- صحيفة 'السفير'
مها بيضون
بعدما أعلنت مجموعة من الاعلاميين اللبنانيين عن العمل على إنشاء &laqascii117o;نقابة الإعلاميين اللبنانيين" التي تعنى بتنظيم أمور المشتغلين في المؤسسات الإعلامية، من صحافيين وإداريين وتقنيين وذلك &laqascii117o;بهدف تأمين الحصانة اللازمة لهم وحمايتهم من التجاوزات التي تطال عملهم الإعلامي" على حد قول صاحب الفكرة الزميل باسل العريضي، برز إلى الواجهة مؤخراً خبر توجه مجموعة أخرى من الزملاء (أبرز الناشطين فيها الزميل ملحم رياشي) إلى وزارة العمل لانجاز مشروع مشابه ولو انه محصور بالإعلاميين ولا يشمل المصورين مثلاً. وبالفعل، تم التقدم بطلب إلى الوزير بطرس حرب لإنشاء نقابة تحمل اسم &laqascii117o;نقابة الإعلاميين في لبنان"، مرفقاً بنظام داخلي يشرح طبيعة عملها والأهداف المرجوة من قيامها. وأوعز الوزير بتسجيل الطلب في ديوان الوزارة على أن يسلك طريقه القانونية إلى المدير العام لكي يقوم بدوره برفعه إلى مكتب الوزير لإجراء المقتضى.
اللافت ان المشروعين يتقاطعان حول النقاط نفسها والتي يتلخص أبرزها في معاناة الإعلاميين من &laqascii117o;سوء تنظيم في نقابتي الصحافة والمحررين" كما يقول كل من الزميلين رياشي والعريضي لـ&laqascii117o;السفير"، مع تأكيدهما عدم تعارض دور أي نقابة جديدة مع دور نقابتي الصحافة والمحررين الحاليتين.
لكن ألا يؤدي بروز كيانين مختلفين يقولان انهما يريدان ضمان حقوق الاعلاميين اللبنانيين إلى شرذمة الجسم الإعلامي في حقيقة الأمر لا توحده، خصوصاً انه بدا واضحاً غياب التنسيق بين المجموعتين برغم علم كل واحدة بفكرة الأخرى ووجود تواصل بينهما في مرحلة سابقة؟.
يقول الزميل ملحم رياشي أن سبب تقديم المشروع للوزارة من دون الاتفاق مع الزملاء الذين طرحوا فكرة &laqascii117o;نقابة الاعلاميين اللبنانيين" هو &laqascii117o;ان الصحافيين لا يسعهم الانتظار أكثر. كنا بحاجة إلى التحرك الفوري. ما بدنا ننطر حدا". مشدداً على أن حالات الصرف التعسفي التي حدثت في العديد من المؤسسات مثل &laqascii117o;أل بي سي" و&laqascii117o;النهار &laqascii117o; و&laqascii117o;أي أن بي" وغيرها سرّعت اتخاذ خطوات عملية للمشروع. ويؤكد ان هدف النقابة التي يسعى إلى تأسيسها مع عدد من الزملاء هو &laqascii117o;جمع شمل الإعلاميين التابعين لكل وسائل الإعلام المكتوبة والتلفزيون والانترنت وحتى الملحقين الإعلاميين في السفارات والمستشارين ضمن كيان واحد". وعند سؤاله عن الاختلاف إذاَ بين فكرة النقابتين المطروحتين يقول رياشي: &laqascii117o;تختلف النقابة التي نسعى إلى تأسيسها عن تلك التي يعمل على إنشائها الزميلان باسل العريضي ووليد عبود، بأن الفكرة الثانية تقول بضرورة إدخال كل العاملين في الحقل الإعلامي من دون استثناء ما يشمل المصورين وغيرهم، وهذا الأمر لا يسمح لها(أي للنقابة المفترضة) بالدخول إلى المجلس النيابي" (أي أنها لا تبصر النور هناك).
بدوره، يرفض العريضي مقولة ان النقابة التي يسعى وبعض الزملاء إلى تأسيسها لا تستطيع الحصول على موافقة المجلس النيابي لأنها تضم مصورين وغيرهم وتشمل العاملين في شركات الإنتاج والإعلانات، ويُشدد أن الهم الأساسي الذي يتم السعي إليه حالياً هو &laqascii117o;تحصين الصحافي من أي أذى يتعرض له ويلحق به. وعلينا ان نتماشى مع التطورات الحاصلة في عالم الإعلام وتوسيع بيكار النقابة ليشمل كل العاملين وليس الصحافيين فقط، وأولى خطواتنا ستكون جمع أكبر عدد ممكن من العاملين في وسائل الإعلام، وذلك عبر إجراء إحصاء شامل لهم. يلي هذه الخطوة الذهاب إلى مجلس النواب لتقديم مشروع إنشاء نقابة. لا نريد ان نكون جمعية بل هدفنا ان نكون نقابة جامعة لذلك ندرس خطواتنا على مهل".
واللافت أن العريضي يؤكد ان التوجه إلى الوزارة (كما فعل رياشي والزملاء) يتيح الحصول على ترخيص كجمعية لا كنقابة، بينما يشير رياشي ان الانتهاء من الاجراءات في وزارة العمل يتيح الحصول على ترخيص من قبل المجلس النيابي في مرحلة ثانية من العمل.
في المحصلة، لا يبدو ان هناك نية لتوحيد الفكرتين في طرح واحد برغم الحاجة إلى تكتل موحد يجنب الإعلاميين الانقسام، فهل يصل &laqascii117o;الفريقان" إلى هدفهما المنشود أم ان التعقيدات القانونية، وربما خلافات في الجسم الإعلامي نفسه، ستكون السبب للاطاحة بالفكرة، فنخرج بعدها خاليي الوفاض، اي بلا &laqascii117o;نقابة الإعلاميين اللبنانيين" ولا &laqascii117o;نقابة الإعلاميين في لبنان"؟