صحف ومجلات » افتتاحيات من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 4/12/2009

- صحيفة 'السفير'
شمّر رئيس الحكومة سعد الحريري عن ساعديه، من دون أن ينتظر ثقة نيابية مضمونة من أكثرية يتزعمها ومعارضة شريكة في السلطة، فبادر إلى وضع يده على ملف زحمة السير في العاصمة والضواحي والمداخل الشمالية والشرقية والجنوبية، وهو أحد أكثر الملفات تعقيدا في العاصمة منذ عقود، وتصبح تعبيراته 'الميدانية' أكثر نفورا، في فترة الأعياد التي صارت على الأبواب، وبات أهل العاصمة، عمليا أمام أول وعد حكومي، يفترض أن تظهر تباشـيره على الأرض، في الأسبوع المقبل، من خلال تعزيز مفارز السير.
ومن المرجح أن يكون هذا الوعد، قد أخذ في الاعتبار أيضا، عجقة السير السياسية في الأيام المقبلة، وما يمكن أن يرافقها من إجراءات أمنية، بدءا بزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ('أبو مازن') يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، وما قد تعقبها في الأسبوع نفسه، من زيارة لرئيس المكتب السياسي في حركة 'حماس' خالد مشعل، ليتقدم بذلك ملف العلاقات اللبنانية الفلسطينية، سياسيا، على جدول الأعمال الحكومي بعدما أهمل، الى حد كبير، في المرحلة الماضية.
والتحدي الثاني، أمام وعد الحد من زحمة السير، هو آلية انتقال نواب الأمة، نحو ساحة النجمة، حيث ستلتئم، بدءا من يوم الثلاثاء المقبل، جلسة لمناقشة البيان الوزاري ومنح الثقة لحكومة سعد الحريري الأولى، حيث تلقت الأمانة العامة لمجلس النواب، أمس، البيان بصيغته النهائية، وعممّته على النواب الذين بلغ عدد طالبي الكلام منهم، حدود الخمسين نائبا، حتى انتهاء الدوام الرسمي، أمس، وهو أمر وضعه رئيس مجلس النواب نبيه بري في خانة 'الحيوية النيابية' التي ستعبر عن نفسها في جلسات المناقشة التي 'قد تمتد حتى الجمعة، وليس الخميس، في ظل التسهيلات المجلسية' على حد تعبير أحد أعضاء هيئة مكتب مجلـس النواب. والتحدي الثالث، هو تحدي إعادة تعبيد طريق بيروت ـ دمشق، سياسيا، بعد الثقة مباشرة، بين رئيس الحكومة والقيادة السورية، بإشراف سعودي مباشر، وحيث يفترض أن تشهد هذه الطريق بعد الزيارة مباشرة، زحمة مفتقدة منذ خمس سنوات تقريبا، حيث يفترض أن يكون ثاني المدشنين، رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط.
واستنادا الى مصادر وثيقة الصلة بملف التحضير لزيارة الحريري، فان رئيس الحكومة يفكر في أن يقوم بالزيارة بعد الثقة مباشرة، وأن تكون دمشق فاتحة جولته العربية والأجنبية، علما أن ثمة رسائل كثيرة تم تبادلها منذ ما قبل ولادة الحكومة، بينه وبين القيادة السورية، سواء عبر موفدين أو قيادات لبنانية مقربة جدا من دمشق... وهو قدر لها دورها في تسهيل عملية ولادة حكومته، وردت دمشق بوعد العمل من أجل انجاح مهمته.
وتضيف المصادر أن شخصيتين على الأقل من فريق رئيس الحكومة، تتابعان ملف التحضير السياسي واللوجستي للزيارة، وهي مهمة قطعت شوطا كبيرا حتى الآن، وبات شبه محسوم أن الزيارة ستستغرق يوما واحدا، حيث سينتقل الحريري إلى دمشق، جوا يرافقه عدد من مستشاريه والوزراء، على أن يصار إلى أخذ موافقة مجلس الوزراء قبيل الزيارة مباشرة.
وفيما رفضت المصادر نفسها، نفي أو تأكيد وجود علاقة بين استقبال الرئيس السوري بشار الأسد للأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، أمس الأول، وزيارة الحريري، اشارت الى أن برنامج 'زيارة الدولة' وجدول أعمالها صارا شبه مكتملين، ومن المقرر أن يكون رئيس الوزراء السوري ناجي العطري في استقبال الحريري على أرض مطار دمشق، ثم تعقد جولة من المباحثات الثنائية والموسعة، ينتقل في ختامها الحريري الى قصر الشعب للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، منهيا بتلك المصافحة صفحة من القطيعة دامت أكثر من أربع سنوات.


ـ صحيفة 'النهار'
بدأ مجلس النواب الاعداد لجلسة ماراتونية تستمر ايام الثلثاء والاربعاء والخميس من الاسبوع المقبل لمناقشة البيان الوزاري للحكومة والتصويت على الثقة بها، فيما اطل رئيس الوزراء سعد الحريري على اولى 'اولويات الناس' مساء امس باجتماع عمل كرّس لمعالجة ازمة السير. وعكست التحضيرات الجارية للجلسة النيابية عقب توجيه رئيس المجلس نبيه بري الدعوة اليها امس بعد تسلم دوائر المجلس والنواب نسخاً عن الصيغة الرسمية النهائية للبيان الوزاري (نصه الكامل ص محليات سياسية) إقبالاً نيابياً كثيفاً على طلب الكلام في الجلسة اذ يتوقع ان يرتفع عدد النواب طالبي الكلام الى اكثر من 60.
ومع ان جلسات المناقشة العامة غالباً ما تشهد اقبالاً مماثلاً نظراً الى نقل وقائعها مباشرة على التلفزيون، فإن جلسة مناقشة البيان الوزاري تتسم بميزة اضافية هي انها ستكون جلسة المناقشة الاولى لمجلس 2009 منذ انتخابه، مما يعني انها تشكل مناسبة مزدوجة للمجلس والحكومة في اطلالة أولى من نوعها على الرأي العام المحلي. وعلمت 'النهار' ان اتصالاً اجري بين الرئيسين بري والحريري عرضاً فيه التحضيرات للجلسة.
وقال الرئيس بري لـ'النهار' انه لن يحدد اطاراً لكلمات النواب و'ستكون الجلسة مفتوحة امام النواب وليتحدث الجميع حتى لو امتدت اوقاتها الى منتصف الليل فمن حق النواب ان يناقشوا كل كلمة في البيان الوزاري'.
وقالت أوساط نيابية في فريقي الغالبية والمعارضة ان حصول الحكومة على ثقة قياسية بات امراً مبتوتاً نظراً الى تثبيت البيان الوزاري للحكومة كل معالم التسوية السياسية التي واكبت تأليفها ووضع بيانها، بدليل ادراج عنوان جديد لهذا البيان في صيغته الرسمية النهائية هو 'البيان الوزاري لحكومة الانماء والتطوير'. ومع ان بعض هذه الاوساط حدد سلفاً نسبة الثقة بما لا يقل عن 120 نائباً، فإن احتساب النسبة بدقة قد لا يكون متاحاً قبل معاينة 'مناخ' المناقشات والكلمات والردود عليها باعتبار ان المناسبة 'المنبرية' لن تخلو من تسجيل مواقف بارزة من قضايا خلافية طاردت مهمة واضعي البيان الوزاري حتى اللحظة الاخيرة وأدت الى تسجيل خمسة وزراء تحفظاتهم او اعتراضاتهم عن بند المقاومة.
وفي هذا ا لسياق اكدت مصادر نيابية في قوى 14 آذار ل'النهار' ان مناقشة البيان الوزاري 'ستشكل بالنسبة الى فريق 14 آذار المناسبة الاولى بعد وضع البيان لتبديد الكثير من المغالطات والرهانات الخاطئة والخاسرة على نشوء تكتلات داخل هذا الفريق تفتقر الى التماسك والانسجام وخصوصا حيال قضايا كبيرة مثل سلاح 'حزب الله' والغاء الطائفية السياسية وما اليها'. واضافت ان موجبات التسوية التي راعاها اطراف في 14 آذار فلم يسجلوا تحفظاتهم عن بند المقاومة لا تعني في أي شكل ان فريقا من الغالبية صار في صف الحمائم وآخر في صف الصقور، بل ان الموقف المبدئي هو نفسه لكل قوى 14 آذار وهذا ما سيجري تثبيته في جلسة المناقشة من دون مسّ بركائز التسوية السياسية. ولفتت الى ان 'اعادة تصويب المواقف ستكون ضرورة ملحة لان ثمة روزنامة مهمة سيبدأ تنفيذها مطلع السنة الجديدة من ابرز محطاتها احياء طاولة الحوار الوطني ولا بد من ان تكون مناقشة البيان الوزاري توطئة لها بتثبيت المواقف المبدئية من كل القضايا المرشحة للاثارة والادراج على جدول اعمال الحوار'.
في غضون ذلك التقى الرئيس الحريري مساء امس في السرايا وزير الاعلام والثقافة السعودي عبد العزيز خوجه الذي يزور بيروت منذ يومين، وعرض معه التطورات الراهنة. وفي اول اجتماع عمل متصل بالازمات الاجتماعية واليومية، نوقشت في السرايا برئاسة الحريري وحضور عدد من الوزراء والمسؤولين الامنيين والاداريين اقتراحات لتخفيف ازمة السير في نطاق بيروت الكبرى. وادرج الاجتماع في اطار مبادرة شخصية للحريري واهتمامه بمعالجة هذه الازمة التي يعانيها المواطنون في تنقلاتهم اليومية.
واعلن وزير الداخلية زياد بارود اثر الاجتماع ان الحريري اراد 'اشراك الجميع في مسؤولية ازمة السير وخصوصا على ابواب مرحلة الاعياد الممتدة بين 14 كانون الأول و25 منه'. واعلن ان الايام المقبلة ستشهد 'تدابير فورية ومشددة لقوى الامن الداخلي على مستوى كل المخالفات التي تزيد ازدحام السير تفاقما (...) وتأمين سلامة المرور وسهولته وانسيابه'، مشيرا الى رفع عديد قوى الامن من شرطة ومفارز السير بحدود 500 عنصر في الايام المقبلة. وشدد على وجود 'مواكبة جدية من رئيس الحكومة ووزير الاشغال ومجلس 'الانماء والاعمار وقوى الامن وكل المعنيين بهذا الملف وسنعمل معا كمجموعة متشاركة لكي نقدم حلولا فورية ومتوسطة وبعيدة المدى'


ـ صحيفة 'الأخبار'
نصّ البند التاسع في صيغته النهائية المعدّلة على الآتي:
'تتطلع الحكومة إلى الارتقاء بالعلاقات الأخوية اللبنانية - السورية إلى المستوى الذي تفترضه الروابط التاريخية والمصالح المشتركة بين الشعبين والبلدين، وقواعد الثقة والمساواة واحترام سيادة الدولتين واستقلالهما، وألا يكون أي منهما مصدر تهديد لأمن الآخر بحسب ما سبق أن كرّسه اتفاق الطائف. وهي تجد في تبادل التمثيل الدبلوماسي خطوة متقدّمة في هذا السبيل، من شأنها أن تؤسس لمعالجة القضايا المشتركة كلها، ومنها ضبط الحدود وتحديدها وترسيمها وقضية المفقودين، بروح التعاون والانفتاح والحرص على مصلحة البلدين ومواطنيهما'.
أول غيث تعديل مسوّدة البيان الوزاري كان طرح وزير تيار المستقبل جان أوغاسبيان إدخال 'الأخوية' في متن النصّ. أُدخلت بداية في معرض الكلام عن 'الروابط الأخوية والتاريخية والمصالح المشتركة...'، ثم شُطبت من هذا المكان وأضيفت إلى مطلع البند عن 'الارتقاء بالعلاقات الأخوية اللبنانية - السورية'. وكان أوغاسبيان اقترح أيضاً إضافة 'نهائي' إلى عبارة 'وطن لجميع أبنائه...' في ردّ غير مباشر على الوثيقة السياسية لحزب الله التي لم تصف لبنان بالوطن النهائي. ثم أدخل تعديل ثان على البند التاسع هو 'المساواة' في معرض الكلام عن 'قواعد الثقة والمساواة واحترام سيادة الدولتين...'.
أوجب ذلك شطب 'الندّية' التي كانت أوردتها المسوّدة التي أعدّتها لجنة صياغة البيان الوزاري. وكان رئيس الجمهورية أكثر المتحمّسين لتأييد شطب 'الندّية' ودعم اقتراح الوزير بطرس حرب إبدالها بـ'المساواة' التي لقيت صدى طيّباً لدى الحريري الذي همس في أذن أحد الوزراء الجالس قريباً منه بأنه هو مَن سيذهب إلى دمشق، لا غلاة المتمسّكين بعبارات متشدّدة في وصف العلاقات اللبنانية - السورية.
دخل الرئيس ميشال سليمان على خط المناقشة وأيّد 'المساواة'، إذ رأى أنها تغطي بدلالتها 'الندّية'. وعندما قيل له إنه وضع 'الندّية' في خطاب القسم، قال الرئيس إن الأمر كان خطأً في وصف علاقة لبنان بسوريا. كان وزراء قد ذكّروا في الجلسة أيضاً بأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي حضر جلسة انتخاب سليمان في أيار 2008، واستمع إلى خطاب القسم، لم يكتم امتعاضه من استخدام 'الندّية' أثناء تحدّث الرئيس عن تصوّره للعلاقات اللبنانية - السورية. (للقراءة).
 

ـ صحيفة 'المستقبل'
أشارت مصادر قصر بعبدا لـ'المستقبل' إلى أن زيارة سليمان لواشنطن والتي ستستمر يومين، ستركز على عنوانين أساسيين: الأول سياسي، يتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، وإبلاغ الرئيس أوباما ثوابت الموقف اللبناني من أزمة الشرق الأوسط، وأهمها ما يتعلق برفض التوطين انطلاقاً من المبادرة العربية للسلام، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم وأهمها حق العودة.
أما العنوان الثاني، فيتعلق بالمساعدات للجيش اللبناني وضرورة تسريعها، على أن تشمل آليات وأسلحة دفاعية، وأن لا تقتصر على إعطاء الذخيرة فقط، مشيرة إلى أن نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر يرافق رئيس الجمهورية في الزيارة على أساس هذا العنوان تحديداً.
وحددت مصادر بعبدا أبعاد الزيارة بأنها 'تأتي في ظل الحراك السياسي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط من الأطراف الدولية كافة، أي روسيا، تركيا، الاتحاد الأوروبي وفرنسا، لكن أحداً لا يستطيع إنكار الدور الأميركي في قضايا الشرق الأوسط والضغط الذي يمكن أن تمارسه واشنطن على إسرائيل لتجميد الاستيطان وإحياء مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وبالتالي فالزيارة تأتي في إطار محاولة لبنان الاستفادة من الحراك الجاري في المنطقة والتذكير بالثوابت اللبنانية وعلى ضرورة أن لا يكون أي حل في المنطقة على حساب لبنان'.
وأشارت المصادر إلى أن الزيارة ستتضمن عدداً من اللقاءات التي سيجريها الرئيس سليمان مع كل من رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، وعدد من أعضاء الكونغرس، كما سيقيم السفير اللبناني في الولايات المتحدة أنطوان شديد حفل استقبال على شرف سليمان، يلتقي خلاله الجالية اللبنانية من دون أن يكون هناك خطاب رسمي لسليمان أمامهم. أما في ما يتعلق بموعد انعقاد طاولة الحوار، فرجحت هذه المصادر أن يكون انعقادها مطلع العام المقبل، وبعد نيل الحكومة الثقة من المجلس النيابي. وعن المشاركين فيها وجدول أعمالها، قالت إن ذلك غير واضح حتى الآن، لكن ما هو ثابت استئناف انعقادها على أن تحدد لاحقاً المعايير التي سيتم على أساسها اختيار المشاركين وجدول الأعمال.


ـ صحيفة 'اللواء'
قال مصدر في الأكثرية المسيحية ل <اللواء> أن المشاورات الجارية بين كتلها ونوابها رست على حصر المناقشات في جلسات الثقة بالبيان الوزاري فقط، وعدم التطرق لا إلى الوثيقة السياسية لحزب الله ولا إلى مطالبة الرئيس برّي بتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية. ورداً على سؤال حول زيارة رئيس تكتل <التغيير والاصلاح> العماد ميشال عون إلى بكركي امس الأوّل واجتماعه بالمطارنة الموارنة، تجنب المصدر التعليق واكتفى بكلمتين: <لا بأس>.
وفي ما خص طرح تشكيل هذه الهيئة، أعلن وزير الدولة يوسف سعادة ل <اللواء> أمس، أن لدى <التيار الوطني الحر> وتيار <المردة> ذات الهواجس الموجودة لدى الآخرين، لكننا لم نلجأ إلى أسلوب المزايدة الذي اتبعه بعض قادة مسيحيي 14 آذار، فنحن نرى بأن الوقت غير مناسب لهذا الطرح، والعماد عون تحدث مع الرئيس برّي في هذا الشأن، كما اننا كتيار <المردة> وعبر رئيسه النائب سليمان فرنجية لدينا التوجه لأن نتحدث مع الرئيس برّي من اجل طي هذا الموضوع في الوقت الحالي، رغم انه مطروح في اتفاق الطائف ولا ننكر ذلك.
وحول المصالحة المسيحية، وخاصة بين تيّار <المردة> و <القوات اللبنانية> افصح سعادة عن وجود لجنة مشكلة من الطرفين باشراف الرابطة المارونية، عملت خلال الفترة الماضية على تهدئة الأجواء وسط القواعد الشعبية، وهذا الاستقرار الذي صنعته اللجنة سيمهد إلى لقاء مصالحة، ولكن في الوقت المناسب.

2009-12-04 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد