صحف ومجلات » افتتاحيات من الصحف اللبنانية الصادرة الإثنين 15/2/2010

ـ صحيفة 'السفير'
لا يشبه 14 شباط 2010 ما عرفه اللبنانيون عن هذا اليوم في السنوات الاربع الماضية، إلا في كونه يؤرخ لذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ما عدا ذلك، أشياء كثيرة تغيرت وجعلت 14 شباط هذا العام يكتسب ملامح مختلفة هي أقرب الى سمات الحقبة السياسية الجديدة التي كرستها حكومة الوحدة الوطنية وزيارة الرئيس سعد الحريري الى سوريا. صحيح ان القوى الباقية في 14 آذار أرادت من خلال مهرجانها، أمس، التأكيد انها ما زالت حية، ولعلها نجحت في ذلك نسبياً، ولكن الصحيح ايضاً انها فقدت بحكم منطق التسوية الكثير من الحيوية السابقة، حتى غدا إثبات الوجود يتقدم على إثبات الفعالية.

وليس أدل على حجم التحول الحاصل أكثر من سلوك النائب وليد جنبلاط الذي اكتفى بقراءة الفاتحة على ضريح الرئيس الشهيد ثم مضى، على الأرجح، في اتجاه الضاحية الجنوبية لعقد لقاء حاسم مع الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله، يُفترض ان يمهد طريق 'عودته' الى دمشق. هذا المناخ العام انعكس تلقائياً على المهرجان الذي نظمته قوى 14 آذار في ساحة الشهداء، وفق ما تُبينه الملاحظات والانطباعات الآتية: من ناحية الحضور الشعبي، تراجعت الأعداد بشكل ملموس قياساً الى أرقام السنوات الأربع الماضية، وبدا انخفاض المنسوب الجماهيري مفهوماً في ظل 'الغياب القسري' للشعارات القديمة وبالتالي ارتخاء العصب السياسي والتعبوي تحت مظلة المرحلة الجديدة ومقتضياتها.
من ناحية الحضور السياسي، افتقد المهرجان العصب السياسي مع الغياب المؤثر للزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط، وخسر النكهة الشيعية مع استبعاد أي خطيب شيعي عن المنبر مراعاة لحساسية حزب الله وحركة أمل في مرحلة التوافق وحكومة الوحدة الوطنية. وبذلك، جرى اختصار المشهد ـ خلافاً للمرات المسابقة ـ بثنائية جمعت بين الزعامة السنية والقيادة المارونية لـ14 آذار، وهذا ما عبّرت عنه انتماءات الجمهور من جهة وهوية الخطباء الأربعة من جهة أخرى. وعلى مستوى خطاب المهرجان الهادئ، انخفض الإيقاع الإجمالي للنبرة السياسية برغم بعض الشطحات الجانبية، فاستخدم الرئيس سعد الحريري لغة واقعية متقدمة نسبياً، تتماشى مع موقعه كرئيس للحكومة وانفتاحه المستجد على دمشق، وتتكيف مع المستجدات الداخلية والإقليمية، ولو أن الخطوة الحريرية المتقدمة الى الأمام، جرت محاولة كسرها من قبل فؤاد السنيورة، في خطاب 'الثوابت' الذي ترك صداه عند جمهور 'المستقبل' أكثر من خطاب زعيمه، فيما بدت كلمة امين الجميل حائرة بين الحنين الى شعارات الماضي القريب وضوابط الواقع، بينما قرر سمير جعجع الشرود خارج مسار اللحظة الراهنة وإحداثياتها، معتمداً سياسة إطلاق النار على سلاح 'حزب الله' في ظل تعذر الرمي على السوري مباشرة، بعد أن سدت كل محاولات طرق أبوابها مباشرة أو بشكل غير مباشر وخاصة على يد عاصمة خليجية بارزة.
وكان الرئيس سعد الحريري قد أكد في الكلمة التي ألقاها أن زيارته إلى دمشق، 'كانت جزءاً من نافذةٍ كبرى، فتحها الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأعطت نتائجها في أكثر من ساحة عربية'. أضاف: وإنني بكل صراحة وصدق ومسؤولية، أمينٌ على إبقاء هذه النافذة مفتوحة، والشروع في بناء مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا، من دولةٍ سيدةٍ حرةٍ مستقلة، إلى دولةٍ سيدةٍ حرةٍ مستقلة'. واعتبر ان الاستقرار في مصلحة لبنان أولاً، والمصالحة العربية في مصلحة لبنان أولاً، والتضامن في مواجهة التهديدات الإسرائيلية في مصلحة لبنان أولاً، وتعطيل أسباب الفتنة الداخلية في مصلحة لبنان أولاً. ودعا الرئيس امين الجميل الى أفضل العلاقات مع سوريا ولكنه طالبها في المقابل بأن تقتنع مرة نهائية أن لبنان هو كيان مستقل ودولة سيدة حرة ذات نظام مميز في هذه المنطقة، وبأن عليها أن تتعاطى معنا على هذا الاساس'. وأقترح أن يكون مؤتمر الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية 'مناسبة، ليس فقط لبحث الاستراتيجية الدفاعية، بل لإجراء مصارحة فعلية تطرح عمق المشكلة اللبنانية'. وأكد الرئيس فؤاد السنيورة رفض التعطيل باسم الإصرار على التوافُق حول كلّ شيءٍ مع الإصرار على عدمِه في آن معاً حول أمور أساسية. وقال: نحن دعمنا وأيدنا وأطلقنا وشاركنا في مقاومة العدو الإسرائيلي، وسنظل على استعداد لمقاومته صفاً واحداً وبإرادة رجل واحد إذا اعتدى علينا، لكننا سنجهد لكي لا نعطي للعدو الإسرائيلي فرصة أو ذريعة لكي يدمر بلدنا. وقال 'نحن ضد سيطرة الميليشيات وسلطات الأمر الواقع'. وأكد أننا 'لا نقبل أن يفرض علينا أحد رأيه بالقوة والإرغام أو عن طريق السلاح'. وأشار السنيورة الى أننا في الطائف اتفقنا على المناصفة، وهذا يعني أننا منذ الطائف، 'أوقفنا العد... وهذا مبدأ أساسي لن يكون فيه أي تخل أو تفريط'. اما رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع، فواصل حملته على سلاح المقاومة من دون ان يسميه، قائلاً إن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة بات يشكل عبئاً لا قدرة للبنان واللبنانيين على تحمله، وقد يستجلب اعتداءات خارجية . الى ذلك، يفترض أن يتحدث السيد حسن نصرالله غداً، لمناسبة 'يوم الشهيد'، الذكرى السنوية لاستشهاد كل من الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية


- صحيفة 'النهار'
مع أن الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري لم تختلف عن سابقاتها من حيث استعادة ساحة الشهداء الحشد الشعبي الكبير، تجاوز الاهتمام بيوم 14 شباط هذه السنة، أكثر من أي وقت مضى، 'عدّاد' الحشود الى الرسالة السياسية 'المركبة' التي أطلقتها قوى 14 آذار في المناسبة – الأم لنشأتها ووسط ظروف التسوية التي يضطلع بالجانب الرئيسي منها رئيس الوزراء سعد الحريري بحكم موقعه الرسمي والسياسي.
ويمكن القول إن قوى 14 آذار التي خضعت لاختبار بالغ الدقة شكلا ومضمونا في ضوء ما تعرضت له من خضات ومتغيرات بعد الانتخابات النيابية الاخيرة التي استردت فيها الاكثرية، قدمت امس مشهدا متوازنا بين عرض القوة الشعبية والتمثيلية من جهة والحفاظ على موجبات التسوية الداخلية وكذلك التسوية اللبنانية – السورية من جهة أخرى.
واذا كانت تقديرات الاعداد والحشود في لبنان غالبا ما تثير انقسامات شبيهة بالانقسامات السياسية لارتباطها بالتوجهات والانتماءات اكثر منها بالحسابات العلمية المتجردة، فان المعيار الذي قيست به أعداد المشاركين في يوم 14 شباط 2010 تركز على قدرة قوى 14 آذار على الحشد وسط زمن التسوية، باعتبار ان الحشد في زمن المواجهة غالبا ما يكون أسهل نظرا الى صعود العصبيات وفعل الشعارات الحادة. وتبعا لذلك، نجحت قوى 14 آذار في استقطاب الحشد الكبير أمس واستعادة مشهد عشرات الألوف في وسط بيروت.
أما من الناحية السياسية، فلم يغب معيار التوازن نفسه عن كلمات الخطباء الاربعة في الذكرى، الرئيس الحريري والرئيس أمين الجميل والرئيس فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع. وهو توازن جمع بين التشديد على ثوابت 'انتفاضة الاستقلال' ومبادئها ومواقفها وابراز موجبات المرحلة الجديدة ومصالحاتها ومتغيراتها، ولو تفاوتت سقوف الخطب والتعبير عن هذه المواقف بين خطيب وآخر.
واتخذت كلمة الرئيس الحريري بعدا اساسيا، ذلك انها المرة الاولى يتوجه فيها الى قواعد 14 آذار بصفة كونه رئيسا للوزراء وزعيما سياسيا لقوة أساسية في هذا الفريق. وقد عكس هذا البعد بميزان دقيق بين 'اليد الممدودة' و'لبنان أولا'. وصارح الحريري الحشد بأن هناك 'مرحلة جديدة' يمر بها لبنان لا بد من مواجهتها بروح 'الوحدة الوطنية' وبابقاء البلد 'على خريطة المصالحات الدولية'، مشددا في الوقت عينه على ان 'لا عودة الى الوراء' في معركة السيادة والحرية والاستقلال. وقال: 'بروح من الوحدة الوطنية نواجه المرحلة الجديدة ونمد يدنا للتعاون من أجل بسط سلطة الدولة والقانون وبهذه الروح وضعنا لبنان على خريطة المصالحات الدولية'. واذ أوضح أن زيارته لدمشق 'كانت جزءا من نافذة كبرى فتحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز'، أضاف: 'انني بكل صدق وصراحة ومسؤولية أمين على ابقاء هذه النافذة مفتوحة والشروع في بناء مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا من دولة سيدة حرة مستقلة الى دولة سيدة حرة مستقلة'. إلا أنه أعلن ان شعاره سيبقى 'لبنان أولا'، قائلا: 'قبل خمس سنوات خرج شعب لبنان من القمقم ولن يرضى بأن يعود اليه (...) ووطننا لن يعود ساحة وديموقراطيتنا لن تبقى مباحة ومستقبلنا نصنعه بأيدينا وبقرارنا وبحريتنا'.
وفي المقابل أبرز الخطباء الآخرون العناوين الاساسية في المعركة السياسية وخصوصا من حيث 'العلاقات الندية' مع سوريا وضرورة حصر السلاح في يد الدولة.
وطالب الرئيس الجميل بعلاقات ندية مع سوريا تقتضي 'خطوات واضحة ومحددة في الزمن لبت الملفات العالقة التي تشكل انتقاصا من سيادة الدولة'، لافتا الى 'أن التجارب السابقة مع سوريا هي خير دليل على أحقية مخاوفنا'.
كما أعلن الرئيس السنيورة 'اننا لا نقبل ان يفرض علينا أحد رأيه بالارغام او من طريق السلاح'، وطالب: 'ألا يجري التعطيل باسم الاصرار على التوافق في كل شيء' داخل الحكومة، متطلعا الى 'وضع حد نهائي لمسلسل الاغتيال السياسي'.
ودعا جعجع من جهته 'قادة الفريق الآخر الى اتخاذ قرار وطني جريء يقضي بالموافقة على وضع امكاناتهم العسكرية في تصرف الدولة اللبنانية وقرار السلم والحرب في مجلس الوزراء من دون سواه'. واعتبر ان 'بقاء أي سلاح خارج مؤسسات الدولة بات يشكل عبئا لا قدرة للبنان واللبنانيين على تحمله وقد يستجلب اعتداءات خارجية'.

جنبلاط

وفي ظل هذه الاجواء رصدت الاوساط السياسية باهتمام طريقة مشاركة رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي في الذكرى.
فقد حضر جنبلاط مع الحريري الى ضريح الرئيس رفيق الحريري حيث وضع اكليلين من الزهر، ثم غادر مكان الاحتفال وبقي ابنه تيمور واعضاء 'اللقاء' كما رصدت مشاركة بارزة لمناصري الحزب في الذكرى.
وفي تعليق أول له على مجريات الذكرى قال جنبلاط بعد الظهر عن مشاركة الاشتراكيين: 'لكل شخص الحق في ان يعبر عما يريد'. واوضح انه اتفق مع الحريري على 'ان اذهب مع الوزراء الحزبيين وابني (تيمور) ليشارك لانها المرة الاولى يحضر فيها احتفال 14 شباط'. ووصف خطاب الحريري بانه 'كان شاملا وموضوعيا' لكنه ابدى تحفظه تكرارا عن شعار 'لبنان اولا'.

بري

وفي ردود الفعل الاخرى، أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري ارتياحه الى مضمون كلمة الحريري وقال ردا على سؤال لـ'النهار': 'الحقيقة لم أتمكن سوى من سماع كلمة الرئيس الحريري وهي في المناسبة جيدة وتمتاز بالايجابية ولا سيما عندما اكد ضرورة التوافق الدائم في لبنان'.

عون

ورأى رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' العماد ميشال عون الذي يزور قطر 'ان التحول في الخطاب السياسي في ساحة الشهداء في مناسبة 14 شباط يشكل رضوخاً للتحولات السياسية الحاصلة وهي قناعات الضرورة'. لكنه قال ان 'المواقف التي اطلقت عن سلاح 'حزب الله' انما تنم عن عدم وعي كامل'، متسائلا 'ما هو الضمان الذي يقدمه لنا من يطالب بوضع سلاح المقاومة في تصرف الدولة أمام احتمال اجتياح اسرائيل للبنان؟'.

'حزب الله'

ولاحظت مصادر قريبة من 'حزب الله' ان 'ثمة فارقاً بين مضامين خطاب الرئيس الحريري وخطب حلفائه الثلاثة'. وقالت لـ'النهار' ان 'الرئيس الحريري سعى في خطابه الى تكريس جسور مع المرحلة الجديدة التي بدأ العمل على بنائها قبل اشهر وخصوصا لجهة حديثه عن النافذة المفتوحة في العلاقة مع سوريا، بينما بعض حلفائه وبالتحديد الرئيس امين الجميل وسمير جعجع سعيا الى العمل لنسف هذه الجسور ولا سيما منها جسور الحوار الوطني الداخلي التي ينبغي العمل على تعزيزها'. واضافت ان 'الاحتفال لم يقدم اضافة جديدة تذكر الى الرئيس الحريري وخصوصاً على المستوى الداخلي'.


ـ صحيفة 'المستقبل'
14 شباط 2010، يوم جديد في سلسلة الأيام الوطنية المشهودة في مسيرة الوفاء لدماء الشهداء وللثورة التي أطلقتها دماؤهم، دلالات رمزية ومواقف وطنية.
مرة أخرى، كان لبنان وفياً للرئيس الشهيد رفيق الحريري. جاء لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، بمسيحييه ومسلميه لحضور الاحتفال بالذكرى الخامسة للشهادة، وفاءً لبطل الاستقلال الثاني ورفاقه وسائر الشهداء، وردّاً على حملات التشكيك الممنهجة بأن 14 آذار انتهت، فالتأم شمل الوطن في ساحة الحرية التي استعادت المشهد الجماهيري الكبير ليوم 14 آذار 2005، واستقبلت الأوفياء الذين فاقت مشاركتهم حتى توقعات المنظمين، مؤكدين بمئات الآلاف أن الوفاء موجود، وأن العزم مستمر وأن الرأي العام الـ '14 آذاري' لا يزال مع قياداته متمسكاً بالقضية التي لأجلها يحتشد كل سنة، قضية الحقيقة والعدالة واستكمال الاستقلال وإقامة الدولة، وأنه مستعد دائماً لإعادة الاعتبار لموازين القوى واهتزازات الصورة.
وأمام بحر من المحبين والأوفياء الذين غمروا قلب بيروت، وغمرهم قلب رفيق الحريري، كانت الكلمات الأربع للخطباء السياسيين تعبّر عن حساسيات متنوعة، لكنها تتقاطع في تحديد الأولويات وفي تأكيد التمسك بمبادئ ثورة الأرز، والتزام الشراكة الإسلامية المسيحية، وعدم التفريط بالمكتسبات أو العودة إلى الوراء.
وقد واكب الحشود التي تميّزت بحضاريتها ورقيها وصبرها، انتشار أمني واسع للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي الذين عملوا على ضمان سلامة التجمع وتسهيل حركة انتقال المواطنين إلى وسط العاصمة ومنها إلى جهات الوطن الأربع على امتداد نهار أمس.
يوم الوفاء، أمس، تحوّل يوم لقاء مع من كان أكثر الغائبين حضوراً، مع رفيق الحريري الذي لم ينقص الجموع إلا سماع صوته، بعد أن ملأت صورته الفضاء. وفي تمام الساعة الواحدة إلا خمس دقائق، لحظة الجريمة المشؤومة، اعتلى المنبر الرئيس سعد الحريري بعد أن زار ضريح والده الرئيس الشهيد يرافقه رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط، مصحوباً بأصوات المآذن وأجراس الكنائس، ودموع المحبين وهتافات الجموع.. في لحظات تأثر ووفاء وإعلان موقف، ليحدد ملامح التعاطي مع 'مرحلة جديدة' على المستوى الداخلي والعلاقة مع سوريا.
الحريري
وفي كلمته، خاطب الرئيس الحريري الجموع مذكّراً 'قبل خمس سنوات نزلتم إلى هذه الساحة لتقولوا إن المارد الذي ظنّ القاتل أنه تخلّص منه، قد أخرج المارد الذي هو شعب لبنان من القمقم، وهو لن يرضى بعد اليوم أن يعود إليه'، ولفت إلى أن ' شعب لبنان المارد نزل في 14 آذار 2005 إلى هذه الساحة ليقول إن وطننا لن يعود ساحة، وإن ديموقراطيتنا لن تبقى مباحة، وإن مستقبلنا نصنعه نحن، بأيدينا، بقرارنا، بحريتنا وعقولنا ليبقى لبنان رسالة الشرق إلى العالم'، مؤكداً 'أن العبور إلى الدولة في لبنان هو عهد قطعناه على أنفسنا وشهدائنا وجميع اللبنانيين'. وأضاف: 'نعم، أنتم صنعتم 14 آذار، كلّ واحدة وواحد منكم هو 14 آذار، أنتم القيادة الحقيقية والفعلية لـ14 آذار، وها أنتم هنا اليوم، كما في كل سنة، لتقولوا للعالم أجمع، ها هي 14 آذار، هذا هو مشهد 14 آذار، مشهد اللبنانيين واللبنانيات، مسيحيين ومسلمين، من كل لبنان، من الشمال والجنوب، من البقاع والجبل من بيروت، مجتمعين، موحدين، دفاعا عن لبنان'.
ونبّه الرئيس الحريري إلى أن 'هذه ليست مكتسبات لـ 14 آذار، إنها مكتسبات لكل لبنان، لكل اللبنانيين واللبنانيات، وأن واجبنا هو الدفاع عن هذه المكتسبات، والدفاع عن كل لبنان، عن عروبته وديموقراطيته. ونحن، كما كان سبيلنا الوحيد للدفاع عن لبنان في 14 آذار 2005 هو وحدتنا الوطنية، فلا سبيل لنا اليوم وغداً ودائماً للدفاع عن لبنان واللبنانيين جميعاً إلا الوحدة الوطنية'، معلناً أنه 'بهذه الروح نواجه المرحلة الجديدة ونمدّ الأيدي للتعاون في سبيل جعل الاستقرار الوطني حاجةً لبنانيةً عامة، لبسط سلطة الدولة والقانون وحماية النظام العام'.
وأشار الحريري إلى أنه 'بهذه الروح، وضعنا لبنان على خارطة المصالحات العربية، وليس سراً على أحد، أنني شخصياً، شريك في رسم وإعداد هذه الخارطة، وأن زيارتي إلى دمشق كانت جزءاً من نافذةٍ كبرى، فتحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأعطت نتائجها في أكثر من ساحة عربية'، مضيفاً 'إنني بكل صراحة وصدق ومسؤولية، أمينٌ على إبقاء هذه النافذة مفتوحة، والشروع في بناء مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا، من دولةٍ سيدةٍ حرةٍ مستقلة، إلى دولةٍ سيدةٍ حرةٍ مستقلة'.
وأكد الحريري أن 'الاستقرار في مصلحة لبنان أولاً، والمصالحة العربية في مصلحة لبنان أولاً، والتضامن في مواجهة التهديدات الاسرائيلية في مصلحة لبنان أولاً، وتعطيل أسباب الفتنة الداخلية في مصلحة لبنان أولاً'، مؤكداً أنه 'لن تكون هناك أيّ فرصة للبيع والشراء على حساب الكرامة الوطنية، أو نظامنا الديموقراطي أو المحكمة الدولية أو الطائف أو على حساب المناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين(..)'.
الجميّل
من جهته، لاحظ رئيس 'حزب الكتائب' الرئيس أمين الجميل في الحشد موقفاً يعلن 'نعم للبنان، نعم للحرية، وأن لا حياة لنا إلا بالعزة والكرامة والعنفوان'، وأكد أن 'أي متغيرات محلية أو إقليمية لا تغير لحظة في مسارنا الوطني أو في عزيمتنا للمضي في بناء الدولة القوية العادلة'، واعتبر أن 'السيادة الوطنية هي أن يكون لبنان بأسره والـ10452 كلم2 بعهدة السلطة الشرعية المنتخبة ديموقراطيا، وأن لا يكون على أرض لبنان أي سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية تحت أي ذريعة'. وقال 'من هنا كان اعتراضنا على أحد بنود البيان الوزاري وكانت مراجعتنا أمام المجلس الدستوري'.
وأشار الجميّل الى تطورات العلاقة بين لبنان وسوريا، معلناً 'دعم الرئيس سعد الحريري، في كل الخطوات التي يقدم عليها لتحسين العلاقة بين البلدين'، مضيفا 'لنا ملء الثقة بأنه لن يقدم إلاّ على ما يخدم مصلحة لبنان وكرامة شعبه وتضحيات شهدائه، لكننا في المقابل نريد خطوات سورية واضحة ومحددة في الزمن لبتّ الملفات العالقة (..) وبالقدر نفسه نريد من سوريا أن تقتنع مرة نهائية أن لبنان هو كيان مستقل ودولة سيدة حرة ذات نظام مميز في هذه المنطقة'. ونبّه إلى أن 'تجربة الحكومة الحالية أظهرت تعثراً واضحاً في مواجهة وحسم الملفات العالقة لا سيما الاساسية منها، مما أوقع البلاد في حال المراوحة الخانقة'، مقترحا 'أن يكون مؤتمر الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية وتعاون رئيس الحكومة وكل القيادات الوطنية مناسبة، ليس فقط لبحث الاستراتيجية الدفاعية، بل لإجراء مصارحة فعلية تطرح عمق المشكلة اللبنانية، لأن التسويات الظرفية ونهج التأجيل لم يؤديا سوى الى المزيد من الشلل والتعطيل على مستوى مؤسسات الدولة والشأن العام(..)'.
السنيورة
الرئيس فؤاد السنيورة ذكّر الحشود بأنه 'من خمس سنين في مثل هذا اليوم فكّروا أنهم إذا فجّروا رفيق الحريري، يستطيعون قتل لبنان، أو أن يعطّلوا روحه ودوره الطليعي والرائد في العالم العربي لكن انتم الذين قلتم لا، لا للقتلة، لا للإرهاب وانتم صنعتم وحدة لبنان واستقلاله، وستصنعون سيادته، وستحققون العبور إلى الدولة'، مؤكداً أن 'لبنان بلد حر ومستقل، لبنان عربي ديموقراطي، مقاوم للاحتلال الإسرائيلي، لبنان رائد بالحوار والتنوع، بالانفتاح والاعتدال والتسامح وقبول الآخر'.
وحدد السنيورة مرتكزات الموقف في هذه المرحلة، مؤكداً أن 'أساس لبنان هو العيش المشترك المسيحي الإسلامي'، وقال 'نحن قد طوّرنا صيغتنا وميثاقنا الوطني في الطائف واتفقنا على المناصفة، يعني أننا في الطائف ومنذ الطائف، أوقفنا العدّ، وهذا مبدأ أساسي لن يكون فيه أي تخل أو تفريط، والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين هي ركيزة عيشنا المشترك'. وقال 'نحن اخترنا مع صيغة العيش المشترك، أن نحتكم إلى النظام الديموقراطي والدولة المدنية، والتزمنا بمبدأ تداول السلطة، والتزمنا بالعمل على الإصلاح والتطوير معتمدين على الآليات الديموقراطية والسلمية، ولا نقبل أن يفرض علينا أحد رأيه بالقوة والإرغام أو عن طريق السلاح كما أننا لا نقبل ولا يمكن أن نفرض على أحد رأينا بالقوة، يعني اننا نقبل بالتغيير ونريد التطوير والإصلاح عبر الأساليب السلمية والديموقراطية فقط'.
وشدد السنيورة على أن 'المطلوبَ في المقابل أن لا يجريَ التعطيلُ باسم الإصرار على التوافُق في كلّ شيءٍ مع الإصرار على عدمِه في آن معاً وفي أمور أساسية'، منبّهاً إلى أن 'التوافُق حالة أو موقف اقتضتها ظروف معينة، لكنه لا ينبغي أن يتحول إلى نظام بديل للدستور ولعمل المؤسَّسات الديموقراطية'، مؤكداً أن 'لبنان بلد عربي، لكنه بلد عربي مستقل ذو سيادة، يتمسك باستقلاله وسيادته وقراره الحر وفي ذات الوقت، اللبنانيون يؤمنون بالعروبة المنفتحة، الرحبة والواسعة الأفاق والرائدة، لبنان العربي هذا يحترم ويقبل بالتنوع والاختلاف وبالحوار(..)'.
جعجع
رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع، قال 'نحن قوم لا يُقتل لهم شهيد مرتين مرة بالإغتيال ومرة بالنكران'، وخاطب الحشود 'قالوا رحلتم إلى غير رجعة، فها أنتم تعودون (..) يا جماهير 14 آذار، مسلمين ومسيحيين قولوا لهم: ها هي هنا الهيئة الوطنية العليا الحقيقية للشراكة، والوحدة الوطنية الفعلية في لبنان، قولوا لهم منطق الدولة وحده هو المقاومة الفعلية. حكومة لبنان وحدها هي التي تحمي لبنان وشعبه'.
وأكد أن 'مسؤولية حماية لبنان، تفترض أن يكون المسؤولون عنها، مسؤولين أمام الشعب والوطن، فلا يتصرفون بغير ما تمليه عليهم المصلحة الوطنية العليا ولا يجرّون اللبنانيين الى أتون من الحديد والنار، دفاعا عن ملف اقليمي من هنا، أو نووي من هناك'، معتبراً أن 'واجبنا الوطني، يحتّم علينا مصارحة اللبنانيين بالقول إن بقاء أي سلاح خارج مؤسسات الدولة اللبنانية، بات يشكل عبئا لا قدرة للبنان واللبنانيين على تحمله، وهو ما قد يستجلب اعتداءات خارجية'. وشدّد على أن 'قادة الفريق الآخر، مدعوون لاتخاذ قرار وطني شجاع يقضي بالموافقة على وضع إمكاناتهم العسكرية، بتصرف الدولة اللبنانية، وقرار السلم والحرب في مجلس الوزراء من دون سواه'.
جعجع قال 'أردناها حكومة وفاق وطني للعبور الى الوحدة والدولة وللنهوض بالبلاد والعباد، وللإهتمام بالاقتصاد ولقمة العيش، ولحماية لبنان واللبنانيين، راهنّا عليها، ولم نزل، لكننا لن نقبل، بأن يحاول البعض، إفشال هذا الرهان'. وتوجّه إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس الحريري بالقول 'كلنا وراءكم لعدم ترك لبنان ينزلق إلى الشلل والموت البطيء، لقد كانت حكومة الوفاق الوطني تحدّياً كبيراً منذ اليوم الأول، ولم تزل، وأنتم ونحن، مستمرون في قبوله، لكن لا تدعوا البعض يحوّل هذه الحكومة من حكومة وفاق وطني، الى حكومة شلل وطني(..)'.


- صحيفة 'الأخبار'
في ظلّ إحياء الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، رأى النائب ميشال عون أن خطَب هذا اليوم تُمثّل رضوخاً للتحوّلات السياسيّة، فيما رأى النائب وليد جنبلاط أنه لم يسمع سوى كلمة الحريري، ودعا النائب محمد رعد إلى الاقتداء بالمقاومة والجيش

رأى رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، أن التحوّل في الخطاب السياسي في ساحة الشهداء في مناسبة 14 شباط يمثّل رضوخاً للتحولات السياسيّة الحاصلة، وهي قناعات الضرورة. لكنّه رأى في حديث إذاعي أن المواقف التي أُطلقت عن سلاح حزب الله تنمّ عن عدم وعي كامل. وإذ تساءل &laqascii117o;ما هي الضمانة التي يقدمها لنا من يطالب بوضع سلاح المقاومة بتصرّف الدولة أمام احتمال اجتياح إسرائيل للبنان"، قال إنّ من يُطالب بذلك &laqascii117o;يعيش في عالم آخر. فالشرّ الذي سيأتي إلينا من إسرائيل ليس من سلاح حزب الله، بل من خطر التوطين".
وعن مشاركة رئيس اللقاء الديموقراطي، النائب وليد جنبلاط، الرمزيّة في احتفال ساحة الشهداء، رأى عون أن المناسبة أخذت طابع الاحتفال السياسي، وجنبلاط شارك فيها كصديق لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، و&laqascii117o;ربما لو كان الاحتفال وطنياً، لشارك فيه جنبلاط وغيره أيضاً".
أما عن الزيارة المرتقبة السبت المقبل إلى الجبل، فأشار عون إلى أنها ستتضمن زيارةً إلى ضريح داني شمعون، تليها محطات عدة تندرج ضمن فتح الصفحة الجديدة في الجبل.
وكان عون قد توجّه أمس إلى قطر، والتقى وزير الطاقة عبد الله بن حمد العطية، وهو يشارك في مؤتمر &laqascii117o;أميركا والعالم الإسلامي".
بدوره، قال النائب وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني عن مشاركته في ذكرى 14 شباط الشكلية، إنه &laqascii117o;اتفقت مع سعد الحريري على اصطحاب الوزراء الحزبيين وليس نواب اللقاء الديموقراطي، وكذلك اصطحبت ابني تيمور". ولدى سؤاله عن إمكان الذهاب إلى احتفال ذكرى اغتيال المسؤول العسكري في حزب الله عماد مغنية، لم يؤكّد جنبلاط الأمر، لكنه أوضح أن ابنه تيمور قد يشارك في هذه الذكرى".
ورأى جنبلاط أن &laqascii117o;خطاب الحريري أمس كان شاملاً وموضوعياً ومقبولاً"، لافتاً إلى أن &laqascii117o;الحريري لم يعد يمثل فريقاً، بل أصبح رئيس حكومة كل لبنان".
وقال جنبلاط إنه لم يسمع سوى خطاب الحريري في ساحة الشهداء، مكرراً أنه يُخالف دعاة نظريّة &laqascii117o;لبنان أولاً، لأنها تخالف مبادئي"، مضيفاً أن يوم أمس هو &laqascii117o;يوم سعد الحريري، وهو قرر هذه الصيغة فلا مشكلة، وليس لديّ أي مشكلة لا في الشكل ولا في المضمون، والأمر الذي يريحهم يريحني".
ورأى أن &laqascii117o;قوى 14 آذار مرحلة أخذت أبعادها، ولا أرى أنها فشلت". وأوضح أنه &laqascii117o;نريد الحقيقة والعدالة والاستقرار، والمحكمة أصبحت خارج إرادتنا في المجتمع الدولي، ولا نريد أن نزيد في المزايدات ضمن الثوابت المعروفة وهي: العلاقات المميزة مع سوريا والهدنة مع إسرائيل والعروبة".
وفي موضوع زيارته إلى سوريا، أعلن جنبلاط أنه &laqascii117o;لا شروط لزيارتي إلى سوريا"، ولفت إلى أنه &laqascii117o;ذاهب إلى سوريا كما ذهبت بعد اغتيال كمال جنبلاط، مجدداً من أجل المصلحة الوطنية والعربية ولتأكيد مصلحة الدروز ومصلحتهم في جبل العرب".
وفي السياسة الداخلية، قال حنبلاط &laqascii117o;فعلت كل ما أستطيع فعله وسأفعل المزيد لأمنع الفتنة المذهبية". أما في مسألة سلاح حزب الله، فأوضح أنه &laqascii117o;في الدوحة اتفقنا على إبقاء حال الهدنة مع إسرائيل، وأن السلاح سوف يبقى على حاله لإيجاد حل له ضمن الدولة... ولا يمكننا أن نطلب من حزب الله تسليم سلاحه ونحن في كل وقت معرضون لعدوان إسرائيلي".
على خطٍ موازٍ، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد &laqascii117o;أن العدو لا يزال يكابد ويعاني الهزيمة المرة، هذا العدو، وإن كان يطلق التهديد والوعيد بين الفينة والأخرى، فقد كُسر رأس رمحه ولم يستطع بعد، ولن يستطيع أن يُقدم على أي حماقة ما دامت جهوزية المقاومة له بالمرصاد".
وأضاف رعد إن حزب الله واثق بأن هذا العدو ينتهز فرصة سانحة على المستوى الإقليمي والدولي تحتاج إلى معجزة لكي تتداخل فيها العوامل والمواقيت والاستعدادات والإمكانات مع ظروف خاصة بالمقاومة من أجل أن يُقدم على أي عدوان، و&laqascii117o;هذا الأمر يجب أن يكون واضحاً لأن بعض المخاوف التي يثيرها بعض الذين لا يزالون يراهنون على كسر شوكة أهلنا المقاومين في لبنان من قبل الصهاينة وأسيادهم الدوليين لتعزيز مواقع نفوذ لهم مؤقتة، هؤلاء يجب أن يعيدوا حساباتهم وأن يصححوا رهاناتهم".
ورأى رعد أن لبنان لا يزال بحاجة إلى مواصلة بناء القوة لمواجهة أي تهديد، و&laqascii117o;القوة التي نحتاج إلى بنائها، تقوم المقاومة، بالتنسيق مع الجيش ببناء الشق الأمني والعسكري منها، ونحن مطمئنون إلى ما أنجزته المقاومة من تطوير". وتوجّه إلى ما بقي من 14 آذار بالقول: &laqascii117o;اقتدوا بالمقاومة وبالجيش الوطني الباسل لتبنوا قدرات هذا المجتمع حتى لا تبقوا في المراوحة والمزايدة والمناكفة، فهذه الأساليب لا تبني مجتمعاً قوياً ولا تؤسس لعبور صحيح إلى دولة موعودة".
أمّا النائب هاني قبيسي، فرأى أنه في ظلّ التهديدات الإسرائيليّة، &laqascii117o;علينا أن نتمسك بثوابتنا الوطنية وأن نجعل كل المناسبات مناسبات للثقة بالنفس والقدرة على مواجهة هذا المعتدي والمحتل الإسرائيلي".
بدوره، تساءل الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة، كيف يمكن &laqascii117o;وطننا أن يعلن نفسه ولشعبه أنه وطن مقاوم، وقادته موجودون في إطار مؤسسة تعلن تحالفها مع الولايات المتحدة الأميركية، وهي التي تقول للّبنانيين: سنعطي لإسرائيل قنابل عنقودية وسنحميها بالصواريخ، بدءاً من قطر والبحرين والمنامة، وسنعطيها الطائرات المتطورة لتدمركم وتقتلكم، ولا نعطيكم أي فرصة يمكن أن توجّه ضد العدو الإسرائيلي". ورأى &laqascii117o;أن المطلوب أن نسكت وأن نقبل بتصريحات بعض القادة في لبنان، بأن الولايات المتحدة بلد صديق ومتحالف".
وانتقد حدادة حديث وزير الدفاع الياس المر الأخير في نيويورك، مستغرباً كيف يمكن أن &laqascii117o;يتحدث بطريقة طبيعية، عن أن أميركا لا تستطيع ولا تريد إعطاء الجيش اللبناني سلاحاً يمكن أن يستعمل ضد إسرائيل أو يهددها"، داعياً إياه ومعه كل الحكومة إلى &laqascii117o;النظر إلى هذا التصريح بأبعاده"، متسائلاً &laqascii117o;هل يمكن لبنان أن يكون في الوقت ذاته مقاوماً وحليفاً للولايات المتحدة الأميركية. نقاوم من ونتحدث مع من؟".
لارشيه في بيروت
وفي سياق منفصل، وصل رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه إلى بيروت، بدعوة من الرئيس نبيه بري، الذي كان في استقباله. والتقى لارشيه البطريرك الماروني نصر الله صفير ووجّه له دعوة لزيارة فرنسا.


- صحيفة 'الديار'
وفي الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، حضرت مئات الالوف الذكرى في ساحة الحرية في 14 شباط، واذا كانت الكلمات جاءت متنوعة بين جعجع والجميل والسنيورة فإن الرئيس سعد الحريري كان خطابه نوعياً واستراتيجياً واهم ما جاء فيه:
1 ـ في الخطاب مرونة، ولكن التركيز على الثوابت لدى سعد الحريري الذي لم يحد عنها.
2 ـ اكد الرئيس سعد الحريري ان شعار لبنان اولا هو من ثوابته لكن له مستلزماته واهمها الوحدة الوطنية والمصالحات العربية، واعتبر ان الاستقرار في لبنان يخدم مبدأ لبنان اولا.
3 ـ اعتبر الرئيس سعد الحريري ان العلاقات بين لبنان وسوريا هي من دولة مستقلة الى دولة مستقلة، وان شعار الحرية والسيادة والاستقلال هو ثابت.
4 ـ طرح الرئيس سعد الحريري مفهوم العروبة والمصالحات التي توحد الصف العربي، واكد انه لم يكن بعيدا عن المصالحات العربية، وبكل صراحة قال: انه زار دمشق في اطار هذه المصالحات دون البحث عن شعبية تزيد او شعبية تقل او تنقص.
5 ـ اكد الرئيس سعد الحريري على شعار الوحدة الوطنية، مؤكدا ًعلى اتفاق الطائف وعلى مبدأ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين ضمانة لاستمرار الوحدة الوطنية.
6 ـ لم يتراجع الرئيس سعد الحريري عن الالتزام بالمحكمة الدولية، معتبراً اياها لانهاء الاجرام واحقاق الحق.
7 ـ كان من الواضح ان الرئيس سعد الحريري ملتزم مسيرة والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الاعتدال والبناء والانسانية وبالتالي مؤكدا انه سيسير على نهج والده الشهيد في موقع المسؤولية التي هي رئاسة مجلس الوزراء.
بري لـ&laqascii117o;الديار"
وترك كلام الرئيس سعد الحريري ردود فعل ايجابية لدى قادة المعارضة الذين لم يعلقوا على خطابات الرئيس امين الجميل والرئيس فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع.
وسئل رئيس مجلس النواب نبيه بري على الكلمات التي ألقيت في خطاب 14 شباط وقال لـ&laqascii117o;الديار" في الحقيقة لم اتمكن سوى من سماع كلمة الرئيس سعد الحريري وكانت جيدة خصوصا في جوابه الذي اكد فيه على الوفاق الدائم.
وبدوره قال رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط &laqascii117o;لم اسمع سوى خطاب الشيخ سعد وكان موضوعيا وشاملا".
سئل: هل سمعت خطاب جعجع قال: لم اتمكن لانني كنت في زيارة صديق مريض.
وقال: ان نظرية لبنان اولا لا تتفق مع مفاهيمي ولا نستطيع ان نعزل انفسنا عن قضية فلسطين.
واضاف: لم اسمع الحريري يتحدث عن ال1559 كما فعل الاخرون، بحسب ما قيل لي، واكد على الـ 1701.
من جهة ثانية قال: انا في الطريق لزيارة دمشق ولا شروط للقيام بالزيارة، وانا مع كل ما يريح دمشق، فأمن لبنان من امن سوريا، والعكس صحيح، واكد بأنه لا مفر من علاقة شراكة سياسية وامنية مع دمشق والمصير مشترك معها، وقال: حمايتنا في الخيار العربي، والحريري لم يعد فريقا بل اصبح رئيس حكومة كل لبنان.
واكد ان سلاح حزب الله سيبقى على حاله لايجاد حل له ضمن الدولة، وقد اتفقنا ان يبحث في الاستراتيجية الدفاعية وضمن الظروف التي تلائم امنياً وسياسياً حزب الله.
وعلق رئيس تكتل &laqascii117o;التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون على الكلمات وقال: ان التحول في الخطاب السياسي في ساحة الشهداء في مناسبة 14 شباط يشكل رضوخا للتحولات السياسية الحاصلة وهي قناعات الضرورة، واضاف: ان المواقف التي اطلقت عن سلاح &laqascii117o;حزب الله" انما تنم عن عدم وعي كامل، وتساءل ما هي الضمانة التي يقدمها لنا من يطالب بوضع سلاح المقاومة بتصرف الدولة امام احتمال اجتياح اسرائيل للبنان.
واعتبر انهم يعيشون في عالم آخر فالشر الذي سيأتي إلينا من اسرائيل ليس من سلاح حزب الله وانما من خطر التوطين.
كلمات المهرجان
واللافت ان الكلمات التي ألقيت في ساحة الشهداء لم تخرج عن السقف السياسي المألوف للقوى السياسية، ولم تحمل اي مفاجآت جديدة وخصوصا ان الخطابات كررت المواقف السياسية نفسها لجهة سلاح المقاومة والعلاقة مع سوريا والسلاح النووي الايراني، ولوحظ ان الكلمات لم تخرج عن اطار الهدنة في البلاد والمرحلة السياسية وتبدلاتها.
واعلن الرئيس امين الجميل انه مع قيام افضل العلاقات مع سوريا وهذا النهج واظبنا عليه منذ زمن وندعم رئيس الحكومة سعد الحريري في كل الخطوات التي يقوم بها لتحصين العلاقات بين البلدين ولدينا كل الثقة انه لم يقدم الا على ما هو من مصلحة البلدين.
واضاف: لا نريد من سوريا فتح السفارات فقط مع لبنان بل اداء ينطبق للمفهوم الدولي للعلاقات بين بلدين جارين.
واقترح الجميل ان يكون مؤتمر الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية مناسبة ليس فقط لبت استراتيجية الدفاع بل لاجراء مصارحة فعلية نطرح عمق المشكلة اللبنانية لان التسويات الظرفية لم تؤد سوى للمزيد من الشلل.
واكد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على تمسك لبنان بمبادرة السلام العربية، مشيرا الى ان لبنان العربي هذا يقبل بالتنوع والاختلاف، ونعرف ان عدونا الوحيد هو العدو الاسرائيلي، واننا نرفض كل اشكال التوطين.
وأعلن الى اننا سنظل على استعداد لمقاومة اسرائيل صفا واحدا لكننا يجب ان نجهد لعدم اعطاء العدو فرصة او ذريعة ليدمر وطننا، واكد على التمسك بأفضل العلاقات مع سوريا معلنا عن امله ان تكون زيارة سعد الحريري الى دمشق فتحت مرحلة جديدة لترسيخ مفاهيم السيادة.
اما رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية فقد رأى ان المقاومة اللبنانية الوطنية الفعلية التي تتكلمون عنها كل ساعة هي هنا لان شعارها لبنان اولا وثانيا وثالثا ورابعا وتنطلق من مصالح اللبنانيين، وهي المقاومة الفعلية لانها وحدها بالفعل قادرة على حماية لبنان.
ودعا البعض الى التصرف بما تميله عليهم المصلحة الوطنية العليا، ولا يجرون اللبنانيين الى آتون من الحديد والنار دفاعا عن ملف اقليمي من هنا او نووي من هناك.
ودعا جعجع قادة الفريق الاخر لقرار شجاع يقضي بوضع سلاحهم بيد الدولة.
اجراءات للجيش
لكن اللافت ان احتفال هذه السنة تميز عن السنوات السابقة بحضور رئيس اللقاء الديموقراطي المناسبة بشكل شخصي وبدون جمهوره، حيث حضر جنبلاط ووزراء اللقاء الديموقراطي ونجله تيمور الى بيت الوسط ورافقوا الرئيس سعد الحريري الى ضريح الشهيد رفيق الحريري وقرأوا الفاتحة وبعدها غادر جنبلاط ووزرائه ساحة الشهداء مكرسا القطيعة مع القوى المسيحية في 14 اذار مؤكدا على صداقته وتحالفه مع الرئيس سعد الحريري دون الاخرين، هذا مع العلم ان مجموعة من عناصر الحزب التقدمي الاشتراكي حضرت رافعة اعلام الحزب التقدمي الاشتراكي لكن الحضور الشعبي من مناطق عاليه والشوف والمتن غاب كليا، كما غاب التمثيل الديني ايضا.
اما عن الاحتفال فقد جرى في اجواء هادئة ومثالية وتميز بالتنظيم الدقيق في حين اتخذت عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي اجراءات امنية مشددة واخضعت الحضور لتفتيش دقيق، ولم تسجل اية حادثة تذكر، كما انتشرت عناصر من تيار المستقبل والقوات والكتائب بين الحضور وبلباس موحد عملت على تنظيم الشعارات ومنع اي ممارسات من شأنها ان تعكر اجواء الاحتفال.
كما ان عناصر من حزب الله وحركة امل اتخذت اجراءات لمنع اي احتكاك بين جمهورهم والمشاركين في الذكرى وتحديدا على الطرقات المؤدية للاحتفال.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد