صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأحد 24/2/2008

الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى القيادي اتلعسكري في حزب الله الحاج عماد مغنية بقي مثار تعليق وتحليل في العديد من الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأحد، حيث برزت بعض المقالات التي تناولت 'الفكرة العددية' التي طرحها السيد نصر الله والتي انتقدها كتّاب هذه المقالات
ـ صحيفة النهار
علي حمادة :
كنا نربأ بالامين العام لحزب يعتبر نفسه محملا بتكليف الهي بقتال جميع 'كفار الارض'، ان يغرق نفسه في لعبة الأعداد في لبنان، فيدخل 'زاروب' المقارنة بين تظاهرتي الرابع عشر من شباط وتلك العاشورائية، داعيا الى تنافس شارعي بين جمهوري 8 آذار و14 آذار على قاعدة تخلي الاستقلاليين عن استدعاء الوفاء لرفيق الحريري لحمل الناس الى الشارع، من دون أن يعدنا في المقابل بنزع عمامته، والتخلي عن اقحام العزة الالهية في كل عمل يقوم به 'حزب ولاية الفقيه'، فضلا عن وقف استخدام المغالاة المرضية في استخدام الغيبيات من كل صنف وسائل للتأثير في الناس، مع المال الطاهر المحمول بأكياس الخيش امام عدسات العالم أجمع. كنا نربأ بمن يعلل النفس بمحو اسرائيل من الوجود وفي كل مرة يعتلي فيها المنبر، ان يثير في نفوس الملايين من اهله عربا مسلمين ومسيحيين في هذا المشرق العربي، هذا القدر من التحسس. فهو عندما يناصب غالبية ( نعم غالبية) شعبه العداء، وعندما يناصر (في اقل تعديل) قتلة رموز الاستقلال، وعندما يجتاح مدن الآخرين وأحياءهم وشوارعهم، وعندما يقف حائلا دون قيام الوطن من كبوته، وعندما يتسبب بحروب تجر على البلاد الويلات والكوارث من كل نوع كما حصل عام 2006، فإنه إنما يدفع بقية الشعب اللبناني الى مزيد من الافتراق عنه كيلا نقول انه يدفع الملايين الى الكفر بكل ما هو مشترك في ظل الواقع المرير الذي يفرضه نصرالله وجيشه ومناصروه على ملايين اللبنانيين.
قلنا يوما انه كلما اعتلى نصرالله المنبر، وكلما لوح باصبعه مهدداً، وكلما صدح صوته، ابتعدت عنه غالبية اللبنانيين المتنوعة، ولا يسعفه هنا تحالفه مع جهة مسيحية يتأكد تآكلها الشعبي والوجداني يوما بعد يوم. اما عن الغالبية المزعومة التي يفترض السيد حسن نصرالله انه يملكها فنقول له: مهما فعلت ستظل تمثل اقلية فئوية احادية اللون، وسيظل جمهورك تجمعا فولاذيا جامدا لا يحسن سوى تمجيد الموت واستحضار الدم. اما جمهور لبنان الاستقلال فسيبقى يمثل غالبية لبنانية عظمى في الوطن والانتشار، تحمل مشروع الاستقلال والحرية والديموقراطية والتعددية وتغتني بتنوعها بمسيحييها ومسلميها بمن فيهم فئة شيعية كبرى ستكتشف يوما يا سيد، انها خرجت على تسلط جحافلك المدججة حتى الاعناق، كاسرة جدار التخويف والترهيب، لتكمل مسيرة الاستقلال كما بدأته في القلب والوجدان منذ المنطلق.

ـ صحيفة النهار
احمد عياش :
الاتكال على حشد شعبي في الضفتين سيخضع للتشكيك. لكن القرار الشجاع من قادة الرأي، وبالتحديد من 'حزب الله'، للسير قدماً في حل انقاذي هو المطلوب. وليس مفهوماً اليوم ولا غداً ان يرتبط مشروع الحزب بمسألة داخلية بالغة الاهمية. من السذاجة ان يعتقد المرء، مهما بلغت قدرته على الشك، ان حلاً مثل هذا سيعني نهاية 'حزب الله' فهو آت من حقبة تاريخية داخلية واقليمية ولن يتلاشى في مرحلة تفصيلية.
لن يخذل جمهور نصرالله دعوته في اي وقت كان الى الاحتشاد. وأخاله في حالة زهو، اياً تكن المناسبة، عندما يشاهد هذا الجمع الغفير. انهم سكان الضاحية الجنوبية لا يذهبون الى اي مكان. فهم على مقربة من مكان الاحتشاد. فقط يحتاجون الى دقائق للتجمع ودقائق للتفرق. هل هذا هو حدود الطموح الكياني لـ'حزب الله'؟ نعلم، من دون حاجة الى تبيان وثائق، ان رعباً حل بسبب اجراءات السفارتين السعودية والكويتية أكثر بكثير من الرعب الناجم عن اغتيال مغنية. فأهل الضاحية، ومن أصولهم الريفية في كل اتجاه، تقع مصالحهم في الخليج وافريقيا واوروبا والاميركيتين. ربما هذا هو مغزى ما قاله الامين العام للحزب في شرح استراتيجية وتحديد هوية عدوه.لان اسرائيل مسألة آتية من تاريخ امبراطوريات وقوى عظمى. فلا يظن أحد انها خسارة لـ'حزب الله' ان يترك لبنان يعيش عمراً مثل ما هي اعمار اقطار المنطقة بدءا من سوريا. قارىء هذا المقال، اذا كان منتشياً بدعوة نصرالله واحمدي نجاد الى زوال اسرائيل سيجد هذا الكلام ساذجاً. في زمن الازمات الكبرى، يمكن اعطاء فسحة لهذه السذاجة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد