صحف ومجلات » افتتاحيات من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 26/1/2010

- صحيفة 'النهار'
هزت فجيعة تحطم الطائرة الاثيوبية فجر أمس قبالة شاطئ الناعمة لبنان بكل مناطقه، خصوصاً ان اللبنانيين الـ54 الذين كانوا على متنها مع الاجانب الـ26 ينتمون الى مناطق مختلفة من الشمال الى الجنوب.
وبدا لبنان تحت وطأة هذه الكارثة وفي يوم حداد وطني، مذهولا امام نكبة جوية نادرة في مياهه وعلى ارضه، ذلك ان تحطم الطائرة الاثيوبية يعد الحادث الأسوأ منذ تحطم طائرة كوتونو عشية عيد الميلاد عام 2003 والتي ذهب ضحيتها آنذاك نحو 79 لبنانيا.
ونظرا الى هول الكارثة، شهد لبنان أوسع استنفار للدولة بأركانها ووزاراتها واجهزتها، لكن مجمل القدرات العسكرية والامنية والاغاثية واللوجستية بدا قاصراً امام فداحة الكارثة، الامر الذي حدا السلطات الرسمية على طلب معونات دولية، اذ لم تكف ايضا القدرات البحرية للقوة الموقتة في لبنان 'اليونيفيل' التي عملت مع وحدات الجيش البحرية والجوية والبرية للبحث عن حطام الطائرة والضحايا وسط تضاؤل الآمال الى حد الانعدام في العثور على ناجين احياء من الركاب الـ90 الذين كانوا على متن الطائرة.
وتضمنت لائحة الركاب اسماء 54 لبنانياً و26 اجنبياً بينهم زوجة السفير الفرنسي دوني بييتون ماريا سانشيز بييتون، الى طاقم الطائرة، لكن السفارة الفرنسية في بيروت رفضت حتى ليل أمس التعليق على مصيرها، في حين اعلنت رئاسة الاتحاد الاوروبي في بيروت تضامنها وتعاطفها مع السفير الفرنسي والحداد وتنكيس الاعلام على سفاراتها في بيروت.
وفيما اقتصرت عمليات الانقاذ وانتشال الحطام والضحايا حتى ليل أمس على 14 جثة نقلت الى مستشفى بيروت الحكومي، تعلق السلطات اللبنانية آمالا على المعونة الدولية التي وصلت طلائعها بعد ظهر امس الى المياه اللبنانية ولا سيما منها السفينة الحربية الاميركية 'يو أس أس راميدج' العاملة ضمن الاسطول السادس في البحر الابيض المتوسط والتي وصلت بناء على طلب لبنان للمساعدة في عمليات البحث،  ذلك ان هذه السفينة مزودة اجهزة حديثة وخاصة ورادارات يمكنها كشف مكان غرق الطائرة الذي يعتقد انه قبالة الناعمة على عمق يراوح بين 80 و100 متر وتأمل السلطات في التمكن من تحديد مكان غرق الطائرة وانتشال الضحايا اليوم وخصوصا العثور على الصندوق الاسود للطائرة المنكوبة لمعرفة سبب تحطمها. كذلك وصلت طائرات فرنسية وبريطانية.
وسعى المسؤولون منذ صباح امس الى دحض سيل الشائعات التي أثارها تحطم الطائرة وخصوصا نفي وجود اي عمل ارهابي أو تخريبي، في حين كان عدد من الشهود تحدثوا عن انفجار امكنت رؤيته لدى سقوط الطائرة كرة ملتهبة في المياه.
واسترعى الانتباه في هذا السياق تطابق معلومات ادلى بها ليلا كل من وزير الدفاع الياس المر ووزير الاشغال العامة غازي العريضي عن الظروف الغامضة لتحطم الطائرة وسببه.
فمعلوم ان الطائرة اقلعت وسط جو عاصف بعيد الثانية والنصف فجرا من مطار بيروت الدولي، وبعد نحو أربع دقائق اختفت عن شاشة الرادار في برج المراقبة.
وكشف المر ليلا ان التسجيلات في برج المراقبة تثبت ان قائد الطائرة الاثيوبية طار في اتجاه معاكس لذاك الذي اوصاه به برج المراقبة. وقال ان برج المراقبة طلب من قائد الطائرة ان يقود طائرته في اتجاه معين تفادياً للعواصف الا انه سلك اتجاها معاكسا. لكنه اكد ان اسباب عدم استجابة قائد طائرة 'البوينغ 737' لم تعرف بعد وقد تكون خارجة عن ارادته، موضحاً أن قانون الطيران يجيز لقائد الطائرة اتخاذ قرار معاكس لما يطلبه منه برج المراقبة على ان يبلغ السلطات الملاحية قراره. وكان المرجح في وقت سابق ان يكون عامل الطقس مبدئياً سبب حادث الطائرة.
أما الوزير العريضي، فقال إن السجلات الصوتية في برج المراقبة تبين ان قائد الطائرة كان قد اعطي توجيهاً عند الإقلاع لاتخاذ مسار معين، الا انه اتبع هذا المسار ثم حاد عنه، مما دفع البرج الى تنبيهه مرة أخرى الى ضرورة العودة الى المسار المحدد، لكن الطيار استمر في مساره ثم قام بدورة غريبة 'لم نجد لها أي تفسير قبل ان تختفي الطائرة عن رادار برج المراقبة. وشدد على ان المسؤولين في برج المراقبة 'قاموا بكل الواجب واذا ثبت من الصندوق الأسود ان ثمة اشياء أخرى فعندها لكل حادث حديث'.
وقد ارسلت الخطوط الجوية الأثيوبية فريق محققين الى لبنان لتحديد سبب سقوط الطائرة على الرحلة رقم 409. وشدد الناطق باسم الحكومة الأثيوبية في اديس أبابا شيميليس كمال على ان ما من دليل يشير الى فرضية حصول اعتداء ارهابي. وقال لـ'وكالة الصحافة الفرنسية': 'لم نتلق أي تهديد من أي مجموعة ارهابية'. وأضاف ان 'حريقاً شبّ على ما يبدو في الطائرة بعد خمس دقائق من اقلاعها'.
وبعد يوم مضن من عمليات البحث والتفتيش في البحر ووسط استنفار غير مسبوق لاجهزة الدولة، رأس رئيس الوزراء سعد الحريري مساء اجتماعاً موسعاً في السرايا ضم الوزراء المر والعريضي ومحمد جواد خليفة وعلي الشامي وطارق متري وزياد بارود والقادة العسكريين والأمنيين والمسؤولين القضائيين وسواهم. وجرى عرض لآخر المعلومات المتعلقة بالحادث والجهود المبذولة في عمليات الانقاذ والتنسيق بين مختلف الادارات المعنية.
وأعلن الوزير متري على الاثر ان الطائرة كانت تنقل 83 راكباً الى طاقمها المؤلف من سبعة أشخاص، وفقد الاتصال بها بعد ثلاث دقائق من اقلاعها وغابت عن شاشات الرادار. وأوضح ان كلاً من قبرص والمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية استجابت لطلب المؤازرة من لبنان، وتم تكليف لجنة التحقيق الفني في الحادث بمشاركة مكتب التنسيق الفرنسي الدولي BEA. وأفاد ان سفناً من 'اليونيفيل' المانية وتركية تعاونها سفينة من الولايات المتحدة تقوم بالتعاون مع الجيش 'بعملية سبر شامل للمنطقة التي سقطت فيها الطائرة بحثاً عن مفقودين وعن حطام الطائرة وهذه العملية مستمرة'. وأشار الى ان الأعراف الدولية في عمليات البحث والانقاذ تحدد مدتها بـ 72 ساعة.
وفي سياق ردود الفعل الدولية على الحادث، أعربت الولايات المتحدة عن تعاطفها العميق مع لبنان وقدمت تعازيها الى أهالي الضحايا. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي بأن السلطات الاميركية اتصلت بالحكومة اللبنانية 'ووفقاً لطلب رئيس الحكومة (سعد) الحريري فاننا نقدم المساعدات في عمليات الانقاذ والاسترداد، وتماشياً مع علاقاتنا القوية بلبنان فان الولايات المتحدة ستواصل بذل كل ما في وسعها لدعم الحكومة اللبنانية لمعالجة هذه المأساة'.


- صحيفة 'السفير'
هي مأسـاة إنسـانية وأكثر. فاجعة لا مثيل لها بين بر لبنان وبحره وجوّه. أكثر من تسـعين حياة وجدت نفسـها في اللاحياة واللاموت. عشرات المفقودين حتى انكشاف مصائرهم، ومن لم أو لن تظهر آثاره، فسيبقى مفقودا حتى إشـعار آخر في قاموس أحبته وأهله وبلده.
وفي ثنايا هذه المأسـاة الجماعية التي جمعت لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، توحد الإنسان اللبناني مع الإنسان الآخر في إثيوبيا أو غيرها، متبعا وجهة الطيران نفسها، إما طلبا للقمة عيش بعدما سُدت الآفاق بوجه أكثرية هؤلاء في بلدهم، وإما حماسة لواجب اجتماعي أو لأسباب أخرى يصعب حصرها وتعدادها.
أيضا في ثنايا هذه الرحلة، تكمن رحلات فردية إنسانية، تحاكي كل واحدة منها حكاية عائلة، ولو أن بعض الحكايات تتشابه، مثلما كانت بالأمس، أحوال عائلات وقرى ومناطق تحاول أن تلملم آثار حزنها بالدموع وحرقة الانتظار والأسئلة والأجوبة المؤجلة.
حداد وطني وأكثر، لم ينتظر قرارا رسميا متأخرا. صحيح أن الاختبار غير مسبوق، لكن اللبنانيين الذين أتقنوا المآسي المماثلة على غير أرضهم، وأبرزها كارثة طائرة كوتونو، والذين يحترفون، من قبل، وربما من بعد، حرفة التغلب على أوجاعهم ومآسيهم وكوارثهم الوطنية، وجدوا أنفسهم، مرة جديدة، متحدين عاطفيا مع أنفسهم ومع بني جلدتهم، من ذوي الوجوه السمراء والبيضاء.
وها هي الدولة اللبنانية، التي نخرها سوس الطوائف والمذاهب، تجتاز، بدورها، امتحان القدرة على مواجهة المآسي الوطنية بروح التكافل والتضامن، فإذا بها كلها، رئيسا ومجلسا نيابيا وحكومة وجيشا وقوى أمن داخلي ودفاع مدني وصليبا أحمر وهيئات روحية وسياسية ونقابية وأهلية وإعلامية، كلمة ومشاعر واحدة، ولو اختلفت بعض الصياغات، غير أنها انضبطت تحت سقف المأساة الواحدة، فقدمت نموذجا كان يمكن أن يكتمل لو تم تدارك بعض الهفوات أو هنّات التقصير، خاصة مع الأهالي الثكالى، بحيث كان ينبغي أن يكون هناك من يتولى مع كل عائلة بمفردها مسؤولية مدها بالأخبار والمعطيات بدلا من ذلك الوقوف الطويل والمذل في صالونات شرف انتظار الرؤساء والمسؤولين أو عند شواطئ استقبال ما تلفظه الأمواج من جثث أو بقاياها أو آثار أصحابها أو في طوابير برادات الموت في المستشفيات...
ومن نافل القول، أن الفرصة سانحة لتدارك ما يمكن تداركه، على مدى الساعات الفاصلة عن إقفال ملف البحث عن المفقودين، وهي عملية تحتاج إلى 48 ساعة على أقل تقدير، مثلما يقتضي الواجب أن تبادر الدولة إلى الإعداد لمأتم وطني رمزي في العاصمة، وربما انطلاقا من مطارها، قبل أن تتوجه أعراس العائدين، إلى قراهم ومناطقهم في لبنان، وغيرهم إلى بلدانهم وأحبتهم.
في كل الأحوال، فإن الرقم الرسمي النهائي لعدد الضحايا ممن انتشلوا حتى ساعات الفجر الأولى، لم يتجاوز الـ 14 رسميا، في ظل استمرار أعمال الإغاثة والإنقاذ، وسط تقديرات حول تضاؤل فرص العثور على ناجين مع تقدم الوقت من جهة، واستمرار العاصفة والأحوال الجوية السيئة من جهة ثانية.
وفي موازاة أعمال الإنقاذ التي تشارك فيها وحدات عسكرية لبنانية وأخرى من &laqascii117o;اليونيفيل"، فضلا عن قطع بحرية أميركية وفرنسية وبريطانية وقبرصية، انطلقت التحقيقات اللبنانية والإثيوبية، التي يفترض أن تتكئ في نهاية الأمر، على الصندوق الأسود للطائرة، بحيث يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتتحدد المسؤوليات على الشركة وطاقمها أو على لبنان والمعنيين بالطيران المدني، إلا إذا تبين أن ظروفا قاهرة، متصلة بالعاصفة هي التي أدت إلى وقوع الحادث، وهو أمر مبكر الجزم فيه منذ الآن.
واستنادا إلى مصادر ملاحية في مطار بيروت الدولي، فإن الطائرة الإثيوبية وهي من طراز &laqascii117o;بوينغ 737 ـ 800" كانت قد حطت في مطار بيروت قرابة الواحدة والنصف فجر الأحد ـ الاثنين، قادمة من مطار أديس أبابا وعلى متنها أربعون راكبا، &laqascii117o;وبعد إنزال الركاب وأمتعتهم وتزودها بالوقود، انطلقت الطائرة في رحلة حملت الرقم 409، من مطار بيروت الدولي متجهة إلى العاصمة الإثيوبية، وكانت الساعة الثانية وسبعا وثلاثين دقيقة فجرا، وقبل أن تحلق تبين وفق آخر تقارير برج المراقبة أن سرعة الهواء متوسطة (280 إلى 340 عقدة) والرؤية مقبولة، وكل ظروف انطلاقة الرحلة كانت متوافرة، وبالفعل أقلعت الطائرة، ولم تكد تبتعد كيلومترا واحدا (خلال أقل من دقيقة)، حتى تلقى قبطانها نداء من برج المراقبة في مطار بيروت يطلب فيه الانحراف في غير الاتجاه الذي يسلكه تفاديا لدخوله في مسار يقوده إلى مركز العاصفة، ما قد يؤدي إلى وقوعه في مطب تيارات هوائية وبرق ورعد، وسارع القبطان للرد بالاستجابة للأمر، غير أن العكس حصل وتكرر الأمر بعد ذلك، مرتين، وكان جوابه بالإيجاب فيما كان ينحرف في غير الاتجاه المطلوب منه سلوكه، علما بأن رادار طائرته يفترض أن يرصد المعطيات الملاحية نفسها التي كان يزوده بها برج المراقبة في مطار بيروت، بحسب ما أبلغت المصادر الملاحية &laqascii117o;السفير".
وتابعت المصادر أن الاتصال بالطائرة فُقد بعد أربع دقائق من إقلاعها، أي عند الثانية وواحدة وأربعين دقيقة.
وإذ رفضت المصادر الجزم في موضوع انفجار الطائرة واحتراقها، بحسب بيان قيادة الجيش، أو أن تكون عوامل الطقس هي سبب سقوطها كما قال وزير الدفاع الياس المر (تراجع ليلا)، استبعدت أي عمل إرهابي أو تخريبي، وقالت إن مطار بيروت شهد قبل الحادثة وبعدها حركة طيران عادية، فقد أقلعت طائرة الـ &laqascii117o;ميدل ايست" عند الثانية فجرا إلى باريس وطائرة أخرى للشركة نفسها وفي التوقيت نفسه تقريبا، إلى لاغوس، كما أقلعت طائرة عند الثالثة وعشر دقائق الى براغ (الشركة التشيكية للطيران) وطائرة لشركة &laqascii117o;لوفتهانزا" الألمانية عند الثالثة والنصف فجرا إلى فرنكفورت في ألمانيا، فيما هبطت الطائرة الألمانية نفسها عند الثانية والربع بفارق 22 دقيقة عن الطائرة الإثيوبية، وهبطت طائرة يونانية تابع لشركة &laqascii117o;أولمبيك" قادمة من أثينا عند الثانية و45 دقيقة، أي بعد ثماني دقائق من إقلاع الطائرة الأثيوبية. كما هبطت طائرة مجرية لشركة &laqascii117o;ماليف" عند الثالثة قادمة من بودابست... الخ.
وأوضحت المصادر أن عدد ركاب الطائرة هو تسعون راكبا بينهم سبعة هم افراد الطاقم (لم تسجل أسماؤهم في بيانات القيد)، أما الباقون فيتوزعون على الشكل التالي، وهم: 54 لبنانيا بينهم ثلاثة يحملون جنسيات أخرى (روسية وكندية وبريطانية)، 23 أثيوبيا، تركي، سوري، عراقي وبريطاني وفرنسية تبين أنها زوجة السفير الفرنسي في لبنان مارلا سانشيز بييتون.
وأوضح وزير الصحة محمد جواد خليفة انه تم التعرف الى جثة رجل الأعمال اللبناني حسن تاج الدين والطفل محمد كريك، فيما قال مصدر في الدفاع المدني ان الجثث الـ 14 التي عثر عليها هي تلك التي &laqascii117o;لم يكن أصحابها يضعون حزام الأمان والتي طافت على سطح المياه"، مشيرا الى ان الغواصين سيعملون على انتشال اولئك الذين كانوا يضعون الاحزمة والذين نزلوا على الارجح الى عمق اكبر".
وأشار وزير الصحة الى ان أكثر من أربعين شخصا من اقارب المفقودين اللبنانيين اعطوا دما من اجل فحص الحمض النووي، مضيفا انه &laqascii117o;لا يمكن البدء بفحوصات الحمض النووي للجثث الا بعد ان يتوافر عدد كبير منها".
وقال القنصل الإثيوبي في لبنان، إن معظم الضحايا من التابعية الإثيوبية من النساء، وبما أن الحظر على سفر الإثيوبيين والإثيوبيات إلى لبنان ما زال سارياً من قبل حكومتهم، فقد كان من الممكن أن يكون عدد الضحايا الإثيوبيين أكبر.
وفيما أعلن وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، الذي كان أول الواصلين فجرا الى المطار، أنه تم تشكيل لجنة تحقيق تضم خبراء مختصين، بينهم مكتب التحقيق الفرنسي المختص، قال الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية غيرما وايكي، في أديس أبابا، إن &laqascii117o;حوادث الطيران التي تنجم عن أخطاء في قيادة الطائرة أو في الصيانة لا وجود لها في تاريخ الشركة".
وبحسب وياكي فإن أي عطل ميكانيكي لم يتم التبليغ عنه خلال الكشف الروتيني في أديس أبابا، أو عند الإقلاع في بيروت، وقال إن الطائرة مصنوعة في العام 2002، وخضعت لآخر عملية صيانة في 25 كانون الأول الماضي، وقد نجحت في عملية الكشف التقني، علماً بأنها مستأجرة في أيلول الماضي من CIT Aerospace
وكانت الدولة كلها قد توافدت الى مطار بيروت، فيما كان رئيس الجمهورية يتوجه منذ الصباح الى وزارة الدفاع للاشراف مع وزير الدفاع وقائد الجيش على عمليات الانقاذ. ووصـف رئيس الجمهورية لدى تفقده العائلات في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت ما جرى بـ&laqascii117o;الكارثة الوطــنية"، مضيفا &laqascii117o;انها خسارة كبيرة ليس فقط على الاهل والاحباء، انما على الوطن".
واعلن رئيس الحكومة سعد الحريري الاثنين (أمس) &laqascii117o;يوم حداد وطني"، داعيا الى اعتماد الشفافية في التحقيقات في انتظار العثور على الصندوق الأسود.
كما أُلغيت الجلسة العامة للمجلس النيابي، التي كانت مقررة، أمس، بعد اعلان رئيسه نبيه بري الحداد العام، حيث تفقد أهالي الضحايا والمفقودين في المطار، الى جانب رئيس الحكومة الذي قام برفقة عدد من الوزراء وقيادات عسكرية وأمنية، بجولة في مروحية عسكرية لبنانية فوق المنطقة التي تجري فيها عمليات البحث قبالة خلدة والناعمة والأوزاعي.


- صحيفة 'المستقبل'
يوم كارثيّ حزين خيّم على لبنان منذ فجر أمس. فمأساة سقوط الطائرة الأثيوبية مباشرة بعد إقلاعها من مطار رفيق الحريري الدولي، في الثانية والدقيقة الخامسة والثلاثين فجراً، أصابت لبنان الرسمي والشعبي بصدمة كبيرة، فيما استمرت عمليات الإنقاذ في البحر بحثاً عن ناجين. هذه العمليات التي شاركت فيها المؤسسات الرسمية اللبنانية وعدد من الدول استمرت طوال النهار. فالطائرة 'النكبة' التي اختفت عن شاشات الرادار بعد أربع دقائق على إقلاعها كانت تحمل 90 شخصاً بينهم لبنانيون وأثيوبيون وزوجة السفير الفرنسي في بيروت وغيرهم من جنسيات مختلفة، لتحول صباح اللبنانيين إلى حداد وطني نكست فيه الأعلام أمام المقارّ الرسمية، وأغلقت المدارس، في وقت استنفر كل المسؤولين متنقلين بين المواقع المختصة بالحادثة للوقوف بجانب أهالي الضحايا ومواساتهم ومحاولة إنقاذ ناجين.
وفي موازاة التضامن الوطني والاستنفار الشامل للدولة بأجهزتها العسكرية وكافة مرافقها والدعم الدولي الحاشد، سادت صورة سوداء كل المؤتمرات الصحافية التي بدأت صباحاً مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان، ومجلس الوزراء سعد الحريري، ثم الوزراء المعنيين لإيضاح سير عمليات الإنقاذ، إضافة إلى مواقف عبّرت عن حجم المأساة التي غرق فيها لبنان. والتي أظهرت مدى توحده ومدى التضامن الوطني في الظروف الصعبة.
خبر كارثة سقوط الطائرة الأثيوبية بدأ بالانتشار صباحاً، في وقت بدأت عمليات الإنقاذ البحري للبحث عن ناجين بمروحيات وطرادات الجيش اللبناني والأمم المتحدة وسفينة حربية ألمانية لـ'اليونيفيل'، في ظل طقس ماطر وعاصف. وفي غضون ذلك، كان المسؤولون من رؤساء ووزراء ونواب يجولون على أهالي المفقودين في الطائرة للوقوف، في خلية عمل يكاد يقال عنها منظمة بوتيرة عالية.
رداءة الطقس إضافة إلى قوة الموج التي نشرت حطام الطائرة على امتداد كيلومترات في الشاطئ اللبناني، منعت المنقذين من الغطس في المياه. شاطئ خلدة والأوزاعي تلقفا بعض الحطام من الطائرة. حذاء فتاة صغيرة نامت في حضن موجة، ومخدة كان يستعملها أحدهم محاولاً أن يرتاح قبل وقوع الكارثة، وبعض المقاعد التي كانت تحمل أحلاماً ذهبت مع البحر. موج مرتفع وأشلاء تتنقل بين السفن الحربية التي تبحث عن ناجين أفلتوا من براثن الموت.
وعلى أمل العثور على ناجين، كما العثور على المفقودين.. وعلى الصندوق الأسود ما يساعد التحقيق، انعقد اجتماع وزاري مساءً في السرايا برئاسة الحريري حضره الوزراء المعنيون والأجهزة التي تقوم بمهام الإنقاذ والبحث المتعلقة بكارثة الطائرة. وأعلن وزير الإعلام طارق متري بعد الاجتماع أن 'الهدف هو الاستمرار في التنسيق ومتابعة العمل بأعلى درجات الفاعلية وجرى تقييم عمل الأجهزة والمؤسسات في هذا اليوم وأثنى الرئيس الحريري على التعاون فيما بينها'.
وأكد أنه 'حتى الآن تم انتشال 14 جثة هي في مستشفى بيروت الحكومي، وتقوم الأدلة الجنائية بعملها اللازم. والآن تقوم بواخر ألمانية وتركية وأميركية بعملية سبر شامل لمكان وقوع الطائرة للبحث، وسوف تقوم كل الأجهزة بكل عملها اللازم وستواصل عملها، لا دليل وليس ما يشير إلى عملية تخريبية'. وأضاف أن 'عملية البحث والإنقاذ وفق الأعراف الدولية تستمر 72 ساعة'، مضيفاً أنه تم العثور على 14 جثة 'والباقي مفقودون' حتى الآن. ورداً على سؤال قال 'هناك طائرات أقلعت وحطت في نفس وقت إقلاع الطائرة ولم يكن هناك من سبب يدعو إلى وقف عملية الطائرة وكل شيء سيتبين من التحقيق(..)'.
سليمان
من جهته، تحرك الرئيس سليمان منذ الصباح إلى غرفة عمليات الجيش اللبناني في اليرزة، وأعلن خلال مؤتمر صحافي أن 'كل القوى الأمنية تتعاون للبحث عن ناجين'. وأشار إلى أن 'الاتصالات بدأت على الصعد كافة وان وزير الأشغال العامة غازي العريضي اتصل به إضافة إلى وزير الدفاع الياس المر، وان وزيري الداخلية والصحة زياد بارود ومحمد جواد خليفة موجودان في المطار ليتابعا عمليات الإنقاذ'. وتمنى سليمان 'العثور على ناجين أو مصابين'، وأوضح أن 'الوقت الذي تتطلبه عمليات البحث ليس اقل من 72 ساعة، كما ستتم عملية جمع الحطام لمعرفة سبب الحادث'. مستبعداً 'حصول أي عمل تخريبي(..)'.
في هذا الوقت، كان وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي يتنقل بين غرفة العمليات في المطار، والاتصال بالمسؤولين الرسميين، وأعلن أنه 'تم تحديد الموقع غرب الناعمة بحدود 3,5 كيلومترات من البحر، حيث بدأ العمل منذ وقت حتى الآن وثمة نتائج ملموسة(..)'.
الحريري
تزامناً، قام الرئيس الحريري بزيارة أهالي ضحايا الطائرة المتجمعين في صالون الاستقبال في المطار. صورة عائلية حزينة طغت على المكان. بكاء ودعاء إلى الله أن يأتي خبر صغير عن ابن ما زال حياً تقاذفته الأمواج بعيداً. أحاديث مع أم بكت على كتفه. حالة من الحزن احتاج الأهالي حيالها إلى أن يقف إلى جانبهم من يؤكد لهم أن الدولة اللبنانية كلها مستنفرة من أجل قضيتهم. كلما اقترب من عائلة ارتفع النحيب، ينتظرون منه أن يخبرهم أي معلومة تريح قلوبهم.
الحريري توجه بعد لقائه الأهالي بجولة في مروحية للجيش اللبناني فوق موقع عمليات البحث، برفقة العريضي وبارود وخليفة وقائد الجيش جان قهوجي، والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي حيث أشرف على محاولات البحث والإنقاذ، كان متجهماً في الطائرة أمام مشهد انتشار الحطام الذي أتى لتظهر حجم المأساة التي رآها، وسمع صوت حزن من الأمهات في المطار. وكان الحريري قبل توجهه إلى المطار أصدر بياناً أعلن فيه الحداد الوطني، وتعطيل جميع الدوائر الرسمية حداداً على ضحايا الطائرة، ودعا جميع اللبنانيين للتماسك لمواجهة هذه الكارثة الوطنية والإنسانية ومواساة أهالي الضحايا.
وفي مؤتمر صحافي عقده في المطار، أكد الرئيس الحريري أن 'الدولة اللبنانية وبالتنسيق مع كل الوزارات تعمل للوصول بأسرع وقت ممكن إلى سحب المفقودين الذين هم على متن الطائرة'، ولفت إلى أن 'البحث مستمر عن الصندوق الأسود الذي سيوضح حقيقة ما جرى'، وقال 'نحن كدولة سنركز على شفافية التحقيق، والوزراء هم المخولون بإعطاء المعلومات والتصريحات'. وأعلن عن 'وجود 5 بوارج لبنانية ومن اليونيفيل تعمل في عمليات البحث والإنقاذ، وستصل من قبرص مساعدات إضافة إلى فريق مختص من الأسطول السادس الأميركي وطائرة بحث ديسكفري'.
بري
رئيس مجلس النواب نبيه بري زار أيضاً الأهالي في مطار بيروت، واستمع إلى شرح مفصل من الوزير العريضي، ودار بين العائلات مؤكداً العمل بسرعة. وكان بري أصدر بياناً قال فيه إن 'لبنان صدم بكارثة وطنية فقد خلالها العشرات من أبنائه الأحباء من مختلف المناطق اللبنانية الذين نذروا شبابهم وحياتهم في الاغتراب من أجل العيش الكريم'. وأضاف 'بسبب هذه المأساة الوطنية الأليمة التي طاولت أيضاً مواطنين من جنسيات مختلفة، يعلن إقفال مجلس النواب حداداً، وبالتالي تأجيل جلسة المجلس التي كانت مقررة(..)'.
في سياق متصل، عقد الوزير المر مؤتمراً صحافياً أعلن فيه أن 'عدد الركاب الرسمي للطائرة 90 شخصاً منهم 54 لبنانياً، 20 أثيوبياً، فرنسي واحد، بريطانيان اثنان، تركي، سوري وأردني وشخص إفريقي'.
وأكد أنه 'بعد 20 دقيقة من حصول الحادث كانت القوى البحرية والجوية منتشرة في مكان الحادث، وشارك في العملية 9 طرادات من الجيش واثنتان من اليونيفيل، 6 طائرات من الجيش اللبناني و5 طائرات من اليونيفيل، وطائرتان فرنسية وبريطانية، وكل الطائرات الأجنبية تتحرك عبر غرفة العمل المشتركة بين الجيش واليونيفيل'. ولفت إلى أن 'الطائرة وقعت في مكان عمق المياه فيه بين 70 ومئة متر(..)'.
أهالي الضحايا
ومنذ الصباح، شهد المطار حركة كبيرة لأهالي ضحايا الطائرة، لمعرفة أي معلومات عن الطائرة. حالة صمت أحياناً، وبكاء أحياناً أخرى، وصراخ في بعض اللحظات. يتسمر البعض أمام شاشات التلفزة بانتظار معلومات جديدة، وكذلك حين يزورهم المسؤولون. أقارب من أماكن عديدة أتوا إلى المطار بأعصاب مشدودة، ليبدأ الانهيار بعد ساعات قليلة مع الحديث عن وجود عدد من الجثث من دون ناجين. صدمة للجميع بانتظار أي معلومات تريح أعصابهم، فيما الاتصالات ترد إليهم من عائلاتهم في لبنان والبلدان التي كانت الطائرة ستذهب إليها. في الوقت نفسه قام عدد من الأهالي بالتوجه إلى الشاطئ الممتد من السعديات إلى الدامور وخلدة والأوزاعي محاولين استطلاع الوضع والبحث، متأملين أن يعطيهم البحر ما فقدوه في السماء.
بعد الظهر، توجه الأهالي إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي، في انتظار اعلان أسماء الضحايا الواصلين عبر الصليب الأحمر، بعد سماعهم عن نقل عدد من الجثث إلى المستشفى. وبُعيد الثانية عشرة والدقيقة العاشرة، وصلت أول جثة نقلها الصليب الأحمر اللبناني وأدخلت قسم الطوارئ الذي باشر على الفور الكشف عليها، وطلب الجسم الطبي من الأهالي عينات من الدم لإجراء فحوص الحمض النووي DNA، ليصل بعدها عدد الجثث إلى 14.
الرئيس سليمان تحرك بعد الظهر باتجاه مستشفى رفيق الحريري للوقوف إلى جانب الأهالي وللإطلاع على الإجراءات المتّخذة. هناك، أكّد لأهالي الضحايا أن 'الدولة تأخذ كل الإجراءات التي يُمكن أن تؤدّي إلى العثور على المفقودين مع الأمل الكبير بوجود أحياء'، وأكد لهم أن 'البحث سيستمر، ونستعين بكل الإمكانيات التقنية من الدول الصديقة المتوفّرة لإنجاز عمليات البحث والإنقاذ، وسنستعين أيضًا بالتقنيات المتوافرة لإجراء التحقيق الكامل لمعرفة كيفية حصول الحادث'. وقال 'نحن في لوعة كبيرة، وهؤلاء المواطنون ربما كانوا يسعون وراء رزقهم في الخارج وربما كانوا سيرفعون اسم لبنان عاليًا ويساهمون بمردود اقتصادي'، مؤكداً أن 'الجيش يعمل من أجل أهله بكل اندفاع وبتقنية عالية(..)'.
من ناحيته، عقد الوزير خليفة مؤتمراً صحافياً الرابعة بعد الظهر، شرح فيه المعلومات المتوافرة عن الضحايا والركاب المفقودين، حيث أعلن وصول 14 جثة فقط إلى المستشفى بينها جثتا طفلين، وأكد تعرّف جثة شخص واحد هو حسن تاج الدين، إذ جرى تعرّفه من جواز سفره الذي كان لا يزال في جيبه كما أن شخصيته واضحة المعالم.
وكانت وصلت إلى بيروت طائرة أثيوبية آتية من أديس أبابا وعلى متنها وفد مؤلف من 14 شخصاً يمثلون الشركة الأثيوبية وخبراء متخصصين للاطلاع على ظروف حادث تحطم الطائرة وملابساته، وقاموا بعقد اجتماعات مع المعنيين في المطار للاطلاع على المعلومات المتوافرة عن الحادث.
كذلك، وصلت إلى الشواطئ اللبنانية سفينة أميركية ومروحيات بريطانية وفرنسية للمشاركة في عملية البحث عن ناجين.


- صحيفة 'الديار'
عند الساعة الثانية والدقيقة السابعة اعطى برج المراقبة في مطار رفيق الحريري الدولي اذن الاقلاع لطائرة الخطوط الجوية الاثيوبية رقم 409، فأقلعت الطائرة باتجاه الشمال عكس القاعدة المتبعة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، لان الهواء كان في الاتجاه المعاكس نتيجة العاصفة.
وبعد ان اقلعت الطائرة فوق بيروت باتجاه شكا اتصل برج المراقبة بقائد الطائرة لاعطائه تعليمات وجهة الطيران، فكان الاتصال الاخير.
برج المراقبة: اتجه غرباً.
قائد الطائرة: تلقيت..
موافق.
فاتجهت الطائرة من اتجاه الشمال نحو الغرب، وبعد ثلاث دقائق كان الصمت الاخير والطويل.
بعد دقائق، بدأ مواطنون بالاتصال ليعطوا افاداتهم بأنهم رأوا شهب نار وجسماً وقع في الناعمة، نادى برج المراقبة عدة مرات فلم تجب الطائرة.
فوراً، وضع برج المراقبة حالة الاستنفار وابلغ الاجهزة المختصة، وفوراً تم ايقاظ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزراء الدفاع والداخلية ووزير الاشغال الذي تم الاتصال به اولاً ووصل الى المطار فوراً.
الطائرة كانت اقلعت باتجاه الشمال، فتلقت تعليمات لتتجه نحو الغرب وهي التعليمات الطبيعية، لكن مسار الحادث اظهر انها وقعت قبالة الناعمة، وهذا يعني انها كانت متجهة جنوبا بدل الاتجاه نحو الغرب، لانها اقلعت باتجاه الشمال وسقطت قبالة الناعمة، في حين ان الطائرات تقلع من مطار رفيق الحريري الدولي ثم تأخذ وجهة الغرب باتجاه قبرص، وهنا اللغز.
المسؤوليات لا يمكن تحديدها الا بعد الكشف على الصندوق الاسود الذي يتضمن سرعة انحدار الطائرة، سرعتها الحقيقية، آخر المعلومات عن الاجهزة فيها، وتسجيلات الاصوات داخل غرفة القيادة.
وقد اصبح الانقاذ دولياً بعد اشتراك اميركا وفرنسا وقبرص وألمانيا وبريطانيا، حيث من المتوقع ان يتم اكتشاف الصندوق الاسود بسرعة، فيما يجري البحث عن 74 جثة بعدما تم سحب 20 جثة من اصل 94 هم ركاب الطائرة.
الحادث هو كارثة وطنية بحد ذاته، فكان على الطائرة 54 لبنانيا اضافة الى 23 اثيوبيا و2 بريتون وواحد عراقي وواحد سوري وواحد تركي وواحد كندي وواحد روسي وواحد فرنسي.
وهكذا اصيبت 54 عائلة لبنانية في هذا الحادث الذي شهد اهتماماً رسمياً غير مسبوق من مستوى رئيس الجمهورية الى رئيس المجلس النيابي وخاصة رئيس الحكومة سعد الحريري.
اما الجثث فقد مانعت الامواج العاتية من البحث عليها في الاعماق ولم يستطع المنقذون الا انتشال 20 جثة فيما تعتقد مصادر الارصاد الجوية ان طقس اليوم الثلثاء سيكون جيداً وان عمليات الانقاذ ستكون اسرع اضافة الى سحب الصندوق الاسود واجزاء من الطائرة.
رئيس الجمهورية
رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اعتبر الكارثة الجوية خسارة كبيرة ليس فقط على الاهل واحباء المفقودين، انما خسارة على الوطن وخصوصا انهم مجموعة من الشباب والسيدات الذين غادروا لبنان للعمل في الخارج لكسب الرزق ورفع اسم لبنان وتأمين مداخيل للاقتصاد اللبناني.
واكد الرئيس سليمان ان كل الاجراءات التي يمكن ان تؤدي الى العثور على المفقودين مع الامل الكبير بوجود احياء، ستتخذ والبحث سيستمر وسنستعين بكل الامكانات التقنية المتوفرة من الدول الصديقة لانجاز البحث والانقاذ وسنستعين ايضا بالتقنيات المتوفرة لاجراء التحقيق الكامل لمعرفة كيفية حصول الحادث.
الرئيس الحريري
الرئيس الحريري اعرب عن تعاطفه مع اهالي مفقودي الطائرة: مأساة كبيرة للبنان وسنبذل اقصى الجهود لمتابعة عمليات البحث والانقاذ.
نؤكد الشفافية في معرفة ما حصل وسنبذل ما في وسعنا لايجاد الصندوق الاسود.
سلامة المسافرين والمواطنين امانة في اعناقنا وعلينا ان نقوم بواجباتنا.
الوزراء المعنيون هم المخوّلون الادلاء بأي معلومات ولن تكون هناك تسريبات اتمنى على وسائل الاعلام ان تشعر مع الاهالي ويجب ان نكون على قدر المسؤولية.
رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري توجه الى مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، واطلع من وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي على آخر المعلومات المتوافرة عن حادث سقوط الطائرة الاثيوبية المنكوبة وعمليات الانقاذ الجارية.
كما التقى اهالي ركاب الطائرة الموجودين في صالة الشرف، واعرب لهم عن تعاطفه البالغ معهم ازاء هذه الفاجعة، وعانقهم مبدياً تأثره الشديد، ومؤكداً لهم ان الحكومة ستستمر في بذل اقصى الجهود لمتابعة عمليات البحث والانقاذ.
وقبيل مغادرته المطار، عقد الرئيس الحريري مؤتمراً صحافياً قال فيه: منذ اللحظة الاولى لوقوع الفاجعة، تم الاتصال بفخامة الرئيس وبي وبكل من وزراء الدفاع والاشغال والصحة وجميع المعنيين لبدء عمليات البحث عن المفقودين.
تحرك الجيش اللبناني ووزارة الداخلية والصليب الاحمر والدفاع المدني، واتصلنا بقوات &laqascii117o;اليونيفيل" وبكل السفارات الصديقة التي من الممكن ان تساعدنا، فاتصلنا بقبرص وبالسفارة الفرنسية، وقد كانت زوجة السفير على متن الطائرة المنكوبة، وكذلك اتصلنا بالسفارة الاميركية وعدد من السفارات الاخرى.
والان كل التركيز ينصب على عمليات البحث عن المفقودين.
واضاف: نحن كدولة نريد ان نعرف كيف سقطت هذه الطائرة، وستكون هناك شفافية في معرفة الامر وسنجد الصندوق الاسود، وسنبذل كل ما في وسعنا لايجاده ومعرفة ما حدث فعليا للطائرة، وهذا وعد من الدولة، فسلامة المسافرين وسلامة كل المواطنين اللبنانيين امانة في اعناقنا، وعلينا ان نقوم بواجباتنا.
كما اود ان اتوجه بالشكر الى وزراء الاشغال والصحة والداخلية والخارجية والدفاع الذين لم يتوقفوا عن بذل كل ما في وسعهم منذ لحظة وقوع الحادث، وكل منا يقوم بما يجب ان يفعله.
المر
الوزير المر قال &laqascii117o;هناك قوة ستصل عند الرابعة) امس(، وهي سفينة أميركية متخصصة وعليها معدات خاصة وغطاسون للمشاركة بعملية الانقاذ تستطيع المساعدة للاستمرار بالعملية ليلا لما تحتوي من معدات.
وهي تنسق مع غرفة العمل التابعة لليونيفيل.
قوى البر في الجيش اللبناني تنتشر من الليطاني حتى العريضة اي كل الشاطئ تقريبا.
مغاوير البحر يعملون بكل زوارقهم وعناصرهم في مكان سقوط الطائرة رغم ظروف البحر.
قيادة الجيش وضعت كل الامكانات لدى الجيش للقيام بمهمتهم، وقائد الجيش في غرفة العمليات يتابع العمليات وانا معه وسنستمر حتى نهاية عمليات البحث".


- صحيفة 'اللواء'
عاش لبنان من اقصاه الى اقصاه يوم امس يوماً حزيناً، ونكست الاعلام اللبنانية واقفلت الجامعات والمدارس ابوابها حداداً على ضحايا الطائرة الاثيوبية المنكوبة التي كان على متنها 83 راكباً مع طاقمها 7 افراد، بين الركاب 54 لبنانياً و22 اثيوبياً و7 بين بريطانيين وفرنسييين وروس عرف منهم زوجة السفير الفرنسي في لبنان.
فمنذ ساعات الصباح الاولى، ومنذ ان شاع خبر تفجر الطائرة الاثيوبية بعد دقائق قليلة من اقلاعها من مطار بيروت عند الساعة الثانية والنصف فجراً، حتى طغت الكارثة عى ما عداها، وسارع كبار المسؤولين الى مطار رفيق الحريري الدولي، واعلن الرئيس نبيه بري اقفال مجلس النواب، واصدر الرئيس سعد الحريري مذكرة اعلان الحداد، وانتقل الرئيس ميشال سليمان اولاً الى وزارة الدفاع لاطلاق عمليات البحث والتنسيق بين مختلف الفرق الانقاذية من جيش وقوى امن ودفاع مدني وصليب احمر، فيما ادت الاتصالات التي جرت مع القوات الدولية العاملة في الجنوب <اليونيفل> ومع قيادة الاسطول السادس الاميركي العاملة في البحر المتوسط، ومع كل من فرنسا وقبرص الى الاستعانة بخبراء والكادر الاجنبي المجهز، لا سيما الاميركي والفرنسي اللذين يملكان طائرات متطورة في عملية البحث عن الركاب وحطام الطائرة والصندوق الاسود، وسط ظروف جوية ومناخية قاسية، ليس اقلها حركة المد والجزر والامواج، لا سيما وان الطائرة سقطت في البحر بين الناعمة وخلدة في عمق يبعد ثلاثة كيلومترات عن الشاطئ.
ولئن فضحت النكبة الجوية عدم جهوزية لبنان لمواجهة الكوارث الطبيعية والمناخية، ولا سيما ان الكارثة هي الاولى من نوعها في حياة الملاحة الجوية اللبنانية، ما خلا الحادثة اليتيمة الأليمة المتعلقة بطائرة <كوتونو> المعروف ظروف سقوطها بعد تحديد المسؤوليات، فإن الاجتماع المسائي الذي عقد برئاسة الرئيس سعد الحريري في السراي، طرح على بساط البحث تشكيل غرفة طوارئ دائمة لمعالجة اي كارثة او طارئ يتعرض له لبنان.
وما يغفر للدولة اللبنانية التي هبت هبة الرجل الواحد بكبار مسؤوليها وكل اجهزتها، بانتظار 48 ساعة المقبلة لانجاز المهمة المفترضة المتعلقة بانتشال الجثث والبحث عن الناجين، فضلاً عن العثور على الصندوق الاسود الذي يتضمن كل البيانات والمفترض ان تصل عبر التحقيق الى النتائج القاطعة عن الاسباب التي ادت الى الكارثة.
وتشير كل المعطيات الى انه من الصعب العثور على الناجين بين ركاب الطائرة المنكوبة مع التأكيد على ان مجمل الجثث التي تم انتشالها حتى الآن تحددت رسمياً بـ14 جثة، جرى التعرف الى بعض اصحابها، على ان تساعد فحوصات دي ان.اي التي جرت في مستشفى رفيق الحريري الحكومي عن تحديد هويات الجثث والتعرف الى اصحابها بالكامل تمهيداً لتسليمها الى اصحابها، على ان يتم تحديد مواعيد التشييع الجماعية في ضوء انتهاء عمليات التفتيش والبحث التي انضمت إليها فرق غطاسين ومغاوير بحر، فضلاً عن وصول وفد رسمي أثيوبي للمشاركة في التحقيق، في وقت مكثت فيه البحريتان التركية والألمانية في البحر لرصد الشاطئ والقيام بعمليات الغطس عندما تحين الفرصة، خصوصاً وأن لبنان غير مجهز بالإضاءة اللازمة للقيام بمهمات ليلية على هذاالصعيد.
سيناريوهات مفترضة وبعيداً عن عمليات المؤاساة والانقاذ، تعددت السيناريوهات المفترضة للحادث المفجع، وساق خبراء الطيران والوزراء المعنيون سلسلة من الافتراضات ظلت معلقة على دفتر بيانات الصندوق الأسود.
1- هل ثمة نقص في التنسيق بين برج المراقبة في مطار بيروت وقبطان الطائرة، وهل صحيح أن الكابتن الأثيوبي أدار الظهر الى التعليمات التي وردت إليه بتأخير الإقلاع أو عدم التحليق عالياً، حيث ارتفع بدقائق الى 8000 قدم، الأمر الذي أفقده الاتصال ببرج المراقبة في بيروت ومطار أديس أبابا.
2- هل كان يترتب إغلاق مطار بيروت أمام حركة الملاحة الجوية، في ظل اشتداد العاصفة، وإن كان مثل هذا التدبير غير معتمد في مطارات العالم إلا على نطاق ضيق.
3- استبعدت نظرية الارتطام الصاعقي للطائرة لا سيما وأن بوينغ 737 هي من أكثر الطائرات تجهيزاً وهي من الجيل المتطور تقنياً، والذي يطير فوق المحيطات والبحار في أوروبا وأميركا وفي ظروف جوية أقسى مما كانت تشهده ليلة بيروت من رياح وطقس عاصف وبرق ورعد، وإن كانتثمة فرضية يرجحها طيارون من إمكانية حدوث نوع من الارتطام تسبب بلهب واشتعال.
4- التقت كل المعطيات التي توفرت للأجهزة الرسمية من جيش وقوى أمن وطيران مدني على استبعاد نظرية التخريب أو العمل الارهابي، وهذا ما أعلن رسمياً على لسان وزير الإعلام طارق متري في السراي الذي أشار الى أن لا دليل على ما يشير الى عملية تخريبية وراء الحادث، لافتاً الى أن الأجهزة الأمنية تقوم بكل ما يلزم ويجب انتظارالتحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية للكارثة.
وأعلن متري أنه حتى الآن تم إنتشال 14 جثة هي في مستشفى بيروت الحكومي، لافتاً إلى الأدلة الجنائية تقوم بعملها اللازم وإلى أن بواخر ألمانية وتركية وأميركية تقوم بعملية سبر شامل لمكان وقوع الطائرة للبحث عن ناجين.
وأشار إلى أن عملية البحث والإنقاذ وفق الاعراف الدولية تستمر 72 ساعة، معتبراً أن باقي ركاب الطائرة هم مفقدون حتى الآن.
وأعلن أن هناك طائرات أقلعت وحطت في نفس وقت الطائرة الأثيوبية وأنه لم يكن هناك من سبب يدعو إلى إيقاف عملية الطيران وكل شيء سيظهر بعد التحقيق.
ورداً على سؤال حول تمديد أيام الحداد، قال متري: <الحداد الوطني أعلن اليوم، وغداً سنرى>.
وبدوره، استبعد وزير الأشغال غازي العريضي، الذي كان اعلن عن تشكيل لجنة تحقيق بمعونة فرنسية، فرضية العمل التخريبي، داعياً إلى إنتظار المعلومات من الصندوق الأسود، مشيراً إلى أن المعنيين في برج المراقبة تصرفوا بحكمة، وكانوا في أقل من ثلاث دقائق على تواصل مع قائد الطائرة، لافتاً إلى أنه قبل إقلاع الطائرة الأثيوبية بثلاث دقائق أقلعت طائرة قبلها، كما اقلعت ثلاث طائرات ولم يحصل أي شيء، كاشفاً بأن اللجنة استمعت إلى التسجيلات في برج المراقبة، وكان الأمر طبيعياً، كما كشف العريضي بأن برج المراقبة أعطى الطيار إتجاهاً معيناً، لكنه غير الطريق، فراجعه برج المراقبة مرة ثانية لكن الطيار لم يلتزم، وبعد ذلك حدثت تغيرات سريعة واختفت الطائرة عن الشاشة.
ولفت إلى أن البعثة الأثيوبية وصلت، وان اللجنة التي تم تشكيلها ستضم كبار طياري ومهندسي الدولة اللبنانية والدولة الأثيوبية وأيضاً الدولة المعنية بالتصنيع، وسيتم التعاون مع الشركة الفرنسية لبيان الأسباب.
وقال مصدر ملاحي مسؤول ان الإجراءات التي سبقت إقلاع الطائرة كانت عادية، بما في ذلك العلاقة مع برج المراقبة، مستبعداً أن يكون الطيار لم يلتزم بالتعليمات التي اعطيت له.
لكن المصادر المسؤولة في مطار بيروت رفضت الدخول في تكهنات، ودعت إلى إنتظار العثور على الصندوق الأسود الذي سيحدد بشكل دقيق مسار الرحلة منذ إنطلاقها من مطار بيروت، وتشكل بحد ذاتها أو عملية.
وكشفت مصادر معنية أن قوى الجيش عثرت على شاطئ خلدة على قطعة محروقة، وان الجيش سيحيلها إلى مختبرات تحقيق دولية لمعرفة إذا حصل حريق في الطائرة قبل سقوطها الى البحر، في حين لفت وزير الصحة محمد جواد خليفة، في مؤتمره الصحافي، أنه لو حدث إنفجار في الطائرة لكانت الطائرة قد تفتت إلى أجزاء، والجثث إلى أشلاء، وهذا يخالف العثور على جثة الراكب حسين تاج الدين شبه مكتملة، وقد امكن التعرف عليه من جواز سفره واوراقه الثبوتيةالتي ظلت سليمة ولم تحترق.
ومهما كان من امر فإن كارثة الطائرة ستكون اليوم امام مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال.
وعلمت <اللواء> ان قضية الانتخابات البلدية ستطرح بكل ما يتعلق بالتعديلات التي اقترحها وزير الداخلية زياد بارود على قانون الانتخابات البلدية، كما سيقر الاعتمادات المالية التي طلبها بارود لاجراء هذه الانتخابات في موعدها، او بتأخير تقني لمدة شهر واحد.
تجدر الاشارة الى ان مكتب التحقيقات والتحليلات التابع لهيئة الطيران المدني الفرنسية اعلن عن ارسال اثنين من محققيه الى بيروت للمشاركة في التحقيقات الفنية الخاصة بحادث سقوط الطائرة.
واشار مكتب التحقيقات في بيان له، ان ارسال هذين المحققين يأتي وفقا للاحكام الدولية وفي اطار اتفاقية التعاون الموقعة بين المكتب وهيئة الطيران المدني اللبنانية، وذلك من اجل مساعدة هيئة الطيران المدني اللبنانية في التحقيقات الفنية الجارية من اجل الكشف عن ملابسات الحادث.
واضاف المكتب ان الكشف عن المعلومات الخاصة بالتحقيقات الفنية تظل من مسؤولية هيئة الطيران المدني اللبنانية.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد سبق ان اعلنت انه تم ايضا ارسال طائرة تابعة للدوريات البحرية الفرنسية، اقلعت بالفعل من قبرص متوجهة الى موقع سقوط الطائرة، للمشاركة في جهود البحث عن ضحايا وحطام الطائرة.
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قد تابع اعمال انقاذ ضحايا كارثة الطائرة الاثيوبية لحظة بلحظة وبقي على اتصال مستمر فور تلقيه النبأ مع كل من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزراء الدفاع الياس المر، والداخلية والبلديات زياد بارود والاشغال العامة والنقل غازي العريضي والصحة محمد جواد خليفة وقائد الجيش العماد جان قهوجي لمواكبة الخطوات الانقاذية والتدابيرأولاً بأول.
وزار الرئيس سليمان بعيد تلقيه خبر الطائرة المنكوبة وزارة الدفاع وعقد مؤتمراً صحافياً كما تفقد مساء مستشفى رفيق الحريري الحكومي حيث نقلت جثامين ضحايا الطائرة المنكوبة الى هناك.
ووصف الرئيس سليمان حادث الطائرة <بالمؤلم جدا>، وان لبنان بشعبه وحكومته ومؤسساته كافة يبذلون الجهود الكبيرة لانقاذ الركاب المفقودين مستبعدا بدوره العمل التخريبي.
بدوره، توجه الرئيس سعد الحريري الى مطار رفيق الحريري في بيروت بعد اعلان الحداد ليوم واحد واطلع من وزير الاشغال غازي العريضي الذي كان هناك على آخر المعلومات المتوافرة عن سقوط الطائرة المنكوبة وعمليات الانقاذ الجارية ثم انتقل الى صالون الشرف يرافقه الرئيس نبيه بري الذي حضربدوره الى المطار والتقىاهالي ركاب الطائرة الموجودين في صالة الشرف.
واكد الرئيس الحريري في مؤتمر صحافي عقده في مطار بيروت <نحن كدولة تريد ان نعرف كيف سقطت هذه الطائرة، وستكون هناك شفافية في معرفة الأمر، وسنجد الصندوق الأسود، وسنبذل كل ما في وسعنا لإيجاده ومعرفة فعلياً ما حدث للطائرة، وهذا وعد من الدول

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد