التطورات التي تعجّ بها المنطقة، ولا سيما فيما يتعلق بالحديث عن حرب ما مقبلة في لبنان وفي غيره من المناطق، أثارت اهتمام المحللين والمعلقين في الصحف اللبنانية الذين علقوا على احتمالات حصول الحرب وتناولوا ما يدور حالياً في غزة من تطورات أسعدت الأميركيين لسبب واحد هو 'انحسار ردود الفعل العربية والإسلامية تجاه ما حصل' هناك.
ـ صحيفة المستقبل
نصير الأسعد:
في الجنوب، الشيعة خائفون. أمّا الوجُه الآخر فيتعلّق بوضع الشيعة اللبنانيين في عدد من الدول العربية وعدد آخر من دول العالم. ثمّة تحقيقات تجري مع شيعة لبنانيين على خلفية نشاطات 'جالية حزب الله' في هذه الدولة أو تلك. ثمّة مخاوف من أن تتعرّض الأعمال والأرزاق للخطر. فالشيعة اليوم طائفةٌ خائفةٌ أولاً، ومعزولةٌ ثانياً، ومهدّدة ومحاصرةٌ ثالثاً. فهل ذلك 'طبيعي' ومن يتحمّل المسؤولية؟. في الجواب عن هذا السؤال، لا مبالغة في القول انّ فريق التمثيل السياسي الشيعي و'حزب الله' تحديداً، يتحمّل المسؤولية.
في الخطاب السياسي لـ'حزب الله'، خاصّة في الآونة الأخيرة بعد إغتيال قائده العسكري والأمني عماد مغنية، إستحضارٌ للغة 'تُحيي' المشكلة مع الدول العربية وتُذكي الصراع مع كل دول العالم إذ يجعل من العالم كلّه ساحةً للحرب المفتوحة مع إسرائيل. في وضعها الحالي، تدفعُ الطائفة الشيعية أثمان 'السياسة' التي إعتمدتها الثنائية و'حزب الله' خصوصاً. تدفع أثمان دفاع الثنائية عن إيران والنظام السوري. وتدفع أثمان مشروع لا يمتّ ـ في الداخل ـ إلى مصالحها بأيّ صلة.
ـ صحيفة المستقبل
النائب مصطفى علوش:
لا شك أن الحكمة هي ما دفعت قيادة حزب الله 'الفيدرالية' في إيران إلى فصل المسار العمل الجهادي السري عن العمل العلني. فمع أن كل المؤشرات المنطقية تؤكد ارتباط النواة الصلبة التي انتجت هذا الحزب في أوائل الثمانينات، وبشكل مباشر بالسلسلة الطويلة والخطيرة من العمليات الارهابية، او الجهادية كما يحلو لأصحابها أن يسموها، ومع أن هذه العمليات كانت قد تبنتها مجموعات تحت مسميات مختلفة مثل الجهاد الاسلامي أومنظمة المستضعفين في الأرض، لكن نقطة الوصل الغامضة كانت في معظم الأحوال بروز توقيع عماد مغنية بشكل من الأشكال على هذه العمليات. لم يكن حزب الله في فترة الثمانينات من القرن العشرين مضطراً إلى ممارسة الكثير من التقية لاخفاء حقيقة الارتباط مع هذا المسار السري، فقد كان الحزب يحتاج إلى هذا الرابط المعنوي الذي أمن له مجالاً واسعاً من الشهرة والرهبة محلياً وعالمياً.كما أن استمرار الحرب الأهلية في لبنان وقناعة الحزب بأنه سوف يتمكن، وبوقت قصير من فرض نفسه على كامل الساحة اللبنانية جعلت منه أقل حذراً في مقاربة هذه الأمور. ولكن دخول لبنان في مرحلة اتفاق الطائف وتغيير المعطيات الميدانية في الساحة التي كان يعتبرها مفتوحة بالكامل ومنطلقاً حراً لتعميم 'الثورة الاسلامية'، دفع حزب الله إلى اعتماد مرحلة تقية جديدة برزت مع انتخاب الشهيد عباس الموسوي اميناً عاماً واستمرت بعده مع السيد حسن نصرالله. لقد ركزت هذه المرحلة على الإيهام بأن حزب الله قد قطع كل الصلات بما كان عليه وضعه في فترة الثمانينات، وانه قد تحول وبشكل كامل إلى حركة تحرر وطنية هدفها الأول والأخير هو تحرير الأجزاء التي تحتلها إسرائيل في لبنان. وقد ساعد اختفاء عماد مغنية عن الساحة العلنية لحزب الله، وتراجع الشعارات الأممية للثورة الاسلامية في معظم أدبيات قادة الحزب، في اعطائه مصداقية ودعماً وطنيين، واعترافاً دولياً تجلى في أوسع صورة في اتفاق نيسان 1996 الذي شرّع المقاومة. ولكن هذا لا يعني أبداً أن حزب الله تخلى في أية لحظة عن ذراعه العسكرية السرية ولا عن الهدف الذي هو سبب وجوده وهو تعميم سلطة وثقافة ولاية الفقيه على أوسع رقعة من الارض بانتظار المعركة الكبرى بين 'الخير والشر'. لذلك، فان ما شكله اغتيال عماد مغنية يتعدى القيمة المعنوية والعملية لفقدانه ليشكل حدثاً ذا تداعيات كبرى على حزب الله وعلى الوضع الاقليمي مما قد يساهم في فرض تغييرات جذرية في قواعد اللعبة المحلية والإقليمية والدولية.
ويمكن تلخيصها كما يلي:
أولاً: لقد شكل اعلان 'حزب الله' عن الدور المركزي الذي لعبه عماد مغنية في حياته في قيادة هذ الحزب تبيناً واضحاً لكل ما نسب اليه من اعمال أدت إلى وضعه على لائحة المطلوبين في 42 دولة.
ثانياً: شكل موقع وظروف عملية الاغتيال وردات فعل الحرس الثوري الإيراني وخطاب السيد حسن نصرالله في التأبين نوعاً من كشف شفاف لوقائع الارتباط الكامل لحزب الله مع الحرس الثوري، الواقع الذي حاول هذا الحزب إخفاءه منذ أواخر الثمانينات بعد أن تم التخلي عن معظم العناصر الإيرانية في إدارة الحزب لإعطائه المشروعية الوطنية.
ثالثاً: أدت عملية الاغتيال الى انكشاف ساحة الربط السورية بين حزب الله وإيران مما وضع هذه الساحة في موقع الشك مما أدى الى تضعضع واضح في عناصر ما يسمى بجبهة الممانعة قد يستمر الى حين إعادة تقييم أسباب الخرق الأمني وكيفية سد الثغرات التي أدت إليه.
رابعاً: على الرغم من حاجة إسرائيل السياسية الى الاعلان عن مسؤوليتها عن عملية الاغتيال، لكن صمت الدوائر الصهيونية قد يكون مؤشراً الى أن هذه العملية ما هي إلا مقدمة لعمليات أخرى أو لمسار لم تتضح تفاصيله بعد، ولكنه على الأرجح عنيف المعالم.
ويبدو أن العدو الإسرائيلي يحاول استدراج حزب الله الى المبادرة بالرد حتى ينطلق في حرب جديدة بعد الاستفادة من وقائع تقرير فينوغراد.
خامساً: لا شك أن حزب الله، على الرغم من جهوزيته القتالية من عدة وعديد، يعلم أن أهم عناصر صموده في المرات السابقة، وهي الجبهة الخلفية الداخلية تعاني اليوم من وضع شديد الهشاشة. فلم يصح ما يسميه الحزب بجمهوره بعد من هول صدمة حرب صيف 2006، وقد أكدت الوقائع التي جمعتها مجموعات الأزمات الدولية أن أبناء الجنوب غير مستعدين ليكونوا ضحايا أية حرب جديدة.
أما الجمهور الآخر من اللبنانيين فقد أصبح أكثر عدائية الى درجة قد تجعل المدى الحيوي لحزب الله ضيقاً جداً.
سادساً: مع علم حزب الله بمخاطر أي مغامرات جديدة على وضعه بشكل عام، ولكنه قد يجد نفسه مجبراً على القيام بعمل ما يتناسب مع حجم عملية الاغتيال وذلك على الأقل للحفاظ على سمعته من جهة ولتعزيز الثقة بين عناصره من جهة أخرى.
كما أن هناك حاجة للتأكيد للعدو بأن أي عمل في المستقبل سيكون له ثمن باهظ كما حدث بعد اغتيال الشهيد عباس الموسوي (عمليتي بوينس أيريس).
سابعاً: أدت عملية الاغتيال أيضاً الى زوال كل التباس عن الوجه السري لحزب الله مما سيقلص إمكانية اعتماده على الالتباس والتمايز في المواقف العالمية نحوه كما كان يحدث في السابق.كل ما سبق يضع حزب الله في موقع شديد الخطورة في خيارات قد يكون أحلاها شديد المرورة.ولكن المسألة الخطيرة الأخرى هي بروز بعض التصريحات والتلميحات من قبل حزب الله ومن قبل النظام السوري حول تورط 'بلدين عربيين' في عمليات الاغتيال، هذا ما قد يستتبع احتمال القيام بعمليات إرهابية ضد أهداف عربية.وقد يحاول النظام السوري، الذي يقوم بالتحقيق في عملية الاغتيال، توجيه نتائج هذا التحقيق ضد بعض من تسبب له في الحرج مؤخراً من 'الأخوة العرب' بحيث يندفع 'حزب الله' أو 'الحرس الثوري' الى القيام بعمل ما ضد دول عربية كتعويض عن عدم القدرة على الرد على العدو الصهيوني للأسباب التي ذكرت آنفاً.
ـ صحيفة الاخبار
نقولا ناصيف:
يشاطر دبلوماسيون غربيون واسعو الاطلاع في بيروت السياسيين اللبنانيين اعتقادهم بطي ملف انتخابات الرئاسة إلى أمد غير قريب، وفي أحسن الأحوال إلى الأسابيع التالية لانعقاد القمة في دمشق. وإذ يرون في ضغوط المجتمع الدولي على لبنان وسوريا، على السواء، استعجالاً لإنجاز هذا الاستحقاق، تحملهم شكوكهم على مقاربة المشكلة في نطاق أوسع من بعدها اللبناني ـ اللبناني، واللبناني ـ السوري، فيتحدّثون عن دخول لبنان في فك الصراعات العربية ـ العربية، وأخصها ما بين السعودية وسوريا. ويعزو الدبلوماسيون الغربيون وجهة نظرهم هذه إلى بضع ملاحظات، من بينها:
1 ـ أن المبادرة العربية ستستمر حيّة حتى انعقاد قمة دمشق، إذا انعقدت. .
2 ـ لم تستقبل باريس بارتياح التصريحات التي أطلقها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية المكلّف تنسيق شؤون العراق، السفير دافيد ساترفيلد، إثر لقاءات عقدها مع مسؤولين كبار في الرئاسة والخارجية في 16 شباط الفائت، منتقداً المبادرة العربية قبل أن تبادر الخارجية الأميركية في الساعات التالية إلى تصحيحها. وترمي ملاحظة الدبلوماسيين هذه إلى تأكيد باريس موقفين متلازمين: أولهما مثابرتها على محض الجامعة العربية الثقة وتأييد دورها لحل الأزمة ما دام لا بديل منها في الوقت الحاضر. وثانيهما استمرار الحوار الفرنسي ـ الأميركي حيال لبنان .
ـ صحيفة الاخبار
نعمت بدر الدين:
من المبكر جداً التحدث عن حل للأزمة التي تعصف بلبنان، معارضة وموالاة، التي أصبح من المعروف للقاصي والداني أن حلّها لم يعد في أيدٍ محلّية، بل بات رهناً بتسوية إقليمية تنعكس مفاعيلها مباشرة على الداخل اللبناني. مصادر دبلوماسية عربية لفتت إلى عدم وجود أي معطى يشير إلى حل قريب، مؤكدة أن التسوية الإقليمية لم تنضج حتى الآن، وأن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيعود مرات جديدة إلى لبنان، مراراً لمنع الفتنة ليس إلا.
ـ صحيفة الاخبار
جان عزيز:
أيّاً تكن نتيجة الهجوم الإسرائيلي على غزة، فالمرجّح أن يكون صداها في واشنطن ارتياحاً ورضى كبيرين. والأسباب ليست عسكرية بالطبع، بل أعمق من موازين العسكر وحسابات الأرض وأخطر. المرجّح أن تكون &laqascii117o;مؤسسة التفكير والتقرير الأميركية"، بكل دوائرها ومقارّها، تعيش الآن لحظة إحساس بانتصار كبير، نتيجة أمر واحد، هو انحسار ردود الفعل العربية والإسلامية تجاه ما حصل في غزة.
ـ صحيفة النهار
اميل خوري:
... (وحول) الدعوة الى انهاء وجود اسرائيل وتدميرها وان تكون الحرب المقبلة هي حرب نهاية اسرائيل كما اعلن السيد حسن نصرالله وكما اعلن ايضا رئيس الجمهورية الايرانية محمود أحمدي نجاد ووصفها بـ'الجرثومة' في المنطقة، فان مصدراً ديبلوماسياً اوروبياً اعاد الى الذاكرة ما حل بالزعماء الذين هددوا اسرائيل او بنوا قوة عسكرية من اجل ازالة اسرائيل. فشاه ايران، وقد كان معروفاً بصداقته للولايات المتحدة الاميركية خصوصا وللغرب عموماً، لا بل كان حليفا لها عندما بلغت قوته العسكرية حداً قد يهدد مصير الدولة الاسرائيلية، اطيح حكمه ونظامه الملكي، والرئيس السابق صدام حسين عندما جعل العراق يبلغ من القوة العسكرية المتطورة ما يمكن ان يشكل تهديدا لاسرائيل اطيح به بحجة انه يملك اسلحة تدمير شامل. وكانت قبل ذلك حرب الايام الستة ضد الرئيس عبد الناصر عندما بلغ من القوة العسكرية والشعبية على امتداد العالم العربي، حجما يعرض وجود اسرائيل للخطر.ويخشى المصدر نفسه ان تواجه ايران التي تهدد اسرائيل بالفناء والدمار، حرب تقرير مصير الدولة اليهودية في المنطقة وتكون حربا شاملة، ان لم تكن حربا ثالثة كما توقع الرئيس الاميركي جورج بوش قيامها في احد تصريحاته. فاسرائيل بحسب المصدر الديبلوماسي وجدت لتبقى، وان امنها هو فوق كل اعتبار لا بل هو من امن الولايات المتحدة الاميركية نفسها وكل تهديد لها هو تهديد لأميركا.
ـ صحيفة النهار
علي حمادة:
في لبنان اعلن السيد حسن نصرالله الانتصار بعدما اعطى اسرائيل الذريعة الذهبية لحرق الجنوب، ولبنان على مدى 33 يوما. وفي غزة يسارعون الى اعلان الانتصار وبعضهم ينتشي بلحم الاطفال المتفحم بنار المجرم الاسرائيلي. فشل المشروع العسكريتاري العربي، بعدما قضى على ارقى تجربة استقلالية نهضوية عربية، وعلى تجربة كانت ستؤسس لقيام ديموقراطية عربية. و ها هو المشروع العدمي يقبل على الفشل نفسه. ومقياس الفشل هنا لا تلغيه آلاف الصواريخ التي يملكها 'حزب ولاية الفقيه' في لبنان، ولا حشر الطائفة الشيعية في مشروع صدام دموي داخلي وخارجي دائم، وحتما لا يلغيه خطاب الخرافة لمحمود احمدي نجاد من طهران. مقياس الفشل هنا هو في هذا العجز الكبير عن بناء الانسان العصري المنفتح، والمساهمة في ذرة وإن واحدة من الحياة الكونية بأوجهها الثقافية الاقتصادية والتكنولوجية.
ـ صحيفة النهار
روزانا بو منصف:
تفيد معلومات ديبلوماسية ان الاجراءات التي تتخذها المملكة السعودية لا تطول عدواها البعثات الديبلوماسية الاخرى المعتمدة في لبنان، باعتبار ان السعودية تشعر انها مستهدفة ومهددة نتيجة التوتر السعودي - السوري وبناء على مؤشرات سلبية حيالها من افرقاء معينين في الداخل اللبناني يشنون حملات عنيفة وذات دلالات على المملكة. هذا لا يعني ان البعثات الديبلوماسية الاخرى لا تقيم وزنا لكل الاحتمالات والاخطار، ولكن في السياق الواقعي للامور الراهنة لا تشعر بعثات كثيرة انها مستهدفة، بما في ذلك الدول المشاركة في قوة 'اليونيفيل' رغم ان غالبية هذه البعثات على يقين بأن 'حزب الله' سيقوم بعمل ما ضد اسرائيل انتقاما لاغتيال مغنية، وهذا امر لا يخفيه الحزب، رغم ان قول الامين العام للحزب انه ينتظر التحقيق الذي يجريه السوريون، وهو يثق بنتائجه مسبقا، انطلاقا من اقتناعه بحق الرد والدفاع عن النفس وبما يعتبره خرقا من اسرائيل للقرار 1701 على ما اوضح مسؤولون في الحزب لمتصلين بهم في هذا الاطار، بالاضافة الى حاجة الحزب الى ابقاء منطق توازن القوى بينه وبين اسرائيل راسخا وعدم الاخلال به نظرا الى ارتباط هذه المسألة بحضوره السياسي ايضا في لبنان وسعيه الى التوازن بينه، من موقعه كركيزة للطرف المعارض، والاكثرية في الداخل. .
ـ صحيفة السفير
ساطع نور الدين:
مهما بدا للبعض في بيروت ان مهمة المدمرة &laqascii117o;كول" لبنانية، وتستهدف اعادة تشكيل مؤسسات السلطة اللبنانية، سواء بانتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائدا واحدا، او بتشكيل حكومة جديدة تحرم المعارضة من الثلث المعطل، فان ذلك لن يغير الوجهة الفعلية للسفينة الحربية الاميركية ولن يبدل بوصلة سياسة ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش في الاشهر العشرة المتبقية لها في البيت الابيض، وهي فترة ليست قصيرة ابدا. الارجح ان بوش سيعلن أن صبره قد نفد منذ وقت طويل من الرئيس السوري بشار الاسد، لانه يمنع تسوية الازمة اللبنانية. وعندها يمكن ان تبدأ المواجهة الاكثر جدية حتى الان بين واشنطن ودمشق، وستتخللها عملية تبادل الشروط للتوصل الى تفاهم، او للمضي قدما نحو السيناريو الاسوأ، والابعد، الذي ظلت العاصمتان تتفاداه طوال السنوات الثلاث الماضية... ارسال المدمرة &laqascii117o;كول" هو بداية مسار تصاعدي قصير جدا.
ـ صحيفة السفير
جورج علم:
يأتي خافيير سولانا للاستطلاع، يستطلع ماذا؟ وضع القوات الاوروبيّة العاملة في &laqascii117o;اليونيفيل"، وكيفيّة تحييدها عن الإعصار إذا ما اقترب من المناطق اللبنانيّة، كونه الوزير الخبير في الخارجيّة الإسبانيّة سابقاً، والمؤتمن حاليّا على السياسة الخارجيّة والأمن في الاتحاد الأوروبي؟، أم يأتي لاستطلاع ما حلّ بالمبادرة العربية، وإمكانيّة تحريرها من &laqascii117o;الفيتو" الاميركي، كي تصبح قابلة للتنفيذ. ...ويأتي ليستكشف المشهد اللبناني الداخلي، ومعه المشهد الجنوبي ـ الاوروبي ـ الدولي، ولينقل كلمة سرّ ما، حول ما يمكن عمله قبل وصول الإعصار للحدّ مسبقاً من الخسائر ـ إذا كان لا يزال ذلك ممكناً ـ وخصوصاً إن الرهانات وراء بعض الكواليس بدأت تدور حول إمكانية الانقضاض على ما تبقى من ثوابت وطنية جامعة موحدة.
ـ صحيفة السفير
عماد مرمل:
بدا ان قواعد اللعبة آخذة في التبدل التدريجي مع دخول &laqascii117o;مواد متفجرة" على الخط وتقلص هامش المناورة السياسية لدى العديد من القوى التي كانت تحتل الواجهة، وفي هذا السياق، يمكن تسجيل العلامات الفارقة الآتية خلال مدة زمنية قصيرة:
ـ اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية في دمشق.
ـ مجيء البارجة الاميركية &laqascii117o;كول" الى الافق اللبناني، على تخوم المياه الاقليمية.
ـ تنفيذ عدوان اسرائيلي واسع على قطاع غزة.
ـ دعوة المملكة العربية السعودية رعاياها الى مغادرة لبنان.
ـ تحميل وزير الخارجية المصري ابو الغيط المعارضة اللبنانية المسؤولية عن إجهاض المبادرة العربية.
ـ تنامي الضغوط الاقليمية والدولية على سوريا لدفعها نحو تقديم تنازلات سياسية مقابل تأمين حضور الزعماء &laqascii117o;المترددين" او &laqascii117o;المدللين" للقمة العربية التي تستضيفها دمشق.
أمام هذه الوقائع المتتالية، يسود الاوساط السياسية المراقبة في بيروت انطباع بان الصراع، في أبعاده الاقليمية والدولية، بات أشد تعقيدا من أي وقت مضى وبان الازمة اللبنانية لم تعد سوى واحدة من مفرداته التي لا يمكن ان تُقرأ إلا في سياق النص، وليس خارجه.
وفي هذا الاطار، لا يتردد أحد القياديين البارزين في تيار فاعل داخل المعارضة في القول بان لجوء وزير الخارجية المصري الى تحميل المعارضة مسؤولية تعثر المبادرة العربية، إنما سيدفعها الى البحث في إمكانية إعادة النظر في قبول وساطات منحازة ولا تقف على مسافة واحدة من طرفي الازمة في لبنان. ويعتبر القيادي المذكور ان الجولة الاخيرة من الحوار الرباعي كشفت بوضوح عن هوية الجهة المعرقلة، عندما انبرى النائب سعد الحريري لمخاطبة الحاضرين قائلا: &laqascii117o;سجلوا... انا سعد الحريري أرفض كذا وكذا"، وبالتالي فان كلام ابو الغيط يوحي بانه يهدف الى تشويش الرأي العام وتضليله، بعدما كانت الامور قد اتضحت في أعقاب جلسة الحوار الماضية، علما انه سبق للعماد ميشال عون ان طلب جعل الاجتماعات علنية حتى يعرف الشعب اللبناني من يعطل المبادرة العربية، ولكن لم يؤخذ باقتراحه. ويجزم القيادي بان الموقف المصري لن يغير شيئا في ثوابت المعادلة الداخلية ولن يشكل أي ضغط على المعارضة المتمسكة بحقها في المشاركة الفاعلة، وإذا كان هناك من تغيير يمكن توقعه فهو سيطال طبيعة الدور المصري الذي سيخسر آخر خصائص الوسيط من دون ان يربح في المقابل ولو &laqascii117o;جائزة ترضية". وفي سياق متصل، يرى حزب رئيسي في المعارضة ان الموقف المصري الذي عكسه وزير الخارجية إنما يعبر عن المناكفات والاصطفافات العربية، ولا يمكن فصله بأي حال عن المظاهر الاخرى للتوتر في المنطقة من قبيل سحب الرعايا السعوديين وإرسال البارجة &laqascii117o;كول" وغيرها من المعطيات التي تصب في خانة ممارسة الضغط على سوريا عشية القمة العربية. وتسأل أوساط هذا الحزب وزير الخارجية المصري: كيف عرفت ان المعارضة هي التي تعرقل المبادرة العربية ما دام وزراء الخارجية العرب لم يعتمدوا تفسيرا موحدا لها، وأين تضع الموقف الاميركي المعترض على المبادرة والذي ترجمه ديفيد ساترفيلد بأمانة، وهل ان المعارضة التي قبلت بالمثالثة الوزارية(10+10+10) خلافا لقناعتها الاصلية هي التي تعطل المبادرة ام الموالاة التي رفضت هذه المعادلة، وإذا كان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لم يتمكن من التوفيق بين اللبنانيين فهل تُلقى تبعات تعثر مهمته على المعارضة؟ وتخلص المصادر الى الاستنتاج بان الموقف المصري يأتي في إطار توزيع الادوار بين أطراف محور واحد يضم القاهرة والرياض والموالاة وواشنطن، مشددة على ان من يملك الاستعداد لمواجهة المدمرات الاميركية لن يخدشه تصريح من هنا او هناك.
ـ صحيفة الأخبار
ثائر غندور:
يعرض في مقاله لمواقف كل من الحزب الشيوعي والجماعة الإسلامية وحزب التحرير، ويشير إلى أن اغتيال الشهيد مغنية ومجيء المدمرة كول أدى إلى إعادة تموضع هذه الأطراف بحيث وضعت نفسها إلى جانب المقاومة للدفاع عن الوطن.