صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح الجمعة 22/8/2008

التطورات الأمنية التي شهدتها الساحة اللبنانية أمس ـ ولا سيما الضجة التي ثارت حول التهديد الذي تلقّته السفارة الكويتية في بيروت ـ ترافقت مع التوترات السياسية التي تبرز من بين مفاصل المداولات الجارية حول المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية، في احتلال مقدمات الافتتاحيات التي خرجت بها الصجف اللبناية على صدر صفحاتها الأولى صباح اليوم الجمعة.

ـ صحيفة السفير:
اختصرت عملية إخلاء السفارة الكويتية، في بيروت، بناء على اتصال غامض، مجمل المشهد السياسي والأمني الآخذ بالاهتزاز تدريجيا، في غياب الضوابط السياسية والأمنية، فيما بادرت سفارات أجنبية وعربية الى &laqascii117o;الاقتداء" بالمملكة العربية السعودية بتوجيه نصائح بعدم السفر الى لبنان وللمقيمين بالحذر وبوضع خطط استثنائية للاخلاء في حال حصول اي طارئ أمني في لبنان. (...) قالت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت لـ&laqascii117o;السفير" ان عمرو موسى قد يبادر الى &laqascii117o;اطلاق النفير الأخير" ازاء ما ينتظر لبنان واللبنانيين في المرحلة المقبلة، بعدما صاروا عنوانا مركزيا للتجاذب الاقليمي والدولي وبالتالي صار عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم بالنيابة عن كل العرب لأن مستقبل الوضع اللبناني اصبح عاملا اساسيا في تقرير الاستقرار أو الانفجار في المنطقة.
وإذا كانت رغبة عمرو موسى بالعودة الى بيروت، تعكس موقفه الثابت بأن لا بديل عن المبادرة العربية وأن العرب لن يتخلوا عن لبنان أبدا، فان اسهم التدويل، تراجعت أيضا ليس بفضل قوة العرب، بل ربما بسبب عجزهم الذي جعل الأوروبيين أكثر حماسا للمبادرة العربية من العرب أنفسهم، وهو لسان حال عدد من القادة الأوروبيين وأبرزهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أبلغ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن باريس &laqascii117o;ما تزال ترى أن الإطار العربي للحل في لبنان هو الإطار الأصلح إلى أن تحسم القمة العربية المقبلة مصير الجهود التي تعتبر قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان المرشح التوافقي الثابت والأوفر حظا". وما سمعه السنيورة في باريس، سمعه قبل ذلك في لندن، حيث كشف، أمس، مايكل ويليامز مبعوث الحكومة البريطانية إلى الشرق الأوسط للصحافيين أن السنيورة ناقش في لندن، أمس الأول، مع نظيره البريطاني غوردون براون، إمكان إصدار مجلس الأمن قرارا جديدا حول لبنان، ولكن المسؤول البريطاني اشار الى أن إصدار قرار جديد &laqascii117o;يحتاج إلى دراسة من أعضاء مجلس الأمن الدولي والأخذ بالاعتبار ما إذا كان سيساعد في ترسيخ الإستقرار في لبنان، وهذه كانت مسألة أثارها السنيورة مع براون في زيارته الأخيرة". وقال ويليامز &laqascii117o;نحن لا نعتقد أن هناك حاجة الآن لقرار جديد، ولكن إن تطلب الموقف ذلك فإن الجانب الأهم في هذا الأمر هو وجود دعم قوي لمبادرة الجامعة العربية حول لبنان لأن هذا يعني من وجهة نظري الشخصية أن المبادرة تحظى بالدعم الكامل من الأسرة الدولية وأن &laqascii117o;شركاءنا وأصدقاءنا العرب لا يقفون لوحدهم".
وفي المقابل، فان رياح التأزم في الموقف العربي عبرت عنها المعلومات التي راجت في بعض الأوساط الدبلوماسية العربية في بيروت، عن توجه لعقد قمة عربية رباعية أو خماسية في شرم الشيخ في غضون الأيام القليلة المقبلة، تشارك فيها السعودية ومصر والأردن والكويت وربما الامارات، لكن مصادر دبلوماسية بارزة في العاصمة المصرية رفضت تأكيد أو نفي هذه المعلومات. ونقلت وكالة &laqascii117o;فرانس برس"، عن مصادر رسمية سعودية في الرياض قولها &laqascii117o;ان هناك أزمة فعلا في العلاقة مع الحكومة السورية وسببها الرئيسي الأزمة اللبنانية". وأضافت المصادر أن المملكة تشعر بالاستياء من عدم تجاوب دمشق مع مختلف الجهود وآخرها المبادرة العربية لانتخاب رئيس للجمهورية متوافق عليه. ونقلت الوكالة عن سفير عربي في الرياض رفض ذكر اسمه أن دمشق تتهم الرياض بالسعي الى التدويل وأن جولة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل التي شملت باريس ولندن وبرلين وموسكو وواشنطن ونيويورك استهدفت تدويل الأزمة في لبنان والتعجيل بإجراءات المحكمة الدولية &laqascii117o;ومن أجل ذلك انصب كل هذا الغضب السوري على الرياض".
في هذه الأثناء، قالت مصادر فرنسية مطلعة لـمراسل &laqascii117o;السفير" في باريس محمد بلوط إن الرئيس نيكولا ساركوزي تناول خلال أربعين دقيقة من اللقاء الثنائي المغلق في الإليزيه مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، جلسة السادس والعشرين من شباط لانتخاب رئيس للجمهورية، وأن ساركوزي، تمنى مواصلة العمل على إنجاح المبادرة العربية، &laqascii117o;التي ما تزال الهامش السياسي الوحيد المتاح لتبريد الأجواء ومنع تدهور الأوضاع في لبنان". وشرح ساركوزي للسنيورة نتائج اتصالاته العربية بهذا الشأن والجهود التي قام بها وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل في دمشق، وأكد له أن باريس ما تزال ترى أن الإطار العربي للحل في لبنان هو الإطار الأصلح إلى أن تحسم القمة العربية المقبلة مصير الجهود التي تعتبر قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان المرشح التوافقي الثابت والأوفر حظا. ووعد ساركوزي بإطلاق جهد دبلوماسي فرنسي غداة جلسة السادس والعشرين إذا لم تتوصل إلى انتخاب رئيس جديد واستعادة المبادرة بالتوافق مع دعوة الإليزيه إلى ضرورة انتخاب العماد سليمان رئيسا للبنان &laqascii117o;قبل انعقاد القمة العربية". وقالت المصادر الفرنسية إن ساركوزي وعد السنيورة &laqascii117o;بالسعي بقوة لدى شركائه الأوروبيين إلى توحيد الموقف والخطاب الأوروبيين في التعاطي مع القضية اللبنانية وفي إحداث المزيد من التماسك في العلاقة الأوروبية مع سوريا لتشديد الضغوط عليها". وقالت المصادر إن ساركوزي طمأن السنيورة أنه لا نية أوروبية على الإطلاق لسحب &laqascii117o;اليونيفيل" من حنوب لبنان أو تعديل مهمتها في ضوء التهديدات المتبادلة بين اسرائيل و&laqascii117o;حزب الله" بشن حرب مفتوحة. وكرر ساركوزي الرؤية الفرنسية بعدم وجود خطر بوقوع حرب بين سوريا وإسرائيل. كما ركز ساركوزي على قرب انطلاقة المحكمة الدولية، متوقعا بعض الإضطرابات دون أن يؤدي ذلك إلى سقوطها. وبينما شدد السنيورة على استمرار المبادرة العربية، اشاد بالدعم الفرنسي للبنان ومن ضمنه التوقيع على قرض الـ375 مليون يورو من ضمن تعهدات باريس .3
على الصعيد المحلي، قال الرئيس نبيه بري لـ&laqascii117o;السفير" انه ما يزال يعتبر ان صيغة الـ10ـ10ـ,10 تشكل الاساس الصالح للحل، وامل ان تحمل الايام المقبلة ايجابيات تخالف الاجواء القاتمة حاليا. وعكس بري عدم ارتياحه لتعاطي فريق الموالاة مع طروحات الحل وقال &laqascii117o;مع الاسف، كلما حاولنا فتح نافذة حل يأتي من يقفلها من الطرف الآخر وكلما حاولنا تعبيد الطريق الى الحل يأتي من يقفلها". واستغرب بري قول البعض بأن المثالثة تناقض الطائف وما شابه، وقال &laqascii117o;هذه الصيغة لا تتعارض مع الطائف ولا علاقة لها بالطائف لا من قريب ولا من بعيد". وحول اعطاء &laqascii117o;المثالثة"، أبعادا طائفية ومذهبية، قال بري &laqascii117o;انا عم احكي بالمثالثة.. ومش عم احكي بـ&laqascii117o;المثلث البلدي". ولنفترض ان المقصود هو اعطاء الثلث لرئيس الجمهورية، فليتذكر هؤلاء ان حكومتهم المبتورة، وعند تشكيلها، تشكلت على اساس الثلث لرئيس الجمهورية قبل ان ينقلب معظمه للموقع الآخر. واستنكر بري الكلام القائل بأن المثالثة ضد السنة، وقال هذا غير صحيح ومجرد قبول المعارضة بهذه الصيغة هو تنازل من قبلها. ثم فليقولوا لنا كيف، هي ضد السنة، او ضد اي طرف آخر، علما ان تشكيل الحكومة على هذا الاساس، يعني ان لا الموالاة ستتمثل بمذهب او طائفة واحدة. وكذلك الامر بالنسبة للمعارضة، وايضا بالنسبة الى رئيس الجمهورية، فالاطراف الثلاثة سيتمثلون من كل الطوائف والمذاهب. ثم يجب الا ننسى على الاطلاق بأننا حاليا نمر في ظرف استثنائي وحساس ودقيق واكثر من خطير، وصيغة الـ10ـ10ـ,10 هي الحل المتوازن، فضلا عن انها لا تلزم ما بعدها. واشار بري الى أن الموالاة هي من طرح في الاجتماع الرباعي الاخير صيغة العشرات.. &laqascii117o;والحقيقة أنهم يهربون من قانون الانتخاب على تقسيمات الـ60 لا اكثر ولا اقل". الى ذلك، نقلت &laqascii117o;المركزية" عن قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان قوله انه بغض النظر عن الشأن السياسي وخاصة الرئاسي، فان حصول الاستحقاق أو عدم حصوله وما قد يتركه من انعكاسات &laqascii117o;هو غير مرتبط على الاطلاق بموضوع وجوده على رأس قيادة الجيش تحديدا خصوصا أنه حذر مرارا من خطورة الوضع الأمني خلال الجولات التي قام بها على القيادات والمرجعيات وهو يفصل بين مهمته الوطنية على راس المؤسسة العسكرية وبين الشان الرئاسي لأن الأولوية هي للاستقرار الأمني ووحدة الوطن والمؤسسات وعلى راسها الجيش وليس لأي أمر آخر.

ـ صحيفة النهار:
أثار تهديد 'مجهول' قبل ظهر امس بقصف السفارة الكويتية في بيروت مخاوف من ان يكون لبنان على مشارف مرحلة تستعاد فيها تجربة ترهيب السفارات والبعثات الديبلوماسية العربية والغربية، فيما تبدو الازمة السياسية امام طريق مسدود فعلاً. وابلغت مصادر سياسية مطلعة الى 'النهار' ان قوى الامن والاجهزة المختصة وضعت في اجواء استنفار جدي حيال الامن الديبلوماسي في لبنان بعد سلسلة الاستهدافات والوقائع التي تلاحقت حديثاً، من تفجير استهدف سيارة للسفارة الاميركية، الى اتخاذ السعودية وفرنسا اجراءات احترازية، واخيراً التهديد الذي وجّه امس عبر الهاتف بقصف السفارة الكويتية بصاروخين. واوضحت ان مجموعة احتمالات هي قيد الدرس لمعرفة ما اذا كانت هذه التهديدات ذات طبيعة امنية صرفة وتهدف الى احداث اختراقات في الامن الديبلوماسي للسلكين العربي والاجنبي، ام انها ذات طبيعة متصلة بالصراعات الخارجية التي تتخذ لبنان مسرحاً لها. واضافت ان اجراءات وتدابير استثنائية ومشددة بدأ تعميمها على السفارات والبعثات، فيما تنشط التحقيقات لجلاء ملابسات بعض الخيوط التي من شأنها ان تكشف طبيعة هذه الموجة التي يُراد منها اظهار لبنان مظهر المتراجع على الصعيد الامني، تماماً كما سعى بعض الاوساط المعادية قبل ايام الى ترويج معلومات خاطئة عن امكان سحب بعض الدول الاوروبية وحداتها في القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان 'اليونيفيل'، وقد سارعت اسبانيا الى نفي هذه المعلومات وكذلك قيادة 'اليونيفيل' التي اعلنت زيادة عديدها الفي رجل.
وقلل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خلال زيارته امس لباريس اهمية دعوة السلطات الكويتية رعاياها الى التريث في التوجه الى لبنان، مشيراً الى انه 'تدبير وقائي'. وقال عقب المحادثات التي اجراها مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه: 'يجب ألا نضخّم الامور في الوقت الحاضر واطمئن اللبنانيين وكل مواطني الدول العربية الى ان لبنان سيبقى الدولة التي ترحّب بهم دائماً'.وعلمت 'النهار' انه في ضوء التعثر الذي واجه الاتصالات التمهيدية التي اجراها مدير مكتب موسى السفير هشام يوسف في بيروت في اليومين الاخيرين، ارجأ الامين العام وصوله الى بيروت 48 ساعة، اي الى يوم غد وربما الاحد لمزيد من الاتصالات التي سيجريها من القاهرة. وعزي هذا الارجاء الى التقرير الهاتفي الذي تلقاه من السفير يوسف موحياً بانسداد الافق امام احتمالات التوصل الى تسوية بين الغالبية والمعارضة وسط تمسك كل من الطرفين بموقفه. وقد اجرى الاخير امس جولة محادثات جديدة مع شخصيات من قوى 14 آذار واخرى من المعارضة لم تظهر اي تقدم في الصيغ المطروحة لتأليف الحكومة المقبلة.وكرر رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره انه لا يزال عند موقفه من المثالثة، اي العشرات الثلاث، في الحكومة المقبلة وهذا الامر لا علاقة له باتفاق الطائف 'الذي نحرص عليه ولا نسعى الى تجاوزه'. وقال بري لـ'النهار' ان 'صيغة العشرات الثلاث لا علاقة لها باتفاق الطائف، ولا اسعى الى الانتقاص من اي طائفة واكرر ان هذه الصيغة ليست للاخذ من الطائفة السنية الكريمة كما يروّج البعض. انا اتكلم بالمثالثة في الحكومة ولا اتحدث ابداً عن المثلث البلدي. ما اقصده هو المثالثة التي تعني التوازن خصوصاً اننا نمر في مرحلة استثنائية تستدعي من الجميع التعاون والتوافق والتكاتف وتجاوز الحساسيات للخروج من هذه الازمة'.
وأضاف: 'انهم باختصار يرفضون المثالثة لانهم يرفضون قانون الانتخاب على اساس القضاء لعام 1960'.
في المقابل، اطلقت قوى 14 آذار وعدد من اقطابها مزيداً من المواقف المتمسكة بالمبادرة العربية وفق القاعدة التي حددتها الجامعة 'من دون بنود اضافية او شروط تعجيزية'. وقالت هذه القوى في بيان اصدرته أمس إنها ترفض 'منطق تقاسم السلطة على قاعدة المساواة بين غالبية واقلية'. ورفض رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط مبدأ المثالثة معتبراً انه 'طعن للطائف'. واذ ابدى ملاحظات على اللجنة الرباعية التي تتولى الحوار والتي يفترض ان تجتمع للمرة الثالثة في مجلس النواب الاحد المقبل، فضّل الحوار مع الرئيس بري الذي 'قد نصل معه الى نتيجة'. ونصح جنبلاط للأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله 'الذي فقد اعصابه في تأبين (القائد العسكري للحزب عماد) مغنية بالانتباه الى نفسه لان النظام السوري الذي صفّى مغنية قد يستغني عن خدماته'.وتزامنت هذه المواقف مع انعقاد القمة الروحية الاسلامية أمس في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى والتي ضمت نائب رئيس المجلس الشيخ عبد الامير قبلان، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن. واكد المجتمعون 'تحريم الاقتتال الداخلي لانه محرم بكل المقاييس الشرعية'. وألفوا لجنة للتنسيق بين المراجع الروحية.وفيما لوحظ عدم صدور بيان عن القمة، تحدث الشيخ قبلان باسم المجتمعين موجهاً نداء 'الى اهلنا في بيروت وفي كل مكان لنقول لهم حرام الاقتتال والتحدي وضرب المؤسسات والمحلات والبيوت (...) والقمة الروحية تناشدكم وتطلب منكم ان تكونوا في مستوى المسؤولية'.

ـ صحيفة الأخبار:
حدّد العماد ميشال عون لـ&laqascii117o;الأخبار" الإطار الذي يحمل المعارضة على الدخول في جولة جديدة محتملة من التفاوض مع الموالاة لحل الأزمة الداخلية. وإذ رأى أن الكلام عن اجتماع رباعي لا يعدو كونه &laqascii117o;مجرد موعد مضروب حتى الآن ليس أكثر"، أبرز إصرار المعارضة على المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن الهدف هو المشاركة، والأرقام ليست إلا تحقيقاً لها.وقال: &laqascii117o;ما سمعناه من الرئيس فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري لا يبشّر بالخير. هناك تراجع عما كان قد اتفق عليه سابقاً. منذ بدء المطالبة بتأليف حكومة وحدة وطنية، حاولت الموالاة أن تجعلنا نتنازل عن حقّنا في المشاركة في هذه الحكومة، بالحجم الذي يسمح لنا بالتأثير في قراراتها. وهذا يعني أنها لا تريد أن يكون لدينا ثلث ضامن، بل أن يكون وجودنا في الحكومة مجرّد حاضرين، لا وزراء، كي نصفّق لقرارات الأكثرية. وهذا ما لن يصلوا إليه. في كل ديموقراطيات العالم، عندما تكون هناك حاجة إلى تفاهم بين الموالاة والمعارضة لتطبيق مبادئ الحكم، فإنّ المبادر إلى ذلك هو القوى الحاكمة وليس المعارضة. لذلك أقول للموالاة إذا كانت راغبة في تحقيق المشاركة التي نطالب بها وجاهزة لها، فنحن جاهزون، وإلا فلا يتعبوا أنفسهم بتحديد مواعيد اجتماعات. إذا كان رفضهم الحالي للتسوية مناورة ظرفية يحضرون بعدها الاجتماع، فأهلاً وسهلاً بهم أيضاً. أما إذا كانوا سيأتون من أجل رفض التسوية والمشاركة، فأنصحهم بأن يلزموا بيوتهم ولا يأتوا أبداً".وإزاء ما يتردد عن تباين في مواقف قادة المعارضة من المشاركة ومن المثالثة والثلث الضامن، قال عون: &laqascii117o;أنا ألتزم تأمين المشاركة، والعدد لا يمثل إلا أسلوباً لتأمينها. فإذا كانت المثالثة مع بعض الضمانات تؤمن هذه المشاركة، فنحن معها. الأساس بالنسبة إلينا المشاركة لا العدد. التباين مشروع داخل المعارضة، إلا أنها في نهاية المطاف تتوصل إلى رؤية مشتركة وتتوافق على ما تريده".وما هي الضمانات التي يطالب بها، قال عون: &laqascii117o;أوّلها وأقواها التزام رئيس الجمهورية باعتماد سياسة التوافق في كل البنود المنصوص عليها في المادة 65 من الدستور التي تتطلّب نصاب ثلثي مجلس الوزراء لإقرارها. وهذا الضمان يحقق بالتأكيد المشاركة. هناك أيضاً التوازن في توزيع حقائب حكومة الوحدة الوطنية في الحقائب السيادية والرئيسة وحقائب الخدمات، وكذلك قانون الانتخاب وفق قانون عام 1960، وبعض البنود المتصلة بما ينبغي أن يتضمنه البيان الوزاري". وعمّا إذا كان يشعر بأن رد فعل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على اغتيال عماد مغنية وتلويحه بحرب مفتوحة يربكه سياسياً وفي أوساط المسيحيين وأنصاره، قال عون: &laqascii117o;بالتأكيد، لا يربكني. لأنه أولاً ينبغي أخذ كلام السيد نصر الله بمجمله لا بشكل مجتزأ. أي إذا أرادت إسرائيل أن تكون هناك حرب مفتوحة وبالشروط نفسها فلتكن. وهذا لا يعني أن ما قاله نصر الله أنه ستكون هناك حرب مفتوحة. إذا هي شرطية، وتالياً الأمر منوط بإسرائيل. لكن ما قاله مرتبط بحق الدفاع عن النفس الذي هو حق مشروع لكل إنسان، بل ممنوع حرمان الفرد أو الحزب أو أي كائن حقاً مشروعاً له في الدفاع عن نفسه. وبصرف النظر عن لهجة السيد نصر الله، فأنا أعتقد أن من حقه الدفاع عن نفسه المنبثق من حقه الطبيعي، وخصوصاً أن القادة الإسرائيليين قالوا مراراً إنهم يطلبون رأس قادة حزب الله، وأمينه العام بالذات المطلوب بالنسبة إليهم بحراً وبراً وجواً".
أضاف عون: &laqascii117o;البعض رأى الجريمة، والآن يريد تكبيل يدي السيد نصر الله في حقه في الدفاع عن نفسه لردع المعتدين عليه، وتحميله شعوراً بالذنب وهو أنه يريد حرباً مفتوحة، الأمر الذي يخدم العدو، وفات هذا البعض أن إسرائيل هي التي غيّرت قواعد اللعبة".وهل يعتقد أن موقف نصر الله يخلّ بورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر؟ أجاب العماد: &laqascii117o;أميّز بين البنود التسعة من ورقة التفاهم وبين البند العاشر المتعلّق بإسرائيل. البنود التسعة الأولى المتعلقة بقضايا اللبنانيين والدولة اللبنانية وسوريا والفلسطينيين تظهر يوماً بعد آخر أنها أثبت. صارت أقوى بعد أحداث الشياح ـ مار مخايل، وصارت أقوى كذلك بعد استشهاد مغنية، وأكدت صواب هذا التفاهم وتعاون اللبنانيين وتعاضدهم. أما بالنسبة إلى البند العاشر، فإن المبادئ العامة التي وضعت في ظله تتركز على أن سلاح المقاومة قائم من أجل تحرير الأرض المحتلة ودرء الأخطار، وينتهي دوره عند إنجاز التحرير وزوال الأخطار تلك، بصرف النظر عما يحدث في المرحلة الواقعة ما بين هذه الضرورة ونهايتها، والتي قد تتخذ أشكالاً مختلفة للوصول إلى هذا الهدف. لكن المبادئ العامة تستمر سواء حصلت الحرب أو لا، لأن المطلوب هو تحرير الأرض وإزالة الأخطار بصرف النظر عن المكان والزمان. وهنا أتساءل عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية بعد استشهاد مغنية. لا شيء. لا تقدم على أي خطوة، ولا تدافع عن لبنان واللبنانيين، ولا تعطي صاحب الحق حقه المشروع في الدفاع عن النفس. ماذا فعلت للراعي الذي قتل في الجنوب على أيدي الإسرائيليين، وللمواطن الذي قتل في الشمال على أيدي سوريّين؟ لا شيء. لا تريد أن تحمي، ولا أن يحمي أصحاب الحق أنفسهم بأنفسهم. حبذا لو أن الحكومة وجهت مذكرة إلى سوريا، عبر المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري ما دام قائماً حتى الآن ولم يُلغَ، تسأل فيها عن نتائج التحقيقات التي أجرتها في الانفجار الذي أدى إلى استشهاد مغنية".وعُلم أنّ المعارضة قدّمت إلى مساعد يوسف أول من أمس أفكاراً تتعلق بالبيان الوزاري والضمانات حيال احترام مواد دستورية تضمن المشاركة للجميع واحترام المناصفة في الوظائف بين المسيحيين والمسلمين، إضافة إلى إقرار سياسي مسبق لقانون الانتخابات المقبلة على قاعدة قانون عام 1960. وسمعت المعارضة أمس جواباً سلبياً نقله يوسف، ولا سيما لتثبيت المناصفة في البيان الوزاري لأنها واردة في الدستور. كما رفضت الموالاة مبدأ التوزيع للحقائب على أساس الـ3 عشرات، لأنّها ترى في مبدأ المثالثة ضرباً للدستور. وأعربت الموالاة عن موافقتها على اعتماد القضاء، لكن دون التمسّك مسبقاً بقانون 1960 لأنّها ترى في ذلك تجاوزاً لصلاحيات مجلس النواب.

ـ صحيفة الحياة:
تشير مصادر مواكبة عن كثيب للتحرك العربي الى ان مسألة انتخاب الرئيس لتمرير عقد القمة من دون التوافق على قيام الحكومة الجديدة، تعني تمديد الأزمة عبر بقاء الرئاسة الجديدة مشلولة، لأن حكومة السنيورة ستعتبر مستقيلة وفق ما ينص عليه الدستور، وستقتصر صلاحياتها على تصريف الاعمال على نطاق ضيق، بحيث تكون صلاحيات الرئيس ايضاً مشلولة لأنها صلاحيات يمارسها أساساً في اطار مجلس الوزراء وقراراته، ما يعني العودة بالوضع الداخلي والمؤسسات الى الوراء أكثر مما هي الحال الآن. وذكرت المصادر ان الدوائر العربية المتابعة لتحرك الجامعة تعتبر أنه يجب عدم الاكتفاء بانتخاب الرئيس وأن الدول المعنية تتجه الى ربط حضورها القمة بمعالجة تشمل قيام حكومة الوحدة الوطنية، اضافة الى انتخاب سليمان، تفادياً لحصول شلل في الدولة بعد الانتخاب أشد وطأة من الازمة الحالية.
- ان مسألة دعوة لبنان لحضور القمة في حال لم ينتخب رئيس للجمهورية، طرحت للنقاش في الدوائر العربية المعنية، حيث جرى التأكيد ان الموقف السلبي لدمشق التي تستضيف القمة وتوجه الدعوات، يفترض الا يحول دون توجيه الدعوة الى السلطة السياسية التي تتولى صلاحيات الرئاسة في لبنان وفق الدستور أي الحكومة مجتمعة التي تقرر من توفده الى القمة، ولا يحق للدولة المضيفة مقاطعة الدولة اللبنانية بأي عذر، نظراً الى ان الأمر لا يتعلق بالعلاقة الثنائية بل بالعمل العربي المشترك.وقالت مصادر عربية لـ &laqascii117o;الحياة" ان بعض المسؤولين العرب الذين لعبوا دور الوساطة مع دمشق طرحوا هذا الامر معها تردد ان احدهم سمع اقتراحاً فيها يقول بأن يتولى رئيس المجلس النيابي نبيه بري تمثيل لبنان في القمة. (...) وعلمت &laqascii117o;الحياة" من مصادر مطلعة ان ساركوزي اعتبر انه ينبغي استخدام قمة دمشق المقبلة كوسيلة ضغط، وانه لا بد من التفكير في وسائل للضغط على كل من ايران وسورية. وأضافت ان السنيورة قال ان التعطيل مستمر رغم كل الجهود الدولية وان سورية وايران ماضيتين في اضعاف المؤسسات اللبنانية. وتابعت ان السنيورة شدد على ضرورة الحفاظ على النموذج اللبناني، لأنه نموذج من الديموقراطية والتسامح.

ـ صحيفة المستقبل:
أنهى وزراء الخارجية للدول العربية ودول أميركا اللاتينية اجتماعهم أمس في العاصمة الأرجنتينية بإقرار 'اعلان بيونس ايريس' الذي يؤكد 'التضامن مع لبنان وتأييده مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة اللبنانية، والالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي الى الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني بما يحفظ استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه'.
الى ذلك جدد المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا دعم الاتحاد الأوروبي للمبادرة العربية، وقال في حديث لصحيفة 'عكاظ' السعودية إن 'المبادرة تحمل كل مقومات إجراء انتخابات نزيهة في لبنان ووضع خارطة طريق للتوافق بين جميع الأطراف وإقامة المؤسسات الديموقراطية التي تدعم استقلال لبنان وسيادته'. وقال: 'نراقب ما يحدث في لبنان ونتوقع خطوات ايجابية بعد الزيارة المرتقبة للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى لبنان رغم الصعاب التي نشهدها على الساحة اللبنانية'.
وعربياً، طالب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط 'الأطراف اللبنانية بالعمل على الاستفادة العاجلة من الجهود العربية المخلصة المبذولة، ومن تحرك الأمين العام لجامعة الدول العربية من أجل انتخاب رئيس الجهورية المتوافق عليه في جلسة مجلس النواب في السادس والعشرين من الجاري'.ورأى أبو الغيط أن 'تعاون جميع الأطراف لتحقيق هذا الهدف سيكون له أفضل الاثر الآن على استقرار الوضع السياسي والأمني في لبنان، ومن ثم على مختلف الأطراف في المنطقة'، داعياً الى 'انتخاب الرئيس في أقرب فرصة، لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي ينتظرها جميع اللبنانيين قبل انعقاد القمة العربية، بحيث يشارك الرئيس الجديد في القمة، وتكون في لبنان حكومة فاعلة بشكل يساهم في توفير الأجواء الايجابية المطلوبة لإنجاح القمة'.من جهته، أوضح عضو مجلس الشورى السعودي محمد عبدالله آل زلفه أن 'المملكة ترى أن الحكومة السورية تعمل على تعطيل الجهود والمساعي لحل الأزمة اللبنانية خصوصاً المبادرة العربية الأخيرة التي أقرت بموافقة سوريا'. ورأى أنه 'من الصعب أن تحضر المملكة قمة دمشق على مستوى عالٍ إذا لم يحدث تغير ايجابي في الموقف السوري من الأزمة اللبنانية يساعد في تحقيق التوافق على انتخاب رئيس'. وأضاف أن السعودية 'تنظر بحساسية لتنامي النفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة على حساب المصالح العربية بمساعدة سوريا، وهذه المواقف السورية تبدو وكانها تعطل وحدة الموقف العربي'.
بالتوازي جددت قوى الرابع عشر من آذار تمسكها بالمبادرة العربية. وطالبت في بيان اثر اجتماع الأمانة العامة بـ'تطبيق المبادرة فوراً على القاعدة ذاتها التي حددتها الجامعة ومن دون أي بنود إضافية أو شروط تعجيزية أو اجتهادات وتفسيرات جانبية'.واستغربت قوى 14 آذار 'مطالبة الأقلية بالمشاركة واستئثارها في الوقت نفسه بقرار الحرب والسلم من خلال إعلانها 'الحرب المفتوحة' على إسرائيل كرد على اغتيال الحاج عماد مغنية في دمشق'.وأكدت أن اللبنانيين 'لن يقبلوا بتغييب بلدهم عن القمة العربية وإظهاره وكأنه دولة ساقطة لا مكان لها بين الدول العربية الأخرى.واستنكرت قوى 14 آذار 'التهديدات السافرة والمبطنة التي صدرت عن القوى التابعة للمحور السوري ­ الايراني في لبنان والتي استهدفت خصوصاً دولتين شقيقتين هما العربية السعودية والكويت'.

ـ صحيفة اللواء:
استأثر التهديد الذي تلقته السفارة الكويتية في بيروت بقصفها بواسطة صاروخين، باهتمام لافت، خصوصا وانه اكد مخاوف مسؤولين لبنانيين ودبلوماسيين عرب واجانب من مسلسل لافراغ العاصمة تباعاً من البعثات الدبلوماسية، وجعل بيروت مكاناً غير صالح لا للاقامة ولا للسفر اليه. علماً انه كان سبق للسفارةالسعودية ان تلقت تهديدات مماثلة، فيما علمت 'اللواء' ان سفارة كندا عممت قبل يومين على رعاياها (كنديين ولبنانيين) ضرورة اخذ الحيطة والحذر في تنقلاتهم، ناصحة إياهم مغادرة العاصمة في حال لم يكن لحضورهم اثر كبير في اعمالهم. من جهة ثانية، كشف مصدر مطلع ان خطاب الأمين العام 'لحزب الله' السيد حسن نصر الله اليوم سيكون اكثر هدوءاً من خطاب التأبين للشهيد عماد مغنية، وسيوضح بعض الملابسات المتعلقة بالمواجهة الاقليمية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد