'الكل وقع في إرباك والجسم الرسمي يتحمل المسؤولية الأبرز'
- صحيفة 'السفير'
زينة برجاوي
&laqascii117o;نرجو من الإعلاميين ترك الأهل وشأنهم. إنهم يمرون بفاجعة أليمة وصدمة عظيمة. كيف يسأل مراسل أهل أحد الضحايا ماذا شعرت؟ نحن لا نمت إلى الضحايا بأي صلة ونشعر بألم فظيع. فكيف هي حال أهلهم؟ إنهم بأمس الحاجة إلى الخصوصية والدعم". هذا واحد من تعليقات دونتها مغتربة لبنانية تعيش في كندا، على حائط موقع الكتروني يتناول حدث الطائرة المنكوبة. لكن يبدو أن التعليقات المتتالية من هذا النوع باتت غير مستحبة عند الكثير من الزملاء الإعلاميين.
يمر فجر سابع على سقوط الطائرة الأثيوبية، وتبقى أخبارها تحتل مساحة كبيرة في وسائل الإعلام المكتوبة، المرئية والمسموعة. واللافت طوال الأيام السابقة تخصيص البرامج الحوارية (الإذاعية تحديداً) مساحة للمواطنين للاتصال والتعبير عن أرائهم حول أداء الإعلام. وبينما طال الإعلام المرئي حصة الأسد من الانتقادات القاسية أحياناً كثيرة، أعطيت فرصة الرد للزملاء في أكثر من برنامج. فكان تشديد من قبل معظمهم انهم ضحية إبهام الحادثة وغياب المعلومات الأكيدة من الجهات الرسمية.. وظلم النقد المكتوب.
السبت المنصرم مثلاً، استضافت الزميلة ريميال نعمة الزميلين نانسي السبع من &laqascii117o;الجديد" وغياث يزبك من &laqascii117o;أم تي في" على أثير &laqascii117o;إذاعة الشرق". نقلت نعمة انتقادات الجمهور لضيفيها. سألت نعمة السبع عن ماذا تبحث هي وزملاؤها في &laqascii117o;الجديد" عند الانطلاق لتغطية حدث كهذا وما هي الأخلاقيات المهنية المعتمدة. أجابت السبع ان الهدف هو البحث عن المعلومة أولاً وأخيراً وأنها لا تعرض أشلاء مثلاً، هنا تابعت نعمة السؤال &laqascii117o;لكنك تسألين ضيفك عنها؟" فما كان من الزميلة السبع إلا أن نفت انها طرحت سؤالا من هذا النوع. حاولت السبع تبرير أداء بعض الزملاء بالإشارة إلى الابهام في المعلومات حول الطائرة وتحطمها، ولو أنها فضلت عدم التعليق على عمل غيرها، مع تأكيدها مثلاً أنها ضد استضافة العرافين كما كانت الحال مع التقرير الذي عرض مع سمير زعيتر.
بدوره، كان الزميل يزبك يشير إلى ان الاعلام هو &laqascii117o;كبش محرقة" في هذه المسألة، ملتقياً مع السبع في ان الإبهام كان سيد الموقف في المعلومات الرسمية.
الأسئلة التي طرحتها نعمة التقت مع انتقادات مواطنين أدلوا بدلوهم الثلاثاء الماضي مع الزميلة فاتن حموي على &laqascii117o;صوت الشعب"، إذ كانت معظم الاتصالات غاضبة على سعي بعض الاعلاميين إلى تحقيق &laqascii117o;سكوب" مهما كان الثمن، &laqascii117o;إذا حدا منهار لازم تتركوا مش تزيدوا على قلبوا" ثم أسئلة من نوع &laqascii117o;لَيه ما حدا سأل عن الطيار وتاريخه؟ أين الأداء المحترف" كما كانت انتقادات حول &laqascii117o;تكهنات تبدأ ولا تنتهي .. عيب"، في وقت أكد معظم المتصلين انه كان من المفترض المحافظة على خصوصية ذوي الضحايا واحترام حزنهم أكثر.
وسط كل هذا، برز أيضاً برنامج &laqascii117o; للنشر" مع الزميل طوني خليفة على قناة &laqascii117o;الجديد" في حلقة عرضت أمس الأول حول موضوع كارثة الطائرة، واستضاف في إحدى فقراتها الزملاء بسام أبو زيد، مهى ضاهر وفراس حاطوم. فتحت الاستضافة المجال للوقوف على أراء الاعلاميين، في ما بدا انه رد على الانتقادات، خصوصاً ان الحلقة عرضت تقريرا بعنوان &laqascii117o;الصحافة مسؤولية فهل كانت مسؤولة"، حمل لهجة قاسية سلطت الضوء على كيفية تسابق وسائل الإعلام على تغطية الخبر وتركيزها على السبق الصحفي أكثر من التأكد من دقة المعلومات. قبل الانتقال الى الضيوف الثلاثة انتقد التقرير ما نشرته الزميلة &laqascii117o;اللواء" حول &laqascii117o;وفد قيادي من حزب الله كان من المتوقع أن يسافر على متن الطائرة الاثيوبية". أما الضيوف فبدوا في موقع الدفاع، إذ أكدت الزميلة ضاهر ان &laqascii117o;أخبار المستقبل" لم تدخل أبداً في معمعة التحليلات التي اعتمدها بعض الزملاء في قنوات أخرى، بينما بدا غضب الزميل حاطوم عارماً على الصحافة المكتوبة التي انتقدت أداء بعض الزملاء في &laqascii117o;الجديد"، معتبراً ان أصحاب الانتقادات لا يتفهمون الظروف المحيطة بعمل الصحافيين في المرئي!. في حين أشار أبو زيد أيضاً إلى أن الإعلاميين ليسوا وحدهم من وقع في إرباك وان هناك أخطاء ارتكبها من هم في موقع المسؤولية مسمياً مثلاً وزير الصحة خليفة.
الأكيد ان الأداء الإعلامي بات شغل جميع المواطنين الشاغل، فهل الإعلام المرئي هو &laqascii117o;كبش محرقة" حقاً في وقت لا يمكن تحديد مسؤولية جهة محددة في الكارثة بعد، أم أن هناك من يرفض أن يصدق انه ارتكب أخطاء بالجملة وعليه تحمل مسؤوليتها؟
2010-02-01 00:00:00