


- دفاعاً عن البطريرك مقابلة مع عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو/ صفير يقود مقاومة سلمية لتحرير قرار الدولة من سلاح حزب الله
# ما تقييمكم للدور الذي تقوم به بكركي في هذه المرحلة في تاريخ لبنان؟ -  في هذه المرحلة وتحديداً منذ نحو اسبوعين اطلق البطريرك صفير معركة جديدة سياسية واعلامية، وعملية مقاومة وممانعة سلمية لتحرير القرار السياسي للدولة اللبنانية من تأثيرات سلاح حزب الله، ولذلك انظر الى دور بكركي في هذه المرحلة، كما نظرت اليه في مراحل سابقة، وكما نظر اليه آباؤنا وأجدادنا منذ العام 1920 ولغاية اليوم، وهو دور يهدف الى تحرير القرار السياسي اللبناني من كل المؤثرات الخارجية، والى حماية مشروع الدولة اللبنانية والرهان على هذه الدولة كمشروع يحتوي جميع المجموعات السياسية والاجتماعية في لبنان.

# لكن داخل الحكومة الجديدة هناك قوى اساسية من غير المعارضة، قد تتعارض في رؤيتها مع موقف البطرك ويكفي ان رئيس الجمهورية ليس له الموقف نفسه، وربما الرئيس سعد الحريري؟ -  الجميع يعرف ان هناك رأيين ووجهتي نظر في لبنان، وحزب الله لا يمكن ان يفرض وجهة نظره على كل اللبنانيين، بمعزل عمن هم معه ومن هم ضده، وفي الحقيقة ما من احد ضد حزب الله كحزب سياسي، لكن هناك نظرة مختلفة، الى موضوع سلاحه ودوره وهناك خلاف جذري بين اللبنانيين حول تلك المسألة ولا يمكن في أي حال من الاحوال استمرار وجود ازدواجية في القرارات السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية اذا اردنا فعلاً ان نعيش في دولة واحدة.. نحن ندرك ان هذا الموضوع سيكون موضوعاً نضالياً طويل المدى قد يتطلب تحقيقه اشهراً وسنوات، والمهم ان هذه القضية لن تكون بعد اليوم – كما يشتهي حزب الله وغيره – من القضايا التي يمنع على اللبنانيين الحديث فيها.

# لكن الحكومة الجديدة سيكون لها بيان وزاري قد يدعو لمعالجة هذه القضية بشكل مختلف؟
- هذه المسألة ستبقى مطروحة على الطاولة بمعزل عما سيتضمنه البيان الوزاري من نصوص وحتى اذا تمكن حزب الله ان يفرض على الحكومة الجديدة بياناً وزارياً بقوة السلاح، كما فرض تشكيل حكومة بقوة السلاح فهذا لا يعني انه سيتمكن من ان يمنع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وبقية اللبنانيين عن الاستمرار في خوض معركة الدفاع عن الدولة اللبنانية واعادة جميع الحقوق اليها، واعادة تثبيت مرجعيتها كمرجعية وحيدة لكل القرارات السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية، ومن جهة ثانية لنفترض ان الرئيس سعد الحريري قبل ان يكون البيان الوزاري دون السقف الذي نادى به طيلة السنوات الخمس الماضية، فهل من لبناني او عربي او اجنبي يمكن ان يقتنع بأن سعد الحريري غيّر قناعاته؟! وهل اذا قبل اي فريق سياسي ممن خاضوا معركة الحرية والسيادة، بسقف سياسي في البيان الوزاري اقل من السقف الذي نادى به في موضوع سلاح حزب الله تحت ضغط الامر الواقع وقوة السلاح وتلافياً لحرب اهلية ولمشكلة امنية في البلد، فهل يمكن لأحد ان يقتنع بأن هذا الفريق او ذاك قد غيّر قناعاته؟

#وليد جنبلاط؟ - حتى وليد جنبلاط! هو ماذا يقول لغاية الآن؟ يدعو الى اتفاق الهدنة مع اسرائيل رغم كل شيء، ولم يطلق يوماً تصريحاً او موقفاً الا ودعا فيه الى العودة الى اتفاق الهدنة فهل اتفاق الهدنة يسمح بقيام مقاومة في جنوب لبنان وهل القرارات الدولية التي تبنتها الحكومة اللبنانية تسمح بذلك؟ وأعتقد ان من يطالبنا اليوم باتفاق قاهرة جديد لتشريع سلاح اي مقاومة في لبنان خارج نطاق الدولة اللبنانية فهو يبني لحرب اهلية جديدة في لبنان، ويمهد الطريق لكوارث جديدة، فوحدها المرجعية اللبنانية الممثلة بالدولة تحمي اللبنانيين ووحده مشروع الدولة هو القادر على ان يشكل المقاومة الحقيقية والفعلية بوجه اسرائيل.

# هناك من يأخذ على بكركي انحيازها السياسي لفريق دون آخر؟ ويتخذ من ذلك ذريعة للهجوم عليها. فما الهدف برأيك؟ - ... بكركي ليست اليوم ضد الطموح السلطوي لعون لكنها تعتبر ان هناك طرقاً دستورية وشرعية وقانونية لذلك، وهي الانتخابات ورأي الشعب المعبر عنه في الانتخابات من خلال المؤسسات الشرعية التي ترعى عملية تداول السلطة، ولكن عون للأسف لا يريد الالتـزام بتلك الطرق فهكذا فعل عام 1988 والعام 1989 والعام 1990 ويعاود الكرة الآن بطريقة مختلفة، فقد راهن على موضوع السلاح عندما كان السلاح في يده اعوام 88 و89 و90 من خلال الجيش للوصول الى السلطة وفشل، والآن يراهن على سلاح ليس بيده وانما بيد حزب الله وسيصل للنتيجة نفسها.


- أخبار

* اشكالات
اشكالات يشهدها اكتمال التجهيز الإداري لبدء عمل مستشفى بنت جبيل، بسبب صراع حركة أمل وحزب الله على التوظيف، إذ يتهم كل منهما الآخر بمحاولة الهيمنة على الإدارة والجسم الطبـي والموظفين والعاملين

* سري جداً
عدد قتلى حزب الله الذين سقطوا في اليمن خلال مشاركتهم الحوثيين في القتال ضد السلطات اليمنية والجيش السعودي بلغ العشرات حيث يتم نقل جثثهم إلى القاعدة العسكرية الإيرانية في اريتريا ثم ينقلون في نعوش إلى مطار دمشق في طائرة إيرانية ليمروا إلى لبنان ليدفنوا في قراهم.

* ليس سراً
أكد مسؤول عسكري كبير في ((حزب الله))، وخلال اجتماع موسع مع مجموعات وعناصر حزبية عادت من ايران بعد اجرائها دورات تدريب مكثفة خلال الشهر الماضي، ان اسرائيل قد تشن حرباً على لبنان قبل شهري آذار/مارس ونيسان/ابريل، وان ((حزب الله)) على أتم الاستعداد لهذه المعركة، وان اسرائيل ستتفاجأ بهجوم عاكس لحزب الله على المستوطنات وباختراقه الحدود بين لبنان وفلسطين وسط كثافة صاروخية ستطال المرافىء والمطارات والمراكز الحكومية والعسكرية والحيوية في العمق الاسرائيلي، وان ((حزب الله)) يمتلك اسلحة وصواريخ متطورة ستكون من ضمن مفاجآت الحرب.

* عون يتبنى السخرية التي كشفتها((الشراع)) عن تحميل((القاعدة)) قتل الحريري
لم يمر اكثر من اسبوع على صدر عدد ((الشراع)) رقم 1414 تاريخ2/11/2009 حتى اكد النائب ميشال عون كل حرف في موضوع الغلاف وعنوانه.. ((لم يبق الا اتهام ((القاعدة)) بإغتيال رفيق الحريري! قالها عون: في حديثه الى الزميلة السعودية الصادرة في لندن جريدة ((الشرق الاوسط)) في معرض دفاعه عن سلاح حزب الله الذيم لم يؤذ احداً في الداخل (حسب زعمه) في حين يجب الالتفاف الى سلاح تنظيم فتح الاسلام، الذي يتسبب بالتفجيرات والضحايا، اضافة الى التفجير الكبير أي اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي اغتالته ((القاعدة)). ارادت ((الشراع)) من هذا العنوان السخرية من محاولات اجهزة الامن الايرانية والسورية وبعض اللبنانية التي ترى القشة في دبر الجمل ولا ترى الخازوق في عين الحمل، بتحميلها مسؤولية الارهاب الذي يشهده لبنان للقاعدة، وكلها اعمال تتم تحت سمع وبصر وبتدبير وتنفيذ وتمويه وتهريب هذه الاجهزة السورية والايرانية، وبعض اللبنانية فضلاً عن اجهزة امن حزب الله المختلفة سواء في جرائم فتح الاسلام، او في اطلاق الصواريخ من مواقع حزب الله في جنوبي لبنان ضد العدو الصهيوني، او جرائم الاغتيالات التي لا يمكن الا لدول وأجهزة كبيرة وتحرك امني شبه علني بكل حرية في لبنان ارتكابها. على كل، مرجع قضائي رفيع قال لـ((الشرق الاوسط)): ان اتهام عون تنظيم ((القاعدة)) باغتيال الرئيس رفيق الحريري لا اعتبار ولا اهمية له، عون يملك ملفاً يعتمد على معطياته ليسند مثل هذا الاتهام الى أي طرف، وبالتالي حديثه يفتقد الى الوقائع التي تبرره..

* قوة خاصة من الحرس الوطني في الجيش الأميركي قامت بتدريب خاص لقوات الدفاع المدني الإسرائيلي خلال المناورة المشتركة بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي على سيناريو تعرض مدينة تل أبيب لصاروخ كيماوي يصلها من إيران، أو من سوريا أو من حزب الله. اللافت أن الجيش الإسرائيلي فرض تعتيما إعلاميا على معظم التدريبات المشتركة. ويبدو أن الأمر يتركز على إمكان وقوع حرب في الربيع المقبل وفقا لما نشرته صحيفة الغارديان لمسؤول في حزب الله.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد