صحف ومجلات » افتتاحيات من الصحف اللبنانية الصادرة الخميس 24/12/2009

صحيفة 'السفير'
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، انه مهتم بزيارة لبنان، على ان تكون في الوقت المناسب، مشيرا الى أن الحكومة اللبنانية جديدة وقد تكون لها أولويات داخلية قبل أن تفكر في موضوع العلاقات الخارجية، واصفا زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى دمشق مؤخرا بالناجحة، ووضعت اسسا مؤسساتية سليمة للعلاقات مع لبنان، مؤكدا أن تركيا قامت بدور بارز بعيد عن الاضواء في تحسين تلك العلاقات.
وكان الاسد يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، في ختام يوم سوري تركي حافل، شهد الاجتماع الاول لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين وتوقيع حوالى خمسين اتفاقية ومذكرة تفاهم، فضلا عن تحذير مشترك وجهه الرجلان الى الاخرين من مغبة العبث بأمن المنطقة لأن العلاقة السورية التركية أصبحت واقعا لا يمكن لأحد أن يتجاوزه باي حال. وكان لافتا إشارتهما إلى ضرورة السماح بوصول المساعدات المرسلة إلى غزة، ولاسيما القافلة السورية التركية التي ستصل مصر خلال اليومين المقبلين.
ورداً على سؤال حول إمكانية زيارة لبنان والدور التركي في زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى سوريا، قال الأسد &laqascii117o;قلة من الناس تعرف عن الدور التركي بالنسبة للموضوع اللبناني وأنا أريد أن أؤكد الآن أن الدور التركي كان بعيداً عن الإعلام ولم يكن يبحث عن إبراز هذا الدور وإنما تمحور ضمن ما تحدث عنه أخي رئيس الوزراء اردوغان وهو أن تكون العلاقات بين الدول كلها علاقات سليمة وطبيعية ملؤها المحبة والاحترام المتبادل.. والحقيقة في العام الماضي قطعت المنطقة شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه من خلال تطور العلاقة السورية السعودية ومؤخراً من خلال تطور العلاقة السورية اللبنانية.. وفي هذا الإطار كانت زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى سوريا زيارة ناجحة ووضعت أسساً مؤسساتية سليمة للعلاقة مع لبنان".
وتابع الرئيس السوري &laqascii117o;أنا زرت لبنان في العام 2002 بشكل رسمي ومن الطبيعي أن تكون هناك في يوم من الأيام زيارة من قبلي إلى لبنان.. هي
ليست شيئاً مستغرباً.. وفي الحقيقة لم توجه الدعوة ولا بد من القيام ببعض الخطوات في العلاقة بين البلدين وهذا لن يستغرق باعتقادي وقتاً طويلاً.. وفي الوقت نفسه الحكومة اللبنانية هي حكومة جديدة ربما لديها أولويات داخلية في لبنان قبل أن تبدأ بالتفكير بموضوع العلاقات الخارجية.. ولكن جوابي كما قلت قبل قليل هو بالإيجاب.. بكل تأكيد تهمني زيارة لبنان لكن في الوقت المناسب".
وحول عملية السلام، قال الرئيس السوري &laqascii117o;العالم اليوم مهتم بشكل كبير في عملية السلام أكثر من قبل، ويبدو أنها تحتضر"، مضيفا &laqascii117o;مع الأسف هي بحاجة للاهتمام ليس فقط عندما تفشل بل عندما تبدأ في الإقلاع أيضاً. لذلك نرى تذبذبا، صعودا ليس عاليا، يليه هبوط سريع".
واعتبر الأسد أن سوريا وتركيا ليستا متفرجتين أو مشجعتين. وقال &laqascii117o;تركيا أحد الأطراف واللاعبين الأساسيين. عندما نلتقي لا نلتقي لكي اطلب من أردوغان أو أشجعه على القيام بدوره، فتركيا أعلنت عن استعدادها لاداء هذا الدور، ولم يأت أردوغان ليشجع سوريا على التزامها بالسلام، فهو يعرف أكثر من غيره حماس سوريا لتحقيق السلام العادل والشامل". وأضاف &laqascii117o;لكننا بحثنا كيفية إخراج عملية السلام من المأزق الذي وصلت إليه"، موضحا أن السبب الأساسي في ما وصلت إليه عملية السلام هو &laqascii117o;غياب الشريك الإسرائيلي الجدي الذي يسعى لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. نحن أمام شريك وهمي، ولا أدل من المصطلحات الإسرائيلية المستخدمة للمناورة، والتي أصبحت كثيرة لدرجة أنه لا بد أن نحمل قاموس جيب لترجمتها".
وأوضح الأسد &laqascii117o;عندما يقولون نريد مفاوضات من دون شروط فهذا يعني مفاوضات من دون أسس، والمفاوضات من دون شروط هي كالبناء من دون أساس، من السهل هدمه وهم يريدون هدم عملية السلام". وتابع &laqascii117o;يقولون السلام هو الذي يعود بالأرض، وهذا يعني السلام حسب الطريقة الفلسطينية أي ليس لها نهاية وليس لها نتائج، الأرض هي التي تحقق السلام وليس العكس، أما عودة الأرض بعد اتفاق السلام فهي عملية إجرائية فقط"، مؤكدا نزاهة الوسيط التركي وعدالته وموضوعيته. وقال &laqascii117o;كان الوسيط التركي ناجحا، ونحن نؤكد على هذا الدور أكثر من أي وقت"، مشيرا إلى أن هذا لا يعني &laqascii117o;رفض مساعدة أي دولة مهتمة، ولكن لا يعني استبدال من نجح بهذه العملية أو تجاوزه تحت عناوين واهية وغير مقبولة". وعن العلاقات الثنائية السورية التركية، قال الأسد &laqascii117o;العلاقات السورية التركية أصبحت غنية عن التعريف، وما وصلت إليه جعلها أنموذجا للعلاقات الأخوية بين الشعوب والدول"، مشيرا إلى أن &laqascii117o;الانجازات التي حققتها أصبحت ملموسة في منطقتنا في مختلف المجالات وأصبحت واقعا لا يمكن لأحد أن يتجاوزه بأي حال". وأضاف &laqascii117o;إن ما تحقق من نجاحات يرتكز إلى القاعدة التاريخية المشتركة للشعبين، وهذا العامل لوحده غير كاف، ولو اجتمعت كل العوامل فإنها غير كافية إن لم يكن العامل الأهم موجودا، وهو الإرادة المشتركة القوية التي امتلكناها والتي تهدف إلى صناعة المستقبل وإلى رسم وصياغة وتخطيط هذا المستقبل من قبلنا وبأيدينا... وهذه الإرادة يجب أن تبنى على قاعدة صلبة من الدعم الشعبي، وهذا ما فهمناه بشكل جيد في سوريا وتركيا وعملنا بناء عليه". وتابع &laqascii117o;ما فهمناه وعملنا عليه أن الشخص الذي يحترم نفسه ووطنه يحصل على دعم شعبه، والشخص الذي يقف إلى جانب القضايا العادلة في العالم بشكل عام وفي منطقته بشكل خاص يحصل على احترام شعب تلك المنطقة، ومن يستخدم الأوراق فوق الطاولة لا تحتها، في الضوء لا في الظلام، يحصل على احترام العالم"، مؤكدا أن &laqascii117o;من يفكر بالعبث بأمن هذه المنطقة عليه أن يفكر مليا قبل فعل أي شيء".
وحول غزة، أكد الرئيس السوري أن كل من يساهم في الحصار يتحمل دماء الفلسطينيين. وقال &laqascii117o;ما يحدث في غزة يؤلم المواطنين في تركيا وسوريا، وكل مواطن مسلم، وكلنا يعرف المواقف التركية، ونحن نتشارك دائما بموقف المطالب برفع الحصار"، معربا عن شكره للشعب التركي الذي ساهم في قافلة المساعدات التي غادرت سوريا متوجهة إلى غزة.
من جانبه، قال أردوغان إن &laqascii117o;أشقاءنا في سوريا يقولون نعم للوساطة التركية غير المباشرة، ولكن يجب أن تقول إسرائيل نعم، وعندها سنكون على استعداد"، مشيرا إلى اتهام إسرائيل له بالانحياز، معبرا في الوقت ذاته عن شكره &laqascii117o;للشقيق الغالي (الأسد) لقوله انه لا يرى من المناسب أن يكون الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الوسيط".
وأشار أردوغان إلى الجولات الخمس الماضية من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل. وقال &laqascii117o;خمس جولات، وفي الأخيرة، كنت على ارتباط هاتفي مع الأسد ووزير الخارجية كان على اتصال مع وزير الخارجية وليد المعلم. وكان هناك مضايقات في كلمة أو كلمتين، وقلنا سنبحث ذلك يوم الجمعة، ولكن إسرائيل أمطرت غزة بالقذائف السبت"، متسائلا &laqascii117o;من هو الذي يساند السلام ومن هو الذي يعاديه".
وأشار اردوغان إلى أن لا علاقة لإسرائيل في العلاقات العربية التركية. وقال &laqascii117o;في الوقت الحاضر كل النشاطات غير مرتبطة بإسرائيل، وهي مرتبطة بمجالس التعاون الاستراتيجية التي أسسناها بشكل ثنائي... يجب أن نؤمن ببعضنا البعض، ولا أحد يستطيع أن يقطع ذلك سواء في المجالات السياسية أم الثقافية أم الاقتصادية". وأشاد رئيس الوزراء التركي بمتانة العلاقات بين البلدين وما تم إنجازه من اتفاقيات، مشيرا إلى أن المباحثات استمرت حتى الثالثة من فجر أمس الاول، معتبرا أن &laqascii117o;سوريا بوابتنا إلى الشرق الاوسط وتركيا بوابة لسوريا لتنفتح إلى أوروبا وبلد ثان للسوريين".
ولفت أردوغان إلى أن &laqascii117o;علاقاتنا الاقتصادية والتجارية وما أنجزناه سيكون له انعكاسات، بحيث سيصل حجم التبادل التجاري الى خمس مليارات دولار خلال سنوات قليلة".
وفي ما يخص غزة، أشار إلى أن عرقلة قافلة المساعدات المتوجهة إلى غزة يعتبر منافيا لحقوق الإنسان، داعيا إلى أن يتحمل كل شخص مسؤولياته تجاه هذا الموضوع. وقال &laqascii117o;نريد الإحساس من الجميع".
وشهدت العلاقات السورية التركية أمس يوما حافلا، انتهى بتوقيع حوالى خمسين اتفاقية ومذكرة تفاهم ثنائية في مجالات التعليم والطاقة والأمن والمياه والصحة والنقل.
وشهد اليوم التركي السوري مشاهد تعكس حرارة العلاقة الثنائية بين اردوغان والأسد، فاصطحب الأخير ضيفه برفقة عقيلتيهما إلى التكية السليمانية قرب المتحف الوطني في دمشق حيث يقوم الأتراك بعملية ترميم واسعة ومكلفة للصرح التاريخي. كما أقام الأسد لضيفه مأدبة عشاء موسعة ضمت أطيافا من المجتمع السوري من الأوساط الاقتصادية والفنية والثقافية.


صحيفة 'النهار'
بعد ثلاثة أيام من زيارة رئيس الوزراء سعد الحريري لدمشق، لا تزال نتائج هذه الزيارة في صدارة الاهتمامات وخصوصاً في ضوء مواقف سورية ولبنانية جديدة حيالها ألقت مزيداً من الأضواء على بعض جوانبها التفصيلية.
ففي حين شكلت الجولة التي قام بها الحريري امس على المراجع الدينية المسيحية والاسلامية فرصة لإبراز تقويمه لنتائج زيارته، فاجأ الرئيس السوري بشار الأسد المراقبين بموقف 'نادر' من موضوع زيارته للبنان، معلناً انه 'من الطبيعي' ان يزوره 'في الوقت المناسب'، لافتاً في الوقت عينه الى انه 'لم توجه' اليه دعوة للزيارة.
وأفادت 'وكالة الصحافة الفرنسية' ان الأسد اجاب عن سؤال خلال مؤتمر صحافي مشترك امس في دمشق مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان: 'زرت لبنان في 2002 عندما كنت رئيساً للجمهورية، ومن الطبيعي ان تكون هناك في يوم ما زيارة للبنان، وهذا ليس مستغرباً'. وسأل: 'تهمني زيارتي للبنان في الوقت المناسب'. لكنه اضاف: 'لم توجه الي دعوة ولا بد من القيام ببعض الخطوات بين البلدين'. ولاحظ الرئيس السوري ان 'الحكومة اللبنانية جديدة، وربما لديها اولويات داخلية قبل التفكير في علاقاتها الخارجية'. ووصف الزيارة التي قام بها الرئيس الحريري لسوريا بأنها كانت 'ناجحة'، وقال: 'زيارة الحريري ناجحة ووضعت اسساً مؤسساتية سليمة مع لبنان'.
الحريري
في غضون ذلك، حرص الحريري على استهلال جولته على المراجع الدينية بزيارة بكركي حيث اطلع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير على نتائج زيارة دمشق. وعلمت 'النهار' ان رئيس مجلس الوزراء شرح للبطريرك تفصيلياً نتائج هذه الزيارة وظروفها والخطوات التنفيذية المرتقبة في ضوء ما اتفق عليه مع الرئيس السوري. ومع ان البطريرك لم يخف حذره من التجارب السابقة من حيث الحديث عن معالجة الملفات والقضايا العالقة بين لبنان وسوريا، فإنه تمنى ترجمة الوعود الجديدة والتزامها بما يعود بالمنفعة على البلدين، وابدى ارتياحه الى المواقف التي اكدها امامه رئيس الوزراء. ووصف الحريري البطريرك صفير عقب ذلك بأنه 'ضمير لبنان'، وكرر ان لقاءه والرئيس السوري ساده 'انفتاح كامل وتبادل للافكار لمصلحة الدولتين والشعبين'. وتناول قضية ترسيم الحدود، قائلاً ان هذه العملية هي 'من اجل فتح العلاقات الاقتصادية والتجارية' وليس 'من اجل بناء جدران او وضع الشباك بيننا وبين سوريا'. واكد ان البطريرك 'كان مباركاً للزيارة'.
وشملت جولة الحريري أيضاً بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، ثم زار نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني وأجرى اتصالاً بشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن
وكان البطريرك صفير وجه قبل ذلك رسالته في عيد الميلاد وأبرز فيها جوانب التحسن في الوضع اللبناني. وإذ اعتبر ان 'لبنان اليوم أحوج ما يكون الى هذا الجو من التهدئة والتعاون بين جميع طوائفه وأبنائه'، قال: 'لقد تحسن المناخ الاجتماعي وتراجعت موجة الاغتيالات ومال الناس على وجه الإجمال الى التفاهم والابتعاد عن العنف وهذا أمر لا بأس به وكان مرجواً منذ زمن'. لكنه لفت الى 'ان الاخلاص للوطن يقتضي على كل فئة من المواطنين لا بل على كل مواطن ان يعمل في سبيل وطنه لا في سبيل نفسه وأنانيته'.
وليل أمس التقى الحريري في 'بيت الوسط' تباعاً الرئيس أمين الجميل ثم رئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع وعرض معهما الأوضاع العامة ونتائج زيارته لدمشق.
'مبادرة' مسيحية
على صعيد آخر، علمت 'النهار' ان ثمة ترتيبات قيد الانجاز لاعلان 'مبادرة' تصدر بين عيدي الميلاد ورأس السنة عن قوى واحزاب وشخصيات مسيحية منضوية في قوى 14 آذار أو مؤيدة لها، لكنها فضلت العمل من خارجها تنظيمياً.
وأوضحت المصادر التي كشفت هذا التوجه، ان الغاية ليست انشاء تجمع او لقاء على غرار 'لقاء قرنة شهوان'، بل اعلان مبادئ ورؤية مشتركة نسقت في شأنها الأمانة العامة لقوى 14 آذار وتمت بلورتها في وثيقة 'تحدد الأخطار على لبنان الناتجة من الصراع العربي – الاسرائيلي وما يحيط لبنان ويعانيه بسبب هذا الصراع وكذلك الصراع في المنطقة في ضوء التوسع الايراني، الى اخطار الوضع الداخلي في ضوء سيطرة الطوائف على الدولة'. وأوضحت ان الوثيقة 'تتضمن موقفاً من موضوع الغاء الطائفية السياسية والأخطار على مشروع بناء الدولة بما يشمل سلاح حزب الله'.
وأضافت المصادر ان الوثيقة 'تستلهم الارشاد الرسولي ومقررات المجمع الماروني واتفاق الطائف في مسعى الى اخراج المسيحيين من السياسات والاهتمامات الصغيرة الى دورهم في لبنان والمنطقة'.


صحيفة 'المستقبل'
جال رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس على المرجعيات الروحية بمناسبة الأعياد، وكانت زيارته إلى سوريا موضوعاً للقاءاته التي استهلها مع البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير الذي كان، كما أكّد الرئيس الحريري، 'مباركاً للزيارة، وانتم تعلمون انني ذهبت الى سوريا بصفتي رئيس حكومة كل لبنان وممثلاً كل اللبنانيين، وأنا مصرّ على أن أكون رئيس حكومة لكل اللبنانيين'.
وقال الحريري إن 'الزيارة إلى سوريا كانت كما وصفها البعض تاريخية، وبالنسبة لي كانت مهمة جداً، خاصة انه كان هناك كلام صادق وصريح بيني وبين الرئيس بشار الأسد، وكان هناك انفتاح كامل، وتبادلنا الأفكار بالنسبة الى مصلحة الدولتين والشعبين'. وأكّد المطالبة بترسيم الحدود 'ليس من أجل بناء جدران أو وضع الشباك بيننا وبين سوريا' وانما لـ'كي يكون هناك علاقة جيدة بين البلدين' ومن أجل 'العلاقات الاقتصادية والتجارية'، داعياً الى طرح الأمور 'من زاوية تحقيق الفائدة وبشكل إيجابي'.
كما أكّد الحريري بعد زيارته كلاً من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، 'ان التهجم على المقامات الدينية، ان كان دار الفتوى أو غيرها من المقامات أمر مرفوض، خصوصا ان هناك من يستسهل هذه الأمور ويتجرأ على دار الفتوى أو على رجال الدين' وأضاف 'سيكون لي موقف أكثر حدة في هذا الخصوص اذا استمرت هذه الأمور(..)'.
في هذا الوقت حيّت الأمانة العامة لـ 14 آذار شجاعة الرئيس الحريري، وأكّدت أنّ زيارته إلى سوريا 'تشكل اختبارا حقيقيا وفرصة قد لا تتكرر لإنهاء صراع مستمر منذ ما قبل منتصف القرن الماضي'، وذكّرت بأن هذا الاختبار انما 'جعله اللبنانيون ممكنا بسبب تمسكهم منذ لحظة 14 اذار 2005 وحتى اليوم مرورا بالانتخابات الاخيرة في 7 حزيران 2009، بشعار لبنان اولا'.
وشدّدت الأمانة العامة في ختام اجتماعها الدوري على ان 'رئيس الحكومة زار سوريا باسم كل لبنان متسلحا بمضمون لبنان اولا'، وتوقفت عند المؤتمر الصحافي الذي عقده 'على أرض لبنانية في العاصمة السورية'، كما ذكّرت بوجوب انهاء 'المسائل العالقة بين البلدين' من انهاء ملف المعتقلين والمفقودين وترسيم الحدود وانهاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، الى اعادة النظر في المجلس الأعلى اللبناني السوريّ، واحترام سيادة لبنان و'حصر العلاقات في إطار المؤسسات الدستورية بما يكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية'.
واعتبرت أن سلامة العلاقة بين لبنان وسوريا يكون بوضعها 'في إطار الشرعيتين العربية والدولية'.
عون
على صعيد آخر، كان لافتاً ما قاله رئيس تكتل 'التغيير والاصلاح' النائب ميشال عون أمس من أن 'حزب الله قد لا ينتظر دوره إذا ما هوجمت ايران من قبل اسرائيل' وقال إنه يمكن لـ'حزب الله ان يقدم على اطلاق النار على اسرائيل قبل ان تبادر هي الى ذلك، وان لا ينتظر دوره بل يضم جهوده الى ايران، وقد تفعل سوريا هذا الشيء ايضاً(..)'.
مجلس الوزراء
في هذه الأثناء، وفي ما يتعلق بجلسة مجلس الوزراء التي عقدت يوم الاثنين الفائت وما تخلّلها من اعتراضات من قبل وزيري الطاقة جبران باسيل والاتصالات شربل نحاس على دستورية الإجازة لوزيرة المال ريا الحسن بتمديد اتفاقية قرض مع الحكومة الفرنسية ملحقة باتفاقية باريس 3، واعتراض وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي على تولّي مجلس الإنماء والإعمار إدارة مناقصة لتلزيم خدمات شركة 'ميس' في مطار بيروت، فقد أبدى عضو كتلة 'المستقبل' النائب عمّار حوري خشيته من تشكل 'مراكز قوى داخل الحكومة' فيما 'البيان الوزاري واضح، وخطة الحكومة واضحة، وطريق الإصلاح معروف'.
واعتبر حوري في حديث إلى 'المستقبل' أن 'ما وقّعته وزيرة المال ريا الحسن كان بناء على تفويض من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وبالتالي فما أثير هو غبار سياسي بامتياز متعلق بالكيدية السياسية المتصلة بالمرحلة السابقة التي يفترض اننا توافقنا على تجاوزها كلبنانيين'.
وأوضح أن 'الاتفاقية لا تشكل قرضاً جديداً انما هي تمديد لاتفاقية قرض أبرمتها الحكومات السابقة'، وان هذا الاقتراض جاء 'ضمن قانون أقره المجلس النيابي عام 2002 بإجراء قرض استبدالي بفوائد أقل كلفة وفي مراعاة لأحكام المادة 52 و88 من الدستور'، وشدّد على ان هذه الاتفاقية ليست بحاجة الى توقيع وزارتي الاتصالات والطاقة، وذكّر المحتجين بأن مهلة الاتفاقية كانت قد انتهت 'لذا وجب تمديدها انطلاقاً من المصلحة الوطنية'.
من ناحيته، أكد رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر أن 'كل ما يقوم به المجلس يتم بتكليف من مجلس الوزراء، وبموجب قرار منه بناء على اقتراح الوزير المختص'. وحول ما أثير عن تمديد العقد للشركة المتعاملة في مطار رفيق الحريري الدولي، أوضح انه تم 'تكليفنا من قبل مجلس الوزراء السابق باجراء مناقصة، وعليه نقوم بها، ونرسلها الى مجلس الوزراء، واذا كان هناك من اشكاليات، نقترح حلولاً، ويبقى القرار النهائي لمجلس الوزراء بهذا الشأن، ونحن لا نقرّر أي شاردة وواردة في هذا الشأن'.


صحيفة 'الأخبار'
فجأة، عاد موضوع سلاح المقاومة والقرار 1559، أولوية لدى أطراف محليين وإقليميين ودوليين. وتنقل انتقاد &laqascii117o;سلاح حزب الله"، من الرياض إلى واشنطن وباريس، وصولاً إلى الصيفي والأشرفية ومعراب.
فما بادر إليه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، الأسبوع الماضي، ثم وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير أول من أمس، أكدته وكيلة وزير الدفاع الأميركي ميشيل فلونوي (من واشنطن ـــــ محمد سعيد) أمس، بالقول إن واشنطن تدعم تعزيز قدرات الجيش اللبناني &laqascii117o;وتمكينه من الحصول على إمكانات تجيز له احتكار امتلاك السلاح في لبنان، وأنه لا ينبغي أن يكون السلاح في أيدي جماعات خارج إطار المؤسسات العسكرية"، نافية أن تكون بلادها قد وضعت شروطاً على تسليح هذا الجيش. ووصفت لقاءها ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، في واشنطن، بـ&laqascii117o;الجيد والمثمر". وقالت إن الجانب اللبناني &laqascii117o;متفهم أن الجيش هو الجهة الوحيدة التي يجب أن تمسك بكل أنواع السلاح". لتخلص إلى أن واشنطن تريد رؤية تطبيق القرارات الدولية في لبنان، وخصوصاً التي تدعو إلى نزع سلاح الجماعات المسلحة.
وما لم تسمّه فلونوي، أعلنته صراحة السفيرة الأميركية ميشيل سيسون ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، اللذان التقيا في معراب أمس لساعة ونصف الساعة، وذكر المكتب الإعلامي للقوات، أن الزائرة أطلعت مضيفها &laqascii117o;على تمسّك بلادهها بالقرارات الدولية ولا سيما الـ1559 و1680 و1701". ورد صاحب الدار بأن &laqascii117o;الموقف الرسمي" بالنسبة إلى هذه القرارات &laqascii117o;يصدر عن مجلس الوزراء وحده لا عن أي طرف سياسي آخر، وأن القرار 1559 لم يطرح بتاتاً على الحكومة".
أما الأمانة العامة لقوى 14 آذار، فاتهمت وزير الخارجية علي الشامي بـ&laqascii117o;تجاوز صلاحياته" والسعي المنفرد &laqascii117o;لإلغاء القرار 1559"، معلنة رفضها لذلك &laqascii117o;لأنه يندرج في سياق استهداف قرارات دولية أخرى بما فيها قرار إنشاء المحكمة الدولية"، الأمر الذي استغربته مصادر مطلعة &laqascii117o;لأن وزير الخارجية لم يتحدث يوماً عن شطب القرار 1559، وكل ما قاله أمام سفراء لبنانيين هو أن تحرك لبنان في مجلس الأمن سيكون وفق القرار 1701 بكل مندرجاته، وهذا ما يردّده أمام معظم زواره". وعن أسباب استحضار هذا الملف وتوقيته، رأى مصدر سياسي رفيع في المعارضة سابقاً، أن الأمر ليس جديداً بل هو استكمال لمشروع مستمر و&laqascii117o;لتأكيد المواقف المتطرفة لبعض أطراف 14 آذار"، أما التوقيت فهو لإحراج رئيس الحكومة بعد زيارته لسوريا وتعبير عن انزعاج من هذه الزيارة. وإذ ربط بين المواقف المحلية وموقف فيلتمان، رأى أن كلام الفيصل &laqascii117o;لا يعبّر عن المملكة، وخصوصاً بعد القمة السعودية ـــــ السورية"، لافتاً إلى أن سيسون لم تزر رئيس الحكومة بعد عودته من دمشق &laqascii117o;كما فعل السفير الفرنسي يوم الاثنين الماضي"، بل &laqascii117o;سلكت طريق معراب، أي طريق التطرف في موضوع سلاح المقاومة".
وفيما اتهم مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله عمار الموسوي، من &laqascii117o;يصر على أن يفتعل معركة سياسية ضد المقاومة وسلاحها"، بأنه &laqascii117o;قدّم مادة دسمة لأعداء لبنان"، ودعا رئيس تيار التوحيد وئام وهاب، رئيس الجمهورية إلى وضع اللبنانيين في صورة مباحثاته في واشنطن، سأل العماد ميشال عون جعجع: &laqascii117o;هل الأمن المضبوط والهدوء على الحدود اللبنانية من إنتاج القوى الدولية؟ ألا يعرف ما فعالية المقاومين (...) ولماذا يتخيّل أنهم آتون إلى معراب؟".
يبقى أن رئيس الحكومة، مع قوله إن البلد ديموقراطي، رد خلال جولة على المرجعيات الدينية أمس، على النية الكتائبية بالطعن، بتأكيد الالتزام بتنفيذ البيان الوزاري &laqascii117o;كما أقر"... واستقبل ليلاً الرئيس أمين الجميّل وجعجع.


صحيفة 'الديار'
دخلت البلاد فترة الاعياد المباركة، التي ستمتد حتى نهاية العام الحالي، وسيعم الهدوء السياسي كافة المرافق العامة والخاصة، مصحوبا بتمنيات اللبنانيين بانتهاء مرحلة اليمة شهدتها السنوات الماضية، والبدء بمرحلة جديدة تكون على قدر الآمال.
كل المؤشرات تدل على ان مطلع العام المقبل سيشهد ورشة عمل ستتركز على المشاريع الحيوية والاقتصادية والانمائية والاجتماعية التي تهم المواطن اللبناني، وكل ذلك بعيدا عن المشهد السياسي الحالي وما يطغى عليه من بعض التجاذبات السياسية التي لن تعوق مسيرة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري عما وعدت به في بيانها الوزاري لجهة الاصلاحات وقيام الدولة بحيث يترقب اللبنانيون مرحلة جديدة من الانجازات وخصوصا ان زيارة الرئيس الحريري الى دمشق قد فتحت الابواب على مصراعيها لجهة بناء الثقة بين لبنان وسوريا.
جولة الحريري الروحية
خرق الجمود السياسي الجولة الروحية التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى المرجعيات الروحية المسيحية والاسلامية شملت البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، والبطريرك غريغوريوس الثالث لحام، ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عبد الامير قبلان ومفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور محمد رشيد قباني، واللافت ان الحريري اتصل هاتفيا بشيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن وهنأه بالاعياد.
واكد الرئيس الحريري بعد جولته ان زيارته الى سوريا كانت مهمة جدا والكلام مع الرئيس بشار الاسد كان واضحا وصريحا وتميز بالانفتاح الكامل، ورأى الحريري ان &laqascii117o;الامر الاساسي هو ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وتحديدها، وهذا ليس لبناء الجدران بين البلدين انما لفتح ابواب اقتصادية وتجارية بينهما، ولفت الى ضرورة ان تطرح الامور بين لبنان وسوريا بشكل ايجابي وعدم تسييس الامر بل طرحه بشكل ايجابي.
وشدد على ان لبنان بيت واحد والجميع مسؤولون عنه، واي تخريب ضمن هذا البيت تكون نتيجته ان يقع على الجميع، واكد الحريري انه سيتخذ مواقف تصعيدية اذا استمرت الانتقادات بحق المرجعيات الدينية وعلم ان الرئيس الحريري ابلغ المرجعيات الروحية ان اللقاء مع الرئيس الاسد كان ممتازا، والاستقبال الذي لقيه في دمشق كان بالغ الحرارة وانه ذهب الى سوريا بصفته رئيسا لحكومة كل لبنان.
أجواء زيارة الحريري لبكركي
وافاد مندوب &laqascii117o;الديار" في الصرح البطريركي ان الخلوة التي جمعت البطريرك صفير مع رئيس الحكومة لاكثر من نصف ساعة عرض خلالها الحريري لسيد بكركي لنتائج زياراته الى الخارج وخصوصا الى العاصمة السورية حيث انطلق الحريري نحو هذه الزيارة على خلفية واحدة هي انه رئيس حكومة لبنان وقد زار سوريا في هذا الاطار وبالتالي فإنه بحث مع الرئيس السوري ما يهم كل لبنان وليس فئة او فئات منه بمعزل عن الاخرى وهذه المحادثات تناولت &laqascii117o;الهم الوطني" اللبناني بأكمله وهواجس كل اللبنانيين دون تمييز وفقا لمصالح البلدين وهذا ما سوف يترجم بصورة واضحة امام اعين الجميع حيث لا شيء مستور او يخص جهة دون اخرى، البطريرك صفير من جهته لم يخف تفهمه وادراكه التامين لاهداف الرئيس الحريري الوطنية &laqascii117o;وهو باستطاعتنا ان نأتمنه على ادارة دفة الحكم بالاتفاق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للوصول بالبلاد نحو ما يريده اهله من سلام وطمأنينة ولبناء غد آمن ومستقر مع الجار الاقرب الذي هو سوريا وفقا لمقولة: سوريا في سوريا ولبنان في لبنان مع علاقات ممتازة لانها تشكل امتدادا جغرافيا مع بلدنا وتربطه وشائج القربة".
اللقاء والخلوة شكلتا فرصة جيدة لحكومة الرئيس الحريري مع اطمئنان لديه من ان سيد بكركي اصبح على علم وخبر بالمسار الذي سيسلكه الخط اللبناني.
رسالة صفير الميلادية
الى ذلك، شدد البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير في رسالة الميلاد الى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا مقيمين ومنتشرين على ان لبنان اليوم احوج ما يكون الى جو التهدئة والتعاون بين جميع طوائفه وابنائه، واشار الى تحسن المناخ الاجتماعي وتراجع موجة الاغتيالات والميل الى التفاهم، واعتبر ان الاخلاص للوطن يقضي على كل فئة من المواطنين، لا بل على كل مواطن ان يعمل في سبيل وطنه لا في سبيل نفسه وانانيته.
طاولة الحوار الوطني
من جهة ثانية، علمت &laqascii117o;الديار" ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ابلغ زواره انه سيدعو طاولة الحوار الوطني الى الانعقاد مطلع العام المقبل، على ان تحدد الدعوات وفق اطر جـديدة.
تواصل التحقيق مع مطلق النار
من جهة اخرى، ترك انجاز مخابرات الجيش اللبناني بإلقاء القبض على مطلق النار على الحافلة السورية في دير عمار المدعو سمير الناظر ارتياحا على المستويين السياسي والشعبي، وافيد ان الحادثة فردية ولا علاقة لها بالاوضاع السياسية.
لكن مصادر امنية دعت الى عدم استباق التحقيقات لمعرفة الاسباب والخلفيات التي دعت الفاعل الى تنفيذ الاعتداء.
وقالت المصادر انه حتى الآن لم تنته التحقيقات، وكل ما يذكر عن اسباب سياسية او شخصية غير دقيق.
تجمع سياسي لمسيحيي 14 اذار
علمت &laqascii117o;الديار" ان محاولات تجرى لدى مسيحيي 14 اذار لتشكيل تجمّع سياسي يشبه النمط الذي رافق تشكيل قرنة شهوان وسيكون هذا التجمّع مؤلفاً من القوات اللبنانية وبعض الشخصيات المسيحية المنضوية في 14 اذار وقد فرغ احد اعضاء الامانة العامة لـ 14 آذار من كتابة ورقة سياسية ستكون اساسا لعمل هذا التجمع الذي سيبقى في صلب 14 اذار.

صحيفة 'اللواء'
بقيت الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري الى دمشق في واجهة الاهتمام اللبناني والعربي والاقليمي، ففي حين حرص الرئيس الحريري على وضع المرجعيات الروحية اللبنانية، بعد مجلس الوزراء في النتائج التي انتهت اليها الزيارة، وصف الرئيس السوري بشار الاسد هذه الزيارة بأنها كانت ناجحة، وهي تندرج في اطار وضع <اسس مؤسساتية سليمة مع لبنان>، معتبراً ان زيارته الى هذا البلد <ليس امراً مستغرباً>، وقال رداً على سؤال في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان: <تهمني زيارتي للبنان في الوقت المناسب>.
واشارت وكالة <فرانس برس> التي نقلت تصريحات الرئيس السوري ان الاسد استطرد: <لم توجه لي دعوة، ولا بد من القيام ببعض الخطوات بين البلدين>، دون مزيد من التوضيح.
وقال الاسد: <ان الحكومة اللبنانية جديدة، وربما لديها اولويات داخلية قبل التفكير في علاقاتها الخارجية>.
وفي حين لم تشأ مصادر رئاسية التعليق على ما قاله الرئيس السوري في خصوص توجيه الدعوة الرسمية اليه، استأثرت <الجولة الروحية> التي قام بها الرئيس الحريري الى كل من بكركي والربوة والاشرفية لتهنئة البطريرك الماروني نصر الله صفير وبطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة بالاعياد الميلادية، والتي استتبعها بزيارتين لكل من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في دار الفتوى، ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، بالاهتمام السياسي، خصوصاً وانها جاءت قبل لقاءين منفصلين عقدهما في <بيت الوسط> مساء مع كل من رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع، حيث تم خلال كل من اللقاءين عرض لآخر المستجدات والاوضاع العامة في البلاد، حسب ما جاء في بيان مكتبه الاعلامي، لتعطي انطباعاً بأن زيارته الى دمشق استحوذت على معظم الحراك السياسي الذي اجراه امس والاحاديث التي جرت مع القيادات السياسية والروحية التي التقاها.
وعلم أن النقطة الأساسية التي تمحورت حولها الأبحاث بين الرئيس الحريري وكل من الرئيس الجميل وجعجع، كانت الزيارة الدمشقية والتي كانت موضع استفسارات وأسئلة وهواجس حول الزيارة وما يترتب عليها، في حين افاض الرئيس الحريري في شرح وتفسير وتقديم الإجابات الضرورية على ما أثاره الزعيمان المسيحيان، مؤكداً تمسكه بالعلاقات السيادية بين البلدين، ووجوب أن تقوم على اساس الاحترام المتبادل عدا عن الصدق والصراحة، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين.
وكان الرئيس الحريري قد أكّد خلال <جولته الروحية> أن زيارته إلى سوريا، والتي وصفها البعض <بالتاريخية> كانت مهمة جداً مشيراً إلى أن الكلام مع الرئيس الأسد كان واضحاً وصريحاً وتميز بالانفتاح الكامل وجرى تبادل الافكار بالنسبة لمصلحة الشعبين والبلدين
. ورأى الرئيس الحريري أن <الامر الأساسي هو ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وتحديدها، وهذا ليس لبناء الجدران بين البلدين، وإنما لفتح أبواب اقتصادية وتجارية بينهما>، ولفت إلى <ضرورة أن تطرح الأمور بين لبنان وسوريا بشكل إيجابي وعدم تسييسها لما فيه مصلحة الشعبين والدولتين>. وقال ان <الرئيس الأسد منفتح على هذا الموضوع ويجب عدم تسييس الامر بل طرحه بشكل ايجابي>.
وأوضح انه ابلغ إلى البطريرك صفير أن اللقاء مع الرئيس الأسد كان ممتازاً، وقد بارك البطريرك هذه الزيارة، مكرراً انه زار سوريا بصفته رئيساً لحكومة لبنان، وهذا ما نبني على اساسه>، مشدداً على أن <لبنان بيت واحد والجميع مسؤولون عنه، واي تخريب ضمن هذا البيت تكون نتيجته انه يقع على الجميع>.
وفهم أن الحريري الذي عقد خلوة مع البطريرك صفير، حظي في بكركي بدعمها وتأييدها للزيارة، خاصة وانه كان أبلغه بان الاستقبال الذي لقيه في دمشق كان بالغ الحرارة، وانه لمس لدى الرئيس الأسد نيات جدية لمساعدة لبنان، وقد أبدى صفير ارتياحه لنتائج الزيارة وتمنى أن تترجم الوعود الجديدة على الأرض <اذ اننا نحتاج إلى أفعال وليس إلى اقوال> حسب ما نقل عنه.
وفهم أن الاعداد بدأ في بيروت تمهيداً لزيارة رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري من أجل وضع التفاهمات التي تمت مع الاسد موضع التنفيذ حيث توقعت مصادر مطلعة ان تتم هذه الزيارة مطلع السنة المقبلة.
تأييد عوني للزيارة والى مباركة بكركي للزيارة ودعمها لها، حظي الرئيس الحريري بأول موقف علني مؤيد لها اعلنه رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتله حيث قال: <اننا نؤيد الزيارة ونقدر انها ستعود على لبنان بأجواء سليمة وبإعادة المياه الى مجاريها الطبيعية بين البلدين، وهذا يخدم المصالح الحيوية للشعبين اللبناني والسوري>.
ولاحظ عون ان طابع الزيارة يمكن ان يكون شخصيا او بوصفه رئيس حكومة، اذ لا يمكن للمرء ان ينزع صفاته عنه عند زيارته دولة اخرى. وتبادل الآراء لا يتجزأ بسبب وحدانية الشخصية، وان كان طابع الزيارة شخصياً، ولكن ما يحدث خلالها من جميع الانواع يتخذ جميع الصفات، وفقاً لما يريده القائمون بها ان يعطوها صفة.
اما الزيارتان الى دار الفتوى والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، فقد اتت للتأكيد بأن الاعياد التي يعيشها لبنان، سواء عيد رأس السنة الهجرية او عيد الميلاد، يجب ان يتشارك فيها كل اللبنانيين لتثبيت العيش المشترك، حسب ما قال الرئيس الحريري الذي اغتنم وجوده في دار الفتوى لتأكيد رفضه التهجم على المقامات الدينية، وقال: <ان هذا الموضوع بالنسبة لي كرئيس حكومة لبنان هو امر مرفوض>، ملوحا بموقف اكثر حدة في هذا الخصوص اذا استمرت هذه الامور.
رسالة الميلاد وجاءت زيارة الحريري الى بكركي بعد ساعات قليلة على توجيه البطريرك صفير رسالة الميلاد، والذي لم يخف امام رئيس الحكومة قلقه من الوضع الراهن، مجدداً وصف الايام الحالية بالصعبة، رغم انه لاحظ في رسالته ان <اللبنانيين بدأوا يميلون للتفاهم بعد تحسن المناخ السياسي وتراجع موجة الاغتيالات، وهذا ما كان مرجواً>، مؤكدا بأن <لبنان هو بأمس الحاجة لاجواء التهدئة بين الطوائف>، مشددا على ان <الاخلاص للوطن يقضي على كل مواطن ان يعمل في سبيل وطنه لا في سبيل نفسه وانانيته>.
امانة 14 آذار في غضون ذلك، اعتبرت الامانة العامة لقوى 14 آذار ان زيارة الحريري الى سوريا <تشكل اختبارا حقيقيا وفرصة قد لا تتكرر لانهاء صراع مستمر منذ ما قبل منتصف القرن الماضي، وهذا الاختيار جعله اللبنانيين ممكنا بسبب تمسكهم منذ لحظة 14 آذار 2005 وحتى اليوم مرورا بالانتخابات الاخيرة في 7 حزيران 2009 بشعار <لبنان أولاً>. وأكدت أن رئيس الحكومة زار سوريا باسم كل لبنان، متسلحاً بمضمون <لبنان أولاً، كما أكد على ذلك في مؤتمره الصحفي الذي عقده على أرض لبنانية في العاصمة السورية، مشيرة الى أن <مسؤولية استكمال هذه الخطوة، توصلاً، كما قال رئيس مجلس النواب الى اتفاق سلام بين لبنان وسوريا، هي اليوم، بعد هذه الزيارة مسؤولية سوريا بالدرجة الأولى من خلال إنهاء المسائل العالقة بين البلدين من إنهاء ملف المعتقلين والمفقودين في سوريا وترسيم الحدود وإنهاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وإعادة النظر بالمجلس الأعلى اللبناني - السوري، وفي احترام سيادة لبنان وحصر العلاقات بين البلدين في إطار المؤسسات الدستورية بما يكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية>.
القرار 1559 على أن اللافت في بيان الأمانة العامة، عدا عن الأجندة التي أوردتها لتصحيح العلاقات اللبنانية - السورية، كان في إشارته الى ما ذكرته الأمانة حول سعي وزير الخارجية علي الشامي الى إلغاء القرار 1559، معتبرة ذلك <تجاوزاً لصلاحياته وهو أمر مرفوض لأنه يندرج في سياق استهداف قرارات دولية أخرى بما فيها قرار إنشاء المحكمة الدولية>.
وجاء هذا الموقف في أعقاب معلومات ذكرت أن الوزير الشامي أبلغ الدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين في لبنان، عندما التقاهم مؤخراً بأن القرار 1559 غير قائم بالنسبة الى لبنان، وهو موقف اعتبرته مصادر حكومية بأنه مخالف لتوجهات الحكومة، على اعتبار أن القرار صادر عن مجلس الأمن، وبالتالي فإن لبنان لا يستطيع أن يلغيه بقرار منه، عدا عن أن سياسة الدولة اللبنانية لا يرسمها وزير الخارجية، بل الحكومة مجتمعة.
وكان هذا الموضوع محور بحث جرى أمس بين جعجع والسفيرة الأميركية في بيروت ميشيل سيسون التي أكدت تمسك واشنطن بالقرارات الدولية ولا سيما 1559 و1680 و1701، فيما أبلغها جعجع أن الموقف الرسمي بالنسبة للقرارات الدولية يصدر عن مجلس الوزراء وحده وليس عن أي طرف سياسي آخر، مشيراً الى أن القرار 1559 لم يطرح بتاتاً على الحكومة، وفي حال تم طرحه فإن موقف <القوات> سيكون داعماً للقرارات الدولية المتعلقة بلبنان.
تجدر الإشارة إلى ان الرئيس الأسد، كان وعد الرئيس الحريري، عندما اثير ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات استعداد سوريا للمساعدة في هذا الملف، على اساس ان يكون شاملاً للسلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات، لكنه ربط هذه المساعدة باعتبار القرار 1559 غير موجود، حسب ما أوردته <اللواء> أمس، والتي اكدت أن موضوع هذا القرار لم يتم التطرق اليه خلال زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى الولايات المتحدة الأميركية.
غير أن الوزير السابق وئام وهاب أرخى شكوكاً، أمس، حول حقيقة ما جرى في هذه الزيارة بين الرئيس سليمان والرئيس الأميركي باراك أوباما، حيث طالب رئيس الجمهورية بأن يصارح اللبنانيين بماذا جرى بينه وبين الأميركيين، مشيراً إلى أن معلومات وصلت إلى بيروت تشير إلى مواضيع بحثت، من دون أن يشير عما إذا يقصد موضوع تهريب السلاح إلى لبنان، والذي أثاره الرئيس الأميركي علانية، في حين رد سليمان يومذاك بأن هذا الموضوع يعالج على طاولة الحوار.
سليمان في بكركي غداً وفي شأن آخر، أكدت مصادر رسمية أمس، أن ما أوردته قناة <المنار> عن زيارة كان يفترض أن يقوم بها الرئيس سليمان إلى المنطقة الحدودية لم يكن صحيحاً، لكن الزيارة واردة في ذهن الرئيس قبل نهاية السنة أو مطلع السنة الجديدة، جرياً على عادته كل سنة.
وأوضحت ان الرئيس سليمان سيزور بكركي غداً الجمعة للمشاركة في قداس الميلاد، مشيرة إلى انه بعد عطلة رأس السنة، سيبدأ البحث في طاولة الحوار وفق معايير جديدة لهذه الطاولة واعضاء جدد، رغم ان المشكلة في التمثيل الكاثوليكي والأرثوذكسي لم تحل بعد، في ضوء خروج إيلي سكاف وغسان تويني من المجلس النيابي.


صحيفة 'الأنوار'
الاعتراضات التي طرحها بعض الوزراء في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء اثارت ردود فعل لدى قوى 14 آذار خصوصاً من نواب كتلة المستقبل الذين رأوا فيها حملة مبرمجة ضد الصلاحيات الحكومية، في حين ردّت وزيرة المال على وزير الاتصالات مؤكدة ان توقيعها على اتفاقية القرض الفرنسي قانوني ودستوري.
وفيما بدأ التحضير لجدول اعمال جلسة يوم الاربعاء المقبل، الغى رئيس الجمهورية الزيارة التي يعتزم القيام بها الى الجنوب، واستقبل وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد قهوجي وقائد (اليونيفيل) الجنرال غراتسيانو، وأشاد بعمل القوات الدولية في مساعدة الجيش. وقد منح القائد الدولي وسام الأرز تقديراً له لمناسبة انتهاء ولايته.
بدوره الرئيس سعد الحريري التقى مساء أمس الرئيس امين الجميل، ثم الدكتور سمير جعجع وعرض مع كل منهما المستجدات في ضوء زيارته الى دمشق.
جولة الحريري
وقد قام الرئيس الحريري امس بجولة على المرجعيات الروحية بدأها بزيارة بكركي حيث التقى البطريرك صفير، ثم زار بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس لحام، فالمطران الياس عوده، ثم نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان. واختتم الجولة بلقاء مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني.
وفي تصريحات أدلى بها خلال جولته، أكد الحريري ان اللقاء مع الرئيس الأسد كان جيداً جداً وممتازاً.
ورأى الرئيس الحريري ان الأمر الأساسي هو ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وتحديدها، وهذا ليس لبناء الجدران بين البلدين إنما لفتح أبواب اقتصادية وتجارية بينهما. ولفت الى ضرورة ان تطرح الامور بين لبنان وسوريا بشكل ايجابي وعدم تسييسها، لما فيه مصلحة الشعبين والدولتين.وقال ان الرئيس الاسد منفتح على هذا الموضوع ويجب عدم تسييس الامر بل طرحه بشكل ايجابي.
وحول الطعن الذي قدمه حزب الكتائب بشأن المادة السادسة من البيان الوزاري، قال: نحن في بلد ديمقراطي و اخترنا ان تكون الديمقراطية نظامنا وهذا جزء منها، وانا لا استطيع ان أقول لحزب الكتائب ماذا يجب ان يفعل. ولكن بالتأكيد فللمجلس الدستوري الحق بالإجابة عن هذا الموضوع ونحن في حكومة وحدة وطنية اتفقنا على كل الأمور وهناك من تحفظ على بعض الأمور وهذا حقه، ولكن نحن نسير قدما في كل الأمور لتنفيذ البيان الوزاري كما اقر، وأخذت الحكومة ثقة المجلس النيابي على أساسه ونحن نلتزم بهذا البيان الوزاري.
وردا على سؤال حول أجواء جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، أجاب الرئيس الحريري: الجلسة الأولى كانت جيدة جدا، واتسمت بحوار هادئ، كان هناك بعض الخلافات في وجهات النظر وهذا أمر طبيعي، وما أريد التركيز عليه بان الديمقراطية تعني ان يكون لكل واحد رأي وان تسمع الرأي الآخر ومن هذا المنطلق نحن نعمل.
مناقشات مجلس الوزراء
وقد استمر امس موضوع الخلافات داخل جلسة مجلس الوزراء مدار تعليقات وخصوصاً من نواب كتلة المستقبل حيث قال النائب عمار حوري: ان اثارة البعض لعناوين معينة ملتبسة في اول جلسة لمجلس الوزراء وبصورة غير مبررة وبالشكل الذي اثيرت فيه، يطرح اكثر من علامة استفهام حول الهدف والغاية والتوقيت، خصوصاً ان الدستور واضح وصلاحيات الحكومة ورئيسها واضحة وصلاحية كل وزير واضحة ايضا ولم يعد مقبولا ان نسمع تنظيرا من هنا وفلسفة من هناك بهدف التشاطر لتحقيق أهداف لم تعد تخفى على أحد.
بدوره قال النائب محمد قباني: إن مجلس الوزراء هو الذي كلف مجلس الانماء والاعمار تلزيم صيانة وتشغيل مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وعندما يقرر مجلس الوزراء خلاف ذلك، فما على المجلس إلا أن ينفذ القرار.
وتابع : ان مجلس الانماء والاعمار ليس معصوما من الخطأ، ولكنه بالتجربة والمتابعة أكثر ال

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد