صحف ومجلات » افتتاحيات من الصحف اللبنانية الصادرة الأحد 20/12/2009

- صحيفة 'النهار'
دخلت العلاقات اللبنانية – السورية امس منعطفاً جديداً من خلال الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لدمشق التي تختتم اليوم وسط حفاوة لافتة أحاط بها الرئيس السوري بشار الاسد ضيفه. وفيما بدا رئيس الجمهورية ميشال سليمان في اجواء الزيارة تحضيراً ومواكبة، كان عدد من قادة الاكثرية يرحبون بها املا في ان تترجم بما يخدم مصالح البلدين. فالرئيس أمين الجميل قال لـ'النهار' إن 'الجرح بليغ ويتطلب جهداً كبيراً ليلتئم'. في حين دعا الرئيس فؤاد السنيورة الى ترجمة الزيارة 'علاقات اقتصادية ومصالح مشتركة حقيقية'. أما مصادر قيادية في 'حزب الله' فرأت في الزيارة 'مساهمة في تحاشي أي فتنة شيعية – سنية'.
سليمان
وعلمت 'النهار' ان الرئيس سليمان الذي سبق الرئيس الحريري الى دمشق اول من امس حيث عزّى نظيره السوري بشقيقه مجد، تطرق الى زيارة الحريري، بما يؤدي الى إنجاحها، كما انه واكب قبل ذلك كل الاتصالات التي مهدت لزيارة الحريري بدءاً من القمة العربية في الكويت التي شهدت اللقاء الاول بين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري. وفي الوقت عينه كان سليمان، مباشرة وعبر موفدين، يتابع اولاً بأول تفاصيل الزيارة حتى حصولها امس.
ملفات
مصادر مواكبة للزيارة قالت لـ'النهار' إن المطالب الاساسية للبنان تحققت قبل ذهاب الحريري، وهي انسحاب الجيش السوري من لبنان واعتراف دمشق بسيادته وتبادل فتح السفارات بين البلدين، فضلا عن تحييد ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والذي بات في عهدة المحكمة الخاصة بلبنان وخارج علاقات الدولتين. وثمة ملفات لا تزال عالقة تتعلق بترسيم الحدود والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات التي يقع جزء من معسكراتها داخل الاراضي السورية، وقضية المعتقلين والمفقودين في سوريا واعادة النظر في بعض بنود المعاهدات المشتركة لمصلحة البلدين.
واشارت الى ان زيارة الحريري تأتي في سياق مسؤولياته كرئيس لوزراء لبنان الذي على عاتقه اقامة افضل العلاقات مع كل دول العالم وخصوصا الدول العربية وبالاخص منها الدولة الاقرب أي سوريا. وقد سبق للحريري أيام الانتخابات ان قال إن زيارته دمشق اذا ما صار رئيساً للحكومة ستكون 'جزءاً من واجباتي'. كما ورد في البيان الوزاري لحكومة تضم كل القوى والذي على اساسه نالت ثقة نيابية غير مسبوقة، تعهد للقيام بهذه الزيارة.
وحول اقتصار الوفد المرافق للحريري على مدير مكتبه نادر الحريري، اوضحت المصادر المواكبة ان ذلك يعود الى انه ليس في جدول الاعمال توقيع معاهدات ولا بحث للتعاون بين حكومتي البلدين، وهذا ما فعله رئيس الجمهورية مراراً في مناسبات مختلفة.
وأكدت ان كل قوى مكونات 14 آذار والاكثرية كانت داعمة للزيارة قبل حصولها وبعدها لما فيه مصلحة لبنان.
دمشق
وفي نبأ من دمشق افاد المكتب الاعلامي للرئيس الحريري ان رئيس الحكومة وصل الساعة الرابعة الا ربعاً عصر امس الى مطار دمشق الدولي على متن طائرته الخاصة، حيث كان في استقباله وزير شؤون رئاسة الجمهورية السوري منصور عزام وسفير لبنان في دمشق ميشال خوري. وعلى الفور، توجه الرئيس الحريري الى قصر تشرين حيث كان في استقباله الرئيس الاسد عند مدخل القصر وصافحه بحرارة، ثم عقدا اجتماعاً ثنائياً.
وفي السابعة والنصف مساء انتهى الاجتماع الثنائي الذي استمر ثلاث ساعات وربع ساعة، وودع الاسد ضيفه حتى المدخل الخارجي لقصر تشرين.
البيان الرسمي
وصدر بيان رسمي عن الاجتماع وزعته الوكالة العربية السورية للانباء 'سانا' جاء فيه: 'أجرى السيد الرئيس بشار الاسد بعد ظهر اليوم في قصر تشرين محادثات مع السيد سعد الحريري رئيس مجلس الوزراء اللبناني. وجرى خلال اللقاء استعراض التطورات الايجابية السائدة في لبنان وسوريا وتاريخ العلاقات السورية – اللبنانية وكيفية تجاوز الآثار السلبية التي شابت هذه العلاقات خلال مرحلة معينة، حيث تم الاتفاق على فتح آفاق جديدة تعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات وتعكس الروابط الاخوية التي تجمع شعبي سوريا ولبنان وتاريخهما المشترك.
واكد الرئيس الحريري تطلع حكومته الى اقامة علاقات حقيقية واستراتيجية مع سوريا تعود بالمنفعة على الشعبين الشقيقين ومصالحهما، وان العلاقات الطيبة والمتميزة بين سوريا ولبنان تعزز موقف البلدين وقوتهما وتسهم بحماية لبنان والعروبة ووحدة الصف العربي في مواجهة السياسات الاسرائيلية المستمرة بانتهاكها للحقوق العربية.
وأكد الرئيس الاسد ان سوريا كانت ولا تزال حريصة على اقامة افضل العلاقات مع لبنان انطلاقاً من قناعتها ومواقفها المبدئية التي تعتبر ان العلاقات المتميزة والاستراتيجية بين البلدين تحمي المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين والعرب جميعاً، وان أمن واستقرار لبنان هو من أمن واستقرار سوريا والعكس صحيح، مشدداً على ان سوريا لن تدخر اي جهد يسهم في توطيد علاقات البلدين ووحدة لبنان وتعزيز أمنه واستقراره.
وتناول اللقاء ايضاً المستجدات على الساحتين العربية والدولية واهمية التنسيق وتبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك'.
مأدبة عشاء
ثم اقام الرئيس الاسد مأدبة عشاء تكريمية على شرف الحريري في مطعم 'آرت هاوت'، حضرها: رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش، رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي العطري، وزير الخارجية السوري وليد المعلم، المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان، وزير رئاسة الجمهورية السورية منصور عزام، وزير الاعلام السوري محسن بلال، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية ديالا الحاج عارف، الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني – السوري نصري خوري، سفير لبنان في دمشق ميشال خوري، السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم العلي، ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري.
شعبان
وصرحت شعبان بعد اجتماع الرئيسين الاسد والحريري فقالت:  '(...) تمت مناقشة جميع المواضيع بين سوريا ولبنان. وكان جو اللقاء صريحاً وايجابياً وودياً. وتم التركيز في هذا الحوار على العلاقات المستقبلية وتفعيل المؤسسات بين البلدين، وان هذه الزيارة ستتبعها زيارات مستقبلية يقوم بها المعنيون والفنيون لوضع الأسس لتفعيل العلاقات المؤسساتية بين البلدين الشقيقين لما فيه مصلحة البلدين والشعبين. كما تمت مناقشة الوضع العربي في المنطقة والتحديات التي تواجه سوريا ولبنان جراء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية والتحديات المشتركة التي تواجههما وأهمية التنسيق بين سوريا ولبنان كما بين الدول العربية، وأهمية التضامن العربي من أجل إعلاء كلمة العرب واستعادة الحقوق العربية المشروعة. كما تم التركيز على التنسيق بين سوريا ولبنان في المجالين العربي والدولي وحتى الاقليمي في المحافل الدولية.
باختصار، أستطيع أن أقول إن الحوار كان بناء والجو كان ودياً، وانه تمت مناقشة جميع المواضيع بشفافية، مع النية بالاستمرار في وضع الخطط التنفيذية للارتقاء بهذه العلاقة الى مستوى طموح البلدين والشعبين. ولا شك في أن العمل العربي المشترك سوف يستفيد جداً من هذه العلاقات والتي سوف تنعكس ايجاباً على علاقات عربية أخرى وعلى مستقبل العمل العربي المشترك'.
وسئلت: الرئيس الاسد كسر المراسم واستقبل الرئيس الحريري في قصر تشرين. ماذا يعني ذلك؟ وهل تم كسر الجليد بين الجانبين؟ فأجابت: 'دون شك، تم كسر الجليد بين الطرفين. والرئيس الاسد استقبل قادة قبل اليوم في قصر تشرين. هذا القصر هو قصر رئاسة ايضاً، ولكن اقامة الرئيس الحريري في قصر الضيافة هو كسر للبروتوكول لأن قصر الضيافة يقيم فيه الرؤساء والملوك. والآن دعي الرئيس الحريري كرئيس للوزراء أن يقيم في قصر الضيافة، فهو حل ضيفاً على الرئيس الاسد وفي هذا تعبير عن حرارة ومودة خاصة'.
وما هو جدول أعمال اليوم الثاني لزيارة الرئيس الحريري؟ أجابت: 'جدول الاعمال هو الاستمرار في هذا الحوار الصريح والجاد والبناء، والذي كما قلت، تناول كل المواضيع. وسوف يستمر الحوار مساء اليوم (امس) وغداً (اليوم)'.
وماذا عن ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا؟
أجابت: 'نوقش موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا كما نوقشت كل المواضيع الاخرى. وسوف تقام خطوات في الوقت المناسب وبالشكل المناسب في هذا الصدد'.
وهل ستكون هناك زيارة قريبة لرئيس الوزراء السوري الى لبنان؟
أجابت: 'ستكون هناك زيارات متبادلة. لا أعلم ما هو مدى قرب هذه الزيارات، ولكن الواضح من جو الاجتماع ومن النقاش الذي جرى ومن نتائج هذا الاجتماع المهم والطويل أن الزيارات سوف تكون متبادلة وقريبة ومتسارعة، وأنها سوف تركز كما قلنا على ربط علاقة مؤسساتية بين الوزارات والمؤسسات بين سوريا ولبنان'.
وما هو عمل المجلس الاعلى اللبناني - السوري في المرحلة المقبلة؟
أجابت: 'سيساهم المجلس الاعلى اللبناني - السوري في تعزيز هذه العلاقة ايضاً وفي إغنائها. كلما كثرت الهيئات التي تغني هذه العلاقة استفادت هذه العلاقة أكثر'.
وهل يمكن القول إن كل الذيول التي كانت قائمة في المرحلة الماضية ساهم هذا الاجتماع في تبديدها؟ وما هي الضمانات لئلا يتكرر الجو السابق بين لبنان وسوريا؟
أجابت: 'الحقيقة أننا نستطيع أن نقول إن تلك الذيول قد بددت، وأعتقد أن الضمانات هي إرادة الرئيس الاسد والرئيس الحريري ببناء هذه العلاقة الايجابية والبناءة، وإدراكهما أن هذه العلاقة تصب في خدمة الشعبين والبلدين'.
وبثت قناة 'العربية' التلفزيونية نقلاً عن مصادر مطلعة أن الحريري بات ليلته في منزل والده الراحل في العاصمة السورية والذي اقفل منذ اغتياله في 14 شباط 2005، على أن يعود ويلتقي الاسد صباح اليوم قبل عودته الى بيروت.
متكي
ويصل الى بيروت العاشرة مساء اليوم، وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي، في زيارة تستغرق يومين، يلتقي خلالها غداً رؤساء الجمهورية ومجلسي النواب والوزراء ونظيره اللبناني، اضافة الى الأمين العام لـ'حزب الله'.
ومن المقرر أن يغادر بيروت بعد ظهر الاثنين.


- صحيفة 'الديار'
‏...
واخيراً تحقق كلام النائب بهية الحريري حين خاطبت سوريا من المكان الذي شهد التجمعات ‏الغاضبة: &laqascii117o;لن نقول وداعاً لسوريا، بل الى اللقاء سوريا".‏
وهكذا، بعد خمسة اعوام حفلت بعداء كامل بين سوريا وفريق من اللبنــانيين، زار امــس ‏رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري دمشــق واجــتمع الى الرئيس السوري بشار الاســد، ‏وســـط حفاوة بالغة غلب عليها التكريم الذي ينبئ بعلاقات جيدة بينهما.‏
الصورة تقول ان اللقاء كان لقاء مصالحة ومصارحة، خصوصا بعد السنوات الخمس العجاف في ‏العلاقات بين قوى 14 اذار وسوريا تخللتها مهرجانات غاضبة أوصلت بعض قادتها الى اطلاق حملة ‏من التجريح الشخصي، وفي المقابل سوريا التي راقبت الحملات العدائية ضدها وفي خاصرتها، ردت ‏بحملات عنيفة بعدما وصلت الاخطار اليها.‏
كذلك كان الصراع القضائي يتأجج، تارة عبر الشهود، وتارة في تجييش المجتمع الدولي الذي كان ‏جاهزا لاصدار القرارات الدولية ضد سوريا، ومستعجلاً ايضاً لانشاء المحكمة الدولية.‏
لكن حين هدأت العاصفة الدولية وعاد الرشد اللبناني الى صوابه، سارعت سوريا الى اصدار ‏استنابات قضائية اربكت من خلالها عددا كبيرا من رموز قوى الاكثرية.‏
تفاصيل عديدة تكتب عن الخلاف المستحكم بين الفريقين الذي استمر خمس سنوات، لكن اللقاء ‏الذي حصل امس ازال من خلال الصور التي ظهرت كافة الالتباسات، وشعر المراقبون ان ‏‏&laqascii117o;الكيميا" سرت بين الرئيس السوري والرئيس الحريري، خصوصاً حين خرج الرئيس الأسد لاستقبال ‏ضيفه الرئيس سعد الحريري، ويؤسس لعلاقات جيدة سترتد ايجابيا على الساحة اللبنانية، ‏ويعيد خلط الاوراق لناحية الانقسامات السياسية في الداخل اللبناني.‏
تفاصيل الزيارة
وكان الرئيس الحريري قد انتقل من مطار رفيق الحريري الدولي عند الساعة الرابعة عصرا ‏على متن طائرته الخاصة متوجها الى العاصمة السورية، وقد استغرقت فترة الوصول الى مطار ‏دمشق الدولي حوالى النصف ساعة، وكان في استقباله في المطار وزير الدولة لشؤون رئاسة ‏الجمهورية منصور عزام حيث رافقه الى قصر تشرين.‏
ولدى وصول الرئيس سعد الحريري، استقبله الرئيس بشار الاسد على مدخل القصر بحفاوة بالغة ‏ودخلا وعقدا لقاء مطولا استمر زهاء الثلاث ساعات متواصلة.‏
ومن المعروف ان قصر تشرين مخصص للرؤساء والملوك ويستضيف الزائرين المنوي تكريمهم، وعلى ‏هذا الاساس فان هذه الاشارة السورية تعني ما تعنيه على صعيد فتح صفحة جديدة بين لبنان ‏وسوريا.‏
وقد أقام الرئيس الأسد لرئيس حكومة لبنان سعد الحريري عشاء تكريميا، على ان يلتقي به ‏اليوم ويجري معه محادثات ثنائية.‏
وقد رافق الرئيس الحريري في زيارته مدير مكتبه نادر الحريري، وذكرت المعلومات ان احداً ‏من تيار المستقبل لم يكن على علم بموعد الزيارة، حتى ان مندوبي وسائل الاعلام الذين ‏اتصلوا اول امس لمعرفة توقيت الزيارة لم يتمكنوا من معرفة الموعد، وسط تكتم شديد على ‏الزيارة، حيث حرص الرئيس الحريري على ذلك.
واضافت المعلومات ان الاتصالات التي سبقت ‏الزيارة بين سوريا والسعودية والتي اجرت ترتيباتها فضّلت ان يكون اللقاء ثنائيا، وكانت ‏القيادة السورية حريصة على ان تكون الزيارة تحمل طابع الودّ وإنهاء فترة سابقة شهدت ‏توترات كثيرة.‏
البيان الرسمي
وبعد الاجتماع المطول بين الرئيسين الاسد والحريري والذي انتهى عند السابعة والنصف مساء، ‏صدر بيان رسمي عن الاجتماع، حيث تحدث البيان عن استعراض التطورات الايجابية السائدة في ‏لبنان وسوريا وتاريخ العلاقات بينهما، وكيفية تجاوز الآثار السلبية التي شابت هذه ‏العلاقات، وتم الاتفاق على فتح آفاق جديدة تعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات وتعكس ‏الروابط الاخوية التي تجمع شعبي لبنان وسوريا وتاريخهما المشترك.
وقد اكد الرئيس الحريري ‏على تطلع حكومته الى اقامة علاقات حقيقية واستراتيجية مع سوريا تعود بالمنفعة على ‏الشعبين الشقيقين ومصالحهما، وان العلاقات الطيبة والمتميزة بين لبنان وسوريا تعزز موقف ‏البلدين وقوتهما وتسهم في حماية لبنان والعروبة في مواجهة السياسات الاسرائيلية.‏
من جهته، اكد الرئيس الأسد ان سوريا كانت ولا تزال حريصة على اقامة افضل العلاقات مع ‏لبنان، وان امن واستقرار لبنان هو من امن واستقرار سوريا والعكس صحيح، مشددا على ‏ان سوريا لن تدخر جهدا في ما يسهم بتوطيد العلاقات ووحدة لبنان وتعزيز امنه ‏واستقراره.‏
شعبان
الى ذلك، قالت المستشارة السياسية والاعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان بعد انتهاء ‏الاجتماع ان جو اللقاء كان ايجابياً وودياً، وقد نوقشت كل المواضيع المتعلقة بالبلدين، ‏وان العلاقات ستنعكس ايجاباً على علاقات عربية اخرى وعلى مستقبل العمل العربي المشترك.‏
وأضافت شعبان ان موضوع ترسيم الحدود نوقش وسوف تقام خطوات في الوقت المناسب وبالشكل ‏المناسب، ونستطيع القول ان الذيول قد بددت والضمانات هي في ارادة الرئيس الأسد والرئيس ‏الحريري.‏


- صحيفة 'المستقبل'
زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر أمس العاصمة السورية حيث وصل عند الساعة الرابعة إلا ربعاً الى مطار دمشق الدولي على متن طائرته الخاصة، وكان في استقباله وزير شؤون رئاسة الجمهورية السورية منصور عزام وسفير لبنان في دمشق ميشال خوري.
وعلى الفور، توجّه الرئيس الحريري الى قصر تشرين حيث كان في استقباله الرئيس السوري بشار الأسد على مدخل القصر وصافحه بحرارة، ثم عقدا اجتماعاً ثنائياً تناول تطوير العلاقات بين الدولتين وآفاق المرحلة المقبلة.
وعند السابعة والنصف مساء انتهى الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات وربع الساعة. وقد ودّع الرئيس الأسد الرئيس الحريري حتى المدخل الخارجي لقصر تشرين.
وأدلت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية الدكتورة بثينة شعبان بعد الاجتماع بالتصريح الآتي: 'اجتمع السيد الرئيس بشار الأسد مع دولة الرئيس سعد الحريري لمدة ثلاث ساعات، وقد تمّت مناقشة جميع المواضيع بين سوريا ولبنان. وكان جوّ اللقاء صريحاً وإيجابياً وودياً.
وتمّ التركيز في هذا الحوار على العلاقات المستقبليّة وتفعيل المؤسسات بين البلدين، وأن هذه الزيارة سوف تتبعها زيارات مستقبلية يقوم بها المعنيون والفنيون لوضع الأسس لتفعيل العلاقات المؤسساتية بين البلدين الشقيقين لما فيه مصلحة البلدين والشعبين.
كما تمّت مناقشة الوضع العربي في المنطقة والتحدّيات التي تواجه سوريا ولبنان جرّاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والتحديات المشتركة التي تواجههما وأهمية التنسيق بين سوريا ولبنان كما بين الدول العربية، وأهمية التضامن العربي من أجل إعلاء كلمة العرب واستعادة الحقوق العربية المشروعة.
كما تم التركيز على التنسيق بين سوريا ولبنان في المجالين العربي والدولي وحتى الإقليمي في المحافل الدولية.
باختصار أستطيع أن أقول أن الحوار كان بناء والجو كان ودياً، وأنه تمت مناقشة جميع المواضيع بشفافية، مع النية بالاستمرار في وضع الخطط التنفيذية للارتقاء بهذه العلاقة إلى مستوى طموح البلدين والشعبين. ولا شك بأن العمل العربي المشترك سوف يستفيد جدا من هذه العلاقات والتي سوف تنعكس إيجابا على علاقات عربية أخرى وعلى مستقبل العمل العربي المشترك'.
سئلت: الرئيس الأسد كسر المراسم واستقبل الرئيس الحريري في قصر تشرين، ماذا يعني ذلك؟ وهل تم كسر الجليد بين الجانبين؟
أجابت: 'دون شك، تم كسر الجليد بين الطرفين. والرئيس الأسد استقبل قادة قبل اليوم في قصر تشرين. هذا القصر هو قصر رئاسة أيضا، ولكن إقامة الرئيس الحريري في قصر الضيافة هو كسر للبروتوكول لأن قصر الضيافة يقيم فيه الرؤساء والملوك. والآن دعي الرئيس الحريري كرئيس للوزراء أن يقيم في قصر الضيافة، فهو حل ضيفا على الرئيس الأسد وفي هذا تعبير عن حرارة ومودة وخاصة'.
سئلت: ما هو جدول أعمال اليوم الثاني لزيارة الرئيس الحريري؟
أجابت: 'جدول الأعمال هو الاستمرار في هذا الحوار الصريح والجاد والبنّاء، والذي كما قلت، تناول كل المواضيع. وسوف يستمر الحوار'.
سئلت: ماذا عن ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا؟
أجابت: 'نوقش موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا كما نوقشت كل المواضيع الأخرى. وسوف تقام خطوات في الوقت المناسب وبالشكل المناسب في هذا الصدد'.
سئلت: هل ستكون هناك زيارة قريبة لرئيس الوزراء السوري إلى لبنان؟
أجابت: 'سوف تكون هناك زيارات متبادلة. لا أعلم ما هو مدى قرب هذه الزيارات، ولكن الواضح من جو الاجتماع ومن النقاش الذي جرى ومن نتائج هذا الاجتماع الهام والمطول أن الزيارات سوف تكون متبادلة وقريبة ومتسارعة، وأنها سوف تركز كما قلنا على ربط علاقة مؤسساتية بين الوزارات والمؤسسات بين سوريا ولبنان'.
سئلت: ما هو عمل المجلس الأعلى اللبناني السوري في المرحلة المقبلة؟
أجابت: 'سوف يساهم المجلس الأعلى اللبناني السوري في تعزيز هذه العلاقة أيضا وفي إغنائها. كلما كثرت الهيئات التي تغني هذه العلاقة كلما استفادت هذه العلاقة أكثر'.
سئلت: هل يمكن القول أن كل الذيول التي كانت قائمة في المرحلة الماضية ساهم هذا الاجتماع في تبديدها؟ وما هي الضمانات لأن لا يتكرر الجو السابق بين لبنان وسوريا؟
أجابت: 'الحقيقة أننا نستطيع أن نقول أن تلك الذيول قد بددت، وأعتقد أن الضمانات هي إرادة الرئيس الأسد والرئيس الحريري ببناء هذه العلاقة الإيجابية والبناءة، وإدراكهما بأن هذه العلاقة تصب في خدمة الشعبين والبلدين'.
وأقام الرئيس الأسد مساء عشاء خاصا تكريما للرئيس الحريري في حضور رئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش، رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي العطري، وزير الخارجية السوري وليد المعلم، المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان، وزير رئاسة الجمهورية السورية منصور عزام، وزير الإعلام السوري محسن بلال، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية ديالا الحاج عارف، أمين عام المجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، سفير لبنان في دمشق ميشال خوري، السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم، ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري. ومن المقرر أن يتابع الرئيس الحريري اليوم محادثاته مع الرئيس الأسد في جلسة ثانية تعقد قبل الظهر.
ووزعت وكالة 'سانا' السورية نص البيان الرسمي الذي صدر عن الاجتماع بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وجاء فيه:
'أجرى السيد الرئيس بشار الأسد في قصر تشرين محادثات مع السيد سعد الحريري رئيس مجلس الوزراء اللبناني. وجرى خلال اللقاء استعراض التطورات الايجابية السائدة في لبنان وسوريا وتاريخ العلاقات السورية اللبنانية وكيفية تجاوز الآثار السلبية التي شابت هذه العلاقات خلال مرحلة معينة حيث تم الاتفاق على فتح افاق جديدة تعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات وتعكس الروابط الاخوية التي تجمع شعبي سوريا ولبنان وتاريخهما المشترك.
واكد الرئيس الحريري تطلع حكومته الى اقامة علاقات حقيقية واستراتيجية مع سوريا تعود بالمنفعة على الشعبين الشقيقين ومصالحهما وان العلاقات الطيبة والمتميزة بين سوريا ولبنان تعزز موقف البلدين وقوتهما وتسهم بحماية لبنان والعروبة ووحدة الصف العربي في مواجهة السياسات الاسرائيلية المستمرة بانتهاكها للحقوق العربية.
واكد الرئيس الأسد ان سوريا كانت ولا تزال حريصة على اقامة افضل العلاقات مع لبنان انطلاقا من قناعتها ومواقفها المبدئية التي تعتبر ان العلاقات المتميزة والاستراتيجية بين البلدين تحمي المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين والعرب جميعا وان أمن واستقرار لبنان هو من أمن واستقرار سوريا والعكس صحيح مشددا سيادته على ان سوريا لن تدخر اي جهد يسهم في توطيد علاقات البلدين ووحدة لبنان وتعزيز امنه واستقراره. وتناول اللقاء ايضا المستجدات على الساحتين العربية والدولية واهمية التنسيق وتبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك'.
كوبيه
في هذا الوقت، شدد رئيس الأغلبية الحاكمة في البرلمان الفرنسي جان فرنسوا كوبيه في ختام زيارته للبنان، على أنه وجد في الرئيس سعد الحريري 'رجلاً شجاعاً ومتيقظاً ومتدفق الحرارة، ولديه رؤية واضحة لما يريده للبنان، وانه رجل مبادرات وحوار مع تمتعه بروح ايجابية'.
وأشار الى أن 'المحكمة الدولية تتابع عملها'، وأن 'حزب الله' يتلبنن فله نواب في البرلمان وأعضاء في حكومة الوفاق الوطني، ونحن تقليدياً ننظر الى الأفعال والأقوال معاً. وأن المجتمع الدولي وفرنسا منه متعلق بلبنان بمعنى التعلق 'بأمنه واستقراره واستقلاله وسيادته على كامل أراضيه'.
واعتبر كوبيه ان 'الحوار يعني أن يسمع البعض البعض الآخر وأن ينظروا الى المستقبل' وذلك في اشارة منه الى الحوار الداخلي والى العلاقات مع سوريا.
مواقف
وكانت زيارة الحريري الى دمشق ترافقت مع سلسلة مواقف، فقد رأى الرئيس فؤاد السنيورة أن ' الزيارة هامة ونتوخى منها الخير..وننظر بأمل كبير الى ان تسود الثقة بين البلدين الشقيقين'،مشددا على أن'لبنان وسوريا بلدين عربيين ، ويجب أن تسود العلاقة بينهما علاقة أخوية وعلاقة مبنية على الاحترام المتبادل لإستقلال وسيادة البلدين'.
من جهتها اعتبرت رئيس لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري الزيارة 'طبيعية لرئيس حكومة كل لبنان' آملة أن تكون نتائجها 'استقراراً وأمناً للبنان'.
ورأى وزير التربية حسن منيمنة ان الزيارة 'مهمة جداً، وهي مبادرة من الحكومة اللبنانية باتجاه الاعلان عن نيّة حقيقية لبناء علاقة صحيحة ومتساوية مع سوريا، الأمر الذي أكده عضو تكتل 'لبنان أولاً' النائب عمار حوري مشيراً الى أن الزيارة 'هي من رئيس حكومة لبنان الى دولة شقيقة، وتسبقها زيارات الى دول شقيقة أخرى.. وهي تتم على أساس منطق دولة لدولة(..)'.
ولفت القيادي في 'تيار المستقبل' النائب السابق مصطفى علوش الى أن 'زيارة الرئيس الحريري الى سوريا تدخل في اطار مناقشات مجلس الوزارء' مذكراً بأن 'هناك مواضيع عالقة بين الدولتين كقضية ترسيم الحدود ومسألة المفقودين اضافة الى عدة مواضيع مرتبطة بالملفات الاقتصادية اللبنانية ـ السورية ومن ثم البحث في تقرير مصير المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري (..)'.
ورأى عضو اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة في الزيارة 'حدثاً مهماً وان الحريري 'آت من حكومة وحدة وطنية.. ومن محيط مؤيد له عربي واقليمي ودولي، والزيارة مهمة لتحقيق المساواة في العلاقة بين لبنان وسوريا'، مشيراً الى ان 'الزيارة ليست لطي صفحة.. لكن الرئيس الحريري ذاهب بكل تأكيد لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين(..)'.


- صحيفة 'صدى البلد'
أمس كان يوم رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي وصل الى سورية بمعية مستشاره الخاص نادر الحريري 'للتباحث في العلاقات الثنائية بين البلدين'. الزيارة الأولى لرئيس الحكومة الجديدة، حملت معاني كثيرة بالنسبة الى الكثيرين، لكن مصادر الأكثرية أكدت أنها 'زيارة دبلوماسية'، بينما رأت فيها مصادر المعارضة بأنها 'زيارة تصحيحية للعلاقات'. وبينما ينتظر أن تكشف الأيام نتائج زيارة الحريري، استمرت تداعيات العاصفة التي ضربت لبنان وخصوصا في ما يتعلق بالسفينة البانامية التي توقفت عملية الانقاذ في شأنها، بحسب قيادة الجيش، وتم انقاذ 39 شخصا وفُقد 33 ورُفعت 11 جثة.

2009-12-20 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد