صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح الأربعاء 20/2/2008

سيناريوهات رد حزب الله على عملية اغتيال قائده العسكري وما يمكن ان ينتج عن هذا الرد من انعكاسات على الواقعين المحلي والدولي هي ما استأثر باهتمام المحللين والمعلقين في زواياهم التي نشروها على صفحات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 20/2/2008.
في هذا الوقت لم تغب الاهتمامات المحلية عن هذه المقالات ولا سيما في ظل التأزم الداخلي وغياب أي أفق للحل كما يرى أكثر من كاتب ومحلل

ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
فوجئ المسؤولون بالترويج الاسرائيلي لدفع الدول الاوروبية المشاركة في قوة 'اليونيفيل' الى الانسحاب من الجنوب، بسبب ما ينتظره من مواجهات مع مقاتلي 'حزب الله'، بعدما قرر الثأر لاغتيال القائد العسكري عماد مغنية واتهامه اسرائيل بانها وراء تلك العملية. وتجدر الاشارة الى ان العديد والعدة ولا سيما منها السلاح الثقيل للقوة العسكرية الاوروبية داخل القوة الدولية، يشكلان العمود الفقري لها، وطرحت اكثر من علامة استفهام لدى مجيئها الى المنطقة الحدودية والغاية من عددها وتزويدها مثل هذه الاسلحة الثقيلة.
ورأت مصادر ديبلوماسية اوروبية في بيروت ان السيناريوات التي ملأت وسائل الاعلام الاسرائيلية 'مصطنعة وافتراضية ولا تمت الى الواقع بأي صلة، لأسباب عدة منها اولاً: ان الاتحاد الاوروبي لم يتخذ اي قرار في صدد انسحاب قوته العسكرية التي تتالف من مجموعة دول بارزة. وايطاليا تترأس حالياً 'اليونيفيل' بعد فرنسا.
ولفتت الى ان الجديد الذي نشأ بعد اغتيال مغنية وتهديد الحزب بالرد هو 'موضع تشاور على المستويين السياسي والعسكري الاوروبي، وسبب رئيسي لرفع درجة الرصد والاستنفار بالتنسيق الوثيق مع الجيش اللبناني، تحسباً لما يمكن ان يطرأ ميدانياً في حال نفذ الحزب تهديده، وانعكاس ذلك داخل بقعة عمليات القوة الدولية من جنوب الليطاني الى الخط الازرق'.واشارت الى ان احتمال المواجهة بين اسرائيل والحزب طرح امس في بروكسيل بين وزير الخارجية والمغتربين بالوكالة طارق متري الذي يترأس الوفد اللبناني الى الدورة الثالثة لمجلس الشراكة بين لبنان والاتحاد الاوروبي، ووزير الخارجية السلوفيني ماتياغ سينكوفك الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للقمة الاوروبية. لكن المسؤول الاوروبي لم يلمح الى بدء الاتحاد بالتوجه نحو الانسحاب التدريجي للقوات العسكرية من الجنوب، ونفى ما تسوق له الدولة العبرية، منطلقة من ان اسبانيا التي استهدفت دورية لها قرب بلدة الخيام في تموز الماضي، تدرس احتمال سحب قوتها من الجنوب. وزعم الترويج الاسرائيلي ان مدريد ستتخذ القرار النهائي ازاء ابقاء قوتها في 'اليونيفيل' او سحبها، في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية المقررة في آذار المقبل، مع الاشارة الى ان 'النهار' سألت مصادر ديبلوماسية اسبانية في بيروت مدى التحضير لسحب تلك القوة فاعترفت صراحة بـ'ان ليس لديها اي معلومات في هذا الصدد. واذا كان الرهان على نتائج الانتخابات، فمن المبكر التكهن منذ الآن بما اذا كانت الحملة الانتخابية ستركز على سحب القوة الاسبانية تماماً على غرار ما حصل في العراق عام 2004'.

ـ صحيفة المستقبل
نصير الاسعد:
'حزب الله' مستدرجاً: الحرب المفتوحة، الآن قُتل عماد مغنيّة في سياق فيلم مخابراتي مركّب. يعرفُ النظام السوري انّ 'حزب الله' أيّاً يكن قاتل مغنيّة سيوجّه ردّه باتجاه إسرائيل. لكن في موازاة ذلك بدأ النظام بتسريب أخبار ملفّقة عن أدوار غير إسرائيلية في الإغتيال، من أجل دفع 'حزب الله' إلى التصادم مع الوضع العربي ومع الوضع الداخلي. إذاً 'حزب الله' يتّهم إسرائيل بإغتيال قائده البارز والنظام السوريّ لم يتّهم إسرائيل. وبالفعل، في تشييع مغنيّة، أعلن الأمين العام لـ'حزب الله' ما سمّاها 'الحرب المفتوحة' على إسرائيل، واعتبر 'العالم كلّه' مسرحاً لتلك 'الحرب المفتوحة'. وسانده من بعيد، من طهران قائد 'الحرس الثوري الإيراني' إذ أعلن انّه يتوقّع 'تدمير إسرائيل قريباً بأيدي حزب الله'.غير انّ 'اللافت' في كلام نصرالله ذلك اليوم، ثم في مواقف معلنة لقياديين في الحزب بعد ذلك، كان ذلك الهجوم على الأكثرية والذي وضعها في خانة 'المشروع الأميركي والإسرائيلي'. وعندما يكون الردّ المُعلن على إغتيال مغنيّة حرباً مفتوحة على إسرائيل، وعندما يدمجُ الخطاب بين إسرائيل و14 آذار، فمعنى ذلك انّ الحرب المفتوحة مفتوحة أيضاً على قوى الداخل المصنّفة عدوّة.

ـ صحيفة اللواء
مكتب الجنوب:
يروي مقربون من الشهيد عماد مغنية 'الحاج رضوان' أنه كان على علاقة وطيدة جداً مع الأمين العام لـ 'حزب الله' السيد حسن نصر الله، فهما مولودان في ذات القضاء - صور، في الجنوب اللبناني.. فالسيد نصر الله مولود في 31 آب من العام 1960 في بلدة البازورية قضاء - صور، فيما مغنية مولود في 7 كانون الأول 1962 في بلدة طيردبا قضاء - صور. ويروى أن مغنية، إستهل حياته الفدائية في حركة 'فتح' في العام 1977 في بلدة بنت جبيل الحدودية، وكان في طليعة المنضمين إلى 'حزب الله' عند تأسيسه بعد الإجتياح الإسرائيلي في العام 1982 . وكان الشهيد مغنية في طليعة المخططين للعمليات الإستشهادية عبر سيارات مفخخة ضد المحتل الإسرائيلي في جنوب لبنان، وكانت أولى هذه العمليات إستهداف بناية عزمي، التي كانت تتخذها قوات الإحتلال الإسرائيلي ثكنة وقيادة إدارة الإحتلال في القطاع الغربي، وقد نفذها الشهيد أحمد قصير، عند السابعة من صباح الخميس في 11 تشرين الثاني من العام 1982، وأدت حسب إعترافات العدو إلى مقتل 69 من ضباطه وجنوده وجرح 40 آخرين، ولم يكشف النقاب عنها إلا بعد فترة طويلة، وبعد أن إندحر العدو عن المنطقة&bascii117ll; وكان له دور بارز وميداني في عمليات 'المقاومة الإسلامية' التي نفذت في الجنوب اللبناني، وأدت إلى إندحاره عنه في 25 أيار من العام 2000، بإستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. كما كان له دور في عملية خطف الجنود الإسرائيليين الثلاثة في 7 تشرين الأول من العام 2000 في منطقة مزارع شبعا، وكذلك في إستدراج العقيد الإسرائيلي المتقاعد الحنان تيننباوم من خارج لبنان في تشرين الأول من العام 2000، حيث جرت مبادلتهم مع 23 أسير لبناني ورفات 60 شهيد في 29 كانون الثاني من العام 2004 &bascii117ll; وكان للشهيد مغنية دور في خطف الجنديين الإسرائيليين في 12 تموز من العام 2006، والإشراف الميداني على التصدي للعدو الإسرائيلي خلال عدوان تموز.

ـ صحيفة اللواء
هيثم زعيتر:
في شهر شباط من كل عام، تتداخل التواريخ رغم تباعد مسافات سنينها، لتمتزج الدماء الزكية بعضها بالبعض الآخر، وترسم 'بانوراما' المشهد اللبناني: وحدة اللبنانيين والدفاع عن بقاء لبنان كل على طريقته، يجمعهم الشهادة من: المناضل معروف سعد (1975)، الى الشيخ راغب حرب (1984)، مروراً بالسيد عباس الموسوي (1992)، الى الرئيس رفيق الحريري (2005)، وصولاً إلى المقاوم عماد مغنية (2008)، وغيرهم من الشهداء الجنوبيين أو الذين سقطوا على الساحة الجنوبية وعلى ساحة الوطن. سقط الشهداء ليرسمو للبنان آمالاً وتطلعات لفجر جديد، على الرغم من كل ما يعصف بالبلد من أزمة داخلية تشرع أبوابها على المصير المجهول وربما خارجه، وبعضها كان إستشهاده واضح المعالم والدلائل للجهة المنفذة، فيما البعض ما زال أسير التحقيقات، منها ما كشف، ومنها ما زال ينتظر الإعلان عنه، وربما منذ فترة طويلة.

ـ صحيفة اللواء
الشيخ ماهر حمود:
إلى الفارس المجهول عماد مغنية بطل الظل والواقع...
وصلوا إليك أخيراً، بعد تتبع طويل، وصلوا إليك، بل وصلوا إلينا من خلالك، أنت الضوء في عتمة الطريق والحزم عندما يتردد المترددون، والفعل عندما يحجم المرجفون، حياتك في الظل شمس للآخرين واختفاؤك وجود للمقاومة والمقاومين وسرك اعلان لاستقامة السبيل. بغضهم لك واستخفافهم بك، حيث 'بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر' دليل على أنك تؤذيهم وتقلقهم بل تقض مضاجعهم. نم أنت الآن قرير العين بإن الله بعيداً عن بغضائهم قريباً من رضوان الله إن شاء الله. أما من تركت فرغم حزنهم عليك يستبشرون بأن دمك يخط الطريق السليم، وأن وصولهم إليك لن يزيد المقاومة إلا مضياً وأقداماً وانطلاقاً. لك في كل نصر تحقق نصيب، ولك في كل خير سهم نجيب. ولك من كل عز كفل مهيب. ولك مستقر في قلب كل حبيب. لا نغالي فيك ولا نبالغ نحن نعلم من أنت وهل هم معذورونلأنهم لا يعرفونك، أم أن جهلهم يزيد من مسؤوليتهم ويزيد من اتهامهم وتورطهم، والله عليهم رقيب. فلسطين باقية، المقاومة مستمرة، العز يبقى صفة من سلك هذا الطريق، فليهنأ المقاومون وأحباؤه، أما العدو فلن يهنأ الإنجاز أبداً بإذن الله. نعزي القائد المقدام والبطل الهمام وعلم الأعلام السيد حسن نصر الله بما يعرفه وبما يسلكه من ثقافة عظيمة تشرف الجميع وتعم الأمة، ومن يتبرأ منها فهو بريء من كل شرف وقيم وكل حضارة مزعومة. عزاؤك سيد المقاومة مما تعرفه وتسلكه وتفعله، والعاقبة للمتقين وكذلك عزاء الأحبة أجمعين، والمقاومين الشرفاء في لبنان وفلسطين وفي كل صقع قريب أو بعيد فيه شرف وعلو للمستحقين.

ـ صحيفة النهار
سمير منصور:
ربما يكون في الامر بعض التبسيط للمشكلة اذ يطرح احدهم سؤالا حول الاسباب الكامنة وراء عدم الوصول الى تفاهم بين طرفي الازمة السياسية المعارضة والاكثرية النيابية، مضيفا: 'اذا كان التفاهم ممكنا بين الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله ورئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب ميشال عون وبين رئيس 'تيار المستقبل' النائب سعد الحريري وكذلك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وبين رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع وشخصيات اخرى كانت حتى الامس القريب على طرفي نقيض في السياسة، فكيف يكون التفاهم مستحيلاً بين كل من السيد نصرالله وجنبلاط والحريري وسائر رموز قوى 14 آذار؟

ـ صحيفة الأخبار
نقولا ناصيف:
إذ تظهر الغالبية تمسّكها بسليمان رئيساً للجمهورية دون التنازل عن شيء من شروط الحل، وجّه حزب الله اهتماماً استثنائياً منذ اغتيال مغنية إلى واقعه هو الأمني، وقد لامسه اختراق خطير لم يشعره بتهديد قادته فحسب، بل أيضاً بمسؤوليته المباشرة والحصرية عن حماية هؤلاء، انطلاقاً من حاجته إلى حماية نفسه. الأمر الذي يوصد الأبواب أمام أي موقف يسلّم للسلطة بدورها الأمني. كذلك هي حال الاستراتيجيا الدفاعية كأحد بنود الحوار مع الموالاة، إذ باتت بدورها من الماضي، وقد قرّر الحزب المضي بالمواجهة مع إسرائيل وإقفال مربعه الأمني. (...) فإذا باغتيال مغنية ينبئ بالمنحى الذي لوّح الأمين العام للحزب باللجوء إليه، وهو الانتقال بالصراع مع إسرائيل من المواجهة العسكرية المباشرة، المتعذّرة انطلاقاً من الجنوب الواقع تحت سيطرة القرار 1701 ـ اللهم إلا إذا أقدمت الدولة العبرية على انتهاكه ـ إلى المنازلة الأمنية خلف الخطوط. وتغدو الحرب الأمنية عندئذ واحداً من مصادر القوة التي يريد الحزب التسلّح بها للحؤول دون تصفية قادته وموقعه في معادلة القوة مع الدولة العبرية، وسعياً إلى إرساء توازن ردع جديد في صراعه معها، تجعله يشيح بوجهه عن الداخل.

ـ صحيفة الأخبار
باريس من بسّام الطيارة:
رغم هذا الثبات في دعم جهود عمرو موسى، فإن ملامح التغيير بدأت تلوح في الدبلوماسية الفرنسية تحسباً لتطورات محتملة. وترفض المصادر التسليم بوجود خطة بديلة في الأدراج، ولكن هذا لا يمنع وجود توجه لإعادة تصويب العمل الفرنسي في ضوء التنويه بأن المبادرة العربية تعود في أصولها إلى المبادرة الفرنسية المعروفة بـ&laqascii117o;تمرين سان كلو". ويعرف الجميع هنا أن محرك مبادرة سان كلو كان السفير فوق العادة جان كلود كوسران. كما يعرف الجميع أن يد كوسران كُفّت عن الموضوع عندما دخل هذا الموضوع &laqascii117o;حلقة الضوء الإعلامية". وسوف يعود كوسران إلى بيروت موفداً رئاسياً هذه المرة لربط ما فرّقه تداخل صلاحيات خليّة الإليزيه مع الكي دورسيه.وقد سألت &laqascii117o;الأخبار" السفير كوسران عن الأمر فنفى &laqascii117o;التغيير"، مؤكداً &laqascii117o;أن الأمور باقية كما كانت". إلا أنه أكد بطريقة غير مباشرة عودته إلى الشأن اللبناني بتأكيده أن فرنسا ما زالت تدعم المبادرة العربية وتنتظر نتائجها. وتقول مصادر مطلعة إن كوسران لا يعرف لماذا أُبعد، كما لا يعرف لماذا أُعيد، وهو يقوم بالمهمّات التي توكل إليه.ويصل الرئيس السنيورة اليوم إلى باريس وفي انتظاره &laqascii117o;هدية فرنسية"، إذ علمت &laqascii117o;الأخبار" أن فرنسا قررت تقديم مساعدات مالية مباشرة إلى الحكومة اللبنانية تبلغ نحو ٣٧٥ مليون دولار، بررها مسؤول رفض ذكر اسمه بأنها &laqascii117o;في إطار التزامات فرنسا وأنها ستخصص للموازنة"، وتستعملها الحكومة اللبنانية حسب حاجاتها.

ـ صحيفة الأخبار
أنطوان سعد:
شخصية سياسية مطلعة مصيبة على وجه الإجمال في توقعاتها، تحذّر اللبنانيين من التفاؤل المفرط أو &laqascii117o;النوم على حرير" هذا الاتفاق بين ممثلي حزب الله وتيار المستقبل وحركة أمل. وتشير إلى أنه لن يكون &laqascii117o;طويل الأمد، وسيتلاشى في فترة زمنية غير بعيدة بسبب استمرار غياب الوفاق السياسي، وما دام هذا الوفاق غائباً، فلا يمكن توقع استتباب الأمن والاستقرار". وترى هذه الأوساط أن خير دليل على ما تقوله تحذير المملكة العربية السعودية لرعاياها المقيمين في لبنان أو الراغبين في التوجه إليه، وقرار السفارة الفرنسية إقفال مركزين ثقافيين تابعين لها في صيدا وطرابلس، اللذان صدرا بعد عودة الهدوء إلى المناطق التي شهدت توتراً بين مناصري الموالاة والمعارضة.وفي اعتبار هذه الشخصية المطلعة أن ما كان ينقص لكي تكتمل تعقيدات الوضع اللبناني هو الأزمة الناشئة عن إعلان إقليم كوسوفو استقلاله واعتراف الولايات المتحدة بهذا الاستقلال الذي أثار استياء روسيا والذي سيجعلها تلقائياً تتبنى الموقف النقيض لواشنطن في لبنان. وإذا كانت سوريا وإيران في الفترة الماضية عاصيتين على الولايات المتحدة وسياستها الشرق أوسطية، فكيف تكون حالهما إن ترسخ تحالفهما مع موسكو الغاضبة من تجاهل رفضها لاستقلال كوسوفو عن صربيا؟ ما يجعل المراقب يخاف من الأسوأ هو أن الطرفين المتنازعين في لبنان يبدوان ماضيين في المواجهة بينهما حتى النهاية، رغم أن خسارة أحدهما المعركة السياسية الدائرة بينهما الآن هي ازدياد مآزق الطرف الآخر، وليست انتصاراً مبيناً. فخسارة تيار المستقبل أو بكلام مباشر أكثر، تعرّض مشروع آل الحريري، رغم كل الانتقادات التي يمكن أن توجه إليه، لانتكاسة جدية يعني بالضرورة إفساح المجال أمام نماذج متطرفة ليس من مصلحة أحد، حزب الله في المقدمة، رؤيتها تؤدي دوراً متنامياً يبدأ في المجتمعات السنية في ضواحي طرابلس وبعض قرى عكار والضنية، ولا أحد يعرف أين يمكن أن ينتهي.

ـ صحيفة الأخبار
أنطون الخوري حرب:
قال أحد أعضاء فريق المتابعة في قوى 14 آذار إن &laqascii117o;خبر اغتيال مغنية وقع علينا وقع الصاعقة، وأرسى لدينا حالاً من التضعضع والتشاؤم، فقد وددنا جعل إحياء ذكرى الحريري مناسبة لإظهار تفوقنا الشعبي الداعم لموقفنا السياسي، فجاءت عملية الاغتيال، لا الطقس الماطر، لتنفّس الحشد الجماهيري مطوّقاً خطابنا السياسي وراسماً سقفاً متدنّياً له، ما دفع البعض إلى التعويض عنه بالشتائم".بات الجدول السياسي لفريق الأكثرية مرتبطاً بالرد الذي توعّد به نصر الله في مأتم مغنية، والذي يترجم معادلة &laqascii117o;الحرب المفتوحة"، ذلك أن كلاً من السلطة والمعارضة على يقين من حصول هذاالرد. وفي هذا الإطار يبرز داخل السلطة رأيان، الأول للنائب وليد جنبلاط، ويدعو إلى استثمار الرد المحتمل في عملية تحريض مضاد لتحميل المقاومة كل &laqascii117o;ويلات الحرب التي ستحل بلبنان جراء الاشتباك العسكري مع إسرائيل"، أما الرأي الثاني فيجد أن اغتيال مغنية يجب أن يكون دافعاً للتفاهم مع المعارضة، لأنه في حال اندلاع مواجهة، فإن هذه ستكون قاسية لدرجة تطغى فيها على أي صوت ينتقد المقاومة، ولا سيما إذا حققت نصراً ثانياً على إسرائيل. وستتغيّر خريطة المواقف العربية والدولية عند بروز خطر وقوع حرب إقليمية تشارك فيها كل من سوريا وإيران لدعم حزب الله.
وتزداد تعقيدات التوقعات الأكثرية في ظل معلومات عن تحضير المقاومة لنفسها، وخاصة بعد تأكد السلطة من أن الإجراءات التي كان مغنية قد أوصى بتنفيذها في حال اغتياله أنجزت بالكامل، وذلك ليس على الجبهة الخارجية فحسب، بل أيضاً على الجبهة الداخلية مع الحلفاء في المعارضة، كي لا يسمح أحد لنفسه بطعن المقاومة في ظهرها كما حصل سابقاً.

ـ صحيفة الأخبار
عمر نشابة:
مطالعة الرئيس سعيد ميرزا المفصّلة التي عمّمت عبر الوكالة الوطنية للإعلام بطريقة لافتة وغير مسبوقة، لا تذكر أي ارتباط لـ&laqascii117o;فتح الإسلام" بالاستخبارات السورية. كما أن قيادة الجيش اللبناني ومديرية المخابرات فيه كرّرت في العديد من المناسبات، آخرها ما قاله مدير المخابرات العميد الركن جورج خوري في مؤتمر صحافي عُقد يوم الرابع من أيلول 2007، أن لا أدلّة لديها على ارتباط &laqascii117o;فتح الإسلام" بالاستخبارات السورية.المواطن العادي الذي يقرأ الأمور كما هي، دون الاجتهادات أو الشطارات الإعلامية في نقل الأخبار وتفسيرها، يسأل السلطات القضائية التي يعدّها المرجع الأساسي لتحديد &laqascii117o;الحقيقة" وتحقيق العدل: هل يرتبط تنظيم &laqascii117o;فتح الإسلام" بالاستخبارات السورية كما أعلن الوزير السبع للناس العام الماضي؟ أليس توضيح الأمور ضرورياً في هذه المرحلة الحساسة من أجل تحصين القضاء وإبعاده عن السياسة؟

ـ صحيفة السفير
خضر طالب:
طبعاً، لم يكن الإعلان السعودي أو الخطوة الفرنسية مجرد تعبير عن مناخ كان يفترض مثل هذه الخطوة في الأشهر الماضية على مدى ثلاث سنوات، وخصوصاً في السنة الأخيرة، أي منذ أحداث جامعة بيروت العربية، لكنه يأتي بعد الخطوة القطرية بسحب وحدتها العاملة في إطار قوة اليونيفيل. فما الذي دفع لتلك الخطوات &laqascii117o;الحساسة" في قراءاتها، والتي تركت اللبنانيين أسرى الخوف الشديد من أبعادها وما أوحت إليه؟
يمكن قراءة تلك الإجراءات في الاتجاهات التالية:
ـ أن تكون تلك الخطوات هي دعوة إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لإلغاء زيارته، أو تأجيلها، باعتبار أن الساحة التي يذهب إليها تعيش أرضها هزّات متتالية وهي مكان غير مستقر حالياً.
ـ تعبير عن التجاوب مع الموقف الأميركي الرافض للمبادرة العربية، أو المتجاهل لها، بحيث يعلن النعي الرسمي لها، فيستعيد الأميركي &laqascii117o;العقال"، في انتظار أن تسمح له ترتيباته في المنطقة بالإفراج عن التسوية في لبنان مقابل الثمن الذي يطلبه.
ـ التمهيد لذهاب لبنان نحو المكان الخطر الذي يخشاه الجميع، بحيث تسقط الضوابط التي تحكم إلى الآن آلية التعامل مع الفراغ، فيسقط لبنان في مستنقع &laqascii117o;العرقنة" بديلاً عن حرب المتاريس.
ـ المعرفة السعودية والفرنسية، وحياً أو بالتحليل، بأن &laqascii117o;الضوء الأخضر" قد أعطي لانطلاق &laqascii117o;العمليات" في لبنان وسوريا وفلسطين، وهي تشبه تلك التي أعطيت صفة &laqascii117o;العمليات القذرة" في العراق، وقد يكون اغتيال الشهيد عماد مغنية إحدى أبرز تلك الإشارات في هذا الصدد.

ـ صحيفة السفير
محمد بلوط من باريس:
مصدر فرنسي واسع الاطلاع قال: المجال لا يزال مفتوحا أمام مبادرة الجامعة العربية"، وعلينا أن ندعها تعمل، وحين تجد نفسها أمام الحائط، فإن عملها كهيئة إقليمية، ينتهي بنفسه، وتبدأ مسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إذا ما رغبا بذلك، في التعبير عن رأيهما في ما يجري في لبنان". وقال المصدر الفرنسي الواسع الاطلاع، إن سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، قد قام بزيارة دمشق مؤخرا، وأبلغنا أنه قد توصل إلى النتيجة نفسها، التي كنا قد توصلنا إليها في الماضي، لذا نقوم باجراء مشاورات واسعة وسريعة مع الوزير الفيصل، للتنسيق في الخطوات المقبلة، بشأن لبنان.
وقال مصدر في الخارجية الفرنسية، إن توقيت الإعلان عن أي خطوة جديدة ينتظر انعقاد القمة العربية، والمساحة التي ستحتلها المسألة اللبنانية على جدول الأعمال، واحتمالات أن يتوصل العرب إلى تسوية مع دمشق، قبل أن يتقرر الموقف الفرنسي والسعودي النهائي. واضاف المصدر الفرنسي، &laqascii117o;إن فرنسا لا تتوقع حربا بين سوريا وإسرائيل. وقال إنه &laqascii117o;لا موجب لقيام تلك الحرب بين سوريا وإسرائيل، وإن أيا منهما لا يريد ذلك بأي حال". وقال إنه بالرغم من إعلان الأمين العام لحزب الله حربا مفتوحة على إسرائيل، بعد اغتيال عماد مغنية القائد العسكري للحزب، فاننا &laqascii117o;لا نزال نجهل كيف يمكن لتلك الحرب أن تقع". ووصف إغلاق المكتبين الثقافيين الفرنسيين في طرابلس وصيدا بأنه &laqascii117o;إجراء مؤقت، لأن الوضع الحالي هش جدا، ويمكن أن يتطور بسرعة، وكانت أعجوبة، أن نشهد مظاهرتين في الرابع عشر من شباط، في وقت واحد من دون أن تقع مصادمات، لسنا مذعورين، لكن لا يمكن إنكار أن التوتر إلى تصاعد في لبنان".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد