- صحيفة 'النهار'
عشية عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى بيروت بدعم كبير عبّر عنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدى استقباله اياه أمس في باريس، في كل المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، توتر المشهد السياسي الداخلي أمس على خلفية الجدل الدائر حول الجلسة الاشتراعية بعد غد الاثنين المخصصة لتعديل المادة 21 من الدستور من أجل خفض سن الاقتراع من 21 الى 18 سنة. وقد بلغ هذا التوتر ذروته تمثلت بسجال مباشر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' العماد ميشال عون، مع العلم ان سائر الكتل النيابية المسيحية الكبيرة تبدي حذراً حيال تأخير التعامل مع اقتراع المغتربين، وهذا ما يأخذه في الاعتبار أكبر كتل المجلس ألا وهو 'تكتل لبنان أولاً' ويدعو الى تفادي مشهد الصدام في جلسة الاثنين.
ساركوزي – الحريري
ونقل مراسل 'النهار' في باريس سمير تويني عن مصدر في قصر الاليزيه ان الرئيس ساركوزي أعرب عن سروره باستقبال الرئيس الحريري 'بحفاوة' في زيارة شبيهة بتلك التي يقوم بها عادة رئيس دولة وذلك بعد 'التطورات الايجابية في لبنان التي شكلت مرحلة مهمة على طريق السلام والمصالحة'، وشدد على 'صداقة فرنسا للبنان وتضامنها معه والاستمرار في تعميق التعاون بين البلدين في كل المجالات'، مشيراً الى ان المحادثات تناولت مشاريع عدة، منها ما يتعلق بتطوير خطوط السكك الحديد والمرفأ، وأبدى رغبة الشركات الفرنسية في المساهمة في نمو لبنان.
وقال المصدر 'ان المحادثات تناولت أيضاً المواضيع الاقليمية وخصوصاً السلام في الشرق الأوسط واستمرار التطبيع بين لبنان وسوريا. وقد حيا ساركوزي شجاعة الحريري بزيارة دمشق مذكّراً بدور فرنسا في هذا المجال. وأعلن ساركوزي نيته اقامة حوار وثيق مع لبنان في شأن الملفات التي ستعرض على مجلس الأمن'.
أما في شأن التطمينات الفرنسية للبنان حيال التهديدات، فأوضح المصدر ان الرئيس الفرنسي 'دعا جميع بلدان المنطقة الى احترام سيادة لبنان الذي يمكنه ان يعول على صداقة فرنسا وتضامنها معه والتزامها الثابت المحافظة على سيادته. وأبدى استعداد فرنسا لمساعدة الحكومة اللبنانية في كل المجالات ومنها المجال العسكري كي تتمتع بامكانات تنفيذ القرار 1701 بناء على طلب رئيس الوزراء اللبناني'.
وقال الرئيس الحريري 'إن باريس ستقوم باتصالات وستتحدث مع اسرائيل لتقول لها إن لا مبرر للاعتداء على لبنان، كما انها ستقوم بخطوات لمنع اسرائيل من القيام بعملية عسكرية ضد لبنان'. وحصل رئيس الوزراء من السلطات الفرنسية على قرار برفع الحظر على المعدات العسكرية الثقيلة'، إذ ترى باريس ان تسليح الجيش اللبناني هو لحماية الاستقلال اللبناني'. وأضاف: 'لقد أبدى الرئيس ساركوزي استعداده لمساعدة الجيش اللبناني وقوى الأمن اللبنانية (...) أكان بالمعدات الثقيلة أم الخفيفة. وقد بحث في موضوع الطوافات البوما والغازيل وتسليحها والتدريب على قيادتها. وكانت هناك محاذير فرنسية لتسليح الجيش، لكن هذه المحاذير رفعت لان لبنان مسؤول عن سيادته ويجب اعطاؤه المعدات اللازمة لتأمين هذه السيادة'.
وعلم ان باريس عرضت تعاوناً عسكرياً بين البلدين.
وأكد الحريري 'تطبيق القرار 1701 وان على اسرائيل احترامه'. ولفت الى 'الدور الكبير الذي لعبته فرنسا بين لبنان وسوريا وانها ستتابع تطور العلاقات بين البلدين'. وأبرز 'دعم فرنسا للمحكمة الدولية بكل ما تعني الكلمة لتتم العدالة في لبنان'.
المحادثات
وأفادت مصادر متابعة لمجمل محادثات الحريري مع المسؤولين الفرنسيين، ان الشق الاقتصادي تناول 'الاستفادة من الظرف الذي يعيش فيه لبنان للاستثمار فيه'. أما الشق السياسي فتناول 'الوضع الأمني وطاولة الحوار والاستراتيجية الدفاعية وتنفيذ القرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701 وتحييد سلاح حزب الله بواسطة هذا القرار وربط هذا السلاح، كما كرر وزير الخارجية برنار كوشنير، بمفاوضات السلام، والتوافق السوري – السعودي الذي أدى الى تحييد لبنان عن الصراع الاقليمي، والدور الذي يمكن ان تقوم به باريس مع دمشق كي تتعامل مع لبنان كدولة وليس كأحزاب، مع اعطاء دمشق التطمينات اللازمة الى ان لبنان لن يشكل خطراً على أمن سوريا ونظامها، وموقف لبنان من القضايا الاقليمية والمفاوضات الاسرائيلية – اللبنانية التي لم يتم حتى الآن تحديد طريقة اطلاقها وهل يكون ذلك بانسحاب اسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة'.
وصرّح الحريري بأن لبنان 'يشجع فرنسا على المضي في تنظيم مؤتمر للسلام، فالمنطقة في حاجة الى السلام ولا نستطيع ان نقول للفلسطينيين أو للسوريين ان الامور ستبقى مجمدة'.
وفي استقبال أقامه السفير اللبناني في باريس بطرس عساكر على شرف رئيس مجلس الوزراء في حضور السيدة نازك رفيق الحريري وحشد من ابناء الجالية اللبنانية، قال الحريري 'ان الأوضاع في لبنان، تتقدم بحمد الله، من حسن الى أحسن وهذا لا يعني ان لبنان بمنأى عن المخاطر أو الخلافات'. وتعهد عدم فتح 'سوق للبيع والشراء على حساب لبنان وكرامة ابنائه ولا نقدم عروضاً للمساومة على استقلال البلد وحريته ونظامه الديموقراطي. اننا بكل بساطة وصراحة نفتح الباب لمرحلة جديدة تحمي مستقبل لبنان من رياح المتغيّرات في منطقتنا'.
'حزب الله'
وتعليقا على ما صرح به وزير الخارجية الفرنسي، أصدر 'حزب الله' بيانا جاء فيه:
'يستنكر حزب الله بشدة تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، ويرى في ثناياها بصمات واضحة للصوت الاسرائيلي وتنكرا كاملا لتاريخ فرنسا وإرثها في مقاومة العدوان والاحتلال.
ان حزب الله إذ يستغرب ان يناقض وزير خارجية فرنسا بتصريحاته ما تؤكده تقارير قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان والتي تتمثل بلاده فيها حول الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على لبنان وخرقها لسيادته، فانه يرى في هذا الموقف محاولة لتبرئة العدو الاسرائيلي وتغطية لانتهاكاته المتكررة للسيادة اللبنانية، وهو ما يشكل حماية للمحتل الاسرائيلي وتشجيعاً له على الامعان في اعتداءاته.
إن حزب الله إذ يدين هذا الموقف المتواطىء وغير المتزن، فانه يهيب بالسلطات الفرنسية ان تضطلع بدور يتناسب مع المسؤولية التي طالما ادعت تحملها بالحرص على سلامة لبنان وسيادته'.
سليمان
على صعيد آخر، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أمس أمام زواره 'أن الانتخابات البلدية ستجري في موعدها وان لا سبب يستدعي تأجيلها'، مشيرا الى 'أن الحكومة بقرارها لم ترجىء الانتخابات انما قررت التمديد لها تقنيا لشهر وانه يمكن اجراؤها في موعدها وفق المشروع المقدم من وزارة الداخلية'. واعتبر 'أن الاصلاحات والتعديلات التي تحتاج الى دراسة يتوقف القرار في شأنها على عمل مجلس النواب'.
وعلم ان الرئيس سليمان يواصل الاتصالات مع المعنيين بملف التعيينات لتأمين التوافق على آلية تقوم على مبدأ الكفاية وترفيع المستحقين من داخل الملاك، معتبرا ان أي آلية تبقى افضل من المحاصصة. وفي هذا الاطار جاء لقاؤه امس ووزير الطاقة والمياه جبران باسيل.
بري
وصرح الرئيس بري لـ'النهار': 'ان الزملاء النواب سيكونون في جلسة الاثنين امام حقل اختبار وامتحان الصدق أمام جميع اللبنانيين في الداخل وبلدان الاغتراب وان هذا الامتحان موجه الى جميع الافرقاء والكتل والقوى السياسية الممثلة في البرلمان، خصوصا ان أكثرها يردد في بياناته وأدبياته السياسية ليل نهار انهم مع هذه الفئة التي تشكل عصب لبنان. وفي المناسبة، إن هؤلاء هم الذين اقترحوا هذا التعديل الدستوري'. وأضاف 'بدنا نشوف'.
وصدر عن المكتب الاعلامي لرئيس المجلس رد على موقف للعماد عون من توقيت طرح مشروع تعديل الدستور جاء فيه: 'مرارا وتكرارا حاولنا ان نصوّب استهداف العماد عون لما نقوم به من واجب تطبيق الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب حتى ظن البعض ومنهم الظافر العماد عون أننا غير قادرين على الرد عليه. ليعلم ولمرة واحدة ان 'لا أحد يجهل علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا'. وأضاف ان 'تأخير قوانين او اقتراحات في المجلس ليس عادتنا منذ تطبيق الطائف الذي لم تكن أنت الى جانبه'.
عون
وأجاب العماد عون مساء امس عن سؤال لقناة 'أو تي في' التلفزيونية التابعة لـ'التيار الوطني الحر' عن مصير جلسة الاثنين، بسؤال مقابل عن خلفية توقيتها، وقال: 'هناك اقتراح قانون لاستعادة الجنسية أقر في اللجان في 6 نيسان 2009، بينما مشروع سن الـ18 وصل الى المجلس بعد هذا التاريخ بشهر ونصف شهر، فلماذا نستعجل بندا ونؤجل آخر؟'.
وقال أمين سر 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب ابرهيم كنعان في تصريح لـ'النهار': 'نحن في المبدأ مع اشراك الشباب الذين بلغوا 18 عاما في العملية السياسية والديموقراطية وهذا ما عبّرنا عنه عندما صوتنا مع هذا القانون. لكن هذا يأتي ضمن تفاهم وطني وسياسي يأخذ في الاعتبار حق المغتربين في الاقتراع وحقوق المتحدرين من أصل لبناني في الجنسية'. وأكد 'أن الاولوية للانتخابات البلدية ولا يجوز ان نسمح لأي سجال بأن يؤدي تحت عناوين اصلاحية الى تطيير هذا الاستحقاق'.
احصاء
وكشف امس النقاب عن دراسة توافرت لمرجعيات سياسية وروحية مفادها ان مجموع الناخبين المسلمين بين 18 سنة و21 سنة هو 180,383 أي ما نسبته 75,57 في المئة من مجموع اللبنانيين الناخبين من هذه الاعمار البالغ عددهم 238,683. وفي المقابل يبلغ مجموع الناخبين المسيحيين من هذه الفئة 57,995 أي ما نسبته 24,30 في المئة.
واعتبرت مصادر مواكبة ان مبعث الحذر لدى المرجعيات المسيحية يعود الى العثرات التي تعترض تسجيل المغتربين واستعادتهم الجنسية والاعداد لاقتراعهم. وفي المقابل يلاحظ ان هناك ميلا الى طرح مواضيع متفجرة على بساط البحث مثل تشكيل هيئة الغاء الطائفية السياسية قبل بت مصير الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية وبالتزامن مع اطلالة فجة للسلاح الفلسطيني خارج المخيمات.
- صحيفة 'السفير'
عاد رئيس الحكومة سعد الحريري من باريس محملا بالتزام فرنسي بدعم حكومته وإصلاحاتها الاقتصادية الموعودة والجيش اللبناني واحتياجاته العسكرية المفتوحة، أما الترجمة، فهي رهن معطيات لبنانية وفرنسية، كما هي الحال بين معظم &laqascii117o;الواعدين" و&laqascii117o;الموعودين".
ومع العودة الحريرية، ينتظر أن تشكل الساعات الـ72 الفاصلة عن موعد جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية، المخصصة لمناقشة وإقرار العناوين الإصلاحية في قانون زياد بارود البلدي الانتخابي، مناسبة لسلسلة مشاورات مفتوحة، بين الحريري وحلفائه من جهة، وبينه وبين فريق المعارضة، من جهة ثانية، فيما تستمر الخطوط شبه مقطوعة بين الحريري و&laqascii117o;حليفه السابق" النائب وليد جنبلاط، خاصة أن الأخير، استبق جلسة الثلاثاء، بإبداء رأي مؤيد لتقسيم بيروت انتخابيا، وسبق ذلك ملابسات والتباسات بين الجانبين متعلقة بالترشيحات لغرفة التجارة والصناعة في بيروت.
في هذه الأثناء، شكل سجال الساعات الأخيرة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس &laqascii117o;تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، حول توقيت عرض مشروع خفض سن الاقتراع في مجلس النواب الاثنين المقبل، مناسبة لطرح أسئلة حول الخلفية الحقيقية لهذا السجال الأول من نوعه منذ &laqascii117o;فضيحة جزين الانتخابية" في الصيف الماضي.
ولعل السؤال الذي يتبادر للذهن، هل الموضوع هو &laqascii117o;حمى خفض سن الاقتراع"، كما عبّرت عن ذلك محطة &laqascii117o;أورانج تي في"، أم أنه يخفي في طياته &laqascii117o;حمى" من نوع آخر؟ وإذا كان الموضوع هو سن الاقتراع، لماذا قرر العماد عون، عشية جلسة الاثنين، &laqascii117o;طرح الأسئلة والهواجس"؟
في المقابل، لماذا لم يأخذ الرئيس بري بنصائح الحلفاء، وأولهم &laqascii117o;حزب الله" بتفادي إحراج ميشال عون مسيحيا، عبر توقيت طرح موضوع إلغاء الطائفية السياسية؟ ألم يكن بإمكان الرئيس بري سحب الموضوع من التداول لفترة زمنية معينة؟
من الواضح أن انفجار الخلاف وخروجه الى العلن، جاء بعدما تراكمت الأمور بين الجانبين، انطلاقا من آلية التعيينات الإدارية، حيث يملك كل طرف مقاربة مختلفة عن الآخر، وقع معها &laqascii117o;حزب الله" بإحراج الحليفين، ووقعا معه في إحراج &laqascii117o;صديق الحليف المشترك"، ذلك أن بري كان أول من روّج للآلية مستبقا مداولات مجلس الوزراء، ليتبين أن عون ومعه حليفه سليمان فرنجية، أول الرافضين لها، من موقع عدم وجودهما في مواقع الإدارة وتحديدا في الفئة الثانية.
وجاء موضوع الانتخابات البلدية، ليؤدي الى تكبير الأمور، ذلك أن كلاً من بري وعون، كانا في الأصل، لا يرغبان بإجراء الانتخابات، وعندما &laqascii117o;انخرط" الجميع، موالاة ومعارضة، وما بينهما، في &laqascii117o;حفلة المزايدة" المفتوحة، بدا الرئيس بري متحفظا بشدة على مشروع قانون بارود، ولا سيما موضوع النسبية، بينما كان العماد عون متحمسا للنسبية، وإذا لم تف بالغرض
المطلوب، يمكن الذهاب نحو تقسيم بيروت، وهو أمر بدا أن الرئيس بري غير متحمس له، لما يمكن أن يستثيره من مناخات مذهبية، وجاء النقاش حول موضوع جدوى هيئة الاشراف على الانتخابات البلدية، تعبيرا عن أزمة تتنامى بشكل صامت بين بري وعون ولا تجد من يتصدى لها أو يخفف وقعها من &laqascii117o;الحلفاء".
في هذا السياق، أقدم بري على رمي كرة الـ 18 سنة، بوجه الحكومة ووزارة الداخلية، وجاءه الجواب إذا أقرها المجلس سنكون جاهزين لإنجاز لوائج الشطب، غير أن هذه &laqascii117o;الرمية" لم يتمكن عون من حسابها بدقة، علما أنه من الموقعين على اقتراح قانونها، وخاصة أن ثمة مناخا عاما سائدا بأن &laqascii117o;القوات" أقدر على الاستفادة من مشاركة هذه الفئة العمرية في الانتخابات، ولا دراسات جاهزة عند العونيين للقول بعكس ذلك.
وإذا كان المسار الذي يتدحرج يوميا، يشير الى أن الانتخابات البلدية، قد تصبح أمرا واقعا بين ليلة وضحاها، خاصة أن النائب سعد الحريري، يريد توجيه رسالة إلى رئيس المجلس من بوابة الجنوب، عبر &laqascii117o;الانتقام" لـ&laqascii117o;موقعة" الاستيلاء على غرفة التجارة والصناعة في صيدا والجنوب، بالإجهاز على آخر معاقل خصومه في الساحة السنية، في رد واضح على سيطرة نبيه بري وأسامة سعد وعبد الرحمن البزري على الغرفة الصيداوية ـ الجنوبية.
ويخشى المراقبون أن تكون هناك مصلحة مشتركة لكل من بري وعون، &laqascii117o;بتكبير موضوع سن الـ 18 سنة، من أجل خلق مناخ يساعد على اتخاذ قرار سياسي بتأجيل موعد الانتخابات البلدية، بين ستة أشهر وسنة، بذريعة &laqascii117o;المعبر الإصلاحي" والحفاظ على مناخ التهدئة السياسية، وهو أمر ستظهر أولى معالمه في جلستي مجلس النواب الإثنين والحكومة الثلاثاء.
عون يسأل: لماذا استعجال سن الـ18؟
وفي التفاصيل الإخبارية، أن شرارة اشتباك الرابية ـ عين التينة، جاءت عبر سؤال طرحه العماد عون حول موجبات توقيت ادراج سن الـ&laqascii117o;18"، في مجلس النواب الاثنين المقبل، حيث قال لمحطة &laqascii117o;OTV" امس: هناك اقتراح قانون لاستعادة الجنسية، أُقر في اللجان في 6 نيسان 2009. بينما مشروع سن الـ18، وصل الى المجلس النيابي بعد هذا التاريخ بشهر ونصف شهر. فلماذا نستعجل بنداً، ونؤجل آخر؟
اضاف: وتبقى علامةُ استفهامٍ ثالثة، ألا وهي، ماذا يعني تخفيضُ سن الاقتراع الى 18 سنة؟ كم مسيحياً وكم مسلماً قد يضيف؟ وماذا يغيّر في الخارطة الانتخابية؟
..وبري يرد: &laqascii117o;ألا لا يجهلنْ أحد علينا"
وبعد أقل من تسعين دقيقة من بث كلام عون، صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس بري بيان اتسم بنبرة قاسية حيال عون، وجاء فيه: &laqascii117o;مرارا وتكرارا حاولنا ان نصوّب استهداف العماد عون لما نقوم به من واجب تطبيق الدســتور والنظام الداخلي لمجلس النواب، وحتى ظن البعض، ومنهم الظاهر العماد عون، أننا غير قادرين على الرد عليه... وليعلم لمرة واحدة ان &laqascii117o;ألا لا يجهلنْ أحد علينا / فنجهل فوق جهل الجاهلينا".
أضاف بري: الآن نقول لك، طالما خاطبتنا إعلاميا، فقد وضعنا مشروع سن الـ&laqascii117o;18" لأنك والمجلس، وأنت منه، وافقت على اقتراح ارسل اصولا الى مجلس الوزراء، وعاد مشروع قانون، وسبب العجلة اقتراب انتخابات البلديات التي تحاول ان تتهرّب منها.. أما تأخير قوانين او اقتراحات في المجلس، فهذه ليست عادتنا منذ تطبيق الطائف الذي لم تكن أنت إلى جانبه".
الحريري: التواصل مستمر مع الأسد
في هذا الوقت، توّج رئيس الحكومة سعد الحريري زيارته الفرنسية بلقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه.
وقال مصدر في الإليزيه لمراسل &laqascii117o;السفير" في باريس محمد بلوط ان الحريري تلقى تنويها من ساركوزي بشجاعة زيارته الى دمشق، وكشف الحريري في لقاء مع عدد من الصحافيين في باريس &laqascii117o;عزمه استكمال التطبيع بنسبة مئة في المئة مع دمشق" وقال: &laqascii117o;لن أدخل في التفاصيل لكن ما أريد قوله هو أن التواصل المباشر مستمر مع الرئيس بشار الأسد عبر الهاتف، وهناك جدية في التعاطي، وملفات نعمل على إنجازها بهدوء، بعيدا عن الإعلام".
وأشار الحريري الى انه &laqascii117o;تلقى تأكيدا من الرئيس الفرنسي بأن فرنسا مستعدة لتزويد لبنان ما يحتاجه من أسلحة ثقيلة أو خفيفة، للدفاع عن سيادته. كما تلقى وعدا ثانيا بأن تجري فرنسا الاتصالات اللازمة مع الإسرائيليين، والعمل لمنع التهديدات".
ونقل مراسل &laqascii117o;السفير" محمد بلوط عن مصدر في الإليزيه قوله إن الحريري عرض التهديدات الإسرائيلية للبنان، وسبل حمايته منها، دون أن يأتي الحديث عن طلب أي ضمانات أو تطمينات، لم يقدمها الفرنسيون بأي حال، &laqascii117o;وليسوا الطرف المعني بتقديمها"!!
ولكن الرئيس الفرنسي تعهد مواصلة التحدث إلى الإسرائيليين بشأنها، وقال &laqascii117o;إنه على كل الدول أن تحترم سيادة لبنان، ويمكن للبنان أن يعتمد على فرنسا في هذا المجال".
وإزاء سيناريو روّج له، أمس الأول، برنار كوشنير، عن احتمال لجوء طهران إلى تصدير أزمتها الداخلية بالإيعاز إلى &laqascii117o;حزب الله" بإشعال الجبهة اللبنانية مع إسرائيل، رفض الحريري القول ما إذا كان يوافق على هذا &laqascii117o;السيناريو الكوشنيري"، وقال إن إيران تواجه صعوبات في التعامل مع الأسرة الدولية، &laqascii117o;لكنه لا يجب إعطاء إسرائيل أي ذريعة لمهاجمة لبنان".
وكان الحريري قد رد بشكل غير مباشر على كلام كوشنير، حيث قال خلال حوار له مع رجال أعمال لبنانيين وفرنسيين إن &laqascii117o;حزب الله" مشارك في الحكومة اللبنانية عبر الانتخابات النيابية، &laqascii117o;والمهم هو ان لدى لبنان طاولة حوار لمناقشة موضوع سلاح الحزب".
&laqascii117o;حزب الله": بصمات صوت إسرائيلية
وفي هذا السياق، استنكر &laqascii117o;حزب الله" تصريحات كوشنير، مشيرا الى انه يرى في ثناياها بصمات واضحة للصوت الإسرائيلي وتنكرا كاملا لتاريخ فرنسا وإرثها في مقاومة العدوان والاحتلال.
ورأى &laqascii117o;حزب الله" في موقف كوشنير محاولة لتبرئة العدو الإسرائيلي وتغطية لانتهاكاته المتكررة للسيادة اللبنانية، وهو ما يشكل حماية للمحتل الإسرائيلي وتشجيعاً له على الإمعان في اعتداءاته. وأهاب بالسلطات الفرنسية أن تضطلع بدور يتناسب مع المسؤولية التي طالما ادعت تحملها بالحرص على سلامة لبنان وسيادته.
جنبلاط : سلاح المقاومة هو الضمانة
من جهته أكد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط انه لا يتفق مع ما قاله وزير الخارجية الفرنسية. وقال لـ&laqascii117o;السفير": &laqascii117o;أنا أخالف كوشنير الرأي، فنحن في لبنان اتفقنا على ضرورة التأكيد على الثوابت، التي تحتل الاستراتيجية الدفاعية الموقع الأهم فيها، فاليوم وفي ظل الأجواء السائدة، فإن سلاح المقاومة و&laqascii117o;حزب الله" يشكل الضمانة المركزية لمواجهة أي عدوان اسرائيلي محتمل على لبنان، وخصوصا بعد الكلام الأخير للرئيس الأميركي باراك أوباما بعدما هزم في ولاية ماساشوستس، وكلامه عن صعوبة تحقيق ما يسمى بالتسوية في الشرق الاوسط، وكل هذا الكلام يعكس عمق المأزق الاميركي".
أضاف جنبلاط: &laqascii117o;لذلك فإننا اكثر من أي وقت مضى نرى ان الاستراتيجية الدفاعية هي في محلها في مواجهة أي عدوان. وبالتالي أنا شخصيا أخالف الوزير كوشنير رأيه بالرغم من الصداقة التي تجمعنا، وبالرغم من الزمالة السابقة التي كانت تجمعنا معا في الاشتراكية الدولية".
وفي طهران، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، تصريحات كوشنير الاخيرة، بأنها غير منطقية ولا أساس لها من الصحة وتضر بحكومة الوحدة الوطنية في لبنان.
- صحيفة 'الأخبار'
بعد خلاف &laqascii117o;على الناعم"، بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، على خلفية طرح الأول تأليف الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، يبدو أن إدراج مشروع قانون خفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً على جدول أعمال الجلسة التشريعية لمجلس النواب بعد غد الاثنين، أوصل الأمور بين القطبين إلى درجة من التوتر لم يسبق أن وصلت إليها العلاقات بينهما حتى في عز التجاذب الانتخابي في منطقة جزين.
العاصفة هبّت مساءً، ودون أي إنذار، بل إن اجتماعاً كان مقرراً أن يعقد ظهر أمس، بين أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان والمستشار السياسي لبري النائب علي حسن خليل، لتنسيق المواقف قبل جلسة الاثنين، لكنه أرجئ بسبب انشغالات طارئة، لا علاقة لها بما بما استجد مساءً.
وكان أقسى الحديث نهاراً من جانب التيار الوطني الحر، عن خفض سن الاقتراع، اقتصر على وجود صعوبات لوجستية لتطبيق الأمر في الانتخابات البلدية المقبلة. وقد جاء على لسان وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الذي سئل في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه لجنة الحملة المدنية للإصلاح الانتخابي، عن مشروع الخفض، فرد جازماً: &laqascii117o;لا خلاف عليه، لكن ما يجري يتم بصورة ضغط إضافي على وزير الداخلية لإنجاز القوائم الانتخابية لحوالى 280 ألف ناخب في وقت معيّن"، مردفاً &laqascii117o;من غير المعقول أن نحمّل كل هذه الأعباء لوزير الداخلية ليتمكن من إنجاز القوائم الانتخابية، ولا يمكنه إعداد الورقة المطبوعة سلفاً ولا يمكننا إنشاء هيئة أو نعتمد الإشراف على الانتخابات التي من المفروض أن تكون هيئة قائمة، وهذا لا يلغي الآخر. نعتمد سن الـ18 ونجري الإصلاحات المطلوبة في القانون".
عاصفة المساء
وجاء المساء حاملاً ما يشبه الانتقاد العوني لخفض سن الاقتراع، وأورد تلفزيون الـOTV والموقع الالكتروني للتيار الوطني الحر، تقريراً جاء فيه:
&laqascii117o;كل الاهتمامات تراجعت فجأة، لتتقدم حمى خفض سن الاقتراع الى 18 عاماً. مع أن التطورات حافلة...
عون: قانون استعادة الجنسية وصل قبل مشروع خفض سنّ الاقتراع فلماذا نستعجل بنداً ونؤجّل آخر؟فمن جهة أولى مثلاً، هناك رئيس الحكومة الذي بحث مع (الرئيس الفرنسي) ساركوزي تسليح الجيش، في شكل موجه لمكافحة الإرهاب. وذلك استناداً الى العبر المستخلصة من نهر البارد، وبما لا يثير متاعب فرنسية مع إسرائيل...
ومن جهة ثانية، هناك سلفه فؤاد السنيورة، الذي أعلن خيبته من واشنطن الحالية. وهناك من جهة ثالثة دراسة كنسية عن استهداف جبل لبنان، ببيع أرضه للأجانب. وهناك حرب أعلنتها اليوم وزارة الصحة ضد مافيا الدواء. فأغلقت تسع صيدليات، ومستودعات تخزين، في جولة أولى لقضية خطيرة مزمنة...
وهناك بقايا قلق من تصعيد جنوبي على الحدود، وحذر من استهداف أصولي في الداخل. وحتى هناك ظاهرة دنماركية لطيفة، عبر delivery خضراء في قلب بيروت، كرسالة بيئية معبرة...
كل ذلك تراجع في الاهتمامات، لتقفز الى المرتبة الأولى مسألة جلسة مجلس النواب الاثنين المقبل، وعلى جدولها مشروع تعديل المادة 21 من الدستور، لجعل سن الاقتراع 18 عاماً. موضوع، يحمل كل عوامل الإثارة اللبنانية. فهو يتعلق بالدستور. هذا النص الذي يراه البعض من المقدسات الأسطورية. وهو يتعلق بالطوائف، أي هذه الجماعات المجموعة بلا جمع ولا جامع، إلا الصراع على كل شيء. وهناك أخيراً عامل الشباب، أي تلك الشريحة الضاجة بالنشاط والصخب والدينامية، والتي غالباً ما تستغل في غير مكانها وأهدافها.
لكن أولاً، ماذا إذا أقر المشروع الاثنين؟ وزارة الداخلية جاهزة للتنفيذ، كما أفادت أوساط مسؤولة فيها للـOTV علماً أن القانون يسمح لها بوقف إضافات اللوائح الانتخابية في 5 كانون الثاني. لكن مع ذلك، وفي غياب مكننة الأحوال الشخصية، وبوجود نقص لـ204 موظفين في هذه المديرية، الوزارة جاهزة للتنفيذ. حتى لا ينجح أحد في تعطيل الانتخابات، وإلقاء المسؤولية على الداخلية...
ولكن ثانياً، هل سيقر المشروع؟ الأجوبة متردّدة، وخصوصاً في ظل اتصالات بدأت على مستوى المراجع العليا، للتأجيل. حتى إن العماد عون أجاب عن سؤال للـOTV حول مصير الجلسة، بسؤال مقابل، عن خلفية توقيتها، إذ قال عون: هناك اقتراح قانون لاستعادة الجنسية، أقر في اللجان في 6 نيسان 2009، بينما مشروع سن الـ18، وصل الى المجلس بعد هذا التاريخ بشهر ونصف. فلماذا نستعجل بنداً، ونؤجل آخر؟
وتبقى علامة استفهام ثالثة، ألا وهي: ماذا يعني خفض سن الاقتراع الى 18 سنة؟ كم مسيحياً وكم مسلماً قد يضيف؟ وماذا يغيّر في الخربطة الانتخابية؟".
بعد خلاف &laqascii117o;على الناعم"، بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، على خلفية طرح الأول تأليف الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، يبدو أن إدراج مشروع قانون خفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً على جدول أعمال الجلسة التشريعية لمجلس النواب بعد غد الاثنين، أوصل الأمور بين القطبين إلى درجة من التوتر لم يسبق أن وصلت إليها العلاقات بينهما حتى في عز التجاذب الانتخابي في منطقة جزين.
العاصفة هبّت مساءً، ودون أي إنذار، بل إن اجتماعاً كان مقرراً أن يعقد ظهر أمس، بين أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان والمستشار السياسي لبري النائب علي حسن خليل، لتنسيق المواقف قبل جلسة الاثنين، لكنه أرجئ بسبب انشغالات طارئة، لا علاقة لها بما بما استجد مساءً.
وكان أقسى الحديث نهاراً من جانب التيار الوطني الحر، عن خفض سن الاقتراع، اقتصر على وجود صعوبات لوجستية لتطبيق الأمر في الانتخابات البلدية المقبلة. وقد جاء على لسان وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الذي سئل في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه لجنة الحملة المدنية للإصلاح الانتخابي، عن مشروع الخفض، فرد جازماً: &laqascii117o;لا خلاف عليه، لكن ما يجري يتم بصورة ضغط إضافي على وزير الداخلية لإنجاز القوائم الانتخابية لحوالى 280 ألف ناخب في وقت معيّن"، مردفاً &laqascii117o;من غير المعقول أن نحمّل كل هذه الأعباء لوزير الداخلية ليتمكن من إنجاز القوائم الانتخابية، ولا يمكنه إعداد الورقة المطبوعة سلفاً ولا يمكننا إنشاء هيئة أو نعتمد الإشراف على الانتخابات التي من المفروض أن تكون هيئة قائمة، وهذا لا يلغي الآخر. نعتمد سن الـ18 ونجري الإصلاحات المطلوبة في القانون".
عاصفة المساء
وجاء المساء حاملاً ما يشبه الانتقاد العوني لخفض سن الاقتراع، وأورد تلفزيون الـOTV والموقع الالكتروني للتيار الوطني الحر، تقريراً جاء فيه:
&laqascii117o;كل الاهتمامات تراجعت فجأة، لتتقدم حمى خفض سن الاقتراع الى 18 عاماً. مع أن التطورات حافلة...
فمن جهة أولى مثلاً، هناك رئيس الحكومة الذي بحث مع (الرئيس الفرنسي) ساركوزي تسليح الجيش، في شكل موجه لمكافحة الإرهاب. وذلك استناداً الى العبر المستخلصة من نهر البارد، وبما لا يثير متاعب فرنسية مع إسرائيل...
ومن جهة ثانية، هناك سلفه فؤاد السنيورة، الذي أعلن خيبته من واشنطن الحالية. وهناك من جهة ثالثة دراسة كنسية عن استهداف جبل لبنان، ببيع أرضه للأجانب. وهناك حرب أعلنتها اليوم وزارة الصحة ضد مافيا الدواء. فأغلقت تسع صيدليات، ومستودعات تخزين، في جولة أولى لقضية خطيرة مزمنة...
وهناك بقايا قلق من تصعيد جنوبي على الحدود، وحذر من استهداف أصولي في الداخل. وحتى هناك ظاهرة دنماركية لطيفة، عبر delivery خضراء في قلب بيروت، كرسالة بيئية معبرة...
كل ذلك تراجع في الاهتمامات، لتقفز الى المرتبة الأولى مسألة جلسة مجلس النواب الاثنين المقبل، وعلى جدولها مشروع تعديل المادة 21 من الدستور، لجعل سن الاقتراع 18 عاماً. موضوع، يحمل كل عوامل الإثارة اللبنانية. فهو يتعلق بالدستور. هذا النص الذي يراه البعض من المقدسات الأسطورية. وهو يتعلق بالطوائف، أي هذه الجماعات المجموعة بلا جمع ولا جامع، إلا الصراع على كل شيء. وهناك أخيراً عامل الشباب، أي تلك الشريحة الضاجة بالنشاط والصخب والدينامية، والتي غالباً ما تستغل في غير مكانها وأهدافها.
لكن أولاً، ماذا إذا أقر المشروع الاثنين؟ وزارة الداخلية جاهزة للتنفيذ، كما أفادت أوساط مسؤولة فيها للـOTV علماً أن القانون يسمح لها بوقف إضافات اللوائح الانتخابية في 5 كانون الثاني. لكن مع ذلك، وفي غياب مكننة الأحوال الشخصية، وبوجود نقص لـ204 موظفين في هذه المديرية، الوزارة جاهزة للتنفيذ. حتى لا ينجح أحد في تعطيل الانتخابات، وإلقاء المسؤولية على الداخلية...
ولكن ثانياً، هل سيقر المشروع؟ الأجوبة متردّدة، وخصوصاً في ظل اتصالات بدأت على مستوى المراجع العليا، للتأجيل. حتى إن العماد عون أجاب عن سؤال للـOTV حول مصير الجلسة، بسؤال مقابل، عن خلفية توقيتها، إذ قال عون: هناك اقتراح قانون لاستعادة الجنسية، أقر في اللجان في 6 نيسان 2009، بينما مشروع سن الـ18، وصل الى المجلس بعد هذا التاريخ بشهر ونصف. فلماذا نستعجل بنداً، ونؤجل آخر؟
وتبقى علامة استفهام ثالثة، ألا وهي: ماذا يعني خفض سن الاقتراع الى 18 سنة؟ كم مسيحياً وكم مسلماً قد يضيف؟ وماذا يغيّر في الخربطة الانتخابية؟".
هنا انتهى التقرير، لكن ما ورد فيه، وخصوصاً موقف العماد عون، لم يمر مرور الكرام في عين التينة، التي سارعت إلى تعميم رد من المكتب الاعلامي للرئيس بري، استهله بالقول: &laqascii117o;يسأل العماد ميشال عون عبر تلفزيون الـ&laqascii117o;OTV" عن توقيت عرض مشروع تعديل الدستور لجعل سن الانتخاب 18 عاماً الآن تماماً كما تذرع قبلاً بالسؤال عن توقيت تأليف الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية". وأضاف: &laqascii117o;مراراً وتكراراً حاولنا أن نصوّب استهداف العماد عون لما نقوم به من واجب تطبيق الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب حتى ظن البعض، ومنهم الظاهر العماد عون، أننا غير قادرين على الرد عليه... ليعلم ولمرة واحدة أن &laqascii117o;لا أحد يجهل علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين".
وتابع بري مخاطباً عون: &laqascii117o;أوضحنا لجهة الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، والرأي العام اللبناني بمجمله مع طرح هذه الهيئة، والآن نقول لك إذ خاطبتنا إعلامياً: وضعنا مشروع سن الـ18 لأنك والمجلس، وأنت منه، وافقت على اقتراح أرسل أصولاً إلى مجلس الوزراء وعاد مشروع قانون، وسبب العجلة اقتراب انتخابات البلدية التي تحاول أن تتهرب منها. أما تأخير قوانين أو اقتراحات في المجلس، فهذه ليست عادتنا منذ تطبيق الطائف الذي لم تكن أنت الى جانبه".
موقع التيار الوطني الحر، نشر من الرد عنواناً فقط هو &laqascii117o;برّي: يظن العماد عون أننا غير قادرين على الرد عليه"... لتتوقف الحكاية ليلاً عند هذا الحد.
وتوقعت مصادر قريبة من الرابية، احتواء الأمر اليوم، عبر تدخل حلفاء الطرفين، وتحديداً حزب الله الحليف الرئيسي لكل من رئيس مجلس النواب ورئيس تكتل التغيير والإصلاح.
- صحيفة 'المستقبل'
بخلاصة تؤكد الدعم الفرنسي المباشر للبنان على كافة الصعد، توّج رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري زيارته الفرنسية بلقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي استقبله بحرارة في قصر الاليزيه أمس، وأقام مأدبة غداء على شرفه حضرها أعضاء الوفد اللبناني، وأعقبها لقاء ثنائي بين ساركوزي والحريري تم في خلاله عرض تطورات الأوضاع في لبنان وآخر مستجدات الساحتين الإقليمية والدولية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وبعد اللقاء، حيث استقبله ساركوزي وودعه على مدخل القصر الرئاسي، لفت الحريري إلى أن 'فرنسا مهتمة بمساعدة لبنان في كل المجالات'، وأشار إلى أنه وضع الرئيس ساركوزي 'في أجواء التهديدات الإسرائيلية وغيرها'، ونقل عنه أنه 'كان واضحاً وصريحاً لجهة أنه سيقف دائماً إلى جانب لبنان، وما يهمه هو السلام، وأن يكون هذا السلام بالنسبة للبنان وسوريا وفلسطين وكل المنطقة العربية سلاماً عادلاً'. وإذ ذكّر أن 'باريس ترغب في عقد مؤتمر للسلام في فرنسا'، أعرب عن 'تشجيعه لهذه المسألة لأنه ليس باستطاعتنا إبقاء هذه العملية في حال الجمود التي تمر بها'.
وشدد الحريري على أن 'ساركوزي أبدى استعداد فرنسا لمساعدة الجيش اللبناني والقوى الأمنية، سواء بالنسبة للمعدّات الثقيلة والخفيفة أو بالنسبة إلى وزارتي الداخلية والدفاع بشكل عام'، وأكد في سياق آخر أن 'لبنان ملتزم تطبيق القرار 1701'، ولفت إلى أن 'اكتشاف بعض المتفجرات خلال الأسابيع الماضية في الجنوب يدل على أن الدولة اللبنانية تقوم بواجباتها لتطبيقه'، داعياً الى 'أن تلتزم إسرائيل بالقرار المذكور'.
وإذ لفت إلى 'أن فرنسا لعبت دوراً كبيراً بالنسبة للعلاقات اللبنانية - السورية'، أكد 'أن ما يهمنا من العلاقة مع سوريا هو أن تكون لمصلحة البلدين والشعبين'، مشدداً على أن 'الرئيس ساركوزي أكد على دعمه للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان بكل ما تعنيه الكلمة(..)'.ومساء، أعلن الرئيس الحريري خلال حفل استقبال أقامه سفير لبنان في باريس بطرس عساكر على شرفه وحضره قرابة 2500 شخصية لبنانية وفرنسية، وشاركت فيه السيدة نازك الحريري 'اننا نفتح الباب لمرحلة جديدة تحمي مستقبل لبنان من رياح المتغيرات في منطقتنا، وتقطع الطريق على الفتنة الأهلية من أن تُطل برأسها من جديد'، وأكد أن 'لبنان يحتاج هذه الفرصة، ونحن من جهتنا لن نضيعها، خصوصًا وأن الاستقرار أمانة عند الجميع، والاستقلال أمانة غالية لن تضيع، بل هي أصبحت حقيقة راسخة لن تنال منها المؤامرات ولا العواصف(..)'.
'الاليزيه'
من جهته، وصف الاليزيه زيارة الحريري الى فرنسا بـ 'الجميلة جداً'. وأشار مصدر في قصر الرئاسة الفرنسي الى 'الحفاوة التي استقبل بها الفرنسيون الحريري مستشهداً بجدول زيارته المكثف ولقائه أبرز القيادات الفرنسية كما لو أنها كانت زيارة رئيس دولة'.
فقد صرح مصدر في 'الاليزيه' للصحافيين بأن 'الرئيس ساركوزي كان مسروراً جداً لاستقبال الحريري وهنأه بالتطورات الايجابية المهمة التي حصلت في لبنان في الآونة الأخيرة في ما يتعلق باستقرار البلد والمصالحة الوطنية، وشدد له على الصداقة المميزة التي تربط فرنسا بلبنان وتضامن الشعب الفرنسي مع الشعب اللبناني، وإرادة فرنسا بالوقوف الى جانب لبنان ومواصلتها توطيد وتمتين سبل التعاون معه. كما تعلمون لقد تم توقيع ست اتفاقيات خلال هذه الزيارة'.
وأضاف المصدر الرئاسي أن 'الرئيس ساركوزي أعرب للحريري عن سروره للحالة الجيدة التي ينعم بها الاقتصاد اللبناني، وناقش وإياه سبل التعاون الاقتصادي ولا سيما المشاريع الكبرى المتعلقة بالبنى التحتية، وأبدى الرئيس ساركوزي استعداد فرنسا الدائم لمرافقة لبنان في جميع مشاريعه الإنمائية والإصلاحية'، وتابع 'وقد عبّر الرئيس الحريري بدوره عن رغبته برؤية المؤسسات والشركات الفرنسية تساهم في أعمال التطوير في لبنان، كما عرضا موضوع باريس-3 بشكل عام وأبدى الطرف الفرنسي رغبته في الإفراج عن المبالغ الممنوحة المجمدة، وأنه سيعمل على تسريع هذه المبالغ المتبقية'.
وأشار مصدر 'الاليزيه' إلى أن ساركوزي استعرض والحريري 'المسائل الإقليمية وأبرزها بالطبع عملية السلام في الشرق الأوسط، وأبدى الرئيس الفرنسي استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر دولي من أجل السلام تجتمع فيه أبرز الدول المعنية بهذا الملف بهدف استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أبدى رغبته برؤية العلاقات الطبيعية الحسنة بين سوريا ولبنان تستمر، وحيّا الخطوة الشجاعة التي قام بها الرئيس الحريري عندما زار دمشق، وذكّره بالانتقادات التي تلقاها (ساركوزي) عندما مدّ يده للسوريين، معتبراً أن سياسة الحوار الذي استخدمها مع سوريا آتت ثمارها، واعترف الحريري بذلك. وأشار الرئيس الفرنسي أيضاً الى عودة سوريا إلى الأسرة الدولية وتحسن علاقتها بالمملكة العربية السعودية، وأبدى رغبته رؤية هذا التحسن ينعكس ايجاباً أكثر فأكثر على الساحة اللبنانية'.
وتابع المصدر الديبلوماسي الفرنسي 'أعرب الرئيس ساركوزي أيضاً عن سروره لحصول لبنان على مقعد في مجلس الأمن الدولي، وأبدى للحريري رغبة فرنسا بالتعاون الوثيق مع لبنان في معالجة الملفات الدولية المهمة'. وأضاف إن 'الرئيس الحريري وضع الرئيس ساركوزي في جو التهديدات التي تتلقاها الحكومة اللبنانية من قبل إسرائيل'.
وبحسب المصدر فقد 'أكد الرئيس الفرنسي التزام فرنسا الكامل بدعم سيادة لبنان واستقلاله ووجوب احترام هذه السيادة وسلامة الأراضي من قبل جميع الدول المجاورة له بما في ذلك إسرائيل، وأن لبنان بإمكانه الاعتماد دائماً على صداقة فرنسا وتضامنها معه'.
وأوضح مصدر الاليزيه أن اجتماع الوفد اللبناني مع الرئيس ساركوزي وطاقم الإدارة الفرنسي تخلله 'خلوة بين الرئيس ساركوزي والرئيس الحريري'. كما اختتم المصدر بالإشارة الى أن 'الطرفين عرضا للتعاون بين البلدين بشكل عام بما في ذلك التعاون العسكري لجهة تدريب الجيش اللبناني وإمداده بمعدات عسكرية متطورة'.
وكان الحريري اختتم زيارته إلى باريس بلقاء رؤساء ومدراء الشركات الفرنسية الكبرى في باريس حضره الوفد الوزاري والرسمي المرافق وحشد من الاقتصاديين والصناعيين ورجال الأعمال، وأكد أمامهم أن 'الاقتصاد اللبناني عرف كيف يتخطى الصعوبات السياسية والأمنية والأزمة المالية العالمية'، وشدد على أن 'الرؤية الاقتصادية الايجابية والتوافق السياسي حول الإصلاحات سيسمحان للبنان بفتح صفحة جديدة واعدة'، مؤكداً أن 'مستقبل لبنان واعد(..)'.
كما شملت لقاءات الحريري الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان، ورئيس معهد العالم العربي دومينيك بوديس.
- صحيفة 'اللواء'
تقدمت القضايا الداخلية سياسياً واجتماعياً على ما عداها، في الوقت الذي كان فيه الرئيس سعد الحريري يتبلغ من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على مسمع من سبعة وزراء كانوا في عداد الوفد اللبناني، ان بلاده لن تترك سيادة لبنان او استقلاله يتعرض لأي اعتداء، وان فرنسا على استعداد لمساعدة الجيش اللبناني والقوى الامنية سواء بالمعدات الثقيلة او الخفيفة، مرحباً بسلامة ومتانة الوضع الاقتصادي في لبنان، ومؤكداً ان فرنسا تعتزم تنظيم مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط، وهو الذي لقي ترحيباً من الرئيس الحريري الذي شجع على حصوله.
على ان التطور السياسي الابرز ليل امس، كان انفجار الموقف بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون على خلفية ما نقله تلفزيون OTV التابع للتيار الوطني الحر عن عون الذي قال <هناك اقتراح لاستعادة الجنسية اقر في لجان في 6 نيسان 2009، بينما مشروع (تخفيض سن الاقتراع) الى سن 18 وصل الى المجلس بعد هذا التاريخ بعد شهر ونصف فلماذا نستعجل بنداً ونؤخر آخر>.
بعد هذا الكلام تساءلت OTV: ماذا يعني تخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة، كم مسيحياً، كم مسلماً يضيف؟ وماذا يغير من الخارطة الانتخابية؟ مشككة من اقرار المشروع في مجلس النواب الاثنين المقبل، وكاشفة عن اتصالات بين المراجع العليا لتأجيل جلسة الاثنين، في وقت نقل فيه زوار الرئيس ميشال سليمان عنه تأكيده اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، مشيراً إلى انه ليس هناك ما يستدعي ارجاءها، وان التعديلات على القانون والتي تحتاج إلى دراسة يعود القرار في شأنها لمجلس النواب.
ويأتي هذا التدهور في العلاقة بين برّي وعون، على وقع اهتزاز التوافق جنوباً، على خلفية انتخابات غرفة التجارة والصناعة في صيدا غداً، حيث أعلنت النائب بهية الحريري أن تيّار <المستقبل> قرّر الانسحاب من الانتخابات حتى لا يكون أداة للتقسيم.
واعتبر أصحاب المساعي الذين حاولوا التوصّل إلى اتفاق بين المرجعيات السياسية، وخاصة بين الرئيس برّي من جهة والرئيس فؤاد السنيورة والنائب الحريري من جهة ثانية، لإنقاذ الجسم التجاري في الجنوب من الانقسام، أن انتخابات الأحد سيكون لها تداعيات سلبية ليست لمصلحة القطاع التجاري والصناعي في الجنوب.
والجدير بالذكر أن أصحاب المساعي التوفيقية طرحوا اسم مؤسس الغرفة محمّد الزعتري ورئيسها منذ أكثر من 40 سنة كرئيس لائحة تزكية تتمثل فيها كل الأطراف السياسية، لكن إصرار الرئيس برّي على التمسك بالمرشح محمد صالح كمرشح معركة نسف هذه المساعي، ما أدى إلى انسحاب مرشحي تيّار المستقبل والجماعة الإسلامية من الانتخابات تجنباً لانقسام القطاع التجاري في صيدا والجنوب، مثلما أعلنت النائب الحريري (راجع ص6).
جلسة الاثنين ولم تستبعد مصادر نيابية ان تترك انتخابات غرفة صيدا غدا غيوما ثقيلة على الجلسة التشريعية الاثنين المقبل، والتي وضع فيها الرئيس بري مشروع التعديل الدستوري لتعديل المادة 21 من الدستور والمتعلق بتخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة، في اول بند على جدول اعمالها، خصوصا وان الاجواء النيابية عكست صورة ضبابية لمصير هذه الجلسة، في ظل الهواجس المسيحية من هذا المشروع، اذا لم يقترن باعطاء حق الاقتراع للمغتربين، رغم ان القانون اجاز ذلك في الانتخابات النيابية التي ستجري في العام 2013.
ولاحظت المصادر النيابية ان التباين الحاد في مواقف الكتل الرئيسية وضع مصير الجلسة امام خيارين: اما تطيير النصاب وعدم تأمينه في الاصل، او في أبعد الاحوال ارجاء البت في المشروع بما يضمن تنفيذه في انتخابات العام 2013، وبالتالي اجراء الانتخابات البلدية وفق القانون الحالي، مع الاشارة الى ان المجلس النيابي السابق سبق وأقر بالاجماع مبدأ تخفيض الاقتراع، ومع العلم ايضا ان اقرار المشروع يحتاج الى اكثرية الثلثين باعتباره مشروع تعديل دستوري.
وعكست تشكيك الاعلام العوني وتساؤلها عن توقيت عرض مشروع التعديل، عدم رضى العماد عون عن المشروع، مثلما حصل مع اقتراح الرئيس بري بتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية،
وبعد ذلك بالآلية التي اقترحها للتعيينات الإدارية، الأمر الذي دفع المك