- صحيفة 'المستقبل'
يقظان التقي
شكل الانتشار الواسع للتكنولوجيات الحديثة في نقل المعلومة والصورة هذا العام مادة إعلامية مضافة الى طبيعة الدور الذي تلعبه الميديا التلفزيونية وكادت الصورة الآتية من شوارع طهران لهذا العام تشكل مصدراً، انقلاباً على ثيوقراطية حقيقية سياسية ودينية واجتماعية لم يسبق لها مثيل. بعد ثورة التلغراف والكاسيت جاءت ثورة الهاتف النقال ثورة اجتماعية ثالثة تؤشر الى طبيعة عمل الميديا المصورة وترجمتها بالانتشار السريع على المستوى العالمي والمواقع الاخبارية الالكترونية.
الصورة نفسها برزت خلال زيارة الرئيس الأميركي الى القاهرة وقبلها في استلامه الادارة مطلع هذا العام وبعدها الصورة البيئية في مؤتمر كوبنهاغن بزيادة التفاوت بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة لتبرز قوة الصورة المحركة للعولمة الجارية بين عولمة الثروة وعولمة الفقراء.
يمكن القول إن العام 2009 كان عام صناعة المعلومة والصورة والاتصالات البعيدة المدى والبث التلفزيوني والاذاعي وهو في طريقه الى التلاقي عالمياً عبر إرسال البيانات والأصوات والصور بطريقة التشفير الرقمي، ومرة جديدة الصورة المنقولة هي الحدث الثقافي بوسائل تكنولوجية وصناعية، الصورة الفورية، التوافر في كل مكان، النصوص، الصور، الأحداث، دوام البيانات والأخبار عبر الوسائط الذكية يسمح باستشفاف إمكان وضع كل العالم، كل ذاكرة العالم في صورة رقمية وليس أقل من مثال قمة البيئة التي قادت الى ثورة في فهم الناس والوعي البيئي وباقتراض الوقت اللازم لأبعاد التفكير في سبل انقاذ الكوكب البشري.
هذا العام شهد اندفاعاً آخر في التقنيات المتلفزة الفورية، وما عادت الأحداث في خفايا الصور أو التصور وخارج الشبكة التلفزيونية كلغة مشتركة وربما كانت أقل استقلالاً ازاء التأثيرات والتصورات الخارجية والطرق السريعة للمعلومات من نوع ما رأيناه من تداعيات الأزمة المالية خسائر مالية قدرت بـ500 تريليون دولار والاقتصاد الافتراضي الحساس بصورة خاصة للمضاربة (أزمة دبي المالية) أو التأثير الايجابي المتراكم في الاقتلاع من المكان الثقافي نتيجة لاتساع انتشار الشبكات عبر قومية عديدة بين حدي المخاطرة أو الفرصة في التغيير، بين حدي الفوضى والعنف والإرهاب والخراب النهائي واللاسلام وبين السلام والعدالة والحرية والتضامن الإنساني في صميم وقلب الديموقراطية حيث تقف حرية الإعلام هاجساً حقيقياً هذا العام.
إن العولمة لم تعط كل تأثيراتها العامة، بل تأثيراتها الجانبية، فقضية إيران وامتلاكها السلاح النووي صارت قضية معولمة، وعلى طريقتها انفلونزا الخنازير صارت قضية معولمة، والترويج الديني صار قضية معولمة، والبيئة قضية معولمة، ووفاة مغني البوب مايكل جاكسون صار قضية معولمة. أبعد من ذلك ما عاد بالإمكان أن تصنع إعلاماً مؤذياً تحريضياً ضد دولة ما. إن مجرد بث شريط تلفزيوني تركي كان له وجهه السلبي على حليفين اقليميين تركيا وإسرائيل وكاد يتسبب بقطع العلاقات الديبلوماسية بينهما، في حين صورة لقاء الرئيس التركي والأرميني أنهت نزاعاً على مدى قرن وأكثر.
هكذا يمكن الاستنتاج أن الأحداث الكبرى صارت تصنع تلفزيونياً وإعلامياً، شكلاً متقدماً من أشكال الخطابة السياسية (خطاب أوباما في القاهرة). تبقى نتيجة، وهي أن التقدم التقني في وسائل البث التلفزيوني والمعلوماتي لم تتوازن الى الآن مع التقدم المفروض على مستوى المسؤولية السياسية مما يجب أن ينهض به الجميع في سبيل تقليل مخاطر الحروب والكوارث وتحقيق السلم والأمن الدوليين لا سيما في منطقتنا الشرق أوسطية المضطربة والمفككة كساحة مواجهة على الأرض وفي الصورة والنص والوسائط الإعلامية.
- الحدث التلفزيوني الأبرز
الحدث التلفزيوني الابرز في العام 2009 كان استمراراً للعام 2008، متعلقاً بانتخاب الرئيس الأميركي اواخر سنة 2008، وتحديداً في العشرين من تشرين الثاني واستلامه الادارة الأميركية في 6 كانون الثاني/ يناير العام 2009.
هذان الانتخاب والاستلام أعطيا أملاً وإشارات متناقضة للممارسة السياسية الأميركية التي رأى فيها البعض وما زال اختلافاً عن ممارسة إدارة بوش بالولايتين الأولى والثانية وطوفان الصور الدرامية والمأسوية.
أعطت شخصية أوباما إشارات مهمة عن التخلي عن القيادة الانفرادية للعالم من قبل أميركا، ذلك أن كلفة القيادة تتجاوز طاقة دولة واحدة حتى ولو كانت دولة عظمى.
الصورة هذا العام الانتظاري بامتياز أعطت مؤشرات عن الاستعداد للانفتاح على القضايا الكبرى في العالم على المستويات كافة السياسية والمالية والاجتماعية والبيئية (الصورة التي رأيناها، الصورة الكبرى أوحت بقبول فكرة قيادة عالمية للعالم بصيغة يمكن أن تتبلور على نحو أكثر وضوحاً العام المقبل).
صورة فيها شيء من الاختلاف تجاه روسيا وشيء من المرونة على عكس السنوات الماضية وعالماً اكثر انفتاحاً باتجاه الصين والهند، وسياسة أقل عنجهية وعسكرة تجاه أميركا اللاتينية.
ما سمعنا هذا العام خطابات كثيرة عن حملات تبشر بالديموقراطية وحقوق الإنسان كأم القضايا لدى إدارة بوش السابقة مع بقاء صورة عملية مكافحة الإرهاب أولوية للسياسة الأميركية وحلفائها في حلف الأطلسي في الصورة العنفية المنقولة من أفغانستان وباكستان وبيشاور والعراق مع الحجم الهائل للتفجيرات الدموية بعد جحيم حرب غزة.
- أوباما
الصورة الكبرى عبر عنها في خطابي أوباما في القاهرة والأمم المتحدة في لغة غير مألوفة من قبل الرؤساء الأميركيين بعيداً عن الايديولوجيا الصهيونية وان كان برّأها سياسياً لجهة المظالم التي لحقت بها وبالمقابل سلم بأن الشعب الفلسطيني تعرض لمظالم تجعله يستحق دولة مثل الحق اليهودي أو الاسرائيلي بدولته واعطى انطباعاً من خلال استخدام لهجة جديدة او لغة جديدة اعلامية وخطابية بخصوص قضايا عملية من نمط رفض الاستيطان وغيره.
هذه الصورة لم تتحرك كثيراً وكان من شأنها لو تكاملت مع مبادرة السلام العربية أن تعمم صورة أخرى في المنطقة لولا أن صورة الإدارة الأميركية للعالم اليوم تقع بين التردد والمبادرة.
- الكوكب الأرضي
وعلى المستوى الدولي كان الحدث نهاية العام حدثاً بيئياً بامتياز في صورة مؤتمر كوبنهاغن من دون نتائج حاسمة لكن نقلت الفضائيات مناخاً إعلامياً مهماً ساعد في توفر وعي بيئي عند الناس وفي الصورة المنقولة من كوبنهاغن عن الموضوع البيئي برز موضوع البيئة موضوعاً سياسياً بامتياز وموضوع مصالح بيئية كبرى كجزء رئيس من القانون الدولي الاقتصادي.
صورة التحول البيئي في مؤتمر المناخ كثرت معها التكهنات المتشائمة مع امتحان حقيقي مضمونه الى أي حد البشرية ككل واعية للمخاطر البيئية المحيطة بها في ظل عولمة تبدو عولمتين، عولمة الثروة الكبرى وعولمة الفقراء.
صورة التظاهرات في كوبنهاغن الاجتماعية على سلوكيات الدول الصناعية الكبرى تماهت مع صور أخرى تتزاحم لمعالجات اقتصادية رأيناها في مؤتمر 'دافوس' أو مؤتمر بورتواليغرا وفي غير مكان مع حضور مكثف من رجالات الإعلام في العالم.
- عام 2009: عام إيران النووية
على المستوى الصورة الاقليمية، صورة الحدث الإيراني كانت الأبرز هذا العام. هذا العام هو عام إيران في الصورة الاقليمية بمعنى الاشتباك السياسي والديبلوماسي المتواصل والمستمر مع وكالة الطاقة الذرية والمجتمع الدولي واجتماعاتها المتكررة وبين صورة اجتماعات القوى الغربية 5 + ألمانيا.
وكذلك كان العام 2009 عاماً إيرانياً وفي الصورة تظاهرات الشارع الاصلاحي في ايران وحظيت معها صورة الصبية الشهيدة ندى سلطان آغي بتغطية عالمية واسعة . صورة طازجة ومرعبة . وتابعت إيران سياستها الاقليمية القائمة على التدخل واللعب على تناقضات الجوار الاقليمي وتحديداً الجوار العربي ورأينا صورة الحوثيين في اليمن في مواجهات مع السلطة اليمنية وعلى الحدود اليمينية السعودية من دون أن ندري الجهة حيث يذهب هؤلاء بمشروعهم العنفي ونعني بهم الحوثيين.
- تركيا
إذاً، في الصورة إيران تتصرف كقوة عظمى وتركيا تتصرف بدورها بحرية وحيوية هائلة مستمرة استناداً الى شرعية شعبية ديموقراطية حقيقية تتصدى لدور غاية في الانفتاح على الأرمن وعلى الاتحاد الأوروبي وعلى المحيط الاقليمي برمته.
- أردوغان
صورة من الأهمية بمكان وتضطلع طوراً بدور الوسيط وطوراً في مواجهة مزدهرة بجرأة أردوغان في مواجهة شيمون بيريس مثالاً وبذهول إسرائيلي من مجرد بث تركيا فيلماً وثائقياً عن مجازر إسرائيل في غزة كاد يتسبب بقطع العلاقات الديبلوماسية بين حليفين اقليميين كبيرين في المنطقة.
إسرائيل في الصورة دائماً تتصرف بدورها كقوى عظمى خارج المحاكمة وتمارس التهديد بجرأة وتحديداً للبنان ولحكومة الوحدة الوطنية وتمارس الضغوط السياسية وتستمر في القيام بإجراءات عسكرية وتجارب ومناورات شرق أوسطية كبرى مع حليفتها الولايات المتحدة الأميركية في عمليات الصواريخ المضادة للصواريخ الإيرانية في سباق تسلح كبير يعكس لوحة استراتيجية جديدة في العام المقبل وبقفزات تكنولوجية تخرق سيادات الدول ككل في المنطقة.
هذه الصورة المنقولة من شوارع طهران وتقدم المعارضة ومع السلاح النووي الذي يبدو في مرحلة طويلة داعمة لديبلوماسية إيران الناشطة في المنطقة وبمواجهة العالم العربي مرشحة للاستمرار في العام 2010.
- الصورة العربية.. الملك عبدالله
وفي الصورة العام 2009 مشاكل كثيرة وخلافات عربية عربية أثبتت تعقيداتها أنها قضايا غير بسيطة نجحت قمة الكويت الاقتصادية وتدخل الملك السعودي عبدالله في رأب الصدوع الكبرى، ما انسحب على مصالحات عربية عربية، وما انعكس على الداخل اللبناني عاماً من التسوية الداخلية نجحت معه الحكومة في إجراء انتخابات نيابية ديموقراطية شغلت صورها العالم أجمع، تمكنت فيها الأغلبية من ايصال زعيمها سعد الحريري الى رئاسة الحكومة ومهدت لفتح طريق الشام أمام الحريري بزيارة تاريخية.
الدور السعودي كان المؤثر الأساس ومن أعلى مرجعية سعودية، إذ قام الملك عبدالله بدور الاحتواء للخلافات العربية العربية واحتواء الأزمات في قمة الكويت العربية مع أشياء كثيرة لها علاقة بمستقبل العراق وبالأحداث في غزة وفي لبنان وبالأحداث في اليمن وفي غير بلد عربي في مرحلة معقدة جداً وفي التحضير لمرحلة جديدة (مرحلة أوباما) ومرحلة التهديد الإيراني الجديد.
- لبنان.. الحريري رئيساً للحكومة
في الصورة سياسياً أمور بدأت مع وصول السفير السعودي علي الشاعر الى لبنان لأول مرة في تاريخ العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، دفعت لبنان الى الاختبار الأساس الذي تجسد في حكومة الوحدة الوطنية، بعد إنجاز الانتخابات النيابية والرهان على إنجازات حكومية ذات شأن في الاشهر المقبلة لأجل تجاوز خلافات سياسية ذات شأن تستفيد من حالة الانفراج اقليمياً وبناء حوارات ما قبل وما بعد طاولة الحوار الوطني المقبلة.
- عالم الانفراجات الواسعة والمصالحات
ما يعني الحاجة الى الحوار اللبناني اللبناني، وحوارات صارت مدعومة عربياً وأميركياً بعد مصالحات عربية عربية ولبنان استفاد هذا العام من الانفراج الاقليمي والحكومة التي استغرق تشكيلها 6 أشهر نجح سعد الحريري عبر تفاهم سياسي في أكبر عملية اختبار نوايا سياسية. لكن الى متى هذا الانفراج؟
- الصورة الحدث
صورة العام 2009 هي صورة رئيس الحكومة زعيم الأغلبية سعد الحريري، رئيساً لمجلس الوزراء ليس كالرؤساء السابقين، آتياً من انتخابات نيابية ديموقراطية وزعيماً للأكثرية البرلمانية، ووسط تبني عربي ودولي ورئيساً لحكومة وحدة وطنية ورئيساً شاباً في صورة مختلفة تماماً عن نادي الرؤساء السابقين للحكومة اللبنانية.
الرئيس الحريري استطاع تسجيل هذا الحضور المميز بكل هدوئه وصبره على مدى خمس سنوات منذ جريمة اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وفي الصورة الرئيس الشاب يضيء شجرة ميلاد 2009 في ساحة الشهداء وسط بيروت هذا العام صورة جميلة معبرة في بلد التعددية الطائفية ورسالة تحاكي في الرهافة والجمالية ليست تبسيطية الى من يتطلع الى سياسة عزل الطائفة المسيحية النهضوية والخلاقة والمبدعة في لبنان.
وفي الصورة الحريري في بيت الوسط السياسي رئيساً لحكومة كل لبنان تحييداً للبنان عن القضايا السياسية الكبرى ومنها المحكمة الدولية وعن الصراعات المعقدة وعدم الاصطدام المذهبي وفي وسطية توازن بين المنحى الاستقلالي، بعد كل الذي جرى وصار في البلد في تجربة استقلالية دفع لبنان ثمنها غالياً وفي رغبة إقامة علاقات حوار مع الجميع ومع الشقيق والجار.
كما لو أنه بات بالإمكان تجاوز الصراعات السياسية القائمة في البلد وتجاوز الصيغتين المتقابلتين 8 و14 آذار كما لو أن الأمر يشبه الاتجاه الى خلط الأوراق والورقتين السياسيتين الرئيستين في البلد والصيغتين المتشابكتين.
في الصورة هذا العام كما لو أن قوى 14 آذار تعاني من متاعب لا شفاء منها بخروج وليد جنبلاط منها في حين تبدو قوى 8 آذار متماسكة.
صورة العام 2009 هي صورة خلط الأوراق في الاكثرية والاقلية والبعض تحرك خارج 14 آذار، لكنه لم يخرج من الأكثرية على نحو متوقع العام المقبل لصالح مواقع حزبية. وإذا كانت الصورة الأهم خلال الـ5 سنوات الماضية أن القيادات السياسية البارزة تقاسمت الأثمان والدماء على الأرض مع الناس في وحدة دموية إنسانية فائقة الوصف في الشهادة والتعبير من أجل الثوابت الوطنية ومشت دماء الساسة مع دماء الناس معاً على أرض واحدة.
فإن الصورة في العام 2009 متباينة ومغايرة غير قابلة للتطويع على نحو أن هذا الزعيم أو ذاك هو الذي يفكر وهو الذي يقرأ ويستقرئ الأحداث عن بعد وهو على صواب دائماً، الأمر الذي لم يعد محققاً ونافراً لزعامات ماضوية صار همها انقاذ نفسها قبل انقاذ الناس والبلاد والعباد والسهر على الاستقلال والسيادة وعدم تكرار معاناة لبنان بعد الذي شهده من نكبات، وبعد الأثمان الكبيرة التي دفعت.
- البطريرك صفير
فالمصالحات ما زالت ناقصة والمصالحة المسيحية المسيحية ما صارت الى الآن، والتقارب مع ميشال عون لا يجب أن يؤدي الى الابتعاد وعزل سمير جعجع والقوات، والمستقبل في القريب معقود لحضورها الواسع مسيحياً في الصورة الداخلية.
فيما سيد بكركي في الصورة يحكي الكلام الذي يجب أن يحكى بلغة ناصعة وليس أقل من ذلك: 'البلد لا يمكن أن يكون فيه جيشان، والأكثرية يجب أن تحكم والأقلية تعارض'.
الصورة الحدث الأبرز لسعد الحريري مصافحاً الرئيس السوري صورة قد توحي بأن تكون بداية لصفحة جديدة بعيدة عن الهيمنة السورية السابقة وتفتح صفحة جديدة في العلاقة بين البلدين الشقيقين، والرئيس الحريري لم يزر دمشق كما زارها الرؤساء السابقون، بل زارها بعد انتخابات نيابية خاضها وفاز بها ورشحته رئيساً لحكومة كل لبنان وكونه رئيس حكومة كل لبنان ورئيس حكومة وحدة وطنية، ووسط تبني عربي ودولي واقليمي لسياسته.
صورة شكلت حدثاً مهماً بعد نهر الأحزان في لبنان على مدى 5 سنوات ماضية وأوحت أن من دونها لبنان قد يدفع أثمان التصدعات الاقليمية والمذهبية غالياً جداً، والصورة المرعبة الآتية من العراق والمقيمة على الشاشات تذكر اللبناني بلبنان أسود التفجيرات والاغتيالات وعدم الاستقرار الأمني والنقدي والمالي، وقد تجاوز لبنان حالياً كل تداعيات الأزمة المالية وحقق نمواً تجاوز الـ7% ووصلت احتياطات المصرف المركزي ولأول مرة في تاريخ لبنان الى ما يقارب 29 مليار دولار، والودائع المصرفية الى 90 مليار دولار أميركي.
زيارة الرئيس الحريري الى سوريا كانت صورة العام 2009 محلياً ليست لطي صفحة، فالصفحة لا يطويها إلا الوقت والزمن والقضاء. ولكن الصورة تفتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين مختلفة عن الصورة الماضية، والصورة في الإعلام مختلفة في زمانها كون العالم كله يراها ولهذا اعتبرها البعض حدثاً تاريخياً لارتباطها بصورة اغتيال سياسي كبير شكل زلزلاً حقيقياً في منطقة الشرق الأوسط.
- فلسطينياً
فلسطينياً أقفل العام 2009 على قرار المجلس المركزي الفلسطيني وهو هيئة تحت المجلس الوطني الفلسطيني ومن ضمنه ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية، القرار بتمديد الرئاسة لعباس والمجلس التشريعي، وهذا القرار في الصورة تكرسه مرجعية منظمة التحرير، بموجب اتفاق اوسلو، وقد يعني هذا وجود مؤشر في الصورة الكبرى عن شيء ما يتحرك، مبادرة سياسية أميركية جديدة يحملها المبعوث الأميركي الى المنطقة جورج ميتشل بصوره المتكررة في المنطقة من مثل إعلان موارتينوس أن العام 2010 سيكون عام إعلان الدولة الفلسطينية على أن يجمد الاستيطان وتسهل القدس، ولو لم يعلن عن هذا التجميد إعلامياً.
- عودة MTV
سجل العام 2009 عودة محطة 'MTV' الى الظهور بعد انقطاع طال سنوات بتدخل أجهزة الوصاية حينها، وعادت المحطة تستحوذ على جمهور واسع وكادرات إعلامية مهمة في برامج حوارية ومنوعات، مستفيدة من أزمة مالية عصفت بمؤسسة 'LBC' مع صرف عدد من العاملين فيها.
أما البرامج التلفزيونية المحلية، فحافظت على وتيرتها من دون تغيير يذكر أو تجديد في برامج التوك شو السياسي، مع تقدم برامج المنوعات على السياسي حيناً وتقدم البرامج الاجتماعية وبرامج 'الاثارات الفنية'، وتسجيل انتقالات بين هذه المحطة وتلك لوجوه إعلامية معروفة. أما المجلس الوطني للإعلام فلم يسمع حسّه هذا العام مطلقاً..