صحف ومجلات » مقالات وتعليقات المحللين في الصحف اللبنانية الصادرة صباح الخميس 21/2/2008

تركزت اهتمامات المحللين والمعلقين في الصحف اللبنانية اليوم على التعاطي مع قضية الرد المتوقع لحزب الله على عملية اغتيال قائده العسكري الحاج عماد مغنية، وقد رأى البعض ان الاغتيال كان عملا غبيا كعادة كثير من العمليات الاسرائيلية، اذ ان مغنية كان الاقدر على تنفيذ قرار لبننة الصراع مع العدو الاسرائيلي، وجعل المعركة محصورة بالمتطلبات اللبنانية لهذا الصراع، في حين قال البعض الآخر انه اذا كانت اسرائيل ووراءها الولايات المتحدة الاميركية ترى ان الظروف الحالية سانحة لتوجيه ضربة عسكرية الى ايران وسوريا' فقد تتخذ من رد 'حزب الله' على اغتيال القيادي مغنية ذريعة للقيام بها، وعندئذ تشتعل المنطقة بحرب بين المحور الايراني - السوري ومن معه، والمحور الاميركي ومن معه، وتكون حرباً تحسم الصراع بين هذين المحورين


ـ صحيفة الشرق الأوسط
باريس ـ من ميشال أبونجم:
قالت مصادر فرنسية لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" إن فرنسا &laqascii117o;تدرس مع الجهات المعنية البدائل الممكنة والسيناريوهات المحتملة" في حال لم تفض مهمة موسى الى نتيجة حاسمة. غير ان باريس &laqascii117o;ترفض" في الوقت الحاضر الخوض في هذه البدائل &laqascii117o;لتحاشي التشويش" على المبادرة العربية التي تدعمها بقوة. ومن ضمن هذه البدائل إعادة الملف اللبناني الى مجلس الأمن الدولي والسعي لاستصدار قرار ملزم منه يدعو كل الأطراف الى تسهيل انتخاب رئيس جديد. وحتى جلاء نتائج الوساطة العربية، تؤكد فرنسا أن الخطة الوحيدة المطروحة على الطاولة هي الخطة العربية التي تحظى بدعم عربي ودولي وان المرشح الرئاسي الوحيد هو مرشح الإجماع العربي أي العماد ميشال سليمان. وأوضحت المصادر المشار اليها تعليقا على الجدل الذي ثار حول الموقف الأميركي من الميادرة العربية أن واشنطن &laqascii117o;ربما لا تدعم هذه الخطة رسميا لكنها ليست معادية لها". وترفض باريس تحديد &laqascii117o;سقف زمني" لمهمة موسى وتترك ذلك للجامعة العربية. وفي السياق نفسه، تتحاشى المصادر الفرنسية الحديث علناً عن &laqascii117o;سلاح القمة العربية" الذي تعتبره &laqascii117o;شأنا عربيا". غير أن باريس تعول، في واقع الأمور، على الضغوط العربية التي يمكن أن تمارس على سورية لحثها على التعاون لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان الذي هو &laqascii117o;البلد الوحيد في العالم" المفتقد لرئيس للدولة. وما زالت باريس مقتنعة بأن مفتاح الحل موجود في دمشق التي &laqascii117o;تضغط على المكابح" لتأخير أو تعطيل الوصول اليه. بموازاة ذلك، تعول فرنسا كثيرا على التقدم الذي أحرز في الأسابيع الماضية لتشكيل لمحكمة ذات الطابع الدولي. وتحث باريس الأسرة الدوليه وعلى رأسها الدول العربية على توفير الدعم المالي لها. وتستبعد المصادر الفرنسية اندلاع حرب أهلية لبنانية أو قيام مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل وحزب الله أو بين إسرئيل وسورية . وعادت المصادر الفرنسية الى أسباب فشل المبادرة الفرنسية ، وحسب هذه المصادر، أفرط الجانب السوري والمعارضة في فرض الشروط &laqascii117o;الإضافية" وأبرزها: التعرف سلفا على هوية الوزراء وتوزيع لحقائب، تأكيد تعيين الوزراء قبل انتخاب رئيس للجمهورية، التعيينات في الإدرارت العليا المدنية والعسكرية و خصوصا الإلتزام بالتخلي عن المطالبة بتنفيذ بعض بنود القرار 1701 الذي توقفت الحرب بين إسرائيل وحزب الله بموجبه ومنها ما يخص سلاح حزب الله و حل الميليشيات. وقالت هذه المصادر:" إن التوصل الى سلة متكاملة من الحلول يحتاج لعشر سنوات من النقاشات".

ـ صحيفة المستقبل
أسعد حيدر:
اغتيال عماد مغنية، حشر 'حزب الله' وطهران ودمشق في 'خانة اليك'. 'الحزب' لأنه خسر 'قائداً' لن يستطيع تعويضه ولا ملء الفراغ الذي تركه، حتى لو أن 'خليفته' قد تسلم المسؤولية قبل أن تشرق الشمس على تشييعه.خصوصية مسار 'الحاج رضوان'، و'الشرعية' التي اكتسبها وثبّتها على مدار ربع قرن من الزمن، لا يمكن 'نسخها'. هذا وجه للعقدة التي يعيشها 'الحزب'، الوجه الآخر لهذه العقدة وهي تتعلق بالمستقبل، وهو كيف سيرد على هذا الاغتيال ومتى وأين؟.(...) السيد حسن نصرالله وضع 'إن' شرطية قبل اعلان 'الحرب المفتوحة' ضد اسرائيل، لا يمكنه أمام واجب الرد على اغتيال عماد مغنية، سوى الذَهاب في تقديراته لرد الفعل الاسرائيلي والأميركي معاً الى حد البحث في مخاطر اندلاع مواجهة شاملة. واذا كانت المقاومة جاهزة لمواجهة هذا الرد فإن السؤال الكبير هو هل الجبهة الداخلية اللبنانية قادرة على مواجهة هذا الاحتمال، وخصوصاً أن 'جراح' حرب 2006 ما زالت مستمرة على البشر والحجر معاً (للقراءة).

ـ صحيفة السفير
مادونا سمعان:
كانت حرب تموز ,2006 وكانت أيضا المجازر والأشلاء التي تنقل وقائعها وصورها مباشرة على الهواء. فشكلت الحكومة اللبنانية لجنة برئاسة القاضي شكري صادر ورصدت لها مبلغ مليون وستمئة ألف دولار للبحث في كيفية رفع دعوى قضائية لمحاسبة إسرائيل وهي ما زالت تتابع عملها حتى الساعة. من جهته، تحرّك المجتمع المدني بأسلوب ارتآه أفضل فكان أسرع وأفعل، بحيث تنطلق غدا وحتى 24 من الجاري، &laqascii117o;محكمة الضمير العالمية" في بروكسيل (بلجيكا) لمحاكمة إسرائيل لما اقترفته من جرائم خلال عدوانها على لبنان في تموز .2006
انطلقت المبادرة، كما يروي عضو هيئة تنسيق دعم مبادرة المحكمة قاسم عز الدين، في الأسبوع الأول من ذاك العدوان، حين قرر عدد من علماء الاجتماع، في مؤتمر لهم، دعوة المجتمع المدني لإنشاء محكمة لمحاسبة إسرائيل وذلك بناء على مبادرة فردية من الدكتورة ليلى غانم. وكان أن تبنّاها عدد من البرلمانيين الاوروبيين ومفكرون من العالم، لتنطلق كتقليد لمحكمة برتراند راسل التي حاكمت الجرائم الأميركية في فيتنام. ولتقف في وجه الشرعية الدولية الرسمية التي تؤكد على عدم الاقتصاص من إسرائيل شرعية مدنية تندد بجرائم ذاك الكيان وتطالب بمحاسبته. &laqascii117o;لقد ابتزّت الصهيونية أوروبا بشعار &laqascii117o;علمتم وسكتم" عن الهولوكوست، يقول عز الدين، حتى باتت صناعة تدر عليهم اموالا اوروبية اكثر من تلك الاميركية. فآن الأوان أن ننطلق بشعار &laqascii117o;علمنا، رأينا، لم نسكت" بهدف إعادة الإعتبار لضحايا حرب تموز بوصفهم ضحايا جرائم حرب، وبالتالي حماية الأبرياء كما المجتمعات من جرائم مشابهة". على أثر انطلاق المبادرة، تألفت لجنة تأسيسية تنظيمية لها في بروكسل وهيئة تنسيق برئاسة الخبير الدولي في شؤون النزاعات والحروب الدكتور راوول جينار إضافة الى غانم. وبمحاذاة ذلك، كان توقيع على نداء إنشاء المحكمة من قبل آلاف من المفكرين بعد الاطلاع عليه وقد حظي على تأييد مؤتمرات روما، نيروبي، كلكوتا، براغ، البرتغال... كما مؤتمر بيروت لدعم المقاومة. فتقرر عقد محاكمة حسب أصول المحاكمات الدولية في عاصمة الاتحاد الاوروبي، بروكسل، ليس فقط لإعادة الاعتبار الى ضحايا الحرب بل لحث الحكومات الأوروبية على وقف دعم وتمويل إسرائيل والضغط على الرأي العام الاوروبي الذي يدفع ثمن هذا التمويل. وسيمثّل الادعاء العام في المحاكمة محامي رابطة الحقوقيين الاميركيين هوغو روينر الى جانب حقوقيين لبنانيين أعدوا الملفات اللبنانية بالتشاور مع النائب غسان مخيبر، ألبير فرحات، الدكتور عصام نعمان، الدكتور محمد طي والدكتور حسن الجوني. فيما يمثل الدفاع جمعية بلجيكية قامت بالدفاع سابقا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون. على أن يمثّل الشهود أفراد من عائلات الضحايا ورؤساء بلديات وأصحاب مؤسسات اقتصادية وإعلامية وطبية...

ـ صحيفة السفير
عدنان الساحلي:
(...) ترى الاوساط ان اغتيال مغنية وان جاء في هذا السياق، الا انه كان عملا غبيا كعادة كثير من العمليات الاسرائيلية، اذ ان مغنية كان الاقدر على تنفيذ قرار لبننة الصراع مع العدو الاسرائيلي، وجعل المعركة محصورة بالمتطلبات اللبنانية لهذا الصراع. كما انه كان الاقدر على منع كثير من القوى والاطراف من استخدام الساحة اللبنانية، من خارج الحسابات اللبنانية في الحرب ضد اسرائيل. حتى ان الحزب لم يكن بوارد القيام بعمليات خارجية، اذ ان اختطاف الضابط الاسرائيلي &laqascii117o;الحنان نتنباوم" مثلا جاء في سياق سعي الاخير مكلفا من حكومته البحث عن الاسرى الاسرائيليين، فوجدته المقاومة صيدا سهلا لم تسع اليه، ولو كانت تسعى الى مثل هذه العمليات لكانت نفذت الكثير منها.

ـ صحيفة السفير
عمار نعمة:
(...) الحال إن علاقة وثيقة قد ربطت بين الشهيد مغنية والكادر العسكري في الجماعة طيلة المرحلة الماضية التي شهدت في بعض فتراتها تنسيقاً على الارض بين الجناح العسكري في الحزب ومثيله في الجماعة، مثلما حصل خلال عدوان تموز الأخير في اكثر من منطقة في الجنوب.

ـ صحيفة النهار
إميل خوري:
يعتقد بعض المراقبين انه اذا كانت اسرائيل ووراءها الولايات المتحدة الاميركية ترى ان الظروف الحالية سانحة لتوجيه ضربة عسكرية الى ايران وسوريا' فقد تتخذ من رد 'حزب الله' على اغتيال القيادي مغنية ذريعة للقيام بها، وعندئذ تشتعل المنطقة بحرب بين المحور الايراني - السوري ومن معه، والمحور الاميركي ومن معه، وتكون حرباً تحسم الصراع بين هذين المحورين، ويتقرر بنتيجتها مصير النظام السوري ومصير الملف النووي الايراني، ويقوم 'الشرق الاوسط الجديد' الذي دعت الولايات المتحدة الاميركية الى اقامة، او تنتهي هذه الحرب بهزيمة المحور الاميركي فيتحقق اذذاك ما هدد به آية الله خامنئي، ويفشل مشروع قيام شرق اوسط جديد، وتضطر اسرائيل الى الانسحاب من الاراضي العربية والفلسطينية التي تحتلها وتوقع اتفاق سلام عادلاً وشاملاً مع العرب. وقد يكون هذا ما عناه النائب السابق سليمان فرنجيه بقوله ان هناك امورا ستتغيّر بعد استشهاد مغنية. الا اذا كان تخوف جميع الاطراف من عواقب حرب تنشب بين المحور الاميركي والمحور الايراني - السوري سببا للدخول في بحث عن تسوية سلمية عادلة ومشرفة للصراع العربي - الاسرائيلي وللخلاف حول الملف النووي الايراني ولأزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان التي تشكل جزءا من الصراع الاقليمي والدولي في المنطقة.

ـ صحيفة النهار
هيام قصيفي:
بدأت التقارير الامنية الغربية تدرس الاحتمالات المطروحة امام الحزب للرد على هذه العملية، معتبرة ان التجارب السابقة دلت على ان حزبا مدربا ويتمتع بمستوى تقني وامني كبير، وله انتشار واسع في عدد من دول العالم، لا يحتاج الى وقت طويل للرد على العملية بمستواها. لكن حتى 'حزب الله' لا يمكن ان يرد الا بعد مهلة محددة، من اجل اختيار الاهداف وان كانت مرسومة سابقا، ولتحضير كل المعطيات، وانجاز عمليات الرصد والمتابعة لاي هدف محتمل، من اجل تنفيذ عملية ناجحة بالمفهوم الامني. (...) ينقل زوار رفيعو المستوى للعاصمة السورية معلومات عن ان مسار التحقيق الذي تجريه دمشق، حول عملية مغنية، يمكن ان يكون حادا بنتائجه الامنية، خصوصا ان ثمة موقوفا خليجيا من بين الموقوفين العرب، وجلهم من الفلسطينيين. وخطورة هذه المعلومات انها تصب في اطار يتعدى عملية الاغتيال في ذاتها، الى توسيع اطار الاستهداف السياسي الذي تريد دمشق من خلالها الرد على عملية نفذت على ارضها. وتخشى اوساط لبنانية ان تتوسع حلقة الاستهداف السوري لتطاول دولتين عربيتين ينتمي معظم الموقوفين الى احداها مما يجعلهما هي ايضا ساحة مستباحة للرد على اغتيال مغنية، وهذا يبقي احتمال ان يكون الرد اقليميا وليس دوليا وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل، واسقاط الخطوط الحمر اقليميا وليس دوليا، نظرا الى ان اي طابع دولي لعلمية امنية يقوم بها 'حزب الله' يفتح باب المواجهة مع الغرب، وهذا الامر له الف حساب وحساب.
(...) وبات الوضع اللبناني في دائرة الخطر جدا، استنادا الى ما تبلغته دوائر سياسية معنية في لبنان، من تحذيرات حديثة وعلى مستوى عال من ان يكون لبنان امام عملية امنية نوعية، لا صلة لها بالرد على اغتيال مغنية. وفي التحذيرات ان خطورة هذا العمل واهميته قد يسقطان الخطوط الحمر داخليا ايضا بعد سقوطها اقليميا، وقد يقدم اي طرف ثالث على استغلال الظرف الامني لتوجيه ضربات الى قوة 'اليونيفيل' المعززة في الجنوب. مع العلم ان ثمة قيادات لبنانية على اختلاف مستوياتها وانتماءاتها السياسية، لا تتعامل مع اغتيال مغنية على انه حدث امني قد يودي بكثير من التفاهمات والمعادلات، على غرار اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولا تتعامل مع مستوى الخطر بالطريقة المناسبة، خصوصا ان المحكمة الدولية لا تزال جوهر الخلاف الاقليمي، فكيف اذا اضيف اليها اغتيال مغنية؟ (للقراءة).

ـ صحيفة الاخبار
نقولا ناصيف:
(...) لا تتردد الدبلوماسية الأميركية في القول إنها لا تطلع من موسى على نتائج تحرّكه في لبنان، على غرار ما يعلم الفرنسيين به. وبذلك تقتصر المعلومات التي تصل إليها على الجهود التي يبذلها السفير في القاهرة فرانك ريكيادوني من خلال اتصالاته بالجامعة العربية، أو بشخصيات ذات اطلاع واسع للحصول على المعلومات المطلوبة. تالياً، خلافاً لانطباع شائع في هذا الصدد، ليس ثمة تنسيق بين واشنطن وموسى حيال المعالجة العربية للأزمة اللبنانية. ولأنه لا تنسيق، فلا ردّ فعل سلبياً ولا موقف بالضرورة من المبادرة، ولا حماسة حيالها شأن الفرنسيين الكثيري المبالغة والاندفاع، ما خلا ما يؤكده المسؤولون الأميركيون المعنيون، وهو انتخاب رئيس جديد للبنان أولاً. ذاك ما يبدو مطلوباً حصراً من المبادرة .

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد