صحف ومجلات » افتتاحيات من الصحف اللبنانية الصادرة الإثنين 8/2/2010

- صحيفة 'النهار'
مع ان الاسبوع الطالع يبدو مثقلا بمجموعة محطات سياسية ودينية متعاقبة لكل منها دلالاتها التي تسترعي الانتباه، قفزت التطورات المتعلقة بأعمال البحث عن ضحايا الطائرة الاثيوبية وحطامها أمس الى الواجهة فاتحة الطريق امام احتمالات اخرى من شأنها انتشال مزيد من الجثث والانقاض وكشف ألغاز هذه المأساة التي تشغل لبنان منذ أسبوعين.
ففي اليوم الرابع عشر للكارثة، أحرز تقدم ملحوظ بفضل الفرق البحرية التي نجحت في انتشال ثماني جثث لضحايا الطائرة المنكوبة مع الصندوق الاسود والمسجل الرقمي للركاب، اضافة الى الجناحين الخلفيين للطائرة، وذلك في بقعة واحدة محصورة قبالة الناعمة، يرجح ان يعثر فيها ايضا على الجزء الوسطي الكبير من هيكل الطائرة الذي يضم عادة العدد الاكبر من مقصورات الركاب.
وقد ارتفع العدد الاجمالي للجثث التي انتشلت حتى ليل امس الى 23، علما ان عدد الركاب الذين كانوا على متن الطائرة المنكوبة هو 90.
وأبرز معنيون بعمليات البحث الجارية أهمية التقدم الذي تحقق أمس من الناحيتين الفنية والمعنوية، فقالوا لـ'النهار' ان ما جرى هو نتيجة ميدانية واضحة للعمل المضني الذي تقوم به الفرق البحرية للجيش اللبناني ومغاوير البحر والفرق الاجنبية العاملة معها، وتعكس دقة التنسيق الذي يوجه هذا العمل غير المسبوق، ذلك ان لبنان لم يواجه سابقا تجربة مماثلة. ولفتوا الى ان العثور على أحد الصندوقين الاسودين أمس مع جهاز المسجل الرقمي للركاب يشكل بداية اذابة الجليد عن أسرار هذه المأساة. وذكروا ان ذلك حصل بعد 14 يوما من الكارثة، في حين ان كوارث كثيرة مماثلة في العالم وفي دول ذات خبرات وقدرات لا يمتلك مثلها لبنان اقتضت شهورا وبعضها لم تكشف أسراره حتى الآن. وأضافوا ان ما جرى امس سيثبت للرأي العام المحلي والخارجي، وخصوصا لذوي الضحايا، صدقية التزام الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية المضي الى النهاية لانتشال جثث الضحايا والحطام بكل ما يمكن الدولة ان تستعين به من قدرات.
وقد أجمل بيان لقيادة الجيش – مديرية التوجيه مساء ملخصا لأعمال البحث امس فقال انه 'نتيجة للجهود المشتركة التي قامت بها القوات البحرية اللبنانية وفوج مغاوير البحر بالتعاون مع فريق العمل الفرنسي والسفينة 'أوشن اليرت' والسفينة الاميركية 'يو اس ان اس غرابل' واشراف المدير العام للطيران المدني ورئيس اللجنة الفنية الدكتور حمدي شوق ونائب رئيس الاركان للعمليات في الجيش، توصلت عمليات البحث التي تمت في بقعة العمل الواقعة على مسافة أربعة كيلومترات غرب رأس الناعمة الى انتشال الجناحين الخلفيين والصندوق الاسود وأجزاء من حطام الطائرة، كما تم خلال نهار هذا اليوم (أمس) ولغاية الساعة 18:00 العثور على ثماني جثث لضحايا. وتعمل الوحدات المشاركة على متابعة البحث عن جثث الضحايا والاجزاء المتبقية والصندوق الاسود الثاني العائد الى الطائرة'.
وكانت عمليات الغوص قد اجريت على عمق 45 متراً في بقعة عمليات الفرق البحرية حيث انتشل الجناحان الخلفيان اولا ومن ثم الصندوق الاسود الاول للطائرة وبعدها الجثث الثماني التي نقلت ليلا الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي للشروع في اجراء فحوص الحمض النووي عليها والتعرف على اصحابها قبل اعلام ذويها لتسليمهم الجثث.
وصرح وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي بان الصندوق الاسود الذي انتشل هو 'صندوق الداتا الذي يتضمن كل المعلومات التقنية عن اجهزة الطائرة'، ووصفه بانه الصندوق 'الاهم' واعلن انه سيرسل مع لجنة التحقيق الى فرنسا لتحليل معلوماته. ويستمر البحث عن الصندوق الآخر الذي يتضمن تسجيلات مقصورة القيادة. وتردد ان مكانه بات معلوما لدى الفرق البحرية في البقعة عينها التي اكتشف فيها الصندوق الاول، وانه لدى انتشاله المحتمل في الساعات المقبلة سيرسل مع الصندوق الاسود الاول الى فرنسا في طائرة وضعها رئيس الوزراء سعد الحريري خصيصا في تصرف لجنة التحقيق لهذه الغاية.

الاسبوع الحافل

اما على الصعيد السياسي، فيبدو الاسبوع الجديد حافلا بمحطات بارزة من شأنها ان تشكل اختبارا لمناخ التسوية السياسية وثباتها نظرا الى ما يترقبه المطلعون من مواقف ستطلق خلالها.
واذ ينشغل الرسميون اليوم بزيارة العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس لبيروت والجنوب، يشهد اطلاق الاحتفالات بالذكرى الـ1600 لوفاة القديس مارون غدا، محطة بارزة في القداس الذي سيرئسه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في كاتدرائية مار جرجس المارونية بوسط بيروت والذي يتوقع ان يضم حشداً كبيرا من رجال الدولة والرسميين والسياسيين والمواطنين. وسيتخذ هذا القداس دلالة خاصة فيما يتوجه اليوم الى حلب العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه مع عدد من مناصريهما لاحياء العيد في براد. وفي الوقت عينه تتصاعد وتيرة التحضيرات هذا الاسبوع لاحياء الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري الاحد المقبل في ساحة الشهداء.

الاسد وبري

ووسط استمرار التفاعلات التي اثارتها التصريحات التي نسبتها الى الرئيس السوري بشار الاسد مجلة 'نيويوركر' الاميركية، قام رئيس مجلس النواب نبيه بري امس بزيارة لدمشق والتقى الاسد مدة ساعتين. ونقل بيان رسمي وزع في بيروت عن الاسد تأكيده خلال اللقاء 'دعم لبنان ومؤسساته ومسيرة الاستقرار فيه وكل ما يعزز الوفاق اللبناني'. كما نقل عن الاسد 'تثمينه للمواقف اللبنانية الداعمة للتضامن اللبناني – السوري واستعادة العلاقة المميزة التي كانت وستبقى بين الشعبين والبلدين الشقيقين'.
وافادت الوكالة العربية السورية للانباء 'سانا' ان الرئيس السوري بحث مع الرئيس بري في 'آخر المستجدات على الساحة اللبنانية والتطور الايجابي الذي تشهده العلاقات السورية – اللبنانية وآليات دفعها بما يعكس الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين'.
واضافت ان الحديث تناول ايضا 'التهديدات الاسرائيلية المتكررة لدول المنطقة والتطرف الاسرائيلي المرشح للقضاء على فرص احلال السلام من خلال اشعال المنطقة بالحروب وادخالها في المجهول. وأكد الرئيس الاسد وقوف سوريا الى جانب لبنان حكومة وشعبا ضد اي اعتداء اسرائيلي قد يتعرض له'.
وعلمت 'النهار' ان زيارة بري لدمشق جاءت بناء على طلبه، وكان اتفق عليها مع الرئيس الاسد خلال زيارة رئيس المجلس للقرداحة لتقديم التعازي الى الاسد بوفاة شقيقه مجد. ووصف بري لـ'النهار' الزيارة بانها كانت 'جيدة وايجابية'.
وعلم ان رئيس المجلس حيا خلال لقائه الاسد الموقف الاخير لوزير الخارجية السورية وليد المعلم في رده على وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان وقال للمعلم الذي حضر اللقاء: 'اهنئك بهذا الكلام من اعماق قلبي'.
كما علم ان بري سمع كلاما سوريا ايجابيا عن الزيارة المرتقبة لرئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط لدمشق. وكذلك سمع كلاما ايجابيا عن الزيارة التي قام بها الرئيس الحريري لدمشق والعلاقة القائمة بين الطرفين.

جنبلاط

وسألت 'النهار' النائب جنبلاط عن صحة ما يتردد عن قيامه قريبا بزيارة لدمشق، فاوضح انه 'لم يتلق بعد دعوة'. واشار الى ما سبق له ان اعلنه مرات من انه 'يقوم بهذه الزيارة في الوقت المناسب والظرف المناسب له وللسوريين'. واضاف: 'درءا لكل التأويلات التي تحصل، حين اتلقى الدعوة سأعلن ذلك واعلن متى اذهب'. اما عن مشاركته في ذكرى 14 شباط، فقال: 'اتركوها لي الى اللحظة الاخيرة، سواء بالنسبة الى حجم المشاركة او كيفية المشاركة'. واضاف: 'رفيق الحريري ليس لفئة معينة، وكان يفضل ان تكون مناسبة جامعة لكل البلد'.


- صحيفة 'السفير'
فجر رابع عشر على &laqascii117o;الفجر الأسود"... دخلت معه رحلة البحث عن الطائرة المنكوبة مرحلة حاسمة مع المباشرة في فك رموز ألغازها، وبالتالي اكتشاف أجزاء رئيسية من الطائرة وعدد من الضحايا المفقودين قبالة شاطئ الناعمة، خلافا للفرضيات السابقة!
فقد أدت عمليات المسح والغطس، أمس الأول وطيلة يوم أمس على عمق 45 مترا وعلى بُعد أكثر من 3 كلم فقط قبالة شاطئ الناعمة إلى انتشال 8 جثث وسحب ذيل الطائرة وجناحيها الخلفيين ومقصورتها الأمامية وأجزاء من الحطام، بالإضافة إلى &laqascii117o;الصندوق الأسود" البحري و&laqascii117o;الصندوق الاسود" البري، فيما يستمر البحث جاريا عن صندوق التسجيلات الصوتية والهيكل الأساسي للطائرة بين مقصورتها وذيلها، حيث من المتوقع أن تكون عشرات الجثث لا تزال راقدة فيه، علما بأن الجثث الثماني التي تم انتشالها كانت تسبح في المياه.
وفيما قالت مصادر غرفة العمليات المركزية ان الجيش اللبناني والفرق العاملة معه، تضع في سلم أولوياتها انتشال الضحايا، قال مصدر في لجنة التحقيق ان رئيس الحكومة سعد الحريري وضع طائرة خاصة بتصرف اللجنة وسيتولى فريق منها فجر اليوم، مرافقة &laqascii117o;الصندوق الأسود" في رحلته من بيروت الى باريس، وقد سبقهما الى هناك خبيران فرنسيان، على أن تقرر اللجنة بعد تحليل أولي للصندوق خلال ايام قليلة، تحديد ما اذا كان سيصار الى انتشال بقية أجزاء الطائرة أم يكتفى بما تم انتشاله حتى الآن.
وقال الوزير غازي العريضي انه عندما ينتهي عمل مكتب التحليل والدراسة في فرنسا من فك كل الألغاز والأسرار، يعد تقريرا يسلم إلى الدولة اللبنانية وإلى الشركة الأثيوبية كونها مالكة الطائرة والى شركة &laqascii117o;البوينغ" كونها الشركة المصنعة.
أما على صعيد الوصول الى الضحايا، فقد تم تكليف سفينة &laqascii117o;اوشين آلرت" أن تجري &laqascii117o;سكان" تصويريا بالفيديو (آر أو في) الليلة الماضية وضمن مهلة تنتهي فجر اليوم، في قطر يمتد ثلاثين مترا مربعا لمعرفة ماهية الواقع في المنطقة الممتدة بين ذيل الطائرة ومقصورة القيادة، فإذا تبين أن الهيكل الوسطي قطعة واحدة أو أكثر، فستجري عملية غطس واسعة يشارك فيها كل عناصر مغاوير البحر والخبراء الفرنسيين والأميركيين، بالاضافة للاستعانة
بالدفاع المدني اللبناني، حيث سيتم التركيز في الساعات المقبلة على مهمة محددة، قبل أن تأتي عاصفة جديدة، وهي العثور على أكبر عدد ممكن من الضحايا.
الرواية الحقيقية
وقد أثارت التطورات المتلاحقة في الساعات الأخيرة تساؤلات حول ملابسات عمليات البحث في المراحل السابقة وسبب عدم التقاط السفن المعنية صورا لأشكال هندسية في المرحلة الأولى في الناعمة؟
وقد قدمت مصادر غرفة العمليات المركزية ولجنة التحقيق رواية كاملة لمجريات 14 يوما من رحلة البحث عن الطائرة (تفاصيلها في الصفحة 4) وتشير فيها الى طبيعة الالتباس الذي علق في ذهن الرأي العام عندما انتقل جزء من عمل الفرق الى منطقة رأس بيروت، وتحديدا قبالة منطقة المنارة، وتم تقدير وجود أجزاء هندسية يمكن أن تكون للطائرة على عمق يصل الى 1500 متر، والسبب أنه اثناء المسح الذي كانت تقوم به سفينة &laqascii117o;أوشين آلرت" بالعرض وضمن &laqascii117o;كوريدورات" محددة من مشارف الدامور وحتى بيروت، التقطت صورا لآجسام هندسية اطلعت عليها لجنة التحقيق الدولية وتم اطلاع مجلس الوزراء عليها، وقد يتبين لاحقا أنها عبارة عن سفينة محطمة أو طائرة عسكرية محطمة من زمن الحرب العالمية الثانية وربما شيء ثالث غير محدد حتى الآن.
تضيف الرواية أنه بعد تحسن أحوال الطقس جرى استخدام التصوير بواسطة جهاز &laqascii117o;آر أو في" وتبين وجود أشكال هندسية على عمق حوالى 45 مترا، وفي منطقة تبعد عن شاطئ الناعمة حوالى 3 الى 4 كيلومترات. ومن خلال الجهد اللبناني الفرنسي الأميركي المشترك، جرى بالصور تحديد مكان ذيل الطائرة والجناحين الخلفيين، ونزل الغطاسون اللبنانيون والفرنسيون والأميركيون محاولين ثلاث مرات ربط الجناحين بواسطة &laqascii117o;الباراشوت" من أجل جعلهما يطفوان على سطح المياه، لكن لم تنجح المحاولة، وجرت محاولة ثانية بربطهما بواسطة كابل ضخم بهيكل &laqascii117o;اوشين آلرت"، لكن ما ان تبلغت غرفة العمليات ولجنة التحقيق بوصول GrapplE ascii117sns، حتى تم تجميد الرفع بواسطة &laqascii117o;اوشين" لأن قدرتها لا تتجاوز رفع أجسام كبيرة وهي قدرة موازية لقدرة بعض المراكب العسكرية اللبنانية، بينما السفينة الأميركية القادمة من تونس تستطيع رفع 60 طنا، وهذا ما حصل، حيث تم سحب الجناحين الخلفيين بعرض 12 مترا بواسطة حبال وأحزمة متخصصة ووضعت على الباخرة الأميركية GrapplE ascii117sns.
بري في دمشق
سياسيا، زار رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس دمشق، حيث التقى الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد على مدى ساعتين، وجرى البحث في الوضع اللبناني والعربي والدولي.
وعلمت &laqascii117o;السفير" ان مبدأ عقد اللقاء جرى الاتفاق عليه خلال تقديم بري العزاء الى الاسد بوفاة شقيقه مجد في القرداحة، ويومها طلب بري موعدا رسميا للقاء الرئيس السوري، تاركا له تحديد التوقيت المناسب، وهكذا كان.
ولاحظ المطلعون على أجواء الزيارة، ان بري حظي بحفاوة سورية سواء على مستوى الاستقبال البروتوكولي الذي بدأ من الحدود، او على مستوى مأدبة الغداء التي أقامها الاسد على شرفه بمشاركة كبار الشخصيات السورية.
وفي معلومات &laqascii117o;السفير" ان اللقاء بين الاسد وبري كان مزدحما بالعناوين اللبنانية والاقليمية، لا سيما أنه الاول من نوعه منذ فترة طويلة. وقد أشاد بري خلال مأدبة الغداء بالموقف الاخير الذي أطلقه وزير الخارجية السوري وليد المعلم حيال التهديدات الاسرائيلية، معتبرا ان مصطلح &laqascii117o;الزعرنة" الذي استعمله المعلم في معرض توصيف السلوك الاسرائيلي العدواني كان في محله ويليق بقادة العدو.
وقالت مصادر مطلعة لـ &laqascii117o;السفير" ان القيادة السورية بدت مرتاحة وغير قلقة على الرغم من التهديدات الاسرائيلية، معتبرة ان النبرة العدائية والتصعيدية التي استعملها بعض المسؤولين الاسرائيليين خلال الايام الاخيرة، وخصوصا من قبل وزير الخارجية ليبرمان، إنما شكلت خدمة مجانية لدمشق، لانها أوجدت نوعا من التعاطف مع سوريا، بعدما بدا بوضوح ان اسرائيل هي التي تلوح بالحرب والعدوان، لتتكشف بذلك هوية من يعرقل فعلا عملية التسوية وفرص تحقيق السلام في المنطقة.
وفي الشأن الداخلي اللبناني، أوضحت المصادر ان بري لمس مناخا إيجابيا في دمشق حيال النائب وليد جنبلاط، مشيرة الى ان الامور تسير بشكل جيد تمهيدا لزيارة جنبلاط المرتقبة الى العاصمة السورية.
وفي بيان صادر عن المكتب الاعلامي لبري جاء ان الاسد أكد خلال اللقاء دعم لبنان ومؤسساته ومسيرة الاستقرار فيه وكل ما يعزز الوفاق الداخلي اللبناني، كما أكد وقوف سوريا الى جانب لبنان، صفا واحدا في كل المجالات، وثمّن المواقف اللبنانية الداعمة للتضامن اللبناني - السوري.
من جهته، عبر بري عن شكره للدور السوري الكبير في استعادة التوافق الداخلي وصولا الى قيام حكومة الوحدة الوطنية ودعم الرئيس الاسد الدائم للبنان دولة وشعبا وجيشا ومقاومة في وجه التهديدات الاسرائيلية وحرص سوريا الدائم على تضامن اللبنانيين في ما بينهم، وعلى تطوير العلاقة في شتى الميادين الرسمية والشعبية.
وذكرت وكالة &laqascii117o;سانا" أن الأسد بحث مع بري في &laqascii117o;التطور الإيجابي الذي تشهده العلاقات السورية اللبنانية وآليات دفعها"، كما تناول معه &laqascii117o;التهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد دول المنطقة والتطرف الإسرائيلي المرشح للقضاء على فرص إحلال السلام من خلال إشعال المنطقة بالحروب وإدخالها في المجهول". وأكد الأسد &laqascii117o;وقوف سوريا إلى جانب لبنان حكومة وشعبا ضد أي اعتداء إسرائيلي قد يتعرض له".

  
- صحيفة 'المستقبل'
في وقت تواصل 'قوى 14 آذار' التحضيرات لإنجاح يوم الوفاء للرئيس الشهيد رئيس الحريري في 14 شباط، حصل أمس تقدّم نوعيّ على صعيد الكشف عن لغز تحطّم طائرة الموت. ففي اليوم الرابع عشر على كارثة تحطم الطائرة الأثيوبية المنكوبة، عثر على أحد الصندوقين الأسودين.
وأعلنت قيادة الجيش مديرية التوجيه، أنه 'ونتيجة للجهود المشتركة التي قامت بها القوات البحرية اللبنانية وفوج مغاوير البحر، بالتعاون مع فريق العمل الفرنسي والسفينة اوشين اليرت والسفينة الأميركية يو.اس.ان.اس.غريبيل، فقد توصلت عمليات البحث التي تمت في بقعة العمل الواقعة على مسافة 4 كلم غربي رأس الناعمة، إلى انتشال الجناحين الخلفيين والصندوق الأسود وأجزاء من حطام الطائرة'، كما تم العثور على سبع جثث للضحايا. ويستمر عمل الوحدات المشاركة على متابعة البحث عن جثث الضحايا، والأجزاء المتبقية من الطائرة، والصندوق الأسود الثاني العائد لها.
وأوضحت مديرية التوجيه أن 'مغاوير الجيش انتشلت الصندوق الأسود للطائرة الأثيوبية المنكوبة ونقلته إلى قاعدة بيروت البحرية لتسليمه للجنة التحقيق'. وأوضحت أن 'الصندوق سيسلم إلى لجنة مختصة لتحديد أسباب سقوط الطائرة' لافتة إلى أن 'التحقيق سيتطلّب بعض الوقت للتمكن من سحب المعلومات المسجلة داخل الصندوق'. وكشفت المديرية انه 'تم العثور على المسجل الرقمي لعدد ركاب الطائرة' نافية ان يكون 'قد تم العثور على سجل محادثات مقصورة القيادة'.
وأفاد موقع 'تيار المستقبل' أن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أرسل طائرته الخاصة لنقل أحد الصندوقين الأسودين للطائرة الأثيوبية المنكوبة إلى العاصمة الفرنسية باريس لمعاينته واستخراج المعلومات منه، حسب ما أفادت مصادر مقربة من الرئيس سعد الحريري'.
هذا وأشارت المصادر إلى أنّ الصندوق الذي تم العثور عليه مخصص لتسجيل المعلومات 'ما يجعله أكثر أهمية من الصندوق الآخر المخصص لتسجيل الأصوات'.
إلى ذلك أكّد مصدر من على الباخرة 'اوشين آليرت' ان الغطاسين الموجودين على متنها سيواصلون مهمتهم لانتشال أكبر عدد من جثث الضحايا قبل العاصفة الجوية التي يتوقع وصولها الى لبنان مساء اليوم.
وأكد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي انتشال الصندوق الأسود الأول 'مهم لأنه يحمل الذاكرة' وقال 'نحن الآن في صدد البحث عن الصندوق الثاني'. وأوضح أنه سيتم ارسال الصندوق إلى فرنسا 'بمواكبة لبنانية وأثيوبية للبدء في فك الألغاز والاطلاع على أسرار ما جرى في الطائرة'. وأضاف: 'الطائرة ليست جسماً متكاملاً، والآن نحن بصدد تصوير كل المواقع لنرى ما هي الأجزاء الباقية وأحجامها ومكانها، وفي حال وجدنا كل الأجزاء ستجمّع في مكان واحد بإشراف لجنة التحقيق'. واعتبر العريضي 'أننا دخلنا في المرحلة الاخيرة من عمليات البحث للوصول الى النتيجة المتوخاة'.
في هذه الأثناء، استقبل الرئيس السوريّ بشّار الأسد رئيس مجلس النواب نبيه برّي على مدى ساعتين، وجرى البحث في الوضع اللبناني والعربي والدولي، حيث أكّد الرئيس الأسد خلال اللقاء على 'دعم لبنان ومؤسساته ومسيرة الاستقرار فيه وكل ما يعزّز الوفاق الداخلي اللبناني' كما أكّد وقوف سوريا إلى جانب لبنان 'صفاً واحداً في كل المجالات' مثمناً 'المواقف اللبنانية الداعمة للتضامن اللبناني السوري، واستعادة العلاقة المميزة التي كانت وستبقى بين الشعبين والبلدين الشقيقين'.
ومن جهته، عبّر برّي عن 'شكره للدور السوري الكبير في استعادة التوافق الداخلي وصولاً إلى قيام حكومة الوحدة الوطنية ودعم الرئيس الأسد الدائم للبنان دولة وشعباً وجيشاً ومقاومة في وجه التهديدات الاسرائيلية وحرص سوريا الدائم على تضامن اللبنانيين في ما بينهم، وعلى تطوير العلاقة في شتى الميادين الرسمية والشعبية'. وكانت وكالة الأنباء السورية 'سانا' ذكرت أن الحديث تناول 'التهديدات الاسرائيلية المتكررة ضد دول المنطقة والتطرف الاسرائيلي المرشح للقضاء على فرص إحلال السلام من خلال إشعال المنطقة بالحروب وإدخالها في المجهول'.
على صعيد آخر، تتواصل استعدادات 'قوى 14 آذار' لإحياء الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005. وكان تأكيد من عضو كتلة 'المستقبل' النائب بهية الحريري أمس على أنّ الرئيس الشهيد 'أحب كل لبنان واستشهد من أجل لبنان كله ومن أجل أن يفخر شباب لبنان بوطنهم وأن يكونوا محرّرين من كل القيود في ظل دولة عادلة وتنموية وحديثة، يمسك بقيادتها حالياً رئيس مجلس الوزراء سعد رفيق الحريري'. ولفتت إلى أنّه 'مع كل عام وكل يوم يمر منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري يزداد شعورنا بحجم الألم الذي تركه غيابه' مشيرة الى أن احياء الذكرى 'ليست شعاراً عائلياً، انما شعار استكمال مشروع رفيق الحريري بايمانه بهذا البلد وبايمانه بوحدة لبنان وبدوره'.
كما أكّد وزير التربية حسن منيمنة على أنّ الذكرى هي 'مناسبة وطنية جامعة، وهي دعوة لتضامن اللبنانيين في مواجهة المخاطر وخصوصاً الاسرائيلية' وأن '14 آذار مستمرّة ووجودها أساسي' وأنّ 'الأهمّ هي الروح الإستقلالية التي أوجدتها 14 آذار وهي مستمرة للدفاع عن استقلال لبنان وبناء علاقات سليمة مع الدول، لا سيما مع الشقيقة سوريا'.
واعتبر عضو كتلة 'المستقبل' النائب أحمد فتفت أن 'إحياء هذه الذكرى هو تكريس الحصانة التي خُلقت في 14 آذار 2005، وهي حصانة لبنان في وجه العودة إلى الحرب الأهلية، وفي وجه العودة إلى الوصاية، وفي وجه إمكان العودة إلى نظام أمنيّ' كما هي 'حصانة لبنان في بناء منعة داخلية في وجه جميع الاعتداءات وفي مقدمتها الاعتداءات الاسرائيلية'.
أما عضو الكتلة نفسها النائب زياد القادري فلفت إلى ما ترمز إليه الذكرى من 'وحدة اسلامية مسيحية قولاً وفعلاً' وقال 'لولا صمود الناس منذ 14 شباط 2005 ومشاركتهم الكثيفة في إحياء الذكرى سنوياً، لما كنا ننعم بهذا الاستقرار وبحكومة الوحدة الوطنية'.
ومن جهته، شدّد عضو كتلة 'القوات اللبنانية' النائب جورج عدوان على أنّ مشاركة الناس في يوم 14 شباط 'هي الدليل على القبول باستمرار ثورة الأرز' مؤكّداً 'فشل الرهان على أنّ الأحد المقبل لن يكون كبيراً ومدوياً في تاريخ لبنان واننا مستمرون ولو تغير الأسلوب'. وعن مشاركة البعض في 8 آذار قال 'ان من يريد المشاركة أهلاً وسهلاً به ولكن يجب أن يعرف ان المبادئ التي قامت عليها ثورة الأرز لن تتغير وهي مستمرة حتى تحقيق أهدافها'.


- صحيفة 'الديار'
بعد اسبوعين من عمليات البحث عن الطائرة الاثيوبية المنكوبة والتضارب في المعلومات التي زادت من عذابات اهالي الضحايا، توصلت فرق المغاوير التابعة للجيش اللبناني بالتعاون مع فريق العمل الفرنسي والسفينة &laqascii117o;Ocean Alert" والسفينة الاميركية &laqascii117o;ascii85S NS Grapple" وبإشراف مدير عام الطيران المدني ورئيس اللجنة الفنية حمدي شوق ونائب رئيس الاركان للعمليات في الجيش وبفعل العمل الواقع على مسافة 4 كلم غربي رأس الناعمة، الى انتشال الجناحين الخلفيين والصندوق الاسود واجزاء من حطام الطائرة، كما تم العثور على ثماني جثث.
وذكرت معلومات ان عمليات البحث توقفت مساء امس على ان تستكمل صباح اليوم للبحث عن بقية الجثث والاجزاء المتبقية والصندوق الثاني.
وكانت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني قد اصدرت سلسلة بيانات عن اعمال البحث واكدت انه تم العثور على المسجل الرقمي لعدد الركاب، نافية ان يكون قد تم العثور على سجل محادثات مقصورة القيادة.
وكذلك اعلنت بأن الباخر Ocean Alert باشرت بطلب من قيادة الجيش القيام بمسح تصويري لحطام الطائرة المنتشر في بقعة العمل بهدف استكمال اعمال الغطس لاعطاء الافضلية في عملية الانتشال لضحايا الطائرة.
وليلاً تم نقل جثث الضحايا الثماني الى مستشفى رفيق الحريري، وتقول معلومات خاصة لـ &laqascii117o;الديار" ان الصندوق الاسود الذي انتشل يسجل كل الحركة التقنية داخل الطائرة، وكيف عملت الالات والكومبيوتر في اللحظات الاخيرة وان وفدا من اللجنة المكلفة بالانقاذ وتضم اثيوبيا ولبنانيا وفرنسيا واميركيا سيـقوم بنقله الى مطار لابورجيه في باريس صباح اليوم وقد وضع الرئيس سعد الحريري طائرة في تصرف الوفد لنقله من لبنان الى فرنسا.
اما الصندوق الاخر الذي يسجل المكالمات الاخيرة بين برج المراقبة وقائد الطائرة فما يزال مكانه مجهولا، علما ان الاميركيين تولوا ظهر امس عملية البحث عنه بعدما ارسل اشارات في الموقع الذي حددته مغاوير الجيش حيث اكتشف الصندوق الاول.
وتتابع المعلومات : ان الاميركيين ابلغوا ظهر امس الجهات الامنية انهم سحبوا الالة الموصولة للصندوق الاسود الثاني الذي يرسل الذبذبات، واعتقد الجميع ان الامر انتهى بسحب الالة الثانية، لكن المفاجأة ان العميد حتي من الجيش اللبناني اتصل بالفرنسيين وابلغهم ان الاميركيين ابلغوا الجيش اللبناني انهم لم يجدوا شيئا، وهنا بدأت الاتصالات من جديد، لكن الاشارات اختفت، وسيحاول مغاوير البحر مع الفرنسيين اعادة التفتيش في المنطقة ذاتها اليوم.
وفي المعلومات ايضا ان التفتيش سيقوم به مغاوير البحر على طريقة &laqascii117o;السكانر" اي سيقوم الغطاسون ضمن دائرة الـ 200 متر مربع ذهابا وايابا على مسافة متر واحد في الجولة الواحدة، لان الاشارات الذبذبة اختفت، وبالتالي اصبح التفتيش بهذه الطريقة افضل لاكتشاف موقع الجزء الثاني من الالة الثانية وجثث الضحايا.
بري التقى الاسد والحريري اتصل هاتفياً
وفي موازاة العمل لانتشال ضحايا الطائرة المنكوبة سجل امس اكثر من محطة سياسية لافتة تمثلت الاولى بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري العاصمة السورية حيث التقى الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد على مدى ساعتين، وجرى البحث في الوضع اللبناني والعربي والدولي، حيث اكد الرئيس الاسد خلال اللقاء على دعم لبنان ومؤسساته ومسيرة الاستقرار فيه وكل ما يعزز الوفاق الداخلي اللبناني، واكد وقوف سوريا الى جانب لبنان، صفا واحدا في كل المجالات، وثمّن المواقف اللبنانية الداعمة للتضامن اللبناني - السوري، واستعادة العلاقة المميزة التي كانت وستبقى بين الشعبين والبلدين الشقيقين.
من جهته، عبر الرئيس بري عن شكره للدور السوري الكبير في استعادة التوافق الداخلي وصولا الى قيام حكومة الوحدة الوطنية ودعم الرئيس الاسد الدائم للبنان دولة وشعباً وجيشاً ومقاومة في وجه التهديدات الاسرائيلية وحرص سوريا الدائم على تضامن اللبنانيين في ما بينهم، وعلى تطوير العلاقة في شتى الميادين الرسمية والشعبية.
واقام الرئيس الاسد مأدبة غداء على شرف الرئيس بري في قصر الشعب، حضرها بالاضافة للرئيس بري، معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، وكل من نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ورئيس مجلس الشعب السوري د.
محمد الابرش، وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية د.
بثينة شعبان.
وذكرت مصادر متابعة للزيارة ان البحث تناول كل المواضيع، والجو كان ودياً وممتازاً، وقدم الرئيس بري التهاني للوزير المعلم على تصريحه الاخير وان كلام ليبرمان كشف النيات العدوانية لاسرائيل، وفضح مخططاتها امام الرأي العام الدولي.
وذكرت المعلومات ان الرئيس الاسد اكد وقوف سوريا الى جانب لبنان في حال تعرضه لاي اعتداء اسرائيلي.
وفي موازاة ذلك، اجرى رئيس الحكومة سعد الحريري اتصالاً هاتفياً بالرئيس السوري بشار الاسد، تم فيه استكمال ما تم البحث بينه وبين الرئيس الاسد اثناء زيارة الحريري الى دمشق، كما تم استيضاح كلام الرئيس الاسد الاخير لسيمون هيرش.
الى ذلك، اعتبرت مصادر في تيار المستقبل ان ما صدر من توضيحات من قبل مسؤولين سوريين لكلام الرئيس الاسد ايجابي، وتم توضيح الالتباس وبالتالي فإن ما سيصدر من بيانات لاحقة من قبل سياسيين عن هذا الكلام لا يعني تيار المستقبل مطلقا.
جنبلاط الى دمشق
في مقابل ذلك، ترك كلام رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط عن وقوفه الى جانب سوريا قيادة وشعبا ًضد تهديدات ليبرمان كما وقف مع الرئيس الراحل حافظ الاسد عام 1982 اصداء ايجابية في دمشق، حيث نقلت الصحف السورية للمرة الاولى كلام جنبلاط منذ العام 2005.
كما تلقى جنبلاط شخصياً الاشارات الايجابية حيث بدا منشرحاً الاحد الماضي في المختارة، مشيراً الى ان زيارته لدمشق قطعت مسافة الـ 80 % وسيستكملها نهار الجمعة خلال مقابلة صحافية مع احدى الصحف المطبوعة، وسيقدم خلالها الاعتذار للشعب السوري ولقيادته على طريقته وستقطع الـ 20 % المتبقية، امام زيارته الى دمشق التي من المتوقع ان تتم بعد مهرجان 14 شباط.
وبدا جنبلاط مرتاحاً للتطورات الاخيرة، مؤكدا بأنه يزور دمشق وطائفته معه بعكس الاخرين الذين ذهبوا وحدهم الى دمشق دون طوائفهم غامزاً من قناة رئيس الحكومة دون ان يسميه.
عون وقداس مار مارون في براد
وبالاضافة الى المحطة الجنبلاطية، تبقى محطة حلب وزيارة رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون اليوم للمشاركة في ذكرى مرور 1600 سنة على وفاة القديس مار مارون شفيع الطائفة المارونية في بلدة براد حيث يوجد قبر القديس مارون، علما ان عدة نشاطات ستقام في حلب قبيل القداس الاحتفالي، وسيشارك في القداس ايضا رئيس الجمهورية السابق اميل لحود، اما بالنسبة للنائب سليمان فرنجية فإن مشاركته لم تحسم بعد، وسيرافق عون ايضا وفد يضم ما بين 32 الى 35 شخصية وزارية ونيابية وسياسية واعلامية.
كما يعد للعماد عون احتفالات شعبية ضخمة واستقبالات في القرى سيشارك فيها كبار رجال الدولة السورية.
وذكرت معلومات مؤكدة لـ &laqascii117o;الديار" ان الرئيس السوري بشار الاسد سيحضر احتفال تدشين الكنيسة.
وفي بيروت، يترأس البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير قداس العيد في كنيسة مار مارون في الجميزة وفي حضور الرؤساء الثلاثة.
وذكرت معلومات لـ &laqascii117o;الديار" ان الاحزاب المسيحية في فريق 14 اذار ستعمل على تأمين حشود شعبية اثناء القداس الذي سيترأسه البطريرك صفير، خصوصا ان هذه الاحزاب ستحاول ابراز هذا الاحتفال وهو الاساسي لان الموارنة اكثريتهم يعيشون في لبنان، وهذا الحشد يعتبر بمثابة رد على الحشود المتوقعة في براد في حلب، حيث سيبدو المشهد الماروني وبعد غياب 1600 سنة على القديس مارون منقسما بين براد وحلب.
ملك اسبانيا
على صعيد آخر، يصل الى بيروت اليوم ملك اسبانيا خوان كارلوس في زيارة تستمر لعدة ايام يتفقد خلالها الكتيبة الاسبانية في الجنوب.


- صحيفة 'اللواء'
بعد اسبوعين بالتمام والكمال على الكارثة، بدأت الغاز المأساة بالجلاء والانكشاف، وعشية جلسة مجلس الوزراء نجحت قوى الائتلاف البحري باشراف مغاوير البحر بانتشال احد الصندوقين الاسودين و7 جثث لركاب كانوا على متن الطائرة الاثيوبية، من دون تحديد دقيق عما اذا كان جسم الطائرة قد تم التعرف على موقعه في البحر·
وهذا الانجاز الذي اسعف الطقس الصافي رجال البحر والدفاع المدني وطاقم الباخرة <اوشين أليرت> من تحقيقه، يُعد تطوراً في غاية الاهمية، وخطوة كبيرة على طريق انقاذ الضحايا وانتشال كل ما من شأنه ان يساهم في الانتقال الى المرحلة الاصعب من فك طلاسم ورموز والغاز الكارثة الشبهة التي ادمت القلوب وثكلت النساء وايتمت الاطفال في ساعة لا تزال مخبأة بالخفايا والاسرار·
وفي خطوة حملت دلالات كبيرة، اوفد الرئيس سعد الحريري طائرته الخاصة الى بيروت لنقل الصندوقين الاسودين الى باريس فور العثور على الصندوق الثاني والذي وحسب المعلومات المتداولة، اكثر اهمية لجهة المعلومات من الصندوق الذي بات في عهدة لجنة التحقيق الفنية الذي يرأسها مدير الطيران المدني في مطار بيروت الدولي حمدي شوق، بعدما غادر الخبيران الفرنسيان بان بوكليكان وايمانويل دوليار بيروت الى باريس لمتابعة مسار التحقيق من هناك بعد اكتمال اجراءات نقل الصندوقين الاسودين العائدين للطائرة الى العاصمة الفرنسية·
ومن المرجح الا تتأخر عملية تسليم الجثث الجديدة الى ذويها بعدما نقلت ليل امس من القاعدة البحرية في الكسليك الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بئر حسن لمطابعة فحوصات الحمض النووي DNA وتحديد لمن تعود هذه الجثث، في ضوء اكتمال الخارطة الجينية للمفقودين الذين <تترجرج> المعلومات حول عددهم بالضبط، لكن المؤكد ان العدد ارتفع الى 23 جثة من اصل 90 هم مجموع الركاب الذين كانوا على متن الطائرة بينهم 54 لبنانياً·
وأكدت قيادة الجيش ان مغاوير البحر هم الذين انتشلوا الصندوق الاسود ظهراً حيث تم نقله الى القاعدة البحرية تمهيداً لتسليمه الى لجنة التحقيق·
وخالف وزير النقل والاشغال العامة غازي العريضي المعلومات التي تحدثت عن أن الصندوق المنتشل يأتي في الدرجة الثانية من حيث الأهمية، فنسبت إليه <فرانس برس> أن الصندوق الذي تم انتشاله هو <صندوق الداتا الذي يتضمن كافة المعلومات التقنية عن أجهزة الطائرة> ووصفه بأنه الأهم، ويستمر البحث عن الصندوق الآخر الذي يتضمن تسجيلات أحاديث قمرة القيادة، مع الإشارة الى أن بعض المسؤولين ما زال عند رأيه أن الطيار الأثيوبي يتمتع بخبرة 20 سنة طيران، إلا أنه لم يلتزم بتوجيهات برج المراقبة بعيد انطلاقه في جو عاصف للغاية، لأسباب لن تكشفها إلا المعلومات المخزنة التي تحتاج الى 6 أشهر على الأقل في الصندوق الأسود وصندوق تسجيل أحاديث قمرة القيادة·
وقد بثت مديرية التوجيه فيلماً مصوراً عن عمليات الغطس والانتشال داخل مياه البحر على عمق يتجاوز الـ 45 متراًً·
وأشارت معلومات بحرية الى أن الجثث التي انتشلت لم تكن داخل الطائرة ولا هي مربطة بأية أحزمة·
وفيما ينتظر لبنان أن تسلمه سوريا ثلاث قطع قيل أنها التقطت على شواطئ طرطوس واللاذقية، كشف مصدر مقرب من لجنة التحقيق لـ <اللواء> أن فك شيفرة الصندوق الأسود وتحليله في مكتب التحقيق العائد لسلامة الطيران في فرنسا سينتهي الى وضع تقرير يسلّم الى لبنان وأثيوبيا والشركة المصنّعة·
وتجدر الإشارة في هذا المجال الى أن لجنة التحقيق التي شكلها لبنان يشارك في عضويتها ممثلون لمكتب التحقيق الفرنسي والمجلس الوطني لسلامة النقل في الولايات المتحدة فضلاً عن خبراء لبنانيين وأثيوبيين·
ولفت فيلم مديرية التوجيه الى أن الغطاسين اللبنانيين اعتمدوا على الصور التي كانت تلتقطها الباخرة <أوشن الرت> لتحديد مكان الحطام، على بعد ثلاثة كيلومترات من شاطئ الناعمة، ولجأ الغطاسون الى تقنيات عديدة لسحب جسم الطائرة ولا سيما الذيل والجناحين ا لخلفيين وقمرة القيادة، من دون أن يؤثر ذلك على الصندوقين الأسودين، من بينها نفخ بالونات ضخمة من أجل رفع الحطام فوق سطح المياه، وقد نجحت عملية انتشال الصندوق الأسود عنذ الظهر بعناية تامة، حرصاً على المعلومات الموجودة داخله، كما تقتضي الشروط الفنية، حيث أبقي في وعاء يحوي مياه البحر حيث سقطت الطائرة، كي يتسنى للمحققين معرفة الطريقة التي سقطت بها الطائرة وربما الأسباب المؤدية إلى ذلك·
اما الصندوق الآخر الذي يسجل ما دار داخل قمرة القيادة، وقد تمّ تحديد موقعه في نفس مكان الصندوق الأوّل، وسيصار إلى انتشاله اليوم من قرب ذيل الطائرة·
ومع نجاح فرق الانقاذ اللبنانية، من اكتشاف مكان سقوط الطائرة وصندوقها على عمق أقل من خمسين متراً، فان تساؤلات عدّة جرى تطارحها عمّا إذا كانت هناك عوامل أدّت إلى تضييع وقت كان ثميناً للغاية، في الساعات الأولى بعد سقوط الطائرة، وعما إذا كان يرتبط فقط بالتدقيق في التعاطي مع المعطيات السابقة التي كانت تحدثت عن وجود الطاذرة في أعماق كبيرة تصل إلى 1400 متر·
وفي هذا السياق، نقلت قناة <المنار> عن مصادر عسكرية رفيعة، بأن لدى الجيش عتباً على جهات معنية، مشيرة إلى أن الجيش كان توقع منذ عشرة أيام أن تكون الطائرة سقطت في المكان حيث وجدت أمس الأوّل، لكن اذان البعض لم تعره اصغاء، فيما ذهبت محطة OTV إلى القول بأنه كان في حوزة المعنيين وبعد ست ساعات فقط على سقوط الطائرة، صور كافية لتحديد المكان وللمباشرة في أعمال البحث والانتشال، أو حتى انقاذ الركاب فيما لو لم يكونوا قد قضوا بعد·
وتساءلت المحطة في سياق ما وصفته <بالفضيحة> عن الجهة التي أتت بالبواخر؟ وكم تتقاضى مقابل كل ساعة عمل؟ خصوصاً بعدما ثبت أن عملها كان بلا جدوى، وهل بات من الممكن الآن تحديد ساعة وفاة الضحايا؟ ولماذا يمتنع الأطباء الشرعيون حتى اللحظة عن إعطاء أوقات ولو تقريبية لمفارقة الحياة؟·
بري في دمشق أما سياسياً، فكان الحدث غير المفاجئ الا بتوقيته، استقبال الرئيس السوري بشار الاسد لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، اذ ان رئيس المجلس سبق وتحدث مع الرئيس الاسد عن هذا اللقاء خلال تعزيته بشقيقه مجد قبل اكثر من شهر·
وادرجت وكالة الانباء السورية <سانا> زيارة بري الى سوريا في اطار ما وصفته <الزيارات التي قام بها عدد من المسؤولين اللبنانيين خلال الشهرين الماضيين الى دمشق، حيث اجرى الرئيس الاسد في 18 و19 كانون الاول مباحثات مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تناولت تعزيز التعاون بين البلدين في كل المجالات·
وذكرت <سانا> ان البحث خلال اللقاء الذي جرى ظهر امس بين الاسد وبري في قصر الشعب تناول <التطور الايجابي الذي تشهده العلاقات السورية - اللبنانية، والتهديدات الاسرائيلية المتكررة ضد دول المنطقة>، كما اشارت الى ان الاسد <أكد وقوف سوريا الى جانب لبنان حكومة وشعبا ضد اي اعتداء يتعرض له>·
واذ اكتفت الوكالة السورية بالاشارة الى ذلك (نص الخبر كاملا ص 29)، فإن الاوساط اللبنانية توقفت عند المعطيات التالية:
1 - ان هذه الزيارة حيث امتدت المحادثات اكثر من ثلاث ساعات، هي واحدة من اللقاءات النادرة بين الاسد وبري منذ انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005·
2 - هي تسبق زمنياً ذهاب العماد ميشال عون الى حلب لاحياء ذكرى مرور 1600 سنة على وفاة مؤسس الكنيسة المارونية القديس مارون، كما انها قد تمهد لذهاب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الى دمشق في وقت اذا لم يتزامن مع 14 شباط، فإنه لن يتأخر عنه كثيرا·
ومع ان الرئيس بري لم يكشف علنا على انه لاعب على خط التقريب بين العاصمة السورية وزعيم المختارة، فإن العارفين ببواطن الامور، يعتقدون ان بري لن يوفر هذه الفرصة المناسبة لخدمة التقارب وايصاله الى نهايته·
اما بالنسبة الى العماد عون، فلا شك ان سوريا الحريصة على العلاقة معه، حريصة في الوقت نفسه على عدم احداث ضعضعة في جبهة حلفائها الاساسيين، وفي مقدمتهم رئيسي حركة <أمل> و<التيار الوطني الحر>·
3 - جرى التطرق للمناخات المحيطة بالوضع الداخلي اللبناني بعد تأليف حكومة الوحدة الوطنية والعلاقات السياسية في البلد، والنتائج التي أدت إليها زيارة الرئيس الحريري إلى دمشق، من باب ضرورة تحصين الوحدة الداخلية اللبنانية، في ضوء المخاطر الناجمة عن التهديدات الإسرائيلية بحرب جديدة على لبنان·
4 - ورجحت مصادر لبنانية متابعة أن تكون التحضيرات الجارية لقمة عربية عادية في ليبيا على جدول الأعمال، ولو من باب الموقف الأخير لرئيس المجلس، حيث عبر عن رأيه الشخصي من قصر بعبدا من ضرورة عدم المشاركة في هذه القمة على خليفة قضية الإمام موسى الصدر·
5 - وإستناداً إلى مصادر نيابية ليست بعيدة عن دوائر القرار في عين التينة، ان الرئيس بري سيتطرق في أحاديثه أمام النواب في لقاء الأربعاء النيابي إلى ما سمعه من الرئيس الأسد حول آليات تعزيز التقدم في العلاقات اللبنانية - السورية، والإلتباس الذي أحاط بما نقله الصحافي الأميركي سيمور هيرتش عن لسانه، فيما يتعلق بالنظام الطائفي في لبنان، والذي أثار ردود فعل سياسية متفاوتة، اقتضت توضيحاً لمصادر سورية رفيعة، اعتبره مصدر قيادي في تيار <المستقبل> بأنه <يعبر عن وجهة نظر مسؤولة حيال مقاربة المسائل الإقليمية والعلاقات اللبنانية - السورية تحديداً، وكافية لسحب كل سجال داخلي لبناني حول الموضوع، خصوصاً بعدما أكدت المصادر السورية أن مقال هيرتش لم يتضمن تحديداً واضحاً للتمييز بين كلام الرئيس الأسد وفهم هيرتش للموقف السوري·
وسبق هذا التوضيح السوري وموقف تيار <المستقبل> إتصال أجراه الرئيس الحريري بالرئيس الأسد، حسب ما ذكرت المعلومات، تناول وجهة النظرة السورية حيال هذا الموضوع، والتي تشمل كل دول الشرق الأوسط ولا تقتصر على لبنان أو بلد معين·
وأوضح المصدر القيادي أن <شعوب المنطقة ستشعر بكثير من الإطمئنان والإستقرار والأمان بإزالة أي عوامل طائفية وتعزيز التعايش بين جميع الطوائف والمكونات>· 

2010-02-08 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد