- صحيفة 'السفير'
ما أن انتهت زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق، كانت العين مفتوحة على الأمن، مخافة أن يتسلل المتضررون، من أجل محاولة استهداف نتائجها، وذلك استكمالاً لمن لم يكن يريدها في السياسة نهائياً، وبالتالي كان من الطبيعي أن &laqascii117o;يتطوّع" لمنع ترجمة نتائجها، خاصة أن الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة سعد الحريري اتفقا في آخر جلسة عقداها في اليوم الثاني، على آلية مشتركة من أجل استكمال ما بدآه، أساسها تعزيز الثقة الشخصية المتبادلة وإقران القول بالفعل من خلال ممارسات تعبر عن المضمون الفعلي لما دار خلال زيارة دمشق التي أريد لها في البداية أن تكون شخصية وبلا تصريحات وبيانات، ولكنها انتهت في ختام يومها الثاني رسمية في مقر السفارة اللبنانية في دمشق وبمؤتمر صحافي سبقه بيان مشترك عن الجانبين اللبناني والسوري.
كانت العين على الأمن، لأن المتضررين كثر، في الداخل والخارج، خاصة اذا كان قرار سعد الحريري استراتيجياً ولا عودة عنه، ولعل الأيام المقبلة، ستبين حجم وقدرة هؤلاء على التأثير في المسار المقبل للعلاقة بين بشار الأسد وسعد الحريري.
أول الغيث الأمني ـ السياسي، جاء من بلدة دير عمار في منطقة المنية، حيث أطلق مجهولون النار من رشاش حربي على حافلة سورية تقل خمسة وعشرين راكباً من العمال السوريين من محافظة الرقّة كانت عبرت قرابة الثانية فجراً الحدود اللبنانية ـ السورية، وذلك أثناء سيرها على بُعد أقل من مئتي متر من حاجز للقوة الحدودية المشتركة التي تتمركز عند مدخل البلدة على الطريق الدولية من طرابلس إلى الحدود السورية.
وقد استقرت ثلاث رصاصات في الجانب الأيسر للباص وأربع رصاصات أصابت النافذة خلف السائق، حيث كان يجلس الضحية عبد الله بن العايد بن عواد (17 عاماً) الذي أصيب بعيارين ناريين استقر أحدهما في صدره وأدى الى مقتله فوراً.
وعلى الفور ضربت القوى الأمنية طوقاً حول مكان الحادث وجرى نقل الضحية إلى المستشفى الإسلامي في طرابلس، بينما جرى نقل الركاب إلى مركز القوة الأمنية المشتركة وبوشرت التحقيقات معهم، في الوقت الذي كان فيه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر يعاين مكان الحادث، ويستمع إلى بعض التفاصيل عن الحادث من سائق الباص والركاب... قبل أن يدّعي لاحقاً على مجهول.
وكشفت المعلومات المتوفرة لـ&laqascii117o;السفير" أن الجيش اللبناني استقدم الكلاب البوليسية إلى سطح المكان الذي يعتقد أنه أطلق منه الجناة النار على الباص، قبل أن تجري تلك الكلاب نحو إحدى الساحات في داخل بلدة دير عمار. وقد ضرب الجيش طوقاً مشدداً في محيط البلدة وباشر عملية بحث دقيقة بحثاً عن الجناة الذين قد يكونون لجأوا إلى البلدة... واستدعى عدداً من الأشخاص للتحقيق معهم لكنه لم يحتجز أياً منهم.
وقد أثار الاعتداء ردود فعل سياسية شاجبة، وأجرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصالاً بنظيره السوري بشار الأسد مبدياً أسفه لوقوعه، مشيراً إلى انه أعطى التوجيهات اللازمة بمتابعة التحقيقات حتى النهاية. واعتبر سليمان أن الحادثة &laqascii117o;موجّهة ضد لبنان وأمنه واستقراره".
بدوره، أجرى رئيس الحكومة سعد الحريري، اتصالات مع القيادات الأمنية المعنية، طالباً منها الإسراع في التحقيقات لمعرفة الجناة وملاحقتهم بأقصى سرعة ممكنة وإحالتهم على الجهات القضائية المختصة.
وأجرى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، اتصالاً هاتفياً بنظيره اللبناني علي الشامي، وطالب بإعلام سوريا بالسرعة الممكنة بمجريات ونتائج التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية وتحديد الفاعلين ومن يقف وراءهم. ورأى المعلم أن إطلاق النار على الحافلة هو ردّ من المتضررين من زيارة الحريري الناجحة لدمشق، مؤكداً التمسك بما تمّ الاتفاق عليه بين الرئيس بشار الأسد ورئيس الحكومة اللبنانية.
واتصل وزير الخارجية اللبناني لاحقاً بالمعلم وأبلغه المعلومات التي توافرت عن الحادثة، فيما أرسلت السفارة السورية في بيروت مذكرة رسمية إلى وزارة الخارجية تطالب فيها بملاحقة الفاعلين.
مجلس الوزراء يدين الاعتداء
وقد فرض الحادث نفسه، من خارج جدول أعمال مجلس الوزراء، في أول جلسة رسمية يعقدها بعد نيل
الثقة النيابية، وأكد المجلس شجبه للاعتداء واعتبره &laqascii117o;محاولة تخريبية موجهة ضد العلاقات اللبنانية ـ السورية"، وأعطى التعليمات اللازمة للأجهزة العسكرية والأمنية لاتخاذ الإجراءات الفورية للكشف عن الفاعلين وملاحقتهم وتوقيفهم.
ورأى الرئيس الحريري، خلال الجلسة، أن حادثة دير عمار، &laqascii117o;موجّهة ضد لبنان، وضد ما حققته زيارتي الأخيرة إلى دمشق".
وتحدث الحريري عن زيارته &laqascii117o;الناجحة إلى سوريا بعد قطيعة طويلة"، وقال إن الجو &laqascii117o;تميز بالوضوح والصراحة والصدق من قبل الطرفين"، ورأى أن المحادثات التي تناولت التضامن بين البلدين تعني أن يدعم لبنان وتدعم سوريا الحقوق الوطنية السورية واللبنانية في استعادة الأراضي المحتلة لكلا البلدين. وتناولت الزيارة أهمية التعاون في مواجهة كل ما يهدد البلدين لا سيما الاعتداءات الإسرائيلية والإرهاب، وجرى البحث أيضاً في القضايا التي تهم الشعبين والدولتين وضرورة بناء العلاقات اللبنانية ـ السورية على الصراحة والصدق حتى تكون مميزة. وجرى التباحث أيضاً في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين لمصلحة كل منهما.
وقال الحريري إنه تم بحث ترسيم الحدود وقضايا أخرى سوف تتابع في الأسابيع القليلة المقبلة مع الوزارات والإدارات المختصة لكي نشهد ترجمة عملية لما حققته الزيارة إلى دمشق.
مشادة بين الحريري والعريضي
وقرر مجلس الوزراء دعم صفيحة المازوت الأحمر عندما يفوق السعر 15 ألف ليرة لبنانية وحتى 3 آلاف ليرة لبنانية للصفيحة الواحدة، وذلك اعتباراً من 24/12/2009 وحتى 15/3/2010 وطلب المجلس من وزيري الطاقة والمالية وضع آلية للمحاسبة لعمليات الدعم وإعطاء وزارة الطاقة سلفة خزينة بقيمة 60 مليار ليرة لبنانية لتغطية عملية الدعم وفتح حساب خاص بالسلفة في مصرف لبنان".
وقال عدد من الوزراء إن جو الجلسة كان هادئاً وبعدما أنجز رئيسا الجمهورية والحكومة إطلاع الحاضرين على محصلة زياراتهما الخارجية وخاصة زيارة الحريري الى دمشق، تم استعراض كل ما له علاقة بحادثة دير عمار، قبل الانتقال الى جدول الأعمال الذي كان عادياً جداً، لولا النقاش الذي أثير حول التمديد للشركة المتعهدة خدمات مطار رفيق الحريري الدولي، حيث وزع على الوزراء ملحق للبند المذكور يطلب تكليف مجلس الإنماء والإعمار استدراج العروض، لكن وزير الأشغال غازي العريضي طلب ان تتولى وزارة الاشغال استدراج العروض طالما أنها تدفع من موازنتها.
وقد اعترض الرئيس الحريري وطلب ابقاء البند كما هو، وتطور ذلك الى نقاش حاد، غلب عليه الطابع السياسي (دور مجلس الإعمار)، قبل أن يتدخل وزير الدولة وائل ابو فاعور طالباً تأجيل بت الموضوع، كما تدخل رئيس الجمهورية لفض الخلاف، وتم الاتفاق على تمديد عمل الشركة الحالية (تابعة للميدل ايست) ستة اشهر، يصار خلالها الى درس تغيير دفتر الشروط واستدراج العروض.
وقال الوزير أبو فاعور لـ&laqascii117o;السفير" إن ما حصل &laqascii117o;هو نقاش إجرائي في قضية إجرائية وليس له أية خلفيات سياسية أو أي معنى سياسي وهو لا يفسد في الود قضية مع الرئيس الحريري. وهذا ما أكده الوزير العريضي باسم &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" على طاولة مجلس الوزراء".
متكي يدعو الحريري الى طهران
من جهة ثانية، أمضى وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي، أمس، نهاراً طويلاً، في بيروت، التقى خلاله عدداً كبيراً من القيادات الرسمية والسياسية والروحية مقدماً التهنئة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ودخول لبنان حالة الاستقرار السياسي، ونقل تحيات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى نظيره اللبناني كما نقل دعوتين الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة طهران، وقد وعدا بالتلبية في الوقت المناسب.
وشملت لقاءات متكي، اضافة الى نظيره اللبناني، الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله، رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، المفتي محمد رشيد قباني، البطريرك الماروني نصر الله صفير.
وعبّر متكي قبيل مغادرته عن تأييد ايران ودعمها لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري، ولمسيرة الاستقرار في لبنان، واستعداد ايران الدائم لدعم لبنان في المجالات كافة.
وأعلن متكي في مؤتمر صحافي، أن زيارة الحريري الى سوريا تؤكد المزيد من التقارب، وتصبّ في خانة الاستقرار والهدوء في المنطقة، معتبراً أن لبنان سيكون صوت الحق في مجلس الامن الدولي في خلال وجوده كعضو غير دائم في هذا المجلس، وركز مراراً على اتفاق الدوحة لإرساء الاستقرار في لبنان.
وحول امكان التقارب الايراني السعودي، قال متكي بعد اجتماعه بالرئيس الحريري &laqascii117o;نحن نرغب في التقارب مع كل دول المنطقة، وبعض المسائل التي تم التشاور بها مع المسؤولين في لبنان، هي موضوع السعودية".
وفي باريس (&laqascii117o;السفير")، أشاد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بزيارة الحريري إلى دمشق واعتبرها بادرة &laqascii117o;رجل دولة" من الجانبين، معلناً عن زيارة للحريري إلى باريس &laqascii117o;خلال أيام"، فيما ألمحت مصادر فرنسية متابعة الى أن الزيارة ستحصل في الجزء الأول من كانون الثاني المقبل.
- صحيفة 'النهار'
أقلعت حكومة الرئيس سعد الحريري أمس في مسيرتها الاجرائية والعملية نحو التطبيع الداخلي بعد نيلها ثقة قياسية من مجلس النواب وغداة عودة رئيسها من زيارة لدمشق أثارت اهتماماً واسعاً على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وفيما كانت أصداء الزيارة لا تزال تتردد في مختلف الأوساط السياسية، استرعى الانتباه تبني مجلس الوزراء المعطيات التي أشارت إلى طابع سياسي مقصود اكتسبه حادث اطلاق النار فجر أمس على حافلة سورية على طريق طرابلس – دير عمار في الشمال والذي أدى الى مقتل مواطن سوري وجرح آخرين، الأمر الذي عكس توصل التحقيقات الأولية في الحادث إلى استبعاد فرضية أن يكون حادثاً فردياً.
وفي الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد نيل الحكومة الثقة، اعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان هذا الحادث 'موجهاً ضد لبنان وأمنه واستقراره'، فيما رأى الرئيس الحريري انه حادث 'موجه ضد لبنان وضد ما حققته زيارته الأخيرة لدمشق'.
وعلمت 'النهار' ان مجلس الوزراء تبلغ تقريراً عن الحادث بعد التحقيقات الأولية أشار الى ان النار اطلقت على الحافلة من رشاش 'كلاشنيكوف' من مبنى قيد الإنشاء قريب من الطريق التي كانت تعبرها الحافلة.
وأكد الحريري في الجلسة ان الحادث هو موضوع متابعة كثيفة، فيما رأى وزراء أنه عمل تخريبي للتشويش على زيارة الحريري لدمشق، وعرض وزير الدفاع الياس المر التحقيقات الجارية في الحادث. كما اطلع وزير الخارجية علي الشامي المجلس على الاتصال الذي تلقاه من نظيره السوري وليد المعلم في شأن الحادث. وكان المعلم طالب نظيره اللبناني 'باعلام سوريا بالسرعة الممكنة بمجريات التحقيقات ونتائجها وتحديد الفاعلين ومن يقف وراءهم'، ووصف الحادث بأنه 'رد من المتضررين من زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الناجحة لدمشق'.
مجلس الوزراء
الى ذلك، علمت 'النهار' ان جلسة مجلس الوزراء اتسمت بأجواء طبيعية وهادئة، ولم يحصل خلالها أي نقاش في شأن زيارتي كل من الرئيس سليمان لواشنطن والرئيس الحريري لدمشق. وقد استهلت الجلسة بعرض للرئيس سليمان للمحادثات التي أجراها في واشنطن، أكد فيه انه طلب دعم الجيش بأسلحة متطورة ضد الدبابات والطائرات وبتجهيزات للاتصال والرصد. وشرح للمجلس الموقف الذي أبلغه الى المسؤولين الأميركيين من ضرورة تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته والضغط على اسرائيل لوضع حد لانتهاكاتها للسيادة اللبنانية، كما نقل إلى المجلس الموقف الاميركي من هذا القرار ومن موضوع السلاح.
ثم عرض الرئيس الحريري بدوره نتائج زيارتيه لكل من السعودية وسوريا. وعن زيارة دمشق قال إنها كانت 'ناجحة بعد قطيعة طويلة وتميز الجو الذي سادها بالوضوح والصراحة والصدق من جانب الطرفين'، شارحاً أهمية التعاون بين البلدين 'في مواجهة كل ما يهددهما ولا سيما الاعتداءات الاسرائيلية والارهاب'. وأكد البحث في ترسيم الحدود وقضايا أخرى ستكون موضع متابعة في الأسابيع المقبلة.
وقالت مصادر وزارية لـ'النهار' ان اي نقاش لم يحصل في شأن الزيارتين واكتفى الوزراء بالاستماع الى العرضين.
اما في معالجة الامور المعروضة على مجلس الوزراء، فاقترح الحريري من خارج جدول الاعمال دعم سعر صفيحة المازوت بثلاثة آلاف ليرة في حال تجاوز سعر الصفيحة 15 ألف ليرة لبنانية وذلك مدة شهرين ونصف شهر اعتباراً من 24 كانون الاول. واتفق على هامش المناقشات على تثبيت موعد جلسات مجلس الوزراء في الخامسة بعد ظهر كل اربعاء.
الى ذلك تحدثت معلومات عن امكان قيام وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي ظهر اليوم بجولة في المنطقة الحدودية لتفقد مواقع الجيش و'اليونيفيل'، وخصوصاً في الناقورة.
ردود فعل
اما على صعيد ردود الفعل على زيارة الرئيس الحريري لدمشق فبرز امس ترحيب فرنسي بالزيارة عبر عنه وزير الخارجية برنار كوشنير الذي اعتبر ان الحريري 'بزيارته لسوريا برهن انه رجل دولة'. وكشف ان الحريري سيزور باريس 'خلال ايام' تلبية لدعوة رسمية من السلطات الفرنسية.
وفي الردود الداخلية، وصف رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط زيارة الحريري لدمشق بأنها 'مهمة جداً في سياق المساعي لاعادة بناء العلاقات اللبنانية – السورية وفق ما نص عليه اتفاق الطائف الذي كان اساساً وليد تفاهم سوري – سعودي'. وشدد على ان 'المصلحة الوطنية اللبنانية ومصلحة العلاقات الطبيعية والمميزة بين البلدين تقتضي اعادة بناء هذه العلاقات وفق الاسس التي ارساها اتفاق الطائف، اي علاقات مميزة على قاعدة ان امن لبنان من امن سوريا وامن سوريا من امن لبنان بالاضافة الى اتفاق الهدنة مع اسرائيل'.
متكي
وكشف وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الذي كانت له امس جولة واسعة على المسؤولين انه نقل دعوة رسمية من النائب الاول لرئيس الجمهورية الايراني الى الرئيس الحريري لزيارة ايران وان الاخير قبلها.
كذلك أعلن متكي عقب زيارته مساء لبكركي ان العلماء الذين رافقوه في الوفد الرسمي وجهوا دعوة رسمية الى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لزيارة ايران في اقرب فرصة ممكنة.
وصرّح متكي بأن 'تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية يبشّر بأن حالاً من الوئام والاستقرار ستخيّم على لبنان'. وقال ان 'لبنان اثبت انه بشعبه الكبير العزيز وبمسؤوليه الذين يتحلون بالذكاء استطاعوا من خلال الحوار البنّاء ان يجدوا حلاً يفيد الجميع'، مشدداً على استعداد ايران 'للعب دور نشيط وفعّال وتعاون مع لبنان'.
- صحيفة 'المستقبل'
استمرت زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى سوريا، بعد مرور يومين على انقضائها الحدث الأبرز داخلياً، وهي حضرت على طاولة مجلس الوزراء الذي عقد أمس أول جلسة له بعد نيل الحكومة الثقة في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان، فيما استمرت المواقف المرحّبة بالزيارة والمرحلة التي افتتحتها في العلاقات اللبنانية السورية.
في هذا الإطار أطلع الرئيس الحريري المجلس على نتائج زيارتيه إلى كل من المملكة العربية السعودية وسوريا، فأكد أن السعودية 'جددت دعمها للبنان ولحكومته، وهي لعبت دورًا هاماً تمهيداً لزيارته إلى دمشق التي تأتي في سياق تحولات على صعيد العلاقات العربية العربية نحو تحقيق المصالحات'. وتحدث الحريري عن 'زيارة ناجحة الى سوريا بعد قطيعة، وقد تميّز الجوّ بالوضوح والصراحة والصدق من قبل الطرفين'، ورأى 'ان المحادثات التي تناولت التضامن بين البلدين تعني ان يدعم لبنان وسوريا الانسحاب من الأراضي المحتلة من كلا البلدين، وقد جرى البحث بالأمور التي تهم الشعبين والبلدين وضرورة بناء العلاقات على الصراحة حتى تكون متميزة، وجرى الحديث عن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين لمصلحة كل منهما، كما جرى البحث في ترسيم الحدود ومواضيع اخرى ستتابع من خلال الوزارات المعنية'، لافتاً إلى ان 'ما جرى بحثه في دمشق سوف تظهر نتائجه العملية بعد اسابيع(..)'.
كذلك تحدث الرئيس سليمان، فأطلع الوزراء على نتائج زيارته الرسمية إلى واشنطن، فلفت إلى أنها 'كانت مناسبة للتأكيد على الثوابت الوطنية وللاستماع إلى رأي الادارة الاميركية'، وأوضح أنّه 'طلب تجهيزات للإدارة وللجيش تمكّن لبنان من مواجهة العدو الاسرائيلي والتصدي للارهاب، وأنه ردد موقف لبنان الداعي إلى تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، وطلب وضع حد للانتهاكات الاسرائيلية ولشبكات التجسس، وإلى معالجة الحوادث بواسطة الجيش واليونيفيل، وتأمين الانسحاب من مزارع شبعا وكفرشوبا والغجر'، ولفت إلى أنه في المقابل 'أبدى المسؤولون الأميركيون قلقهم من تهريب سلاح متطور الى لبنان وللخروقات للـ 1701 من حيث اطلاق النار من الجانبين، وأنه أكد أمامهم أن لبنان عمل لمنع كل انواع الخروقات، أما مسألة السلاح فهي أمر للحوار الوطني في لبنان'.
سليمان أكد خلال الجلسة أن 'لبنان ينطلق في تعاطيه مع الشؤون الدولية من المصلحة الوطنية والاجماع العربي، ويعني هذا أن لبنان من خلال عضويته في مجلس الأمن يؤيد الحل الديبلوماسي للمسألة النووية الايرانية'.
متكي
تزامناً، برزت زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الذي رحّب بما سمّاه 'خطوات تؤكد المزيد من التقارب (بين لبنان وسوريا)، وتصب في خانة الاستقرار والهدوء في المنطقة'، ولفت إلى أن 'لبنان أثبت وبتشكيله السريع للحكومة أنه يمتلك السعة والمكانة لكي يتحلى بمكانته اللائقة على المستوى الإقليمي والدولي'، معتبراً أن 'لبنان سيكون صوت الحق في مجلس الأمن الدولي في خلال وجوده كعضو غير دائم في هذا المجلس'.
متكي الذي بحث تطورات الأوضاع مع كلّ من الرئيس سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس الحريري، والنائب ميشال عون، والبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير والأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله، اعتبر في مؤتمر صحافي استعرض فيه نتائج زيارته أن 'لبنان في هذه المرحلة الجديدة يمكنه أن يستفيد من الأجواء الإقليمية والدولية'، مؤكداً أن 'التشاور بين بلدان المنطقة هو الذي أوجد أرضية للالتقاء اللبناني، وهذا يجب أن يكون أنموذجاً يُحتذى به لحل قضايا المنطقة'.
وأكد متكي أن اللقاء مع الحريري 'كان جيداً جداً ومفيداً'، مشيراً إلى أنه قدّم إليه دعوة رسمية لزيارة طهران. وإذ لفت إلى أن 'بعض المسائل التي تم التشاور بها مع اللبنانيين هي مهمة بالنسبة للعلاقة بين إيران والسعودية'، ذكّر بـ'الاجتماع الذي عُقد بين سوريا وقطر وإيران لحل موضوع لبنان'، معتبراً أن 'هذه الآليات تؤدي إلى رفع مستوى التعاون والتقارب بين بلدان المنطقة'.
وانتقد متكي سياسة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بالقول 'كان يستيقظ صباحاً ويصدر قراراً يقول فيه إنه يجب انتخاب رئيس جمهورية للبنان، وهذا يؤكد على التدخل الأجنبي في الشأن اللبناني'، معتبراً في المقابل أنه 'إذا كان هناك مسعى من قبل بلدان المنطقة لتزويد المسؤولين اللبنانيين بالمشورة فهذا لا يعتبر تدخلاً، فاتفاق الدوحة مثلاً عُقد على أساس القوانين السائدة في لبنان وكذلك بالاتفاق بين جميع القادة في لبنان'، معتبراً أن 'التحرك الإقليمي هو أكثر فعالية وجدوى من المحاور الأخرى(..)'.
المواقف السياسية
وفي المواقف من زيارة الرئيس الحريري إلى سوريا، موقف لافت لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي أشاد بالزيارة، واعتبرها 'بادرة رجل دولة' من قبل الحريري، ونوّه بـ 'بادرة الرئيس الأسد' تجاه الحريري، ثم استدرك بالقول 'آمل ألا أكون مخطئاً، فلطالما خاب أملنا من هذا البلد (سوريا) بشكل خاص، وسنرى'، مؤكداً أن 'زيارة الحريري ليست، ولا بأي شكل، نهايةً للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان'، وتابع 'الأمور كانت دائمًا واضحة بهذا الصدد'.
توازياً، أعربت القاهرة عن تطلعها لتحقيق المزيد من الخطوات الإيجابية على الساحة اللبنانية. وعبّر الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد عن 'تطلع القاهرة لتحقيق المزيد من الخطوات الإيجابية على الساحة اللبنانية، على نحو يعزز التعايش والحوار بين كافة القوى السياسية'، مؤكداً 'دعم لبنان الدولة ومسؤوليتها في تمثيل الشعب اللبناني بكافة طوائفه(..)'.
داخلياً، اعتبر عضو كتلة 'المستقبل' النائب عمار حوري أن 'الزيارة أسست لمرحلة جديدة، لا سيما أن سوريا تسعى لإعادة صياغة علاقتها مع لبنان'، لافتاً إلى أن 'الزيارة أتت لاستخلاص العبر من الماضي وبناء علاقة جديدة(..)'، فيما رأى عضو الكتلة النائب أحمد فتفت أن الزيارة 'حملت تطورات عديدة، حيث استقبل الحريري كرئيس دولة'، منوّهاً 'بهذه الخطوة الهادفة الى ترسيخ العلاقات بين دولة ودولة(..)'.
من جهته، رأى الرئيس نجيب ميقاتي أن الزيارة 'تشكل خطوة أساسية على طريق وضع رؤية جديدة لمقاربة العلاقة بين لبنان وسوريا'، مؤكداً أنه 'حان الوقت لطي ملف التخوين في هذه العلاقة والارتفاع الى مستوى المسؤولية، ووقف المزايدات المجانية(..)'.
وأكد حزب 'الكتائب' بعد اجتماع لمكتبه السياسي برئاسة الرئيس أمين الجميل، أنه 'يدعم رئيس الحكومة في المساعي التي يبذلها من أجل إرساء العلاقات اللبنانية - السورية على أفضل وجه ومعالجة الملفات العالقة على أسس ثابتة'، وأمل 'أن تستكمل هذه الزيارة بخطوات حسية تعالج بعض الأمور الخلافية'، لافتاً إلى أن 'مثل هذه العلاقات المطلوبة لا تقوم إلا باتصالات ثنائية وزيارات متبادلة على الصعيد الرسمي وتتميز بالمصارحة والشفافية وتحقق المصالح اللبنانية - السورية على حد سواء(..)'.
بدوره، أكّد رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط أن الزيارة 'مهمة جداً في سياق المساعي لإعادة بناء العلاقات اللبنانية- السورية وفق ما نص عليه اتفاق الطائف'، مشيراً الى أن 'على لبنان الاستفادة الى الحد الأقصى من مناخات التقارب العربي'، معتبراً أن 'تخطي ذيول المرحلة السوداء التي شهدتها العلاقات بين البلدين، والتي تفلّتت خلالها كل القيود هو مسؤولية القيادات اللبنانية والسورية على حد سواء(..)'.
وأشار الوزير محمد الصفدي إلى أن الزيارة أثبتت 'أن رئيس الحكومة يتحلى بشجاعة رجل الدولة الذي يغلّب المصلحة العامة على أي مصلحة أخرى، ومنطق الحوار والمصالحة على القطيعة والعداء'، معتبراً أنها 'تؤسّس لمرحلة جديدة من التعاون على أكثر من مستوى يعود بالنفع والخير على البلدين(..)'.
إلى ذلك، رأى نائب الأمين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم أنه بالزيارة 'تحققت العناوين التي كنا ندعو إليها دائماً: حكومة الوحدة الوطنية ودعم المقاومة والعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا، وهي لمصلحة لبنان واللبنانيين'، مضيفاً 'هذا إن دل على شيء إنما يدل على قراءة واعية تنظر إلى المستقبل وتعمل لمصلحة الناس بخلاف بعض القراءات المتوترة(..)'، كما رحّب الحزب في بيان، بالزيارة، معتبراً أنها 'خطوة في الاتجاه الصحيح تعيد الأمور إلى مسارها الطبيعي بما يحقق المصالح الوطنية والقومية للجميع(..)'.
- صحيفة 'الأخبار'
شاءت الصدفة، أو جدولة المواعيد، وربما التنسيق، أن تكون الأيام اللبنانية الثلاثة الماضية، لـ&laqascii117o;المحور الإيراني ـــــ السوري"، الذي كان لأيام خلت ـــــ ولا يزال عند البعض ـــــ مانع السيادة وحجر عثرة في طريق استقلال لبنان وحريته.
فبعد يومي رئيس الحكومة سعد الحريري في سوريا، كان أمس يوم وزير خارجية إيران منوشهر متكي، في لبنان، الذي جال مع وفد دبلوماسي نيابي ديني على الرسميين والحلفاء ومن كان يتهم هؤلاء الحلفاء بأنهم يعملون لمصلحة قوى إقليمية أكثر من المصلحة الوطنية. تنقّل بين بعبدا والمصيلح والسرايا الحكومية وقصر بسترس والرابية وبكركي، وفي مكان ما التقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، واصلاً الجنوب بكسروان. وبحسب وزارة الخارجية، فإنه استهلّ نشاطه باجتماع مع الوزير علي الشامي، لكنّ بياناً لحزب الله ذكر أنه &laqascii117o;استهل جدول أعماله في لبنان" بزيارة ضريح الشهيد عماد مغنية في روضة الشهيدين.
متكي تحدث طويلاً في مؤتمر صحافي عقده في فندق الكورال بيتش، بعد لقائه نظيره اللبناني، وأدلى بتصريحات مقتضبة بعد كل لقاء باستثناء لقاءيه مع الحريري ورئيس تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون. وذكر بيان للقصر الجمهوري أنه نقل إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان تحيات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والمسؤولين الإيرانيين، وحمل منه مقابلها. وبحسب المعلن، فإنّ الزائر الإيراني نقل دعوات لزيارة طهران إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ودعوة رسمية إلى الحريري من النائب الأول للرئيس الإيراني رحيمي، و&laqascii117o;قد قبل هذه الدعوة على أن يحدّد موعدها في الوقت المناسب"، إضافة إلى أن رجال الدين في الوفد وجهوا إلى البطريرك الماروني نصر الله صفير دعوة لزيارة إيران &laqascii117o;في أقرب فرصة ممكنة، ونأمل أن تتحقق".
وإلى الهدف الذي أعلنه متكي لزيارته، وهو تهنئة لبنان حكومة وشعباً بتأليف الحكومة، حملت محطاته ومواقفه أكثر من رسالة للبنان والجوار والغرب، مع إبراز لافت لاتفاق الدوحة &laqascii117o;كنموذج". ففي رأيه، إن &laqascii117o;تأليف حكومة الوفاق في لبنان والسير في طريق الاستقرار"، يأتيان في إطار &laqascii117o;تنفيذ ما اتُّفق عليه في الدوحة"، وإذ أكد رغبة إيران &laqascii117o;في التقارب مع دول المنطقة"، كشف أن &laqascii117o;موضوع السعودية" كان من بين ما تشاور به مع المسؤولين في لبنان، مردفاً &laqascii117o;وكما حصل الاجتماع الرباعي في الدوحة لحل موضوع لبنان، بطبيعة الحال فإن مثل هذه الآليات تؤدي إلى رفع مستوى التعاون في المنطقة".
ومن جوار صيدا، حيث أولم له برّي تكريماً في المصيلح، أعلن متكي تأييد بلاده ودعمها لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري، واستعدادها &laqascii117o;لأداء دور نشط وفعال وللتعاون مع لبنان". ووصف لقاءه مع رئيس الحكومة بأنه كان &laqascii117o;جيداً جداً تخللته مباحثات إيجابية، وتحدثنا بكل رحابة صدر عن سبل التعاون"، مؤكداً أنّ في إمكان لبنان &laqascii117o;في هذه المرحلة الجديدة، الاستفادة من الأجواء الإقليمية والدولية".
وبعدما رأى أن المشكلة في لبنان وحلّها كانا إقليميين، أشاد باللبنانيين ومسؤوليهم الذين &laqascii117o;استطاعوا من خلال الحوار البنّاء أن يجدوا حلاً يفيد الجميع". ورفض اتهام بلاده بالانحياز إلى طرف ضد آخر، فـ&laqascii117o;إيران تكنّ الاحترام لجميع الأفرقاء"، و&laqascii117o;كنا دائماً على علاقات جيدة مع لبنان بصفته بلداً كاملاً"، مضيفاً إلى ذلك أن &laqascii117o;الشعب اللبناني أثبت أنه لا يحتاج إلى التدخل الأجنبي، ويستطيع أن يتغلب على كل شيء، وهذا ما يفرح أصدقاء لبنان".
ورداً على سؤال عن &laqascii117o;الربط بين الحلول الإقليمية والقدرة على الدفاع عن السيادة واستقلال القرار"، قال &laqascii117o;الرئيس جورج بوش كان يستيقظ صباحاً ويقول إنه يجب انتخاب رئيس جمهورية للبنان وأمور أخرى، وهذا يدل على أنه لم يعرف مكانة الشعب اللبناني ودستور لبنان، ويدل على التدخل الأجنبي في شؤون لبنان. ولكن إذا كان هناك عمل من بلدان المنطقة لتقديم المشورة، فهذا لا يعدّ تدخلاً، وفي النهاية فإن اجتماع الدوحة عقد بوجود جميع الأطراف في لبنان".
وعمّا &laqascii117o;إذا كان في الإمكان أن تتخلى إيران عن اعتبار لبنان ساحة في وجه الاعتداءات الإسرائيلية عليه"، قال &laqascii117o;حكومة لبنان وشعبه قادران على حلّ أمورهما بأيديهما"، مضيفاً أن المقاومة في غزة ولبنان &laqascii117o;أكدتا أن كل بلد في إمكانه أن يدافع عن نفسه بوجه أي عدوان صهيوني".
وإذ اكتفى بالتعليق على ما يجري في اليمن بأنه مسألة داخلية &laqascii117o;لا حل لها إلا من خلال التفاوض والحوار"، فإن ما أعلنه وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير عن سعي غربي لفرض عقوبات إضافية على إيران، قابله متكي بهجوم على الدبلوماسية الفرنسية ورئيسها الذي وصفه بأنه &laqascii117o;يتحدث كثيراً"، وردّ عليه &laqascii117o;قرارنا أن ننتج الأدوية بأنفسنا، ويجب على الفرنسيين ألا يكرروا الكلام الفاشل الذي قاله وزير الخارجية البريطاني. ومن الأفضل للخارجية الفرنسية أن تتّبع سياسة تليق بفرنسا".
وإلى متكي، زار وزير خارجية صربيا فوك جيريميك رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية، معلناً أن بلاده قررت المشاركة في قوات &laqascii117o;اليونيفيل" خلال الربع الأول من السنة المقبلة، وأمل إعادة تنشيط العلاقات بين البلدين، بعدما اتخذت الحكومة الصربية قراراً بإعادة فتح السفارة في بيروت. وطلب دعم لبنان، بصفته عضواً غير دائم في مجلس الأمن، لدى إبداء محكمة العدل الدولية رأيها الاستشاري في انفصال كوسوفو عن صربيا.
- صحيفة 'الديار'
دخلت البلاد مرحلة جديدة بعد الزيارة الحدث التي قام بها الرئيس سعد الحريري الى دمشق وما ستعكسه في المرحلة المقبلة من ايجابيات على مختلف الصعد بالرغم من المحاولات الجانبية لابقاء البلاد في دائرة الصراعات السياسية والامنية والتجاذبات.
فقد شهدت جلسة مجلس الوزراء الاولى امس في قصر بعبدا مشادة كلامية بين رئيس الحكومة سعد الحريري وبين وزير الاشغال العامة غازي العريضي على خلفية موضوع صيانة مطار رفيق الحريري الدولي.
وفي التفاصيل ان البند المتعلق بتجديد الصيانة في المطار اثار طرحه اعتراضاً قوياً من الوزير العريضي وقال انه طلب سحب هذا البند من جدول الاعمال فلماذا يعاد عرضه؟
فرد الحريري قائلا: هناك مناقصة ستجري لتجديد الصيانة في المطار فلماذا تعترض على ذلك؟
عندها استشاط العريضي غضباً ووجه انتقادات عنيفة لمجلس الانماء والاعمار متحدثا عن وجود سرقات حصلت، ولذلك اما تحصل المناقصة في وزارة الاشغال وإلا فإنني ارفضها.
واجابه الحريري بحدة ايضا، بأن المناقصة تخضع للمعايير الشفافة فلماذا ردة الفعل هذه؟
وعندما احتدم النقاش كثيراً وتخللته عبارات قوية، تدخل رئيس الجمهورية قائلا انه سيترك الامر له، وهو سيرى كيف سيُجري المناقصة في الطريقة المناسبة.
وبدا الوزير اكرم شهيب محرجاً، فيما حاول الوزير وائل ابو فاعور ضبضبة الامور.
لكن العريضي عاد ووجه انتقادات عنيفة من جديد لمجلس الانماء والاعمار مؤكداً اما ان تكون المناقصة في الوزارة او لا تكون.
عندها ابدى رئيس الجمهورية انزعاجه على اساس ان اعتراض العريضي الثاني اتى بعد كلام رئيس الجمهورية عن الحل.
وبعد ان هدأت الاجواء طلب رئيس الجمهورية عدم تسريب ما حصل الى الاعلام، كون ذلك يشنّج الامور ولا يخدم مجلس الوزراء في اول جلسة له.
وبعيداً عن الاجواء المتشنجة، عرض الرئيسان سليمان والحريري لزيارتيهما الى كل من واشنطن ودمشق، وما حققته الزيارتان من نتائج ايجابية، وتحديداً لجهة المساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني التي سيتابعها وزير الدفاع اللبناني الياس المر، ولجهة ما ستحققه زيارة الرئيس الحريري الى دمشق حيث عرض الحريري للمباحثات مع الرئيس الاسد، وما كان لافتاً هو عدم اعتراض اي وزير حتى من الوزراء المسيحيين في قوى 14 اذار على الزيارة.
كما تطرق مجلس الوزراء الى حادثة اطلاق النار على الحافلة السورية مستنكراً ما حدث، وبحث ذيول تداعيات العاصفة والسيول على المواطنين.
وكان مجلس الوزراء قد اقر 99 بنداً على جدول الاعمال ابرزها من خارج الجدول وهو دعم مادة المازوت بثلاثة الاف ليرة اذا تجاوزت صفيحة المازوت الـ 15 ألفاً.
كما اقر مجلس الوزراء استجرار الغاز الطبيعي من مصر، وتم الاتفاق على عقد جلسات مجلس الوزراء كل يوم اربعاء بدلا من الخميس عند الساعة الخامسة مساء.
زيارة متكي
الى ذلك، وبعد يوم واحد على زيارة الرئيس الحريري الى دمشق، وصل وزير خارجية ايران منوشهر متكي الى بيروت حاملا دعم بلاده الى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري.
ووصفت مصادر مطلعة زيارة متكي بأن لها دلالات كبيرة حيث اتت بعد زيارة الحريري الى دمشق، وقالت المصادر ان ايران حريصة على الدفع باتجاه انفتاح العلاقات بين لبنان وسوريا مشيرة الى نجاح زيارة الحريري ووصفها بالجيدة.
وقالت المعلومات ان متكي قدم دعوة خلال لقائه الرئيس الحريري الى زيارة ايران، حيث وعد الحريري بتلبيتها في القريب العاجل، وقدم متكي ايضا التهنئة للحريري بحكومة الوفاق الوطني التي تضع لبنان على سكة الاستقرار والهدوء، وخاطب الحريري قائلا: &laqascii117o;نحن بخدمتكم وسنساعدك لنجاح الحكومة".
وكان متكي قد التقى الرؤساء الثلاثة والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وزار ليلا البطريرك الماروني نصرالله صفير ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون وقيادات سياسية وروحية.
وعلم ايضا ان الوزير متكي وجه دعوة للبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير الى زيارة طهران.
كوشنير
من جهة اخرى، كشف وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير عن زيارة قريبة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى باريس خلال ايام، وقال كوشنير ان زيارة الحريري الى سوريا ليست، ولا بأي شكل من الاشكال، نهاية المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
واضاف، لكن بادرة الرئيس الحريري زيارة دمشق هي بادرة رجل الدولة، وكذلك بادرة الرئيس السوري بشار الاسد.
كما علم ان الرئيس الحريري سيزور مصر في اطار جولة خارجية.
- صحيفة 'اللواء'
الرصاصات المشبوهة التي استهدفت الحافلة السورية الآتية الى لبنان عن طريق الشمال الدولية والتي ذهب ضحيتها مواطن سوري، فضلاً عن اصابة عدد من الركاب بجروح، قابلها اصرار لبناني حاسم على كشف الفاعلين والذين ادرجهم مرجع امني رفيع المستوى في اتصال مع <اللواء> بضمن جماعة محترفة كانت تعد لمثل هذا الهجوم منذ ايام، انطلاقاً من نقطة جغرافية توفر الاختباء والفرار للجناة.
ووصف المرجع الامني حادث الاعتداء بأنه رسالة موجهة ضد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وضد زيارة الانفتاح والتعاون الذي قام بها الى سوريا، كاشفاً عن طلاء صورة للرئيس الحريري كانت مرفوعة في المكان بالزيت، معرباً عن تفاؤله بإمكان كشف الفاعلين وسوقهم الى العدالة.
وجاء هذا الموقف في سياق الموقف الرسمي اللبناني الذي عبر عنه مجلس الوزراء بشجبه للحادثة، معتبراً انها موجهة ضد استقرار لبنان والزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس الحريري الى سوريا، واعطى التعليمات اللازمة للاجهزة الامنية والعسكرية لاتخاذ الاجراءات الفورية للكشف عن الفاعلين وملاحقتهم وتوقيفهم، واطلاع السلطات السورية على مجريات القضية بالوسائل الدبلوماسية.
والتقى الموقف اللبناني الرسمي مع الموقف الرسمي السوري الذي عبر عنه وزير الخارجية وليد المعلم برفض بلاده الانجرار الى تنفيذ اهداف من اقدم على هذه الجريمة.
وكان المعلم، فور تبلغ دمشق بحادث الاعتداء اجرى اتصالاً بنظيره اللبناني الدكتور علي الشامي وطلب اعلام السلطات السورية بمجريات التحقيقات وتحديد الفاعلين ومن يقف وراءهم بأقصى سرعة ممكنة، معتبراً بأن اطلاق النار على الحافلة السورية هو رد من المتضررين من زيارة الرئيس الحريري الناجحة لدمشق، مذكراً التمسك بما تم الاتفاق عليه بين الرئيس بشار الاسد والرئيس الحريري.
وعصرا، اتصل الوزير الشامي هاتفيا بالوزير المعلم وأبلغه المعلومات التي توافرت عن الحادثة بعد أن كان قد اتصل بوزير الداخلية والبلديات زياد بارود وبقائد الجيش العماد جان قهوجي وبمدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد إدمون فاضل.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين قد تلقت كتابا خطيا من السفارة السورية في لبنان تطلب فيه تزويدها بمعلومات دقيقة وتفصيلية حول الحادثة، وردت عليها الوزارة بكتاب أكدت فيه <أن الجهات الأمنية تولي اهتماما بالغا للحادثة من أجل كشف الفاعلين>.
وأجمعت معظم القيادات والمرجعيات السياسية على استنكار الاعتداء على الحافلة السورية التي كانت تقل 27 راكباً والذي وقع فجر أمس في محلة دير عمار وأدى الى مقتل أحد الركاب السوريين ويدعى عبد الله عبد العابد مواليد 1992، وخصوصاً أن هذه الحادثة تأتي عقب الزيارة الأولى لرئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق مما يطرح علامات استفهام كبيرة حول أهداف وتوقيت ما جرى.
وفي معلومات لـ <اللواء> من مصادر قضائية أن هناك بعض الخيوط التي تعمل عليها الأجهزة الأمنية والقضائية ويمكن أن تتوضح الصورة في الساعات أو الأيام المقبلة.
وبحسب هذه المعلومات، فإن شخصاً واحداً ارتكب هذا الاعتداء، بإطلاق رشق من سلاح كلاشينكوف على حافلة الركاب، لكنه بالتأكيد واحد من مجموعة محترفة عملت بدقة علىاختيار المكان الذي كمن فيه مطلق النار فوق الطريق، وفي مكان منعزل وهوعبارة عن تلة في اتجاه الشرق لا توجد فيه أبنية، وبعيد عن حاجز الجيش بحوالى 400 أو 500 متر، بحيث توفر له الاختباء والفرار بسرعة.
وأوضحت المصادر الأمنية أن مطلق النار كمن في هذا المكان فترة من الوقت في انتظار وصول الباص، بدليل أنه ترك أعقاب سجائر وعلبة دخان من نوع <ونستون> فارغة، وبالقرب من المكان كانت ثمة صورة للرئيس الحريري رشحت بالزيت، للإيحاء بأن الاعتداء هو للاعتراض على زيارة الرئيس الحريري الى سوريا.
ولاحظت المصادر أن مكان الجريمة كان نقطة مدروسة بعناية لسببين:
الأول أنه النقطة الوحيدة على طول الطريق الدولية من الحدود الشمالية الى طرابلس التي توفر الاختباء والفرار.
والثاني أنه قريب من بلدة دير عمار، مسقط رأس الرائد الشهيد وسام عيد الذي كان له دور مهم جداً في كشف أغلب الجرائم الكبرى، والذي ساهم في كشف الخيوط الأولى لتفكيك شبكات التجسس الاسرائيلية، حسب ما أكد أمس المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لمحطة OTV من أجل الإيحاء بأن للبلدة علاقة بالحادثة، وهو أمر بعيد عن التصوّر.
وقد أجرت القوى الأمنية حملة استجواب لبعض المارة وركاب الحافلة وسائقها والذي قال إنه سمع رشقاً من الرصاص انطلق من مكان مرتفع، وكلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الأدلة الجنائية رفع البصمات والتقاط الصور في الأماكن المطلة على الطريق.
مجلس الوزراء الى ذلك، لم تشهد الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد نيل الحكومة الثقة أية سجالات بفعل التهدئة السياسية التي تحكم المناخ السياسي العام،
ونوقشت كل الامور والملفات المزدحمة على الطاولة والتي بلغت 99 بنداً، بسلاسة ومن دون تعقيدات، مواكباً الغليان الدبلوماسي الراهن في المنطقة، والذي يبدو انه يمهد لتسوية حاسمة، حيث يصل الرئيس المصري حسني مبارك الى المملكة العربية السعودية اليوم في جولة خليجية، كما يصل رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان ايضا الى دمشق، فيما غادر وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي بعد زيارة الى بيروت اجرى خلالها مروحة واسعة من اللقاءات شملت الرؤساء الثلاثة، والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي التقاه فور وصوله ليل امس الاول، بالاضافة الى العماد ميشال عون والبطريرك الماروني نصر الله صفير ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، بعدما رعى الاحتفال بوضع حجر الاساس لمبنى السفارة الايرانية الجديد في بئر حسن.
وفيما كشف وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير عن زيارة قريبة للرئيس الحريري الى باريس خلال ايام، والخارجية الايرانية عن زيارة الى ايران في القريب العاجل، اشاد الوزير متكي بزيارة الحريري الى سوريا قائلاً: نحن دائما كنا نؤمن ونعتقد بذكاء المسؤولين والقادة في لبنان الذي يعملون من اجل خدمة المصالح الوطنية، وان مثل هذه الخطوات تؤكد المزيد من التقارب وهي تصب في خانة الاستقرار والهدوء في المنطقة.
وكان الرئيس الحريري قد اعرب لزواره امس عن ارتياحه لنتائج زيارة سوريا والمحادثات المطولة التي عقدها مع الرئيس الاسد، مؤكداً على فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.
وذكرت معلومات ان رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية اتصل مساء امس الاول برئيس الحكومة بعد عودته من دمشق للوقوف منه على نتائج لقاءاته مع الرئيس الاسد، فأعرب له الحريري عن تقديره الحفاوة الشخصية التي لقيها من الرئيس السوري، مشيرا الى مرحلة جديدة وايجابية ستشهدها العلاقات اللبنانية - السورية.
ولفت الرئيس الحريري خلال جلسة مجلس الوزراء إلى أن جو الزيارة تميز بالوضوح والصراحة والصدق من قبل الطرفين، ورأى أن المحادثات التي تضمنت التضامن بين البلدين، يعني أن يدعم لبنان سوريا وتدعمه سوريا لاستعادة الأراضي المحتلة لكلا البلدين.
وبحسب الحريري فانه جرى البحث في القضايا التي تهم الشعبين والدولتين وضرورة بناء العلاقات السورية - اللبنانية على الصدق، كما جرى التباحث بترسيم الحدود وتعزيز العلاقات الاقتصادية وقضايا أخرى ستتابع في الوزارات المختصة لنشهد نتائجها العملية.
وبالنسبة لحادثة دير عمار، رأى الحريري انها موجهة ضد لبنان وضد زيارته إلى دمشق.
ودعا الوزراء لمتابعة اعدادهم للخطط اللازمة لتنفيذ بنود البيان الوزاري. وذكّر الوزارات التي لم تعد موازناتها بعد إلى اعدادها وارسالها إلى وزارة المال.
اما الرئيس ميشال سليمان فقد اطلع مجلس الوزراء على ما دار خلال زيارته إلى واشنطن، لافتاً الى أن الزيارة كانت مناسبة للتأكيد على الثوابت الوطنية. وأكّد انه طلب دعم الجيش بأسلحة متطورة ضد الدبابات والطائرات وتجهيز لبنان بأجهزة رصد للدفاع عن أرضه ضد العدو الإسرائيلي. وأكّد سليمان أن لبنان في مجلس الأمن ينطلق من المصلحة الوطنية والإجماع العربي، وهذا يعني أن بلدنا يؤيد الحلول الدبلوماسية في مسألة النووي الإيراني.
وأوضحت مصادر وزارية أن أي نقاش لم يحصل حول الزيارة إلى سوريا، مشيرة إلى أن الأجواء كانت إيجابية، ولم يطرح أي من الوزراء، حتى مسيحيي قوى 14 آذار أي سؤال حولها ولم يبد أحد اعتراضاً عليها.
ونقلت عن الرئيس الحريري وصفه المحادثات مع الأسد بالايجابية، خصوصاً لناحية الملفات التي عرضها والتي تهم البلدين ولا سيما ترسيم الحدود.
وفي الشق الحياتي والاقتصادي، فان المجلس زف بشرى إلى اللبنانيين، عبر دعمه لسعر صفيحة المازوت بثلاثة آلاف ليرة في حال تجاوز سعرها الـ 15 ألف ليرة وذلك لمدة شهرين ونصف بناء على اقتراح من الرئيس الحريري.
وأشارت المعلومات إلى أنه جرى عرض لواقع مجلس الإنماء والإعمار، خلال إشارة الرئيس سليم