صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت 1/3/2008

وصول المدمرة الأميركية كول إلى الشواطئ اللبنانية شغل اهتمام كل الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت في بيروت التي رأت في افتتاحياتها إن مرحلة ما قبل وصول المدمرة تختلف عما بعدها، نظراً لما سيعكسه هذا التطور من أحداث في المستقبل.

ـ صحيفة السفير:
لن يكون من السهل طمس الأصابع اللبنانية المشاركة في تغطية قرار ارسال المدمرة الأميركية «يو اس اس كول» الى قبالة الشواطئ اللبنانية، سواء ضمن المياه الاقليمية أو الدولية، ذلك أن قرارا كبيرا وخطيرا من هذا النوع، لا يمكن اتخاذه من دون ان تكون قد درست كل أبعاده ومعطياته السياسية وغير السياسية ما دام يستهدف لبنان ومقاومته وفلسطين والقمة العربية وسوريا. وإذا كانت واشنطن قد أعلنت منذ اللحظة الأولى أن القرار قد اتخذ بالتنسيق مع حلفائها في المنطقة (وطبعا لبنان)، فإن مصادر إعلامية عربية في العاصمة الأميركية جزمت لـ«السفير» بأن هناك جهات لبنانية (رفضت تأكيد ما اذا كانت رسمية أو غير رسمية)، «كانت على علم مسبق بالقرار الأميركي». ولعل هذا التأكيد يكشف عن حقائق كثيرة، كالانقلاب المفاجئ في الخطاب السياسي لبعض القوى السياسية اللبنانية قبل أسبوعين من القرار الأميركي وكذلك قرار بعض البعثات الأجنبية والعربية، وخاصة الأميركية، بحظر سفر رعاياها الى لبنان، فضلا عن أن التوقيت جاء عشية انجاز التقرير السادس للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أعرب فيه عن قلقه من تقارير أفادت بأن «حزب الله» ينتهك بشكل خطير حظر الأسلحة المنصوص عليه في القرار ,1701 محملا الحكومتين السورية والايرانية «مسؤولية خاصة في هذا المجال»!.
في هذه الأثناء، نفت الحكومة اللبنانية رسميا وجود سفن حربية أجنبية «في المياه الإقليمية اللبنانية»، في اشارة الى اعلان واشنطن رسميا عن ارسال المدمرتين «يو.اس.اس. كول» و«يو.اس.اس.ناساو» وأربع سفن حربية الى قبالة الشواطئ اللبنانية، وشددت الحكومة بلسان رئيسها فؤاد السنيورة على أنه ليس في المياه الاقليمية اللبنانية «إلا سلاح البحرية اللبنانية وقوات الطوارئ الدولية»، وقال «إننا لم نستدع أي بوارج حربية من أي جهة كانت». لكن ما لم يوضحه رئيس الحكومة نهائيا هو ما اذا كان قد تبلغ قرار الادارة الأميركية بإرسال بوارج أميركية خارج المياه الاقليمية اللبنانية، خاصة أن القرار «متصل اتصالا وثيقا بتعقيدات الوضع السياسي الداخلي في لبنان» باعتراف الأميركيين أنفسهم.
كما كان لافتا للانتباه أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جوردون جوندرو وفي معرض سؤاله عن موقف الرئيس السنيورة وعدم علمه بالخطوة الأميركية سارع للقول حرفيا وباللغة الانكليزية: «كلا، ما أريد أن أقول أنّ هناك مشاورات منتظمة مع رئيس الوزراء السنيورة وحكومته، كذلك مع حلفائنا في المنطقة، كذلك في أوروبا، حول الوضع في لبنان».
وقد أعطى موقف جوردون اشارات أولية بأن الأميركيين تشاوروا مسبقا مع الحكومة اللبنانية قبل ارسال بوارجهم، غير أن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة تولى توضيح موقف المتحدث الأميركي وترجمة نصه الحرفي وتعميمه وكذلك القول بالنيابة عن البيت الأبيض الأميركي إن ما نسب الى المسؤول الأميركي «هو كلام غير دقيق ولا اساس له من الصحة وجاء نتيجة ترجمة مغلوطة»!
وكان مستغربا أيضا كيف أن الفرنسيين قد أعلنوا رسميا أنهم تبلغوا بالقرار الأميركي، (يعني ذلك تلقائيا، ابلاغ قواتهم ضمن «اليونيفيل»)، فيما بادرت قيادة «اليونيفيل» في الجنوب اللبناني للاعلان عن عدم علمها بالخطوة الأميركية وأنها لم تكن منسقة معها وأن السلطة على المياه الاقليمية اللبنانية «تعود الى لبنان».
وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس لم يكن الجيش اللبناني، قد أصدر اي موقف رسمي من الاعلان الأميركي، على غرار ما فعلت «اليونيفيل».
وعلمت «السفير» أن الرادارات العسكرية اللبنانية التي ترصد بعمق 12 ميلا (حدود المياه الاقليمية اللبنانية) ورادارات «اليونيفيل» القادرة على الرصد بعمق خمسين ميلا من نقطة الشاطئ اللبناني، لم تكن قد رصدت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، أي بارجة أميركية أو غير أميركية في المياه الاقليمية اللبنانية لا بل وأبعد منها بعمق 38 ميلا في عمق البحر المتوسط.
وفي ظاهرة مشابهة لظاهرة ارسال الأسطول الأميركي الى شواطئ لبنان في صيف العام ,1982 ومن ضمنه البارجة الشهيرة «نيو جرسي»، والتي سبقها وصول الأسطول الروسي للمرة الأولى الى قبالة شواطئ لبنان وسوريا، فإن قرار إرسال البوارج الأميركية هذه المرة سبقه قبل حوالى شهر ونصف شهر، قيام البحرية الروسية بمناورة واسعة في البحر الأبيض المتوسط قبالة شواطئ لبنان وسوريا.
وعلم أن المناورة الروسية وهي الأولى من نوعها منذ العام ,1992 قد شاركت فيها أربع بوارج حربية بينها حاملة الطائرات «كوزنتسوف» و7 سفن و47 طائرة و10 مروحيات.
وتقدم الجانب الروسي أثناء المناورة بطلب رسمي من السلطات اللبنانية للحصول على اذن لاستخدام مطار بيروت الدولي في حالات الهبوط الاضطراري للطائرات الروسية، وعندما تأخر الجواب اللبناني، أبلغت السلطات الروسية لبنان أن النزول الاضطراري لا يحتاج الى اذن بموجب القانون الدولي، وهو الأمر الذي يسري على الطيران الأميركي الذي يمكنه أن يحط فجأة في مطار بيروت بذريعة «الدواعي الاضطرارية».
وذكرت صحيفة «فرجينيان بيلوت» الأميركية، في عددها الصادر أمس، أن مدمرة أميركية وأربع سفن ستحل محل المدمرة «يو اس اس كول» في شرقي المتوسط، وهي المدمرة البرمائية الهجومية «يو اس اس ناساو» المبحرة من المحيط الاطلسي الى شرقي البحر المتوسط، أربع سفن حربية، هي سفينة الإنزال «اشلاند» المصممة لنقل مشاة البحرية والمركبات، والمدمرة «روس» والمدمرة «بولكلي» والطراد «بحر الفيليبين»، بالإضافة إلى الغواصة الهجومية «الباني».
وأرخى قرار الادارة الأميركية بإرسال المدمرة «يو.اس.اس. كول» الى قبالة الشواطئ اللبنانية، بظلاله الثقيلة على الوضع السياسي اللبناني، وقال رئيس مجلس النواب نبيه إنه ما دام «الأميركيون يقولون إن ارسال المدمرة يستهدف سوريا لكي تكف عن التدخل في لبنان لماذا لم ترسل الى قبالة الشواطئ السورية».
وربط بري بين زيارة وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك الى الولايات المتحدة وبين قرار ارسال المدمرة الأميركية، وتوقف عند اعلان الفرنسيين أنهم كانوا على علم، وقال ان الهدف من هذه الخطوة هو ما يجري في غزة وأن يتم ما يجري فيها من دون أن يتحرك أحد للمؤازرة وكذلك الخوف من المقاومة في لبنان، معتبرا الخطوة الأميركية بمثابة تهديد حقيقي وليس مجرد عرض عضلات.
وقال بري «انها عملية تهديد .. والمطلوب حرف الانظار نحو موضوع لبنان لتغطية المجازر الاسرائيلية في غزة .. الاسطول هو لدعم اسرائيل في غزة». ورأى أن الاسرائيلي «يتحين الفرص للانتقام من لبنان لهزيمته.. والبوارج الاميركية قادمة في هذا الاطار».
وصدرت مواقف سياسية عن عدد كبير من القوى والشخصيات المعارضة وغير المعارضة وأبرزها للرئيس الدكتور سليم الحص الذي قال ان القرار الأميركي لن يخيفنا، فيما دعا الحزب الشيوعي اللبناني الشعب اللبناني للوقوف بوجه هذا العدوان الأميركي ومقاومة أدواته وما يحمله من مشاريع فتنة داخلية، مطالبا «الحكومة اللبنانية باعتبار الولايات المتحدة »عدوة للبنان وطرد الدبلوماسيين الأميركيين منه.
وبدت قوى الأكثرية متلعثمة أو مرتبكة في التعامل مع الخطوة الأميركية، وقال النائب وليد جنبلاط لـ«السفير» ان معنويات قوى 14 آذار «مرتفعة ولا تحتاج الى بوارج لرفعها»، وإن «كول» ليست البارجة الوحيدة في البحر الابيض المتوسط المليء بكل أنواع البوارج. وتابع «اطمئنوا.. 14 آذار كانت موجودة وستبقى اقوى ببوارج او من دونها».
الى ذلك، رفضت واشنطن انتقادات «حزب الله» في موضوع ارسال المدمرة الاميركية، وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض غوردن جوندرو للصحافيين «في شأن مخاوف «حزب الله»، يمكنني التعبير عن بعض المخاوف التي لدينا حيال تحركات «حزب الله»، وسأقف عند هذا الحد».
وأضاف «ثمة تواصل دائم على مستويات عدة. ولكن ليكن الامر واضحا، (وجود) سفن البحرية الاميركية في شرق المتوسط يهدف الى تأمين دعم للاستقرار الاقليمي». وتابع «اعلم اننا نشاطر رئيس الوزراء السنيورة الرغبة في معالجة الوضع في لبنان، وأن يتم هذا الامر على يد اللبنانيين». وتفادى المتحدث الاجابة عن اسئلة تتصل باستدعاء رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة القائمة بالاعمال الاميركية في بيروت ميشال سيسون للحصول منها على «توضيحات» حول ارسال المدمرة الاميركية.
وعشية اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، في الرياض، اليوم وغدا، والمخصص في جزء منه للوضع اللبناني، شهدت العاصمة المصرية، أمس، سلسلة مشاورات شارك فيها موسى قبل أن يتوجه الى دمشق مساء أمس. وعقد اجتماع وزاري ثلاثي ضم وزراء خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل ومصر أحمد ابو الغيط والأردن صلاح الدين البشير خصص للبحث في آخر التطورات العربية ومنها القمة العربية والوضع في لبنان.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن الاجتماع «يأتي في إطار التشاور المستمر بين الدول الثلاث خاصة فى ضوء اللقاءات التي عقدها قادة هذه الدول الاسبوع الماضي». وأضاف أن الاجتماع يأتي أيضا فى إطار الاعداد للاجتماع الوزاري العربي المزمع عقده يومي 5 و6 آذار المقبل.
واستقبل الرئيس المصري حسني مبارك، أمس، الوزير الفيصل الذي نقل اليه رسالة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تتعلق بالأزمة الراهنة في لبنان. ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» في عددها، أمس، عن مسؤولين عرب قولهم ان عددا من القادة العرب يعتبرون «أن فشل النظام السوري في التأثير على حلفائه اللبنانيين يعد العقبة الرئيسية أمام انتخاب رئيس جديد للبنان ويهدد بإفشال القمة العربية ما لم تدفع دمشق باتجاه حل وسط»، وأضاف المسؤولون أنفسهم أن القاهرة والرياض وعمان تسعى الى المقاطعة أو تخفيض التمثيل في القمة».
من جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن مباحثاته مع الرئيس السورى بشار الأسد، صباح اليوم، في دمشق، ستتركز على عدد من القضايا العربية على رأسها مناقشة الأزمة اللبنانية، بالإضافة الى الترتيبات الخاصة بالقمة العربية التي ستعقد في دمشق يومي 29 و30 آذار المقبل. ووصف موسى، في تصريحات للصحفيين في دمشق التي وصلها مساء أمس، ما يجري فى غزة بأنه أصبح خارجا عن كل الأنماط، مشددا على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي شديد، وأعرب عن اعتقاده أن اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب التي ستعقد في مقر الأمانة العامة للجامعة يومي الخامس والسادس من آذار وكذا القمة المقبلة ستتخذ هذا الموقف. ووصف موسى التحضيرات التي تجري بشأن القمة العربية بأنها تسير بشكل جيد، مشيرا إلى أن وفدا من الجامعة العربية قام بزيارة إلى دمشق مؤخرا حيث قدم تقريرا إليه حول التحضيرات.
محليا، اعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري تمسكه بقانون الانتخاب على اساس القضاء وفق قانون العام 1960 من دون تغيير او تعديل، وإلا العودة الى مطلب «أمل» باعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة او المحافظات الخمس مع النسبية. وقال «أي تغيير في قانون الستين لن يكون إلى تحت بل إلى فوق».
وكشف بري انه عين موعدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 11 آذار بين محطتي اجتماع وزراء الخارجية العرب وعقد القمة العربية، فإذا فشلت المبادرة العربية ولم يحصل الحل نهائيا، «هناك تحرك آخر» لم يكشف عنه «حتى لا يُحرق سلفا»، لكنه ألمح الى دور اوروبي وفرنسي تحديدا، الا انه طالب الفرنسيين بالحصول على ضمانات من الاميركيين حتى لا يفشل الحل كما حصل مع المبادرتين الفرنسية والعربية.
وجاء كلام بري في مقابلة أدارها الزميل عرفات حجازي من محطة «آي ان بي» ونقلتها اقنية اخرى تلفزيونية وإذاعية، وحاوره فيها ناشرا «النهار» و«السفير» غسان تويني وطلال سلمان.

ـ صحيفة النهار:
ملأت الخطوة الاميركية بارسال المدمرة "يو أس أس كول" الى المنطقة المقابلة للشواطىء اللبنانية فراغا ناجما عن أزمة سياسية متمادية، فاذا بالمدمرة التي وصلت الى المياه الدولية خارج أي رؤية تتحول أزمة داخلية مرئية على قاعدة اتهام المعارضة، ولا سيما منها "حزب الله"، الاكثرية بـ"التواطؤ" على رغم تحرك مباشر من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أكد فيه أن لا علاقة للسلطة اللبنانية بالقرار الاميركي. وقد انضم رئيس مجلس النواب نبيه بري الى المفسرين رابطا موضوع المدمرة بما يحصل في غزة. فيما أصر "حزب الله" على اعتبار القرار الاميركي بمثابة "تدخل عسكري" في الشأن اللبناني.
وقد استأثر موضوع المدمرة الاميركية بجانب من مناقشات الاجتماع الوزاري التشاوري الذي رأسه الرئيس السنيورة مساء امس في السرايا وأطلع خلاله الوزراء على نتائج الاجتماع الذي عقد بناء على طلبه مع القائمة بالاعمال الاميركية ميشيل سيسون لاستيضاحها قرار تحريك واشنطن عددا من سفنها الحربية في المنطقة. وأوضح رئيس الحكومة أن الجواب الاميركي كان ان الامر يتعلق بـ"تحركات روتينية" من أجل "دعم الاستقرار الاقليمي"، وان هذه السفن موجودة في المياه الدولية. وعلم ان المدمرة تبحر على مسافة 65 كيلومترا من الشاطىء اللبناني.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ"النهار" ان الخطوة الاميركية لا علاقة لها بـ"أي تدخل في لبنان" بل ان مشاورات واسعة سبقتها مع المجموعة الاوروبية وكانت فرنسا قد صرحت علانية بذلك فأكدت انها تشاطر الولايات المتحدة الدافع الى "دعم الاستقرار الاقليمي". وأوضحت المصادر ان المدمرة "يو اس اس كول" هي واحدة من تسع سفن حربية ستأخذ مواقعها في اطار هذه المهمة الجديدة. وقالت "ان هناك رسالة قد بعثت بها واشنطن وقد تلقاها المعنيون".
ورفض رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الاميرال مايكل مولين الربط بين ارسال المدمرة وانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. وسئل هل نشر المدمرة مرتبط بالازمة الرئاسية في لبنان، فاجاب بأن "القول انه مرتبط كلياً بهذا الأمر غير صحيح، وان كنا مدركين تماماً ان انتخابات ستجري في لبنان في وقت ما".
وأوضح ان "وجود (المدمرة الاميركية) مهم، لكنه لا يهدف الى توجيه رسالة اقوى انما يؤكد في الواقع التزاماً". وقال ان هذه الاشارة "ليست موجهة الى اي بلد تحديداً بقدر ما هي موجهة الى المنطقة في ذاتها... "انها جزء من العالم مهم جداً والاستقرار فيها مهم جداً بالنسبة الينا".وافادت ناطقة باسم وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" ان المدمرة "كول" موجودة حالياً في شرق البحر المتوسط.ورداً على سؤال عما اذا كان الرئيس بوش أمر بارسال المدمرة، قال الناطق باسم البيت الابيض ان "الرئيس قلق من الوضع في لبنان وهو يناقش الأمر بانتظام مع فريقه للامن القومي".
ورأى عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن ان قرار ارسال المدمرة يشكل "تدخلا عسكريا" في شؤون لبنان". وقال لـ"وكالة الصحافة الفرنسية": "ان كل ما كان يقال عن تدخلات في لبنان في الفترة الماضية لم يكن إلا تدخلا أميركيا، وهو كان تدخلا سياسيا وقد أصبح اليوم عسكريا". وأضاف ان قرار ارسال المدمرة "أسقط جميع الاقنعة عن التدخلات الاميركية السياسية والعسكرية في الشأن اللبناني التي حاولت قوى السلطة في لبنان التستر عليها".
وفي نيويورك، أبدى الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون قلقه من تقارير مفادها ان "حزب الله ينتهك حظر الاسلحة المنصوص عليه في القرار 1701، وقال ان حكومتي سوريا وايران تتحملان مسؤولية خاصة في هذا المجال، محذرا من أن ذلك يهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وجاء ذلك في التقرير السادس لبان (تنشر "النهار" ترجمة له ص4 - 5) الذي سيقدمه في وقت لاحق الى مجلس الامن عن تنفيذ القرار 1701 الذي أنهى العمليات العسكرية بين الجيش الاسرائيلي و"حزب الله" في آب 2006.
وعبّر عن قلقه من تقارير قالت ان "حزب الله" ينتهك حظر الاسلحة الذي وصفه بأنه انتهاك خطير للقرار 1701. وقال ان كل الحكومات في المنطقة، وخصوصا سوريا وايران، لها مسؤوليات أساسية في هذا الصدد، وأن مثل هذه الانتهاكات تهدد بزعزعة لبنان والمنطقة بأكملها.
كذلك أبدى قلقه من التهديدات بشن حرب مفتوحة على اسرائيل التي أطلقها الامين العام لحزب الله (السيد حسن نصرالله) في 14 و22 شباط الماضي بعد جنازة عماد مغنية الذي اغتيل في 13 شباط في دمشق". واعتبر ان هذا الخطاب "يتناقض مع روح القرار 1701 (2006) ونياته التي تهدف الى التوصل الى وقف دائم للنار".
كذلك أبدى قلقه "للانتهاكات الاسرائيلية للأجواء اللبنانية" التي "تقوض صدقية الجيش اللبناني والقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل)".
وأشار الى ان تواصل الاحتلال الاسرائيلي للجزء الشمالي من بلدة الغجر يعد انتهاكاً مستمراً لسيادة لبنان وللقرار 1701 ولـ"الخط الازرق".
ودعا حكومتي لبنان واسرائيل الى العمل مع قائد "اليونيفيل" للتوصل الى اتفاق يمكن ان يؤمن انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب "الخط الازرق" مع مراعاة المخاوف الانسانية المشروعة للسكان.
وفي عرض البحر، على مسافة 24 كيلومتراً من الشاطئ، جرى أمس على متن الفرقاطة الالمانية "بايرن" تسليم المانيا قيادة "اليونيفيل" البحرية الى "القوة البحرية الاوروبية" (اورومارفور) التي تقودها حالياً ايطاليا.
وقال قائد القوة الدولية الميجر جنرال الايطالي كلاوديو غراتسيانو: "ان القوة البحرية منتشرة بطلب من الحكومة اللبنانية تطبيقاً للقرار 1701 من اجل العمل مع البحرية اللبنانية في مجال محدد هو منع تهريب السلاح غير الشرعي". ورفض التعليق على موضوع المدمرة "كول" قائلاً ان ذلك يتعلق "بنشاط احدى الدول في المياه الدولية".

ـ صحيفة الأخبار:
أضاف القرار الأميركي إرسال المدمّرة «كول» وقطع بحرية حربية أخرى للاستقرار قبالة الشاطئ اللبناني، مادة سياسية الى السجال الداخلي، وسط مفارقة لافتة لناحية سعي فريق السلطة والرئيس فؤاد السنيورة الى التبرّؤ من المسؤولية عن وصولها، فيما كانت الإدارة الأميركية تؤكد وجود تنسيق معه في أمور كثيرة منها الانتشار العسكري البحري.
وفي ردود فعل مقتضبة، أعلنت قوى الموالاة من خلال مجموعة مواقف أنها لا تقف خلف مجيء المدمّرة الاميركية الى السواحل. وبدت مرتبكة إزاء الأمر وخصوصاً أنه يتناقض مع كل شعاراتها المرفوعة، فيما كانت أوساطها الداخلية والكلام المنقول عن كوادر قواها تعيش نوعاً من الزهو بقدوم الجيش الاميركي واعتبار ذلك خطوة ضرورية لردع سوريا وإيران عن التدخل في لبنان.
إلا أن الطرف الأبرز في المعارضة، أي حزب الله، دعا الى التعامل مع الحضور العسكري الأميركي بأبعاده المختلفة. وقالت مصادر قيادية فيه إن الولايات المتحدة تشعر بأنها مطالبة من جميع حلفائها في المنطقة بالحضور المباشر، وذلك في فلسطين وإسرائيل ولبنان، وإن مجيء القوات الاميركية يؤكد وجهة النظر التي تقول بأن المعركة يجب أن تكون مع الوصي الأجنبي أكثر منها مع الفريق التابع له. وشككت المصادر في أن يكون فريق السلطة بعيداً عن أجواء القرار. وقالت إن واشنطن قد تكون غير معنية بإبلاغ هؤلاء ببرامجها، لكن سبق أن أطلق أقطاب فريق السلطة مجموعة من المواقف المتشددة، وكرروا رفضهم التسوية مع المعارضة، ما يعني أنهم يعملون في سياق التصعيد الذي تقوده الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة والذي يؤدي الى حرب شاملة.
من جانبها قالت مصادر في التيار الوطني الحر إن محاولة فريق السلطة الاستعانة أو الاستفادة من الحضور العسكري الاميركي لن تفيد في شيء، وإن المعارضة لن تتنازل عن حقها في المشاركة، مشيرة الى أن أمام فريق السلطة خيار التصرف من طرف واحد وتحمّل مسؤولية النتائج.

ـ صحيفة المستقبل:
أفادت مصادر مطلعة وخبراء أن المدمرة "كول" هي "عملياً قبالة الساحل اللبناني ­ السوري"، ولفتوا الى أنه "في المعطى الاستراتيجي فإن الساحل اللبناني السوري هو واحد بالمعنى الجيو­ استراتيجي"، ولفتوا الى أن "هذه الخطوة متصلة بتطور الصراع الاقليمي في المنطقة، ولا سيما في ظل المشاورات التي يجريها مجلس الأمن بشأن فرض عقوبات جديدة على إيران، وفي ظل التهديدات التي أطلقها أخيراً الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد باتجاه إميركا والمجتمع الدولي، أو قد تكون متصلة بالتهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله". على أن مصادر في 14 آذار دعت حيال هذا التطور الى "توفير مقومات الاستقرار في لبنان من أجل عدم الزجّ به في صراعات تتجاوز إمكاناته وحدوده"، ورأت أن "التحدي هو التوصل الى حلّ سياسي للأزمة اللبنانية على قاعدة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية واستقامة عمل مؤسسات الدولة وتشكيل حكومة تؤسس لترميم العلاقات اللبنانية ­ اللبنانية".

ـ صحيفة الحياة:
كشفت مصادر ديبلوماسية في لندن ان موسى الذي يلتقي اليوم في دمشق الرئيس بشار الاسد يحمل اقتراحا بارجاء عقد القمة العربية شهرا او شهرين، من اجل توفير فرص نجاح هذه القمة بانتخاب رئيس للبنان. لضمان مشاركة واسعة ورفيعة في اول قمة عربية تستضيفها سورية.وعزت المصادر اقتراح موسى الى تخوف جهات عربية عدة من ان يؤدي انعقاد القمة من دون انتخاب رئيس للبنان الى «انقسام اكثر حدة مما عاشه العرب بعد غزو العراق الكويت». واعترفت المصادر بصعوبة ان يوافق الاسد على ارجاء القمة، خصوصا بعد اعلان دمشق بانها ستعقد في موعدها وبمن حضر.
وعلمت «الحياة» من مصادر في السفارة الأميركية في بيروت ان المدمرة «كول» موجودة في البحر المتوسط، وان اقترابها من المياه الإقليمية قبالة الشاطئ السوري والشاطئ اللبناني ما هو إلا «عمل روتيني، خصوصاً ان للبحرية الأميركية حضوراً دائماً ومتحركاً في هذه المنطقة». وأكدت المصادر ان الإعلان عن وجود المدمرة «كول» هو الخبر بالمعنى السياسي للكلمة بغية تأكيد واشنطن اهتمامها، وهذه المرة بنسبة أعلى من السابق بالاستقرار الإقليمي في المنطقة التي يسيطر عليها التأزم بسبب الأوضاع المتدهورة في أكثر من دولة.
ولفتت الى وجود ارتباط بين كل التطورات المتسارعة في المنطقة، وقالت ان واشنطن أرادت من تسليط الأضواء على وجود المدمرة «كول» إشعار من يعنيهم الأمر، خصوصاً سورية بأن من غير المسموح به تهديد الاستقرار، وان الإدارة الأميركية جادة في لفت نظر سورية الى دورها السلبي في لبنان والذي لا يزال يؤخر انتخاب رئيس الجمهورية.واعتبرت المصادر ذاتها ان الإعلان الأميركي عن وجود «كول» ينم عن رغبة الرئيس جورج بوش في «توجيه رسالة سياسية بالغة الأهمية الى سورية وأطراف أخرى في المنطقة، تحمل تحذيرات واضحة بعدم تهديد الاستقرار من جهة، وبوقف تدخلها في الشأن الداخلي اللبناني، مشيرة الى أن «الخطوة بحدودها العسكرية تبقى رمزية، باعتبار انها ليست مقرونة باستحضار قوات تدخل سريع الى حيث تتواجد المدمرة».
وقالت مصادر أوروبية في بيروت لـ «الحياة» ان الخطوة الأميركية لا تنم عن وجود توجه لدى واشنطن للقيام بأي عمل عسكري، بمقدار ما انها جاءت بعد التهديدات التي أطلقت ضد المصالح الأميركية، على خلفية تحميل إدارة بوش مسؤولية في شأن اغتيال القيادي في «حزب الله» عماد مغنية، وان وجود المدمرة «كول» قرب الشاطئ اللبناني - السوري ينطلق من تقدير واشنطن انها في حاجة الى تدبير عسكري استعراضي يساهم في ردع أي طرف يدرس القيام بعمل عسكري يترتب عليه تهديد للاستقرار في المنطقة.
وعلى رغم ان المصادر رفضت التعليق عما إذا كانت للقرار الأميركي علاقة بما يمكن أن يحدث في الجنوب، في حال قرر «حزب الله» الرد على اسرائيل بعدما اتهمها بالوقوف وراء اغتيال مغنية، فإن اللقاء الذي ضم أمس القائم بالأعمال الفرنسي في لبنان اندريه باران ورئيس دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية دودفيك بوي والديبلوماسية الفرنسية بريجيت كيرمي المسؤولة عن دائرة الأمم المتحدة في الخارجية، ومسؤول العلاقات الدولية في الحزب نواف الموسوي، ركز على الدعوة الى ضبط النفس في الجنوب، في ضوء نصيحة الوفد الفرنسي بضرورة الحفاظ على الاستقرار فيه، والتأكيد على التعاون مع «يونيفيل» وعدم إعطاء الذرائع لاسرائيل، لتنفيذ عمل عسكري إذا قرر الحزب الرد على اغتيال مغنية.

ـ صحيفة الشرق الأوسط:
ستشهد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى العراق يوم غد مرحلة جديدة من التمدد الإيراني ، من خلال اتفاقيات الاقتصادية وتزويد الخدمات العامة. وفي مؤشر على ضخامة هذا التمدد، أعلنت إيران أمس أنها تبحث منح العراق قرضاً بقيمة مليار دولار، على شكل مشاريع تنفذها شركات إيرانية في البلاد.
من جهة ثانية، اعتبر النائب السوري محمد حبش أن الواقع العربي مهيأ لدعوة إيران لحضور القمة العربية. خاصة أن الرئيس الإيراني كان ضيفاً على القمة الخليجية. ورأى أن نقل القمة إلى مكان آخر هو "انتحار وعمل طائش". أما على الصعيد الفلسطيني، فقد توعدت إسرائيل أهالي قطاع غزة بمحرقة إذا ما تواصلت عمليات إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية. وعلمت "الشرق الأوسط" من مصدر أمني إسرائيلي مخول ، أن الجيش الإسرائيلي يخطط للقيام بحملة مداهمات لعدد من البنوك في الضفة "التي يشتبه في أنها تستخدم كقناة لتمويل عمليات إرهاب ضد إسرائيل".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد