- صحيفة 'السفير'
مايسة عواد
يبدو ان وزارة الخارجية البريطانية هي من أكثر الوزارات حماسة لمصطلح &laqascii117o;الدبلوماسية الرقمية" والأكثر استعداداً لخوض تجربة التفاعل مع متصفحي الشبكة العنكبوتية. فقد أُعلن رسمياً، أمس، عودة السفيرة البريطانية في لبنان فرانسيس غاي إلى التدوين بعد انقطاع مُستمر منذ مطلع آب 2008. وبهذا، تكون غاي السفيرة الوحيدة في لبنان التي تعتمد التدوين وسيلة للتفاعل مع متصفحي الانترنت، وهو أمر قابل للانسحاب على غيرها من الديبلوماسيين، ومن يدري، ربما السياسيين اللبنانيين في مرحلة لاحقة.
لكن اللافت في تجربة غاي، ان المدونة تُترجم أيضاً إلى اللغة العربية ومرتبطة مباشرة بموقع السفارة البريطانية في لبنان. فألا يتعارض هذا مع مبدأ التدوين الذي يقوم على كتابة شخصية بعيدة عن الخطاب الرسمي المعتاد؟ تشرح عبير برير من المكتب الإعلامي في السفارة البريطانية في اتصال مع &laqascii117o;السفير" أصل المبادرة، من دون أن تجيب مباشرة على السؤال الذي لا تملك جوابه ربما إلا غاي وحدها: &laqascii117o;بدأت الفكرة منذ فترة، عندما تنبهت وزارة الخارجية إلى صعود نجم التدوين وطلبت من السفراء التدوين مداورة لمدة محددة، خاضت السفيرة غاي التجربة ثم توقفت، والآن باتت هناك إمكانية كي تعود بشكل مستدام". لا تخفي برير ان السفارة تسعى إلى أكبر قدر ممكن من التفاعل مع قراء غاي، سواء عبر تحفيز الردود والأسئلة أم عبر التفكير بالانفتاح على مواقع تشبيك اجتماعية وأخرى بالإمكان التعاون معها: &laqascii117o;ربما نجد صفحة خاصة بالسفيرة غاي على &laqascii117o;فايسبوك" قريباً، لكن هذا لا يعني إلغاء المدونة عن موقع السفارة"، كما تشرح برير.
عند الإطلاع على ما دوّنته غاي، يبدو معظم ما كتب مدروس بعناية وذي طابع رسمي ينسجم مع مهامها الدبلوماسية: من تقليد أحد موظفي السفارة البريطانية في لبنان وسام الإمبراطورية البريطانية الفخري، إلى دور الصليب الأحمر في اسعاف طاقم الباخرة التي غرقت قبالة طرابلس وكان على متنها بحارون بريطانيون، مروراً باجتماعها مع وسيم هنود حول مسألة المفقودين. بينما تبقى التدوينة الأكثر شخصانية عن الميلاد: &laqascii117o;عيد الميلاد في الشرق له طابع ديني وجدي نوعاً ما أكثر ممّا هو عليه في بلادي. ربّما في يوم ما سأحاول زيارة بيت لحم؛ ليس بالضرورة لأنّني متديّنة، ولكن بحكم المسافة القريبة التي تفصلنا، قد يكون ذلك الخيار الأصحّ. لسنوات خلت كنت استمتع بسماع رتبة القداس من بيت لحم عبر خدمة &laqascii117o;بي بي سي" العربية على جهاز الراديو. وهو لأمر جيد أن يمر قداس هذه السنة بسلام وبوجود عدد لا بأس به من المصلين. ولكنني فوجئت بالأرقام التي ذكرها المذيع: قبل 30 عاماً"، أكثر من 30% من فلسطينيي الضفة الغربية كانوا من المسيحيين؛ أما اليوم، فيوجد أقل من 2٪". غلبة الخطاب الرسمي، أقله حتى اللحظة، يظهر التدوين كواحدة من مهام غاي كسفيرة، لا كمتنفّس شخصي بحت. فهل ستغير غاي في توجهها هذا قريباً أم ان الكلمة الفصل ستظل ملك الخطاب السياسي؟ القرار بطبيعة الحال ملك لغاي لكن برير تعلّق &laqascii117o;هي واجهة السفارة. قد تكتب أموراً شخصية، لكنها في نهاية المطاف تبقى ممثلة الحكومة".
عنوان المدونة http://ascii117kinlebanon.fco.gov.ascii117k/en/