صحف ومجلات » «صـوت لبنـان» تـودّع شيخهـا

1698kahira_146- صحيفة 'السفير'
مايسة عواد

لفّ الحزن والتأثر، أمس، أسرة &laqascii117o;صوت لبنان" التي فقدت رئيس مجلس إدارتها المدير العام سيمون الخازن. أوقفت الإذاعة برامجها المعتادة مباشرة بعد إعلان الخبر، تاركة الأثير كله للموسيقى الكلاسيكية، تقطعها بين حين وآخر أخبار توافد المعزين وشهاداتهم في الراحل.
كانت الزميلة وردة الزامل، مديرة البرامج في &laqascii117o;صوت لبنان" قد تولت نقل الخبر المؤسف لمستمعي الإذاعة. بكثير من التأثر قالت &laqascii117o;تفتقد &laqascii117o;صوت لبنان" اليوم إلى شيخ الإذاعة، إلى من ضحى وأعطى وحرّضنا على العمل وعلى استمرار &laqascii117o;صوت لبنان" منارة إعلام ومنبر حق وحرية وكرامة". وتابعت :&laqascii117o;ودّعنا اليوم في تمام الساعة الحادية عشرة والربع، على موعد موجز الاخبار، وهو الذي كان دائماً حريصاً على الأخبار وعلى الرأي والرأي الآخر".
محطات
لا تقتصر سيرة الخازن (مواليد 1943) على محطات مهمة على الصعيد الإعلامي، وتحديداً في &laqascii117o;صوت لبنان" التي شن من أجلها حملة كبيرة العام 1996 بعد حرمانها من الترخيص، فأسس &laqascii117o;الشركة العصرية للإعلام" لتكون طريقه للحفاظ على الاذاعة. هو أيضاً من مؤسسي لجنة المتابعة لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي تحولت لاحقاً إلى اتحاد المرئي والمسموع.
وإضافة إلى عالم الإعلام، كان للخازن حضوراً سياسياً بارزاً، تحديداً في حزب &laqascii117o;الكتائب" الذي شغل فيه أكثر من منصب قبل أن يصبح نائباً لرئيس الحزب العام 2001. هذا علاوة على نشاطاته في الرابطة المارونية والاتحاد العمالي العام ومجلس إدارة جمعية الصناعيين اللبنانيين.
حراك دائم
تحضر المعركة القاسية للحفاظ على &laqascii117o;صوت لبنان" في كلام الرئيس السابق لحزب &laqascii117o;الكتائب" كريم بقرادوني، كواحدة من معركتين كبيرتين في حياة الخازن. يقول بقرادوني لـ &laqascii117o;السفير" ان الخازن &laqascii117o;حوّل &laqascii117o;صوت لبنان" إلى أكثر من مجرد إذاعة، حولها إلى حزب من خلال المواقف الواضحة التي اتخذتها. لا شك انه ساهم باطلاق حرية الإعلام والدفاع عنها. كان يقف دوماً إلى جانب أي مؤسسة إعلامية مهددة، لأنه يؤمن بحرية الرأي". وتابع: &laqascii117o;عندما لم تعط &laqascii117o;صوت لبنان" ترخيصاً بسبب حجمه (أي الخازن) ومواقف الاذاعة، شن حملة كبيرة من أجل السماح بالتراخيص. قادها على مستوى كبير وربح المعركة". أما المعركة الثانية في نظر بقرادوني فهي &laqascii117o;خوضه معركة الطائف إلى جانب الدكتور جورج سعادة. كان الوضع صعبا مسيحياً وانا أعتبر انه ربح هذه المعركة أيضاً".
على المستوى الشخصي، يسترجع بقرادوني وقوف الخازن إلى جانبه بقوة عندما ترشح لرئاسة الحزب &laqascii117o;وعندما قرر ان يترشح على مقعد نيابة الرئاسة كنت إلى جانبه. وفي كلا التجربتين، لفتني كيف كان سيمون يمد يده أولاً إلى من ترشحوا ضده أو ضدي، كان في حراك دائم وامتلك شبكة معارف كبيرة جداً. عرف كيف يتحدى الخصومات ولم يرسم خطوطاً حمراً على أحد. هو أمر ملفت بالسياسة".
الاذاعة عالمه
تسترجع الزميلة وردة الزامل في اتصال مع &laqascii117o;السفير" سيمون الخازن بصفته &laqascii117o;رجلا صلبا صامدا جريئاً. كان يعرف كل الأمور عن كل الاستحقاقات، مع ذلك لم يسع مرة كي يكون في الواجهة. الإذاعة هي عالمه بيئته وبيته الأكبر إلى جانب عائلته الصغيرة". تتوقف الزامل عند &laqascii117o;وفائه الكبير للمهنة الإعلامية &laqascii117o;، مستعيدة أيضاً معركته &laqascii117o;للحفاظ على &laqascii117o;صوت لبنان" عندما حاولوا حرمانها حقها في زمن ما سمي تنظيم الاعلام. وضع روحه ومصداقيته على كفه. وكان الحل عبر &laqascii117o;الشركة العصرية للإعلام".. وجلب الرخصة". تتابع الزامل: &laqascii117o;كان حريصا على الرأي والرأي الآخر في الإذاعة، يتكلم مع المسؤولين عن النشرة وغيرها من البرامج &laqascii117o;من قبل الضو". هو مناضل يسير أمامنا كي يحمي غيره. هاجسه كان دائماً العمل الأفضل".
بدورها، لم تستطع الزميلة ريبيكا أبي ناضر التي يعرفها المستمعون في &laqascii117o;شكاوى الناس" إكمال حديثها مع &laqascii117o;السفير". كانت الغصة أكبر من قدرتها على الكلام، فهي اعتادت أن تكون علاقتها &laqascii117o;شخصية ويومية" كما تصفها مع مدير الإذاعة أو والدها، هو &laqascii117o;جريء، يحترم التنوع. كنا نحسه أبا لا مديراً. أباً حاضنا لعائلة لبنانية وتنوع لبناني. كان يهتم بكل القضايا من أبسط شكوى تصل إلى أهم مرجع سياسي".
تلفت أبي ناضر إلى بصمة الخازن في تطوير الإذاعة وحرصه على مواكبة التغييرات التي أدخلتها الانترنت، &laqascii117o;هذا إضافة إلى انفتاح الاذاعة على أكثر من مؤسسة عريقة، سواء &laqascii117o;بي بي سي" أو مع الاذاعة الكندية أو &laqascii117o;دويتشه فيليه" أو غيرها. لا استرخاء معه. الخبر هو الخبر. كان كأنه لا ينام كي نصنع نحن الخبر. هو وطني. لا يقبل الضغط على أي فرد من الإذاعة. يحمل هو دائما كل المسؤولية".
تحرص أبي ناضر ان تشدد على حرص الخازن على &laqascii117o;ان يقف مع المؤسسات الاعلامية والعاملين فيها أثناء أي ازمة باختلاف توجهها السياسي"، قبل ان تعود إلى صفاته الشخصية: &laqascii117o;غادرنا على غفلة. هو أب في تعاطيه معنا، مرات قاس ومرات حنون، لكن قلبه كان دائماً على الجميع، حريصاًعلى متابعة أخبارهم".
تتوقف أبو ناضر عن الكلام &laqascii117o;مش عم صدق بعد"، ثم ما تلبث أن ترد كمن يعزي نفسه &laqascii117o;بعرف ما لازم قول هيك. بالآخر الموت حق".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد