الحديث عن عملية عسكرية أميركية اسرائيلية قادمة في المنطقة خطف اهتمام كل المحللين والمعلقين الذين حاولوا في زواياهم التي نشروها في الصحف اللبنانية اليوم الاثنين رسم سيناريوهات وتصورات لكيفية المواجهة المحتملة وموعد حصولها. وقد تناول المحللون أيضاً مواضيع متعددة مطروحة على الساحة اللبنانية.
ـ صحيفة المستقبل
فارس خشان:
يُسمّي المسؤولون الأميركيون قوى الرابع عشر من آذار 'شركاؤنا اللبنانيون'. (...) وفي واشنطن، جرت عملية تقييمية للتجمع الذي شهدته ساحة الشهداء في بيروت يوم الرابع عشر من شباط 2008 وكانت النتيجة أن المسؤولين الأميركيين وجدوا أنّه في هذا اليوم إستعادت قوى الرابع عشر من آذار، ليس وحدتها فحسب بل فاعليتها والزخم الذي كانت عليه في الرابع عشر من آذار 2005.وبحسب هؤلاء المسؤولين الأميركيين، إن عودة معادلات العام 2005 يجب أن تُشعر النظام السوري بالخوف وليس بالقلق فحسب. ولا يتوقف المسؤولون الأميركيون، لا عند دلالات تجميد أموال رامي مخلوف ولا عند تلقف المجتمع الدولي كله لمعنى وجود عماد مغنية في دمشق فحسب، بل يتجاوزون ذلك الى أمور كثيرة تُعيد الزخم المناوئ لسلوكيات النظام السوري.وفي هذا السياق يتوقف هؤلاء بانشراح أمام عودة معادلات العام 2005، وهي بحسب ما يقولون تتشكّل من الآتي:
ـ التغيّر الحاصل في المزاج الأوروبي عموماً وفي التصرف الفرنسي خصوصاً بعدما أجرى الرئيس نيكولا ساركوزي محاولته الإنفتاحية التي انتهت الى نتائج محبطة.ـ إرتياح الإدارة الأميركية الى وضعية العراق وبدء تطلعها الى توفير حظوظ للمعارضة السورية في الوصول الى ما تنشده لبلدها من ديموقراطية وحرية ونزاهة وشفافية واندماج في الأسرة الدولية والخروج من الدائرة الإيرانية.
ـ تغيير الطريقة الأميركية في مكافحة الإرهاب، بحيث يتم التركيز على المنظمات الإرهابية أينما كانت، وهي وفق قاموسنا تمتد من العراق الى فلسطين الى لبنان، وهناك حرب حقيقية، ولو لم تتكلم عنها وسائل الإعلام بين واشنطن والإرهاب.إلا أن المسؤولين الأميركيين يعتبرون أن وصول الأمور الى خواتيمها المرجوّة يستلزم عدم السماح بعودة معادلات العام 2006 'التي كانت بمثابة إشارات تشجيعية للنظام السوري'، ولتحقيق ذلك ينبغي، وفق اعتقادهم، أن 'يشاركنا أصدقاؤنا في العالم الذين يقولون إنهم أصدقاء لبنان في حماية لبنان من السوريين'. وبمفهوم المسؤولين الأميركيين، فإن هذه المشاركة تعني أن يشترك 'أصدقاء لبنان' معنا في تضييق الدائرة على أولئك الذين يعملون على زعزعة الإستقرار في لبنان، بمعنى آخر، هل أن الأوروبيين سيٌقاطعون هؤلاء ويسدون المنافذ من أمامهم؟ وهل ستتوقف دول الخليج عن الإستثمار في بلد ثبت أنه مأوى الإرهاب وهو بهذا المنحى أسوأ مكان للإستثمار؟
ـ صحيفة الاخبار
إبراهيم الأمين:
الصمت العربي إزاء ما يحصل في غزة، وانشغال القوى العربية الكبيرة في سبل معاقبة سوريا لرفضها الضغط على حلفائها في لبنان، يعكس بصورة أكثر وضوحاً تجاه الرياح لدى الولايات المتحدة الأميركية ومن معها في لبنان والمنطقة العربية. وقد يصعب توقع أي تسويات في المدى المنظور، وخصوصاً أن هناك تقديرات بأن الأمور قد تذهب إلى فترات أبعد من موعد القمة العربية المرتقبة نهاية هذا الشهر في سوريا.وبحسب ما هو متوافر لدى القيادة السورية من مواقف، فإن السعودية تبدو حتى اللحظة الدولة الوحيدة التي قد لا تتمثل بأيّ مندوب في القمة المقبلة، ويدرسون في دمشق احتمال أن يغيب حتى مندوب المملكة لدى الجامعة العربية. لكنّ دمشق لا تتوقع مقاطعة مصرية أو أردنية، حتى لو خُفض مستوى التمثيل، من دون حسم مسألة تخص احتمال قيام الرئيس المصري حسني مبارك بزيارة قريبة إلى سوريا من أجل محاولة ترتيب الأمور مع السعودية من جهة، أو البحث في ملف لبنان من جهة ثانية. ...في شأن لبنان، لا تبدو دمشق قلقة من التطورات الجارية الآن، لا بل هي ترى أن كل ما يجري منذ سنة حتى الآن يظهر الطرف الحاكم والتابع للولايات المتحدة الأميركية محدود القدرة على إحداث نقلة إضافية. بل على العكس، فإن التيار المعارض يبدو أكثر قوة وكذلك دور سوريا. ويتحدث المسؤولون السوريون بصراحة عن موقف السعودية، ويرونه ضعيفاً حتى عندما تلجأ الرياض إلى خطوات مثل سحب رعاياها من لبنان.
ــ صحيفة الاخبار
طارق ترشيشي:
في ما يتعلق بالحديث عن احتمال إقدام إسرائيل على شن عدوان على المقاومة وسوريا أو على أي منهما، فإن هذا القطب السياسي يسأل عن مدى جهوز إسرائيل لمثل هذا العدوان، ويكشف القطب نفسه معلومتين توافرتا لديه في هذا السياق، ويستند إليهما ليستبعد عدواناً إسرائيلياً قريباً على المقاومة وسوريا:
المعلومة الأولى: أن الوفد الفرنسي الذي زار لبنان الأسبوع الماضي وكان برئاسة مسؤول دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية لوديفك بوي، وعقد لقاءً مع بعض المسؤولين في حزب الله ولقاءات مع آخرين، جاء لمهمتَي التعبير عن القلق إزاء مستقبل قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب &laqascii117o;اليونيفيل" في ضوء تهديد &laqascii117o;حزب الله" لإسرائيل بالرد على جريمة اغتيال أحد قادة المقاومة الكبار الشهيد عماد مغنية، والثانية نقل رسالة إلى &laqascii117o;حزب الله" بناءً على تفويض أميركي مفادها أن الإدارة الأميركية التي تخوض حالياً مفاوضات، ولو شكلية، لحل القضية الفلسطينية، ترغب أن لا يكون الرد على اغتيال مغنية رداً كبيراً يطيح هذه المفاوضات ويدخل المنطقة في حرب كبرى. المعلومة الثانية: أن بعض الشخصيات الأميركية الصديقة لرئيسة الأكثرية الديموقراطية في الكونغرس الأميركي نانسي بيلوسي التقتها في الآونة الأخيرة، ونقلت عنها أن الديموقراطيين لن يسمحوا للرئيس الأميركي جورج بوش بشن حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط، بالتعاون مع إسرائيل أو غيرها، وأنهم يريدون فتح حوار مع كل من سوريا وإيران بشأن كل القضايا الإقليمية، توصّلاً إلى تفاهمات معهما على مستقبل الأوضاع في المنطقة.
ـ صحيفة الاخبار
عفيف دياب:
أنجز الحزب الشيوعي اللبناني توجيه الدعوات المرفقة باقتراح النقاط الأولية للنقاش إلى شخصيات لبنانية يسارية، لعقد مؤتمر على مدى يومين (15 و16 الجاري) في قصر الأونيسكو في بيروت. ويهدف المؤتمر إلى &laqascii117o;نهوض جديد لقوى اليسار" في لبنان، وإطلاق أوسع حوار بين قيادات ورموز وشخصيات يسارية ناشطة في حقول وميادين السياسة والثقافة والأدب والفن والإعلام والاقتصاد والتعليم والتربية وهيئات المجتمع المدني. الحزب الشيوعي الذي بادر إلى الدعوة لعقد المؤتمر، اقترح نقاطاً أوّلية للنقاش، تمثّل مداخلته بالمؤتمر، كما يقول أحد أعضاء المكتب السياسي بالحزب، وهي: مناقشة أبعاد الاستراتيجية الأميركية ـ الإسرائيلية بالمنطقة، والأشكال التي يتحوّل إليها مشروع الشرق الأوسط الجديد، ودور القوى الديموقراطية والوطنية والعلمانية والتقدمية بمقاومة الاستعمار الأميركي ـ الأطلسي المتجدد للمنطقة، وفي صوغ استراتيجيات اقتصادية جديدة لحماية الثروات القومية ووضعها في خدمة شعوب المنطقة، والعلاقة مع القوى الأخرى المناهضة للتحالف الأميركي ـ الإسرائيلي
ـ صحيفة السفير
ساطع نور الدين:
حكم المعارضة كان قد صدر بالفعل على الموالاة وعلى الرئيس فؤاد السنيورة بالذات، الذي تنسب اليه اليوم القدرة على تحريك سلاح البحرية الاميركي في البحر الابيض المتوسط وعلى توجيه السياسة الخارجية الاميركية في هذه المنطقة من العالم...هذا الحكم هو مجرد فكرة أولية عما يمكن ان تسببه الخطوة الأميركية الحمقاء من مخاطر على الوضع الداخلي اللبناني... الخطوة في حدودها الحالية، هي من دون أدنى شك سبب جوهري لإشعال حرب أهلية في لبنان، يمكن ان تستقطب الممولين والمقاتلين من مختلف انحاء العالم. وكلام المعارضة هو إشارة اولى. ..حتى الآن، ليس هناك دليل ثابت على أن واشنطن تريد هذه الحرب الأهلية، لأنها تدرك جيداً أن قوى الأكثرية ستُهزم فيها أمام ميليشيات منظمة ومسلحة وجاهزة للقتال في أي لحظة. صحيح أن حزب الله وارد في خلفية القرار الأميركي، لكنه ليس هدفاً رئيسياً بالنسبة الى الأميركيين في هذه المرحلة.
ـ صحيفة السفير
واصف عواضة:
لم تكد المدمرة الاميركية &laqascii117o;يو اس اس كول" تبحر &laqascii117o;نظرياً" باتجاه لبنان حتى أطلقت اسرائيل عملية برية جوية مسعورة ضد قطاع غزة، ما يؤكد التحليلات ان الخطوة الاميركية هي غطاء للحرب الاسرائيلية على القطاع.
ـ صحيفة السفير
نبيل هيثم:
(...) يلتقي رأي أحد الخبراء العسكريين مع قراءة المراجع، فيؤكد أن هذه السفن كناية عن قواعد نارية متحركة، وحتى لو ضرب البخار في رأس بوش وأعطى الأمر بإطلاق النار، قد تأتي بنتائج تدميرية، لكنها لا يمكن في اي شكل من الاشكال ان تعدّل موازين القوى القائمة. ويلفت الخبير المذكور إلى مبدأ اساسي وهو ان الحروب والمعارك تعتمد دائما على عنصر المفاجأة... ولكن هذا العنصر ينتفي عندما يُظهر العدو سلاحه... فقدوم كول ينسف احتمالات الحرب، فقبل الاعلان عن مجيئها كان احتمال الحرب 20٪، وأما بعد الاعلان فلا تتجاوز النسبة 5٪.
ـ صحيفة السفير
غاصب المختار:
...لم تنجح محاولات الحكومة والموالاة في التنصل من خلفيات القرار الأميركي بإرسال مجموعة من السفن الحربية الى قبالة شواطئ لبنان، ... فيما اكتفى السنيورة بالاستفسار من القائمة بالأعمال الأميركية ميشال سيسون عن مرامي التحرك البحري الأميركي بعدما سحب يده من الموضوع. لم يعد ممكناً البحث عن حل سياسي في ظل هذا الجو المتوتر أمنيا وسياسيا، خاصة بعد قرار السفارة السعودية أمس، ترحيل الرعايا السعوديين من لبنان، وهو الذي برره السفير عبد العزيز خوجة بالقول لـ&laqascii117o;السفير": انه تدبير بسيط، ببساطة نحن نخشى على رعايانا ومواطنينا لأن الوضع في لبنان متوتر أمنيا وسياسيا، وصادف أن سيارة موظف في السفارة أصيبت برصاصة طائشة (مساء الجمعة)، ما بين عين التينة والروشة، ما دفعنا الى مزيد من الحيطة والحذر. وطلبنا من عائلات الموظفين فقط مغادرة لبنان كتدبر احترازي، وهذا من حقنا لحماية العائلات.
ـ صحيفة النهار
غسان تويني:
... لاستكمال المشهد البانورامي العربي، يجدر بنا هنا ان نكرر ما طرحناه بإيجاز في خاتمة الحوار التلفزيوني مساء الجمعة الفائت، ولم ينقل كله على الهواء لاسباب 'تقنية'، قلنا ان صيغة 'الثلاث عشرات' هي وكل الابحاث 'الحسابية' في الديمقراطية مشاريع هندسة تفجير الحكومة قبل تأليفها، فضلاً عن استنقاعها في كل الخلافات الايديولوجية البالية والديماغوجية التي تنقل الصراع للشارع ومشاريع الحروب الاقليمية والمحاور الدولية الى داخل الحكومة، مما يعدها للتفجير العاجل.والحكومة الواجب تأليفها في نظرنا هي حكومة مصغرة يراوح عددها بين الستة وزراء والعشرة من ذوي القدرات والاختصاصات التي تتجاوز الاختلافات بالحد الادنى من التجانس في النظرة العملانية الايجابية الى الشؤون الامنية والمعيشية والانمائية، ولا عقائديات ولا مزايدات ومزايدين !!!
ـ صحيفة النهار
روزانا بو منصف:
قلل التفسير الذي أعطاه رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري الجمعة الماضي لإرسال المدمرة الاميركية 'يو إس إس كول' الى قبالة الشاطئ اللبناني من قدرة التوظيف الذي مارسه بعض حلفائه ضد خصومهم في السلطة، . (...) واشنطن لا ترغب في الوقت نفسه في اتاحة المجال أمام اي تدخل خارجي او تحرك لعرقلة ما تقوم به اسرائيل في غزة، خصوصاً من سوريا التي يمكن ان تشجع قوى فلسطينية او تسمح او لسواها بالتحرك من لبنان وفيه بما في ذلك 'حزب الله' من اجل التشويش على العمليات الاسرائيلية . علماً ان دولاً عدة اخذت في الاعتبار تهديد الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله بـ'حرب مفتوحة' ضد اسرائيل اثر اغتيال المسؤول الامني والعسكري في الحزب عماد مغنية في دمشق في 12 شباط الماضي، ويتوقع المسؤولون فيها او يتخوفون من رد يقوم به الحزب من أن يفيد من ظروف معينة من اجل الانتقام لاغتيال مغنية.
ـ صحيفة النهار
هيام القصيفي:
...في تقدير مسؤولين لبنانيين ان ثمة تغيرا ملحوظا في وجهة الصراع بدأ يتخذ منحى مكشوفا، منذ دخلت السعودية على خط الازمة اللبنانية في ملف المحكمة الدولية، وقبل اغتيال المسؤول العسكري في 'حزب الله' عماد مغنية وبعده.. ولكن بدا ان الامر يتعدى مجرد اصدار بيان تحذيري اسوة بما حصل خلال حرب تموز عام 2006 خصوصا ان الرياض تعرف تماما انعكاس هذا البيان سياسيا واقتصاديا وامنيا في لبنان.وفي اعتقاد مراقبين ان الخطوة السعودية الحالية تدخل في اطار تدرج تصاعدي يحتمل ان تشهده المنطقة العربية، في المهلة الفاصلة عن القمة العربية،... ولا تستبعد ان يكون ثمة تحضير جدي لعقد قمة عربية في شرم الشيخ في الوقت الذي تستضيف فيه دمشق القمة العربية،ولكن تكريس الخلاف العربي على هذه الشاكلة قد لا يمر على خير في اكثر من منطقة من الاردن الى فلسطين، لا سيما في ضوء تسريب سوريا معلومات متفرقة عبر اكثر من جهة عن دور اردني وسعودي في عملية اغتيال مغنية. كن ثمة خشية لبنانية ان تعمد الاكثرية الى استدراج عروض الصراع مجددا الى لبنان بعد 15 آذار اذا قررت الذهاب الى خيار النصف زائد واحد في الانتخابات الرئاسية. .. مما يعني احتمال دعم المحور العربي المناوىء لدمشق هذا الخيار بعد 15 آذار، سواء لاختيار قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية او اي مرشح آخر اذا رفض سليمان انتخابه بالنصف زائد واحد، بحسب ما عبر اكثر من مرة. وهذا امر تعتبره اوساط لبنانية في غاية الخطورة، لكونه يعيد الصراع الى قلب بيروت. .