صحف ومجلات » «هايتـي» تهتـز ثانيـة علـى... «تويتـر»!

1885images_pic_d004852_201001201611051_140- صحيفة 'السفير'
هلال شومان

&laqascii117o;تويتر" تحت ضغط. انتظِر للحظات وحاول الولوج إلى الموقع ثانية! يريكَ الموقع صورة لحوت أبيض ترفعه العصافير البرتقالية بخيوط زرقاء. هذه صورة سوريالية معادة صارت ماركة مسجلة لـ &laqascii117o;تويتر".
الى يمين الموقع، لائحة بالمواضيع &laqascii117o;الجذابة" (trending topics)، و&laqascii117o;هايتي" اسم يتصدر هذه اللائحة.
بعد عدة محاولات فاشلة للولوج إلى الموقع الشهير، يفرج الموقع عن الصفحة الرئيسية الخاصة بحسابِك.
كنتَ قد أضفتَ منذ أيام Ed Pilkington مبعوث الجريدة الانكليزية الشهيرة &laqascii117o;ذي غارديان" إلى &laqascii117o;هايتي"، إلى لائحة من تتابعهم من الناشطين على &laqascii117o;تويتر"، والصفحة تنبئك بلسان &laqascii117o;إد" أنه &laqascii117o;صحا على سريره.. يهتز".
لا يمر الكثير من الوقت قبل أن يتأكد الخبر: &laqascii117o;هزة ارتدادية بقياس 6.1 تضرب هايتي". &laqascii117o;ارتدادية"؟ بعد أيام على الهزة الأولى؟
تنهال &laqascii117o;التويترات". إذا ما نقرتَ على اسم &laqascii117o;هايتي" في المواضيع الجذابة ستـُصعَق بأكثر من 200 رسالة &laqascii117o;تويتر" تظهر على الشاشة، خلال خمس ثوانٍ، أو ربما أكثر، ولا يلبث الرقم أعلى الصفحة أن يرتفع باطراد مشيراً لك الى أن 3000 رسالة نصية ذات علاقة بالموضوع قد أدرجَت منذ بحثك الأخير، طالباً منك تحديث الصفحة لرؤية الرسائل الجديدة.
&laqascii117o;إد" ينزل إلى وسط المدينة ليرى ما خلفته الهزة الثانية من أضرار محتملة، ويعلن بعد ساعة منذ رسالته الأخيرة أنهم لا يزالون يرون الجثث في الشوارع لليوم الثامن منذ تاريخ الهزة الأولى.
أثناء ذلك، يشتعل &laqascii117o;تويتر" أخباراً ميدانية وأسئلة ونداءات مساعدة، وصلوات:
يكتب أحد التويتريين: &laqascii117o;هزة بقوة 6.1 تضرب هاييتي شمال غرب بورت - أو - برنس. حمدا لله انها ليست قرب ناسنا!" يعلن آخر: &laqascii117o;هذه الهزة الثانية في هايتي صباحاً، تجعلني أفكر أن العالم بات في أيامه الأخيرة!"، وتكتب معلقة من أميركا: &laqascii117o;هذه الهزة جعلتني عاطفية أكثر. علينا أن نخرج هؤلاء الناس من هناك!". أما السخرية السوداء فلها حصة مع قول أحدهم: &laqascii117o;لن تستطيع هزة أخرى أن تهدم شيئاً بعد الآن. هايتي صارت مكاناً مثالياً للهزات!".
ترد رسائل استغاثة. تجدها مكتوبة بلغة غريبة لا تفهمها. هل هذا اسباني أم ماذا؟ موقع معرفيّ غير مشهور على الانترنت يجيبك بأن الناس في &laqascii117o;هايتي" يتكلمون لغة هجينة من الفرنسية والاسبانية والبرتغالية والانكليزية وبعض اللغات الأفريقية، ويسمون لغتهم &laqascii117o;Haitian Creole". أتكون الاستغاثة مكتوبة بهذه اللغة؟ غير مهم. فـ &laqascii117o;تويتر" يتيح أيضاً الى يمينه، إمكانية ترجمة كل الرسائل النصية المدرَجة إلى اللغة الانكليزية.
تنقر على خدمة ترجمة الرسائل، وتقرأ.
خرجت الناس إلى الشوارع، إلى المساحات الفارغة. بعضهم هرب هلعاً، وبعضهم أخذ يتجول متفقداً ما حدث، ناقلاً مشاهد ما بعد الصدمة.
تتخيل الناس تحمل تلفوناتها الذكية، تنقل ما تراه. ترفع الهواتف الخلوية تسد بها عين الشمس، وتكتب على شاشاتها 140 حرفاً، محدّثةً سطورها على حساباتها في &laqascii117o;تويتر".
تتذكر التفصيل الآتي: &laqascii117o;لو كان الامر عائداً إلي لأطلقت على الرسائل النصية اسم فضلات الاتصالات". من قال هذا التعليق؟ وأين قرأته؟ تتابع التذكر: عندما اخترعت، كانت هذه الرسائل ما بقي من وسائل الاتصالات الأكثر تعقيداً، لم يخطر ببال مهندسيها أنها ستكون يوماً ملاذ الزبائن في عالم ينحو نحو الفقر ويحاول - أكثر مما يقدر - اختصار نفقاته الاتصالية، والاتجاه صوب لا مركزية الخبر.
تكتشف: &laqascii117o;فضلات الاتصالات" صارت تربطك بـآخرين على المقلب الآخر من الكرة الأرضية.
الآن تقدر أن تتواصل مع كل من هو مهتم بـ &laqascii117o;هايتي". تكتب haiti في آخر رسائلتك التويترية، فيتم لحظها ضمن باقة رسائل &laqascii117o;تويتر" الخاصة بالمأساة. تستطيع أيضاً ان تدرج رسالتك النصية في لائحة تتبع للصليب الأحمر باستخدام رمز وإضافة redcross بعدها، والأمر نفسه لمؤسسات الإغاثة الأخرى.
تستطيع فعل كل ذلك، وتبقى ثابتاً وراء شاشتك.
الآن، أنت تفكر: كيف يستطيع سطر أن يختصر كارثة؟ ولِكَم من أسماء الموتى والمفقودين والجرحى، يتسع هذا السطر المكون من 140 حرفاً؟

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد