صحف ومجلات » افتتاحيات من الصحف اللبنانية الصادرة السبت 5/12/2009

ـ صحيفة 'السفير'
... حتى الآن، تبدو كل الطرق السياسية، داخلياً وخارجياً، سالكة وآمنة أمام الحكومة اللبنانية الجديدة. أما طرق بيروت ومداخلها الحقيقية، فلا يبدو أنها على صورة ما تشتهيه الحكومة ورئيسها سعد الحريري، بدليل مشهد اليوم الأول، ما بعد الاستنفار الأمني ـ الإداري للحد من أزمة السير، حيث صح القول عن الأمس، بأنه يوم من الأيام المشهودة في حياة العاصمة اللبنانية... ذلك أنه منذ الصباح وحتى ساعات المساء الأولى، احتجز عشرات آلاف المواطنين ساعة أو ساعتين وأحيانا أكثر، في سياراتهم وبدت بيروت أشبه بموقف سيارات لكل من يغامر برحلة داخل العاصمة أو باتجاه أحد مداخلها الشمالية والشرقية والجنوبية... لا بل أضفى المطر الخريفي المنهمر، بنعومة، رومانسية خاصة، على المدينة وعلى عدد من ورش البنى التحتية الحيوية في البربير ومار مخايل وطريق الشام وطريق المطار القديمة وغيرها.
وفي انتظار الحلول المتوسطة أو البعيدة المدى، التي يزمع المعنيون، وخاصة وزيري الأشغال العامة والنقل غازي العريضي والداخلية والبلديات زياد بارود، الإعداد لها، فإنه لا بد من حلول قريبة، وهذا الأمر، كان في صلب مناقشات الاجتماع الذي ترأسه الحريري، مساء أمس الأول، واستكمل أمس، باجتماعات عقدت في الوزارات والإدارات المعنية، من أجل اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من زحمة السير في العاصمة وضواحيها، خاصة في فترة الأعياد التي بدأ التحضير لها عملياً بدليل الحركة التي تشهدها الأسواق يوميا، فضلا عن زحمة الزائرين العرب الى لبنان، في مناسبة عيد الأضحى، حيث شهدت معظم فنادق العاصمة وجبل لبنان الساحلي، إشغالا تاما، وهذه الظاهرة ستتكرر مع عيدي الميلاد ورأس السنة المقبلين.
وازاء هذا الواقع ، تقرر وضع خطة ميدانية سريعة، يفترض أن يلمس اهل العاصمة وضواحيها، إجراءاتها اعتباراً من صباح اليوم، وتتمثل في تفعيل مفارز السير ومدها بالمزيد من العناصر، بما يرفع العدد الى نحو 1757 عنــصراً (بــدلا من أربعمـئة حاليـا) سينفذون انتشارا واسعا في الشوارع الرئيسية والفرعية ضمن نطاق بيروت الكبرى.
ويقول وزير الداخلية زياد بارود لـ&laqascii117o;السفير" اننا نحاول انجاز الممكن في هذا الملف على طريق تحقيق الطموح الأكبر ببلوغ معالجات اعمق واوسع في المستقبل، ولا سيما ان موضوع أزمة السير يضغط على كل مجالات الحياة في ظل التخمة التي بات يعاني منها لبنان وعدم قدرته على استيعاب هذا الكمّ الهائل من السيارات، وفي ظل شبكة مواصلات داخلية غير قادرة على استيعاب هذا العدد وتعود في معظمها الى الستينيات وما قبلها، كما تتحكم في الكثير منها مظاهر الفوضى والمخالفات.
وقال بارود ان ثمة مصلحة كبرى للبنان في حل ازمة السير لأن كلفتها باهظة على كل المستويات، اقتصاياً، اجتماعياً، انتاجياً، نفسياً، بيئياً، &laqascii117o;فكلها تتضافر وتتعاظم وتسبب المشكلة التي نعاني منها. ولذلك فإن وزير الداخلية ليس &laqascii117o;سوبرمان" حتى يتحمل المسؤولية وحده. فهذه مسؤولية جماعية، وتتطلب منا كحكومة المبادرة ليس الى اعتماد المسكنات، بل الى المعالجة الواسعة التي قد تتطلب استملاكات وقوانين برامج يقرها مجلس النواب، وخصوصاً في ما يتصل بالاوتوستراد الدائري الشمالي وصولا الى الجنوب، والذي يخفف كثيرا من اعباء السير والازدحام.
وأثمرت جهود وزارة الداخلية وقيادة قوى الامن الداخلي، أمس، قراراً بإطلاق حملة مشددة لقمع مخالفات السير وتنظيم المرور في مختلف المناطق اللبنانية، وذلك تزامنا مع اقتراب الاعياد.
وفي هذا السياق، اصدر المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي امرا برقيا قضى بتكليف آمري مفارز السير الاشراف شخصيا على التدابير المفروضة من قبل قطاعاتهم، عبر التواجد يوميا في اوقات الذروة في مختلف التقاطعات الهامة والاماكن التي تشهد زحمة سير.. وضبط جميع المخالفات لأحكام قانون السير، وتشديد الاجراءات بصورة خاصة على المخالفات التي تعيق حركة المرور كالوقوف الممنوع والوقوف وسط الطريق والوقوف صفا مزدوجا والسير بعكس السير، وعدم الامتثال للاشارات الضوئية.
ومن المقرر ان تترافق الخطة، اليوم، مع نزول مكثف للرافعات، بالتوازي مع عملية انتشار واسعة لعناصر مفارز السير، حيث عمدت قيادة قوى الامن الداخلي، الى تخريج دورة لشرطة السير قبل اوانها المقرر في الرابع عشر من الشهر الجاري وتضم 287 رتيبا وفردا، اضافة الى 50 ضابطا، وتم توزيعهم اعتبارا من يوم امس، لتعزيز بعض القطاعات ضمن بيروت الكبرى وجبل لبنان والمطار والمفرزة الخاصة في الوسط التجاري، وذلك حتى انتهاء فترة الاعياد.
وعلم ان وزارة الداخلية وبعد انتهاء &laqascii117o;دورة الحرس" في بلدية بيروت، قررت وبعد اكتمال المباراة تعيين 300 عنصر، سيتم تدريبهم بداية على موضوع السير، بحيث يشكل هؤلاء داعما اساسيا لمفارز السير في العاصمة.
وقال قائد سرية سير بيروت العقيد محمد الايوبي لـ&laqascii117o;السفير" ان ازمة السير متشعبة، ولا تحل فقط بنشر عناصر من قوى الامن لتنظيم السير في المناطق التي تتعرض لضغط السير. واشار الى انه قدم سلسلة اقتراحات الى محافظ بيروت تتصل بمحطة شارل الحلو لناحية تنظيم الوقوف، واقتراحات مماثلة الى بلدية بيروت لاستحداث موقف في فردان ولم يتم الاخذ باقتراحاته. كما اقترح على المسؤولين في مجلس الانماء والاعمار إقامة نفق عند احد تقاطعي عبد الناصر وبرج ابو حيدر لكن تلك الاقتراحات لم تلق استجابة.


ـ صحيفة 'النهار'
قبل أن يسلم الاثير زمامه الثلثاء المقبل الى جلسة الثقة النيابية الماراتونية التي ستستمر ثلاثة أيام، أطل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري امس بعدد من العناوين التي ترسم خطة عمله وعمل الحكومة وفي مقدمها تأكيد التضامن الوزاري في المرحلة المقبلة، مشددا في الوقت عينه على تضامن أهل الحكم قائلا: 'انا ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان متفقان على كل الامور، الرئيس سليمان هو رئيس كل لبنان. ولكل منا صلاحياته. فلا يحاولنّ أحد ان يثير الخلاف بيننا. خصوصا ان الرئيس يمثلنا ويمثل اللبنانيين في كل المحافل الدولية'. وعن زيارته لسوريا قال انها ستأتي ضمن زيارات عدة سيقوم بها لعدد من الدول العربية والاجنبية. وأضاف: 'ننظر بايجابية الى مسألة اقامة السفارات (بين لبنان وسوريا) وعلينا ان نغيّر الامور بايجابية، خصوصا اننا حاولنا التغيير بطرق سلبية ولم نصل الى نتيجة'.
وأبلغ وزير العمل بطرس حرب 'النهار' أن زيارة الرئيس الحريري لدمشق 'قد لا تكون قريبة جدا لكنها لن تتأخر كثيرا'، كاشفا ان هناك 'جلسات عدة سيعقدها مجلس الوزراء قبل هذه الزيارة'.
وأمس تلقى الحريري دعوة لزيارة القاهرة من نظيره المصري احمد نظيف حملها اليه سفير مصر في لبنان احمد البديوي.
وفي ما يتعلق بزيارة الحريري لكوبنهاغن للمشاركة في قمة المناخ، علمت 'النهار' من مصادر مواكبة انها مرجحة في 15 كانون الاول عندما يلقي الحريري كلمة لبنان.
ونفى رئيس مجلس الوزراء ما حكي عن زيارة يعتزم القيام بها للولايات المتحدة، موضحا 'أن هذه الزيارة واردة لكنها غير محددة بعد'.
واستعدادا لمرحلة ما بعد نيل الحكومة الثقة، كشف وزير العدل ابرهيم نجار لـ'النهار' ان خلوة ستعقد مع المعنيين بشؤون القضاء والقضاة 'لنبحث في سبل تطوير القضاء وتحديثه من جهة، وكذلك لنبحث في موضوع يهمني جدا هو تحسين وضع القاضي من جهة ثانية، لأنه لا يمكن مساءلة القاضي من غير ان تكون له المكانة الادبية والمادية التي يستحقها'. وأوضح ان موعد الخلوة كان مقررا اليوم 'ولكن اضطررنا الى تأجيلها لأن توقيتها غير مناسب بين فترة اقرار البيان الوزاري وبدء مناقشات الثقة'.
وعلى صعيد التفتيش القضائي، تردد في الايام الثلاثة الاخيرة ان موضوع ملء مركز رئاسة التفتيش القضائي أعيد وضعه على النار أخيراً. وطرحت تسمية رئيس الغرفة في مجلس شورى الدولة الوزير السابق خالد قباني ليتولى هذا المنصب. ولم ينف قباني كما لم يؤكد النبأ واكتفى، رداً على سؤال لـ'النهار'، بالقول: 'لم يطرح عليّ هذا الموضوع رسمياً'. بينما رحب نجار بما يتردد عن نية لتسمية قباني وقال: 'يا ليت، نحن في حاجة الى القضاة الذين يتحلون بالنزاهة والجرأة'. وأضاف ان الرئيس الحريري 'يعطي المرفق القضائي الأهمية التي يستأهلها'.
القضاء الدولي
وفيما يواصل المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار جولته على المسؤولين وآخرهم أمس وزير الداخلية والبلديات زيارد بارود، أورد بعض وسائل الاعلام معلومات عن ملفات تتصل بهذه المحكمة.
وأبلغت مصادر محامي ضحايا الاعتداءات الارهابية 'النهار' ان هذه المعلومات 'تفسح في المجال للمحكمة الدولية لطلب ملف فتح الاسلام كاملاً وصولاً الى معرفة من يقف وراء هذا التنظيم، خصوصاً ان المعلومات التي جرى تداولها أخيراً يفيد عن ضلوع هذا التنظيم في اغتيال النائب وليد عيدو الذي تعتبر قضيته جزءاً من عمل المحكمة'.
وبثت قناة 'المنار' التلفزيونية التابعة لـ'حزب الله' مساء أمس 'ان العيون يفترض ان تنفتح ملياً على تفكك شيفرة الاغتيالات في لبنان وبالتالي تداعي بناء الاتهام السياسي الذي سيق لسنوات اربع خلت ضد سوريا وحلفائها... فبعد طمس الحديث عن طرف خيط في اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل واعترافات باغتيال النائب وليد عيدو واشارات الى اغتيال النقيب وسام عيد، تكشف جزء من أحجية الاغتيالات مع كشف الموقوف من 'فتح الاسلام' الفلسطيني فادي ابرهيم الملقب 'السيغمو' مسؤولية جماعته عن اغتيال اللواء الركن فرنسوا الحاج وسماعه بالتواتر داخل الجماعة عن اغتيالات اخرى ما ظهر منها خطير وما خفي أعظم'.
واستطلعت 'النهار' المراجع الامنية والقضائية المعنية، فأفادت ان 'ليس لديها ما يؤكد هذه المعلومات بناء على التحقيقات الجارية'.


ـ صحيفة 'الأخبار'
لقاء بكركي: المقاومة، الديموقراطيّة التوافقيّة، وأوهام التقسيم
في كل الاجتماعات التمهيدية بين التيار الوطني والحر وصفير، وفي لقاء بكركي، كان هناك تركيز على &laqascii117o;مصلحة المسيحيّين" إزاء ما يجري في لبنان والمنطقة، وموقعهم من الأولويات القائمة محلياً وخارجياً. ولم يخطر في بال أحد أن يُقنع طرفٌ الآخر بكامل وجهة نظره، بل أن تُفتح قنوات تواصل لإزالة الالتباسات.
وبحسب أحد المعنيّين، فإن أبرز العناوين هي: أين تكمن مصلحة المسيحيين في تركيبة النظام القائم في لبنان، ومن الخيارات التي يجري التداول بها، بما في ذلك الفدرالية والتقسيم. موضوع الحكم، والتباين بشأن الموقف من الديموقراطية التوافقية، وفكرة الأكثرية والأقلية، وموقع المسيحيين في الدولة، وصولاً إلى ملف المقاومة وسلاحها، وموقع المسيحيين من الصراعات القائمة في المنطقة والعالم.
لم يكن مفاجئاً بالنسبة إلى عون سماع الأسئلة ـــــ الهواجس، كالتي ترى أن النظام الديموقراطي يفرض أن تحكم الأكثرية وأن تعارض الأقلية، وأن فكرة إلغاء الطائفية السياسية إنما تستهدف النيل عددياً من الدور المسيحي، وكذلك الخشية من المقاومة وسلاحها، باعتبارها مناقضة للشرعية، أو ذات أهداف ومصالح لا تتّصل بلبنان، إضافةً إلى صلة المسيحيين بالمناخ الغربي العام. ولو أن النقاش لم يتناول الأمور وفق صياغات، كالتي يستخدمها السياسيون عادةً، إلا أن الجميع تصرف على أساس وجود وجهتي نظر. وكان على عون وفريقه، خلال الاجتماعات التمهيدية وفي لقاء بكركي، شرح وجهة نطر متكاملة تستند إلى الآتي:
■ مغادرة وهم التقسيم:
سمع أركان الكنيسة كلاماً مباشراً وصريحاً عن واقع المسيحيين اليوم في لبنان، إن لناحية القوة العددية أو النفوذ الفعلي، وكيف أن هذ الواقع لا يتيح لهم ادعاء دور مستقل بمعزل عن شراكة كاملة مع الآخرين في الوطن. كما سمعوا شرحاً مفصّلاً عمّا آلت إليه الخيارات الأخرى. واستُعيدت كل التجربة السابقة، التي قادتها الجبهة اللبنانية وقواها العسكرية، والتي أدّت إلى تهجير المسيحيين داخل لبنان، ثم انتهى الأمر إلى حروب أهلية داخلية أدّت بهم إلى الهجرة خارج لبنان نهائياً. وبالتالي، فإن هذا الخيار جرِّب ولا حاجة للعودة إلى مناقشته. وهو أمر محل توافق وتثبيت من غالبية أركان الكنيسة.
■ الديموقراطيّة التوافقيّة:
سبق للعماد عون وفريقه أن استمعوا إلى وجهة النظر المتعلقة بالموقف من الديموقراطية التوافقية، وتثبَّّتَ من تأثير جهات سياسية تريد تصوير هذا المبدأ على أنه مسبّب لتعطيل المؤسسات، والنظام السياسي اللبناني، الأمر الذي احتاج إلى إعادة تذكير أركان الكنيسة بواقع لبنان الديموغرافي وتركيبته وتنوّعه، مع شروح إضافية عن واقع الأنظمة السياسية في دول عدة في العالم، من بينها الدول المتقدمة، حيث يُضمن الاستقرار من خلال مشاركة الجميع، وهي مشاركة لا تكون من خلال قانون الأكثرية والأقلية، الذي قد يؤدي إلى عزل قوى وجماعات بأكملها. وبالتالي، فإن وجهة نظر قوى المعارضة في لبنان تستهدف تأمين مشاركة كاملة دائماً، وعدم رهنها بنتائج انتخابات، قد تؤدي إلى إبعاد طوائف بأكملها عن دائرة الحكم.
وقد ركّز عون على أن الأزمة هنا هي أزمة سياسيّة لا أزمة في النظام، وأنها ناجمة عن الخلافات وعن أزمة الثقة الموجودة، التي أمكن تجاوزها من خلال الحوار والتفاعل والتفاهم، مع الإشارة صراحةً إلى أن على المسيحيين اتخاذ مواقف موصِلة بين المجموعات اللبنانية، لا الوقوف إلى جانب طرف ضد آخر، وخصوصاً في التجاذب السني ـــــ الشيعي.
■ سلاح المقاومة:
أمّا بشأن المقاومة، فثمة تقديم بديهي يتعلق بوجود سبب فعلي لقيام المقاومة، وهو الاحتلال الإسرائيلي، ومن قام بهذه المهمة هم من أبناء لبنان، لا من الخارج، وأن هناك فروقاً كبيرة بين المقاومة اللبنانية والمقاومات الأخرى التي مرت على لبنان. أضف إلى ذلك وجود واقع قائم، وقد جرب العالم كله أساليب مختلفة بقصد نزع سلاح المقاومة أو التخلص منها، وقد فشلت كل هذه الخيارات بما في ذلك خيار العمليات العسكرية الواسعة، التي قامت بها إسرائيل. وكان عون حاسماً في أن هذا الموقف &laqascii117o;لا يعني أبداً التبعية لأيّ جهة، ولكن هناك حاجة إلى مناقشة الأمر والإقرار بأن المقاومة لا تمثّل خطراً على لبنان ولا على مسيحيّيه".


ـ صحيفة 'اللواء'
علمت <اللواء> ان زيارة الحريري لدمشق ستكون ضمن جولة عربية ستبدأ بالرياض، بعد الثقة مباشرة، وقد تقوده ايضاً الى القاهرة التي تلقى دعوة لزيارتها نقلها اليه امس السفير المصري في بيروت احمد فؤاد البديوي من نظيره المصري احمد نظيف. في وقت غادر وزير الثقافة والاعلام السعودي عبد العزيز خوجة بيروت بعد لقاء الرئيس نبيه بري.
ونقل زوّار العاصمة السورية، أمس، معلومات مفادها أن الرئيس الحريري سيزور سوريا بعد نيل حكومته الثقة، وذلك بهدف اجراء محادثات مطولة مع الرئيس بشار الاسد حول مجمل الوضع اللبناني والإقليمي والدولي، على أن يأخذ الملف اللبناني الحيز الأكبر من المحادثات. وأكّد هؤلاء أن الزيارة المرتقبة قد تحصل في نهاية الأسبوع المقبل، وقبل سفر رئيس الحكومة إلى كوبنهاغن، وستكون على شاكلة الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى دمشق والتي استغرقت بضع ساعات.
وكشف الزوار عن أن هناك موفدين من قبل الرئيس الحريري زاروا العاصمة السورية أكثر من مرّة بهدف وضع الترتيبات اللازمة لهذه الزيارة، ومن بين هؤلاء احد المسؤولين الأمنيين، وان الزيارة لن يكون لها جدول أعمال محدد، لأن لقاء الحريري مع الرئيس الأسد سيتناول كل المواضيع بكل صراحة وشفافية، وان رئيس الحكومة لن تكون له لقاءات مع مسؤولين سوريين اخرين غير الرئيس الأسد، مع العلم أن رئيس الحكومة السورية محمّد ناجي العطري سيكون في مقدمة المستقبلين في مطار دمشق.
وأوضحت مصادر زوّار العاصمة السورية أن النقاش مع الرئيس الأسد سيتم في العمق، وبهدف الاتفاق على المرحلة المقبلة، خصوصاً وان الرئيس الحريري يعلم ان سوريا سهّلت مهمته في تشكيل الحكومة، ويعلّق هؤلاء أهمية كبيرة على الزيارة والافاق المستقبلية التي ستفتحها على صعيد تطوير العلاقات بين لبنان وسوريا وتكريس الإنجازات التي حققها البلدان على المستوى المؤسساتي والآلية التي تحكم ذلك.
وكانت معلومات قد ذكرت أمس، أن الرئيس الحريري سيصطحب معه الوزراء إبراهيم نجار وزياد بارود وبطرس حرب، على اعتبار أن المحادثات ستتناول ملف المفقودين وترسيم الحدود بين البلدين وضبط المعابر غير الشرعية، وتفعيل النقاط الجمركية والعمالة السورية، وإعادة النظر في المجلس الأعلى اللبناني - السوري، غير أن مصادر السراي الحكومي أكدت أن لا شيء محسوماً بعد، مشيرة الى أن رئيس الحكومة سيبحث في مواضيع الزيارة وتشكيل الوفد المرافق في لقاءات سيعقدها مع أركان الغالبية وحلفائه في قوى 14 آذار، علماً أن الحريري سيطلع مجلس الوزراء على برنامج زيارته قبل حصولها.
وفي ما خص جلسات الثقة بالحكومة التي ستبدأ يوم الثلاثاء المقبل، أكد الرئيس الحريري أنه من حق النواب أن يتحدثوا في المجلس النيابي خلال جلسات مناقشة البيان الوزاري، وقال: <سنستمع لهم حتى ولوتطلب الأمر السهر الى ما بعد منتصف الليل>.
أما بشأن موقفه من تحفظ بعض الوزراء على فقرة المقاومة في البيان، فقال: <أنا شخص صادق، ولو أردت التحفظ على فقرة المقاومة لفعلت، وحتى الوزراء المتحفظين عليهم الدفاع عن البيان الوزاري والحكومة عند كل محك، لأن البيان الوزاري يؤكد على هيبة الدولة ومصداقيتها وأي تحفظ يمكن أن يكون داخل مجلس الوزراء لا خارجه، وأنا فعلياً رئيس وزراء كل لبنان.
على صعيد آخر، استبعد مصدر امني رفيع ل <اللواء> ان تكون الرواية التي نقلت عن لسان الموقوف من عناصر <فتح الاسلام> لدى استخبارات الجيش اللبناني <سيغمو> لها علاقة بالمهمة التي يقوم بها المدعي العام لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بيلمار في لبنان حاليا، وان كان رفض التعليق عليها، معتبرا انه لا يمكن الاستناد اليها، الا اذا اثبتت التحقيقات الميدانية وعلى الارض صدقيتها، على اعتبار ان هذه الرواية استندت الى كلام نقل عن كلام اشخاص آخرين.
ولفت المصدر الى الهدف من وراء نشر هذه الاعترافات قد تكون نسف احد اهم ركائز الخطاب السياسي لقوى 14 آذار، وسقوط فرضية ربط جرائم الاغتيالات والتفجيرات كلها ببعضها البعض، وتبرئة سوريا وحلفاءها من التهم التي ساقتها هذه القوى على مدى السنوات الاربع الماضية، مثلما اشارت الى ذلك قناة <المنار> في التعليق على رواية <سيغمو> وهو الموقوف الفلسطيني فادي ابراهيم والذي نقل عن امير <فتح الاسلام> عبد الرحمن عوض بأن مجموعة من التنظيم قامت بتنفيذ عملية اللواء فرانسوا الحاج (التي صادفت اليوم الذكرى الثانية لاغتياله) وذلك انتقاماً لدوره في معارك نهر البارد.
ونقل <سيغمو> أيضاً عن المتهم الملاحق عبد الغني جوهر بأنه هو من نفذ إغتيال النائب وليد عيدو في منطقة المنارة عام 2007.
تجدر الإشارة إلى أن القاضي بيلمار الذي يزور لبنان حالياً التقى خلال اليومين الماضيين القضاة اللبنانيين في المحكمة الدولية، والذين نقلوا عنه أن معطيات التحقيق الدولي في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم تستكمل، وبالتالي فإن القرار الإتهامي بهذا الخصوص ليس قريباً.
وإلى ذلك أكد المصدر الأمني الرفيع، ما نقلته <اللواء> عن الإشكال الذي حصل يوم الأربعاء في سجن رومية حيث فتح مساجين ملثمون أبواب زنزانتين واعتدوا على موقوف، وقال ان اجراءات سريعة إتخذت لضبط الوضع الفالت في السجن، وذلك في حق المساجين الثلاثة الذين وضعوا في السجن الإنفرادي، مشيراً إلى الوضع في السجن المذكور يحتاج إلى إعادة نظر جذرية وإجراءات على المديين السريع والمتوسط، معترفاً بأن هذا السجن كله مشاكل.


ـ صحيفة 'الديار'
توقعت مصادر متابعة ان يقوم الحريري بزيارة دمشق بعد عودة الرئيس سليمان من واشنطن كون الترتيبات للزيارة انجزها مساعدا رئيس الحكومة مع المسؤولين السوريين.
وتضيف المصادر ان الرئيس الحريري سيحظى باستقبال مميز في دمشق وبحفاوة بالغة، وسيكون هناك حوار شامل ومفتوح لكل الملفات وللمرحلة الماضية بسلبياتها وايجابياتها، والنظرة المستقبلية للعلاقة بين البلدين.
وتضيف المصادر ان الزيارة الاولى ستكون لكسر الجليد وللاستماع الى تقييم الرئيس الحريري ونظرته للاوضاع في لبنان والمنطقة وللعلاقة مع سوريا وأسس التعاون.
واستبعدت المصادر ان يتم بحث ملفي ترسيم الحدود والمفقودين او اي ملف آخر على ان تترك هذه المواضيع للاجتماعات اللاحقة لوزراء البلدين مع استعداد سوري لبحث كل الملفات الشائكة التي تثير قلق اللبنانيين وتخلق الالتباسات عندهم.
وتتابع المصادر ان زيارة رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط الى دمشق ستتم بعد زيارة الرئيس الحريري مباشرة وبالتالي لا صحة للتسريبات التي حاولت التشويش على التحضيرات للزيارة وعن قرار سوري غير حاضر بعد لاستقبال جنبلاط. واكدت المصادر ان جنبلاط مرحب به في دمشق ساعة يزورها.
والتحضيرات للزيارة قطعت شوطاً متقدماً وبعيداً عن وسائل الاعلام، كما ان ابواب دمشق مفتوحة لجميع اللبنانيين المؤمنين بالعلاقة الاخوية بين البلدين وبالعداء لاسرائيل.
من جهة اخرى، يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة الى بيروت نهار الاثنين المقبل للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين وبحث موضوع العلاقة بين لبنان والسلطة الفلسطينية واوضاع المخيمات والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون كما سيتم التطرق الى اعمار مخيم نهر البارد علما ان عباس كان قد سبق زيارته الى بيروت بتعيين عبدالله عبدالله سفيراً لفلسطين في لبنان مكان السفير عباس زكي وفتحي ابو عردات مسؤولا لمنظمة فتح في لبنان.
كما سيزور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بيروت منتصف الاسبوع المقبل لبحث الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة مع المسؤولين وقيادات لبنانية وفلسطينية، كما سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين اوضاع المخيمات واللاجئين.


ـ صحيفة 'المستقبل'
شدّد عضو كتلة 'الكتائب' النائب سامي الجميل في اتصال مع 'المستقبل' على أن 'كتلتنا خلال جلسات الثقة ستقول رأيها بوضوح وصراحة، ولم تحصل أي تسوية حول الموضوع خلال الأيام الماضية، ولن نتردد في إعلان موقف واضح من الفقرة التي تحفظ عليها الوزراء، ولذلك قام نواب حزب الكتائب بطلب الكلام خلال الجلسات'.ولفت إلى أن 'التنسيق قائم بين كل النواب المتحفظين، وسيشهد الناس موقفاً يعبّر عن رأيهم بشكل مباشر'، واعتبر أنه 'كان يجب معالجة البيان الوزاري بغير الطريقة التي عولج بها، في أصعب الظروف قلنا رأينا ولا شيء يمنعنا الآن من قول رأينا بوضوح وصراحة، ففي جلسة الثقة أيضاً سيكون هناك تحرك كتائبي واضح'.
في مجال آخر، رأى المطران بشارة الراعي أن 'لقاء البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير والنائب ميشال عون كان له وقع كبير على جميع المعنيين بالأمر'، واعتبر أن 'اللبنانيين يهمهم موضوع اللقاء وليس شكله'، وأكد أن 'عون هو من طلب لقاء صفير، في حضور المطارنة، وذلك لدراسة وتحليل مجمل الأمور السياسية في البلاد، حيث تطرق الحديث إلى مجمل الأوضاع الدولية الحافلة في المنطقة، والسياسة السورية التي كانت متبعة قبل خروج سوريا من لبنان'.
وأوضح الراعي في حديث إذاعي، أن 'عون يعتبر سلاح حزب الله ضرورة لا بد منها، ويعتبره سلاحاً للدفاع عن لبنان وضدّ التوطين، وأكرر أننا لم نتطرق إلى هذا الموضوع خلال اللقاء، ولكن ما ألفت النظر إليه في هذا الموضوع هو أننا لا نريد أن يكون سلاح المقاومة رديفاً لسلاح الدولة، ولا أحد يؤمن بقيام الدولة يقبل بذلك، موقفنا واضح من هذا الأمر'. وقال 'لم اقرأ وثيقة حزب الله بالكامل، ولكن هذا لا يمنع أن يطال الحوار هذه الوثيقة وغيرها من الوثائق التابعة لكل التيارات في لبنان'. وشدد على 'ضرورة الخروج من الاتهامات المتبادلة بين جميع الفرقاء والعمل سوياً على فتح صفحة جديدة من العمل السياسي في ظل حكومة الوحدة الوطنية(..)'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد