- صحيفة 'النهار'
بعد مضي ثلاثة أيام على كارثة تحطم الطائرة الاثيوبية التي لا تزال تلقي بظلالها الدراماتيكية على مجمل الاوضاع في لبنان، حملت المعلومات الواردة ليل أمس عن عمليات البحث المضنية والمتواصلة عن الحطام وسائر الركاب التي تقوم بها فرق بحرية لبنانية ودولية قبالة شواطئ بيروت وخلدة، تطوراً بارزاً هو تحديد موقع سقوط الطائرة والصندوق الاسود.
وتوافرت هذه المعطيات عقب تقدم عمليات البحث أمس والتي تمحورت على أربعة مواقع بحرية حددت ضمن بقعة امكن حصرها بفعل المسح البحري والجيولوجي الذي اجرته الفرق البحرية، مما يؤمل في الوصول الى مكان سقوط الطائرة فجر اليوم.
وأبلغ مصدر عسكري قرابة منتصف الليل 'وكالة الصحافة الفرنسية' انه تم تحديد موقع الصندوق الاسود على مسافة عشرة كيلومترات غرب مطار بيروت الدولي وعلى عمق 1300 متر. كما نقلت وكالة 'رويترز' عن مسؤول امني ان السفينة الاميركية 'يو اس اس راميج' حددت مكان الصندوقين الأسودين على عمق 1300 متر تحت الماء وعلى مسافة ثمانية كيلومترات غرب مطار بيروت.
وكان وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي اول من لمح الى هذه المعطيات مساء بعيد لقائه الوفد الاثيوبي برئاسة وزير الخارجية سيوم مسفين الذي وصل أمس الى بيروت.
وأبرز العريضي على الخريطة صورا تسلمها من الفرق البحرية العاملة في بقعة البحث عن حطام الطائرة، ومواقع عمل السفينة المدنية 'اليرت أوشن' المتخصصة بالبحث في اعماق البحار عن حطام الطائرات والبارجة الاميركية 'يو اس اسي راميج' وبارجة المانية، موضحا ان العمل يجري لمسح اربع مناطق ضمن دائرة عمل هذه السفن وهناك احتمال ان يكون حطام الطائرة في هذا الموقع. وافاد ان العمل زاد بعد الظهر و'اصبحنا نقترب اكثر وتم استخدام تقنيات بالصور عند الفجر ادت الى هذه النتيجة. ومنذ الظهر بدأ العمل على الصورة الصوتية واصبحوا يقتربون اكثر'. وابرز صورا لاعماق البحر فيها وديان وارض مسطحة ومناطق سهلة وصعبة، موضحا انه يجري انزال آلات يمكن ان تصل الى اعماق بعيدة. وتوقع 'حتى صباح اليوم' التوصل الى نتائج اذ ان العمل استمر ليلا. واكد ان 'الاجهزة والآليات حددت وجود الطائرة في هذه البقعة التي اشرت اليها على الخريطة ورصدتها ولا نعلم ما اذا كان هناك جزء (منها) او اكثر'.
ومعلوم ان عمليات البحث تتركز منذ يومين قبالة سواحل خلدة.
نقيب الغطاسين
وصرح نقيب الغطاسين وليد نعوشي مساء لـ'النهار' بأن المعلومات عن العثور على مكان الطائرة على مسافة ستة آلاف متر من الشاطئ غير صحيحة وان عمليات البحث اقتربت من تحديد الموقع. واكد ان عمليات العثور الاولى على عدد من الجثث لا ترتبط بمكان غرق الطائرة لان الامواج العالية حملتها الى اماكن بعيدة، وقال ان التجهيزات المتوافرة التي تعمل بدقة هي من الاكثر تطوراً على الصعيد العالمي. وعزا العثور على عدد قليل من جثث الضحايا الى بقاء الاخرى داخل هيكل الطائرة. ونقل اهتمام رئيس الوزراء سعد الحريري والوزير غازي العريضي بالعثور على جثث الضحايا وانتشالها قبل الصندوق الاسود الذي قد يحدد سبب سقوط الطائرة. وذكر ان المساحة التي مسحت اوليا تبلغ مئة كيلومتر مربع ويراوح عمقها بين 70 و1500 متر. وقد انجز تحديدها بواسطة الكومبيوتر في الرابعة فجر الاربعاء وبدأت غواصة مع كاميرا البحث في الاعماق، وقد تنجز عملها صباح اليوم بعدما حدد الكومبيوتر مواقع عدة يرجح ان الطائرة في احدها. ونفى وجود اي بطء في عمليات البحث التي تتطلب وقتا، مؤكدا اعتماد فرق العمل احدث النظم العالمية.
اجتماع تنسيقي
وكان عقد امس اجتماع في قاعدة بيروت البحرية برئاسة نائب رئيس الاركان للعمليات في الجيش العميد الركن عبد الرحمن شحيتلي ضم ممثلين لجميع القوى والقطاعات والجهات اللبنانية والدولية المعنية بعمليات البحث. وقالت مصادر المجتمعين لـ'النهار' إن الاجتماع كرس اولا لتنسيق آليات العمل بين قادة السفن المنخرطة في هذه العملية. كما تناول مسألة اساسية اخرى هي الحفاظ على الادلة والحطام والتعامل معها بمنتهى الدقة اذ ان كل قطعة يمكن ان تكشف حقائق مهمة وفق المقاييس الدولية بما يوفر ادلة للتحقيق. كما اطلع المجتمعون على عمل كل سفينة ووحدة مشاركة في عمليات البحث وما تعتزم القيام به في المرحلة اللاحقة.
واوضحت المصادر انه جرى حتى الآن مسح جيولوجي للمياه وتصوير للاعماق، وانتقل العمل الى المرحلة الثانية وهي تحديد الاشياء الغريبة في العمق، على ان تبدأ المرحلة الثالثة وهي النزول الى الاعماق واستكشاف هذه الاجسام. وشددت على ان العمل لن يتوقف قبل العثور على كل شيء متصل بكارثة الطائرة.
&bascii117ll; ورد خطأ في شرح صورة العثور على قسم من جناح الطائرة الاثيوبية في 'نهار' امس ان جنديا من الجيش كان يحمله، والصحيح ان عنصرا من فوج اطفاء مدينة بيروت كان يمسك بالجناح، فاقتضى التصويب.
- صحيفة 'السفير'
... وعلى عتبة انتهاء مهلة الـ 72 ساعة، نجحت الجهود المضنية التي بذلتها بحرية الجيش اللبناني بالتعاون مع السفن والبوارج الدولية، وخاصة الأميركية &laqascii117o;يو إس إس راميج" في تحديد موقع &laqascii117o;الصندوق الأسود" للطائرة الأثيوبية المنكوبة، وذلك على بُعد 10 كيلومترات غرب مطار بيروت الدولي وعلى عمق 1300 متر، الأمر الذي من شأنه أن يُبرّد قليلا قلوب ذوي وأقارب الضحايا الذين أصبح همهم الوحيد الآن استعادة جثامين أبنائهم وأحبائهم بعدما غرق الأمل بالعثور على ناجين في بحر الوقت الذي صار يفصلهم عن ذلك &laqascii117o;الفجر الأسود".
وقالت مصادر عسكرية لبنانية متابعة لـ&laqascii117o;السفير" انه بعد وضع خطة جديدة لبنانية ـ دولية، صباح أمس، تم تقسيم منطقة العمليات بعد توسعتها من جنوب نهر الدامور وحتى رأس بيروت، الى ثلاثة مربعات، توزع العمل فيها بين الفرق اللبنانية والدولية، وبحيث كانت تتم الاستعانة عند الحاجة بجهاز الـ&laqascii117o;سونار" على متن &laqascii117o;يو اس اس راميج" الأميركية، وبعيد العاشرة ليلا تم التقاط إشارات وذبذبات تم التدقيق بها صوتيا ومسحها بالكاميرات وتبين أنها ناتجة عن &laqascii117o;الصندوق الأسود" للطائرة الأثيوبية، استنادا الى مسح &laqascii117o;يو اس اس راميج".
أضافت المصادر أنه في ضوء هذا المعطى المستجد، تكون عملية المسح قد دخلت مرحلة جديدة، بحيث سيصار، اعتبارا من صباح اليوم، الى وضع مسار للوصول الى &laqascii117o;الصندوق الأسود"، وهذا الأمر متيسر وفق التقنيات والإمكانات المتوافرة حاليا، لكن النقطة المركزية هي معرفة ما إذا كان &laqascii117o;الصندوق الأسود" موجودا ضمن الهيكل الرئيسي للطائرة، أو بشكل مستقل.
وفي الحالة الأولى، تابعت المصادر، فإن ذلك قد يستدعي الاستعانة بزوارق وسفن وتجهيزات للغطس من أجل انتشال أوزان كبيرة، بما في ذلك احتمال الاستعانة بروبوتات وغيرها، وهذه العملية ليست سهلة وتحتاج الى وقت من أجل انتشال الهيكل الرئيسي للطائرة.
وفي الحالة الثانية، أي وجود &laqascii117o;الصندوق وحيدا أو ضمن جزء صغير من الطائرة"، فإن الأمر سيكون سهلا وعندها تتخذ عملية المسح منحى مختلفا من أجل تحديد باقي أجزاء الطائرة وبالتالي ركابها الذين صار متعذرا وجود أحياء بينهم.
وأكدت المصادر أن استمرار حال الطقس المستقرة سيكون عنصرا مساعدا لتسريع وتيرة العمليات اللبنانية والدولية في الساعات المقبلة، خاصة أن ثمة وديانا ومغاور لا مسطحات سهلية في المكان المفترض الوصول اليه في عمق البحر، وأشارت الى أنه قبل ذلك تم العثور على جزء من أحد جناحي الطائرة وتم نقله الى القاعدة البحرية في مرفأ بيروت.
وسيكون في إمكان سفينة &laqascii117o;أوشين أليرت" الأميركية استخراج الصندوق الاسود اذا تأكد وجوده في هذا الموقع حسب وزير الاشغال العامة غازي العريضي، &laqascii117o;لأن قدرتها تسمح لها بالوصول الى عمق ألفي متر".
ملاحظات بارود
وفي موازاة الاهتمام الرسمي بمتابعة تطورات ملف البحث عن &laqascii117o;طائرة الموت"، يعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية غدا الجمعة لمناقشة الأفكار الإصلاحية التي يتضمنها مشروع وزير الداخلية زياد بارود للانتخابات البلدية.
وقالت مصادر وزارية لـ&laqascii117o;السفير" ان هذه الجلسة قد لا تكون كافية لانهاء البحث في المشروع، لا سيما ان هناك ملاحظات أساسية وجوهرية من معظم الوزراء على بعض ما ورد فيه، وسط تباين واضح في الآراء، إلا أنها توقعت ان تحدد جلسة الجمعة المسار النهائي الذي ستتخذه الأمور، على صعيد إجراء الانتخابات.
وكان بارود قد وزع على الوزراء في جلسة أمس الاول ملحقا لمشروعه، من صفحتين، تضمن ملخصا للإجراءات التقنية التي كان قد تم الاتفاق عليها في الجلسة ما قبل السابقة، من قبيل
إجراء الانتخابات البلدية على مرحلتين مبدئيا وإلزامية العازل وضرورة الا يضم كل قلم اقتراع اكثر من 600 ناخب.
وشرح بارود كذلك بعض النقاط المثيرة للجدل في مشروعه كمسألة النسبية حيث اعتبر انه لا بد منها لضان صحة التمثيل من جهة ولتدريب المواطنين عليها استعدادا للانتخابات النيابية المقبلة من جهة أخرى، كما اعتبر ان انتخاب رئيس البلدية من الشعب يحرره من سطوة السياسيين ونفوذهم بحيث تصبح حصانته مكتسبة من الناس.
وتوقعت المصادر الوزارية ان تشهد الجلسة المقبلة نقاشا مستفيضا حول النسبية وتقسيم بيروت واشتراط حيازة رئيس البلدية والمختار على شهادة علمية والكوتا النسائية، ولكنها أكدت ان أي خلافات لن تؤثر على إرجاء الانتخابات في الموعد الذي قرره مجلس الوزراء في حزيران المقبل، مشددة على ان هناك قرارا سياسيا متخذا على أعلى المستويات بإجرائها في موعدها، وخصوصا ان الواقع البلدي لا يحتمل أي مماطلة في ظل وجود حوالى 145 بلدية منحلة لاسباب مختلفة، عدا عن ان حصول الانتخابات هو شرط أساسي وتمهيد ضروري للخوض في عملية اللامركزية الإدارية التي التزمت بها الحكومة في بيانها الوزاري.
ولفتت المصادر الانتباه الى ان الحكومة ملزمة بإجراء الانتخابات البلدية ضمن المهلة القانونية، وأي إرجاء لها يجب ان يكون معللا بأسباب وجيهة ومقنعة، ومقيدا بسقف زمني محدد ومحدود. وإذ استبعدت ان تتم الانتخابات على اساس القانون القديم، أوضحت ان الاشكالية التي يُخشى منها هي ان يطول البحث في مجلس النواب حول الإصلاحات المقترحة.
وأوضح مصدر وزاري مسيحي معارض أن &laqascii117o;التـــيار الوطني الحر" أنجز وضع صيغة لتقسيم بيـــروت بلديا الى ثلاث دوائر، شبيهة الى حد كبير بالتقــسيم الانتخابي الأخير، بالاضافة الى اقتراح إقامة اتحاد بلديات العاصمة، وهـــذا الاقتراح ينتـــظر أن يكـــون مرفوضا من جميع مكونات فريق 14 آذار، وخاصة &laqascii117o;تيار المستقبل".
مخرج لـسن 18
الى ذلك، بدأ امس التداول بأفكار لإيجاد مخرج توافقي من مأزق الخلاف حول مشروع تخفيض سن الاقتراع، وطُرح في هذا المجال اقتراح يقضي بأن تبادر الحكومة الى استرداد المشروع من مجلس النواب، على ان يلي ذلك العمل من أجل وضع الآليات التي تتيح اقتراع المغتربين، بموازاة إنجاز اللجان النيابية مشروع قانون استعادة الجنسية، ثم تحال كل هذه المشاريع الى المجلس النيابي ضمن سلة واحدة ومتوازنة.
وفي حين أكد عضو كتلة &laqascii117o;القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا ان هناك تشاورا يجري بين قوى 14 آذار لدعم هذه الصيغة، علمت &laqascii117o;السفير" ان اتصالات تتم ايضا بين بعض أطراف المعارضة للتداول في إمكان السير بهذا المخرج الذي قد يكون أفضل تحايل لإنقاذ الجميع من الاحراج.
الحريري من القاهرة: حزب الله شريك
في هذه الاثناء، التقى رئيس الحكومة سعد الحريري في القاهرة أمس نظيره المصري احمد نظيف ومدير المخابرات اللواء عمر سليمان، على ان يلتقي اليوم، الرئيس حسني مبارك، في إطار زيارة تستمر يومين ويبحث خلالها مع المسؤولين المصريين الوضعين الاقليمي واللبناني. ويرافق الحريري وفد وزاري وعدد من المستشارين إضافة الى زوجته لارا للمرة الأولى.
وقال الحريري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيف ردا على سؤال حول ما يسمى &laqascii117o;خلية حزب الله" وعلاقة الحكومة مع الحزب: ان الحزب جزء من القوى السياسية التي افرزتها الانتخابات النيابية، وهو شريك في حكومة الوحدة الوطنية. وأضاف: نحن نعرف ان القضاء المصري ينظر في قضية اساسية وهذا أمر يعنيه ونحن نرفض التدخل الخارجي في الشؤون المصرية. وأكد انه في أي مواجهة مع إسرائيل لن ينقسم الشعب اللبناني وإذا كان رهان اسرائيل على ذلك، فهذا امر يجب ان تزيله من ذهنها.
- صحيفة 'المستقبل'
فيما بدأ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري زيارة رسمية الى جمهورية مصر العربية بمحادثات مع رئيس الحكومة أحمد نظيف أمس على أن يلتقي اليوم الرئيس حسني مبارك، مؤكداً على قرار مصري - لبناني بالتعاون الاقتصادي والعسكري، توج الاستنفار الرسمي والعسكري اللبناني - الدولي برصد فريق البحث إشارات من الصندوق الأسود للطائرة الأثيوبية المنكوبة.
وإذ نقلت وكالتا 'رويترز' و'فرانس برس' عن مصادر عسكرية أنه جرى تحديد موقع الصندوق الأسود على عمق 1300متر تحت الماء وعلى بعد 8 كيلومترات غربي المطار، أوضح مصدر مسؤول لـ'المستقبل' أن ما جرى قبيل منتصف الليل هو رصد إشارات من الصندوق الأسود. فيما أكد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي لـ'المستقبل' أن 'تحديد موقع الصندوق بدقة يحتاج الى بضع ساعات قد تمتد الى الصباح'. أضاف:
' فور تحديد المكان يمكن للسفينة المتخصصة في البحث في أعماق البحار، بما تمتلك من تجهيزات سبر الأعماق، انتشال الصندوق'، داعياً الى الحذر والتدقيق في هذا الشأن، نظراً للمسؤولية واحتراماً لمشاعر أهالي ضحايا الطائرة'.
ومع استمرار أعمال البحث عن المفقودين وعن الصندوق الأسود للطائرة لتحديد أسباب حدوث الكارثة، سلم مستشفى رفيق الحريري الجامعي جثث 3 لبنانيين من ضحايا الكارثة الى ذويهم بعد أن تم التثبت من تطابق فحوص الحمض النووي لخمسة لبنانيين، كما أكد وزير الصحة محمد جواد خليفة.
وشكل موضوع الطائرة المنكوبة محور لقاءات رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. فقد زار وفد أثيوبي ضم وزراء الخارجية والسياحة والمواصلات، الرؤساء الثلاثة مقدماً التعازي باسم رئيس الجمهورية والحكومة والشعب الأثيوبي، مقدراً للبنان استنفاره لمواجهة تداعيات الكارثة، باحثاً في إنشاء لجنة لبنانية أثيوبية لتحديد أسباب سقوط الطائرة.
في هذا الوقت، أعلنت سفارة المملكة العربية السعودية أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، أبرقا الى سليمان معزيين بضحايا حادث الطائرة. كما أعلنت سفارة بريطانيا أن الملكة اليزابيت الثانية بعثت برسالة تعزية بالضحايا.
وكانت عمليات البحث عن هيكل الطائرة والصندوق الأسود والمفقودين استمرت أمس، وتحدث وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي عن 'تقدم'، متوقعاً أن تصل أعمال البحث 'الى نتائج صباح اليوم'، وعرض بعد استقباله الوفد الوزاري الاثيوبي عبر الصورخرائط مواقع عمل القطع البحرية، معلنا بدء العمل على الصورة الصوتية، فيما استمر عمل البوارج والزوارق في عرض البحر وواصلت المروحيات تحليقها، وانتشر عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني على طول الشاطئ، وتم نقل أشلاء بشرية الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي.
وفي إطار تنسيق الجهود، عقد اجتماع في قاعدة بيروت البحرية، برئاسة نائب رئيس الأركان للعمليات العميد الركن عبد الرحمن شخيتلي ضم قائد القوات الجوية ومدير التوجيه وقائد القوات البحرية وقائد فوج المغاوير وقائد فوج الإطفاء وممثلين عن الدفاع المدني والصليب الأحمر ومدير عام الطيران المدني ورئيس لجنة التحقيق الفنية اللبنانية حمدي شوق ومدير عام وزارة الصحة والملحق العسكري الأميركي وضباط القوات البحرية في 'اليونيفيل' ورئيس لجنة التحقيق الفرنسية وخبراء، وقد تم خلال الاجتماع عرض المعطيات المتوافرة حول مسار عمليات البحث وتم التأكيد على استمرار التنسيق والعمل حتى انتشال جميع الضحايا والعثور على جسم الطائرة والصندوق الأسود.
الحريري في مصر
وكان الحريري، الذي غادر بيروت بعد ظهر أمس اثر استقباله الوفد الوزاري الأثيوبي، وصل الى القاهرة في زيارة رسمية تستمر ليومين ورافقه زوجته السيدة لارا والوزراء طارق متري وعلي الشامي ومحمد الصفدي، وميشال فرعون والوزير السابق باسم السبع ومدير مكتبه نادر الحريري والمستشارون محمد شطح وهاني حمود ومازن حنا ووفد إعلامي.
وكان في استقبال الحريري في مطار القاهرة نظيره المصري أحمد نظيف ووزراء البترول وشؤون مجلس النواب والإعلام وعدد من المسؤولين وسفير لبنان في القاهرة خالد زيادة وأركان السفارة.
وأقيم للحريري استقبال رسمي عزف خلاله النشيدان اللبناني والمصري، واستعرض مع نظيف ثلة من حرس الشرف.
وعند السابعة والنصف مساء بدأت المحادثات اللبنانية - المصرية بلقاء ثنائي عُقد في مقر رئاسة الحكومة المصرية بين الحريري ونظيف، تناول آخر المستجدات السياسية وتطور الأوضاع الاقليمية والدولية وسبل توثيق العلاقات الثنائية، تلاه لقاء موسع ضم أعضاء الوفد اللبناني ووزراء الشؤون القانونية ومجلس النواب والتنمية الاقتصادية والقوى العاملة والبترول والتعاون الدولي من الحكومة المصرية وعدد من كبار المسؤولين.
وعقد الرئيسان الحريري ونظيف مؤتمراً صحافياً استهله رئيس الوزراء المصري بالترحيب، 'باسم مصر برئيس وزراء دولة لبنان الشقيق في زيارته الرسمية الأولى(..)'.
ونوه الحريري بمصر التي 'وقفت مع لبنان في أصعب الظروف وهي لم تبخل عليه يوماً في تقديم الدعم المادي والمعنوي والسياسي لبلدنا'، مؤكداً رداً على سؤال عن مساهمة الزيارة في تعزيز آفاق التعاون بين البلدين 'أن مصر لديها قرار ونحن لدينا قرار بالتعاون الاقتصادي والتجاري. كما تحدثنا اليوم عن التعاون العسكري بين لبنان ومصر، وكان هناك تجاوب كبير في هذا الموضوع من قبل دولة الرئيس'، مشدداً رداً على سؤال عن التهديدات الإسرائيلية على أن 'مصر ترفض ونحن نرفض التهديدات الإسرائيلية الموجهة للبنان، رفضاً تاماً(..)'.
- صحيفة 'الأخبار'
يبدو أن جرعة &laqascii117o;التضامن الوطني" لم تكن كافية لتدوم أكثر من يومين بعد حادثة سقوط الطائرة الإثيوبية، فبدأ تأثير مفعولها يتراجع بخجل أمس، ممهداً الطريق لصحوة سجالية أسهم في إنعاشها تحديد جلسة عادية للحكومة غداً
رغم أنّ المكاتب الإعلامية لمعظم المسؤولين أعطت لكل اللقاءات طابع بحث &laqascii117o;آخر تطورات أعمال انتشال المفقودين في كارثة الطائرة الإثيوبية"، فإنّ اليوميات السياسية المعتادة عادت لتسرق من الحدث الجوي بعض ما تستلزمه الملفات الضاغطة والتجاذبات حولها، وهكذا حُدِّدت جلسة لمجلس الوزراء غداً الجمعة، على جدول أعمالها 89 بنداً، إضافة إلى بحث إصلاحات قانون البلديات من خارج الجدول.
وإلى بحث موضوع الكارثة الجوية، تناول لقاء الأربعاء بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، &laqascii117o;مجمل الملفات السياسية المطروحة على بساط البحث والنقاش راهناً"، بحسب المكتب الإعلامي في قصر بعبدا.
أما رئيس الحكومة سعد الحريري، فقد بدأ بعد ظهر أمس، زيارة رسمية للقاهرة تستمر يومين، هي الأولى التي يُعلن اصطحابه زوجته لارا فيها، إضافة إلى وفد يضم وزراء: الخارجية علي الشامي، الاقتصاد محمد الصفدي، الإعلام طارق متري (عاد أول من أمس من العاصمة المصرية) والدولة ميشال فرعون، النائب السابق باسم السبع، مدير مكتبه نادر الحريري، والمستشارين محمد شطح وهاني حمود ومازن حنا.
وبعد وصوله، استقبل الحريري في مقر إقامته في القاهرة، رئيس جهاز الاستخبارات المصرية الوزير اللواء عمر سليمان. ومساءً توجه إلى مقر رئاسة الحكومة المصرية حيث عقد لقاءً ثنائياً مع نظيره المصري أحمد نظيف، أعقبته محادثات موسعة، حضرها الوفد اللبناني المرافق، وعن الجانب المصري وزراء: الشؤون القانونية والمجالس النيابية، التنمية الاقتصادية، القوى العاملة، البترول، والتعاون الدولي.
وبعد المحادثات عقد رئيسا حكومتي البلدين مؤتمراً صحافياً مشتركاً، قال فيه نظيف إن مصر ترى أن زيارة الحريري &laqascii117o;مرحلة جديدة من العلاقات اللبنانية المصرية بعد تأليف حكومة الوحدة الوطنية في لبنان"، واصفاً هذه العلاقات بأنها &laqascii117o;خاصة في جميع جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها"، وتمنى للزائر &laqascii117o;كل التوفيق في مهمته الصعبة لإعادة الاستقرار والانطلاق والتقدم في لبنان الشقيق". وذكر أنه اتُّفق خلال اللقاء على العمل على رفع التبادل التجاري من نحو نصف مليار العام الماضي إلى ما يتعدى مليار دولار في عام 2012، وعلى عقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة خلال العام الحالي في بيروت، مثنياً على الاستثمارات بين البلدين التي &laqascii117o;تشهد ظاهرة صحية"، متحدثاً عن اتفاق كامل &laqascii117o;ورغبة شديدة في تفعيل العلاقة المتميزة بين البلدين وتقويتها".
أما الحريري فاستهلّ كلمته بأنّ &laqascii117o;مصر كانت وستبقى عنواناً لكرامة العرب"، وقال إن الزيارة ليست للتعبير &laqascii117o;عن عمق العلاقات التاريخية بين بلدينا فحسب، بل لنجدّد محبتنا لمصر ولشعبها وقيادتها الحكيمة"، مضيفاً أن مصر &laqascii117o;وقفت مع لبنان في أصعب الظروف، وهي لم تبخل عليه يوماً في تقديم الدعم المادي والمعنوي والسياسي لبلدنا". ومن العناوين الـ&laqascii117o;كثيرة للتعاون"، التبادل التجاري والكهرباء والغاز والمساعدات الأمنية والعسكرية.
ورداً على سؤال عن &laqascii117o;خلية حزب الله" وكيف ستتعامل الحكومة اللبنانية الجديدة مع سلاح الحزب، قال الحريري إن لبنان دولة ديموقراطية، وحزب الله جزء من القوى التي أفرزتها الانتخابات النيابية، إضافة إلى أنه &laqascii117o;موجود في مجلس الوزراء معنا وهو شريك في حكومة الوحدة الوطنية". وأردف أنّ الحكومة اللبنانية &laqascii117o;تنظر إلى قيام أحسن العلاقات بين لبنان ومصر، وأي أمر خارج عن ذلك لا نقبل به، ونحن نعرف أنّ القضاء المصري ينظر في قضية أساسية في مصر، وهذا أمر يعني القضاء المصري، ونحن نرفض أي تدخل خارجي في أية شؤون مصرية".
ورداً على سؤال عن التهديدات الإسرائيلية، كرر الحريري القول: &laqascii117o;إذا كان رهان إسرائيل على أنّ لبنان سينقسم في أي مرحلة من المراحل إذا حصلت مواجهة، فهذا أمر يجب على إسرائيل أن تزيله من ذهنها"، لافتاً إلى أنّ هذه التهديدات لم تتوقف &laqascii117o;وهي تهديدات متتالية ومتعالية"، وأنّ لبنان حكومةً ودولةً يرفضها &laqascii117o;فإسرائيل هي التي تعتدي على لبنان، لا العكس. لذلك من الأفضل أن تنظر إسرائيل إلى السلام وتطبق القرار 1701". وقال &laqascii117o;إنّ مصر ترفض أيضاً التهديدات الإسرائيلية الموجهة إلى لبنان".
يشار إلى أنّ هذه الزيارة هي الأولى للحريري إلى العاصمة المصرية، كرئيس للحكومة، لكنها المحطة الخامسة له عربياً بعد السعودية، سوريا، الإمارات العربية المتحدة والأردن، وسيلتقي خلالها الرئيس المصري حسني مبارك، ويبحث معه آخر التطورات في لبنان والمنطقة. لكنه لن يتمكن من لقاء الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الموجود في سويسرا، ولا وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط الموجود في لندن.
وذكرت مصادر مصرية مطلعة لـ&laqascii117o;الأخبار" أنّ علاقات الحريري مع مصر &laqascii117o;علاقات خاصة بحكم اهتمام مصر بالملف اللبناني"، وأنها منعزلة عن أي توترات راهنة في العلاقات المصرية ـــــ السورية، مردفة أن القاهرة &laqascii117o;على الرغم من عدم رضاها عن مستوى التواصل حالياً مع دمشق، إلا أنها تشجع الحريري على مواصلة تطوير علاقاته مع الرئيس السوري بشار الأسد".
وفي لبنان، رفض النائب محمد قباني ربط زيارة الحريري لمصر بمحاكمة ما يسمى &laqascii117o;خلية حزب الله"، فيما نفى النائب أحمد فتفت علمه بما إذا كان الحريري يقوم بوساطة في هذا الشأن، داعياً إلى &laqascii117o;انتظار المحاكمة وترك الأمور تمرّ بهدوء".
في مجال آخر، عاد السجال ليطلّ برأسه من خلال كارثة الطائرة نفسها، لكن بدون اتهامات مباشرة، فتحدث النائب عبد المجيد صالح عن محاولات لتمييع لهذه القضية &laqascii117o;ممّن لا تروقهم وحدة لبنان والتفاف بعضهم على بعض"، فيما اشتكى النائب فتفت من &laqascii117o;كلام قيل في الإعلام مؤذٍ جداً، أعطى بعداً مذهبياً"، ورأى النائب عاطف مجدلاني أن &laqascii117o;بعض الأفرقاء في الوطن يريدون استغلال هذه الكارثة لمصالح فئوية وأهداف سياسية، وهذا مؤسف لأنه عمل رخيص".
- صحيفة 'الحياة'
ـ الحياة: استبعدت التحقيقات الأولية في سقوط الطائرة الأثيوبية في البحر قبالة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت فرضية الحادث التخريبي، خلافاً لما أخذت تشيعه بعض وسائل الإعلام. فيما أعلن وزير الخارجية الأثيوبي سيوم مسفن من بيروت أمس أن العمليات الجارية في البحر لا تزال تركز على المفقودين وبقايا الطائرة المنكوبة ولم تصل بعد الى مرحلة التحقيق لمعرفة سبب حصول هذه الحادثة، &laqascii117o;أي لم نصل الى المرحلة النهائية التي ننهي فيها عمليات البحث والإنقاذ وهذا الأمر تعلنه الحكومة اللبنانية في حينه وهي تقوم بمسؤولياتها على أكمل وجه"، مشدداً على أن إعطاء توقعات ونتائج غير دقيقة لا يساعد، خصوصاً العائلات التي لديها أحباء على متن هذه الطائرة المنكوبة.
وعلمت &laqascii117o;الحياة" من مصادر لبنانية رفيعة المستوى مواكبة لعمليات الإنقاذ الجارية في عمق البحر، في المنطقة الممتدة من جسر الدامور حتى مرفأ بيروت، أن استبعاد وجود أي عمل تخريبي وراء سقوط الطائرة الأثيوبية جاء بناء لاجتماع أولي ضم محققين لبنانيين وفرنسيين والملحق العسكري الأميركي مع فريق غطس، إضافة الى نائب رئيس الأركان للعمليات في الجيش اللبناني العميد الركن عبدالرحمن شحيتلي ومسؤولين عن الطيران المدني وبرج المراقبة في مطار رفيق الحريري وممثلين عن وحدات الجيش اللبناني المشاركة في عمليات الإنقاذ والقوات الدولية &laqascii117o;يونيفيل" وخبراء في الطيران المدني وعدد من الطيارين العاملين في شركة &laqascii117o;طيران الشرق الأوسط – الخطوط الجوية اللبنانية".
تجدر الإشارة الى أن العميد شحيتلي الذي كان استُدعي الى جلسة مجلس الوزراء أول من أمس، أكد خلال شرحه لعملية الإنقاذ الجارية أن قائد سلاح الجو العميد سمير معلولي يستبعد أي عمل تخريبي وراء سقوط الطائرة.
وعقد الاجتماع في قاعدة بيروت البحرية التابعة لسلاح الجو في الجيش اللبناني وجرت فيه معاينة أجزاء الطائرة المنكوبة التي تم جمعها منذ لحظة سقوطها حتى بعد ظهر أمس.وتبيّن من خلال الكشف على هذه الأجزاء عدم وجود آثار لحريق يمكن أن يكون أصاب الطائرة جراء عمل تخريبي، كما تمت مراجعة نص المراسلات التي دارت بين برج المراقبة في المطار وبين قائد الطائرة منذ لحظة استعدادها للإقلاع حتى انقطاع الاتصال معه.
وأكدت المصادر اللبنانية أن التأكد من عدم وجود أي أثر لحريق على أجزاء الطائرة جاء مطابقاً للتقارير التي أعدها الطبيب الشرعي الدكتور أحمد المقداد بعد معاينته للجثث وأشلاء الضحايا فور نقلها الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي وفيها استبعاد لوجود آثار أي حريق عليها.
ولفتت مصادر لبنانية أخرى كانت تابعت التحقيقات الأولية في شأن تحطم الطائرة الى أن التقديرات الأولية من خلال معاينة أجزاء الطائرة التي عثر عليها لم تستبعد ارتطام مقدمة الطائرة أولاً بالبحر مستندة الى أن الأجزاء التي عثر عليها حتى الآن تعود الى مقدمتها إضافة الى بعض الأجزاء العائدة الى مؤخرتها بينما لم يعثر على قطع من هيكلها.وما عزز هذه التقديرات أن معظم الجثث التي انتشلت تعود الى ركاب كانوا جالسين في درجة رجال الأعمال أي في القسم الأمامي من الطائرة.
أما في شأن عملية البحث عن الضحايا فلم يطرأ أي جديد سوى العثور على أجزاء هي عبارة عن قطع بشرية صغيرة يتراوح وزنها بين 50 غراماً و500 غرام، فيما علمت &laqascii117o;الحياة" أن فرق البحث البحرية من جنسيات أميركية وألمانية وتركية ويونانية وقبرصية، إضافة الى تلك العائدة لسلاح البحر في الجيش اللبناني، أنجزت خريطة جيولوجية لقعر البحر الممتد من جسر الدامور جنوب المطار حتى مرفأ بيروت شمال المطار وباشرت عملية مسح من الشاطئ حتى عمق 10 كيلومترات.
على صعيد آخر خرق حادث اختفاء، أو اختطاف، إمام مسجد الرفاعي في بلدة مجدل عنجر في البقاع الأوسط (قضاء زحلة) الشيخ محمد المجذوب انصراف الدولة اللبنانية بقياداتها وأجهزتها الأمنية والإدارية الى مواكبة قضية الطائرة المنكوبة ما أثار مخاوف من استغلال هذه الحادثة في إثارة الفتنة المذهبية، خصوصاً أن الأجهزة الأمنية أكدت عدم وجوده لديها.
- صحيفة 'الديار'
بقيت نتائج البحث عن ضحايا الطائرة الاثيوبية حتى يوم امس من دون تقدم يُذكر، فلا انتشال لجثث جديدة، وما عثر عليه من بعض حطام الطائرة كان اجزاء صغيرة متناثرة قذفتها الأمواج الى الشاطئ.
وكان اللافت امس وصول وفد أثيوبي رفيع المستوى الى لبنان لمتابعة حادثة الطائرة، وقد التقى الرؤساء الثلاثة ومسؤولين لبنانيين.
وزير خارجية اثيوبيا قال ان الهدف الاساسي من الزيارة هو نقل تعازي 82 مليون اثيوبي الى حكومة لبنان وشعبه بضحايا الطائرة وتقدير دولتنا للجهود التي بذلتها الدولة اللبنانية في عمليات البحث والانقاذ، واضاف ان تركيزنا في المرحلة الاولى على عملية البحث عن مفقودين وبقايا الطائرة، واكد ان العمل لن يتوقف قبل معرفة سبب سقوط الطائرة والذي سيعلن الى الشعبين اللبناني والاثيوبي والعالم.
مصدر وزاري
وقال مصدر وزاري لـ&laqascii117o;الديار" انه خلال يوم امس توافرت عناصر لدينا من جراء البحث والتفتيش، وهذه العناصر يجري درسها وننتظر الى صباح الغد (اليوم) لتتوافر عناصر اخرى لتقييمها واتخاذ الموقف على ضوئها.
وتحدثت المعلومات في هذا الصدد ان عمليات البحث التي اجريت في اليوم الثالث اشرت الى مكان وقوع الطائرة وانها على عمق ما بين 450 و500 م وانها في منطقة مرتفعات ومنخفضات ويجري تأكيد هذه المعلومات من اجل اتخاذ الاجراءات المناسبة في هذا المجال مع العلم ان عدم العثور على جثث خلال عمليات امس يعزز الاعتقاد بأن العدد الأكبر هو في هيكل الطائرة وهو مجرد اعتقاد حتى الآن.
وذكرت معلومات أخرى لـ&laqascii117o;الديار" ان الباخرة الأميركية التي أرسلت للمساعدة في عمليات البحث قسمت منطقة التفتيش الى اربعة اقسام، وقد أنهت حتى فجر امس مسح منطقتين، وبقيت منطقتان سيتم مسحهما اليوم.
وسيتم الكشف على أي عمق وصلت اليه الطائرة حيث سيتم إرسال باخرة متخصصة لانتشال الحطام والجثث والصندوق الأسود.
وكان الرؤساء الثلاثة قد اتفقوا على اطالة تمديد عمليات التفتيش والتركيز على اولوية العثور على الجثث وعدم التقيد بقاعدة الـ72 ساعة كما اكد الرئيس بري في لقاء الاربعاء النيابي ومن هنا جاء تأخير التقرير الذي كان يفترض ان يصدر امس الى وقت لاحق.
مع العلم ان المصدر الوزاري تحدث عن تقويم للمعلومات قبل ظهر اليوم.
مصدر أمني لـ&laqascii117o;الديار"
وقد استبعد مصدر امني مطلع لـ&laqascii117o;الديار" فرضية سقوط الطائرة الاثيوبية بفعل تعرضها لإطلاق صاروخ او لتفجير من داخلها واشار الى ان التحليل الاولي الذي اجري على الجثث بيّن انها لم تتعرض لأية تشوهات او اصابات ناتجة عن تفجير، ولم يظهر آثار اي مواد تفجيرية على بعض أجزاء الطائرة المنتشلة والجثث.
وأضاف المصدر ان التحليل بيّن ايضاً ان جثث الضحايا التي انتشلت هي لركاب الدرجة الاولى وجثث الطاقم ودرجة البزنس وهذا يعني ان الطائرة سقطت في البحر بشكل ارتطمت مقدمتها ومن ثم غرقت بكامل هيكلها ولم تنفجر في الجو وما حصل هو عند اصطدامها في المياه بسرعة قصوى تطايرت الجثث الموجودة في مقدمة الطائرة فيما بقي المسافرون الآخرون عالقين على مقاعدهم داخل الاجزاء الخلفية في الطائرة التي غرقت في البحر.
رئيس المحكمة الدولية الى بيروت
الى ذلك، يصل رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان انطونيو كاسيزي الى بيروت اوائل الشهر المقبل، وسيلقي اربع محاضرات حول القوانين الدولية والمحاكمات، وسيلتقي مسؤولين لبنانيين.
وعلمت &laqascii117o;الديار" ان القرار الاتهامي الذي سيصدر عن المحكمة الدولية سيكون منجزاً خلال النصف الثاني من السنة الحالية.
توضيح خلاف بري ـ عون
من جهة اخرى، ذكرت مصادر مطلعة ان المواضيع الخلافية التي ظهرت الى العلن بين الرئيس بري والعماد عون بدأت بالإنحسار، بعد تكثيف الاتصالات واجراء مراسلات بينهما لازالة الخلافات.
وقالت المعلومات ان العماد عون قال للرئيس بري انه يجب بحث هذه المواضيع الخلافية معي، وانت تعلم جيداً ان لي رأياً خاصاً بها وان طرحها من دون المناقشة والدرس لا يجوز، خصوصاً بالنسبة لمشروع قانون سن الـ18 وهيئة الغاء الطائفية السياسية وقضية التعيينات.
وأشارت المصادر الى ان الرئيس بري ردّ بأنه كلما طرح موضوعاً لا يلقى من العماد عون ومن غيره الاّ الرفض.
وأضافت المعلومات ان اخراجاً ما تم يقضي بأن تسحب الحكومة مشروع قانون سن الـ18 من مجلس النواب لدرسه ومناقشته على ان يتم ارساله بعد الاتفاق عليه.
وقالت مصادر مطلعة ان هناك معلومات عن ان الحكومة تعمل لسحب مشروع القانون من مجلس النواب خصوصاً وان الحكومة الحالية لم تعطِ رأيها فيه، وهو كان قد أرسل من الحكومة السابقة.
وتتحرك قوى الأكثرية بما فيها المسيحيون للوصول الى مخرج لهذا الموضوع، فيما قالت مصادر قريبة من الرئيس بري ان ليس لديها اي علم بذلك وان احداً لم يطرح عليها سحب المشروع.
اما بالنسبة لمجلس الوزراء الذي سينعقد يوم غد الجمعة، فتقول مصادر وزارية انه لن يأخذ بمعظم اقتراحات وزير الدخلية زياد بارود خصوصا في موضوع النسبية، وهناك تحفظات على الموضوع.
شهيب يوضح
ارسل النائب اكرم شهيب توضيحاً عبر الفاكس وجاء كالآتي:
ورد في صحيفة &laqascii117o;الديار" في الصفحة الاولى من عدد الاربعاء 27 كانون الثاني 2010 خبر بعنوان &laqascii117o;خلاف بين شهيب وبارود" ويهمني كمعني بما ورد في الصفحة التي أقدر وأحترم ايضاح الاتي:
اولا: ان ما جرى في مجلس الوزراء لم يكن &laqascii117o;خلافا" بيني وبين وزير الداخلية المحامي زياد بارود انما كان نقاشا موضوعيا حول ملف بيئي يحظى باهتمامنا جميعا انطلاقا من حرصنا وحرص الزميل بارود ومجلس الوزراء على البيئة.
ثانيا: كنت متأكدا ولا أزال من اهتمام الوزير الصديق زياد بارود بالبيئة وسلامتها ومتابعته للشكاوى واصراره على تنفيذ القوانين ومنع التعديات، وانطلاقاً من هذه القناعة تم طرح موضوع الكسارات والمرامل وتعرض صحافي للاعتداء في احدى مرامل عين دارة الامر الذي نرفضه كما الوزير بارود، من موقع واحد.
امل نشر هذا التوضيح في الصفحة الاولى من &laqascii117o;الديار" وفي المكان عينه.
- صحيفة 'اللواء'
حملت تباشير الليل انباء يمكن اعتبارها سارة، في حمأة تفاعل دراما نكبة الطائرة الاثيوبية، لجهة تحديد موقع سقوط الطائرة والصندوق الاسود في عمق البحر، قبالة مطار رفيق الحريري الدولي.
وسرت معلومات قبيل صباح اليوم، اكدتها مصادر امنية لبنانية عن تحقيق <تقدم هائل> لجهة تحديد مكان الصندوقين الاسودين وجسم الطائرة المنكوبة، وهذا الامر من شأنه ان يشكل نقلة نوعية في مسار عمليات الانقاذ والاغاثة، بحيث تمدد المهلة المتعارف عليها دولياً بـ72 ساعة الى ايام مرتبطة بالعثور على جثث كل الضحايا.
وقد نسبت وكالة <رويترز> ليلاً الى مسؤول عسكري لبناني ان سفينة تابعة للبحرية الاميركية حددت مكان تسجيلات الطائرة المنكوبة على عمق 1300 متر تحت الماء، وعلى بعد ثمانية كيلومترات غربي مطار بيروت، كما اكدت الخبر نفسه وكالة <فرانس برس> التي سبق ونقلت عن الوزير غازي العريضي امله في التوصل الى نتائج لجهة تحديد مكان هيكل الطائرة، كما نسبت الى متحدث عسكري لبناني الاعتقاد نفسه.
وقد انعشت هذه المعلومات الآمال التي كانت تبددت صباحاً، بإمكانية انتشال جسم الطائرة والصندوقين الاسودين، رغم ان هذه العملية قد تحتاج الى ايام عدة، والى معدات ذات تقنيات عالية جداً، غير متوفرة سوى للسفينة الاميركية والسفينة المدنية <البرت اوسيان> المتخصصة في البحث في اعماق البحار عن حطام الطائرات.
ولاحظت مصادر ملاحية في مطار بيروت ان السفينتين المذكورتين فوجئنا بالعمق الهائل الذي رست فيه الطائرة التي يبدو انها سقطت في وادي بحري سحيق، يحتاج العمل فيه الى معدات متطورة.
وذكرت معلومات ان فرق الانقاذ المعنية بالعملية عقدت اجتماعاً عند منتصف الليل في غرفة العمليات في القاعدة الجوية في المطار، في انتظار انتهاء الغواصتين من عملهما بما يتعلق بجرد الصور الاولية التي ارسلتهما، حيث يفترض ان يكون العمل حالياً يتم على تحليل هذه الصور، وبناء لهذه التحليلات والمعطيات ستوضع خطط جديدة والاستعانة بخبرات وتقنيات عالية ليتم انتشال الطائرة كجسم واحد او سيتم انتشال اجزاء منها، او ربما جثث الضحايا اذا ما كانت موجودة نتيجة ربطهم بأحزمة الأمان.
وبحسب مصادر في رئاسة مطار بيروت، فإنه، بعد انتهاء هذا الاجتماع خلال الساعات المقبلة، ربما يعقد صباح اليوم مؤتمر صحفي لوضع اللبنانيين، ولا سيما ذوي الضحايا في آخر هذه المعلومات.
تجدر الإشارة الى إن كلاً من وزيري الخارجية علي الشامي والأشغال غازي العريضي، كانا وضعا الوفد الأثيوبي الذي جال على الرؤساء الثلاثة والوزراء المعنيين لنقل تعازي الحكومة الأثيوبية بضحايا الطائرة، في أجواء مفادها إمكانية التوصل الى نتائج خلال ساعات المساء وحتى صباح اليوم.
وشرح الوزير العريضي للوفد، وعبر الصور الصوتية المرسلة إليه من البحر، مواقع عمل كل من السفينة الأميركية يو اس. اس راميدج المجهزة بمعدات خاصة وحديثة، والبارجة الألمانية، لافتاً الى أن القطع البحرية انتهت تقريباً من مسح أربع مناطق في عمق البحر، وقال <أصبحنا نقترب أكثر عبر الصور الصوتية، بعد أن حددت ورصدت وجود الطائرة في هذه البقعة>، مؤكداً أن احتمال تفجير الطائرة غير وارد إطلاقاً، معتبراً بأن الأخبار الصحفية التي تحمّل المسؤولية للطيار الذي يتمتع بخبرة تمتد على مدى عشرين سنة هي مجرد تكهنات واجتهادات، مشيراً الى أنه منذ انقطع الاتصال بالطائرة لن نعرف ما جرى إلا بواسطة الصندوق الأسود، وأعاد رواية أن برج المراقبة طلب من الطيار اتباع اتجاه معيّن لكنه غير اتجاهه بعد قليل، وكرر برج المراقبة تعليماته، وفي هذه اللحظات انقطع الاتصال، من دون أن يعرف أحد ماذا حدث.
وفي وقت لاحق ليلاً، أبلغ الوزير العريضي وكالة فرانس برس بأنه إذا تأكد موقع الصندوق الأسود فإن سفينة <أوشن البرت> يمكنها إخراجه لأن قدراتها تسمح لها حتى عمق ألفا متر، وأوضح أن معدات المسح الصوتي بدأت منذ ظهر الأربعاء بالنزول الى الأعماق لرصد أية حركة في منطقة معينة يرجح وجود الطائرة فيها، لافتاً الى أن هذه المعدات تستمر في عملها خلال الليل.
تسليم جثث الضحايا وفي سياق متصل، اعلن وزير الصحة محمد جواد خليفة بدء تسليم خمس جثث لبنانية الى ذويها من اصل عدد الجثث الموجودة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي وعددها 14، بعد ان كان هؤلاء قد تعرفوا عليها واثبت ذلك فحص الحمض النووي، فيما تبقى ثلاث جثث لم يتعرف عليها احد، وسيجري العمل على تحديد هويتها بالاستناد الى الخارطة الجينية فقط، بالاضافة الى خمس جثث لاثيوبيين طلبت السلطات المختصة عينات من اهلهم لمقارنتها قبل تسليمها الى السلطات الاثيوبية، ومن بينها ضابط امن الطائرة ومضيفين.
غير انه في الموعد المحدد، اي الرابعة بعد الظهر، لم يتم تسليم سوى جثامين ثلاث ضحايا لكل من حيدر حسن مرجي (45 سنة) وانيس مصطفى حنا (53 سنة) وطوني الياس الزاخم (34 سنة) بعد تطابق فحوصات الحمض النووي الخاصة بهم، فيما لم تسلم جثة الطفل محمد كريك (4 سنوات) وجوليا الحاج (سنتان) التي قال الطبيب الشرعي في المستشفى الدكتور محمد المقداد ان فحص D.N.A لم يتطابق مع هذه الطفلة، في حين ان عائلة الطفل كريك رفضت تسلم الجثة بانتظار العثور على جثة والده ليصارالى دفنهما سوية، إلا ان الوزير خليفة تدخل مؤكدا ان ما حصل مجرد التباس، وسيصار الى تسليم جثة الطفلة الحاج الى ذويها اليوم.
الحريري في القاهرة في غضون ذلك، بدأ رئيس الحكومة سعد الحريري زيارة رسمية الى القاهرة يتوجها اليوم بلقاء الرئيس المصري حسني مبارك، وتميزاليوم الاول للزيارة بمحادثات اجراها الرئيس الحريري مع نظيره المصري احمد نظيف ذات طابع اقتصادي، بمشاركة وزراء لبنانيين ومصريين، وبلقاء جمعه مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان في مقر اقامة الرئيس الحريري.
وبعد هذه المحادثات عقد الرئيسان نظيف والحريري مؤتمرا صحافيا مشتركا في مقر رئاسة الحكومة المصرية، اعلن فيه الاثنان عن اتفاق لعقد اللجنة العليا المشتركة المصرية - اللبنانية في بيروت خلال شهر ايار او حزيران المقبلين، منوهين بتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري 500 مليون دولار في العام الماضي، ولفت نظيف الى انه اتفق مع نظيره اللبناني على وضع هدف أكثر طموحاً للوصول الى حجم تبادل تجاري يتعدى المليار الدولار خلال العامين المقبلين، أي في العام 2012.
وقال الحريري ان مصر وقفت مع لبنان في أصعب الظروف وهي لم تبخل عليه يوماً في تقديم الدعم المادي والمعنوي والسياسي، لافتاً الى ان هناك عناوين كثيرة للتعاون، من التبادل التجاري الى الكهرباء والغاز والمساعدات الأمنية والعسكرية، مؤكداً ثقته بأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من إزدهار العلاقات وتطويرها، وكشف أن البحث تناول موضوع التعاون العسكري بين لبنان ومصر وانه كان هناك تجاوب في هذا الموضوع.
ورداً على سؤال حول التهديدات الإسرائيلية للبنان، كرر الرئيس الحريري رفضه لهذه التهديدات مشيراً إلى انه اذا كان رهان اسرائيل على أن لبنان سينقسم في أي مرحلة من المراحل إذا حصلت مواجهة، فهذا امر يجب على اسرائيل أن تزيله من ذهنها، لافتاً إلى ان التهديدات الإسرائيلية مستمرة منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية عام 2006، وحتى اليوم لم تتوقف، ملاحظاً بأن كل العرب يتحدثون عن السلام، فيما إسرائيل لوحدها تتحدث عن الحرب.
وقال نحن في لبنان علينا تطبيق القرار 1701 التي تقوم اسرائيل بخرقه كل يوم، ولغاية الآن يوجد 6500 خرق جوي للاجواء اللبنانية، ونحن كحكومة ودولة نرفض هذه التهديدات>.
لا تعيينات وعلى صعيد آخر، اضيف أمس إلى جدول اعمال مجلس الوزراء غداً الجمعة 89 بنداً في مقدمها استكمال البحث في قانون البلديات والتعديلات المقترحة على مشروع وزير الداخلية زياد بارود، من دون ان يت