ـ صحيفة 'السفير'
لا تغيير في الإستراتيجية الأميركية تجاه لبنان سواء في ما يتعلق بمعادلة الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني أم في الشق المتعلق بتنفيذ كل القرارات الدولية ومنها القرار 1559، وتحديداً موضوع نزع سلاح &laqascii117o;حزب الله"... هذا هو الانطباع الذي لخّصه أحد أعضاء الوفد اللبناني، وحسناً فعل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في المقابل، بنيله &laqascii117o;تفهماً أميركياً لضرورة الحوار الوطني في ما يتعلق بسلاح &laqascii117o;حزب الله" وعدم التسرع في مسار لبناني ـ إسرائيلي وتفهم مجرى العلاقات اللبنانية السورية فضلاً عن تلقيه وعداً ببحث استراتيجية المساعدات العسكرية، وتمكنه من إيصال رسائله إلى واشنطن طارحاً هامشاً لبنانياً مستقلاً بعض الشيء في التعامل مع التحديات الخارجية، مثلما كانت فرصة لبناء علاقة شخصية مع الرئيس الأميركي باراك اوباما"، كما لخص نتائج الزيارة مراسل &laqascii117o;السفير" في واشنطن جو معكرون.
وهكذا يصل رئيس الجمهورية فجراً الى بيروت، وعينه على زيارة سريعة يفترض أن يقوم بها الى دمشق من أجل تقديم العزاء لنظيره السوري بشار الأسد بوفاة شقيقه مجد، من جهة، ومن أجل التداول في محصلة الرحلة الأميركية، من جهة ثانية، خاصة في ظل التوجه السعودي ـ السوري لتنسيق مواقف بيروت ودمشق في كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية للبلدين.
وأفاد مراسل &laqascii117o;السفير" في واشنطن جو معكرون أن سليمان تلقى من الإدارة الأميركية وعداً ببحث استراتيجية المساعدات العسكرية، وقال مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض لـ&laqascii117o;السفير" إن الحديث بين اوباما وسليمان لم يتطرق على الإطلاق الى انتهاء مفعول القرار 1559"، وتابع قائلاً &laqascii117o;بالطبع الحوار الوطني هام لتحقيق غاية هذا القرار في نزع سلاح الميليشيات"... وهناك تركيز اميركي بالعمل &laqascii117o;بشكل متعدّد الاطراف وعبر الامم المتحدة من اجل الضغط لتنفيذ رزمة القرارات الدولية المعنية بلبنان وهي 1701 و1559 و1680"، كما صرح بذلك مسؤول في وزارة الخارجية لـ &laqascii117o;السفير". وأكد مسؤول حكومي اميركي لـ &laqascii117o;السفير" ان &laqascii117o;الحوار الايجابي والبناء" بين واشنطن وبيروت حول المساعدات العسكرية، الذي سيتابعه وزير الدفاع الياس المر خلال زيارته الى واشنطن في شهر شباط المقبل، &laqascii117o;سيحدد طبيعة المعدات التي سيحصل عليها لبنان في المرحلة القادمة".
وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لـ &laqascii117o;السفير": لكي تقلـّع الحكومة بشكل جيّد، يجب ان تحرّك الملفات الداخلية على اختلافها. ورأى ان الضرورة تحتم على الحكومة ان تطل على اللبنانيين بما يعزز الامل بأنها حكومة مهتمة بتنفيذ اولوياتهم كما وعدت في بيانها الوزاري، وان تستفيد من فسحة الاستقرار النسبي المتوفر لها، وذلك بالدخول الى معالجات سريعة للقضايا الحياتية الضاغطة. وقال رعد ان الحكومة معنية بالتوطئة لمناخ يتناسب مع عزمها والتزامها بتصويب العلاقات اللبنانية السورية، وفي هذا السياق نرى ان الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الى سوريا، لا بد ان تفتح سبل التواصل المباشر واستئناف مسار جديد يفتح صفحة جديدة للتعاون بين لبنان وسوريا. وردا على سؤال قال رعد &laqascii117o;نحن لسنا من أنصار سحب طرح تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية من التداول، ولكن ندعو إلى مقاربته بمسؤولية وطنية، تتلمس الآفاق الإستراتيجية لاستقرار النظام السياسي في لبنان".
واشار وزير الداخلية زياد بارود إلى جهوزية ملفاته لطرحها تباعاً، وقال لـ &laqascii117o;السفير" إنه بصدد إعداد مرسوم حول التجنيس يتعلق بالأشخاص غير مستحقي الجنسية الذين ثبت أنهم لا يستحقونها ولا يستوفون الشروط التي تمكّنهم الحصول على الجنسية، كالمحكومين مثلاً.
وفيما أشار أمين سر تكتل الإصلاح والتغيير النائب إبراهيم كنعان إلى أن أولوية التكتل نيابياً وحكومياً هو الملف الإصلاحي وإنجاز موازنة 2010، قال النائب ايلي ماروني إن لدى الكتائب مهمة محددة داخل مجلس الوزراء وستبدأ من الجلسة الأولى، لناحية السعي إلى إطلاق العمل الاجتماعي والخدماتي لكل اللبنانيين، ولدينا مجموعة اقتراحات على هذا الصعيد، الى جانب موضوع إلزامية التعليم ضمان الشيخوخة وتحديث قانون الضمان الاجتماعي وتفعيل القطاع السياحي.
من جهة ثانية، برزت الى الواجهة تحضيرات لعقد مصالحات على محاور متعددة لحسم ملفات حساسة، تتسم الاولى ببعد درزي مسيحي لطي آخر صفحات &laqascii117o;حرب الجبل" في الثمانينيات، فيما تتسم الثانية ببعد درزي ـ شيعي لإنهاء ذيول احداث ايار في الشويفات، واما الثالثة فتندرج تحت العنوان المسيحي ـ المسيحي، بهدف النأي بالساحة المسيحية عن السلبيات والتوترات.
وقطعت الاتصالات شوطاً متقدماً، على صعيد اقفال ملف الشويفات ومحيطها وانهاء ذيول احداث ايار 2008 في هذه المنطقة، من خلال إجراء مصالحة عامة بين ابناء تلك المنطقة ومحيطها، وذلك خلال فترة لا تتعدى أواخر الشهر الجاري. فيما تنصب الجهود حالياً على حلحلة بعض الامور المتبقية، ويتولاها النائب وليد جنبلاط الذي قال لـ&laqascii117o;السفير" انه مرتاح لمسار المساعي الجارية واعرب عن امله في ان يتم إقفال هذا الملف بشكل كامل.
واشار جنبلاط لـ&laqascii117o;السفير" الى أنه سيستكمل قريباً موضوع مصالحة الشويفات بهدوء، وذلك بعد الجولة التي قام بها السبت الماضي برفقة النائب طلال ارسلان والوزيرين اكرم شهيب وغازي العريضي، وشملت عائلات ضحايا الشويفات، والتي لمسنا فيها تجاوباً مع جهود المصالحة. وقال إنه سيلتقي مجدداً &laqascii117o;بعض المعنيين بهذا الموضوع وآمل ان ننتهي منه في القريب العاجل، بالنظر الى اهميته بالنسبة الى العلاقة بين الشويفات ومحيطها، والى المناخ الايجابي الذي يمكن ان تخلقه المصالحة".
وقال جنبلاط لقناة &laqascii117o;المنار" ان لا رجعة عن المصالحة بينه وبين النائب ميشال عون، مشيراً الى انه سيزور الرابية في وقت قريب. واما بشأن زيارته المرتقبة الى دمشق، فكرر قوله &laqascii117o;لقد قمت بما عليّ، وهذا الامر سيأخذ وقته، ونسير فيه خطوة خطوة".
وتحدثت معلومات عن لقاء قريب سيعقد بين الوزير اكرم شهيب والحاج وفيق صفا، لبحث الخطوات التنفيذية لإتمام المصالحة التي تردد انها قد تتم عبر لقاء موسع يعقد في مدينة الشويفات يحضره النائبان جنبلاط وطلال ارسلان وقيادة &laqascii117o;حزب الله"، الذي وصف بلسان مصدر قيادي فيه المناخ وكل ما يتصل بالمساعي الجارية بأنه &laqascii117o;ايجابي"، فيما قال وزير المهجرين أكرم شهيب لـ&laqascii117o;السفير" ان موضوع الشويفات غيمة صيف، وستطوى بمساهمة الاهالي والمشايخ وبالتعاون الايجابي الكبير بين النائبين جنبلاط وارسلان و&laqascii117o;حزب الله".
وعلى صعيد مصالحات الجبل، خاصة بعد تشكيل لجان متخصصة بين الحزب التقدمي و&laqascii117o;التيار الوطني الحر"، قال وزير شؤون المهجرين أكرم شهيب لـ&laqascii117o;السفير" إن موضوع بلدة بريح حساس جدا وبات من الضروري اقفاله، ولذلك نحن في صدد برنامج عمل وصولاً الى حل نهائي يشمل كل الجوانب، سواء المصالحات ام التعويضات، خصوصاً بعدما تم تحديد اساس المشكلة في هذه البلدة والتي تتعلق بالارض وملكيتها والبناء عليها. نحن لدينا خطة لتبديد الاشكالات، وصولا الى حل يحفظ كرامة الجميع.
المصالحات المسيحية المسيحية.. معقدة
وفي مكان آخر، جددت &laqascii117o;الرابطة المارونية" تحركها على خط المصالحة المسيحية المسيحية، وشمل امس، الرئيس امين الجميل &laqascii117o;لكن هذا الحراك لم يصل الى حد اختراق جدار الخلافات بين القيادات المسيحية، خصوصا بين العماد ميشال عون وقائد &laqascii117o;القوات اللبنانية" سمير جعجع، وبين جعجع ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، علما ان وفد الرابطة لمس ليونة في موقف الرئيس الجميل في اتجاه التلاقي مع قيادات الشارع المسيحي. وكشف نائب رئيس الرابطة المارونية السفير عبدالله بو حبيب عن زيارات اخرى للرابطة ستشمل عون وجعجع وفرنجية والجميل. وقال لـ&laqascii117o;السفير" &laqascii117o;إن ما نسعى اليه ليس الوصول الى مصالحات بمعنى ايجاد تكتل مسيحي في مواجهة الفرقاء الآخرين، بل العكس، فنحن لا نقدم اية طروحات في هذا الاتجاه، ما نقوم به هو محاولة ترطيب الأجواء المسيحية، وإيجاد أرضية مشتركة لتنقيتها من الخلافات والسلبيات المتأتية عنها".
ـ صحيفة 'النهار'
فيما ترددت معلومات غير رسمية امس عن احتمال قيام الرئيس سليمان بزيارة لسوريا عقب عودته من واشنطن لتعزية الرئيس السوري بشار الاسد بشقيقه مجد، كشفت مصادر مطلعة على نتائج زيارة رئيس الجمهورية للعاصمة الاميركية لـ'النهار' جوانب ومعطيات اضافية عن المحادثات التي اجراها في البيت الابيض أول من أمس.وقالت ان الرئيس سليمان امضى مع الوفد المرافق له قرابة ثلاث ساعات في البيت الابيض بعد تمديد موعد لقائه والرئيس الاميركي باراك اوباما. وتميزت هذه المحادثات بخلوة للرئيسين استمرت نصف ساعة، ثم امضى الرئيس والوفد المرافق له زهاء ساعة و10 دقائق مع الوفد الاميركي الموسع. والتقى سليمان لاحقا نائب الرئيس الاميركي جو بايدن على حدة مدة نصف ساعة.
واوضحت المصادر ان المحادثات بين الرئيسين الاميركي واللبناني اتسمت واقعيا بالكثير من الايجابية والانفتاح في المواضيع المتفق عليها وكذلك بكثير من الصراحة والوضوح في المواضيع التي شابها تباين في وجهات النظر. وقد عكس البيانان العلنيان لكل منهما هذه الاجواء، حتى ان الرئيس اوباما بدا في تأكيده وجود هذا التباين بالنسبة الى موقف سليمان من اسرائيل وموقف الادارة الاميركية من تهريب الاسلحة الى لبنان كأنه يرسل اشارة علنية الى احترامه موقف رئيس الجمهورية.
واضافت المصادر ان أوباما اكد لسليمان في لقائهما ان أي حل في مفاوضات السلام لن يحصل على حساب لبنان، مكررا مرات 'اننا نريد لبنان حراً سيداً مستقلاً وقوياً'. كذلك حرص أوباما على التنويه باداء الرئيس اللبناني وادارته وطريقة معالجته للامور، وتطرق الى تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان مشيرا الى ان الرئيس سليمان اخرج البلاد من مآزق عدة.وذكرت ان التباين برز في موضوع سلاح 'حزب الله' وتنفيذ القرار 1701. وفي مقابل الموقف المعروف للرئيس سليمان من ضرورة الضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ووقف انتهاكاتها وتهديداتها للبنان، تمسك الجانب الاميركي بالتحذير من تعاقب عمليات تهريب شحنات الاسلحة الى لبنان مما اعتبره تهديدا لامن اسرائيل. ولفتت الى ان الجانب الاميركي ابدى استعدادا للاستمرار في توفير المساعدات العسكرية للجيش اللبناني الذي قال انه 'يجب ان يكون اقوى من كل الاطراف'، غير انه لمّح في المقابل الى صعوبة توفير 'التسليح الثقيل'، في ما فهم انه ربط ضمني بموقفه من 'حزب الله' وضرورة تنفيذ القرار 1701 بحذافيره.
وفي النشاطات الاخيرة لرئيس الجمهورية في واشنطن، استقبل امس السفراء العرب المعتمدين في العاصمة الاميركية، وابلغهم ان محادثاته مع الرئيس الاميركي والمسؤولين الاميركيين الكبار تمحورت حول اربعة مواضيع تهم لبنان والعرب، كما افاد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية:
'اولاً: تمكين لبنان من الدفاع عن نفسه ضد العدو الاسرائيلي وخروقاته وتهديداته شبه اليومية ما يؤثر في معنويات اللبنانيين وعلى الاقتصاد كذلك.
ثانياً: تمكين لبنان من التصدي للارهاب الذي بات اليوم الخطر الاكبر في العالم لافتاً الى انه طالب بأسلحة متطورة وحديثة تمكن لبنان من الدفاع عن حدوده الجنوبية كما تمكنه من مواجهة الارهاب.
ثالثاً: ضرورة اعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم وفي طليعتها حق العودة لان في ذلك مصلحة للفلسطينيين انفسهم ومصلحة للبنان ومصلحة للحل السلمي، وانه لن يكون هناك حل دائم وسلمي وشامل اذا لم يأخذ الفلسطينيون حقوقهم، ولا سيما منهم فلسطينيو لبنان لان توطينهم يتناقض مع مقدمة الدستور اللبناني.
رابعاً: اعتبار موضوع سلاح 'حزب الله' موضوعاً يعالج على طاولة الحوار بما يتناسب مع مصلحة لبنان'.
واستقبل الرئيس سليمان المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط الذي اطلعه على المراحل التي قطعها في مهمته، سعياً الى اعادة اطلاق المفاوضات السلمية، مؤكداً انه 'لن يكون هناك اي حل على حساب مصلحة لبنان وامنه وسيادته واستقراره'. كذلك استقبل مستشار الامن القومي الاميركي الجنرال جيمس جونز. والتقى اخيراً العاملين في السفارة اللبنانية يتقدمهم السفير انطوان شديد.
على صعيد آخر يستهل الرئيس الحريري لقاءاته على هامش مؤتمر المناخ في كوبنهاغن اليوم باجتماع مع الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون وعدد من رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر، بعدما شارك والوفد الوزاري المرافق له في افتتاح القمة مساء امس. ولوحظ ان سفر الحريري الى كوبنهاغن واكبته ترجيحات من جهات معارضة لاحتمال قيامه بزيارة دمشق الاحد المقبل، على ان تليها مباشرة زيارة لرئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط للعاصمة السورية. لكن اوساطاً قريبة من كتلة 'المستقبل' تحفظت عن تحديد اي موعد محتمل للزيارة، ولمحت الى ان اي دعوة رسمية سورية لم تبلغ الى الحريري. كما ان مصادر وزارية لم تستبعد ان يطرح الحريري موضوع زيارته، بعد ان يتبلغ دعوة وفقاً للاصول، على مجلس الوزراء.
وفي اطار المواقف من التحرك الخارجي للرئيسين سليمان والحريري، رأى وزير العمل بطرس حرب ان 'سوريا لم تكن متحمسة لزيارة رئيس الجمهورية لواشنطن'، ولاحظ 'محاولة تعكير اعلامية الى درجة الاتهام لرئيس الجمهورية سبقت زيارته، مع ان لبنان في حاجة الى التعامل مع كل الدول الصديقة والشقيقة والولايات المتحدة دولة قادرة ومهمة وزيارتها ليست خيانة على الاطلاق'، وقال ان 'الزيارة على الاقل كانت افضل من عدمها'. وتحدث حرب عن 'محاولة الايقاع بيننا وبين الرئيس الحريري' قائلاً: 'نحن نثق به وثقتنا لا تتزعزع وموقع الرئيس الحريري الجديد لم يغيّر الشيخ سعد الحريري حليفنا في 14 آذار ورئيس كتلة لبنان اولاً ولست قلقاً من حلف رباعي جديد ولا شيء يمكنه دفع سعد الحريري الى التخلي عن مبادئه واقتناعاته الوطنية الراسخة في ثورة الاستقلال ولا يفكرن احد في زعزعة هذه العلاقة الوثيقة بيننا'.
ـ صحيفة 'الأخبار'
ما الذي يحصل في موضوع زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري؟
مقرّبون منه يقولون إن السوريين لم يفهموا على الرجل تماماً، فيما يرى قريبون من دمشق، وممن زاروا القرداحة للتعزية بوفاة شقيق الرئيس بشار الأسد، مجد الأسد، أن سوريا ليست مستعجلة لزيارة الحريري، 'لكنْ من يدق بابها فهي تستقبله'. يُضيف هؤلاء أن الرئيس بشّار الأسد لن يُعدل جدول مواعيده لاستقبال أحد، بل إنّ من يريد أن يزوره عليه أن يتكيّف مع ذلك. الكلام عينه قيل عن زيارة رئيس اللقاء الديموقراطي، النائب وليد جنبلاط. بحسب هؤلاء، فإن القوى اللبنانيّة لا تفرض جدول زيارتها على دمشق إذا أرادت بناء علاقة سليمة معها.
يرتفع سقف الخطاب الإعلامي بين الحريري وسوريا. هناك من يقول إن سوء فهم قد حصل. وهناك من يقول إن الاستنابات القضائيّة كانت 'ضربة معلّم'، فيما يراها آخرون خطأً استراتيجياً.
في المبدأ، يقرأ مقرّبون من الحريري الأمر على النحو الآتي:
- سعد الحريري ليس في وارد تبرئة أي أحد، وهذا الموضوع مرتبط بالمحكمة الدوليّة. لذلك، فإن الكلام عن حلّ الاستنابات يحتاج إلى ترطيب الأجواء مع اللواء جميل السيّد، أو اللقاء به. وهذا أمر يقول هؤلاء إن الحريري لن يقوم به لأسباب عدّة: الأول، أنه يعني القضاء على المحكمة الدوليّة، والثاني هو تدمير ما بقي من 14 آذار، والثالث، وهو الأهم، تدمير جمهور تيّار المستقبل والقضاء عليه. وهو أمرٌ يعني أن يصبح رئيس الوزراء بلا غطاء شعبي.
- السعوديّون والفرنسيّون والأتراك منزعجون من الخطوة السوريّة، وهناك محاولات لسحب هذه الاستنابات لإعادة الإعداد للزيارة. لذلك، ودائماً بحسب المقرّبين من الحريري، رافق المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء هاني حمود الحريري في زيارته إلى السعودية وشارك في اللقاء الموسّع مع الملك عبد الله وظهر في الصورة، في إطار تأكيد السعوديّة دعمها لحلفائها.
- يعتقد الحريريّون أن الخطوة السوريّة أتت في إطار تأكيد دمشق عدم تخليها عن حلفائها في لبنان.
- يؤكّد هؤلاء أن التباساً في الفهم حصل. فسعد الحريري يزور دمشق رئيساً لحكومة، لا رئيساً لتيّار المستقبل، وما قيل عن أنه لن يطرح ملفّات مع الرئيس الأسد أو مع رئيس الوزراء السوري ناجي العطري خاطئ. بل سيفتح الحريري جميع الملفّات انطلاقاً من رغبة بناء علاقة بين دولة ودولة، مع ترك ملف التحقيق في اغتيال والده إلى المحكمة الدوليّة.
- توقّع البعض أن تكون زيارة الحريري لدمشق محطّة بين محطّتين (بين السعوديّة وكوبنهاغن)، وهذا أمر غير سليم لبناء العلاقة، بل إن الحريري يُريد أن يُعطي الزيارة وقتها.
- الخطوات الإيجابيّة التي قام بها الحريري تجاه بعض حلفاء سوريا هي خطوات لتبريد الأجواء لا أكثر. وهم يقصدون التنازل عن الدعاوى بحق النائب سليمان فرنجيّة والوزير السابق وئام وهّاب وبعض 'الصحافيين القريبين من دمشق'، ويضعون هذه الخطوات في إطار تنازل عن حق شخصي لا أكثر، ولتبريد الأجواء، ولفتح صفحة شخصيّة جديدة مع هؤلاء ومع الجميع، مع توليه رئاسة الحكومة.
- ويُفصح هؤلاء عن اعتقادهم بأنّ دمشق يُمكن أن تقوم بدورٍ طبيعي لها في لبنان عبر حلفائها، لكن العودة إلى الصيغة السابقة يرفضها الحريري، أي العودة إلى ما قبل عام 2005، أي أن 'يحكم اللواء رستم غزالي لبنان من دمشق بدل عنجر غير مقبول بالنسبة للحريري'.
حتى اليوم يؤكّد الجميع، قريبون من دمشق أو من سعد الحريري، أن الزيارة ستتم. تبادل الرسائل انتقل من مرحلة الظلّ إلى العلن عبر وسائل الإعلام. المؤكّد، أن الزيارة ستحصل، لكنّ تحوّلها إلى مادّة إعلاميّة، وتراشق الاتهامات شمالاً ويميناً، يؤدّيان إلى ضرب الزيارة وتحجيمها.
ـ صحيفة 'الشرق الأوسط'
توقعت مصادر لبنانية متابعة للتحضيرات الجارية لزيارة رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، دمشق، حصولها فور انتهاء فترة الحداد الرسمية على مجد حافظ الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، وبعد عودة الحريري من مؤتمر كوبنهاغن حول التغيير المناخي، وقالت 'الشرق الأوسط' إنه لم تعد هناك عوائق سياسية أمام الزيارة التي تنتظر الترتيبات اللوجيستية بين البلدين. أما رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، فلا يزال ينتظر هذه الزيارة ليقوم بخطوته التالية باتجاه دمشق، مؤكدا لـ'الشرق الأوسط' أنه لا يزال عند موقفه هذا، على الرغم من التطور الأخير ذي البعد الإنساني، مشيرا إلى أنه بعث برقيتي عزاء إلى الرئيس الأسد، وإلى السفارة السورية في بيروت.
- صحيفة 'المستقبل'
في وقت يستعد رئيس الجمهورية ميشال سليمان للعودة إلى بيروت من واشنطن حيث أجرى عدداً من اللقاءات مع المسؤولين في الإدارة، توجه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى كوبنهاغن على رأس وفد وزاري للمشاركة في أعمال 'مؤتمر التغيّر المناخي'، ويلقي اليوم كلمة لبنان. ويحمل الحريري أفكاراً واقتراحات حول المناخ، متضمنة في 'نداء بيروت وورقة المنتدى المدني' إضافة الى أربعة مشاريع من بينها اثنان للتكيف مع التغير المناخي، واثنان لتخفيض الانبعاثات والاعتماد على الطاقة البديلة. كما يلتقي على هامش القمة عدداً من رؤساء الدول والحكومات وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ويناقش عدداً من المواضيع السياسية التي تهمّ لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.
وفي اتصال مع قناة 'المؤسسة اللبنانية للإرسال، أكد الرئيس الحريري أن 'مؤتمر كوبنهاغن حول التغيّر المناخي هو مهم جداً بالنسبة إلى لبنان ودول المنطقة'، وطالب 'الدول الكبرى بضرورة أن تتحرك في هذا المجال'، وأكد أن 'لبنان مستعدّ للتعاون معها في المجالات كافة'.
وفي هذا الموضوع، اعتبر وزير البيئة السابق طوني كرم أن 'لبنان من أكثر الدول التي تتأثر بالآثار الناجمة عن الانحباس الحراري، فالتصحر يقترب منه وتحترق غاباته، فيما لا يمكن اعتباره من الدول التي تقوم بتأثيرات سيئة على المناخ'. وفي اتصال مع 'المستقبل'، رأى كرم أن 'دور لبنان في كوبنهاغن هو إقامة تحالفات مع الدول التي ليست لديها انبعاثات حرارية تؤثر بالمناخ لإجبار الدول الصناعية الكبيرة على المساهمة في خفض نسبها من الانبعاثات'.
ولفت إلى أن 'قيام لبنان بأخذ تعهد على نفسه بخفض الطاقة 12 في المئة من استهلاكه هو رقم جيد وليس قليلاً بالنسبة إلى دولة بحجم لبنان، وهذا يختلف كثيراً عن دول مثل الهند والصين اللتين ترفضان خفض انبعاثاتهما، وهو أحد الإشكالات الحالية التي تعرقل الوصول إلى اتفاقية بين الدول'. ودعا إلى 'قيام الدول المغلوب على أمرها ومنها لبنان، برفع الصوت عالياً لفرض شروط على الدول الصناعية الكبيرة، فهذه فرصة قد لا تتكرر في القريب، وخصوصاً أن لبنان يتأثر بشكل سيئ بحال المناخ'.
في هذه الأثناء، ومع نهاية زيارته إلى واشنطن، أكد الرئيس سليمان في كلمة له أمام الجالية اللبنانية أن 'ممارسة الحياة الديموقراطية في لبنان سليمة'، وشدد على أن 'قوة لبنان تكمن في وحدة جيشه وقدرته على حماية أراضيه ومواجهة أي خطر قد يهدد استقراره'. ورأى أنه 'لا بد من دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني أولاً حتى يتمكن من الدفاع عن الأرض ضد أي عدو وتكون لديه الوسائل الحديثة للقيام بهذه المهمة'، وأضاف: 'أكدنا على دعم المبادرة العربية للسلام التي أقرت في بيروت ونبهنا الإدارة الأميركية لرفض لبنان توطين الفلسطينيين على أراضيه(..)'.
وكان الرئيس سليمان التقى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلن مكتبه في بيان 'دعم مؤسسات لبنان بما فيها موقع الرئاسة والجيش القادر على حماية استقراره'، والتقى أيضاً وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وبحث مع وزير الدفاع روبرت غيتس في المساعدات الأميركية للجيش والقوى الأمنية، إضافة إلى العلاقات اللبنانية الأميركية.
في هذا السياق، أشار وزير الدولة عدنان السيد حسين في اتصال مع 'المستقبل' إلى أن 'هدف زيارة سليمان إلى واشنطن هو شرح الموقف اللبناني من قضايا المنطقة والصراع العربي الإسرائيلي، وموضوع السلاح اللبناني هو قضية سيادية وداخلية ستعمل هيئة الحوار على درسها وإيجاد الحلول المناسبة لها، ولا تتم معالجتها عبر الاستماع إلى الحلول الأميركية المقدمة حول هذا الملف، خصوصاً أن لبنان قام بتطبيق كامل القرار 1559 ما عدا هذا البند'.
وفضّل السيد حسين 'عدم التعليق على الانتقادات التي رافقت الزيارة' واعتبر أن 'للجميع الحق في التعبير عن وجهات نظرهم، لكن الأيام القليلة المقبلة ستوضح دوافع الزيارة وأهدافها، والتي ستكون جميعها لصالح لبنان'.
زيارة دمشق
في مجال آخر متصل بالزيارة المرتقبة للرئيس الحريري إلى دمشق، أوضح عضو كتلة 'المستقبل' النائب سمير الجسر أن 'زيارة الحريري إلى سوريا ستحصل، لكن موعدها لم يحدد بعد'.
وقال إن 'الاستنابات السورية هي لأشخاص أقيمت عليهم دعوى، والاستنابة تكون من قاضٍ إلى قاضٍ، وبالتالي لا يمكن اعتبارها استنابات'. ولفت إلى أن 'الدعوة شيء والإحضار شيء والتوقيف شيء آخر، ولا أتصور أن باستطاعتهم إصدار مذكرات جلب بالقوة(..)'.
من ناحيته، أكد عضو 'تكتل لبنان أولاً' النائب أحمد فتفت أن 'زيارة دمشق ستحصل بعد زيارة كوبنهاغن، وهذا التوقيت كان موجوداً في جدول أعمال الحريري، وهناك تواصل غير مباشر مع السوريين في هذا الموضوع'، وقال لـ'المستقبل' إن 'الزيارة أكبر من الاستدعاءات بكثير، وهذه الاستدعاءات لن تغير في شكل الوفد الذي يرافق الحريري إلى دمشق'.
جنبلاط
وفي إطار غير بعيد، أكد رئيس 'اللقاء الديمقراطي' النائب وليد جنبلاط في حديث لقناة 'المنار' أنه 'قام بواجبه من ناحية إرسال برقية التعزية إلى الرئيس السوري بشار الأسد'. ورداً على سؤال حول زيارته المرتقبة لسوريا، أشار جنبلاط إلى أن 'الأمور تحصل خطوة خطوة'.
وعن علاقته بالنائب ميشال عون، قال جنبلاط 'لا جدال ولا شك في نيّة المصالحة، وهذا يترجم من خلال اللقاءات التي تحصل بين الجانبين'. وعن زيارته إلى الرابية، أكد جنبلاط أن 'الزيارة ستحصل كما سبق وذكرت من قصر بعبدا، وإن شاء الله ستحصل بعد انقضاء فترة الأعياد(..)'.
جعجع
في هذا الوقت رأى رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع، أن 'طاولة الحوار في حاجة إلى إعادة نظر في تركيبتها قبل تحديد موعد جديد لانعقادها'. واستغرب مسألة 'الاستنابات السورية وليس الاستنابات القضائية، إذ أنه لا يوجد في سوريا فصل بين السلطات، فالسلطة السياسية هي سلطة السلطات'، وتساءل 'أين أصبحت أجواء الانفتاح والنيات الطيبة في اتجاه ترتيب العلاقات بين لبنان وسوريا بعد عقود وعقود من علاقات غير طبيعية؟ ففي الوقت الذي يتحضر اللبنانيون والكثير من العرب ودول الغرب لبدء مسيرة تطبيع هذه العلاقات، نفاجأ بهذه الاستنابات المسماة قضائية وهي فعلياً سياسية والتي تشكل عائقاً أمام الأجواء الانفتاحية التي كانت سائدة، الأمر غير المفهوم بالنسبة إلي'.
واعتبر أن 'سوريا إما أنها لا ترحب بهذه الزيارة أو أنها تسعى إلى ذهاب رئيس حكومة لبنان تحت الضغط'، وأشار إلى أن 'الاحتمالين غير مقبولين بالنسبة إلينا'، وتمنى أن 'يكون هذا الأمر مجرد غلطة وليس سياقاً عاماً ما زالت سوريا تنتهجه إلى اليوم(..)'.
- صحيفة 'اللواء'
تلقت حكومة الرئيس سعد الحريري جرعة دعم عربية جديدة، تمثلت في الموقف الذي أعلنه مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد على مستوى القمة في الكويت، بترحيبه بتشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري، منوهاً بجهود الأطراف اللبنانية للوصول إلى الاتفاق على تشكيل الحكومة، ومجدداً وقوفه إلى جانب لبنان وشعبه في كل ما من شأنه ان يُسهم في تعزيز امنه واستقراره.
وجدد المجلس دعمه الكامل لاستكمال بنود اتفاق الدوحة، وتأكيده على ما اتفقت عليه الأطراف في اتفاق الطائف.
في هذا الوقت، كان الرئيس ميشال سليمان يكشف في لقائه امام السفراء العرب المعتمدين في واشنطن، أن لقاءاته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما والمسؤولين الأميركيين دارت حول أربعة مواضيع تعني لبنان والعرب.
1 - تمكين لبنان من الدفاع عن نفسه ضد العدو الإسرائيلي وخروقاته وتهديداته.
2 - تمكين لبنان من التصدي للارهاب، لافتاً إلى انه طالب بأسلحة متطورة وحديثة للدفاع عن الحدود الجنوبية، ومواجهة الارهاب. 3 - إعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم، وفي طليعتها حق العودة، مشيراً إلى أن فلسطينيي لبنان لا يمكن توطينهم لأن ذلك يتناقض مع مقدمة الدستور اللبناني.
4 - اعتبار سلاح <حزب الله> موضوعاً يعالج على طاولة الحوار بما يتناسب مع مصلحة لبنان.
وكانت محادثات الرئيس سليمان في اليوم الثاني لزيارته، والتي دافعت عنها كتلة المستقبل النيابية أمس، باعتبارها خطوة سيادية واستقلالية، شملت وزيري الخارجية والدفاع هيلاري كلينتون وروبرت غيتس والموفد الأميركي الدائم لعملية السلام جورج ميتشل ومستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جايمس جونز، فضلاً عن السفراء العرب، وزيارته لمجلس النواب الأميركي ولقاءاته مع الجالية اللبنانية، حيث اكد امامهم ان لبنان عاد سويسرا الشرق، وان بيروت عادت باريس العرب.
<القطبة المخفية> في انتظار عودة الرئيس سليمان من واشنطن اليوم، والرئيس سعد الحريري من كوبنهاغن غداً، تمهيداً لاطلاق ورشة العمل الحكومية وعودة زخم الحياة السياسية إلى الداخل، عبر انعقاد جلسات مجلس الوزراء، بعدما باشر <المطبخ> التشريعي عمله عبر ورشة اللجان النيابية، بقي السؤال الذي ما زال يشغل المواطنين والساسة على حد سواء: ما هي <القطبة المخفية> التي تؤخّر زيارة الرئيس الحريري إلى العاصمة السورية؟ وما مدى صحة الروايات التي تعددت حولها والأسباب التي حالت دونها، طالما ان الجميع يُؤكّد ان الزيارة حاصلة حتماً لكن موعدها لم يُحدد بعد؟!.
بداية، تجدر الإشارة الى أن قناة <المنار> أكدت أمس ما كانت <اللواء> أشارت إليه في عددها يوم السبت الماضي من أن الزيارة كانت مقررة أن تحصل عند الثالثة والنصف من بعد ظهر الأحد الماضي الى دمشق غير أن وفاة شقيق الرئيس السوري مجد حافظ الأسد أرجأتها الى نهاية الأسبوع الحالي، لكن نواباً في كتلة <المستقبل> أكدوا عدم صحة هذه المعلومات، وأن أي موعد للزيارة لم يتحدد، وذهب هؤلاء الى حد التلويح بإشكالية تتعلق بضرورة توجيه دعوة رسمية، وعدم وجود جدول أعمال للمحادثات تستوجب وجود وفد وزاري يفترض أن يرافق رئيس الحكومة، خصوصاً وأن الرئيس الحريري يريد أن يذهب الى دمشق كرئيس حكومة لبنان وليس كشخص لمجرد التعارف، وليس لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.
وفي ظل الصمت الرسمي، سواء من جانب دمشق، أو من جانب الرئيس الحريري، فإن الظاهر من التحليلات والاستنتاجات أن مسألة الاستنابات القضائية السورية هي القضية الأساسية التي أعاقت إتمام ا لزيارة، خاصة وأن هذه الاستنابات شملت المساعدين المقربين للحريري وصدرت عشية تحديد موعد الزيارة، فيما كانت اتجاهات المحكمة ا لدولية تركز في تحقيقاتها على <العامل الأصولي> في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وحسب مصادر المعلومات، فإن الجواب السوري في صدد تبرير هذه الاستنابات لم يكن مقنعاً في كونها شخصية ولا تستهدف الفريق الذي يمثله الرئيس الحريري، وبالتالي فإنه يفترض إيجاد معالجة سياسية للقضية، يمكن أن تبدأ من خلال الجواب السوري على الرد الذي ستضعه هيئة الاستشارات في وزارة العدل اللبنانية، والتي قد تذهب الى حد رفضها، وفي هذه الحالة فإن سحب هذه الاستنابات قد يكون مفتاح باب دمشق أمام الرئيس الحريري، بحسب مصدر في الأكثرية النيابية.
أما ما تردد عن فتور في العلاقات السعودية - السورية، انسحب على الزيارة المقررة، فقد ثبت أن لا أساس لها من الصحة بدليل اتصالات التعزية التي تمت بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأسد، والتي استتبعت بإرسال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزارمدني الى القرداحة لتقديم واجب التعزية شخصياً باسم العاهل السعودي.
وكانت أوساط مقرّبة من رئيس الحكومة قد نقلت عنها وكالة الأنباء <المركزية> قولها أنه طالما لم توجه بعد أي دعوة رسمية من قبل القيادة السورية وعلى المستوى المناسب لزيارة دمشق، فإن الحديث عن تحديد موعدها يبدو في غير محله، وتالياً فإنه من المستبعد أن تتم هذه الزيارة في وقت قريب، لكن هذه الأوساط استدركت قائلة، إلا أن ذلك لا يعني أن الزيارة لن تحصل، إذ أن النية موجودة، لكن ثمة آلية تحدد هذا النوع من الزيارات بين المسؤولين في أي بلدين في العالم. أما بالنسبة الى الاستنابات القضائية فهي منفصلة عن الزيارة وخارج إطار البحث في هذا المجال، إلا أن ذلك لا يلغي ضرورة البحث عن مخرج لائق لسحبها من التداول.
الحريري في كوبنهاغن تجدر الاشارة الى ان الرئيس الحريري وصل بعد ظهر امس الى كوبنهاغن لترؤس وفد لبنان الى قمة <تغيير المناخ العالمي> التي بدأت اعمالها منذ السابع من الشهر الحالي وتستمر لغاية الثامن عشر منه.
ويرافق الرئيس الحريري وفد رسمي يضم وزراء الصحة العامة محمد جواد خليفة، الطاقة والمياه جبران باسيل، المال ريا الحسن والبيئة محمد رحال، سفيري لبنان في الامم المتحدة نواف سلام والدانمارك نصرت الاسعد، مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشارون: محمد شطح، وهاني حمود ومازن حنا.
ومن المقرر ان يلقي الرئيس الحريري كلمة لبنان في السابعة من مساء اليوم (بتوقيت بيروت)، على ان يلتقي على هامش اعمال المؤتمر عددا من رؤساء الوفود المشاركين، ويستهلها باجتماع يعقده مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
وقال الرئيس الحريري في حديث الى المؤسسة اللبنانية لارسال L.B.C ان هذا المؤتمر مهم جدا بالنسبة للبنان ولمنطقة الشرق الاوسط
. وناشد الدول الغربية والدول الكبرى القيام بشيء على هذا الصعيد، وان لبنان مستعد للتعاون في كافة المجالات، خصوصا وان المشاريع المجهزة في رئاسة الحكومة للقمة تتضمن اقتراحا بتقديم مساعدات للبنان بمبالغ مالية كبيرة لسلسلة مشاريع انمائية واقتصادية لمواجهة الاحتباس الحراري على اساس ان الدول الصناعية هي المتسببة فيما تدفع الثمن الدول الصغيرة.
سليمان وفي جانب منفصل، ذكرت مصادر مطلعة ان رئيس الجمهورية سيتوجه فور عودته الى بيروت اليوم الى سوريا لتقديم واجب العزاء، حيث ستكون زيارته الى واشنطن ولقاؤه الرئيس الاميركي باراك اوباما موضع بحث وتقويم مع الرئيس الاسد.
وكشفت مصادر رسمية ان الرئيس سليمان عقد مع الرئيس اوباما خلوة استمرت نحو 20 دقيقة قبل ان ينضم اليها اعضاء الوفدين اللبناني والاميركي، ولفتت الى انه في بداية اللقاء الموسع رحب الرئيس اوباما بالرئيس سليمان معبراً التأكيد على الصداقة اللبنانية - الاميركية، مبديا سروره لتقديم الديمقراطية في لبنان، واهتمام بلاده بالسبل التي يمكن من خلالها تعزيز قدرات الجيش اللبناني والقوى الامنية لصون سيادة لبنان وحمايته، معربا عن اعتقاده بأن التنفيذ الكامل للقرار 1701 يصب في مصلحة تعزيز السلام في المنطقة، مشددا على ان مسار السلام في المنطقة سيأخذ بالاعتبار مصالح لبنان، مهنيئاً بانضمامه الى عضوية مجلس الامن لعامي 2010 و2012.
من جهته، شكر الرئيس سليمان لنظيره الاميركي دعوته، لافتا الى أن منطقة الشرق الاوسط والدول العربية وجدت في انتخابه فرصة لتحقيق السلام في المنطقة، معربا عن امله في متابعة العملية السلمية والضغط على اسرائيل للانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة تمهيدا لاكمال تطبيق القرار 1701 والتوقف عن التهديدات والخروقات متمنياً خلق دينامية جديدة لاقناع اسرائيل بهذا الموضوع.
وطلب الرئيس سليمان دعم الجيش اللبناني بأسلحة تمكنه من الدفاع عن ارضه ومواجهة الارهاب الذي يشكل الخطر الاكبر، مشدداعلى ان حزب الله لبناني وعناصره لبنانيون وان موضوع سلاحه يحل على طاولة الحوار الوطني.
وفي خطاب القاه امام الجالية اللبنانية في واشنطن، بعد لقاءات اجراها مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس، قال الرئيس سليمان انه ناقش مع الرئيس الاميركي والمسؤولين الاميركيين المواضيع التي تهم لبنان وتحافظ على مصلحته، وكان لا بد من دعوة الولايات المتحدة لدعم لبنان ولدعم الجيش اللبناني لكي يتمكن من الدفاع عن الارض ضد اي عدد يتعرض للبلد وحصوله على الوسائل الحديثة والمتطورة ليقوم بمهمته، موضحا بأنه طالب ايضا بالضغط على اسرائيل لمتابعة تنفيذ القرار 1701 ووقف التهديدات واعمال التجسس التي تقوم بها بشكل دائم.
جنبلاط وعلى صعيد الآخر، اعلن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط <للمنار> انه قام بواجبه لناحية ارسال برقية تعزية الى الرئيس الاسد، لافتا الى ان الامور تحصل خطوة خطوة.
وعن علاقته المستجدة بالعماد ميشال عون اكد جنبلاط ان لا جدال ولا شك بجدية المصالحة مع العماد عون، وهذا واضح ويترجم كل يوم من خلال الاجتماعات المشتركة بين الجانبين، لافتا الى ان زيارته للرابية ستحصل كما اعلن يوم المصالحة بينهما في قصر بعبدا، وان شاء الله بعد انقضاء فترة الاعياد.
ونفت مصادر مسؤولة في <حزب الله> صحة المعلومات التي ترددت عن نية الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله زيارة الرياض، حسب ما نقل زوار الرئيس اميل لحود الذي كان زار القرداحة على رأس وفد ضم نجله اميل والوزير السابق وديع الخازن، وعقد خلوة مع الرئيس الأسد دامت 45 دقيقة.
اللجان النيابية إلى ذلك إنطلقت عجلة اللجان النيابية وبزخم في مجلس النواب أمس بعد نيل الحكومة الثقة، فعقدت أربع لجان نيابية إجتماعات لها لبحث الأولويات وتحديد المشاريع والإقتراحات الموجودة في أدراجها، وبدا من الواضح أن التركيز في هذه المرحلة هو على الموازنة العامة إذا ان المجلس الآن وطبقاً للمادة <32> من الدستور يضع في أولوياته مناقشة وإقرار الموازنة العامة للعام 2010، وهذا ما بحثته لجنة المال والموازنة حيث ثمن رئيسها إبراهيم كنعان الوعد الحكومي بإرسال الموازنة قبل نهاية شهركانون الثاني المقبل متوقعاً إلتزام الحكومة بهذا الأمر.
وفي حين وجدت اللجنة ما يقارب 30 مشروعاً و50 إقتراحاً في أدراجها كلّفت لجنة فرعية قوامها المقرر روبير فاضل والنائب علي حسين خليل تقديم تقرير حول جدوى هذه المشاريع، وما إذا كانت الحكومة الجديدة ملتزمة بها أو النواب يتمسكون بتمريرها.
وأخذ موضوع الموازنات السابقة 2006 - 2007 - 2008 - 2009 حيزاً من البحث لجهة إيجاد الحل لها خصوصاً في ظل بعض التحفظات من قبل البعض لجهة الصرف على القاعدة الإثني عشرية دون العودة إلى المجلس.
وتحدثت المصادر عن ان الحل هو بالتصويت على موازنة 2009 وعلى قطع حساب الموازنات السابقة مع اجرء تصفية خالية.
وأكدت المصادر ان المرحلة المقبلة ستشهد الكثير من العمل تعويضاً عن الوقت الذي غاب عنه التشريع لأسباب سياسية معروفة وخصوصاً ما يتعلق بالمشاريع المعلقة منذ حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، حيث الإتجاه هو حل مزدوج: عن طريق الحكومة بإرسال المشاريع بتواقيع الحكومة الجديدة، أو عن طرق النواب من خلال تبني ما هو مستعجل منها باقتراحات.
أولويات الحكومة أما أولويات الحكومة في أول مجلس وزراء تعقده، فتوقعت مصادر وزارية أن تكون على ثلاثة ملفات.
- اقتراح وزارة المال بالتنسيق مع وزارة الطاقة تأمين الدعم للمازوت بشكل خاص.
- طرح يعده وزير العمل بطرس حرب يتعلق بوضع الضمان الاجتماعي.
- الملف الذي أعدته رئاسة الحكومة وتعمل عليه مع وزارة الطاقة لتعزيز الانتاج خلال الأشهر الـ12 المقبلة لتأمين 600 ميغاوات من انتاج الطاقة في المرحلة الأولى.
- صحيفة 'الديار'
بدد الاتصال الهاتفي الذي اجراه الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز بالرئيس السوري بشار الاسد لتقديم التعزية بوفاة شقيقه وايفاد وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني الى القرداحة لتقديم التعزية باسمه الى الرئيس الاسد، كل التسريبات التي سادت في بيروت عن فتور في العلاقات بين البلدين حول ملفات عديدة.
الى ذلك كشفت مصادر مؤكدة ان زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق كان موعدها الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر الاحد الماضي، وتم تأجيلها بسبب وفاة شقيق الرئيس السوري بشار الاسد وهي تحصيل حاصل بعد عودة الحريري من كوبنهاغن ويقوم بترتيب تفاصيلها نجل الملك السعودي ولا علاقة لها بالاستنابات القضائية التي لم يتم سحبها.
وهذا ما ابلغته دمشق الى الرئيس ميشال سليمان ومسؤولين لبنانيين وسعوديين والموضوع يخص اللواء جميل السيد شخصياً.
وتقول المعلومات ان الزيارة ستحصل بعد انتهاء التعازي في القرداحة، ومن المتوقع ان تكون الاحد او مطلع الاسبوع المقبل.
وكان الرئيس الحريري قد وصل امس الى كوبنهاغن لترؤس وفد لبنان في قمة &laqascii117o;تغير المناخ العالمي"، التي بدأت في العاصمة الدانماركية منذ السابع من الشهر الحالي وتستمر لغاية الثامن عشر منه.
ويرافق الرئيس الحريري وفد رسمي يضم وزراء الصحة العامة محمد جواد خليفة، الطاقة والمياه جبران باسيل، المال ريا الحسن والبيئة محمد رحال، سفيري لبنان في الامم المتحدة نواف سلام والدانمارك نصرت الاسعد، مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشارين: محمد شطح وهاني حمود ومازن حنا.
ومن المقرر ان يلقي رئيس مجلس الوزراء كلمة لبنان مساء اليوم على ان يلتقي على هامش اعمال المؤتمر عددا من رؤساء الوفود المشاركين، من بينهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وامين عام الامم المتحدة بان كي مون.
سليمان الى دمشق
الى ذلك، اشارت معلومات مؤكدة ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سيزور العاصمة السورية بعد عودته من واشنطن لتقديم التعزية بشقيق الرئيس السوري بشار الاسد، ولوضعه في اجواء مباحثاته مع الرئيس الاميركي اوباما، وتوقعت المعلومات ان تكون الزيارة غدا الخميس او الجمعة.
اوساط دبلوماسية متابعة معنية قالت ان زيارة الرئيس سليمان بالموضوع السياسي لم تكن متوازنة مع اهدافها العسكرية.
فعلى الصعيد السياسي، إن الزيارة كانت عادية لجهة موقف اوباما الواضح حيال لبنان، ولم تغير في النظرة الاميركية بل كانت بمثابة حضور لبناني في البيت الابيض.
اما التقدم الذي حصل في الشق العسكري، فكان هناك اطمئنان لدى الادارة الاميركية نتيجة التنسيق الدائم بين وزير الدفاع الياس المر والادارة الاميركية حول هذا الموضوع.
وتقول الاوساط ان الادارة الاميركية ستقدم الى لبنان عتاداً واسلحة وذخيرة وناقلات جند لمساعدة الجيش اللبناني على مكافحة الارهاب، خصوصاً وانه اظهر مقدرة في الحرب على الارهاب.
من جهة اخرى، فقد ابدت مصادر في المعارضة ارتياحها لمواقف سليمان في واشنطن امام المسؤولين الاميركيين، الا انها دعت للتمعن بدقة حول ما صدر عن الرئيس اوباما من مواقف، خصوصا حول تهريب السلاح، وهذه المواقف تظهر كيفية التعاطي الاميركي والنظر بعين واحدة الى المنطقة، كما تظهر الادارة الاميركية ان لا نية ولا رغبة لديها بتسليم الجيش اسلحة نوعية طالب بها رئيس الجمهورية.
علما ان الوفد اللبناني يحمل روزنامة تتضمن مطالب الجيش للحصول على اسلحة ثقيلة ودبابات.
جنبلاط
اعتبر رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط ان زيارته الى دمشق يتم ترتيبها خطوة خطوة، وان البرقية التي ارسلها الى الرئيس السوري بشار الاسد للتعزية بوفاة شقيقه شكلت الخطوة الاولى.
واشاد جنبلاط بالعلاقة بين الاشتراكي والتيار الوطني الحر واكد ان زيارته للرابية ستتم بعد الاعياد.
ملف التعيينات الادارية
من المتوقع ان يكون ملف التعيينات البند الاول في عمل الحكومة بعد الاعياد لجهة ملء الشواغر في ادارات الدولة وتعيين المدراء العامين ورؤساء الاجهزة العسكرية، ويتوقع ان يشهد هذا الملف &laqascii117o;كباشاً حاداً" وتجاذبات كبيرة بين القوى السياسية وخصوصا ان الاسماء المطروحة بدأ التداول بها ومعظمها من خارج الملاك الوظيفي.
وعلم ان موقع المدير العام للامن العام سيعود الى الطائفة المارونية وسيتولى العماد ميشال عون اختيار الاسم.
كما يتوقع ان يكون منصبا قائد قوى الامن الداخلي وقائد الدرك موضوع تجاذب في ظل اصرار قوى المعارضة على التمسك بقائد الدرك العميد الركن انطوان شكور في حال تمسك فريق رئيس الحكومة باللواء اشرف ريفي علما ان اي اتصال لم يحصل بين اللواء ريفي والعميد شكور رغم التسوية السياسية التي حص
2009-12-16 00:00:00