المدمرة الأميركية كوول تتربع على المساحات التي يحتلها الكتّاب والمحللون في الصحف اللبنانية لهذا اليوم السبت حيث لم يخلُ مقال من الحديث عنها وعن التداعيات التي سيتركها وجودها قرب الشواطئ اللبناية على مجمل الأوضاع في لبنان والمنطقة. و'الرد هو بالاتفاق بين اللبنانيين الآن وليس غدا على انهاء الازمة بما ينقذ لبنان ويؤدي الى نجاح القمة وينزع قسما اساسيا من الذرائع التي سيقت لتبرير التحشيد البحري' كما يقول راجح خوري في صحيفة النهار.
ـ صحيفة الأخبار
نيويورك ـ نزار عبود:
الحرب المقبلة بدأت سياسياً وسيكولوجياً على لبنان وسوريا، هكذا يقرأ دبلوماسي عربي في الأمم المتحدة القرار الأميركي إرسال المدمرة &laqascii117o;كول" أمام السواحل اللبنانية. ويضيف &laqascii117o;الاستعدادات العسكرية لهذه الحرب ماثلة أمام الأنظار، لكنها قد لا تتعدى إطار التهويل". الحرب الجديدة إسرائيلية ـ أميركية ـ عربية. الطائرات العربية السعودية أجرت أخيراً بطيّاريها دورات تدريبية أطلسية مشتركة في كل من سنغافورة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. بارجتان حربيتان إيطاليتان هما &laqascii117o;كوماندانت بورسيني" و&laqascii117o;أنتا" حلتا منذ الأربعاء في ميناء الشويخ الكويتي، مهمتهما، حسبما ورد على لسان قائد أركان البحرية الإيطالي باولو لاس روسا، تتعلقان بـ&laqascii117o;خطط المستقبل". وأكد أن قيادات سلاح البحرية الإقليمية، وخصوصاً في الكويت، &laqascii117o;عامل مهم لحفظ الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط". وبعد الكويت، ستزور البارجتان دبي قبل الابتعاد قليلاً إلى الهند، ولن تعودا إلى إيطاليا إلا في حزيران المقبل.
الأسطول الألماني أيضاً أجرى أخيراً مناورة شملت الدوران حول قارة أفريقيا. ولا يغيب بالطبع ظهور قاعدة بحرية فرنسية في أبو ظبي بعيد زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ونظيره الأميركي جورج بوش للمنطقة قبل أسابيع.
التعبئة البحرية الأميركية جلية ومنتشرة من جبل طارق إلى الهند وقبالة سواحل الخليج العربية. وحصة لبنان منها ثلاث قطع تقدمت فجأة نحو سواحلها، لكنها تبقى بعيدة عن مرمى الصواريخ، إلى جانب القطع الألمانية والإيطالية في عداد قوات اليونيفيل.
يأتي التحرك الأطلسي ـ العربي، دون تجاهل التعبئة الإسرائيلية، بعد وقت قصير من نصح السعودية والكويت والبحرين لرعاياها بعدم التوجه إلى لبنان.
ـ صحيفة الأخبار
تقرير:
حزب الله مرتاح، والأكثريّة مرتبكة. وبرأي مصادر الحزب فإن مجيء المدّمرة الأميركيّة هو إحدى نتائج حرب تمّوز. فهذا إعلان أن إسرائيل لم تعد قادرة على ضبط الوضع عسكرياً. وترى المصادر في الخطوة ضربة أساسيّة لسلاح البحريّة عند العدو. الموالاة تقول شيئاً قريباً من هذا الأمر، وإن كان بلغة مختلفة، إذ يقول نائب تيّار المستقبل الدكتور مصطفى علّوش إن قدوم المدمّرة تعبير عن قرار أميركي بأن تكون جزءاً من المعادلة العسكريّة إذا ما حصل أي صدام عسكري في المنطقة. ويقول أحد قياديي حزب الله، إن لمجيء هذه المدمّرة إيجابيات، أهمّها إعادة الصراع إلى موقعه الطبيعي، ومع الرأس المدبّر لا مع &laqascii117o;المحسوبين عليه". ويشير إلى أن حديث الرئيس فؤاد السنيورة عن عدم معرفته بموضوع المدمّرة تعبير عن أن &laqascii117o;مَن يعتقد أنّه حليف أميركا، ليس إلا تابعاً لها لا تستشيره في أمر كهذا". ويلفت إلى أن الحديث عن إرسال سفينة برمائيّة هو رسالة أميركيّة للأكثريّة بأنّها على استعداد للتدخّل البرّي.
أمّا علّوش، فإنه يرى في وصول المدمّرة تعبيراً عن &laqascii117o;وصول السياسة إلى حائط مسدود وكذلك القنوات والنقاشات الخلفيّة بين السوريين والأميركيين". وهو يرفض وصولها، في إطار رفضه لزيادة الإشكالات والتوتّرات في المنطقة، ما يهدّد بالوصول إلى حرب، ويلفت إلى أن الأكثريّة لم تقرّر إصدار بيان بعد إذ هي في طور التشاور، والاستيضاح من الأميركيين عن حقيقة الأمر.ويرفض القول إن الموالاة تفتح لبنان كساحة لضرب سوريا، &laqascii117o;لأننا نرفض أن يكون لبنان ساحة لأحد، إن كان جيشاً سورياً أو أميركياً، أو إيرانياً".
هذا في السياسة، أمّا في الشارع فقد استطاع الأميركيين أن يعيدوا تحديد بوصلة الكثيرين وخصوصاً الشباب، الذين بدأوا يتحمّسون لفكرة مقاتلة الأميركيين. ربما يجدر بحزب الله شكر الولايات المتّحدة.
ـ صحيفة النهار
إميل خوري:
أوساط اقتصادية وشعبية لم تكن تتوقع ان يكون موقف العماد ميشال عون مساندا لموقف 'التحالف الشيعي' في عرقلة انتخابات الرئاسة الاولى وان يبلغ تفاهمه مع 'حزب الله' حد ابقاء اعلى منصب ماروني في الدولة خاليا والى اجل غير معروف، وان يشترك مع هذا الحزب في وضع الشروط التعجيزية.(...)
ـ صحيفة النهار
علي حماده:
... الرئيس بري ابن مرحلة الصراعات الكبرى التي عصفت بلبنان وادت في النهاية الى تكريس تبعية بلاد الارز لنظام حافظ الاسد، ثم وهنا الاهم الى بدء استيلاء المشروع التوسعي الايراني على مقدرات الطائفة الشيعية، وصولاً الى استتباع كل القوى فيها لـ'حزب ولاية الفقيه' التابع تنظيمياً لماكينة نظام قائم في طهران، وهو حامل مشروع الهيمنة الايرانية في قلب العالم العربي. وهو حامل مشروع اعادة صوغ الانسان الشيعي بضرب لبنانيته التاريخية واستبدالها بفكر دخيل على الاجتماع اللبناني ولا سيما منه الشيعي العاملي، بسلوك طريق بناء منظومة حياة 'اسبارطية' فولاذية كاملة تسيطر على الفرد من المهد الى اللحد بالدين، والايديولوجيا، والثقافة، والتعليم، والطبابة، والاقتصاد، والتسليح، والتجييش، وتوزيع المال، بما جعل ويجعل من الدائرة الاجتماعية للحزب المذكور دائرة مقفلة حتى ضمن الدائرة الشيعية الاوسع! وباختصار، يعرف من يفترض فيه انه وارث الامامين الصدر وشمس الدين اين مكمن الخطر الاكبر على لبنان وعلى مستقبل الحياة فيه بدءاً من الحياة الشيعية المدنية أفردية كانت ام وطنية.
ـ صحيفة النهار
راجح خوري:
ان الرد الموضوعي والعاقل على التحشيد الاميركي الذي يقول مسؤول كبير في ادارة الرئيس جورج بوش 'انه جزء من اشارة الى تحرك من جانبنا واعضاء آخرين (لاحظ الاشارة الى 'اعضاء آخرين') في المجتمع الدولي لاظهار قلقنا من السلوك السوري'، هذا الرد هو بالاتفاق بين اللبنانيين الآن وليس غدا على انهاء الازمة بما ينقذ لبنان ويؤدي الى نجاح القمة وينزع قسما اساسيا من الذرائع التي سيقت لتبرير التحشيد البحري.
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
أفادت مصادر وزارية ان الرئيس السنيورة أصيب بالاحراج فسارع الى استدعاء القائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشيل سيسون لاستيضاحها حقيقة هذا التدبير الحربي. ورأت ان هذا التدبير قد يرمي الى توجيه رسالة الى 'حزب الله' لثنيه عن توجيه اي ضربة ثأرية لاغتيال قائده العسكري والامني عماد مغنية، باعتبار ان حشد البوارج في المتوسط قد يكون لتأمين جسر جوي وبحري للجيش الاسرائيلي الذي سيرد بقوة تدميرية اكثر بكثير مما حصل في حرب تموز 2006 على لبنان.لكن معلومات اخرى افادت ان ثمة احتمالاً لان تكون الغاية الاميركية تحويل الانظار عما تقوم به اسرائيل من مجازر في غزة لانهاء سلطة 'حماس' فيها.
واعربت عن ارتياحها الى ان اياً من القيادات السياسية على اختلاف انتماءاتها لم ترحب بالتدبير الاميركي، بل ان قيادات توصف بأنها مدعومة اميركياً فوجئت به. واثنت على تفسير 'حزب الله' الذي اعتبر ان الاجراء الاميركي هو اثبات على ان الخصام مع اميركا وليس مع الموالاة.ودعت الى تفويت الفرصة على خطورة اقحام لبنان في صراع اقليمي، لا يمكن احداً التكهن بمدى انعكاساته وسلبياته.
ـ صحيفة السفير
خضر طالب:
... بغض النظر عن ماهية الذهول الذي ارتسم لـ&laqascii117o;التطوع" العسكري الأميركي، وما اذا كان مصطنعاً أو حقيقياً، فإن البعض سارع إلى التكهّن بأن هذا التطور هو الإشارة الأولى لـ&laqascii117o;السيناريو رقم واحد" الذي يتحدث عن ضربة عسكرية لحزب الله في لبنان وتنفيذ القرار .1559 وإذا كانت لهذا الاحتمال مبرراته المشروعة، فإن بعض المعارضة كان يراه جدياً وحقيقياً وباشر التعاطي معه على هذا الأساس، في حين أن بعض الموالاة كان &laqascii117o;يرقص" من الفرح لأن &laqascii117o;المدد" الأميركي قد جاء وأن أوان الحسم قد أتى... لكن &laqascii117o;الرسالة" الأميركية المحمولة على أمواج البحر المتوسط لم تقنع قوى أساسية في المعارضة بجديتها، وهي لا ترى فيها سوى عرض عضلات أميركي. ربما لا تكون الرسالة الأميركية مشفّرة بالكثير من الرموز حتى يصعب تفكيك مضامينها، أو لتحمل أكثر من مغزى ومعنى، لكنها ربما في توقيتها وزمانها وحجمها أرادت حصراً حماية &laqascii117o;خــط الظهر" الإسرائيلي من أي خطر أثناء قيام قوات الاحــتلال الإسرائيلي &laqascii117o;بواجبها" في &laqascii117o;تنظيف" غزة من &laqascii117o;الإرهاب" الفلسطيني المتمــثّل بحــركة حــماس انطلاقاً من القناعة الأميركية ـ الإسرائيلية &laqascii117o;الأكيدة" أن حزب الله قد يقدم في هذا التوقيت تحديداً على &laqascii117o;الردّ" علــى اغتيال الشهيد عماد مغنية فيحقق هدفين برمية واحــدة: الانتــقام من إسرائيل، وتخفيف الضغط العسكري عن غزة.
ـ صحيفة السفير
أمين حطيط:
يقول الاميركيون ان البارجة هنا لتأمين استقرار لبنان، في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع وبشكل قطعي محسوم رد حزب الله عبر العمل الارهابي الاسرائيلي باغتيال الشهيد عماد مغنية، ما يفسر رغبة اميركية مؤداها القول لحزب الله حذار الرد ، وعليك ان تقبل القتل وتنسى. لان الذي نفذ القتل هي المحكمة التي هي من طبيعة اخرى؟! .. لكن هل سيخاف الحزب ويتوقف عن الرد ليؤمن للاميركي الاستـقرار الذي يريد؟ وأي استــقرار؟ اننا نراه استـقرار الحكومة السنيورية كما ولاسرائيل التي ستحرج بعد الرد فان قامت بردة فعل كانت الحرب المفتوحة التي لم تستعد لها كفاية، وإن سكتت فانها تزيد في تآكل قدرتها الردعية، والافضل اميركيا هو عدم الرد .. لكن هل سيكون ذلك؟ انه استعراض اميركي سينمائي، ينطلي على قليلي الخبرة والمعرفة ، اذ لو ارادت اميركا حربا ضد لبنان او سوريا لما اكتفت بما فعــلت ولا يؤمن لها الكفاية ما تلوح باستــقدامه، من بوارج تستبدل به ما وصل حتى الان ...ليست الحرب اذن، انه التهويل والدعـم المعنوي لفريق في لبنان بدأ يشعر بالخـوف والرعب، ولجماعة عربية اقليمية يطلب منها الاصرار على تحدي القرار العربي الصحيح وتبقى على تمسكها بالحقوق العربية والقومية والعقائدية، ولن يثنيها التهويل.... البارجة كول ليـست للحرب وللوغى انما هي لطمأنة من بات يخـشى المستقبل من اولئك الذين راهنوا على الاميركي، وها هو يلاعب عواطفهم بما لا ينفع حقيـقة ولا يسد باب خطر واقع.
ـ صحيفة السفير
ساطع نور الدين:
الخطوة الاميركية تتسم بسذاجة غريبة، لانها في حدودها الحالية على الاقل، لن تؤدي الى ترهيب صيادي الاسماك على الشواطئ اللبنانية، ولن تدفع ايا من القوى السياسية المحلية الى تغيير جدول اعمالها.. قبل التثبت اولا من ان الاميركيين يعرفون لبنان جيدا ويعترفون بانه لا يليق التلويح للبنانيين بمدمرة سبق ان دمرت في اليمن، وقبل التحقق ان الاميركيين جديون فعلا بالتدخل مرة اخرى في لبنان، الذي سبق ان استعصى بالامس القريب على الاسرائيليين، وما زال يستعصي على الاوروبيين الذين ارسلوا جيشا كاملا الى حدوده الجنوبية. وعندما يتم التثبت من الجدية الاميركية، تصبح العودة الى الماضي إلزامية، ولا يبقى السؤال عن موعد وصول المدمرة &laqascii117o;كول" الى شواطئ لبنان، بل عن موعد ابتعاد اخر قطعة بحرية اميركية للمياه اللبنانية، وما اذا كان الانسحاب الاميركي المقبل سيشبه تجربة العام 1958 ام تجربة العام 1982 او العام ,1983 او العام 1985 .. وكيف ستكون صورة لبنان بعد رحيل الاميركيين هذه المرة.
ـ صحيفة السفير
جورج علم:
رأى البعض في هذا التدخل الأميركي نوعا من الضغط المعنوي على المعارضة وسوريا وإيران لانتخاب الرئيس من دون قيد او شرط، وفق ما اعلن ديفيد ولش في كانون الاول الماضي، فيما رأى البعض الآخر أن الهدف من هذا &laqascii117o;الاجتياح" البحري الاميركي ربما لتهيئة الاجواء التي تبرر قيام اسرائيل بعمل عسكري ضدّ &laqascii117o;حزب الله" حتى لا تبقى اسيرة هواجس صواريخه ومردوداتها التدميريّة عليها. وهناك من يقول بأن ما يجري انما هو &laqascii117o;مقدمات" لعمل عسكري كبير قد يكون قبل 15 ايار المقبل تاريخ عودة الرئيس جورج بوش الى القدس المحتلة ليحتفل مع الاسرائيليين بمرور 60 عاما على قيام الكيان الصهوني في قلب المنطقة العربية. ان مثل هذا الاحتفال ـ برأي دبلوماسييّن ـ لن يمرّ &laqascii117o;على البارد"، ولا بدّ من اعادة رسم خريطة المنطقة من قطاع غزة ومصير &laqascii117o;حماس" وانتفاضة الصواريخ، الى &laqascii117o;قاعدة الصواريخ الايرانيّة" في لبنان ـ كما يصفها الاميركي ـ الى الرسائل التي لا بدّ من توجيهها الى دمشق، الى المحور السوري ـ الايراني، والخطوط الحمر التي يفترض احترامها خدمة للمصالح الاميركيّة ـ الاسرائيليّة؟!.
ـ صحيفة السفير
عماد مرمل:
لم يكن ينقص الافق اللبناني سوى وصول البارجة &laqascii117o;كول" حتى يكتمل انسداده. طمأننا الاميركيون الى ان البارجة لن تكون في مجال الرؤية من لبنان، بل ستتموضع في &laqascii117o;الافق"، على أهبة الاستعداد للتدخل عندما تدعو الحاجة. حتى &laqascii117o;الافق" امتدت اليه الوصاية الاميركية وبات الوصول اليه يتطلب إذن مرور من &laqascii117o;كول". أما على اليابسة، فان قواعد اللعبة مختلفة. هذا ما يرويه بالتأكيد جنود المارينز الذين خدموا في لبنان عام 1982 وتسنى لهم ان يعودوا أحياء الى بلادهم، وهذا ما يمكن ان تخبره &laqascii117o;نيوجرسي" التي جربت حظها على شواطئنا الى &laqascii117o;كول" المتحمسة، المنهمكة الآن في &laqascii117o;التلصص" من خلف الافق على العمق اللبناني.
عام 1982كان الوضع أشد تعقيدا بكثير مما هو عليه حاليا. كان الجيش الاسرائيلي يحتل معظم الاراضي اللبنانية، وكان الجنود الاميركيون يتمركزون عند مداخل الضاحية الجنوبية، وكانت البارجة &laqascii117o;نيوجرسي" تحرق الاخضر واليابس فعلا، وكان رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب والجيش اللبناني حلفاء لواشنطن.. ومع ذلك، انقلبت لاحقا موازين القوى وتغيرت المعادلات، فرحل المارينز مهرولين ولحق بهم الاسرائيليون، ولو بعد حين. اليوم، عندما يستعيد بعض من في المعارضة تلك المرحلة التي عاصروها، وربما ساهموا في صنع تحولاتها، يشعرون بان مجيء المدمرة &laqascii117o;كول" الى قبالة الساحل اللبناني لا يعدو كونه مناسبة لاستعادة الحنين الى تلك الايام التي أسست لانطلاق المقاومة، بإمكانات متواضعة قياسا الى تلك المتوافرة حاليا.
اما في ما خص المفاعيل العملية للزيارة الطارئة التي تقوم بها البارجة الاميركية الى &laqascii117o;الافق اللبناني"، فيبدو انها لا تشغل بال المعنيين بهذه الرسالة &laqascii117o;البرمائية"، ولاسيما حزب الله الذي تحول من &laqascii117o;مجموعة أشباح" عام 1982الى &laqascii117o;قوة إقليمية" بشهادة حرب تموز 2006 وبالتالي فهو أصبح مهيأ لمواجهة أسوأ الاحتمالات، مستندا الى جهوزية هي الافضل والاشمل منذ تأسيسه.
وعندما يُسأل أحد قياديي الحزب عما إذا كان مجيء المدمرة &laqascii117o;كول" يثير مخاوف لدى حزب الله مما يعد له، يبتسم ابتسامة عريضة ثم يعاجل السائل بالقول: &laqascii117o;كول" هي نعمة ساقها الله إلينا.. لقد بات واضحا ان المواجهة هي بين قوى الاستعمار وأدواته وقوى التحرر الوطني، بما يجهض أي محاولة لاعطاء الصراع طابعا طائفيا او مذهبيا.
ويعتقد الحزب ان التحرك البحري الاميركي هو تحرك استعراضي بالدرجة الاولى، يهدف الى إبراز العضلات وليس الى استخدامها بالضرورة. وبهذا المعنى، قد يكون الاتيان بالمدمرة &laqascii117o;كول" الى قبالة الساحل اللبناني هو للتعويض عن عدم القدرة على استعمال القوة.. ولو تطلب &laqascii117o;المشهد المسرحي" التلويح بها.
أما &laqascii117o;الحمولة السياسية" للبارجة &laqascii117o;كول"، فتتضمن حسب قراءة حزب الله وأطراف أخرى في المعارضة دعوة لحلفاء أميركا في المنطقة الى الثبات على مواقفهم الرافضة للمشاركة في القمة العربية وتطبيع العلاقة مع القيادة السورية، حتى خضوع دمشق والمعارضة اللبنانية للشروط التي تلبي المصالح الاميركية في الساحات الاقليمية الساخنة، وكأن واشنطن أرادت من خلال اقتحام البحر المتوسط بهذا الشكل إبلاغ هؤلاء الحلفاء بان عليهم ألا يخافوا من سوريا وبان الادارة الاميركية لن تتركهم إذا استجابوا لها.
وهناك أيضا من يربط تحرك المدمرة &laqascii117o;كول" بعملية استكمال العدة للحرب المقبلة التي قد تُشن على المقاومة، متى نضجت ظروفها السياسية والعسكرية، بالاستناد الى دروس حرب تموز المستخلصة في تقرير فينوغراد وما كشفته من خلل في الجانب الاسرائيلي، وربما تكون هناك نسخة اخرى من &laqascii117o;الرسالة" موجهة أيضا الى إيران التي اعتبر رئيسها أحمدي نجاد انها أصبحت القوة الاولى في العالم.
وفي كل الحالات، ترى أوساط المعارضة ان على قوى الموالاة الا تتوهم بان إرسال البارجة &laqascii117o;كول" الى محيط الشاطئ اللبناني، سيتيح لها الاستقواء على خصومها وتعديل موازين القوى الداخلية لمصلحتها، وتعتبر هذه الاوساط ان وضع فريق السلطة شبيه بحالة من يعاني من مرض الربو، والمدمرة &laqascii117o;كول" بالنسبة اليه ليست سوى &laqascii117o;طساسة" تنعشه قليلا متى شعر بالاختناق ولكنها لا تشفيه بالتأكيد.
ـ صحيفة المستقبل
فارس خشان:
يقول المسؤولون الأميركيون الذين يُذكّرونك دائماً بعدم ذكر اسمهم أو مناصبهم، إنهم تعلموا دروساً أربعة من معارك الجيش اللبناني في نهر البارد، هي كالآتي:الدرس الأوّل: لقد أصبحنا ملمين بحاجات الجيش الحقيقية، ونحن باشرنا مع وزارة الدفاع الوطني اللبنانية في وضع برنامج مشترك للمساعدات التي تشمل الى التدريب، أسلحة وذخائر ومعدّات، بحيث تُلاقي شجاعة جنوده وضباطه ليشكلوا واحداً من أفعل جيوش المنطقة.
الدرس الثاني: برهن الجيش اللبناني أنه متماسك وموحّد وموال للحكومة المركزية، ولم تثبت صدقية أولئك الذين كانوا يدّعون أن المؤسسة العسكرية ستنهار بمجرد دخولها في معركة واحدة ضد أي طرف كان. الدرس الثالث: لقد تصرف الجيش اللبناني بطريقة رائعة حيال المدنيين الموجودين في مخيم نهر البارد، مما نال تقديرنا ودفعنا الى المسارعة في مده بمساعدات من خلال الجسر الجوي الذي أقمناه مع لبنان.الدرس الرابع: نحن الأميركيون تعلّمنا تقنيات عسكرية، بحيث اطلعنا على الطريقة التي يُحارب بها جيش عربي حركة إرهابية تتمترس بالمدنيين، وما تعلّمناه يمكن تطبيقه في العراق، على سبيل المثال. وفي المقابل يقول المسؤولون الاميركيون إنّ واشنطن، خلال هذه الحرب، كشفت عن وجهها الحقيقي، بحيث سمحت للحكومة اللبنانية وللجيش اللبناني أن يتلمسا بالممارسة وليس بالكلام 'أننا لن نتخلّى عنهما عندما تدعو الحاجة'.ولا يخفي المسؤولون الأميركيون الاحترام الكبير الذي يكنونه لوزير الدفاع الوطني الياس المر.ويشير هؤلاء الى أنه في ضوء النقاشات تمّ التوصل الى وجوب العمل على النقاط التي تحوز على إجماع اللبنانيين، بحيث برزت الحاجة الى ترسيم الحدود، ولكن ليس من منطقة مزارع شبعا بل من الحدود الشمالية مع سوريا، على اعتبار أنه لحماية الحدود يجب معرفتها ولمعرفتها يقتضي ترسيمها. وتشير المعلومات الرسمية المتوافرة الى أن العمل جارٍ على تشكيل فريق عمل جديد لتقييم الحدود بين لبنان وسوريا، وهذه المرة من الناحية الشرقية بعدما أنجز الألمان ترتيبات على الحدود الشمالية.أهمية هذا الفريق أنه سيخرج بتوصيات يجري تنفيذها لاحقاً في أهم منطقة تداخل لبنانية ـ سورية، ومن شأن النجاح في هذه الخطوة التي قد يستغرق تنفيذها شهرين أن تسد الثغر التي برزت على مستوى الجهة الأخرى من الحدود.(غداً: سوريا وإيواء الإرهاب وفق المعلومات الأميركية)
ـ صحيفة المستقبل
فيصل سلمان:
... والمدمّرة هذه سبق وتعرضت لـ'قتلة' وذلك حين كانت في المياه الإقليمية لليمن وهاجمتها مجموعة من الانتحاريين التابعين لتنظيم 'القاعدة'.ثم ان هذه المدمّرة ليست سلاحاً يخيف دولة أو أكثر، حتى ان المقاومة الإسلامية تمكنت بسهولة من اصابة واحدة إسرائيلية خلال حرب العام 2006. كنت اعتقد ان الأميركيين وحدهم أغبياء أو انهم يجيدون التمثيل. حتى يوم أمس الأول كان الجميع يقول ان الجيش الأميركي عالق في وحول العراق وأفغانستان وانه يعاني من هزيمة مرة.. فما بالنا نخاف اليوم من مدمّرة؟!
ـ صحيفة المستقبل
أسعد حيدر:
المدمرة 'يو.اس.اس.كول'، لن تقدم ولن تؤخر كثيراً في قوة وفعالية الأسطول السادس القابع في البحر الأبيض المتوسط. هذا الاعلان الذي أنتج بنفسه الضجيج المطلوب الطاغي على كل المؤثرات الصوتية أو الدموية في المنطقة، هو في جميع الأحوال 'رسالة مضمونة الى عنوان واضح'، وفي توقيت حساس محسوب بدقة، هو اقتراب استحقاق انعقاد القمة العربية. المنطقة حبلى. والمخاضات القوية والمؤلمة قد طالت كثيراً. لذلك لا بد ان تحصل هذه الولادة عاجلاً أم آجلاً. فهل اعلان قدوم المدمرة 'كول'، يؤشر الى ولادة تحت النار؟ هذه الخلاصة، تجد ترجمتها في 'السيناريو المتدحرج' الذي يدفع المنطقة كلها نحو الهاوية، لعل هذا السقوط يولد عالماً جديداً لم تنجح حرب العراق في انتاجه تحت شعار بناء منطقة الشرق الأوسط الجديد.
الرئيس جورج بوش الذي يرى كل شيء ينهار أمامه بما فيه موقعه في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة الأميركية يزداد 'تنمراً' (من النمر الجريح) الذي لم يعد لديه ما يخسره. على الأقل يترك لخليفته مهمة 'الثأر' له مكرهاً كان أم مختاراً. أكثر من ذلك، ان بوش الذي أنفقت ادارته منذ اعلانها 'الحرب العالمية الثالثة' في العام 2001، في افغانستان والعراق نحو 775 مليار دولار حتى الآن فقط، (الانفاق ما زال مستمراً وسيستمر لسنوات أخرى) لن تشعر بفداحة هذا الانفاق اذا ما أضافت اليه خمسين مليارا اضافية في مواجهة مباشرة على ضفاف البحر المتوسط وتحديداً مع سوريا مباشرة، بحيث ان نتيجة الضربة الحاسمة ستكون مؤثرة جداً بالحلفاء وخصوصاً 'حزب الله' وحركتي حماس والجهاد وفلول 'القاعدة'، و'المقاومة' في العراق.
ـ صحيفة المستقبل
خالد العلي:
يكشف مصدر سياسي بالاستناد إلى أحاديث عون الأخيرة انه حتى البند الأول من المبادرة العربية لم يعد موافقاً عليه من المعارضة فقد تحول العماد ميشال سليمان إلى مرشح للموالاة وغير مشارك بالحل بل ضامن له!! وآخر المفارقات، ان عون استخدم سلاح 'حزب الله' ليهدد به تصريحاً أو تلميحاً. فقوله إن 'من يستطيع كسب حرب أهلية لا يريد هذه الحرب الآن..' وان 'من يملك السلاح سيستعمله إذا كان سبباً لقتله..' هذه الأقوال تعني تهديداً مباشراً بسلاح 'حزب الله' وتحذيراً من مغبة عدم تلبية مطالب الحزب وبالتالي المعارضة، وهو أمر ينافي بالمطلق ما سوق له عون عن انه دعا في نهاية الجولة الأخيرة للحوار الرباعي إلى ضرورة الافتراق الحبيّ!!
ـ صحيفة المستقبل
بول شاوول:
ميشال عون، اليوم، لم يعد له 'حضور' إلا بقدر ما يكون 'حضوره' (ما تبقى من حضوره) وسيلة لتخريب ما تبقى من البلد... تأملوا أن 'زعيماً' كان يفتخر بشعبيته... ينظر حوله ويراها تبخرت! كان يتهم الآخرين بأنهم تابعون... ها هو اليوم من الأتباع، وكان يتهم الآخرين بجر البلاد الى حروب أهلية وإلى العنف... ها هو يبرر كل ما يحصل، وكان يرى أن سلاح حزب الله أداة تقسيم ها هو اليوم يؤيد وجوده... حتى للردّ على استشهاد مغنية بإعلان حرب شاملة من دون الرجوع لا إليه كحليف، ولا الى الشعب اللبناني ككل مصدر قرارات الحرب والسلم والقضايا المصيرية...هل أُكمل هذا الفيلم الوثائقي ـ الروائي عن ميشال عون، ومآثره وبطولاته وهو جنرال الحروب الخاسرة... تحوّل رابوقاً، مجرد رابوق في أروقة الوصايتين!كلمة أخيرة يا ميشال عون: لم ترهبنا كل الميليشيات والجيوش والعصابات على امتداد 30 عاماً... فهل ترهبنا أنت يا بطل الهزائم؟إسألْ: تجدِ الجوابَ الشافي!