صحيفة 'السفير'
تدخل البلاد اعتباراً من اليوم في عطلة أعياد مرشحة لأن تمتد حتى مطلع العام الجديد، وهو ما سيمنح الاتصالات السياسية فرصة لخلق أجواء مناسبة تسمح بسحب مشروع الاشتباك السياسي الذي &laqascii117o;هبط" على بعض القوى التي استنفرت فجأة لضخ جرعة حياة في القرار الدولي الرقم 1559، بالتلازم والتزامن مع الطعن غير الدستوري المقدّم من حزب الكتائب أمام المجلس الدستوري ضد البند السادس من البيان الوزاري المتعلق بسلاح المقاومة!
ومن المتوقع أن تشكّل فرصة الأعياد مناسبة لدراسة العنوان الأبرز المطروح أمام الحكومة، مطلع السنة، والمتمثّل بملف التعيينات الإدارية، الذي سيكون مادة تجاذب رئيسي، خصوصاً أن كل الأطراف باتت جاهزة للدخول في &laqascii117o;بازار" التعيينات في ضوء ملف الشواغر الذي لا تغيب معطياته عن أحد، لكن لكل واحد مقاربته حول كيفية ملء الشـواغر، إلا إذا نجحت وزارة التنمية الإدارية بتقديم آلية تحظى بالإجماع وتكون قابلة للتنفيذ، وليس كما حصل في المرات السابقة.
في هذه الأثناء، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لـ &laqascii117o;السفير" انه في ضوء ما تحقق من انجازات سياسية ودبلوماسية وأمنية واقتصادية في العام 2009، &laqascii117o;صار بالمقدور القول اننا على عتبة إطلاق ورشة بناء المؤسسات وإصلاحها.. وأول الغيث التعيينات الإدارية، فإذا اعتمدنا الآلية المناسبة، وركيزتها اعتماد معايير الكفاءة والعدالة وتكافؤ الفرص والنزاهة، فسيكون بمقدورنا انجاز التعيينات سريعا من أجل إطلاق ورشة بناء المؤسسات والإصلاح في شتى المجالات".
وقال الرئيس سليمان &laqascii117o;من جهتي شخصيا، لا أحد يمون عليّ. أنا متحرر حتى من ولدي ومن أخوتي وأصدقائي. الكفاءة تلزمني ولا شيء آخر غيرها. دعونا نتفق على آلية واضحة ومعايير محددة للتعيينات ولنبدأ بها فورا مطلع السنة الجديدة".
وأشار سليمان إلى أننا &laqascii117o;مقبلون على عام جديد واعد بإنجازات جديدة بعدما حققنا هذه السنة الكثير من الانجازات التي لم يكن أحد من اللبنانيين يحلم بتحقيقها قبل سنوات قليلة".
اضاف رئيس الجمهورية &laqascii117o;من كان يتصور قبل أكثر من سنة ونصف السنة أننا سنخرج من أزمتنا الوطنية؟ كان البعض يتوقع أن يكون انتخاب رئيس جديد للجمهورية بداية مرحلة ادارة أزمة وليس بداية وضع حلول لمشاكل عاناها لبنان طويلا ودفع اللبنانيون وبلدهم أثمانها غاليا".
ودعا سليمان الجميع &laqascii117o;الى التأمل في ما وصلنا اليه اليوم من استقرار سياسي وأمني واقتصادي"، وقال &laqascii117o;قناعتي الراسخة أن الأيام المقبلة ستكون أفضل من سابقاتها ولا عودة ببلدنا الى الوراء".
أضاف رئيس الجمهورية &laqascii117o;لقد أجرينا الانتخابات النيابية في يوم واحد ومن دون ضربة كف. وعلى الرغم من تأخر ولادة الحكومة الجديدة، أمكن التوصل الى حكومة وحدة وطنية وتوافق وطني انتظرها اللبنانيون طويلا".
وسأل رئيس الجمهورية &laqascii117o;من كان يتصور ما حصل من لقاءات ومصالحات بعد الانتخابات، وبعضها حصل في القصر الجمهوري، ومن كان يتصور أن رئيس الحكومة سعد الحريري سيزور دمشق"؟ وقال &laqascii117o;لن نكتفي بإقامة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات مع الأشقاء في سوريا، فهذه انجازات قد تحققت بفعل الارادة السياسية في البلدين، لكن الانجاز الأكبر يتمثل في علاقة الثقة والحرارة التي تربط بلدينا".
واشار رئيس الجمهورية الى أننا في خطاب القسم عقدنا الرهان على التضامن العربي، وها هو التضامن يكاد يصبح حقيقة راسخة، ونأمل أن تتوسع دائرة التضامن من أجل تعزيز دور بلداننا وشعوبنا في ضوء ما ينتظرنا من تحديات.
وأكد رئيس الجمهورية أن لبنان استعاد موقعه الدولي، وها نحن على عتبة احتلال الموقع الدولي الأعلى من خلال عضويتنا غير الدائمة في مجلس الأمن لمدة سنتين(2010 و2011)، وسنسعى من خلال هذا المحفل الدولي وعلاقاتنا مع العالم إلى الدفاع عن مصالحنا الوطنية والعربية، كما سنحدد مواقفنا من القضايا الدولية المطروحة انطلاقا من مصلحتنا الوطنية أولا وأخيرا".
وأكد تمسكه بمضمون خطاب القسم، ولا سيما لجهة الاهتمام بالطاقات الاغترابية وتوظيفها في الداخل وعلى صعيد العالم، آملا أن يقر مجلس النواب القانون الذي يجيز للمغتربين المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة.
واشاد سليمان بصمود الاقتصاد اللبناني في مواجهة عاصفة مالية واقتصادية عالمية عاتية لم توفر اقتصادات الدول الكبرى، وذلك بفضل دراية وخبرة وسهر المراجع والهيئات المصرفية.
وقال سليمان &laqascii117o;سنة 2009 أفضل من سابقاتها، كونها شهدت الكثير من الخطوات التي أدت الى تثبيت الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والمالي، لذلك نحن مقتنعون بأن ما نقوم به أثبت أنه هو الصحيح حتى الآن"، وتابع: &laqascii117o;قد تصدر انتقادات من هنا أو هناك. وهذا أمر مألوف. قد ينتقد البعض زيارتي الى هذا البلد أو ذاك. هذا أمر طبيعي في ظل واقعنا السياسي، لكنني مقتنع ومؤمن بما أقوم به لمصلحة بلدي. قد يكون الأسهل اتخاذ موقف متطرف وبذلك تصبح رئاسة الجمهورية محسوبة على فئة دون الأخرى، غير أن الاعتدال هو المكلف وأنا اخترت الحوار والاعتدال، لأنهما جزء من طبيعتي وتكويني، ولن أتراجع عن خيار الاعتدال والحوار، مهما كان مكلفا، وهذا الخيار ستؤكد صوابيته، الانجازات التي ستظهر تباعا في المرحلة المقبلة".
يُذكر أن سليمان، الذي هنّأ اللبنانيين بالأعياد المجيدة، سيشارك، اليوم، في قداس الميلاد في كنيسة الصرح البطريركي ببكركي، ويلبي بعد ذلك دعوة البطريرك الماروني نصر الله صفير للغداء.
الى ذلك، كان لافتا للانتباه، أن رئيس &laqascii117o;كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، جدد بالأمس، إشادته بمواقف رئيس الجمهورية خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن، وخاصة تعبيره عن الثوابت الوطنية اللبنانية التي تحفظ قوة لبنان ومقاومته وقدرته على الممانعة والصمود. وقال رعد في تصريحات أدلى بها، أمس، ان القرار 1559 &laqascii117o;صيغة مضت وأصبح غير ذي موضوع"، وأعلن أنه ليس بمقدور أحد تعطيل المناخ التوافقي في هذه المرحلة.
وقال رعد &laqascii117o;إننا ننظر بايجابية كبيرة إلى أجواء التوافق الوطني التي بدأ يسود مناخها، وخصوصا بعد الزيارة الأخيرة لرئيس مجلس الوزراء اللبناني إلى سوريا واستئناف العلاقات الطبيعية المميزة بين لبنان وسوريا".
بدوره، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري أنه سيكون هناك انفتاح من القيادة السورية على الجميع في لبنان. وقال بعد زيارته، أمس، شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن، في دار الطائفة في فردان، في إطار جولته على المرجعيات الدينية، إننا فتحنا صفحة جديدة مع سوريا &laqascii117o;ونحن ننظر إلى الأمام كي تحصل عدة إجراءات سنقوم بها نحن والدولة السورية لمصلحة الشعبين والدولتين".
يُذكر أن الحريري وصل ليل أمس الى باريس في زيارة خاصة يمضي خلالها عطلة الأعياد مع أفراد عائلته، علما بأن وسائله الاعلامية أكدت أنه سيزور فرنسا رسميا يومي الحادي والعشرين والثاني والعشرين من كانون الثاني المقبل، حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
سياسيا، يفترض أن تشهد بداية العام الجديد ارتفاعا في وتيرة العمل النيابي، في سياق ورشة حكومية ـ نيابية مشتركة &laqascii117o;تعويضية" عما فات في فترة التعطيل السابق.
ومن المتوقع أن ينصبّ الجهد الحكومي بدءا من الأسبوع الأول من السنة الجديدة على إعداد مشروع قانون موازنة العام 2010 وملحقاتها حيث ستعقد الحكومة لهذه الغاية سلسلة جلسات تمهيدا لإحالة المشروع إلى مجلس النواب.
يتوازى ذلك مع الانطلاقة الفعلية للورشة النيابية التي قررها الرئيس نبيه بري، لمواكبة الحكومة برفع الانتاجية المجلسية، ولا سيما لجهة المشاريع ذات الطبيعة الاقتصادية والمعيشية.
وعُلم ان الرئيس نبيه بري، اعطى توجيهاته الى الدوائر المجلسية لاتخاذ اجراءات تمهد لعقد جلسات اللجان النيابية بشكل مكثف، وإذا تطلب الامر خلق دوام اضافي في المجلس وإبقاءه مفتوحا للعمل النيابي وعقد جلسات لجان، نهارية ومسائية، وذلك لانجاز مجموعة المشاريع والاقتراحات التي احيلت عليها، في فترة قريبة، تمهيدا لاقرارها في جلسات تشريعية عامة ومتتالية تعقد لهذه الغاية.
وعُلم ان بري بصدد اعتماد اجراءات صارمة بالنسبة الى انعقاد اللجان النيابية، حيث سيصار الى تطبيق حازم لنص المادة 44 من النظام الداخلي التي تؤكد على الحضور الالزامي لجلسات اللجان النيابية من قبل النواب الاعضاء. وبناء على نص هذه المادة سيُتخذ تدبير قاس، من خلال اعتبار النائب عضو اللجنة مسقيلا منها، اذا ما تغيب عن 3 جلسات متوالية، من دون عذر مشروع، وخصوصا بعدما ارتفعت شكوى العديد من رؤساء اللجان من استمرار الغياب النيابي عن الجلسات.
صحيفة 'النهار'
بعد ستة اشهر من اعلان الادارة الأميركية عزمها على ارسال سفير جديد الى دمشق بعد قطيعة زادت عن أربع سنوات، وبعد زيارات عدة لدمشق لمسؤولين في وزارة الخارجية مثل مساعد الوزيرة لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان ومسؤول قسم الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي دانيال شابيرو والمبعوث الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل ونائبه فريد هوف وضباط عسكريين من 'القيادة المركزية'، وبعد زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لواشنطن، الى أين وصلت العلاقات الاميركية-السورية وأين موقع لبنان فيها؟
الاتصالات التي اجرتها 'النهار' مع مسؤولين بارزين في الحكومة الأميركية وخبراء اكاديميين معنيين بهذه العلاقة المعقدة والصعبة، أظهرت أن حراكاً ديبلوماسياً جديداً سيجري بعد اشهر من المراوحة، سيتمثل في تعيين سفير جديد في دمشق 'خلال اسابيع قليلة'، وفي توقف ميتشل خلال جولته المقبلة مطلع السنة الجديدة في دمشق للبحث 'في فرص تحريك المسار السوري - الاسرائيلي بعدما بحثنا في الامر مع المسؤولين الاتراك' كما قال لنا مسؤول اميركي بارز، أكد ايضا ان ميتشل سيتوقف في بيروت.
ولدى سؤالهم عن موقع لبنان في هذه العلاقة، يسارع المسؤولون الاميركيون الى التأكيد انهم سيواصلون دعمهم 'القوي للبنان'، وان أي تحسن في العلاقة بين واشنطن ودمشق لن يكون على حساب لبنان، لا بل انه يجب ان يصب في تحسين العلاقة بين دمشق وبيروت. وقال احدهم: 'نحن لن نتخلى عن ثوابت سياستنا في لبنان، وسنواصل الوقوف مع اصدقائنا في لبنان، وفي الوقت عينه التشديد على ضرورة التطبيق الكامل لقرارات مجلس الامن وتحديدا 1701 و1559، وهذا ما أكده الرئيس (باراك) اوباما للرئيس (ميشال) سليمان' خلال زيارته الاخيرة لواشنطن.
وعن زيارة الرئيس سعد الحريري لدمشق، قال مسؤول اميركي بارز إن هذه الزيارة جاءت في الوقت المناسب 'وتعامل معها سعد الحريري بمهنية عالية، ولا اعتقد انها ستقلص الدعم الاميركي للبنان او لسعد الحريري، وليس لدينا اعتراض على وجود علاقات لبنانية - سورية صحية ومتساوية وجيدة، وسنواصل حض لبنان وسوريا على تطبيق القرارين 1701 و1559'.
وعلى رغم اقتراب بدء مرحلة جديدة من الاتصالات بين واشنطن ودمشق، فان المسؤولين والخبراء لا يتوقعون تغييرا نوعيا كبيرا في العلاقات في أي وقت قريب، نظراً إلى تركة انعدام الثقة بينهما والمتراكمة منذ سنوات، والتضارب في رؤى الطرفين لمستقبل المنطقة وطريقة حل ازماتها، والتحالفات الاقليمية المتناقضة لكل منهما، اضافة الى ان واشنطن لا تستطيع السير على طريق العلاقات الطبيعية مع دمشق من غير أن تأخذ في الاعتبار مصالح حلفائها واصدقائها في المنطقة ومواقفهم.
ويؤكد المسؤولون الاميركيون ان العلاقات الطبيعية، بما فيها تعليق او الغاء العقوبات المختلفة التي فرضتها واشنطن على دمشق في ظل اكثر من ادارة اميركية، لن يتحقق الا اذا حصل تحول جذري في السلوك الاقليمي لدمشق. لكن هذه الاعتبارات لا تلغي وجود رغبة اميركية في تحقيق نقلة نوعية في العلاقة مع دمشق تتخطى مرحلة الاتصالات الاولية التي بدأت بعد وصول الرئيس اوباما الى البيت الابيض والبحث في امكان التعاون في بعض المجالات مثل ضبط الحدود السورية - العراقية وغيرها.
ويفسر المسؤولون في واشنطن اسباب بطء او توقف الاتصالات مع دمشق منذ منتصف الصيف، بالتطورات الامنية الكارثية في العراق المتمثلة في التفجيرات الدموية في بغداد التي بدأت في آب الماضي والاتهامات التي وجهها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى سوريا بالضلوع فيها، وبدور سوريا المباشر عبر اللبنانيين المتعاونين معها في تعطيل عملية تأليف الحكومة اللبنانية وتأخيرها.
المسار السوري – الاسرائيلي
وأفاد المسؤول الاميركي البارز انه بعد استتباب الوضع السياسي والحكومي في لبنان، تريد واشنطن العمل على تحريك المسار السوري - الاسرائيلي، وهذا ما سيحاوله المبعوث ميتشل قريباً و'سنبحث عن فرص لاحياء هذا المسار، ونحن بحثنا في هذا الامر مع رئيس الوزراء التركي (رجب طيب) اردوغان، وفريد هوف زار سوريا لهذا السبب، وللتحضير لزيارة ميتشل'.
ويعترف المسؤولون الاميركيون بوجود صعوبات كبيرة امام احياء المسار السوري - الاسرائيلي ويقولون انهم لا يرفضون من حيث المبدأ معاودة الدور التركي وسيطاً. وقال احدهم: 'قلنا للاتراك اننا لا نمانع في معاودة دورهم السابق، لكن هذا يتطلب ثقة الطرفين، وهم خسروا ثقة الاسرائيليين'، في اشارة الى اثر الانتقادات التركية اللاذعة لاسرائيل بسبب هجومها على غزة قبل سنة وما نتج منه من مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين.
لكن المسؤول الاميركي، أمل في تحسن العلاقات التركية - الاسرائيلية، مشيرا الى الاجتماع الاخير بين الرئيس التركي عبدالله غول والرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، واحتمال عقد لقاءات اخرى رفيعة المستوى بين الطرفين.
السفير في دمشق
وعن التأخر في تعيين سفير جديد في دمشق، يقول المسؤولون الاميركيون انه، الى مضاعفات الدور السوري في العراق ولبنان، 'هناك اسباب تقنية وبيروقراطية، ونحن كنا نفضل التحرك بسرعة في هذا الشأن، لكن عملية اختيار السفير، والتحقق من سجله وخلفيته يتطلبان الكثير من الوقت'.
وأوضح مسؤول بارز لنا ان 'السفير الجديد سيكون شخصية جدية وله وزنه ويتمتع بخبرة جيدة في المنطقة وسيكون من الملاك الديبلوماسي'. وأكد المسؤولون ان وزارة الخارجية قدمت توصياتها الى البيت الابيض في هذا الشأن وان الرئيس اوباما سيعلن الاسم خلال اسابيع، لكنهم رفضوا الافصاح عن هذا الاسم.
وفي الاشهر الأخيرة، بات التكهن باسم السفير الجديد في دمشق من القضايا التي تناقشها الدوائر السياسية والاكاديمية المعنية بالعلاقات الاميركية-السورية والعربية، في واشنطن حيث كانت تختلط المعلومات بالشائعات والتمنيات، مع بروز وغياب اسماء عدة لديبلوماسيين في واشنطن وفي المنطقة، مرشحين لهذا المنصب. وبالفعل نوقش أكثر من اسم، كما عرض المنصب على عدد قليل من الديبلوماسيين المخضرمين الذين رفضوا العرض وفضلوا البقاء في مناصبهم الحالية ومن هؤلاء فريد هوف الذي يتمتع بمعرفة عميقة جدا بالشأنين السوري واللبناني وبسمعة جيدة في واشنطن، الى آخرين طلبوا عدم ذكر اسمائهم. وآخرون مثل الديبلوماسي المتقاعد والسفير السابق في مصر واسرائيل دانيال كيرتزر، قالوا بعد طرح اسمائهم انهم غير معنيين بالامر، كما فعل كيرتزر عندما اتصلت به 'النهار' قبل اشهر. ومنذ اشهر طرح اسم جاكوب والاس القنصل السابق في القدس، كما برز في الاسابيع الأخيرة اسم خلفه في القدس دانيال روبنستين الذي وصل الى القدس حديثا (خدم في السابق في السفارة الاميركية في دمشق)، وكذلك نبيل خوري، وهو ديبلوماسي من اصل لبناني ويعمل في قسم الابحاث والاستخبارات في وزارة الخارجية، وهؤلاء الثلاثة ليسوا في مرتبة سفير. وآخر الاسماء المتداولة في واشنطن كان اسم السفير الاميركي في البحرين آدم أيرلي الذي يجيد العربية، والذي طلب السفير الاميركي السابق في العراق ريان كروكر 'استعارته' فترة محددة لمساعدته في بغداد على ان يعود لاحقا الى البحرين. لكن مسؤولاً أميركياً بارزاً أكد لـ'النهار' ان أيرلي لن يكون السفير الاميركي الجديد في دمشق، بل ديبلوماسي آخر.
وللتدليل على الصعوبات التي سيواجهها السفير الجديد في دمشق، قال المسؤول البارز نفسه: 'التحديات التي تواجه هذه العلاقة لن تختفي بسهولة او بسرعة. واذا كنا نتحدث عن تطبيع حقيقي فهذا سيتطلب وقتا طويلا... نريد ان نرى تغييرا في السلوك السوري في لبنان وفي الاراضي الفلسطينية، أي وقف تسليح حزب الله وحماس وغيرها من التنظيمات التي نعتبرها ارهابية ورافضة لعملية السلام، وهذه كانت من الخلافات التي ادت الى فرض العقوبات على سوريا والى اعتماد قانون محاسبة سوريا'. وخلص الى ان مثل هذا التغيير في السلوك السوري لن يحصل الا اذا أحرز تقدم في المسار السوري – الاسرائيلي.
صحيفة 'المستقبل'
مع دخول البلاد تدريجياً في عطلة الأعياد، استمرت زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى سوريا في دائرة الاهتمام، وخصوصاً في ضوء المواقف التي أدلى بها الرئيس السوري بشّار الأسد أول من أمس، عن العلاقة بين البلدين، فيما يتشاور رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم مع البطريرك الماروني نصر الله صفير في خلوة تجمعهما على هامش تهنئته بعيد الميلاد وحضوره قداس العيد في بكركي، في وقت بدأت الاستعدادات والتحضيرات لزيارة الرئيس الحريري الى باريس المقررة الشهر المقبل تلبية لدعوة رسمية، لإعادة تفعيل المبالغ التي رصدها مؤتمر باريس -3 للبنان وإعادة جدولة بعض المبالغ المستحقة.
في هذا الإطار، أعلن الرئيس الحريري بعد زيارته شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن من ضمن جولته على المرجعيات الدينية للتهنئة بالأعياد لوضعهم في أجواء زيارته لسوريا، عن 'إجراءات سنقوم بها نحن والدولة السورية لمصلحة الشعبين والدولتين'، وشدد على أن 'التركيز هو على أهمية الصراحة وعلى المصالح المشتركة للدولتين وللشعبين'، لافتاً إلى أنه 'سيكون هناك انفتاح من قبل القيادة السورية على الجميع(..)'.
أما بالنسبة إلى كلام الرئيس السوري أول من أمس حول الزيارة 'الناجحة' للرئيس الحريري وبشأن العلاقات اللبنانية السورية، فقد لاحظ وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة في اتصال مع 'المستقبل' أن هذه المواقف 'تتسم بالايجابية، وتؤشر إلى بداية مرحلة جديدة من العلاقات اللبنانية السورية المبنية على الانفتاح والمصارحة واحترام سيادة ومصالح كل منهما، وهذا ما طالب به اللبنانيون دائماً'. ورأى أن زيارة الأسد للبنان حال حصولها 'ستنعكس تعزيزاً لهذا الاتجاه على كافة المستويات، وخصوصاً الاستقرار السياسي والاقتصادي، وبما يشمل، حكماً، إطلاق حوار جدي حول الملفات الخلافية المعروفة'، متمنياً ترجمة هذه الايجابيات بـ 'ممارسات وأفعال تراعي الأطر المؤسساتية للدولتين، وتضمن مستوى تعاون يحقق المصالح المشتركة، وتواكب أجواء الانفتاح والمصارحة العربية القائمة'.
في هذه الأثناء وتمهيداً لزيارة الرئيس الحريري إلى باريس، أكدت فرنسا مجدداً دعمها الكامل لسيادة واستقلال ووحدة واستقرار لبنان وسلامة اراضيه، وشددت على أن دعمها هذا 'يتطابق ومجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان بما فيها القرار 1559'، واشارت الخارجية الفرنسية الى 'أهمية أن يستفيد لبنان من المساعدات الدولية التي اقرها مؤتمر باريس 3'.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا ترى انه لا داع للقرار 1559 بما ان سلاح المقاومة اصبح ضمن نطاق الحوار الوطني وان القرار 1701 وحده يكفي، اجاب الناطق بإسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن 'فرنسا تدعم استقلال وسيادة واستقرار لبنان ووحدة اراضيه بما يتطابق ومجموعة القرارات الدولية الخاصة بلبنان والصادرة عن مجلس الامن الدولي'، وأضاف 'أقول هنا مجموعة القرارات وحكماً القرار 1701'، مضيفاً إن 'فرنسا تدعم الحوار الوطني الذي يرأسه الرئيس سليمان. هذا الحوار يجب أن يكون الاطار الذي يتم فيه معالجة مسألة نزع سلاح حزب الله(..)'.
صحيفة 'اللواء'
تدخل البلاد في اجازتي الميلاد وعاشوراء، في ظل تحولات سياسية بالغة الاهمية في الداخل، وعلى جبهة العلاقة مع سوريا، حيث تتعزز اجواء الاستقرار والانفراج في العلاقات الداخلية والعربية بعد زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق، والتي يواصل وضع القيادات السياسية والروحية في اجوائها الايجابية، والمؤسسة لمسار من الصراحة والتفاهم بين البلدين الشقيقين.
وهذا المناخ سيكون من بين ملفات اخرى اهمها المصالحات التي تمت ويفترض ان تتم بين القيادات المسيحية، خلال الخلوة التي ستعقد اليوم في بكركي على هامش قداس الميلاد بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الماروني نصر الله صفير.
على ان هذه الاجواء الايجابية، لم تخل من تنغيص على خلفية استمرار التجاذب حول القرار 1559 والتي دخلت الولايات المتحدة عبر سفيرتها في بيروت ميشيل سيسون طرفاً فيه، عبر تأكيدها التزام بلادها به، والثبات على موقفها من تصنيف <حزب الله> منظمة ارهابية، فيما يواجه الطعن الذي يزمع حزب الكتائب تقديمه ضد البند السادس في البيان الوزاري، مأزق توفير عدد النواب الكافي للسير به، وهو عشرة نواب، بعدما تبين ان كتلة <القوات اللبنانية> ومسيحيي 14 آذار ليسوا في وارد السير في هذا الطعن.
يذكر ان قداس الميلاد في بكركي نقل موعده الى الحادية عشرة قبل الظهر، بدل التاسعة صباحاً لافساح المجال لعقد خلوة بين الرئيس سليمان والبطريرك صفير، يعقبها غداء.
وذكرت مصادر مطلعة ان رئيس الجمهورية سيطلع البطريرك الماروني على السياسة التي ستعتمدها الحكومة في مقاربة الملفات الساخنة، خصوصاً بعد نجاح بعبدا في اتمام المصالحتين بين العماد ميشال عون ورئيس <اللقاء الديمقراطي> النائب وليد جنبلاط، وكذلك بين الاخير ورئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية بالاضافة الى نظرة الدولة من الانفتاح على سوريا.
وكان صفير، الذي سبق ان اكد عشية سفره الى الفاتيكان في الشهر الماضي انه يوافق على كل ما يقوله الرئيس سليمان، قد امل امام زواره امس ان تكون ايامنا المقبلة خيراً من ايامنا الماضية، لافتاً النظر الى صعوبات كثيرة تعترض سبيلنا، لكنه قال <املنا كبير في ان نتعاون معاً على تذليل كل هذه الصعوبات>.
الحريري في غضون ذلك، واصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري جولته على القيادات الروحية، فزار بعد الظهر دار الطائفة الدرزية في فردان، والتقى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، معايداً بمناسبة حلول السنة الهجرية وعاشوراء والاعياد المجيدة، مؤكداً بان هذا البلد هو بلد العيش المشترك والعيش الواحد بين جميع اللبنانيين بغض النظر عن مذاهبهم وطوائفهم واحتفائهم بالأعياد معاً.
واعرب الرئيس الحريري عن اعتقاده بأنه من الأمور الإيجابية باننا بدأنا علاقة جديدة مع سوريا وفتحنا صفحة جديدة، وقال: إننا نتطلع إلى الامام ليكون هناك عدّة إجراءات نقوم بها نحن والدولة السورية لمصلحة الشعبين والدولتين، والتركيز على الصراحة والمصالح المشتركة بين البلدين والشعبين عبر المؤسسات كما قال الرئيس بشار الأسد.
وإذ توقع المزيد من الانفتاح السوري، والمزيد من اللقاءات مع قيادات لبنانية اخرى، فانه أكّد أن التعامل في هذا الموضوع يتم عبر الدولتين.
يشار إلى أن عضو <اللقاء الديمقراطي> النائب مروان حماده رافق الرئيس الحريري في هذه الزيارة، إلى جانب مدير مكتبه نادر الحريري، وهو ما اعتبرته مصادر مطلعة بأن وجود حمادة بمثابة رسالة ذات مغزى إلى النائب وليد جنبلاط.
إلى ذلك، توقعت مصادر حكومية أن تشهد الأسابيع الأولى من العام المقبل، بدء الخطوات العملية لتنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس الحريري للعاصمة السورية، في اتجاه فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، وترتكز بشكل أساسي على التعاطي بين المؤسسات الدستورية، وتتجنب في الوقت نفسه تكرار الممارسات الخاطئة التي حكمت العلاقات بين البلدين في السابق.
ولفتت المصادر إلى ان تنفيذ ما تمّ التفاهم عليه بين الرئيس الأسد والرئيس الحريري دون تأخير، لا يمكن أن يتم من دون وضع الآليات المطلوبة لجهة تسمية الاشخاص والإدارات المعنية للمهمات المطلوبة، وهي عديدة، بدءاً من عملية ترسيم الحدود وقضية المفقودين ومسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والملف الاقتصادي والتجاري ومفاوضات السلام وغير ذلك، وكلها مسائل تتطلب بعض الوقت كي يتم تحضير فرق العمل الحكومية المطلوبة لبدء البحث فيها من قبل الجانبين اللبناني والسوري.
وكشفت عن اتصالات عديدة جرت بين العاصمتين منذ انتهاء الزيارة، يفترض أن تتبلور نتائجها في غضون أيام قليلة، ليتم بعدها تحديد المسؤولين السوريين واللبنانيين الذين سيتولون معالجة الملفات المطروحة بين البلدين في المرحلة المقبلة.
القرار 1559 في هذا الاثناء، بدا ان الهدوء الظاهر على الصعيدين السياسي والامني يستبطن تجاذبات على مستويات مختلفة، حيث لوحظ ان القرار 1559 عاد الى واجهة الاحداث، مكرسا الانقسام القديم بين الفريقين السياسيين في البلاد، خصوصا بعدما فتحت دمشق ملف القرار من خلال الرسالة الى الامم المتحدة لتصفية حساب قديم مع منسق تنفيذ القرار تيري رود لارسن، وذلك في مناسبة طلب تجديد الميزانية للمنسق والبالغ 567 الف دولار، في وقت دخلت فيه السفيرة الاميركية في بيروت ميشيل سيسون طرفا، سواء عبر الموقف الذي نقلته امس الاول الى رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع من القرار، او عبر الحديث الذي خصت به امس تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال L.B.C حيث اكدت تمسك الادارة الاميركية بالقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 1559 وضرورة تطبيقه بحذافيره، وان كانت لاحظت انه اذا امكن حل مسألة سلاح الميليشيات بالحوار هو امر جيد، واعتبرت ان تطبيق القرار هو ضروري لسيادة لبنان وامنه واستقراره.
وقالت رداً على سؤال انه وفقا للقانون الاميركي فإن حزب الله لا يزال على لائحة الارهاب، مبدية رغبة واشنطن الى التطلع للعمل مع الحكومة اللبنانية على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكنها حذرت في الوقت عينه من استمرار السلاح معتبرة بأن نزعه بموجب القرار <مهم جدا>.
وبالنسبة للسجال الحاصل حول هذا القرار، فقد شدد خبير في القانون الدولي، رفض الكشف عن إسمه لـ <اللواء> على ان الغاء القرار غير وارد من حيث المبدأ، نظرا لان الامر يتطلب اتصالات على مستوى الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن الدولي مشيرا الى انه بالنسبة للقيمة القانونية لقرار اصدره مجلس الامن فهو يبقى صالحا ما دام مجلس الامن لم يتخذ قرارا معاكسا له.
واوضح انه حين يصدر مجلس الامن قرارا لا يمكن سحبه الا اذا تم توافق بين العواصم المعنية الممثلة في المجلس، وقال ان هذا الامر ينطبق على القرارين 1559 و1680 المتعلقين بنزع سلاح الميليشيات، علماً ان القرار 1701 يختصر هذين القرارين بشكل أو بآخر.
ورأى هذا الخبير القانوني، أن المطالبة بسحب القرار غير جائزة كونه وارد ضمن مقاربة طويلة الأجل للصراع اللبناني - الإسرائيلي، ومن هنا لا يجوز للحكومة سحب أحد مكونات القرار 1701.
وفي المقابل اعتبر رئيس كتلة <الوفاء للمقاومة> النائب محمد رعد أن الصيغة السياسية التي تشكلت بموجبها الحكومة، أي صيغة 15 - 10 - 5 قد أنهت القرار 1559 وأصبح غير ذي جدوى، علماً أن كلام السفيرة الأميركية حول ضرورة تطبيق القرار جاء فيما كان الحديث يجرى على أن هذا القرار الغي خصوصاً انه لم يرد أصلاً في البيان الوزاري، مشدداً على أنه لا يمكن لأحد أن يعطل المناخ التوافقي، على الرغم من اننا نحترم الأجواء الديمقراطية في لبنان.
وفي سياق متصل، رد وزير التنمية الإدارية محمد فنيش على تصريحات وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير الذي عزا عدم القبول بالتفاوض مع سوريا حول الجولان إلى مشكلة سلاح المقاومة في لبنان، فوصف هذا الكلام بأنه منطق سخيف ونية استخفاف بوعي شعبنا وبالحقائق، وهذا يؤكد بأن الغرب لا يريد لنا أن ننسى دورهم في مرحلة الإستعمار ودورهم في تمكين العدو الإسرائيلي من العدوان علينا وما ارتكبه من مجازر بحقنا.
وقال: وما كلام أحد الوزراء لدولة تعتبر نفسها صديقة للبنان (ويقصد كوشنير من دون أن يسميه) يصب في هذا الإطار، وهو يريد أن يذكرنا بقصة الذئب والحمل، لكننا نقول له لم نعد خرافاً ولا حملاناً ليتهمنا هؤلاء الذئاب بالمسؤولية عما يحصل في المنطقة، متناسبين دورهم في معاناتنا ومأساتنا>.
طعن الكتائب وبالنسبة لطعن حزب الكتائب بالبند السادس في البيان الوزاري المتعلق بسلاح المقاومة، فقد رجحت مصادر نيابية أن لا يتمكن الحزب من جمع تواقيع عشرة نواب على الأقل لتقديم الطعن الى المجلس الدستوري، بعدما أعلنت كتلة نواب <القوات اللبنانية>، بلسان النائب أنطوان زهرا، عدم موافقتها على الطعن، باعتبار أن البيان الوزاري ليس نصاً قانونياً ليطعن بدستوريته، بل هو خطة عمل ومرجع يحاسب عليه مجلس الوزراء، نافياً أن تكون الكتائب قد نسقت مع <القوات> في هذا الشأن، بالرغم من تأكيده من أن القوات والكتائب متفاهمان على أن البند السادس يناقض مبدأ الدولة.
وماشاه في هذا الموقف وزير العمل بطرس حرب الذي رأى بعدما أودع المجلس الدستوري أمس تصريحاً عن أمواله وممتلكاته، بأن الطعن في غير محله، ولا يستقيم دستورياً ولا قانونياً، وهو موجّه ضد البيان الوزاري الذي لا صفة قانونية له، مشيراً الى أن التعامل معه يكون بإعطاء الثقة على أساسه أو بحجب الثقة عن الحكومة، متوقعاً أن يرد المجلس الدستوري الطعن، إذا قدّم إليه لعدم الصلاحية، معتبراً أن الطعن سيحرج ا لوزير الذي يمثل حزب الكتائب في الحكومة وسيكون في موقع غير مرتاح، كاشفاً بأنه نصح بعدم تقديم الطعن لهذه الأسباب.
على أن اللافت في تداعيات هذا الطعن ، ما قاله النائب غازي زعيتر عضو كتلة <التحرير والتنمية> التي يترأسها الرئيس نبيه بري الذي طالب رئيسا الجمهورية والحكومة بإقالة <وزير الفريق الذي يعمل على تقديم الطعن بالبند السادس>، أي حزب الكتائب، معتبراً أن هذا الطعن لا قيمة له من الناحية الدستورية ما لم يقوم هذا الفريق بالانسحاب والتراجع عن هذا الطعن.
وأشار زعيتر، خلال مجلس حسيني أقامته حركة <أمل> في شمسطار، غربي بعلبك، الى أن لا مراجعة للطعن في البيان وبأحد بنود فقراته من لناحية الدستورية. وأكد أن على الجماعة إما الانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية التي ساهمنا في إنجاحها نحن والأخوة في <حزب الله>، وإما أن تتبنى هذه الفقرة التي تقضي بحق المقاومة وحق البشر في تحرير الأرض.
المخيمات والاستنابات الى ذلك، نفى مصدر قضائي ان يكون وزير العدل ابراهيم نجار احال الى النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا الكتاب المتعلق بالاستنابات القضائية السورية التي كانت ارسلت عبر وزارة الخارجية اليه للبت بها، بانتظار معالجة هذه القضية على مستويات عالية.
وفيما ارجأ رئيس المكتب السياسي لحركة <حماس> خالد مشعل زيارة كانت مقررة له الى بيروت في اليومين الماضيين، عادت مسألة المخيمات الى الواجهة، في ضوء حركة التعيينات الاخيرة من جانب منظمة التحرير الفلسطينية وحركة <فتح> حيث ترأس اللواء سلطان ابو العينين اجتماعاً طارئاً لمسؤولي <فتح> في لبنان عقد في مخيم الرشيدية، فيما وصف بأنه رد على موقف منير المقدح واكد ابو العينين ان الخيار قد حسم واصبح هناك مرجعية لحركة <فتح> وان الايام المقبلة ستشهد حالة استنهاض فعلي للحركة في كل المخيمات الفلسطينية.
كما اكد استعداد الفلسطينيين الالتزام بتنظيم السلاح داخل المخيمات، وقال ما ترتأيه الحكومة اللبنانية لن نعترض عليه.
صحيفة 'صدى البلد'
فيما يدخل اللبنانيون في عيدالميلاد، تستمر مناخات التوافق طاغية، رغم المناوشات التي توزعت على جبهة السلاح من خلال مطالعة نواب 'الكتائب' حيال البندالسادس من البيان الوزاري والدعوة الى الطعن فيه امام المجلس الدستوري، وعلى جبهة القرار الدولي رقم 1559 والذي اكدت كل من فرنساوالولايات المتحدة التمسك به، فيماتدعوبعض الاطراف السياسية الى الغائه. واكدوزير العمل أن 'الطعن لا يستقيم دستورياولا قانونيافيمااكدالنائب عقاب صقر ان' تطبيق القرار 1559 هوأكثر واقعية من أحلام إلغائه، لأن هذالن يؤدّي إلا إلى مزيدمن المناورات الإسرائيلية والسخرية الدولية منّا'.
صحيفة 'الأنوار'
اجواء عطلة الميلاد خيّمت على البلاد امس، والتحرك شبه الوحيد على الساحة السياسية كان نشاطاً للرئيس سعد الحريري في زيارة قام بها الى دار الطائفة الدرزية. وسيحضر الرئيس ميشال سليمان اليوم قداس الميلاد في بكركي ويلتقي البطريرك صفير قبل أن يتناول طعام الغداء الى مائدته، في حين توجّه الحريري مساء أمس الى باريس في زيارة عائلية خاصة تستمر عدة أيام.
وقالت مصادر سياسية انه على رغم بعض المواقف التي تثير تجاذبات حول قضايا محددة، الا ان أجواء التهدئة لن تتأثر. وتابعت المصادر ان أجواء الأعياد عكست التوافق السياسي والتضامن الاجتماعي، ولفتت الى مشاهد تبادل التمنيات بين العائلات الروحية وانفتاح ابنائها على بعضهم البعض وغياب المشاعر النافرة التي جرى استنفارها خلال المراحل السوداء الماضية.
وكشفت مصادر قريبة من قصر بعبدا ان الرئيس سليمان سيستأنف بعد الاعياد جولاته التفقدية في عدد من المناطق اللبنانية وفي مختلف المحافظات بحيث سيدشن سلسلة مشاريع في اطار سياسة الانماء المتوازن.
وستشمل جولاته التفقدية التي بدأها بالبقاع منذ فترة، الجنوب والشمال وجبل لبنان.
تحرك الحريري
وفي اطار نشاط السراي ترأس الرئيس الحريري امس اجتماعاً ضم وزيرة المالية ريا الحسن وحاكم مصرف لبنان رياض سلامه وجرى فيه عرض الشؤون المالية وما يرتبط منها بباريس-.3 كما التقى سفير لبنان في باريس بطرس عساكر وبحث معه التحضيرات لزيارته المقبلة الى باريس المتوقعة في 21 و22 كانون الثاني المقبل.
كما قام الحريري بزيارة الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة الدرزية في اطار جولته على المرجعيات الروحية، وأطلعه على نتائج زيارته الى دمشق.
وقال الحريري بعد اللقاء: الأمور الايجابية هي اننا اليوم بدأنا علاقة جديدة وفتحنا صفحة جديدة مع سوريا، ونحن ننظر الى الأمام لكي تحصل عدة اجراءات سنقوم بها نحن والدولة السورية لمصلحة الشعبين والدولتين. والتركيز هو على أهمية الصراحة وعلى المصالح المشتركة للدولتين وللشعبين.
وعما اذا كان يتوقع مزيداً من اللقاءات بين القيادات اللبنانية والسورية، قال الحريري: ان شاء الله. وأنا برأيي ان هذا الموضوع يكون التعامل فيه بين الدولتين، ولكن ايضاً سيكون هناك انفتاح من قبل القيادة السورية على الجميع.
وقالت مصادر السراي ان الحريري سيسعى خلال زيارته باريس لاعادة تفعيل المبالغ التي رصدها مؤتمر باريس -3 للبنان واعادة جدولة بعض المبالغ المستحقة.
وأضافت ان هناك اصرارا من رئيسي الجمهورية والحكومة على معالجة وضع الادارة من خلال ملء الشواغر وتفعيل اجهزة الرقابة وتطبيق القوانين المرعية، بحيث تأتي ضمن سلة متكاملة بعد أخذ رأي مجلس الخدمة المدنية، والاتفاق على بت وضع المديرين العامين الموضوعين بالتصرف وخصوصا الحائزين على احكام قضائية من مجلس شورى الدولة باعادتهم.
وفي المعلومات ان وزارة الداخلية بدأت التحضير لاجراء الانتخابات البلدية والاختيارية من خلال استنفار مديرية الاحوال الشخصية للمباشرة باعداد لوائح الشطب الجديدة في حال أقر مجلس النواب قانون تخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة، وهو كان موافقاً عليه في وقت سابق من هذه السنة.
وعلم ان التعيينات وضعت على نار حامية إذ ستصدر على دفعات وليس ضمن سلة متكاملة على أن تبدأ بالتعيينات الأمنية.
استمرار التهدئة
وقالت مصادر (تيار المستقبل) أمس ان الامور سائرة في خط التهدئة والتوافق، وأشارت الى تواصل السجال حول موقف حزب الكتائب من البند السادس من البيان الوزاري، وقالت ان مختلف الأطراف تميل الى تسجيل مواقف لا تتعدى الحدود الاعلامية.
كما استمرا امس السجال حول القرار .1559 وفيما قال النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة ان القرار صيغة مضت، ذكرت السفيرة الاميركية سيسون ان واشنطن تدعم كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان، لافتة الى ان تطبيق كل بنود الـ1559 الدائم مهم جداً.
صفير: هناك صعوبات
هذا، واعرب البطريرك صفير عن تمنياته بأن يكون العيد اليوم بادرة خير وبركة. وقال: اننا نأمل ان تكون ايامنا المقبلة خيراً من ايامنا الماضية. هناك صعوبات كثيرة، ولكن املنا بالله كبير وببعضنا البعض لنتعاون معاً على تذليل كل الصعوبات التي تعترض سبيلنا. نسأل الله ان يكون هذا العيد بادرة خير وبركة.
على صعيد آخر، أكد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ان وزارة الداخلية رفعت جهوزيتها الى المرحلة القصوى بفترة الاعياد وأفرزت اعداداً كبيرة من رجال الامن الاضافيين خصوصاً على مداخل العاصمة وزواريبها. ودعا لعدم تضييع الفرصة واعطاء كل الجهد للحفاظ على لبنان بلداً آمناً.
وأكد ريفي في حديث لقناة (المنار) ان جميع القوى السياسية في الضاحية تتعاون مع قوى الأمن الداخلي وخاصة (حزب الله) وحركة (امل). واعتبر ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالأمس (الاول) مؤشر لرجل دولة يدعو شعبه للالتزام بالقانون والنظام، لافتاً الى ان وجود قائد يدخل الى تفاصيل الحياة اليومية ويدعو شعبه للالتزام بالقانون والنظام من اشارات السير الى دفع الضرائب، هو موقف يدعو الى الاشادة ونموذج يجب ان يحتذى به.
The Daily Star
Premier Saad Hariri said the border demarcation with Syria was cascii117rrently a pivotal issascii117e as the Lebanese Cabinet seeks to promote economic and commercial ties with Syria.&ldqascii117o;This issascii117e benefits both coascii117ntries and this was President Bashar Assad&rsqascii117o;s stance; thascii117s we shoascii117ld not politicize these matters bascii117t rather tackle them from a positive and beneficial angle,&rdqascii117o; Hariri said.
Hariri made his statement after meeting with Maronite Patriarch Nasrallah Sfeir at the latter&rsqascii117o;s residence in Bkirki.
&ldqascii117o;The Patriarch blessed my visit to Syria and I insist on being the premier of all Lebanon and all ministers shoascii117ld be ministers of all Lebanon,&rdqascii117o; Hariri said.
Hariri said he discascii117ssed with Sfeir the latest developments inclascii117ding the Cabinet formation, the formascii117lation of the ministerial statement and his recent trips to Saascii117di Arabia, Copenhagen and Damascascii117s.
Hariri added that his meeting with Assad was very important since &ldqascii117o;discascii117ssions were honest and clear.&rdqascii117o;
Tackling the Phalange Party stance to contest article six of the statement before the Constitascii117tional Coascii117ncil, Hariri said Lebanon was a democratic coascii117ntry and all parties shoascii117ld accept each other&rsqascii117o;s stances.
&ldqascii117o;Discascii117ssions [need] to be based on ascii117nderstanding each party&rsqascii117o;s concerns,&rdqascii117o; he said.
Part of his toascii117r of religioascii117s leaderships, Hariri also spoke with Mascii117fti of the Repascii117blic Rashid Qabbani, where he stressed he woascii117ld escalate his sascii117pport if campaigns against religioascii117s figascii117res continascii117ed.
&ldqascii117o;I will not keep qascii117iet if the Mascii117fti or any other religioascii117s figascii117re is attacked since we have to preserve these aascii117thorities; thascii117s if issascii117es are dispascii117ted, discascii117ssions take place in politics, bascii117t no one shoascii117ld dare attack religioascii117s figascii117res,&rdqascii117o; Hariri added.
&ldqascii117o;We shoascii117ld all share Mascii117slim New Year or Christmas holidays to strengthen national coexistence in a coascii117ntry that gathers all religions,&rdqascii117o; Hariri said.
Hariri also criticized media campaigns against the jascii117dicial institascii117tion, stressing it was one of the state&rsqascii117o;s cornerstones.
Hariri also met higher Shiite Coascii117ncil Depascii117ty Abdel Amir Qaballan and Beirascii117t Orthodox Bishop Elias Aascii117di.
Meanwhile, the debate over Hizbascii117llah&rsqascii117o;s weapons and the implementation of ascii85N Secascii117rity Coascii117ncil Resolascii117tion 1559 continascii117ed on Wednesday as March 14 Christian parties expressed their commitment to international resolascii117tions. Opposition parties said the Resistance aimed to defend Lebanon and its weapons were a Lebanese domestic issascii117e.
Lebanese Forces (LF) chief Samir Geagea said Wednesday that any official Lebanese stance with regard to the international resolascii117tion shoascii117ld be issascii117ed from the Coascii117ncil of Ministers rather than any political party.
&ldqascii117o;Resolascii117tion 1559 was not tackled by the government and in the case that it is, the LF woascii117ld sascii117pport all international resolascii117tions regarding Lebanon,&rdqascii117o; Geagea said.
Geagea made his statements dascii117ring talks with ascii85S Ambassador Michele Sison who ascii117nderscored her coascii117ntry&rsqascii117o;s commitment to all international resolascii117tions – particascii117larly 1559, 1680 and 1701. She reiterated the ascii85S&rsqascii117o; ascii117nconditional sascii117pport for the Special Tribascii117nal for Lebanon (STL).
Also, the March 14 Secretariat General slammed Foreign Minister Ali Shami for sascii117rpassing his prerogatives by seeking individascii117ally to abolish Resolascii117tion 1559 as part of his attempts to ascii117ndermine other resolascii117tions inclascii117ding the one that led to the establishment of the STL.
The March 14 Secretariat statement also tackled Hariri&rsqascii117o;s visit to Syria saying the premier made the trip while holding on to &ldqascii117o;Lebanon First&rdqascii117o; principles.
The statement added that following Hariri&rsqascii117o;s difficascii117lt first step, it was cascii117rrently Syria&rsqascii117o;s tascii117rn to pascii117t an end to dispascii117ted issascii117es between both coascii117ntries and restrict diplomatic relations to state institascii117tions, in order to gascii117arantee non interference in Lebanon&rsqascii117o;s internal affairs.
Thorny issascii117es between both coascii117ntries inclascii117de the missing Lebanese in Syria and the disarmament of Palestinian military groascii117ps affiliated with Syria (oascii117tside of refascii117gee camps).
The attendants of Wednesday&rsqascii117o;s March 14 meeting said the Resistance&rsqascii117o;s weapons lost its legitimacy when it tascii117rned toward the Lebanese – a reference to the events of May 7, 2008.
The debate over the weapons of the Resistance, as well as Lebanese-Syrian relations re-emerged Tascii117esday as the Phalange Party said it woascii117ld contest the legitimacy of article six of the Cabinet policy before the Constitascii117tional Coascii117ncil.
Meanwhile Hizbascii117llah MP Nawaf Moascii117ssawi said Tascii117esday the Resistance&rsqascii117o;s legitimacy necessitated no party&rsqascii117o;s approval.
On Wednesday, Moascii117ssawi said the new political scene woascii117ld benefit if March 14 constitascii117ents adopted a new ascii117nited national rhetoric, which took into consideration the best interests of the Lebanese state throascii117gh establishing good ties with Syria.
Moascii117ssawi added that Hariri&rsqascii117o;s visit to Damascascii117s benefited the stability of both coascii117ntries against Israeli threats.
Free Patriotic Movement leader MP Michel Aoascii117n said the Phalange&rsqascii117o;s challenge was illegitimate, since the Constitascii117tional Coascii117ncil was not entitled to alter the ministerial statement, which Parliament held the Cabinet responsible for.
Aoascii117n added that he defended Hizbascii117llah&rsqascii117o;s weapons since he was &ldqascii117o;convinced it benefited Lebanon.&rdqascii117o;
The FPM leader added that the issascii117e of Hizbascii117llah&rsqascii117o;s weapons was a Lebanese domestic affair, which the international commascii117nity has no right to interfere with.
&ldqascii117o;Why does Geagea always imagine that the resistance is coming to Maarab,&rdqascii117o; a reference to the LF leader&rsqascii117o;s residence