صحف ومجلات » مقتطفات من مجلة الشراع اللبنانية

- مجلة 'الشراع'
أعان الله مسيحيي الاستقلال
حسن صبرا
وراحت اسرائيل تستبيح لبنان حتى كانت الاجتياحات الصهيونية اعوام 1972 – 1978 – 1982 التي ظلت آثاره في الاحتلال المباشر للأرض فضلاً عن تدمير الوطن وانقساماته وحروبه الداخلية، حتى تحرير المقاومة الاسلامية لها عام 2000، فانسحبت اسرائيل من لبنان بموجب القرار الدولي الصادر عام 1978 – 425 تحت تأثير ضربات المقاومة.
قيل عند كل اجتياح صهيوني للبنان.. ان العميد اده كان على حق..؟ ولم يتعظ احد وظل لبنان اسيراً لمزايدات وخوف وارتباطات خارجية واقليمية بعضها عربي وبعضها اسلامي وبينهما دائماً الاسرائيلي.. خدمة ومزايدة وارتباطاً وعمالة.. حتى كان عدوان 2006 على لبنان.. وجاء القرار الدولي 1701 لنشر نحو 15 الف جندي دولي على حدوده مع العدو الصهيوني، مع السماح للجيش اللبناني لأول مرة بالعودة الى ارضه التي حرم منها طيلة الفترة من 1975 حتى 2006 (31 سنة).
اليوم تقف القوى المسيحية في 14 آذار/مارس وتحت جبة البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير الموقف نفسه الذي اتخذه العميد اده منذ عقود، وتتلقى الصدود نفسها من المزايدة المسيحية التي يمثلها ميشال عون.. والاخطر في التخلي الاسلامي عنها بعد خروج وليد جنبلاط منها في 2/8/2009 وفي البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري.. مع تحفظ المسيحيين وحدهم على الفقرة الخاصة بتشريع سلاح حزب الله تحت عنوان المقاومة.
الجميع يعرف ان حزب الله يملك السلاح ويقاتل غداً كما قاتل بالأمس ليس من أجل لبنان فقط.. بل ان القتال في لبنان جاء بالتقاطع مع المصلحة الفارسية في الوصول إلى حدود فلسطين ليتمكن من خلالها الإمساك بحدود ودواخل كل العرب الآخرين.. أفئدة ومصالح وسيطرة على مقاليد الأمور أو تعطيلاً لقدرتها على التحرك بعيداً عن النفوذ الفارسي.
وسيمضي وقت طويل، ربما أقل أو أكثر من المسافة المقطوعة بين دعوة العميد اده لنشر البوليس الدولي وبين القرار 1701، قبل أن يستفيق اللبنانيون المسلمون هذه المرة إلى ان بلدهم مستباح باسم القتال ضد إسرائيل سواء جرت الحروب المرعبة أم لم تجر، فتحت ستار قوة لبنان في قوته، لتبرير السلاح بيد حزب الله وخارج الشرعية الدستورية، تستباح المؤسسات وتسقط المحرمات وتتصاعد مخاوف اللبنانيين من بعضهم البعض، أحياناً أكثر من حقيقتها من إسرائيل نفسها، وهذه المشاعر والتناقضات هي في الداخل أشد وقعاً من أي عدوان صهيوني، لأنها بين أهل الوطن الواحد.
الخوف بعد ذلك، أن يتم عزل المسيحيين المتمسكين بحصرية حمل السلاح في الدولة ومؤسساتها وحدها، ويبدأ الهجوم المضاد ضدها في مقابل تصعيد دور ميشال عون الباصم سلفاً على كل ما يريده حزب الله تحت وهم إيصاله إلى رئاسة الجمهورية.. وأي جمهورية ستبقى إذا كانت المثالثة طريقاً لتحجيم المسيحيين؟ وإذا كان لبنان كله سيكون خاضعاً لمنطق السلاح الذي يملكه حزب واحد.. رافضاً بالأمر الواقع لكل القرارات الدولية.. إلى أن يتم تغييره بالقوة المسلحة دائماً ودائماً على حساب الوطن والمواطنين.. رحم الله ريمون اده وأعان الله مسيحيي الاستقلال.

- مقابلة مع نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري:
الارثوذكس أحق بمجلس الشيوخ من الدروز
أولاً، مع محبتي للرئيس سعد الحريري وقناعتي بمقدرته، وبأنه في هذه المرحلة والمراحل المقبلة هو الرجل المناسب لترؤس الحكومة في لبنان، ولكن هذا لا يلغي قناعتي الشخصية في ما يتعلق بالمخاطر على لبنان، ولا يجعلني أقول نقيض الكلام الذي قلته للناخبين قبل الانتخابات الأخيرة وانتخبوني على أساسه، وخصوصاً في موضوع المقاومة. ومن هذا المنطلق، في كلمتي خلال مناقشة البيان الوزاري، اعترضت على البند السادس فيه الذي يتعلق بسلاح المقاومة، وأيضاً لديّ اعتراض على كيفية تأليف الحكومة، والذي تم بطريقة تلغي مبدأ الديموقراطية القائم على ان الأكثرية تحكم والأقلية تُعارض. وبالتالي هذا النوع من الحكومات يُضعف القدرة على المراقبة والمعارضة.
البند السادس الذي يأتي على ذكر المقاومة في البيان الوزاري دفع نتنياهو منذ يومين للقول ان المقاومة أصبحت جيشاً لبنانياً، وبالتالي البعض يقول ان أي حرب على لبنان قد تشمل لبنان كله ولن تشمل المقاومة فقط؟
- أولاً، لا أحب كثيراً أن أستند الى ما يقوله نتنياهو، ولكن ما فهمته من كلامه انه في السابق كان موقفهم ان هنالك حزباً اسمه ((حزب الله)) يقوم بدور المقاومة، وعندما يحصل ردة فعل إسرائيلية كانت تستهدف المناطق الخاضعة لنفوذ ((حزب الله)) أما الآن، وبعد انضمام حزب الله الى الحكومة، أصبح كل لبنان مسؤولاً، برأي نتنياهو، وبالتالي فإن أي رد اسرائيلي، وفق منطق نتنياهو، لن يوفّر أحداً، في حال وقعت حرب جديدة لا سمح الله.
أنا لا يهمني ماذا يقول نتنياهو، ولكن يلفتني أمر واحد وعن قناعة، فحتى عام 2000 لم يكن هناك أي لبناني ضد المقاومة، وما زلنا مقتنعين بأن هناك جزءاً من لبنان لم يتحرر، ولكن علينا أن نكون عقلانيين. فاليوم، نحن متمسكون بالقسم المتبقي، ولا نريد التخلي عنه لأننا نؤمن بأن كل شبر من الأراضي اللبنانية يجب أن يعود، ولكن هناك وجهة نظر تقضي بإعطاء الوقت للطرق الدبلوماسية لحل هذه القضية، وأيضاً هناك واقع لا ننكره بأن الأمم المتحدة طلبت مرات عدّة ورقة من الحكومة السورية تثبت ان هذه الأراضي لبنانية لتثبيت ما اذا كانت لبنانية حتى ينطبق عليها القرار 425.
علينا ان نقف صفاً واحداً نطالب بترسيم الحدود أو بالحصول على هذه الورقة من سوريا والتي توفّر علينا أثماناً كثيرة، ومخاطر وحروباً جديدة ربما، لكن يا للأسف نحن منقسمون في الرأي من أجل الحصول على هذه الورقة التي ممكن أن تحل مشكلتنا عندما أجد ان قسماً من اللبنانيين لا يطالب سوريا بهذا الإعتراف، فهذا يجعلني أقتنع بأن هذا القسم لا يعمل فقط لإعادة القسم المحتل، إنما خدمة لدول أخرى.
# إسرائيل تقول انها إذا شنّت حرباً على لبنان من دولة لدولة نربح الحرب، ولكن من دولة لمقاومة نحن لا نربح، وبالتالي، الا تعتقد ان على لبنان ان يحتفظ بمقاومته ويدعمها بدلاً من إتخاذ الموقف الذي اتخذته؟
- أنا لا أخسّر نفسي ورقة المقاومة. من قال ذلك؟.
# لكنك رفضت ذكرها في البيان الوزاري؟
نعم، أنا رفضتها، ولكن هذا الموضوع طُرح على طاولة الحوار، وكان هناك خلاف في وجهات النظر حول هذا البند في لجنة الصياغة، وهذا البند مُفترض أن يُنقل الى طاولة الحوار وليس أن يكون جزءاً من البيان الوزاري، فلو تم نقله الى طاولة الحوار من دون أن يُذكر في البيان الوزاري لما اعترضت على ذلك، ولكن اعتراضي أن يصبح جزءاً من البيان الوزاري قبل إقرار مصيره على طاولة الحوار.
هل انت مع ما طرحه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بشأن تعديل الدستور، وما طرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري بإلغاء الطائفية السياسية وكذلك ما طرحه النائب وليد جنبلاط بالمداورة في الرئاسات؟
- في الواقع انا لست ضد إلغاء الطائفية السياسية كهدف، وهذا جاء في إتفاق الطائف، لكن الرئيس بري أوضح بعد إجتماع مكتب المجلس، انه قصد من كلامه تأليف هيئة ((تحضيرية)) وهذه العبارة هي أساسية. يجب ألا يتم حرق المراحل في هذا المجال، لأن هناك أموراً أساسية يجب ان تُحضر كي نجعل اللبنانيين مرتاحين لهذا الطرح ومستعدين لقبوله. لقد تكلم النائب ميشال عون بطريقة منطقية عن هذا الموضوع في كلمته في مجلس النواب، وتكاد تكون المرة الوحيدة التي أتفق فيها معه، لأنه لا نستطيع إلغاء الطائفية السياسية في الوقت الذي تشعر فيه بعض الطوائف بالخوف، ومن أسباب هذا الخوف وجود السلاح بيد فريق واحد. نحن لا نريد ان يمتلك الفريق الآخر السلاح ولكن نريد ان لا يكون أي طرف يملك السلاح.
وبالنسبة الى المداورة في الرئاسات أعتقد ان موقف النائب وليد جنبلاط هو محاولة لبيع الرئيس بري موقفاً أقوى من موقف إلغاء الطائفية السياسية. أنا أتفهم شعور وليد بك بأن طائفته محرومة من موقع رئاسي، لكن أيضاً هذا الشعور موجود لدى الطائفة الأرثوذكسية، ودائماً يخطر على بالي سؤال وهو لماذا عندما يتكلمون عن مجلس الشيوخ يكون الأمر محسوماً لطائفة الموحدين الدروز، علماً ان عددنا كطائفة أرثوذكسية أكبر من عدد الدروز وفي المبدأ نحن أحق بهذا المجلس، إضافة الى ان هناك ثلاث رئاسات واحدة للمسيحيين واثنتان للمسلمين السنة والشيعة، واذا تم الإتفاق على أربع رئاسات فيجب ان تكون مناصفة بين المسلمين والمسيحيين عندها يجب ان تكون رئاسة مجلس الشيوخ عائدة للطائفة الأرثوذكسية.


- من ذكريات قائد الحركة الاسلامية في لبنان السيد صادق الموسوي:
إصرار الإمام الخميني على دخول ا لحمامعلى الحدود الكويتية مع العراقكشف أمره وأدى الى منعه من دخول الكويت.
*الإمام الخميني ترك تحية الجماهير المحتشدة ليستقبلني ويودعني في عودتي الى لبنان بعد انتصار الثورة لبدء الحركة في لبنان.
*هكذا كان الإمام الخميني يأخذ وجهة نظري في لبنان بعين الاعتبار
*ألزمت طهران ان تسحب سفيرها احمد دستملشيان من لبنان لرفضها ان يقدم اوراق اعتماده للرئيس امين الجميل
*تعرضت للتهديد والترغيب من جماعات شعبية محسوبة على الاستخبارات اللبنانية سابقاً
*لم تكن اعداد المبلغين الدينيين في البقاع تتجاوز عدد اصابع اليدين ومعظمهم من غير اللبنانيين
*كنت اول من رتب لقاء بين الشيخ رفسنجاني وقادة ((حزب الدعوة)) في لبنان (نعيم قاسم، محمد رعد، محمد الخنسا.. وهم رتبوا استقبالاً حاشداً له في الغبيري ليظهروا لأول مرة شعبياً في لبنان). وأنا اقنعت الشيخ رفسنجاني بلقاء السيد محمد حسين فضل الله في منـزله
*المفتي الراحل الشيخ حسن خالد اصدر تعميماً لخطباء المساجد في لبنان لإعلان تأييد المسلمين في لبنان لنضال المسلمين في ايران.. قبل ان يصدر اي طرف شيعي في لبنان بياناً بذلك
*رجل دين شيعي لبناني استدل بوجود عنوان لكتاب مكتوب باللون الاحمر ان الإمام الخميني شيوعي!!
*اول تأييد شيعي لبناني لثورة الإمام الخميني جاء عبر رسالة تأييد للسيد شريعتمداري.. رغم ان جماهير ايران كانت تهتف الله اكبر خميني رهبر (زعيم)
*فضل الإمام الذهاب الى باريس حتى لا يتكرر معه في دمشق ما حصل في الكويت
*ادعى مرافق للإمام بأنه أصيب بأزمة قلبية فأنـزل من الطائرة.. ليتصل بـ بني صدر وصادق قطب زاده لترتيب استقبال الإمام في مطار أورلي في باريس
*السلطات الفرنسية لم تعلم بوجود الإمام الخميني على اراضيها إلا بواسطة حشود الايرانيين التي توافدت الى حيث ينـزل
*قادة الجزائر، ليـبيا، سوريا، الاردن، المغرب، الباكستان كلهم عرضوا استضافة الإمام الخميني عندهم وجوابه كان واحداً.. انا عائد قريباً الى بلدي
*كان الإمام الخميني يصر على الصلاة ((قصراً)) ويركب سيارة كل عشرة ايام ويخرج الى مسافة يتحقق فيه السفر ليقصر في صلاته
*اشتغل خط الإمام الهاتفي 24 ساعة مع طهران بسبب تضحيات عمال هاتف في الكويت وطهران وبيروت
*كثرة المتحدثين باسم الإمام جعلته يكتب ورقة ويرفعها بعدة لغات ان ليس للإمام اي ناطق بإسمه
*اطراف رسمية شيعية وضعت لائحة بأسماء عشرين مرجعاً مقترحاً بعد وفاة السيد محسن الحكيم.. ولم يكن اسم الإمام الخميني ضمنها

- أسرار وتفاصيل جديدة تنشر لأول مرة يوردها قائد الحركة الاسلامية في لبنان السيد صادق الموسوي في حديث لـ((الشراع)) عن بعض من ذكرياته وخاصة تلك الوقائع التي شهدها خلال وجود الإمام الخميني في فرنسا وانتقاله من هناك الى ايران في الرحلة الشهيرة التي اكدت انتصار الثورة.
فإلى وقائع الحلقة الثانية:
كنتُ مع الإمام طوال فترة مكوثه في فرنسا إلى جانبه، وغادرت في خدمته إلى طهران وكان ضمن الشباب العربي والاسلامي الايراني على الطائرة الاستاذ حسن صبرا، وهو يعرف تفاصيل تلك الرحلة التاريخية.
وبعد وصوله إلى طهران وفي خضم استقباله حشود الناس في (( مدرسة علوي)) قبل تشكيل حكومة مهدي بازركان كنتُ أروم السفر إلى لبنان فأخبرته بذلك، فترك الإمام تحيته للجماهير المحتشدة لدقائق واستقبلني بحضور أية الله منتظري الذي كان أقرب الناس إليه، وودعني الإمام بحرارة فائقة.
وكان من عادتي حتى آخر أيام حياة الإمام الخميني رضوان الله عليه أني إذا وصلتُ إلى طهران ليلاً أذهب في اليوم التالي إلى لقائه، وإذا أردتُ المغادرة أذهب قبل السفر لوداعه.
وكان المرحوم السيد احمد الخميني بعد أخيه المرحوم السيد مصطفى على الدرجة نفسها من العلاقة الوطيدة، وروى لي السيد علي أكبر محتشمي أنه في إحدى سفراته إلى طهران لما كان سفيراً في سوريا التقى على سفرة العشاء السيد احمد الخميني وجلس إلى جنبه؛ ومن دون أية مقدمات التفت السيد احمد إليه وقال: أنا يعجبني ما يفعله السيد صادق في لبنان.
وحتى أنه في إحدى المرات ذهب أحد المسؤولين الكبار يومذاك ليشكوني للسيد احمد أثناء تحركاتي في لبنان. فقال له السيد احمد: لننتظر السيد صادق ليأتي ونسأله لعل له مبرراً لعمله؛ ثم على فرض أنه أخطأ فكل واحد منكم يرتكب مئات الأخطاء في اليوم الواحد ولا يحاسبه أحد وأنتم تريدون لأجل خطأ واحد أن ترسلوا السيد صادق إلى المشنقة ؟!. فسكت المسؤول وخرج من بيت الإمام خائباً.
وكان الجميع في ايران يعرف أن الإمام الخميني رضوان الله عليه يأخذ وجهة نظري في الساحة اللبنانية بعين الاعتبار، وهناك أمثلة كثيرة يعرفها البارزون اليوم على الساحة اللبنانية من دينيين وسياسيين.
# ورد في حديثك ان الامام الخميني كان يأخذ برأيك في بعض الامور على الساحة اللبنانية. ارجو اعطاء امثلة على ذلك.. وقائع بالأسماء.
- اذكر مثلاً ان موقف الإمام الخميني رضوان الله عليه من النظام اللبناني جاء اثر ارسالي استفتاءً شرعياً اليه عبر احد الاخوة، وكان هذا الموقف لا يناسب بعض ((الواقعيين)) من المسؤولين الايرانيين الذين كانوا يريدون التعامل مع امين الجميل وعينوا ((دستلمشيان)) سفيراً للبنان وأجازوا له تقديم اوراق اعتماده للجميل، لكن صدور موقف من الإمام الخميني بأن النظام اللبناني غير شرعي وقيامنا نحن والمخلصون في خط الإمام بتفعيله أجبرهم على التنصل من فعلته وإصدار بيانات تنديد من قبل مسؤولين في وزارة الخارجية الايرانية ثم سحبه من بيروت بعد فترة قصيرة وهناك وقائع كثيرة اخرى نوضحها في وقت آخر اذا لزم الأمر.
أما المسؤولون في الجمهورية الإسلامية الصادقون في انتمائهم لخط الإمام الخميني فإنهم كانوا ولا يزالون يقدرونني لمعرفتهم بتجذري في خط الإمام وعلمهم بتجربتي الطويلة في العمل في الساحة اللبنانية.
وعندما تتعقد بعض الأمور على مستوى الساحة اللبنانية في كثير من المراحل في حياة الإمام وبعدها، لم يترددوا في مراجعتي وأخذ المشورة مني لإيجاد سبيل لحل المعضلة، وإذا لزم الأمر أذكر بعض النماذج من المراجعات والمعالجات ودوري الأساسي في إيجاد الحلول.
وبناءً عليه لم يكن يجرؤ أي مسؤول ايراني مهما علا شأنه على معارضة الرأي الذي أراه صحيحاً فيما يتعلق بالساحة اللبنانية طوال حياة الإمام الخميني وإن كان في قرارة نفسه غير مقتنع به. ولم تؤثر كافة المحاولات للتأثير على ثقة الإمام الخميني رضوان الله عليه بي، كما لم تفلح كل الجهود للتأثير عليّ وثنيي عن متابعة نهج الإمام في لبنان، ولم تتمكن إغراءات كثيرة قُدّمت لي في فترات مختلفة من أجل القبول بأمور تخالف قناعاتي الدينية والسياسية.
# ورد ايضاً عن ضغوط عليك في لبنان واغراءات للسكوت وتهديدات بالترحيل من كان يقوم بذلك؟ من كان وراء الضغوط؟ من كان وراء الاغراءات؟ وما هي؟
- لأني كنت في تلك الفترة كما اكثر المناضلين ضد شاه ايران لا نملك جوازات سفر قانونية وبالنتيجة لم تكن حركتنا بين الدول شرعية بالمعنى المتداول، فان بعض الذين كانوا على علاقة مع الدولة في تلك البرهة والذين كانوا يتعاملون مع ((المكتب الثاني)) و((الاستخبارات)) يشيرون بالكناية او بالصراحة ان وضعك يا سيد ليس مناسباً وقانونياً، ويمكن في اية لحظة ان تقوم الدولة بترحيلك من لبنان، حتى ان احد اصدقائي جاءني في احد الايام فزعاً ليقول لي: يا سيد صادق حاول الاختباء لفترة لأن ((المكتب الثاني)) يلاحقك، ذلك لأنه قد سمع من احد الضباط الكبار في الجيش بمعلومات عني لم يعرفها هو رغم انه كان يسكن بجواري لسنوات.
اما الاغراءات فان وفداً من قبل احد القيادات الرئيسية الشيعية في لبنان اتاني الى بيتي في قرية شعث ليقول لي: يا سيد صادق انت حرام تكون محبوس في نطاق ((الضيعة)) و((المنطقة))، واذا تجاوبت معنا فإن امامك مجالاً واسعاً للعمل على مستوى لبنان وهناك امكانات مادية كثيرة ستوضع تحت تصرفك.
فقلت له: انا وضعت العمامة على رأسي لأعمل في سبيل الاسلام، فإذا كان عملك للإسلام فأنا معك وإلا فابحث عن غيري.
وبعد وفاة الإمام الخميني بقيت العلاقة مستمرة ولكن الاتصالات لم تبق بالوتيرة نفسها نتيجة انشغالي في كثير من الأحيان بالعمل التحقيقي في ((تمام نهج البلاغة)) وأخذه حيّزاً كبيراً من وقتي وجهدي، وهذا الانشغال أثّر حتى على نمط علاقتي بأسرتي وأولادي، فوالديّ في ايران مثلاً لمّا يرون أني منذ وصولي إلى مشهد المقدسة أمضي أكثر وقتي في المكتبات المختلفة فيها، يقولان لي: أنت تأتي بالإسم لزيارتنا ولكننا لا نراك إلا قليلاً وأكثر أوقاتك تمضيها في المكتبات، وابني السيد سليمان الموسوي الذي يدرس في الحوزة العلمية في قم المقدسة كثيراً ما يشكو هو وأولاده من قلة الوقت الذي أخصصه للجلوس معهم أثناء وجودي في مدينة قم بسبب قضاء أكثر أوقاتي في المكتبات بحثاً عن جديد المصادر. وأولادي في لبنان أيضاً يسألونني عندما أعود من سفرٍ: يا بابا، كم يوم ستبقى معنا ؟. لأنهم يعرفون أن أسفاري كثيرة بسبب مراجعتي لمختلف المكتبات في بلاد العالم.
ولتوّي عدتُ من زيارة إلى الولايات المنتحدة حيث كنتُ مدعّوّاً من قبل أحد المراكز الإسلامية فيها؛ ورغم أني كنتُ في رحلة للتبليغ والمشاركة في عدد من المؤتمرات وإلقاء عدد من المحاضرات في عدد من الولايات، والحضور في لقاءات مباشرة مع قنوات فضائية اسلامية مختلفة، إلاّ أني أمضيتُ وقتاً طويلاً في مراجعة مكتبات مهمة في أميركا كمكتبة الكونغرس، ومكتبة جامعة هاروارد، ومكتبة جامعة يل، وطالعتُ فيها أكثر من ألف من المصادر الإسلامية التاريخية والحديثية والأدبية وغيرها، وتفحصتُ حوالى مائة مصدر من تلك الكتب وأضفت تلك المصادر إلى ما كنتُ قد وجدتُ في مكتبات في العراق بعد ما تمكنت من زيارته عقب سقوط نظام صدام حسين.
وهنا أشكر جميع الذين سهلوا لي الوصول إلى المكتبات والمسؤولين فيها، وأسأل الله عزّ وجل أن يثيب كل معين لي بأية طريقة وبأية نسبة في هذا المشوار العلمي الشاق المتعلق بأهمّ شخصية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في العالم الإسلامي، والشخص الذي ينحني أمامه أعاظم العلماء وأفذاذ المتفكرين من غير المسلمين تعظيماً وإجلالاً، وهو أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
ولعل هذا الأمر جعل بعض المتابعين في الساحة اللبنانية يتساءلون أحياناً عن سبب عدم حضوري البارز، في وقت يعلم المعنيون أن عدم حضوري المعلن ليس معناه الغياب عن متابعة الأوضاع والتأثير في التطورات؛ إذ أنني أفضّل العمل دون إعلان وظهور على الشاشات إلاّ في حالات الضرورة ولفترة قصيرة، وهذا أسلوبي منذ بداية عملي في المجال الاجتماعي والديني والسياسي.
# هل نسلط الضوء على صلاتك خلال الثورة مع اللبنانيين: سياسيين – صحافيين – حزبيين؟
- منذ وصولي إلى لبنان في العام 1970 ميلادية وبدء العمل من قرية شعث في منطقة البقاع التي وصلتها بناءً على دعوة أحد الشباب المؤمنين من آل الحاج حسن والذي صادفته في الباص الذي كنتُ أستقله لزيارة مدينة بعلبك؛ ورغم أن الزيارة للقرية كانت لمنزل هذا الأخ فقط واستجابة لدعوته، فقد أصرّ المؤمنون عليّ للبقاء عندهم طوال فترة الصيف، فوافقتُ أنا على ذلك. ثم طلبوا من مفتي بعلبك يومذاك المرحوم سماحة الشيخ سليمان اليحفوفي أن يتدخل لإقناعي بالاستقرار في القرية والقيام بالعمل التبليغي في المسجد، إذ لم يكن عدد العلماء كثيراً كما هو الحال في وقتنا الحاضر، وكان الذين يقومون بالعمل التبليغي الناشط في منطقة البقاع لا يبلغ في بداية وصولي اليها أصابع اليدين على ما أتذكر الآن وأكثرهم من غير اللبنانيين.
ومع استقراري هناك بدأت شيئاً فشيئاً بتأسيس العلاقات مع مختلف الأوساط؛ فكثير ممن هم من القرية يسكنون في مناطق متعددة في بيروت وضواحيها وفي مدينة بعلبك نفسها، إضافة إلى زياراتي لعدد من القرى المجاورة في مناسبات مختلفة كنتُ أدعى إليها.
وإذا علمنا أن الجوّ الغالب في السبعينيات كان الفكر اليساري والقومي البعثي والناصري، وأن العمل الإسلامي كان ضعيفاً ومحدوداً في مجموعات منغلقة من الشباب، وكان الجوّ الغالب لا يتحمل بسهولة أن يرى عالم الدين يقوم بنشاط واسع خارج الإطار المتعارف عليه يومذاك، وقضاء كثير من وقته مع الشباب غير المتدين في ذلك الوقت، عندها يتّضح كم كان صعباً عليّ مزاولة العمل الديني بالأسلوب الذي كنا نؤمن به نحن القلة المنتمية إلى خط الإمام الخميني، والذي صار اليوم السمة البارزة للنشاط الإسلامي والمنهج السائد لعمل جميع العلماء في لبنان على اختلاف مشاربهم.
وكم مرة اتُّهمتُ أنا المرتدي للزيّ العلمائي والمتحدر من أسرة مرجعية عريقة في العراق وإيران بالانتماء إلى بعض الأحزاب اليسارية المعادية للدين أصلاً، فقط لكوني كنتُ أنشط مع الشباب؛ وأذكر أن الحجاج والمؤمنين في إحدى القرى في منطقة بعلبك رفضوا الصلاة خلفي في أحد الأيام لكوني في يوم سابق عقدتُ إجتماعاً في مسجد القرية مع الشباب، وقالوا بصريح العبارة: السيد شو إلو علاقة بالشباب ؟.
ولكن هذا الوضع الصعب لم يحُل دون استمراري في تكوين وتطوير شبكة العلاقات مع الشباب من مختلف الانتماءات وفي كافة المناطق؛ وتطورت هذه العلاقات إلى أطراف سياسية ومسؤولي أحزاب وصحافيين، واستخدمتُ كل هذه العلاقات الشخصية للتعريف بالإمام الخميني والثورة الإسلامية في ايران، وإيصال رسالة الحركة الإسلامية في إيران إلى الذين كانت وسائل الإعلام الغربية تحجب عنهم حقيقة ما يدور في إيران.
وأنا أعتزّ بعدد كبير من الأصدقاء الذين تفهموا توجهي الديني الثوري وأُعجبوا بفكر الإمام الخميني رصوان الله عليه.
وأتذكر كم كان صعباً في البداية إفهام اليساريين والقوميين بأن الدين الإسلامي الصحيح هو منهج حياة في كافة المجالات وليس خاصاً بالعبادات، وأنه دين مقارعة الظالمين والمستكبرين والغاصبين، وأنه دين العقل والمنطق والبرهان وليس دين التقليد الأعمى والتقيد بالتقاليد البالية، وأن الإمام الخميني هو مرجع الدين في الدرجة الأولى وهو يمارس عمله السياسي بناءً على شعوره بالمسؤولية الشرعية، وليس سياسياً يتغطى بلباس الدين ويستغله للوصول إلى مآربه الخاصة الدنيوية، وأن مشروع إقامة الجمهورية الإسلامية ليس إلاّ لإحياء حقيقة الإسلام وهو الوصول إلى تطبيق الشرع الحنيف من خلال صناديق الإقتراع وعبر آراء أبناء الشعب الملتزم بالنهج الإلهي؛ في وقت كانت النُظم السائدة إما تريد الجمهورية من دون أية قواعد وضوابط تتعلق بالجذور الحضارية والقيم الثقافية وتاريخ الأمة، وإما تدّعي الإسلام وباسمه تمارس كافة أعمال القمع بحق الشعب وتنهب ثروات الأمة وتبيع الأوطان للمستعمر الأجنبي.
# كيف كانت الحالة الاسلامية في لبنان قبل الثورة في ايران؟
- ذكرتُ آنفاً أن التوجه الإسلامي في لبنان كان في الغالب بعيداً عن الواقع الاجتماعي ومتقوقعاً، ما عدا بعض الحالات التي بدأت بالظهور في فترة ما قبل اندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975 ميلادية، لأن أكثر علماء الدين الذين كانوا ينشطون في ذاك الوقت قد درسوا في النجف الأشرف، وتأثروا بالأجواء السائدة فيها للأسباب التي ذكرتها قبلاً، وكانوا يتحاشون العمل الذي يؤثر على أوضاعهم، ولعله يمنعهم من الذهاب إلى العراق والتواصل (!) مع الحوزة العلمية فيها وزيارة العتبات المقدسة هناك؛ وكان قسم كبير من العلماء يتأثرون وإن بنسب مختلفة بالزعامات السياسية الطائفية من قبيل كامل الأسعد في الجنوب وصبري حمادة في البقاع، وقسم قليل ممن درسوا في النجف الأشرف كانوا منخرطين مع الأطراف القومية واليسارية وكان الطاغي على عملهم اللون السياسي والفكري اليساري، وكان أصحاب تلك التوجهات يستغلون هؤلاء المعممين كغطاء فقط ولا يحترمون شخصيتهم الدينية والفكرية إلاّ إذا أرادوا الدخول من خلالهم إلى الأوساط الدينية لجذب بعض الشباب إلى صفوفهم الحزبية أو التنظيمية.
أمام هذا الواقع كان شخص مثلي لا يحمل الجنسية اللبنانية، والمتأثر بفكر الإمام الخميني المحارَب أصلاً من قبل الجوّ التقليدي في حوزة النجف الأشرف والعلماء التقليديين، الذين كانوا إلى ما بعد انتصار الثورة الإسلامية يرفضون حتى الإقرار بأن الإمام الخميني هو في عداد المراجع الجائز تقليدهم في أحكام الدين، والذي لا يسير في أي فلك حزبي يساري او قومي، ولا ينخرط في مشروع غير إسلامي وإن حمل إسماً يوهم الجاهلين أنه يحمل فكراً إسلامياً، يصعب عليه أن يتحرك في الأوساط المتوزعة على هذه الأطراف؛ فكم مرةّ كان التهديد بالطرد من لبنان يوجّه إليّ إذا استمر عملي خارج الإطار التقليدي، ومرات عديدة كان يتمّ الضغط عليّ مادياً واقتصادياً لوقف أسلوبي في العمل الديني والسياسي.
# هل كنت على صلة مع اي جماعة منها؟ هل يمكن الحديث عنها؟
- في الحقيقة كانت اتصالاتي ولقاءاتي تشمل الجميع، ولي صداقات مع أكثر الذين كانوا في ذلك الوقت يتواجدون على ساحة العمل الديني والاجتماعي والسياسي، ولكن كما قلت كنا بين فكّي كماشة الأطر الدينية التقليدية المعارضة أصلاً للتعاطي بالسياسة، والأطراف الناشطة إسلامياً والتي كانت لا تتحمل حتى مجرد سماع إسم الإمام الخميني رضوان الله عليه فكيف يقبلون التعامل مع الذين يعتقدون بأفكاره ويحاولون نشرها حيثما يكونون وفي أية بقعة يتواجدون؟.
وقد أعطيتُ مثلاً على هذه المجموعات وهم جماعة ((حزب الدعوة)) التي مع الأسف كانت مستعدة للتعامل مع ((الشيطان)) كما يقال ولا ترضى بقبول أي شخص مسلم يسير في خط المرجع الديني الإمام الخميني. وهذه الحالة متأصلة حتى اليوم في الذين تشربوا توجهات هذا الحزب، والأمثلة على ذلك كثيرة.
الجميع يعلم ان ارتكاز اركان حزب الدعوة كان في لبنان بعد المضايقات التي حصلت في العراق وبعد الحملة التي شنها نظام البعث ضد المرجع الاعلى للشيعة، يومذاك السيد محسن الحكيم رحمه الله، واتهام ولده المرحوم السيد مهدي بالجاسوسية لشاه ايران، واضطرار سماحته الى الاعتـزال في منـزله في ((الكوفة))، وانتقل معهم دورهم في تشويه صورة الإمام الخميني الى لبنان ايضاً.
وأذكر ان آية الله شريعت احد كبار العلماء الشيعة في الباكستان غضب كثيراً بعد ان سمع اعلان مرجعية السيد الخوئي من قبل بعض الجهات الرسمية الشيعية في لبنان بعد وفاة السيد الحكيم وقال: ((هؤلاء يعملون كل شيء حتى لا يعرف الناس الإمام الخميني، ومستعدون لطرح اي اسم غير اسمه ليكون المرجع الديني، وآية الله شريعت اعلن في عموم الباكستان مرجعية الإمام الخميني رغم الضغوط الكبيرة التي وجهت اليه.
واذكر ايضاً ان المرحوم السيد احمد الخميني اخبرني يوماً ان لائحة صدرت في لبنان من قبل اطراف رسمية شيعية بعشرين من اسماء المراجع المقترحين بعد وفاة السيد الحكيم ولم يكن بين تلك الاسماء اسم الإمام الخميني فاتصل السيد احمد بأحدهم قائلاً: ألم يكن الإمام الخميني بمستوى احد هؤلاء العشرين لتذكروا اسمه؟
# لماذا التـزم ((حزب الدعوة)) في لبنان دعوة الإمام لتشكيل حالة اسلامية واحدة؟ وما هو دور السيد فضل الله في ذلك؟
- لقد ذكرت ان ((جماعة حزب الدعوة)) قاومت الى اقصى حد تأثيرات حركة الإمام الخميني رضوان الله عليه وبقي قادتها ينأون بأنفسهم عن التعامل مع الجمهورية الاسلامية في ايران، حتى تم بترتيب مني اول اتصال بينهم وبين آية الله الشيخ هاشمي رفسنجاني اثناء زيارته الى بيروت، فالتقاه الحاج نعيم قاسم (قبل ان يرتدي العمامة على يد سماحة السيد فضل الله) والحاج محمد رعد والحاج محمد الخنساء ولا اذكر ان كان الحاج محمود قماطي معهم ام لا.
هذا رغم انهم تأخروا عن الموعد المحدد مع كثرة اللقاءات وضيق الوقت، لكني كنت المسؤول عن تحديد المواعيد فأوجدت فسحة من الوقت لهم بين ((عجقة)) اللقاءات.
وفي السياق نفسه كان ترتيبي لزيارة سماحة السيد محمد حسين فضل الله لآية الله رفسنجاني في فندق ((كارلتون)) بعد موعد لقائه مع سماحة الشيخ محمد شمس الدين ثم تقديم الموعد ليلتقياه معاً في الوقت نفسه، وكذلك اقناع سماحة الشيخ رفسنجاني بأمر زيارته للسيد فضل الله في بيته في روضة الشهيدين.
وأذكر ايضاً انني كتمت طريق ووقت وصول الوفد الايراني برئاسة الشيخ رفسنجاني من دمشق الى بيروت رغم اصرار المرحوم سماحة العلامة الشيخ شمس الدين على معرفة ذلك لتهيئة استقبال حاشد له في مدخل بيروت، لكني اخبرت بذلك الحاج محمد رعد والحاج محمد الخنساء فرتبوا في منطقة الغبيري حشداً لا بأس به من المستقبلين، وكان هذا اول تعامل بينهم وبين الجمهورية الاسلامية في ايران، وأول ظهور شعبي مستقل لهم في الساحة الشيعية في لبنان.
# هل تم دفع المال لـ((حزب الدعوة)) للانخراط في الحالة الاسلامية التي كان الامام الخميني رمزها؟
- اذكر ان ((اتحاد الطلبة)) الذي كان غطاء ((حزب الدعوة)) يصدر مجلة باسم ((المنطلق))، وفي الاجتماع الذي رتبته بين اركان ((جماعة الحزب)) وبين آية الله الشيخ هاشمي رفسنجاني طلبوا منه مساعدتهم في امر المجلة لتوسيع حجمها وانتشارها، فوعدهم الشيخ خيراً، ثم كانت لهم زيارة الى ايران وتوطيد العلاقة شيئاً فشيئاً.
# هل تم توزيع الادوار بين ((حزب الدعوة))) في لبنان و((حزب الدعوة)) في العراق؟ هل اختلف الدعوتيون في لبنان مع حزبهم في العراق يومها؟ ارجو تفصيل ذلك؟
- لمّا كنتُ أدرّس مادة الدين في ((ثانوية برج البراجنة المختلطة )) في عام 1976 ميلادية كما أتصور، لكوني كنتُ في ذلك الوقت قد انتقلت في سكني إلى بيروت واستأجرتُ منزلاً في شارع (( الإمام علي (ع))) بالقرب من الثانوية؛ ولأن تلك المدرسة في ذلك الوقت كانت مركزاً للنشاط من جميع ((الانواع والتوجهات)) ولكافة الأحزاب والتنظيمات والحركات، فإني كنتُ أواجه مشكلة من قبل الطلاب الذين لا يقبلون أصلاً التوجه الديني من المنتمين إلى الأحزاب اليسارية والشيوعية، وبالنتيجة لم يرُق لهم أن يدخل عالم دين إلى المدرسة ويعلّم الطلبة أمور الدين الذي كانوا يرونه ((أفيون الشعوب))، والذين كانوا يروجون بين الشباب والفتيات أجواء التحرر من الأصول الثقافية والخلقية النابعة من الحضارة الإسلامية، ومشكلة أخرى من جانب القليل من الشبان الذين كانوا فيها من ذوي الميول الدينية لكنهم منضوون في (( اتحاد الطلبة)) الذي كان يشكل الغطاء الطلابي لـ((حزب الدعوة ))، وبعض هؤلاء كان يهمه حزبه أكثر مما يهمه دينه.
وإدارة المدرسة التي كانت تتشكل من أساتذة منتمين إلى الأحزاب اليسارية، لم يكن يناسبها أيضاً حضوري في المدرسة في عداد المعلمين.
وبين هذا وذاك وذيّاك استمرّ تواجدي شبه اليومي طوال عام دراسي تقريباً.
وكنتُ أصدر في تلك الفترة كراسات صغيرة شهرياً ولمدة أكثر من عام تحت إسم ((مبادئ الإسلام)) أوضح فيها العقيدة الإسلامية وأجيب من خلالها على مختلف الأسئلة التي تُطرح في الأذهان عن الوجود والإنسان والله والدين والرسول و....
وأثناء هذه الفترة التقيتُ مع عدد من الشباب الملتزمين الذين بدأ تعاونهم معي أولاً في توزيع الكراسات مجاناً في الثانوية وعلى الطلاب في غير المدرسة، ثم بدأوا يحضرون دروساً دينية عندي في المنزل إضافة إلى ((ساعات المدرسة ))، ومن خلال تواصل اللقاءات والجلسات تعرفوا على فكر الإمام الخميني رضوان الله عليه وعشقوه وانصهروا فيه وتفانوا في العمل لأجله، وهؤلاء كانوا المجموعة الأولى التي قامت بتوزيع بيانات الإمام رغم المحاربة الشديدة من قبل من كانوا في تلك الأيام يحاولون فرض رؤيتهم على الساحة الإسلامية والهيمنة على الشارع الشيعي كما يقال.
وهؤلاء الشباب كانوا يخرجون ليلاً من بيوتهم دون أن يحسّ أهلوهم، لكونهم كانوا يحملون الفكرة التقليدية عن الدين، ولما يلصقون الملصقات ويوزعون المنشورات كان يلاحقهم الذين يعادون فكر الإمام الخميني من أساسه رغم لونهم (( الإسلامي)) و(( الشيعي)) وظاهرهم الملتزم دينياً، وفي هذا المناخ كان يتمّ العمل لتعريف الناس على خط الثورة الإسلامية في لبنان وتبيان فكر وشخصية الإمام الخميني.
وكما قلتُ، فإن عدداً من الذين كانوا مع توجهاتهم القومية لا يشعرون بحساسية تجاه الفكر الإسلامي، وخاصة لأنهم كانوا يسيرون في التوجه القومي لجمال عبد الناصر الذي كان في قطيعة كاملة مع شاه إيران، ومنهم كان الأستاذ حسن صبرا والأستاذ عبد الرحيم مراد والأخ عدنان الساحلي على سبيل المثال لا الحصر، وكان هؤلاء يؤيدون توجهات الإمام الخميني رضوان الله عليه ويساعدوننا من خلال اتصالاتهم بعدد من وسائل الإعلام اللبنانية في فكّ طوق التعتيم على أخبار الإنتفاضة الإسلامية التي كانت قائمة في تلك الفترة وتقوم وسائل الإعلام الغربية والعربية بتشويه صورتها. وكانت صحيفة ((القومي العربي)) الناطقة باسم (( الإتحاد الإشتراكي العربي))؛ أول وسيلة إعلامية عربية تنشر ترجمة النصّ الكامل لأول مقابلة صحفية أُجريت مع الإمام الخميني في النجف الأشرف من قبل مجلة ((لوموند)) الفرنسية، ووضعت على كامل صفحتها الأولى صورة للإمام رضوان الله عليه.
ولا بدّ أيضاً من تقدير دور سماحة المرحوم الشيخ قاسم الرفاعي مفتي بعلبك الذي تعرفتُ من خلاله على سماحة المرحوم الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانية؛ إذ زرتُ الشيخ الرفاعي في منزله في بيروت وأعطيته بياناً عن جرائم شاه إيران خلال التظاهرات في محتلف المدن الإيرانية؛ ووجدته قد تأثر كثيراً وأبدى تعاطفاً مع الحركة الشعبية الإسلامية. وعند ذاك طلبتُ منه تحديد موعد للقائي مع سماحة المفتي؛ وبعدما تمّ اللقاء في منزله في عرمون بحضور سماحة الشيخ الرفاعي وشرح الأوضاع الحقيقية في إيران، تأثر سماحته بأخبار الفظائع التي نقلتها إليه من ممارسات الشاه بحق الشعب الأعزل الذي كان هدفه رفع راية الإسلام وإزالة نظام العمالة لأميركا والحليف الأساسي للكيان الصهيوني الغاصب للقدس، فأوعز فوراً إلى الأستاذ محمود حطب المسؤول عن إصدار التعميمات من قبل ((دار الإفتاء في الجمهورية اللبنانية)) ليصدر كتاباً يعمم فيه على جميع خطباء الجمعة في كافة المناطق اللبنانية بمن فيهم خطيب الجمعة في الإذاعة اللبنانية الرسمية طالباً منهم بشكل رسمي إعلان تأييدهم لنضال العلماء المسلمين في ايران؛ وكان هذا قبل أن يقوم أي طرف ((شيعي)) في لبنان بأي دور تضامني مع الانتفاضة الإسلامية في إيران. ما يدلّ على أن المناخ الإسلامي (( السنّي)) الطبيعي في لبنان يتفاعل دائماً بدافع فطرته السليمة مع القضايا الإسلامية بغضّ النظر عن الإطار المذهبي لذلك التحرك والصبغة المذهبية لمن يرفع رايتها؛ وإن التقوقع المذهبي والتباعد النفسي بين أبناء المذاهب الإسلامية هو أمر طارئ ومؤقت بفعل المخططات المعادية لوحدة المسلمين.
# ما هو موقف رجال الدين اللبنانيين يومها منك؟
- كانت العلاقة على الصعيد الشخصي جيدة، لكن الموقف من حركتي التبليغي وطرحي مرجعية الإمام الخميني رضوان الله عليه كان يثير حفيظة بعض العلماء التقليديين، وحتى أن أحدهم لمّا رأى عندي كتاباً إسلامياً مطبوع عنوانه باللون الأحمر قال فوراً إن هذا الكتاب حتماً للشيوعيين، فقلتُ له: بناءً على كلامك فإن وجود علم أحمر على قبة الإمام الحسين دليل على أن سيد الشهداء عليه السلام شيوعي ؟!
لكن بصورة إجمالية لم أواجه من جانب العلماء مشكلة كبيرة على الصعيد الشخصي لأن عددهم في ذلك الوقت كان قليلاً، ولأن أكثر نشاطي كان في وسط جيل الشباب، ولكوني أمضي أكثر وقتي في أمور تتعلق بالثورة الإسلامية في إيران وبصورة سرية جداً، حتى أن بعض أقرب الناس إليّ لم يكونوا يعرفون قبل الانتصار كثيراً من نشاطاتي.
# من كان مع الثورة في بدايتها ومن كان ضد الثورة ايضاً؟ ومتى تحول؟ ولماذا تحول؟
- كان الجوّ العلمائي اللبناني التقليدي في الوسط الشيعي كما قلت لك لا يروق له قبول نهج الإمام الخميني رضوان الله عليه، وكان بعد توسع دائرة الانتفاضة الشعبية يتفاعل مع المرجع السيد كاظم شريعتمداري الذي كان لا يريد الإطاحة بالشاه أصلاً، بل تحت ضغط الانتفاضة وعمليات القمع والقتل من جانب جلاوزة الشاه طالب بالملكية الدستورية فقط؛ وكانت وسائل الإعلام التابعة لشاه إيران والإعلام الغربي يلمّعان صورة السيد شريعتمداري ويسوّقانه على أنه الزعيم الديني لانتفاضة الشعب الإيراني في مقابل طمس صورة الإمام الخميني بالكامل.
وكان لافتاً أن أول برقية شيعية انطلقت من لبنان للتضامن مع الانتفاضة الإسلامية في إيران وبعدما عمّت التظاهرات كل المدن الإيرانية أُرسلت إلى السيد شريعتمداري في حين كان شعار ملايين المتظاهرين في إيران (( الله أكبر. خميني رهبر ( القائد ) )).
وفي أربعين الدكتور علي شريعتي الذي أقيم في (( الكلية العاملية في بيروت)) والتي ألقى الكلمة فيها سماحة السيد موسى الصدر ( أعاده الله ) رُفعت لأول مرة صورة الإمام الخميني على المنصة الرئيسية للإحتفال وعلى أطراف القاعة، وهذا الأمر أوجد هزّة في الواقع الشيعي وجعل الناس، وخاصة بعد كلمة سماحة السيد الصدر في المناسبة، تتعرف على الإمام الخميني المرجع الديني والقائد للحركة الإسلامية ومُلهم الجماهير الإيرانية.
وهنا لا بدّ من الإشارة إلى الدور المركزي للمرحوم الشهيد محمد منتظري صديق حميم للاستاذ حسن صبرا حيث كان الفاعل الأساسي في تحشيد كافة القوى لإنجاح الأربعينية للدكتور شريعتي وتهيئة الملصقات من صور الإمام الخميني وصور الدكتور شريعتي وملصقات عن إنتفاضة الشعب في إيران.
وأذكر أنني وإياه ذهبنا في الليلة السابقة للمناسبة وبعد الساعة 12 ليلاً إلى أحد أصدقائي الذي كان يعمل في طبع الأفلام وتحضير (( البلاكات)) لطباعة الكتب وطلبنا منه طبع صورة للإمام الخميني بكميات كبيرة وبمختلف الأحجام والإسراع فيه قبل بزوغ الفجر حتى نتمكن من توزيع الصور بين الذين سيحضرون الإحتفال.
هذا لأننا كنا نخاف لو أنجزناها في النهار أن يتسرب الخبر إلى عناصر ((السافاك)) المنتشرين بكثافة ومن خلال بعض الناس المرتبطين بالسفارة الإيرانية المندسين في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى يومذاك، فينكشف الأمر فيتدخل السفير الإيراني منصور قدر لدى السلطات اللبنانية ليمنعوا طباعة الصور، كما تدخل من قبل وأرسل الأمن العام اللبناني دوريات عسكرية يحمل عناصرها ((المشحاف)) ليزيلوا بها الملصقات التي عليها صورة الإمام الخميني وأربعة سقطوا من علماء الدين في إيران، والتي كنا ألصقناها لأول مرة على جدران الشوارع في مختلف الأحياء في بيروت والضاحية الجنوبية.
وكان منـزلي في ((شارع الإمام علي (ع))) مركزاً للقاءات كافة الناشطين في جميع المجالات المتعلقة بأمور الثورة والقادمين من إيران ومختلف البلدان، وقد خصصتُ غرفة لطباعة البيانات وتحضير التقارير الإخبارية لتوزيعها على الصحف اللبنانية ووكالات الأنباء، وكان المرحوم الشهيد محمد منتظري قد جاء بماكينة دكتيلو وآلة طباعة ((ستانسيل)) فكنتُ أسهر في بعض الأحيان إلى وقت متأخر لطباعة وتحضير المواد الإعلامية لليوم التالي وأنطلق في الصباح إلى مكاتب الصحف والوكالات لإيصالها إليهم، وبذلك كنتُ أؤمّن المواد الإخبارية المتصلة بحركة الإمام وأخبار الإنتفاضات الشعبية في إيران، وكذلك كنتُ أقوم بترجمة بيانات الإمام التي تصلني تباعاً إلى اللغة العربية وطباعتها وتوزيعها في أسرع وقت على الناس والصحف.
وبقيتُ أترجم بيانات الإمام الخميني رضوان الله عليه منذ ما قبل شروع الانتفاضة حتى أثناء فترة إقامته في باريس وإلى حين انتقاله مظفراً إلى إيران، إضافة إلى أني كنتُ المسؤول عن تنظيم اللقاءات الصحفية العربية وكذلك تحديد مواعيد للقاء كثير من الشخصيات اللبنانية والعربية مع الإمام الخميني، ولقد رتبت ثلاثة مواعيد للأستاذ حسن صبرا للقاء الإمام في باريس خلال شهرين.
# معاناتك مع هذه الجماعات؟ اضطهاد؟ لامبالاة؟ كيف كان وضع الضاحية الجنوبية قبل الثورة؟ خلالها – وبعدها؟ والآن؟
- لقد أشرتُ خلال حديثي إلى بعض ما واجهناه طوال فترة ما قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران من تشويه لصورة الإمام الخميني رضوان الله عليه وتوجيه اتهامات ضده، والتضييق على القلة من مؤيديه في لبنان، وملاحقة واعتقال للشباب الذين كانوا يقومون بتوزيع بياناته من قِبل الذين كانوا يدّعون احتكار تمثيل الساحة الشيعية في تلك الآونة، في حين كان بعض رموز هذه الطائفة يرسلون وفي الأيام الأخيرة لعمر نظام الشاه رسالة تأييد له، وبعض آخر كان يبحث عن أي شخص غير الإمام الخميني ليتفاعل معه على الساحة الإيرانية حتى بعد انتصار الثورة الإسلامية؛ وأذكر أن الإمام الخميني لما أصابته أزمة قلبية استدعت نقله إلى المستشفى في طهران وهبّ الجميع من أبناء الشعب الإيراني وملايين المؤيدين في أنحاء العالم للدعاء إلى الله طلباً للشفاء له، ذهبتُ أنا والأخ سماحة السيد عيسى الطباطبائي، الذي كان التحق بنا قبل فترة قصيرة من انتصار الثورة الإسلامية، للقاء أحد البارزين من أئمة الجماعة في الضاحية الجنوبية يومذاك طالبين منه قراءة آية (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) خمس مرات يوم الجمعة بعد أداء الصلاة والدعاء إلى الله لشفاء الإمام الخميني؛ ولقد فوجئنا بأنه تمنع عن ذلك الأمر البسيط بذرائع واهيه قائلاً إنه لا يحب الدخول في الأمور السياسية، وهو الذي دخل عالم السياسة حتى العظم بعد ذلك، وكان كل همّ بعض المهيمنين على الساحة الشيعية يومذاك ملاحقة الشباب المتحمس الذي كان يقوم كل يوم جمعة بتوزيع أعداد محدودة من جريدة ((الحق)) التي كنا نُصدرها وفيها آخر أخبار الإمام الخميني والثورة الإسلامية في إيران، وفي بعض الفترات كان يتمّ تفتيش الداخلين إلى بعض المساجد منعاً لدخول منشورات أو بيانات تتضمن تأييداً لمواقف الإمام الخميني، وكان ترداد شعار ((الله أكبر)) بعد الانتهاء من صلاة الجماعة ممنوعاً وهو الذي بات اليوم أمراً عادياً، وتوجد أمثلة كثيرة على المعاناة التي واجهها المنتمون إلى خط الإمام الخميني من قبل الذين لم يكن يروق لهم بزوغ شمس الحرية في إيران على يد أول مرجع ديني في العصر الحاضر، ويرون خروج السيد روح الله الموسوي الخميني منتصراً من صراعه مع النطام الشاهنشاهي أمراً خطيراً (!).
هذا من جهة، لكن يجب القول بأن الواقع الشعبي الإسلامي كان قد تفلت من أيدي المهيمنين وأصبحت الساحة الإسلامية عموماً والشيعية خصوصاً مندمجة مع أجواء الثورة الإسلامية في إيران، وصارت صور الإمام الخميني وشعارات ((على خطى إيران لينهض مسلمو لبنان)) و(( اليوم إيران وغداً لبنان وكل العالم الإسلامي)) تملأ البيوت وواجهات المحال التجارية في كل أرجاء لبنان وليس الضاحية الجنوبية فقط.
من هنا وبعد استتباب الأمر وفرض واقع الثورة الإسلامية سارع أولئك الأشخاص المعادين حتى الأمس القريب والجهات التي كانت تلاحق وتعتقل الثلة من أتباع الإمام إلى تغيير جلدها بسرعة فائقة والمزايدة علينا في حمل لواء الثورة الإسلامية، وهم الذين لم يعرفوا حتى قراءة الف باء الثورة الإسلامية ولم يتعرفوا أصلاً على أوليات نهج الإمام الخميني رضوان الله عليه؛ فصار بعضهم يخاطَب بالإبن البار للإمام الخميني، وآخر يتمّ إبرازه على أنه ((خميني لبنان)) في فترة من الفترات.
أما اليوم فإنني أشعر بالسعادة الغامرة لأن ما أردناه من تعميم لنهج الإمام الخميني على الساحة قد حصل فعلاً من خلال الوعي الشعبي العام والتوجه الإسلامي المعادي للإستكبار الأميركي والمقاوم للكيان الصهيوني؛ وآخر النماذج كانت المقاومة البطولية المشرِّفة للأمة الإسلامية طو

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد