صحف ومجلات » تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 17/2/2010 على خطاب السيد حسن نصرالله

ـ صحيفة "السفير":
تدمير أبنية في تل أبيب مقابل مبنى واحد في الضاحية والبنى التحتية الإسرائيلية مقابل بُنانا التحتية»
نصر الله في «خطاب التوازن»: صواريخ نوعية تدمّر ... ولا تخطئ

دشّن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله مرحلة جديدة في الصراع مع إسرائيل، معيداً بناء استراتيجية الردع أو توازن الرعب وفق قواعد اشتباك نوعية، لا بل وفق مشهد افتراضي تفصيلي دقيق، من شأنه أن يحدث دوياً كبيراً في الأوساط الإسرائيلية التي ستجد نفسها، مجدداً، مضطرة لمراجعة الكثير من العبارات والحسابات.. والتهديدات والتحديات. وكشف نصرالله في «خطاب التحدي والتوازن» الذي أطلقه، أمس، في ذكرى قادة المقاومة الشهداء عباس الموسوي وراغب حرب وعماد مغنية، بعضاً من ملامح المفاجآت التي ستغير وجه المنطقة، تاركاً للأيام المقبلة الكشف عن المزيد منها.
لم يكن جديداً أن يعلن «السيد» معادلة «تل أبيب مقابل الضاحية الجنوبية»، ذلك أنه في خطاب سابق له، قبل نحو سنة، أطلق هذه المعادلة، لكن في خطاب السادس عشر من شباط 2010، ذهب إلى المزيد من التفصيل: تدمير أبنية في تل أبيب مقابل تدمير مبنى واحد في الضاحية الجنوبية. لم يكتف الأمين العام لـ«حزب الله» بذلك، بل وعد الإسرائيليين بإصابات دقيقة، بمعنى أن كل صاروخ ستطلقه المقاومة، يملك القدرة والتقنية، بما يكفل إصابته للهدف المحدد.
لم تعد هناك نقطة في الداخل الإسرائيلي من الجليل الأعلى شمالاً إلى النقب وايلات عصية على صواريخ المقاومة اللبنانية، بل صارت للمقاومة قدرة على الوصول إلى أهداف محددة، وعندما تصل لن تكون وظيفتها «فخت» أو «خدش» بعض الجدران، بل تدمير هذه الأهداف تدميراً كاملاً.
في الحسابات الإسرائيلية التي تلت الخطاب مباشرة، أن السيد نصرالله، كان يقول لهم بطريقة مبطنة إن المقاومة اللبنانية تمتلك نوعيات جديدة وحديثة من الصواريخ القادرة على تحقيق إصابات دقيقة من جهة وفاعلية في التدمير من جهة ثانية.. والباقي متروك لكم، أيها الإسرائيليون، ولمخيلاتكم، ولأجهزة استخباراتكم واستخبارات غيركم من الدول. وهكذا أعادت المقاومة التأكيد أنها تمتلك زمام المبادرة، في مواجهة سيل التهديدات الإسرائيلية الأخيرة للبنان، حكومة وجيشاً ومقاومة، وأنها طوّرت معادلة «تل أبيب مقابل الضاحية»، لمصلحة معادلة جديدة قوامها تدمير أبنية في تل أبيب مقابل تدمير مبنى واحد في الضاحية وتدمير البنية التحتية الإسرائيلية مقابل البنية التحتية اللبنانية.
لم يترك السيد نصرالله مجالاً لأي التباس أو اجتهاد في قراءة رسالته: «المقاومة لا تريد الحرب ولا تسعى إليها، أما إن حصلت، فأنا أقول للإسرائيليين: إذا ضربتم مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بيروت سنضرب مطار «بن غوريون» في تل أبيب، وإذا ضربتم الموانئ في لبنان سنقصف موانئكم، وإذا ضربتم مصافي النفط سنضرب مصافي النفط عندكم وإذا قصفتم محطات الكهرباء سنقصف محطات الكهرباء لديكم، وإذا ضربتم مصانعنا سنضرب مصانعكم... ونحن في لبنان شعباً ومقاومة وجيشاً وطنياً قادرون بقوة على حماية بلدنا ولسنا بحاجة إلى أحد في هذا العالم ليحمي لبنان. أنا اليوم، في ذكرى السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد أعلن وأقبل هذا التحدي».
وقد اختار نصرالله مدخلاً لخطابه، الذي ألقاه عبر شاشة عملاقة في مجمع سيد الشهداء بحضور حشد من الشخصيات تقدّمه ممثلا رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، تقديم العزاء لمناسبة الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، إلى عائلة الرئيس الشهيد، خصوصاً زوجته السيدة نازك ورئيس الحكومة سـعد الحريري «والى جميع الإخوة والأخوات في «تيار المستقبل» والمحبين لهذا الرئيس الشهيد». ومن خلال هذه الالتفاتة، أطلّ على الداخل اللبناني، بتقييم ايجابي لصورة التضامن الوطني وحدود التفاهمات حول المقاومة في مواجهة التهديدات الاسرائيلية، مستثنياً منها، بطريقة غير مباشرة، البطريركية المارونية و«القوات اللبنانية» والى حد ما رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.
وبينما كانت أصداء خطاب نصرالله تتردد في بيروت وتل ابيب، كان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للقضايا السياسية وليم بيرنز يزور العاصمة اللبنانية حيث بحث مع المسؤولين في المساعدات العسكرية للجيش ومستقبل عملية التسوية، على ان يتوجه اليوم الى دمشق.


ـ صحيفة "الأخبار":
نصر اللّه: إسرائيل غير قادرة على شنّ حرب
وضع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معادلة جديدة في المواجهة مع إسرائيل تُدخل الصراع العربي ـ الإسرائيلي في مرحلة جديدة من المواجهة. وبعث برسائل ردعية إلى تل أبيب تتضمن الإعلان عن امتلاك قدرات عسكرية نوعية.
معادلة ردعية جديدة كرسها أمس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، عنوانها العريض «العين بالعين والسنّ بالسنّ» وترجمتها العملية «مطار بن غوريون في مقابل مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي» وميناء مقابل ميناء ومحطة كهرباء مقابل محطة كهرباء...، كاشفاً عن أن «الكثير من الأهداف المتواضعة» كانت بين أيدي الحزب خلال العامين الماضيين، «لكننا لم نقدم لأن من نطلب ثأره هو بكلمة واضحة وواحدة عماد مغنية».


ـ صحيفة "المستقبل":
نصرالله يعلن التحدّي ويهدّد بضرب البنى التحتية لإسرائيل
رسم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في كلمة ألقاها في الاحتفال بالذكرى السنوية للقادة الشهداء في الضاحية الجنوبية، ملامح مواجهة التهديدات الإسرائيلية"، مهدداً بضرب البنى التحتية في اسرائيل وبتدمير أبنية في تل أبيب في حال هاجمت الدولة العبرية لبنان. وقال "اليوم أعلن هذا التحدي وأقبل هذا التحدي"
وقال نصرالله أمام الألوف من مناصريه متوجهاً الى الاسرائيليين "إذا ضربتم مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت سنضرب مطار بن غوريون في تل أبيب. اذا ضربتم موانئنا سنقصف موانئكم. اذا ضربتم مصافي النفط عندنا سنقصف مصافي النفط عندكم".


ـ صحيفة "الديار":
خطاب نوعي يرسم خطة المواجهة في أي حرب مقبلة مع إسرائيل، نصرالله : إذا قصفتم مطار رفيق الحريري سنقصف مطار بن غوريون،عدونا قلق فدعوه قلقاً.. وما نريده ثأراً بمستوى عماد مغنية
لم تطمئن النفوس يوما كما اطمأنت بالامس بعد خطاب السيد حسن نصرالله، فالجماهير العربية لطالما عاشت فورة عاطفية أثناء الخطابات التي أتقنتها قياداتهم، لكن في الامس أعاد السيد الى الخطاب وقعه الفاعل أمام جماهير اشتاقت نفوسها الى الانتصار، أو انها تستطيع أن تقول للغاصب أيضا، نحن قادرون قادرون.
ما أجملها ساعة حين تسمع وتصدق وتعرف وتستطيع: «أنكم والله لو قصفتم مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي، سنقصف مطار بن غوريون في تل أبيب».
لا بل حين نقوى على قصف تل أبيب اذا قصفتم الضاحية التي دخلت بفخر الى القواميس العسكرية.
فالمقاومة التي انتصرت في تموز، رسخت في عقول اللبنانيين الثقة، وبأن فيهم قوة لو آمنت لفعلت، واضاف اليها السيد أمس اننا اقوياء ولا ننتظر من احد في العالم ان يحمينا، بل بتنا قادرين على رد الصاع صاعين.
وجه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله رسالة واضحة للاسرائيليين في ذكرى الشهداء القادة عباس الموسوي وراغب حرب وعماد مغنية وخاطبهم بالقول: اذا قصفتم مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت سنقصف مطار بن غوريون في تل أبيب، اذا قصفتم موانئنا سنقصف موانئكم، واذا قصفتم مصافي النفط عندنا او قصفتم مصانعنا سنقصف مصانعكم ومصافي نفطكم.(...)


ـ صحيفة الشرق "الأوسط":
نجاد: الحرب في الربيع.. ونصر الله يتوعد إسرائيل
تصاعدت لهجة التهديد والحرب في النزاع القائم بين إيران والغرب حول الملف النووي, فبينما اعلنت واشنطن أنها لاتستبعد اي خيار بما فيه العسكري, قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إن إسرائيل تستعد لشن حرب «في الربيع أو الصيف» من دون أن يوضح ضد من، قائلا في مؤتمر صحافي أمس: إلا أن قرارهم لم يحسم»، وأضاف «لكن المقاومة ودول المنطقة ستسحقهم». كما قال أحمدي نجاد إن رد طهران «سيجعل الدول الكبرى تندم» إذا فرضت عقوبات جديدة بشأن برنامجها النووي.
وفي بيروت وجه الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله تهديدات شديدة لإسرائيل، محذرا من أن الحزب سيقصف تل أبيب إذا قصفت الضاحية، ومطار بن غوريون إذا قصفت مطار الرئيس رفيق الحريري في بيروت وموانئ ومصانع إسرائيل. وفي واشنطن، قال البيت الأبيض، أمس، إنه لن يستبعد أي خيار بما في ذلك الخيار العسكري للتعامل مع طموح إيران النووي.


ـ صحيفة "النهار":
حدد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله استراتيجية الحزب في مواجهة اسرائيل ورده على ما يمكن ان تقدم عليه ضد لبنان. وربط المراقبون مواقف السيد نصرالله بتصاعد التهديدات الاميركية لايران بفرض عقوبات عليها.


ـ صحيفة "اللواء":
نصر الله يطرح معادلة الردع: مطار بن غوريون مقابل مطار الحريري
في فاصل زمني لا يتعدى الساعة كان وكيل وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية وليم بيرنز يؤكد انه <بإمكان لبنان ان يعتمد على المساعدة الاميركية المستمرة، وقد وصل الحجم المالي مليار دولار منذ العام 2006 مع دعم مهم للقوات المسلحة اللبنانية، وان لا دعم لعملية التوطين بالقوة للفلسطينيين في لبنان، وان تحسين العلاقات مع سوريا لن يكون على حساب التزامنا العميق بلبنان والشعب اللبناني>، في حين ان الامين العام لـ<حزب الله> السيد حسن نصر الله، كان يؤكد بالمقابل ان لا احد يحمي لبنان، فقط الشعب والمقاومة والجيش الوطني بهم نحني بلدنا.
وفيما كادت مسألة التهديدات الاسرائيلية المتكررة للبنان تغيب عن المواقف المعلنة للدبلوماسي الاميركي، او تقتصر بأقل تقدير على التذكير بأن السيناتور جورج ميتشل يواصل العمل لاطلاق المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية، والعمل لاحراز تقدم على جميع المسارات عموماً، كان نصر الله يواجه مسألة التهديدات الاسرائيلية المفتوحة ضد لبنان، بطرح معادلة قديمة - جديدة، قوامها: لا نريد الحرب ولكن لن نهرب من ساحة المواجهة اي معادلة الردع على قاعدة العين بالعين والسن بالسن، فإذا <ضربتم مطار الشهيد رفيق الحريري في بيروت سنضرب مطار بن غوريون في تل ابيب، واذا ضربتهم موانئنا سنقصف موانئكم، واذا قصفتم مصانعنا سنقصف مصانعكم، واذا قصفتم محطة الكهرباء عندنا سنقصف الكهرباء عندكم، والضاحية الجنوبية مقابل تل ابيب>.
هذا عبر الاثير والاعلام الاذاعي والفضائي، اما في الغرف المغلقة، فإن الاوساط الدبلوماسية تعتقد أن كل ما يدور في المنطقة لا يخرج عن إطار لعبة <عض الأصابع> بين إيران والولايات المتحدة الأميركية في ساحة مفتوحة على الاحتمالات والصراعات والتسويات من هلمند في باكستان الى الحدود اللبنانية - السورية، ومن نقطة حرمون شرقاً باتجاه سوريا شمالاً، مروراً بمنطقة الخليج، وفي قلبه مضيق هرمز، كل ذلك على خلفية الملف النووي الإيراني وارتداداته السياسية والدبلوماسية والعسكرية.
وإذا كان هذا الملف غاب عن طاولة التداول الإعلامي في مهمة بيرنز فإن مصدراً دبلوماسياً واسع الاطلاع لم يخف قناعته بأن مهمة الدبلوماسي الأميركي في بيروت أمس ودمشق اليوم، لا تنفصل عن الحركة الدبلوماسية والعسكرية التي تقودها في دول المنطقة رئيسة الدبلوماسية الأميركية هيلاري كلينتون وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال بتريوس.
وقال المصدر لـ <اللواء> إن بيرنز سيعود الى بيروت في غضون الأسابيع القليلة المقبلة في إطار تطوير ملف العلاقات اللبنانية - الأميركية أو ما يعرف بالشراكة بين لبنان والولايات المتحدة.
إلا أن ذلك لم يمنع نصر الله من الإشادة بأداء الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري موجهاً انتقاداً قاسياً من دون أن يسميه لرئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع الذي اعتبر تصريحاته المتكررة عن عدم إعطاء ذريعة لإسرائيل للاعتداء على لبنان بمثابة <شبهة استدعاء حرب>، معتبراً أن اسرائيل تعيش مأزقاً، وهي غير قادرة على فرض سلام ولعدم قدرتها على شن حرب، في ضوء استراتيجية عسكرية جديدة مفادها ان عسكرييها مجمعون على عدم الذهاب الى حرب غير مضمونة النتائج.
تجدر الإشارة، إلى أن أي ردّ فعل على خطاب نصر الله لم يصدر، إذ ابلغ عضو كتلة <القوات اللبنانية> النائب انطوان زهرا <اللواء> انه لم يسمع الخطاب، فيما استبعد نائب بارز في تكتل <لبنان اولاً> أن يصدر عن الأمانة العامة لقوى 14 آذار موقف من الخطاب في اجتماعها الدوري اليوم على اعتبار أن نصر الله لم يقل شيئاً معيناً بخصوص الوضع السياسي اللبناني، باستثناء معادلة الردع التي طرحها والتي هي من باب رفع المعنويات.


- "الأخبار":
 حسن عليق
«الصواريخ صارت عنّا... اللّه أكبر»
... وعندما خاطب السيد الإسرائيليين قائلاً: «إذا دمرتم فسندمر»، خرج رجال الانضباط في قاعة مجمّع سيد الشهداء عن هدوئهم المعتاد. تخلّوا عن التعابير الباردة، وعن الحزم في تطبيق التعليمات المعطاة لهم، وعادوا كغيرهم من مناصري حزب الله. شارك بعضهم الحاضرين في قاعة سيد الشهداء الهتافَ بصوت واحد: «لبيك يا نصر الله». أما البعض الآخر، فاكتفى بالابتسام ملء وجهه. أما الحاج خليل، الرجل السبعيني الذي تبرع منذ بداية خطاب الأمين العام لحزب الله بشرح ما يقوله السيد، فقرر الخروج من القاعة بعدما أعياه التعبير عن فرحته بكلام السيد وبلّله العرق. قبل ذلك، عندما انتقد نصر الله من يطالبون بعدم «إعطاء العدو ذريعة للهجوم على لبنان»، التفت الحاج خليل إلى من يجلس بقربه قائلاً بغضب: عم يحكي عن السنيورة. وحين قال نصر الله إن التدمير سيقابله التدمير، ابتسم الحاج خليل مفسّراً: «يعني الصواريخ يلّي منشوفها على التلفزيون صارت عنا. الله أكبر. من الأول قولْها».
جمهور السيد يتناغم معه. ينصت له بصمت عندما يتكلم. يبتسم متى ابتسم. ويرفع نبرة هتافه كلما خاطب نصر الله العدو بنبرة قاسية. خارج القاعة، تزغرد سيدة خمسينية عندما يهدد الأمين العام لحزب الله قادة إسرائيل. الجمهور المحتشد في القاعة سمع كلاماً غير مسبوق من نصر الله، على الأقل، منذ أن أعلن تحوّل لبنان إلى «قوة إقليمية عظمى» في العام 2006، خلال ظهوره العلني ما قبل الأخير في مهرجان الانتصار. انعكس ذلك حماسةً دفعت بعض الشبان إلى القفز من أماكنهم وهم يرفعون قبضاتهم هاتفين للضاحية ونصر الله. باتت المنطقة مكاناً عزيزاً في أذهان أهلها. حتى والدات الشهداء في الصفوف الأمامية لم تفارقهن الابتسامة، إلى أن دمعت عيون بعضهن عندما كشف الأمين العام لحزب الله عن أن «الكثير من الأهداف (الإسرائيلية) المتواضعة كانت بين أيدي (المقاومة) خلال العامين الماضيين، إلا أننا لم نُقدِم لأن من نطلب ثأره هو بكلمة واضحة وواحدة عماد مغنية».
وأبعد من الحماسة، ثمة طمأنينة خلّفها كلام نصر الله. «السيد أكد أن الحرب لن تقع. وإذا وقعت، فستكون الأخيرة لإسرائيل إن شاء الله»، يقول شاب يحمل صورة الشهيد عماد مغنية.
في بداية الاحتفال، وقف الحاضرون مصفقين لدخول شبان يحملون رايات بيضاء وسوداء وصفراء مرتدين زياً عسكرياً. يخاطب رجل ابنه مشيراً باتجاههم: «هودي المقاومة يا بابا». الطفل يلوّح بعلم حزب الله مبتهجاً. لكن الوالد سرعان ما أصيب بخيبة أمل، عندما اكتشف أنهم أعضاء فرقة فنية هدفهم تأدية عرض إنشادي مسرحي، فتمتم بصوت مرتفع: «فكّرناهن من المقاومة». ورغم عدم وضوح بعض العروض التي قدمها أعضاء الفرقة، إلا أن أنظار الحاضرين بقيت شاخصة باتجاه الشاشة الكبيرة التي كانت تعرض صوراً للشيخ راغب حرب من دون عمامة، حاملاً بندقية قديمة. تمرّ بعدها صور للسيد عباس الموسوي، بينها واحدة لجولته في كشمير، وأخرى للقائد الجهادي عماد مغنية.
بعد ذلك، يعتلي عريف الحفل علي عباس المنبر. «لا أحد يحمّسنا مثله»، يقول أحد الشبان. يخلي المنبرَ لراغب نجل الشيخ الشهيد راغب حرب. الشاب الذي استشهد والده في عام 1984 وهو لم يكن قد أبصر النور بعد، يعرب عن افتخاره بتمثيل عوائل الشهداء. يجدد العهد لوالده ورفاقه على أن يبقى «الموقف سلاحاً». يعود علي عباس ثانية. يلهب الحضور بكلامه، خاتماً بعبارته المعهودة: «لن نخلي الساح، لن نترك السلاح. لبيك يا نصر الله».
أبرز الحاضرين في كلام نصر الله أمس كان طيف عماد مغنية. قبل سنتين، كان جثمانه مسجى في المكان ذاته. كان إعلان استشهاده من أقسى ما وقع على المقاومة وجمهورها منذ عام 1992، حين اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي. بعد استشهاده، قال أحد المقاومين الذين كانوا على صلة به: «أشعر بأنني بلا سقف يحميني». لكن هذا الشعور «لم يدم طويلاً»، يؤكد أحد أقارب مغنية المنخرطين في العمل المقاوم، الذي كان حاضراً في احتفال أمس. يضيف: «نحن بشر. آلمنا فراق الحاج. لكننا كنا نتوقع استشهاده في أي لحظة، فلم تكن صدمتنا كبيرة. وعزاؤنا الأول أن ما تركه لنا سيظهر حتماً. هو كالغرسة التي لا تؤتي ثمارها إلا بعد حين».


- "الأخبار":
خالد صاغية
هكذا تكلّم حسن
لقد دخلنا، أمس، بعد خطاب السيّد حسن نصر اللّه مرحلة جديدة في الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي. مرحلة بدأت ملامحها تتكوّن منذ حرب تمّوز، وظهرت صورتها شبه مكتملة أمس. لا يتعلّق الأمر باستبدال الخوف والضعف بالشجاعة والقوّة وحسب، بل بالقدرة على جعل الحرب خطراً على إسرائيل نفسها. لقد تبدّلت معادلة الإزعاج مقابل الألم. معادلة الألم مقابل الموت. معادلة أن يقبع الإسرائيليّون في الملاجئ مقابل أن يخسر اللبنانيّون بيوتهم. أو، كما قال نصر اللّه، معادلة خدش جدار في تل أبيب مقابل تدمير مبنى في الضاحية.
يمكن الاستطراد والقول إنّه منذ عمليّة إطلاق سراح سمير القنطار، تغيّرت أيضاً معادلة ألف أسير عربيّ مقابل أسير إسرائيليّ. الأمر نفسه ينطبق على عمليّة الثأر لعماد مغنيّة، وتأكيد الأمين العام لحزب اللّه عدم القبول بالثأر عبر إصابة أهداف «متواضعة». المعادلة الجديدة تقضي بالآتي: القائد مقابل ما يوازنه.
وبالمعنى نفسه، وربّما عن قصد أو من دون قصد، ضرب نصر اللّه على وتر شديد الحساسيّة حين سمّى مطاريْ بيروت وتل أبيب باسميهما، وهما اللذان يحملان اسمَيْ رفيق الحريري ودايفيد بن غوريون. كأنّه لا يضع مطاراً مقابل مطار وحسب، بل يضع أيضاً رمزاً لبنانياً في مواجهة رمز إسرائيلي، وإن اختلفت درجات الإجماع على الرمزين.
قد يستنتج المرء من ذلك ابتعاد شبح الحرب الإسرائيليّة على لبنان، أو تحوّل هذه الحرب إلى حرب إقليميّة بعد كلام وزير الخارجيّة السوري وليد المعلّم، وبعد تأكيد نصر اللّه الحصول على أسلحة دقيقة. وقد يستنتج آخرون خيبة كلّ من كان لا يزال يراهن على فصل سوريا عن إيران، ثمّ استخدام دمشق للضغط على حزب اللّه.
لكنّ الكلام الاستراتيجيّ لم يكن هو المفصليّ أمس. كان ثمّة ما هو أبعد من ذلك.
معادلة نصر اللّه الجديدة ليست كسر التفوّق العسكري الإسرائيلي وحسب، ولا كسر العنجهيّة الإسرائيليّة وحسب، بل أيضاً، قبل كلّ شيء، كسر الانكسار اللبناني والانكسار العربي. هل تذكرون خطاب النصر في أيلول 2006؟ «لبنان دولة إقليمية عظمى»، هكذا تكلّم حسن نصر اللّه.


- "السفير":
جعفر العطار
أبو عماد مغنية يترك المستشفى... تحية لـ«السيد» وللشهداء
الأوراق البيضاء وزعت على الكراسي البلاستيكية بدقة وعناية. تذيل كل ورقة صفة الشخصية التي ستجلس عليها: «نائب، وزير، ممثل رئيس الجمهورية، ممثل رئيس مجلس النواب، ممثل رئيس الحكومة، الشيخ، السيد...». الكراسي ما زالت فارغة، تنتظر موعد بدء مهرجان «يوم الشهداء القادة»، الذي أقامه «حزب الله» أمس.
يشرف «الحاج عباس» على توزيع الشبان، الذين علقت على ياقاتهم عبارة «تشريفات». تبدأ الوفود بالتقاطر الى «مجمع سيد الشهداء» قبل الموعد بنصف ساعة. لكن القاعة ما زالت شبه خالية. والأعلام لم ترفع بعد. الا أنها، لن تهدأ لحظة بدء «السيد» بكلمته. سترفرف كثيراً، تزامناً مع صيحات الحناجر: «لبيك يا نصر الله» أو «ابو هادي».
تعلو المدخل الرئيسي ثلاث صور عملاقة، تجابهها فوق المنصة مثيلاتها، لكن بحجم أصغر: الشيخ راغب حرب، عماد مغنية بقبعته الشهيرة، والسيد عباس الموسوي بعمامته السوداء، والتي ستكون جزءاً من الجدارية التي ستنشدها فرقة «رسالات»، عقب كلمة عوائل الشهداء التي ألقاها راغب راغب حرب.
الرقم ثلاثة يتكرر في الصور البصرية: على مقربة من صور «القادة»، ثبتت لوحة تضم ثلاثة مقاومين يشقون طريقهم بين العشب. وأمام المنصة، رفعت ثلاث لافتات سوداء بطريقة متوازية، ممهورة بعبارة «في يوم الشهداء القادة، نجدد العزاء لأهالي ضحايا الطائرة المنكوبة».أما أهالي الشهداء، فقد خصص لهم مربع خاص، يجاوره مربع آخر لجرحى المقاومة، والى جانبه وزعت الكراسي لاستقبال «السرايا اللبنانية». المهرجان، الذي حضره ممثلا رئيسي الجمهورية ومجلس النواب والقيادات العسكرية والأمنية وشخصيات سياسية ورسمية وحزبية ونقابية، ليس الأول من نوعه، في حين تميز المهرجان ـ من حيث الجديد ـ بكلمة راغب حرب الابن... وجدارية «النصر».يبدو مشهد المجمع، من المنصة، أكثر وضوحاً: بعض الأعلام مرفوعة، وأخرى مستقيمة. حشود غفيرة تقف في الرواق الفاصل بين مربع الرجال وبين النساء، ما يعني أن القاعة قد امتلأت. شبان، بعضهم يرتدي بزات عسكرية والبعض الآخر ثيابا بيضاء وسوداء اللون، يحملون رايات ويشقون طريقهم في اتجاه المنصة.على وقع الألحان العسكرية، تصل الفرقة الانشادية الى المنصة وسط صخب الجمهور. تحمر وجوه المنشدين. قوة تنبض في الكلمات القوية والرنانة، التي ترافقت مع أداء مسرحي، قسم على النحو التالي: بالأبيض للشيخ راغب حرب، بالأسود للسيد الموسوي، وبالأصفر لعماد مغنية. الضيوف الذين جلسوا في الصف الأول، يقرأون كلمات النشيد من الكتيّب الذي وضع على كراسيهم، في حين تعرض الكلمات للجمهور على الشاشة العملاقة، والتي سيطل منها «السيد» بعد لحظات. بين الضيوف، جلس رجل ينصت الى النشيد بخفر. وقد بدت علامات التعب على محياه. انه والد عماد مغنية. وقد جلس الى جانبه، لهنيهات، جهاد عماد مغنية. الرجل، والد «الحاج رضوان»، لم يمتثل لارشادات الطبيب، الذي طلب منه عدم مغادرة المستشفى، حيث نقل اليه عقب اصابته بوعكة صحية، وعند الانتهاء من المهرجان، سيعود والد مغنية الى المستشفى، ترافقه سيارة الإسعاف التي تبعته الى الاحتفال.
يعلو صوت عريف الحفل «ابو حسن» ممهدا لوقوف الجمهور، على ايقاع كلماته القوية. ترتفع الرايات والأعلام في الهواء، تتداخل الألوان بعضها ببعض، بين ألوان «الحزب» الصفراء وبين الأعلام اللبنانية ورايات «السرايا» وعلم فلسطين. يطل «السيد»، وخلفه صورة ثلاثية. أمامه، وقفت حشود ورددت، أكثر من مرة: «لبيك يا.. نصر الله»... «ابو هادي». 


ـ "اللواء":
محمد جابر
مشاركة حاشدة في التكريم وشعارات تمجد المقاومة
لم تختلف الصورة في مجمع سيد الشهداء بعد سنتين على استشهاد الحاج عماد مغنية، ان لناحية الحشود او الشعارات في احتفال تكريم شهداء المقاومة، فكانت الشعارات والاعلام والصور المرفوعة واحدة تعبر عن مسيرة الشهداء على مر تاريخ المقاومة، وكانت تساؤلات المشاركين من مواطنين عن المستقبل الآتي في الصراع مع العدو الاسرائيلي وانتظارهم للجديد في خطاب جديد للسيد حسن نصر الله•قبل ساعات من بدء لحظة الاحتفال كان مجمع سيد الشهداء ومعه الشوارع المجاورة قد امتلأت بالمشاركين من شخصيات رسمية غصت بها منصة الاحتفال الى مواطنين ضاقت بهم الشوارع في طقس شباطي متقلب•وكما هي العادة فإن التنظيم الذي اشرف عليه متطوعين من الحزب وقوى الانضباط اخذ طابع استثنائي ومميز ولم يترك أي مجال لأي ثغرة، فكانت عناصر الانضباط حاضرة في كل صف من صفوف المشاركين لمعالجة اي ثغرة قد تحصل•المشاركون رفعوا اعلاماً لبنانية واعلام لحزب الله والمقاومة، اضافة الى بعض الاعلام الفلسطينية، ورددوا الشعارات التي تتناسب مع هذا الحدث الذي بات سنوي وموازي لاحتفال 14 شباط، وهذا العام اخذ شعار <الشهداء قافلة الوجود>•وقد القى العديد من الاناشيد المقاومة التي رددها الحضور بحماسة ومنها <من عزيمتنا لم ينالو>، <انت القائد يا اسد الميدان>، وبثت كلمات للسيد حسن نصر الله كان قد رددها في مناسبات مختلفة تؤكد على المقاومة والنضال، وقد زاد الحماس حينما تم ترداد كلمة <لقد ترك لكم عماد مغنية معه عشرات الآلاف من الرجال المدربين على القتال والجاهزين للشهادة>•الانظار كانت شاخصة الى الشاشة العملاقة حيث سيطل السيد حسن نصر الله ودائماً جمهور المقاومة ينتظر الجديد من السيد، وهو بدأ متعطشاً لرؤيته الجديدة، خصوصاً على صعيد الصراع مع العدو الاسرائيلي، وما يحضره من مفاجآت جديدة، ولم تغب عن الحاضرين نقاشات تمحورت حول السياسة المحلية وصولاً الى الابعاد الاقليمية والدولية مع استمرار حضور مأساة الطائرة الاثيوبية خصوصاً ان العديد من المشاركين لهم اقارب في المأساة• وما ان اطل السيد حسن نصر الله على الشاشة العملاقة حتى علت الهتافات <ابو هادي ابو هادي>، ووقف الجميع للنشيد الوطني اللبناني ونشيد المقاومة وقدمت <جدارية النصر>، وهي عبارة عن عمل ملحمي رائع من اعداد الجمعية اللبنانية للفنون، وشارك في العمل اكثر من مئة شخص، وهو يجسد المقاومة في نضالها الطويل منذ العام 1983•

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد