صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 29/2/2008

تنوعت اهتمامات المعلقين والمحللين في الصحف اللبنانية وتوزعت المقالات التي كتبوها في الصحف اللبنانية اليوم الجمعة بين العديد من القضايا، وإن كان الجامع الاساس بينها هو الأزمة اللبنانية المتفاعلة بكل بنودها وتفاصيلها ولا سيما في المجالين السياسي والأمني في ظل وجود أكثر من معطى جديد يدخل في إطار تصعيد هذه الأزمة.

ـ صحيفة اللواء
صلاح سلام:
يبدي ديبلوماسي عربي مخضرم تفهماً كبيراً للأسباب والدوافع التي تجعل السيد حسن نصر الله يتمسك بهذا الخطاب التعبوي الشعبي، ذات النبرة العالية، وهو يخوض معركة فاصلة مع العدو الصهيوني، وحليفته الكبرى أميركا من جهة، ويتصدى لصراعات سياسية مريرة ذات طبيعة طائفية ومذهبية معقدة في الداخل اللبناني، من جهة ثانية. وبالتالي فإن الحزب بحاجة للحفاظ على تعبئة جمهوره، وضمان تماسكه خلف قيادته، رغم الظروف السياسية والنفسية والمعيشية الصعبة المهيمنة على الوضع اللبناني. ولكن ما يفاجئ الديبلوماسي الخليجي المتابع 'للدراما اللبنانية المستمرة'، على حد قوله، منذ أحداث السبعينات، وما حملته من حروب عبثية ومعارك إقليمية، ما يسميه 'الانعطافة الواسعة' لحزب الله نحو الداخل اللبناني، وتحوله الى طرف مباشر في مناورات الزواريب السياسية الضيقة، وفي احتكاكات الشوارع المذهبية التي اعتادت التعايش الإسلامي الحضاري على مر القرون، الأمر الذي أفقد الحزب هالة المقاومة المنتصرة على الاحتلال الاسرائيلي، وأحبط انتشار بريق السيد حسن نصر الله في العالمين العربي والإسلامي، إثر الانتصار التاريخي الذي تحقق في حرب تموز 2006 .

ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
ليس بمقدوره ضبط أعصابه. لا مهدّئات ولا خلف ذلك من أدوية الأعصاب تنفع في حالته. حتى الكميات الإضافية من الكحول لم تعد قابلة لضبط جهازه العصبي بما يمنعه من الفوضى العقلية التي تجعله يقول ما يقوله في نفسه لحظة التأمل التي يلجأ إليها في حالة ارتفاع منسوب الثأر. ويبدو أن حالة جنبلاط قابلة للتدهور يوماً بعد يوم، وخصوصاً عندما يشعر بصعوبة مناقشة كل من حوله. وهو أصلاً تجاوز هذه المرحلة منذ وقت طويل (...).قبل يومين، كتب أبرز المعلقين الأمنيين في &laqascii117o;هآرتس" وأكثرهم دقة بحسب تسلسل الأحداث أمير أورن عن مشكلة يواجهها دروز من عرب الـ1948 مع الشرطة الاسرائيلية، وفي السياق يتذكر أحوال دروز لبنان والحساسية التي يبرزونها في وجه من يقيم الى جانبهم ويقول &laqascii117o;مرت سنوات، وفي صيف 1982 التقى وزير الدفاع أرئيل شارون مع الرئيس اللبناني الراحل بشير الجميّل. وأعلن رئيس الكتائب في حينه أنه قريب من سحق زعيم الدروز في لبنان، خصمه وليد جنبلاط. وكان لشارون والجنتلمان، الذي يكنّ العداء لسوريا لقتلها أباه، أصدقاء مشتركون، بينهم رئيس الموساد اليوم مئير داغان؛ ولكن الجميّل تبجح بأن المجموعة الصاعدة في الطائفة الدرزية هي حليفته، عائلة يزبك. وطالب قائلاً: &laqascii117o;أخرجوا دروزكم". فاستسلم شارون ووعد بأن يبعد ضباط الجيش الاسرائيلي من أصل درزي عن مناطق الاحتكاك بين المسيحيين والدروز".الأهم في هذه الاستعادة الإسرائيلية لحوار منذ 26 عاماً هي الإشارة الى داغان. هل تعرفون من هو هذا الرجل. إنه الرئيس الحالي لجهاز &laqascii117o;الموساد" الإسرائيلي، الذي تلقى ترقية أخيراً لأنه حقق لإسرائيل إنجازاً كبيراً هو: تصفية عماد مغنية. نفسه عماد مغنية الذي قال عنه جنبلاط إنه ليس شهيداً، وإنه إرهابي، واتهمه بأنه يقف وراء عمليات الاغتيال في لبنان... تذكروا هذا الكلام جيداً!.

ـ صحيفة الأخبار
وفاء عواد:
(...) بعيداً عن أسباب تأجيل الاجتماع الذي كان قد أعلن عنه مسبقاً (بين حزب الله ومسؤوليين فرنسيين) ولو لـ&laqascii117o;دواعٍ أمنية" كما أوضحت المصادر الفرنسية، فقد علمت &laqascii117o;الأخبار" أن اجتماعاً ثنائياً سيعقد بين المسؤول الفرنسي ومسؤول رفيع في &laqascii117o;حزب الله" خلال اليومين الجاريين، وذلك في إطار تحرّك فرنسي جديد فسّره أحد المراقبين السياسيّين بأنه &laqascii117o;يأتي تعبيراً عن المأزق الذي يعاني منه الفرنسيون في لبنان، تحت عنوان: الرغبة في التحرّك والخوف من الأميركيين من أي تحرّك. فإما أن تكون الإمرة للأميركيين، ما يحيل الدور الفرنسي الى مجرّد أداة تنفيذية، وإما أن يأتي التحرّك خارج الإرادة الأميركية، فيكون الفشل هو المصير الحتمي لأي مسعى".ووفق قراءته، يلفت المراقب الى أن الفرنسيين &laqascii117o;بدأوا، منذ أشهر قليلة، باعتماد أسلوب الدبلوماسية المستترة، &laqascii117o;طاقية الإخفاء": يعلنون شيئاً إرضاءً للآخرين، ويقومون بعمل ما تحقيقاً لرغباتهم" .

ـ صحيفة الأخبار
عبد الكافي الصمد:
لم يمر اللقاء التضامني مع المقاومة وشهدائها في معهد العلوم الاجتماعية ـ الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية، من دون إشكالات بسيطة تطوّرت وكادت تؤدّي إلى صدامات واسعة بين أنصار الموالاة والمعارضة داخل حرم المعهد، وفي الشوارع المحيطة به في محلة القبّة بطرابلس، لولا تدخّل القوى الأمنية التي فصلت بين الفريقين.ويأتي اللقاء الذي نظمه مجلس طلاب الفرع الثالث للمعهد في أجواء استشهاد المجاهد عماد مغنية. وفي أثناء انطلاق فعاليات النشاط سادت المعهد وباحته الخارجية التي يتشارك فيها مع كليتي الآداب والحقوق، أجواء غير عادية نتيجة حصول تجمّعات جانبية لطلاب من المعارضة والموالاة، ترافقت مع انتشار أمني كثيف نفّذته عناصر قوى الأمن الداخلي عند المدخل الرئيسي.من جهتهم، تجمع أنصار &laqascii117o;تيّار المستقبل" على دفعات قبالة المدخل، بعدما تواترت إليهم أنباء مفادها أنّ النّائب السابق ناصر قنديل سيلقي كلمة في اللقاء، وهو ما نفاه المنظمون الذين لفتوا إلى أنّ الأمر &laqascii117o;مجرد شائعة الهدف منها التحريض ضدنا، ولو كان قنديل سيحضر لأعلنّا ذلك من دون خجل أو خوف من أحد".(...) للقراءة.

ـ صحيفة السفير
جورج علم:
استنادا الى ما هو متداول ، هناك مؤشرات خمسة تدعو الى اليقظة والتنبه والمتابعة، أولها: ان تداعيات اغتيال القيادي في &laqascii117o;حزب الله" عماد مغنيّة لا تزال تتفاعل. ولم تكن دوافع التعبئة من طرف واحد، فهناك الجانب الإسرائيلي أيضا الذي يعيش حالة من الذعر على خلفيّة ان &laqascii117o;الحزب" قد ينتقم قبل ذكرى الأربعين، ويقوم بعمليّة نوعيّة كبيرة ربما في الداخل الاسرائيلي، لذا انصرفت حكومة إيهود أولمرت الى اتخاذ احتياطات استثنائيّة صارمة، الأمر الذي زاد من حشرية عواصم الدول المعنيّة لمتابعة حقيقة ما يجري وراء الكواليس، وايضا على الارض من خطوات ومؤشرات معبّرة.
الثاني، ينطلق من المبادرة العربيّة، والمصير الذي آلت اليه بعد جولة الامين العام عمرو موسى الأخيرة في بيروت، كما ينطلق من الفراغ السياسي على الساحة، ومن انعدام الحوار ومعه الحلول الوسطيّة، وأيضا من غياب الثقة، والتلهي بكلام غير دقيق مفاده أن &laqascii117o;اللاّمتفاهمين قد تفاهموا" على إبقاء الوضع في الداخل مستقرا وتحت السيطرة، في الوقت الذي يقرّ فيه الجميع ويعترف &laqascii117o;بأن عود ثقاب كفيل وحده بإحراق البلد ومن دون روادع "
أما المؤشر الثالث فكان مع خروج عمرو موسى من بيروت ليقول بأن الازمة الداخليّة هي من نتاج خارجي، وان الصراعات العربيّة ـ العربيّة ترخي بثقلها الى حدّ ان الفرقاء اللبنانييّن قد أعطوا كلّ ما عندهم، ولم يعد من الممكن مطالبتهم بالمزيد، .
الرابع، كان القرار &laqascii117o;شبه المشترك" الذي اتخذته معظم دول الخليج والقاضي بنصح رعاياها بعدم السفر الى لبنان، والطلب ممن هم فيه المغادرة؟!.
أما الخامس، فمتصل بالموقف الاميركي الفظ بصراحته، والمتحرر من كل القيود الدبلوماسيّة.
وأخطر من كلّ ما تقدم، هو وجود قراءات وراء كواليس دبلوماسيّة لها قدرات استقصائيّة كبيرة، و&laqascii117o;رادارات " حساسة ومتطورة تلتقط جيدا &laqascii117o;الذبذبات" المحليّة والإقليميّة، تشير صراحة الى وجود سيناريوهات تحضّر، قد تكون البديل، إذا ما فشلت الجهود السياسيّة والدبلوماسيّة الناشطة لمعالجة التأزمات المتفاقمة في كلّ من لبنان والمنطقة... و&laqascii117o;حيث تفشل المراهم في معالجة القروح الملتهبة، فلا بدّ من عمليّة جراحيّة؟!"، أما كيف؟، ومتى؟، ففي الأمر.

ـ صحيفة النهار
اميل خوري:
يقول مصدر وزاري ان سوريا تظهر اهتمامها بأمور كثيرة والمطلوب واحد ألا وهو المحكمة ذات الطابع الدولي خصوصاً بعدما اقترب موعد مباشرة عملها مع اكتمال التغطية المالية المطلوبة لها واقترب ايضا موعد صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه بعد ان يصدر الشهر المقبل التقرير النهائي للجنة التحقيق الدولية وقد يكون اكثر وضوحاً من التقارير السابقة.

ـ صحيفة النهار
نبيل بو منصف:
ما يجري ينذر بمزيد قد يكون السيناريو الاقرب الى تصوره هو توزع مؤسسات الدولة ودوائرها اقطاعات، ما دامت أزمة الفراغ الرئاسي متجهة نحو تمديد لا أفق زمنياً يحده. فالامر لم يعد افتراضياً او مجرد هاجس بل هو الواقع القاهر بعينه الذي حوّل 'سلة التسوية' السند الحقيقي لقواعد الفراغ المنظم المحفز لكل الأنماط العشائرية داخل 'الدولة' وخارجها. لا تجد المعارضة حرجاً في توزيع وزراء مستقيلين على مواقع 'دائمة الدوام' او ذات دوام استنسابي ما دام احد لا يسألها كيف توفق بين محاربتها سلطة فاقدة الشرعية والميثاقية وحكومة مبتورة التمثيل ومماشاة هذه السلطة حين تقتضي المصالح الفئوية ذلك.فاذا كان هذا 'النموذج' يعكس عينة 'دستورية' من عينات الديموقراطية التوافقية، فلا غرابة اذن ان يشهد لبنان السابقة الاولى في تاريخ الديموقراطيات قاطبة مع استرهان موقع رئاسة الجمهورية واسره وشلّ الدولة والمصير الكياني برمته لسلة شروط يُراد لها ان تستبق انتاج سلطة جديدة بكل مفاصلها قبل انتخاب الرئيس الجديد.

ـ صحيفة النهار
عبد الكريم ابو النصر:
كشف ديبلوماسي غربي بارز ان كوشنير ابلغ الى مسؤولين كبيرين في قيادة 'حزب الله'، خلال اجتماع عقده معهما اثناء زيارته الاخيرة لبيروت، ان فرنسا تتمنى ان يصبح الحزب 'لبنانيا في الدرجة الاولى، وان يكون التأثير اللبناني عليه اقوى من التأثير السوري - الايراني عليه وعلى قراراته'، كما اكد ان فرنسا تريد تشجيع الحزب على القيام بدور سياسي وليس عسكريا، وان يساهم بالتالي مع الافرقاء الآخرين في بناء الدولة ومؤسساتها. وشدد كوشنير خلال هذا اللقاء على ان 'من مصلحة حزب الله عدم دفع الاوضاع نحو الفوضى والحرب الاهلية'، وان من مصلحته استمرار الدولة ومؤسساتها وليس انهيارها وتفككها. وردا على تساؤلات طرحها المسؤولان في 'حزب الله' قال كوشنير إن فرنسا 'تؤيد نزع سلاح حزب الله وتسليمه الى الدولة كما ينص على ذلك القرار 1559، لكنها ترى في الوقت نفسه ان هذه العملية يجب ان تتم في اطار الحوار الوطني والتفاهم الداخلي وليس عبر استخدام القوة المسلحة، وذلك حرصا على الامن والاستقرار في لبنان'. واوضح كوشنير ايضا انه غير قادر على تقديم اي ضمانات للحزب او لاي طرف في ما يتعلق بالمحكمة الدولية.واكتشف كوشنير ان طموحه الكبير كان وهما كبيرا، اذ تأكد له ان المعارضة تعطي الاولوية لارضاء النظام السوري ولتأمين مصالحه، على اساس ان ذلك يعزز موقعها في الساحة اللبنانية. وتأكد له ان المعارضة ليست قادرة على اتخاذ اي قرار من دون موافقة المسؤولين السوريين. كما ان نبيه بري كرر امام كوشنير مرارا ان المطلوب هو 'التفاهم اولا مع دمشق'، او التوصل 'الى اتفاق سوري - سعودي' حول عدد من المسائل قبل اي شيء آخر، مما يجعل المعارضة تساهم حينذاك في تسوية الازمة اللبنانية.


ـ صحيفة اللواء
انطوان حايك:
أوساط المعارضة تعتبر ان رئيس كتلة المستقبل النيابية نجح في تحويل الصراع السياسي في اتجاه مختلف ، فبعد ان كان السجال بين القطبين الشيعي الرئيس نبيه بري ، والسني ، النائب الحريري واوساطهما ، تحوّل بسحر ساحر الى سجال ماروني - ماروني على ملفات وطنية ، وعلى رأسها قانون الانتخابات الذي يعني جميع اللبنانيين من دون استثناء وبالتالي استبعاد الملف الرئاسي الذي يعني المسيحيين والموارنة اكثر من سواهم عن الصراع الدائر، مع الاشارة، وبحسب الاوساط ذاتها إلى ان ملف الفراغ الرئاسي هو ما يجب ان يتصدر الخطاب المسيحي ، على اعتبار ان الطوائف الرئيسية لم تخسر اي شيء من الناحية الاستراتيجية ، فالطائفة الشيعية ما زالت تمسك بالرئاسة الثانية ، بل انها تستأثر بها ، كما ان الطائفة السنية ما زالت على رأس الرئاسة الثالثة ، وتشد عليها وتمسكها بيد من حديد ، بما يؤكد ان الطائفة المسيحية هي من خسرت الرئاسة الاولى ، وذلك بصرف النظر عمن هو المعرقل او المسهل &bascii117ll; وتضيف هذه الاوساط ان الملاحظة التي يجب الاخذ بها هي توزيع الادوار بين موارنة الاكثرية ، ففي وقت بدا فيه ان قائد القوات اللبنانية سمير جعجع بدأ ينكفىء عن الساحة الاعلامية ، عاد الرئيس الجميل ليشكل رأس الحربة في مواجهة موارنة المعارضة دون سواهم ، مع الملاحظة ان جعجع هو الطرف الافعل في فريق الاكثرية أكان من حيث الشارع ، ام من حيث التمثيل البرلماني حيث يلفت المصدر المعارض الى ان الجميل لا يملك الشارع بشكل كبير ، كما انه لا يملك اي كتلة نيابية ، حتى يصح القول بانه لا يمون على صوت نيابي واحد في البرلمان الحالي على حد تعبير الاوساط &bascii117ll; وهذا بحد ذاته ما يمكن ان يضع اكثر من علامة استفهام حول مستقبل الوضع المسيحي عموما والماروني خصوصا ، لا سيما ان المعادلة المعمول بها في الشارع المسيحي راهنا ، هي الاضعف نيابيا ، في مواجهة الاقوى ، بما يعني ايضا ان المطلوب راهنا هو الطعن بحجم العماد ميشال عون وهو المفاوض باسم المعارضة مجتمعة ، وليس باسم موارنة المعارضة وحدهم &bascii117ll;

ـ صحيفة السفير
ساطع نور الدين:
الحشد مؤثر ومحرج في آن: مئات الآلاف من الشيعة العراقيين زحفوا الى كربلاء للاحتفال بأربعينية الإمام الحسين، في تقليد يرجع الى مئات السنين، لكنه انقطع اكثر من مرة عبر التاريخ العراقي القديم والحديث، الى ان بلغ احدى ذراه الكبرى أمس، بعدما كان قد استؤنف قبل خمس سنوات تحديدا. هو مؤثر بالمعايير الدينية والانسانية، لانه يعيد الى الاذهان صور الحج الاسلامي الى مكة المكرمة، او صور بعض الاحتفالات الدينية الاسلامية او الهندوسية. لكن المناسبة العراقية ليست احتفالية فقط: ذكرى الاربعين، وهي فكرة مستمدة من التراث الفرعوني، هي في العادة، خاتمة الاحزان على فقدان عزيز او قريب، تطوى بعدها مراسم العزاء والرثاء، ويمضي كل الى حياته الطبيعية. .اما الحرج في المناسبة، فهو ان احياءها بكثافة استثنائية خلال السنوات الخمس الماضية، اشكالية الاحتفال بالذكرى تكمن ايضا في ترسيخ الفكرة القائلة ان التشيع هو مرادف التفجع، الممتد حتى الاربعين، وهي اساءة كبرى الى كل ما انتجه الشيعة من فقه وفكر وثقافة، وفي اختزال اتباع المذهب بذلك الحشد من الذين يتفنون في طقوس تعذيب اجسادهم وايذاء نفوسهم تعبيرا عن كفارة غريبة تجاه الامام واهل البيت.. وعن تحد اشد غرابة للأشقاء الآخرين في الدين والوطن، الذين ينافسونهم ويتفوقون عليهم في تلك العودة السريعة الى التاريخ واكثر افكاره وسلوكياته تطرفا وعنفا.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد