ـ صحيفة 'السفير'
أين موقع السنّة في مصالحة الرئيس الحريري مع سوريا؟ ليس السؤال افتعالاً، وإنما يعكس حقيقة النقاش المستمر في مختلف أوساط السنّة منذ حصول الزيارة، وإن كانت محاولة الإجابة عبه مبكراً فيها من التسرّع ما يكفي للوقوع في خطأ التقدير والقراءة المبتورة لموقف السنّة في لبنان، وإن كانت الانطباعات الأولى ترسم خطاً فاصلاً بين 'جمهورين' اساسيين:
الأول، يتشكّل من 'جيش' المتربعين في المواقع الأمامية للنقابات المهنية والقطاعية والعمالية والمؤسسات الاقتصادية والتربوية والجمعيات والبلديات بالاضافة الى معظم جمهور العاصمة بيروت، وبعض المدن، وهو جمهور يسير 'على دين ملوكه'، وسرعان ما أمسك بطرف خيط المصالحة منظّراً لأهميتها وانعكاساتها الإيجابية على لبنان واللبنانيين، وخصوصاً في المستويات والتجارية والثقافية والسياحية والتربوية والاستشفائية والزراعية، بعد أن استذكر هؤلاء الأضرار الجسيمة التي نتجت عن المناخات والإجراءات التي قطعت الطريق على مصالح كثير من اللبنانيين.
وما يتردد في هذه الأوساط من ارتياح لوصل ما انقطع في العلاقة مع سوريا يفترض أن يشكّل قاعدة أساسية يُبنى عليها لتعميم أجواء المصالحة، خصوصاً أن بعضهم يتحدّث عن 'خطأ' يجب ألا يتكرر في تلك الخصومة التي لم تحمل للبنان الاستقرار ولم تقم وزناً لمصالحه، في حين أن مقولات أخرى بدأت تتردد على الألسن، من باب 'التبرير' و'التشجيع'، وجلّها يؤكّد ان المصالحة تعيد رسم توازن القوى الطائفي في لبنان بما يحمي مصالح السنّة ودورهم وقوتهم في المرحلة المقبلة.
أما الجمهور الثاني، فهو الذي يقف في المواقع الخلفية بعيداً عن الضوء، ويقيس نتائج المصالحة بمعايير عاطفية وحسابات التاريخ القريب الذي 'يسجن' العلاقة مع سوريا خلف سياج ارتفع بتراكم ما شابها من أخطاء على مدى السنوات الماضية، وخاصة كلما ابتعدنا عن المدينة باتجاه الأطراف في عكار والمنية والضنية والبقاع.
لكن تشريح الواقع السنّي في لبنان وربطه بفحوى النقاشات الدائرة في مختلف أوساطه، يكشفان الحقائق التالية:
ـ إن ما يقارب ثلث السنّة في لبنان استمروا 'قابضين' على التزامهم بخيارهم السياسي إلى جانب سوريا 'كالقابض على جمر من نار' برغم كل ما تعرّضوا له من تحديات وإغراءات طوال السنوات الخمس الماضية. ومن الطبيعي أن يكون هؤلاء في طليعة المرحبين بانتصار خيارهم في العلاقة المميزة مع سوريا باعتبارها العمق الاستراتيجي، وإن سارع بعضهم إلى المفاخرة بهذا 'الانتصار' وكاد يحتفل بإطلاق الأسهم النارية...
ـ إن ثلة وازنة من جمهور السنة خاصمت سوريا التحاقاً ب 'الموجة' وسعياً إلى تحقيق مكاسب شخصية أو مادية. وإذا كان بعض هؤلاء تحديداً هم ممن كان من رموز الوجود السوري في لبنان، وهم يتقنون الانتقال من سلطة إلى سلطة، فإن مسألة حصول تغيير في مواقفهم ليست قضية صعبة، خصوصاً أن أغلبهم 'نبش' أرشيفه بحثاً عن بعض المصطلحات التي كانت سائدة في زمن سابق وكان 'يدمن' استعمالها.
ـ إن قسماً كبيراً من السنّة، هم ممن تعاملوا مع مرحلة الخصومة إما بانفعالات عاطفية أو تأثراً بأجواء الشحن السياسي، وهذا الجمهور العاطفي يحتاج إلى جهد مكثّف لإقناعه بـ 'صوابية' خيار الرئيس الحريري، خصوصاً أن الإشارات الصادرة عن هذا الجمهور لا توحي بكثير من الرضا.
ـ أما جمهور 'الإسلاميين' فإن فيهم من 'يُفتي' بالعداء 'فقهياً'، ومنهم من يؤمن 'إيديولوجياً' بوحدة المسار والمصير والتاريخ والحاضر والمستقبل...
ـ أما القسم الباقي من السنّة، فإنهم كانوا يُصَنَّفون دائماً بالأغلبية الصامتة التي لم تكن تعتقد يوماً أنها قادرة على إجراء أي تغيير في الواقع اللبناني في ظل الوجود السوري الذي يخاصمونه إلى درجة العداء، فإذا بهم يكتشفون اللحظة المناسبة بعيد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري للمجاهرة بهذا العداء والمساهمة الفعالة في 'المواجهات' المتعددة الأوجه مع سوريا، بدءاً بدورهم الرئيس في تظاهرة 14 آذار 2005 وما تلاها من حشد متكرّر في ساحة الشهداء، وانتهاء بالانتخابات النيابية الأخيرة وما أفرزته من نتائج ساحقة على صعيد تيار 'المستقبل' وحلفائه.
وهذا الجمهور تحديداً لن يكون سهلاً تغيير قناعاته بـ 'شحطة قلم'، بعد أن حفظ عن ظهر قلب تلك المطالعات المكتوبة بغزارة عن الخصومة، ولن يكون يسيراً قلب المشهد لديه بصورة المصافحة بعد أن اختزنت ذاكرته المرئية 'الكليبات' و'الأساطير' التي شحنت فيه كل حماسة للعداء، وربما سيعود إلى الانكفاء كما كان قبل العام 2005، إلا إذا تمكنت القوى السياسية التي نجحت في التمدد داخل هذا الجمهور وفرضت نفسها شريكة فعلية لتيار المستقبل في الشارع السني، في نسج علاقة جيّدة معه بفعل الخدمات التي صاغت شبكة يمكن الاستفادة منها في المرحلة المقبلة.
ثمة مقولة تتردد في بعض الأوساط السنية أن الرئيس الحريري ذهب إلى سوريا من دون السنّة، وربما فيها شيء من الصحة، بدليل أن معظم جمهوره لم 'يهضمها' حتى الآن، لكن ثمة من يقول أيضاً إن الحريري لم يقم مسبقاً بأي خطوة من شأنها أن تهيّئ الأجواء في 'شارعه' لخطوة يبدو أنه قرر القيام بها لاعتبارات متصلة بالتفاهمات السعودية السورية، وليس بمراجعة أفضت الى ما نحن أمامه اليوم، والدليل على ذلك أمور عدة، أبرزها المناقشات الجارية داخل 'كتلة المستقبل' و'تيار المستقبل'، وقد أظهرت غلبة واضحة للمتحفظين، فيما كان بعض نواب كتلته يرددون أنه 'لو تمت زيارته تحت عباءة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، لكان يمكن أن يكون مردودها أكبر سياسيا وأقل وطأة على جمهوره، والا فما معنى أن يختار القيام بزيارة شخصية بعد كل هذه الخصومة، وفجأة يقرر أن يختمها بجعلها زيارة سياسية'، والكلام لأحد أعضاء 'كتلة المستقبل'.
ومن يراقب أداء المؤسسات الإعلامية لتيار المستقبل، منذ الساعات الأولى للزيارة، يدرك حجم الارتباك، الذي يعكس في المضمون الواقع الاعتراضي، وصولا الى تلك الأصوات التي ارتفعت في الأروقة، وتقول 'إذا أراد الشيخ سعد أن يفرط بـ 'ثورة الأرز' فنحن لن نقبل معه بذلك وسنواصل خطابنا الإعلامي المناهض لسوريا مهما كلف الأمر'.
يدرك الرئيس الحريري أنه عندما دارت محركات طائرته استعداداً للتوجه إلى دمشق، كان يقوم بخطوة لا عودة عنها، بكل ما تحمله من أعباء وأثقال، وهو بعد الزيارة بات معنياً باستدراك ما فاته من صياغة خطاب مختلف لقيادات تيار المستقبل ونوابه ووسائل إعلامه الذين ما زالوا في وضعية 'الاستنفار' التي لم تترجم عملياً 'الأدبيات الجديدة' المفترضة لخطاب تيار المستقبل... وثمة حديث في هذا السياق، عن فكرة الدعوة إلى مهرجان سياسي كبير، قد يسبق تجمع الرابع عشر من شباط، خاصة أن الحريري يخشى أن يستغل البعض من الحلفاء، هذه المناسبة لاعادة اللعب على وتر جمهوره الذي لم يتصالح مع زيارته الدمشقية.
هل يمكن الركون إلى عامل الوقت لاستيعاب 'صدمة' بعض الشارع السنّي الذي انقسم بين أقلية مرحّبة بحرارة ومقتنعة بالمصالحة وأهميتها وبين راضٍ بـ 'الأمر الواقع' أو معترض هادئ... أو ناقم بحدّة؟ ربما يكون الأمر يسيراً، وربما يتخذ الرئيس الحريري قرارات جريئة ل 'توحيد' خطاب فريقه السياسي الذي ظهر 'متلعثماً' ومرتبكاً، وقد يستخدم كل 'إمكاناته' وثقله لتسويق المصالحة بين جمهوره، وعلى الأرجح سيختبئ كثر من المعترضين خلف القاعدة الشرعية ('الضرورات تبيح المحظورات')، تبريراً لتموضعهم الجديد، بعد أن كانوا قد استخدموا شعار العداء مع سوريا من أجل بلوغهم 'مجد' الظهور الإعلامي وتسلّقهم أسوار السلطة.
لكن الحريري سيكون محكوماً بالإقرار بواقع التنوع السنّي، بل 'طلب النجدة' من الشركاء الذين كان التنسيق مع بعضهم يحصل من باب رفع العتب، بينما يمكن لهؤلاء الشركاء اليوم أن يساهموا في 'ورشة' تعميم الخطاب الجديد، سعياً إلى نبذ المرحلة الماضية و'استعادة' السنّة إلى موقعهم 'الطبيعي'، خصوصاً مع بروز مخاوف من محاولات استغلال لتعكير أجواء المصالحة، وكذلك لاستهداف الحريري نفسه في قراره الاستراتيجي.
[ من دمشق نقل مراسل 'السفير' زياد حيدر عن مصادر سورية رفيعة المستوى قولها ان سوريا ترغب في علاقتها مع الرئيس الحريري في التركيز على المستقبل، استنادا الى المبدأ المعتاد بأن 'منعة لبنان هي من منعة سوريا'، وعلى قاعدة أن يستفيد البلدان من العلاقة التي ستتشكل بين قيادتي البلدين.
وقالت المصادر في تقييمها لزيارة الحريري الى دمشق، إنها ترغب في 'علاقة مؤسساتية مع الحكومة اللبنانية'، مشيرة الى أن الزيارات التي سيتم تبادلها بين الطرفين العام المقبل ستكون قائمة على هذه الأسس. وأشارت إلى أن الاستقبال الذي هُيئ للحريري كان الهدف منه 'تمهيد الأرضية الشخصية' بينه وبين القيادة السورية للحديث مستقبلا في تطوير العلاقات. وقالت لـ 'السفير' إن الطرفين ناقشا الزيارة من منظورين شخصي ورسمي، فـ 'كان يمكن أن نستقبل الرئيس الحريري استقبالا رسميا بالأعلام والنشيدين (الوطنيين)، لكن رأينا ، والجانب اللبناني المعني بالتنسيق، أنه من الأفضل وضع هذه الزيارة في إطار التعارف وبناء الثقة، فاستقبل الحريري كضيف للرئيس الأسد على هذا الأساس وبالتسيق معه'.
وعن تعليقها على وجود أصوات معادية للزيارة ومشككة في أجوائها في لبنان، قالت المصادر إن التوجه السوري هو 'أن يكون المستفيد الوحيد من هذه العلاقة سوريا ولبنان' منبهة إلى ضرورة إعطاء وسائل الإعلام اللبنانية المزيد من الوقت للتأقلم مع ما جرى من مستجدات. وقالت انه في 'علاقات البلدين لا ترغب دمشق في رؤية اثر للتشفي أو الحديث عن من انتصر ومن هُزم'، وإنما أن 'يتم التركيز على المستقبل باعتبار أن ما يحقق الخير للبنان يحقق الخير لسوريا، والعكس'.
ـ صحيفة 'النهار':
حملت الأيام الاخيرة من السنة خرقين، أمنيا وسياسيا، للهدوء الذي يسود الوضع الداخلي، تمثّل أولهما في المخاوف التي أثارها التفجير في مقر لحركة 'حماس' بالضاحية الجنوبية مساء السبت الماضي، فيما برز الثاني مع استعادة حملات متبادلة ومتوترة بين 'حزب الله' وقوى في 14 آذار على خلفية خطاب الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الاحد في ذكرى عاشوراء.
وقالت مصادر وزارية لـ'النهار' ان عدم انعقاد مجلس الوزراء هذا الاسبوع سيساهم في تبريد 'الحماوة' الطارئة على المناخ الداخلي في انتظار تحديد موعد جلسة الاسبوع المقبل، لكن ذلك لا يعني ان تطورا خطيرا، كانفجار حارة حريك، سيمر من دون اختبار الحكومة في مقاربتها لهذا التطور ووضع القوى المشاركة فيها على محك التجربة الاولى لتطور أمني كهذا. وأوضحت ان التفجير الذي حصل شكّل استهدافا أمنيا مزدوجا ومباشرا لكل من 'حزب الله' وحركة 'حماس' في منطقة تحمل خصوصية أمنية استثنائية.
وهذا في ذاته يشكل الدلالة الاقوى على خطورة هذا الاستهداف وضرورة التحسب لاختراقات مماثلة ربما كانت تتصل بالوضع اللبناني بكل عناصره، وتحمل دلالات على صراعات معينة أخرى لا تزال تستبيح الساحة اللبنانية. ومع ذلك، فان أمورا بالغة الالتباس حصلت عقب التفجير وبدت معها الاجهزة الامنية والقضائية الشرعية مقصيّة قسرا عن القيام بمهماتها، وهو الامر السلبي الآخر الذي واكب هذا الحادث والذي لن يكون ممكنا السكوت عنه. ولمّحت المصادر الى أن وزراء سيثيرون هذا الامر في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء وسيطلبون ايضاحات تفصيلية عما جرى ولا سيما من حيث 'إقصاء' الجهات الحزبية المعروفة في الضاحية الجهات الشرعية في الساعات الاربع والعشرين التي أعقبت الانفجار عن الاضطلاع بمهماتها. ولم تخف ان ما صدر من تبريرات في هذا المجال لم يكن مقنعا وخصوصا بعدما برزت معطيات تثير الشكوك في التأخير الذي حصل في الكشف القضائي والامني على مسرح الانفجار والغموض الذي لا يزال يكتنف طبيعته وامكان ان يكون المسرح قد تعرض للعبث به. ولفتت الى ان الاتصالات السياسية والامنية التي أجريت في اليومين الاخيرين أظهرت ان التفجير أدى الى فتح ثلاثة ملفات ينتظر ان تتركز عليها الاهتمامات كأولوية طارئة، وهي: عودة خطر التفجيرات، وحرية الحركة للأجهزة الامنية والقضائية، وملف 'الانتشار' الفلسطيني خارج المخيمات.
في غضون ذلك، لوحظ ان الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله تجاهل في كلمته في ذكرى عاشوراء التفجير الذي حصل في الضاحية وشدد في المقابل على 'تجاوز لبنان بنسبة كبيرة جدا مرحلة من أخطر المراحل على مصيره خلال السنوات الخمس الماضية'. وإذ أكد 'اننا نريد التعاون وشبك الايدي'، أعلن 'أننا لن ننجر بالاستفزاز الذي يمارسه بعض القوى'. وخصص جانبا من كلمته 'للمسيحيين في لبنان' فدعاهم الى 'نقاش هادئ في ما بينهم وفي داخلهم حول الخيارات الحالية والمستقبلية والافادة من تجارب الماضي (...) وأن يستعرضوا نتيجة رهان بعضهم على اسرائيل (...) وعلى الادارة الاميركية'. وذكّر بنموذج العراق حيث 'لم يستطع جيش (أميركي) طويل عريض ان يقدم الحماية للمسيحيين في العراق'.
وأثار كلامه موجة من ردود الفعل لدى قوى في 14 آذار، بينها مواقف منددة لنواب في 'كتلة المستقبل' واعتبر رئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع ان كلام نصرالله 'يشير الى عدم اعترافه بوجود طاولة حوار وطني وانه يعتبر ان لديه وكيلا شرعية بين المسيحيين يتبنى وجهة نظر 'حزب الله' ويدافع عنها'.
اما حزب الكتائب، فرأى 'انه تحت ستار النصائح وجه السيد نصرالله تحذيرات الى المسيحيين'، ودعاه الى 'تطبيق نصائحه على نفسه اذ هو أولى بها'.
ـ صحيفة 'الأخبار':
خطاب نصر اللّه يثير الكتائب والقوّات و... فتفت
أثار خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وخصوصاً الفقرة التي توجه فيها إلى المسيحيين، زوبعة في فنجان القوات اللبنانية وحزب الكتائب وبعض تيار المستقبل، وهو فنجان تعصف فيه أصلاً المواقف المتوالدة بشأن كل ما يتعلق بحزب الله: الخطاب، السلاح وكل ما يمتّ إليه بصلة كالقرار 1559 والبند السادس من البيان الوزاري، دون توفير شريك الحزب في التفاهم. الكتائب حزباً وبالمفرّق، القوات قائداً ونواباً، وعدد من نواب المستقبل، قدّموا قراءات للخطاب، مختلفة شكلاً وموحدة مضموناً. فرئيس الهيئة التنفيذية للقوات سمير جعجع، قرأ في كلام نصر الله ما &laqascii117o;يشير إلى عدم اعترافه بوجود طاولة حوار وطني تناقش موضوع الاستراتيجية الدفاعية"، وأنه دعا المسيحيين &laqascii117o;إلى الاجتماع كأنه مطمئن سلفاً إلى نتائج هذا الاجتماع أو كأنه يرى أنه بات لديه وكيل شرعي داخل المسيحيين سيطرح وجهة نظر حزب الله ويدافع عنها حتى الرمق الأخير". وقال إن المشكلة ليست مسيحية &laqascii117o;بل مشكلة وطنية كبيرة". ورأى &laqascii117o;أن مراهنات نصر الله تربط مصير الشعب اللبناني بكامله بلعبة إقليمية لا علاقة للبنان بها"، محدداً &laqascii117o;الصراع مع إسرائيل" بالإطار الفلسطيني أولاً ومن ثم العربي الأشمل، ومستبعداً أن يكون الخمسة ملايين فلسطيني وأكثرية المئتي مليون عربي وأكثرية الشعب اللبناني &laqascii117o;قد أوكلوا إلى السيد نصر الله تصحيح مسار الصراع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي". وإذ نسب إلى نصر الله &laqascii117o;أنه يرى أن هذا الصراع لم يصبح فعلياً وجدّياً إلا بعدما دخل حزب الله مع الثورة الإسلامية في إيران لعبة (!) مواجهة إسرائيل"، قال إن التاريخ قد يثبت &laqascii117o;أن هذا الدخول في المواجهة العربية الإسرائيلية، قد أعطى في مكان ما قوة لإسرائيل بعدما كان موقعها يتدهور في السنوات العشر الأخيرة".
وقرأ نائب القوات أنطوان زهرا، في ما قاله نصر الله، توجيه &laqascii117o;مضبطة اتهام إلى المسيحيين ودورهم وتاريخهم"، مردفاً بأن خيار المسيحيين محسوم &laqascii117o;وهم يرفضون أي توجيه من خلال الدعوة إلى التفكير في خيارات، فخياراتهم لم تكن يوماً إلا الخيار التاريخي لمسيحيي لبنان في وطن التنوّع والشراكة والانفتاح والديموقراطية والذي هو معاكس تماماً للخيارات التي تحاول قوة السيد حسن فرضها على الآخرين". ولم يكتف المكتب السياسي الكتائبي بالقراءة، بل لجأ إلى التحليل الذي أوصله إلى أن الأمين العام لحزب الله وجّه تحذيرات إلى المسيحيين &laqascii117o;كأنه يقول لهم إن من ليس معه فهو مخطئ". وأضاف &laqascii117o;إن حزب الكتائب الذي لا يتأثر بهذا التهويل، يدعو السيد نصر الله إلى تطبيق نصائحه على نفسه، إذ هو أولى بها. ذلك أن خياراته هي التي تورّط لبنان، وتنتقص من سيادته، وتعطّل المؤسسات، وتمنع الأجهزة الأمنية من القيام بأبسط واجباتها"، و&laqascii117o;تربط لبنان بمشاريع خارجية من شأنها أن تستدرج إسرائيل مجدداً إلى لبنان".
وقرأ النائب إيلي ماروني دعوة نصر الله للمسيحيين إلى الحوار &laqascii117o;كأنه يقول: اقبلوا أحسن من أن تروا غير الحوار"، معلّلاً هذه القراءة بأنه &laqascii117o;لا يكون الحوار تحت تأثير سلاحه وتأثير عرض العضلات الذي نشهده يومياً". أما الدعوة إلى الهدنة، فرأى أنها &laqascii117o;تؤكد ما نقوله نحن بأن الحكومة ليست حكومة وفاق وطني وأن الخلافات ما زالت قائمة"، وتعني نسيان بند السلاح &laqascii117o;ربما لمراهنات على أمور متعددة، إقليمية ودولية، وربما لمراهنات على تغيّرات داخلية".
واكتفى النائب دوري شمعون بالقول &laqascii117o;إن المسيحيين ليسوا في حاجة إلى نصائح" من نصر الله &laqascii117o;وعندما تتعلق المسألة بمصلحة لبنان وقضيّته، فالمسيحيون يعرفون تماماً ماذا يفعلون".
أما عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت، فـ&laqascii117o;استهجن" كلام نصر الله وتوقيته، ووصفه بأنه &laqascii117o;نوع من لعبة بلياردو، لأنه موجّه إلى جميع المعترضين على السلاح، لا إلى المسيحيين فقط"، &laqascii117o;كأنه ممنوع على أحد الحديث عن موضوع السلاح"، رادّاً على ذلك بأن &laqascii117o;أهمية القرار الدولي 1559 في كونه ركيزة أساسية للقرار 1701، لذا لا يمكن إلغاء إحدى ركائز الـ1701 لأنه حماية للبنان".
وبلهجة أخف، قال زميله في الكتلة النائب عمار حوري &laqascii117o;لا شك في أن السيد نصر الله يعتمد الأسلوب الهادئ والمنفتح في مكان ما، وهناك أمور نتفق عليها، وأمور أخرى لا نتفق عليها. ربما من الأمثلة عليها إسداء النصائح إلى الآخرين والحديث عن هدنة بين اللبنانيين، ما يوحي بأن بين اللبنانيين حالة حرب". ورأى أن &laqascii117o;الجميع في السياسة اللبنانية في وضع متكافئ، حيث لا أفضلية لفريق ليقدّم نصائح إلى سواه".
ومن كتاب معاكس، قرأ النائب نبيل نقولا كلام نصر الله بأنه &laqascii117o;يصبّ في خانة التفاهم والتهدئة والحوار، لأنه لا يمكن بعض المسيحيين أن يعدّوا أنفسهم خارج الوطن ويستمروا في علاقات خارجية يرون أنها تحميهم"، كما قرأ فيه تذكيراً &laqascii117o;لبعض مسيحيي 14 آذار الذين لا يزالون يعتمدون الخطاب المتشنّج".
وفي مجال لا يبعد عن الموقف من حزب الله، أكد حزب الكتائب أمس &laqascii117o;ثباته على مواقفه من خلال مشروع الطعن بالفقرة السادسة من البيان الوزاري أمام المجلس الدستوري"، معتبراً أن الردود عليه بأنه &laqascii117o;ليس للبيان الوزاري أي قيمة أو صفة قانونية أو دستورية"، يبرّئ الدولة &laqascii117o;من مسؤولية أي عمل عسكري يقدم عليه حزب الله، خلافاً لما تدّعيه دولة إسرائيل. ويكفي أن تكون مبادرة الكتائب قد حققت هذا الإنجاز للدولة لتكون قد أدت غاياتها المنشودة"، فيما نعى مسؤول الهيئة الاغترابية في الحزب أنطون ريشا، الطعن، بعد تعذّر تقديمه إلى المجلس الدستوري، نتيجة عدم التمكن من جمع تواقيع 10 نواب، لأن &laqascii117o;هناك بعض الأشخاص الذين يصرّحون خلال الاستعراضات الكلامية بكلام يتصرّفون عكسه على أرض الواقع".
ـ صحيفة 'الديار'
فيما يتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى فرنسا لقضاء عطلة الاعياد، عاد رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت حيث يعكف على دراسة الملفات والورشة التي تنتظر عمل الحكومة من الموازنة الى الانتخابات البلدية الى ملف التعيينات. ورغم الحادث الامني الذي وقع في الضاحية الجنوبية اشارت المعلومات الى قدوم عدد كبير من المغتربين والمصطافين العرب والاجانب الى لبنان لقضاء عطلة الاعياد في ربوعه حيث فاقت الحجوزات في الفنادق والمطاعم كل التوقعات وزادت بنسبة كبيرة عن العام الماضي، وعلم ان وزارة الداخلية اعدت خطة امنية بدأ تنفيذها وتقضي بانتشار كثيف لعناصر قوى الامن الداخلي على الطرقات وفي مختلف المناطق اللبنانية للسهر على راحة المواطنين، كما تم الاستعانة بأكثر من 300 عنصر من امن الدولة للمشاركة في الاجراءات الامنية، حيث سيشرف وزير الداخلية على هذه الاجراءات شخصياً ايام العيد.
الى ذلك استبعدت مصادر متابعة ملف التعيينات ان يتم انجازه في وقت قريب وتوقعت ان يتم فصل التعيينات الامنية عن التعيينات الادارية لصعوبة الملف الاول، مع امكانية الوصول الى تفاهم حول التعيينات الادارية ترضي الاطراف، وخصوصا ان الاسماء باتت شبه محسومة، وعلم ان العميد بهيج وطفه الذي يتولى قائد الدرك في جبل لبنان حاليا سيتولى مديرية الدفاع المدني، بالاضافة الى اسماء المحافظين التي باتت معروفة.
وقال مرجع نيابي بارز ل &laqascii117o;الديار 'ان المجلس النيابي بدأ ورشته وهو مستمر فيها، وينتظر الحكومة لكي يواكبها بالورشة الموعودة، ودعا المرجع النيابي الى الاستعجال بموضوع التعيينات الادارية والتي باتت ضرورية لان ما بين 41 الى 45% من وظائف الدولة بحاجة الى تعيينات، وهذا الملف يجب بحثه في اول جلسة لمجلس الوزراء بعد الاعياد. واكد المرجع النيابي تمسكه بطرح إلغاء الطائفية السياسية واعتبر حديث الكتائب عن الطعن بالفقرة السادسة من البيان الوزاري مجرد اثارة غبار وبدون طعمة، وهو الطعن بالطعن.
ـ صحيفة 'اللواء'
بين الميلاد ورأس السنة، ما يزال حادث الانفجار الذي وقع في مركز لحركة <حماس> في احد احياء الضاحية الجنوبية من بيروت وعشية التجمع العاشورائي الكبير الذي دعا اليه <حزب الله> اضافة الى الرسالة السياسية التي بعث بها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى المسيحيين، والتي لم تلقَ صدى ايجابياً، لا عند المؤسسة الكنسية، ولا لدى احزاب قوى 14 آذار من المسيحيين، في واجهة المتابعة والاهتمام، وان لم يكن ثمة رابط بينهما سوى الجغرافيا. وفي حين تجري التحقيقات في متفجرة الضاحية وسط تكتم حديدي وحذر من استباق النتائج، جهر كل من حزبي <القوات اللبنانية> والكتائب في اعلان موقف مناهض لدعوة نصر الله للمسيحيين باعتبار مصالحهم في لبنان وليس في الخارج، فيما كانت الاوساط السياسية والدبلوماسية تحاول ايجاد الخلفيات والتبريرات لهذا الموقف المفاجئ في توقيته وسياقه، بعد سلسلة من المواقف كان آخرها قبل 24 ساعة، الدعوة للاتفاق على هدنة لمدة عام يجري خلالها تبريد الساحة الداخلية.
ومع ذلك، وبانتظار انتهاء اجازة الاعياد، وبدء السنة الجديدة، فإن الاوساط السياسية تربط ما بين هذه التطورات واحياء طاولة الحوار بعد اعادة النظر بتركيبتها، وربما بجدول اعمالها، باعتبار ان الاحداث التي تخرق الهدوء السياسي على صلة بها. وغداً يتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى باريس في اجازة خاصة تستمر بضعة ايام يمضيها والعائلة في العاصمة الفرنسية، من غير المستبعد ان يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في لقاء غير رسمي، على ان يعود مطلع العام الجديد الى بيروت، لمباشرة العمل في الاعداد لاستئناف طاولة الحوار، بعد التفاهم على تحديد المعايير التي سيتم على اساسها ترتيب هذه الطاولة في ضوء نتائج الانتخابات النيابية والوضع السياسي القائم. وقالت مصادر مطلعة انه بات بحكم المؤكد ان يجري توسيع الطاولة، من دون ان تتوضح افاق هذا التوسيع، وان كان مفهوماً انه بسبب مشكلة التمثيل الارثوذكسي والكاثوليكي.
وبحسب هذه المصادر ايضاً فإن موضوع التعيينات الادارية والقضائية وما يندرج في اطاره من خطوات وعناوين لاصلاح الادارة، سيكون من البنود الرئيسية والساخنة على طاولة مجلس الوزراء في بعبدا مطلع العام الجديد، للانتهاء من ملء الشواغر في الادارات الرسمية، على الرغم من ان هذا الملف يتطلب جهوداً واتصالات للتفاهم على مبدأ الية التعيينات وابعادها عن منطق المحاصصة.
وفيما لفت وزير الدولة جان اوغاسبيان، في هذا الاطار، الى ان ليس هناك اي قرار سياسي واضح وثابت بابعاد التعيينات عن المحاصصة السياسية قالت مصادر مطلعة في قصر بعبدا امس ان الاختيار سيتم وفقاً لمعايير الخبرة والكفاءة، طبقاً للآلية التي ستضعها وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية.
انفجار الضاحية وبخصوص انفجار الضاحية، فإن التحقيق يركز على جلاء الأمور والملابسات المحيطة به وحسم أحد احتمالين:
الاول: حدوث اختراق خارجي اوصل المتفجرة إلى داخل مركز حركة <حماس>، وهو أمر يتسم بكثير من الحساسية لأمن <حزب الله>، فضلاً عن أمن <حماس>، ويعتبر بمثابة ضربة جديدة لأمن الحزب الذي يحرص على احاطة المربعات الأمنية التي تتواجد فيها قياداته بسياج أمني حديدي.
الاحتمال الثاني، أن يكون العنصران اللذان قضيا في الانفجار ورفاقهما يقومان بمهمة توضيب الأسلحة والمتفجرات الموجودة في المركز، وحصل معهما خطأ ما ادى إلى حصول الانفجار.
ورغم نتائج هذا الاحتمال الموجعة بالنسبة إلى سقوط ضحايا وجرحى، فهو يبقى اهون على أمن <حزب الله> وأمن <حماس> من الاحتمال الأوّل.
ومما يرجح هذا الاحتمال، منع وصول ممثلي السلطة الأمنية والقضائية إلى مكان الانفجار قبل انتهاء أعمال الشاحنات الثلاث التي تولت نقل محتويات المركز السليمة إلى مكان آخر.
أما بخصوص احتفالات عاشوراء، والتي كانت لافتة هذه السنة بالحشود الضخمة التي رافقتها سواء في الضاحية أو في المدن والبلدات الشيعية، فقد توقف زوار بكركي عند مضمون <النصائح> التي وجهها السيد نصر الله في خطابه الى المسيحيين، وخاصة إشارته أو دعوته الى <قراءة دقيقة للمتغيرات الدولية ولحسابات المصالح وكيف تنعقد التسويات الدولية والإقليمية وعلى حساب من> والى أن <مصالح المسيحيين تكمن في لبنان وليس في أي بلد آخر>، واعتبروه بمثابة تهديد مبطن للوجود المسيحي في البلد، رغم التفاهم المعقود بين الحزب وأحد أبرز القوى المسيحية عبر <التيار الوطني الحر>. واعتبرت هذه الأوساط أن نصر الله قد ناقض نفسه في الخطاب ذاته، عندما أعلن أنه لن يرد على الحملات التي تستهدف سلاح المقاومة، ثم عمد الى توجيه <النصائح> للمسيحيين بضرورة الالتقاء والنقاش فيما بينهم للتفاهم على الخيارات التي تلتقي مع خيارات سائر اللبنانيين، واعتبرت هذه الدعوة من قبل نصر الله بأنها مؤشر الى سقوط الهدنة السياسية التي كان اقترحها قبل 24 ساعة من خطابه . وقال هؤلاء الزوار إن هذا التهديد المباشر للمسيحيين يعيدنا الى زمن الاستقطاب الذي تم تجاوزه بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وبعودة العلاقات بين لبنان وسوريا.
أما المكتب السياسي لحزب الكتائب فقد أصدر بياناً بعد إجتماعه الدوري الأسبوعي، وصف فيه <نصائح> نصر الله، بالتحذيرات للمسيحيين، ودعا نصر الله إلى تطبيق نصائحه على نفسه لان خياراته هي التي تورط لبنان وتنتقص من سيادته وتعطل المؤسسات وتمنع الأجهزة الأمنية من القيام بأبسط واجباتها لاسيما في الجنوب والضاحية، وتربط لبنان بمشاريع خارجية من شأنها أن تستدرج اسرائيل مجدداً إلى لبنان. وقال إذا كان <حزب الله> يريد فعلاً الحوار والمحافظة على جو التهدئة، فحري به أن يغبر خطابه وسياسته وخياراته.
تجدر الإشارة إلى أن الكتائب الذي اجتمع بغياب رئيسه الرئيس أمين الجميل الموجود خارج لبنان، أوضح أنه لم يهدف من الطعن بالبند السادس من البيان الوزاري المزايدة على حلفائه او احراجهم ولا إقلاق نوم الآخرين، بل نقل الإختلاف في النظرة إلى قضايا الأمن والدفاع من السجال السياسي إلى النقاش الدستوري فلا تتعطل مسيرة الحوار والتقارب والمصالحات، مشيراً الى ان بمجرد الإجماع على أن ليس للبيان الوزاري أي قيمة أو صفة قانونية أو دستورية من شأنه أن يحرر الدولة حاضراً ومستقبلاً من الإعتراف بسلاحين وجيشين، كما يبرئها أمام المجتمع الدولي من مسؤولية أي عمل عسكري يقدم عليه <حزب الله> خلافاً لما تدعيه إسرائيل، وإذ ذاك يكفي أن تكون مبادرة الكتائب قد حققت هذا الإنجاز للدولة لتكون قد أدت غاياتها.