ـ صحيفة 'السفير'
بالتأكيد لن يكون هم كل مواطن لبناني، أن يعرف ما وصلت إليه، أو لم تصل إليه، لجنة البيان الوزاري. ليس لأن الناس ملّت السياسة فجأة، بل لأنها شبعت خطابات وساحات، تحوّلت معها إلى وقود للحسابات السياسية، الداخلية والخارجية، تبعاً لـ&laqascii117o;شحطة القلم" أو لتفاهمات إقليمية. الأصح أن هموم الناس في أماكن أخرى. في أحوال الطقس والأسعار وفرص العمل والطرقات... كما في صحتها وأكلها والهواء الذي تستنشقه، فكيف إذا تحوّلت &laqascii117o;الأنفلونزا" السنوية التي يصاب بها الناس في موسم البرد والشتاء، إلى &laqascii117o;أنفلونزا خنازير"(H1N1)؟ كل عائلة لبنانية دخل إلى عتباتها هذا المرض. قد تكون درجته مختلفة بين شخص وآخر تبعاً للعمر والمناعة وعناصر أخرى محددة طبياً، لكن الواقع أن الأنفلونزا السنوية الموسمية العادية صارت هذه السنة هي الـ&laqascii117o;H1N1"، وهذا الواقع جعل وزارة الصحة اللبنانية تطلب من المستشفيات والمستوصفات والعيادات أن تتعامل مع كل شخص مصاب بالأنفلونزا الموسمية باعتبارها &laqascii117o;أنفلونزا الخنازير"، أي أن لبنان بلغ الخط الأحمر (حالة الوباء).
في موازاة هذا الواقع الذي يمسّ حياة كل عائلة لبنانية، كانت السياسة مشدودة في الساعات الأخيرة، بين حدي بيان وزاري صار من الصعب البدء بمناقشته في مجلس الوزراء قبل عيد الأضحى، في ظل ما يرافق نقاش اللجنة الوزارية من تدقيق أو تسجيل للمواقف، أما الحد الآخر، فهو ما ينتظر صدوره من قرارات عن المجلس الدستوري في الطعون الـ 19 المقدمة إليه. وقال أكثر من عضو في المجلس الدستوري إن أعضاء المجلس التسعة، واصلوا المذاكرة، أمس، وسينتهون منها في موعد أقصاه بعد ظهر اليوم، تمهيداً لإنهاء ملفات الطعون التسعة عشر المحالة اليهم. واكد عضو في المجلس الدستوري رفض ذكر اسمه ما اشارت اليه &laqascii117o;السفير" امس، وقال إن المجلس سينتهي اليوم من وضع اللمسات الاخيرة على المراجعات وسيصدر القرارات النهائية في شأنها والتوقيع النهائي عليها، اضافة الى تواقيع الأعضاء المتحفظين عليها ونشر تحفظاتهم، على ان يتم الاعلان عنها غدا الخميس. وأكد المصدر نفسه أنه من حيث المبدأ لن يكون هناك أي إبطال لنيابة أحد.
في هذه الأثناء، شكل عشاء &laqascii117o;غسيل القلوب وكسر الجليد" بين رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وفي دارة الأخير، عند الثامنة من ليل أمس، فرصة لإزالة رواسب سوء التفاهم الذي طفا على سطح العلاقة بين عون فرنجية، خلال عملية توليد حكومة سعد الحريري. فيما سيمهد غداء المصالحة الذي سيرعاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم بين عون ورئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الى محاولة فتح صفحة جديدة بين الزعيمين الدرزي والمسيحي تطوي خلاف السنوات الماضية. وقرابة العاشرة والنصف، انضم الوزيران يوسف سعادة وجبران باسيل الى الاجتماع الذي استمر حتى قرابة الثانية عشرة ليلاً وتخللته مأدبة عشاء اقامها فرنجية على شرف ضيوفه.
وسط هذه الاجواء، دخلت لجنة الصياغة في جولة نقاش جديدة حول الشق السياسي، وقالت مصادر اللجنة إن النقاش تركز في الجلسة الثامنة على بندي المقاومة والعلاقات اللبنانية السورية. وبرز موقف رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي اكد &laqascii117o;اننا واللقاء الديموقراطي، مع ابقاء القديم على قدمه في ما خص البند المتعلق بالمقاومة". ولاقاه وزير الدولة وائل ابو فاعور الذي تبنى اعتماد النص القديم، &laqascii117o;لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته..". قائلاً &laqascii117o;هذا العنوان يخدم الجميع، ويلبي ما يريده الجميع، فهو من ناحية يحفظ مرجعية الدولة، ومن ناحية ثانية، يؤكد شرعية المقاومة وحقها في الدفاع وممارسة حقها في وجه العدو". واللافت للانتباه ثبات موقف الوزير الكتائبي سليم الصايغ على تحفظه، فيما عبر الوزير بطرس حرب عن تحفظه بطريقة أقل حدة، حيث قدم مداخلة، وصفت بالمرنة أكد فيها على الاخطار المحدقة وما يمثله الخطر الاسرائيلي الدائم، وعبر فيها عن تفهم موقف &laqascii117o;حزب الله" ونحن لا نريد ان نحرجه، فنحن نرى حجم الاخطار المحدقة، ولكن نحن أيضاً لا نريد ان نحرج. وحصلت نقاشات متعددة من قبل الوزراء الآخرين، الذين التقوا على ابقاء النص القديم، فيما اخذ رئيس الحكومة على عاتقه مجدداً محاولة اقناع الرئيس امين الجميل وقائد &laqascii117o;القوات اللبنانية" سمير جعجع، في محاولة للخروج بصيغة متوافق عليها من الجميع، بمنأى عن التحفظ الذي يلوّح به مسيحيو 14 اذار، علما أنه كان قد التقاهما مطولاً ليل أمس الأول من دون التوصل الى نتيجة محددة معهما، خاصة وأنه يصر على رفض صيغة &laqascii117o;التحفظ". وفي موضوع العلاقات اللبنانية السورية، تم التوافق على صياغة جديدة تشدد على المصالح التاريخية بين البلدين ومرجعية الطائف، مع الاشادة بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وجاء في النص المتفق &laqascii117o;أن الحكومة تؤكد على عمق الروابط الأخوية بين لبنان وسوريا وهي تتطلع الى ارساء افضل علاقات مع الشقيقة سوريا، اساسها الثقة والاحترام المتبادل وقائمة على التعاون في ما يخدم سيادة البلدين والمصالح المشتركة بينهما..".
ـ صحيفة 'النهار'
علمت 'النهار' ان اجتماع اللجنة امس في السرايا برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لم يمض هادئاً على غرار ما سبقه من الاجتماعات، بل تخللته مشادة عنيفة بين الوزيرين بطرس حرب وجبران باسيل استخدمت فيها عبارات حادة واتهامات متبادلة تتعلق بالاحجام السياسية لكل من الطرفين. ودخل الرئيس الحريري على خط التوفيق بين الاتجاهات المتعارضة في شأن الفقرة المتعلقة بالمقاومة، فعقد خلوة مع ممثل 'حزب الله' الوزير محمد فنيش، وأخرى مع الوزيرين حرب وسليم الصايغ.
واستطلعت 'النهار' مصادر في الأكثرية والاقلية. فأفادت الأولى ان الاتفاق تم على أكثر بنود الفقرة السياسية باستثناء بند واحد يتعلق بسيادة الدولة وحصرية السلاح. وأوضحت ان الامر لا يتعلق بتحفظ أو عدم تحفظ بل يتصل برفض نصف اللبنانيين على الاقل الصيغة القديمة التي وردت في البيان الوزاري لحكومة السنيورة والتي تميّز المقاومة عن الشعب والدولة، وتالياً فان الاعتراض سيكون بمثابة موقف للتاريخ. وأضافت المصادر انه، في ما عدا ذلك، تم الاتفاق على بنود أخرى في الصيغة السياسية تتعلق بالسلاح الفلسطيني والعلاقات اللبنانية – السورية واخفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا. ولفتت الى ان موضوع المقاومة لم يستغرق في المناقشة سوى نصف ساعة. وفي ما يتعلق بالقرارات الدولية، كان رأي المناقشين من الاكثرية ان الاشارة في البيان الى التزام لبنان القرار 1701 يتناقض وفقرة المقاومة. لذلك، وكما ان موضوع الاستراتيجية الدفاعية قد رحّل الى طاولة الحوار، فمن باب أولى التصرف على النحو ذاته حيال فقرة المقاومة. وكانت خلاصة هذا الموقف الاكثري انه 'لا يمكن القبول بفرض 'اتفاق قاهرة' جديد على اللبنانيين وتدوين ذلك في البيان الوزاري'.
في المقابل، اعتبرت مصادر وزارية في الاقلية ان نحو 90 في المئة من البيان الوزاري المتعلق بالشق السياسي قد انجز وبقيت ثمة فقرتان مترابطتان تتعلقان بسلطة الدولة وسيادتها. ونتيجة مطالبة وزراء في الاكثرية بحذف عبارة واضافة اخرى، استمهل الرئيس الحريري المجتمعين لاجراء مشاورات قبل معاودة الاجتماع التاسع في الثالثة بعد ظهر اليوم. وقد تشمل المشاورات الرئيس امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع. وفي ضوء الاجتماع اليوم قد ينتقل البحث الى اجتماع عاشر في العاشرة صباح غد الخميس يكون مفتوحاً الى حين الانتهاء من الصياغة النهائية للبيان.
وصرح وزير الاعلام طارق متري بأن لا جلسة لمجلس الوزراء غداً، مما يعني ان موضوع البيان لن يطرح على هذا المستوى قبل عيد الاضحى. وفي ما كان اجتماع لجنة البيان الوزاري منعقداً، زار رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط مساء أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقره بعين التينة، وصرّح عقب اللقاء 'ان البيان الوزاري أصبح على مشارف نهايته، فليتحفظ الذين يريدون ان يتحفظوا، ولكن نتمسك بثوابت البيان الوزاري السابق (...) في ما يتعلق باحترام القرارات الدولية، وفي الوقت نفسه نتمسك بالحفاظ على حقنا في التحرير والدفاع عن أرضنا'.
وتخلل اللقاء عرض لما يدور حول البيان الوزاري واطلع جنبلاط بري على التحضيرات التي تسبق زيارته اليوم للقصر الجمهوري في بعبدا للقاء رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' العماد ميشال عون. ووصف بري اللقاء بأنه 'ايجابي كعادته'. وتطرق البحث الى ما طرحه بري في شأن اطلاق عمل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية. وعلمت 'النهار' ان رئيس المجلس سأل جنبلاط: 'هل ممنوع علينا مجرد التفكير في الغاء الطائفية السياسية رأفة بأجيالنا المقبلة وأن نحقق هذا الأمر ولو بعد نصف قرن؟ هذا سيكون شعاري بالقول والفعل في مجلس النواب وليتحمل الجميع مسؤولياتهم. لن أتراجع عن هذا البند والبنود الاخرى من اتفاق الطائف'. وسألت 'النهار' بري: هل يؤيدك جنبلاط في طرحك هذا، فأجاب: 'لم أسمع منه إلا كل الكلام الايجابي حيال هذه النقطة وسواها'. وينعقد في قصر بعبدا اللقاء الاول منذ سنوات للعماد عون والنائب جنبلاط في رعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
والوزير باسيل الذي زار رئيس الجمهورية عشية هذا اللقاء، ادرج الزيارة في جانب منها في اطار التحضير له. واوضح انه 'لم يعد هناك تباعد في السياسة مع النائب وليد جنبلاط، ومن شأن هذا اللقاء تسهيل النقاش بين الجانبين حول الملفات الداخلية، ومنها ملف المهجرين، بالاضافة الى انه يؤسس لقواعد التعايش في الجبل في المرحلة المقبلة'. ويشار الى ان جنبلاط وعون كانا يلتقيان في عداد قيادات طاولة الحوار في مجلس النواب، ثم في القصر الجمهوري، لكن اللقاء الثنائي بينهما لم ينعقد منذ زيارة جنبلاط لعون في باريس منتصف نيسان 2005. وافادت مصادر المعارضة ان اللقاء لن يقتصر على مجرد مصالحة بل سيكون بمثابة اجتماع عمل يطرح الكثير من الملفات والتنسيق والتعاون.
وعشية لقاء بعبدا، زار العماد عون منزل النائب سليمان فرنجيه في الرابية تلبية لدعوة الاخير الى العشاء. وانضم اليهما بعد اجتماع لجنة البيان الوزاري الوزيران باسيل ويوسف سعادة. وقالت مصادر المجتعين لـ'النهار' ان اللقاء كان 'اكثر من ايجابي، بل هو ممتاز ويدحض كل الشائعات عن فتور بين عون وفرنجيه'.
وفي دمشق، استقبل الرئيس السوري بشار الاسد النائب طلال ارسلان في اطار عائلي.
ـ صحيفة 'الأخبار'
قال مساعد الرئيس بري النائب علي حسن خليل، إن ما يطرحه رئيس المجلس هو التزام اتفاق الطائف 'فهناك الكثير من البنود التي كانت معلقة التنفيذ خلال المرحلة الماضية ولديه مشروع طرحه بعناوينه الأساسية خلال اجتماع هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان الأسبوع الماضي، وجزء من هذا المشروع إنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وغيرها من الإصلاحات التي تضع البلد على سكة التطوير وتحديث نظامه السياسي'. وعن ردّه على كلام البطريرك نصر الله صفير عن 'تنقية النفوس قبل النصوص'، قال خليل: 'نحن نعرف أن البطريرك صفير هو من أشد الداعمين للطائف، وإذا بدل موقفه فعليه أن يعبّر عن هذا الأمر بوضوح وصراحة'.
أمّا كتلة نواب المستقبل، فرأت في إنشاء الهيئة 'من حيث المبدأ خطوة على طريق استكمال تطبيق اتفاق الطائف'. ولفتت إلى أن إلغاء الطائفية السياسية هو جزء من كل يتناول بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وتحقيق اللامركزية الإدارية وإنشاء مجلس الشيوخ'، مشيرة إلى أن بحث هذه الأمور يتطلب اختيار الوقت المناسب لطرحها.
بدوره، دعا منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد إلى تنفيذ البنود الأمنية من وثيقة الوفاق الوطني قبل التطرق إلى البنود الإدارية أو السياسية، سائلاً: 'هل هناك إمكان لإلغاء الطائفية السياسية في لبنان عندما يمتلك فريق من اللبنانيين سلاحاً وهو يشهر الطائفة والمذهب والدين في أدبياته السياسية؟'. ورأى أن 'هذا الطرح من الرئيس بري وغيره يأتي في توقيت غير متناسب مع المناخ الذي تعيشه البلاد، وهو يهدف تحت عنوان تخويف الفريق المسيحي إلى أن يتخلى هذا الأخير عن طرح موضوع السلاح فيتخلى بالمقابل من يطرح شعار إلغاء الطائفية السياسية عن هذا المطلب'. وأوضح سعيد أن 'الموضوع ليس منوطاً بالسلاح في سلم الأولويات في لبنان، بل إن المشكلة الأساسية تكمن في قرار السلم والحرب، وفي وجود فريق من اللبنانيين يحتفظ بحقه باستخدام السلاح في الخارج وفي الداخل كما حصل في أيار 2008'.
ـ صحيفة 'المستقبل'
لفت نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بعد لقائه الرئيس السنيورة إلى أن 'البيان الوزاري بات على وشك الانتهاء خلال يوم أو يومين'، وشدد على أهمية 'أن لا نختبئ وراء أصابعنا، فالموضوع السياسي موضوع خلافي وعلى اللجنة الوزارية أن تجد الصيغة الملائمة حتى لا يتأخر إقرار البيان الوزاري، فهذا الموضوع لا يجري إلا بالحوار وسيتم بحثه في هيئة الحوار الوطني'، مرجحاً أن يكون موقف بعض الوزراء 'متحفظاً، وهذا ما جرى في الحكومة السابقة، وهو أمر طبيعي'.
وأوضح مكاري أن اللقاء مع الرئيس السنيورة 'من أجل تنسيق العمل المجلسي في المرحلة المقبلة'، مضيفاً أنه بحث 'في عدة أمور ولا سيما المشاريع المعلقة في مجلس النواب أو المحالة من الحكومة، وقد اتفقنا على وجهة نظر سأطرحها خلال اجتماعي مع الرئيس بري من أجل تنسيق العمل وزيادة الإنتاجية في المرحلة المقبلة(..)'.
ـ صحيفة 'الشرق الاوسط'
رغم أن سلاح 'حزب الله' يستحوذ على المناقشات، فقد تعذّر الاتصال بأي من نوابه، لا سيما أن عددا كبيرا منهم خارج لبنان، في ظل رفض البعض الآخر منهم التحدث عن الموضوع.
وفي اتصال مع 'الشرق الأوسط' أبدى النائب زياد أسود اتجاها مختلفا، إذ قال: 'لست من الذين يتفاءلون بإفراط بقرب إقرار البيان الوزاري، والمبالغة في إشاعة أجواء تفاؤلية غير دقيقة... الواقع أن هناك تباطؤا وهدوءا وبحثا عن مفاهيم منمّقة من غير فائدة، وأحيانا كثيرة هناك جمل تصاغ فارغة من أي مضمون'. وعن أي تحفّظات من جانب المعارضة عن الشق الاقتصادي مقابل تحفّظات الأكثرية النيابية عن مسألة السلاح، قال: 'البيان هو رزمة متكاملة يجب أن تكون متناسقة، ذلك أن هناك برامج سياسية مختلفة وتوجهات متباينة، وجمع كل هذا في بيان واحد ليس مسألة سهلة. كذلك إن البحث عن تعابير منمّقة يستغرق وقتا، كما لا يفيد إذا تجاهل واقعا معينا. فإذا ذكرت المقاومة من دون كلمة سلاح، في ظل وجود الخطر الإسرائيلي وتهديداته وخروقه المتكررة، فما الإنجاز الذي يكون قد حققه هذا الفريق؟ إنها ببساطة انتصارات وهمية. فما لا يذكره البيان أو يتغافل عنه، لا يُلغى من الواقع. فالمقاومة هي حالة دفاع عن الأرض، ولا تكون بالوسائل البدائية، بل بوسائل عدّة من بينها السلاح، خصوصا في ظل عدم جهوزية الجيش والمؤسسات'. وانتقد 'تحفّظ الأكثرية على ذكر سلاح المقاومة'، معتبرا أن 'عدم ذكر كلمة سلاح في البيان، لا قيمة قانونية له في ظل ذكر المقاومة وتمتّعها بوزراء في الحكومة'.
ورأى عضو 'اللقاء الديمقراطي' النائب فؤاد السعد أن 'صياغة البيان الوزاري طالت كثيرا، كما طالت عملية تأليف الحكومة'، معتبرا أن هذا 'دليل عدم وجود توافق فعلي عند الجميع حول المستقبل الذي نتجه نحوه'. وعن سلاح المقاومة قال: 'أصبح أمرا واقعا، ولن تتخلى عن المقاومة ما دام الوضع في الجنوب على ما هو عليه، وما دام الوضع الإقليمي أيضا على حاله'. ولفت إلى أن 'حل مسألة السلاح ليس داخليا حتى وإن سلّمنا جدلا أن قرار الحرب والسلم يعود إلى الدولة. فبإمكان المقاومة تجاوز الأمر كما حصل في حرب تموز (يوليو)'.
وفي إطار الحديث عن سلاح حزب الله، قال عضو 'المستقبل' النائب أحمد فتفت: 'إن هناك أهم من موضوع صلاحيات رئيس الجمهورية في اتفاق الطائف، وهو السلاح الموجود في يد فريق لبناني، الذي يناقض الديمقراطية وأي نظام سياسي في البلد'. وأكد أن 'البند الأول الذي يجب تطبيقه في الطائف هو بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، وسحب سلاح الميليشيات، خصوصا بعد توجيه السلاح إلى الداخل'، مطالبا ب 'ضرورة معالجة هذه المشكلة عن طريق السياسة، ومعالجة التعددية الموجودة في مركز القرار وواقع العقلية عند من يحمل السلاح'.
ـ صحيفة 'الحياة'
الى ذلك، أعرب وزراء أعضاء في لجنة البيان الوزاري عن ارتياحهم الى سير المناقشات التي دارت في شأن البرنامج الاقتصادي للحكومة، وأكدوا لـ &laqascii117o;الحياة أن المشروع الاقتصادي أُقرَّ بالإجماع من دون أي تحفظ، وأن الوزراء عبّروا عن وجهات نظرهم انطلاقاً من رغبتهم في الوصول الى نقاط مشتركة، خصوصاً في موضوعي خصخصة بعض القطاعات ومؤتمر &laqascii117o;باريس – 3 وأوضح الوزراء أن سير المناقشات داخل لجنة البيان الوزاري لم يشهد أي انقسام بين الوزراء، وأكدوا أن الجميع أيدوا مبدأ الخصخصة شرط أن يتحقق هذا الأمر وفق القوانين المرعية الإجراء وأن يدرس كل قطاع على حدة على قاعدة الجدوى من تخصيصه.
وأكد الوزراء أن مشروع البرنامج الاقتصادي لا يلحظ وجود رغبة لدى الحكومة في فرض ضرائب ورسوم جديدة. وكشفوا أن الحريري أبلغهم توجه الحكومة لوضع قانون جديد للضريبة آخذاً في الاعتبار الوضع المعيشي والاجتماعي للمواطنين. وأوضحوا أن البرنامج الاقتصادي يتناول الإصلاحات الاقتصادية والمالية في العموميات، إضافة الى تأكيده في المبدأ على الخصخصة على أن يصار الى تفصيل كل هذه الأمور في مشروع الموازنة التي تعده الحكومة للعام المقبل.
ولفت الوزراء الى اهتمام الحكومة بالهموم الاجتماعية والمعيشية للبنانيين، وأكدوا أن قطاع الكهرباء سيكون من أولى أولوياتها لتأمين التيار الكهربائي من دون انقطاع على مدار 24 ساعة يوميا، وضبط الجباية ووقف الهدر الذي يرتب على الخزينة أعباء مالية إضافية تقدر بأكثر من 250 مليون دولار سنوياً. وقال عضو في لجنة البيان الوزاري إن الحكومة &laqascii117o;تعتزم انتهاج سياسة اجتماعية جديدة، وسيتم إشراك مساهمين لبنانيين في كل قطاع يمكن أن يكون مشمولاً بالخصخصة، وتطوير السياسة الإصلاحية لمؤتمر &laqascii117o;باريس – 3 ,انطلاقاً من الأزمة المالية العالمية واضطرار دول أساسية الى إعادة النظر في سياساتها