- صحيفة 'الشرق الأوسط'
(…) بحسب المصادر، رافق الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الشيخ محمد يزبك رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله، وإبراهيم أمين السيد رئيس المجلس السياسي في الحزب، والحاج حسين الخليل المعاون السياسي للسيد نصر الله. كما شارك في اللقاء عن الجانب الإيراني وزير الخارجية منوشهر متقي والسفير الإيراني في سورية أحمد الموسوي.
وجاء لقاء نجاد ونصر الله في دمشق يوم أمس مباشرة بعد لقاء نجاد مع قادة عشرة فصائل فلسطينية في السفارة الإيرانية، بينهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وزياد نخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد وأحمد جبريل من القيادة العامة، واستمر الاجتماع نحو ساعة ونصف الساعة، وأكد خلاله نجاد أن &laqascii117o;المقاومة هي الخيار الناجح لتحرير الأرض"، وجدد وقوف إيران بكل قوة إلى جانب الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه.
وقال البيان الرسمي السوري إن حسن نصر الله التقى بالرئيسين السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد خلال مأدبة عشاء أقامها الأسد على شرف أحمدي نجاد بمناسبة زيارته إلى دمشق.
فيما ذكرت قناة &laqascii117o;المنار" التابعة لحزب الله أن نصر الله التقى أحمدي نجاد وتطرق معه إلى &laqascii117o;آخر التطورات في المنطقة والتهديدات الصهيونية المتكررة ضد لبنان وسورية". وكانت قناة &laqascii117o;المنار" وسيلة الإعلام الوحيدة الحاضرة في اجتماع نجاد ونصر الله، حيث لم يكن يسمح سوى لمصور قناة &laqascii117o;المنار" والمصور الخاص بالرئيس أحمدي نجاد بتصوير الاجتماع. وغادر الرئيس الإيراني دمشق صباح يوم أمس بعد مباحثات استمرت يوما، تم التوقيع خلالها على اتفاق يقضي بإلغاء تأشيرة الدخول بين طهران ودمشق، في تعبير عن رفض سورية للدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى دمشق لكي &laqascii117o;تبدأ بالابتعاد في علاقتها عن إيران التي تتسبب في اضطرابات للمنطقة وللولايات المتحدة".
وبينما كانت دمشق تشهد اللقاء الثلاثي، تزايد التوتر في لبنان الذي دأبت الطائرات الإسرائيلية على اختراق مجاله الجوي وصولا إلى العاصمة طوال اليومين الماضيين بالتزامن مع معلومات عزم نصر الله المشاركة في اجتماعات سورية.
ويأتي ذلك فيما اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بـ&laqascii117o;التمادي في انتهاك السيادة اللبنانية، والقرار 1701"، وأشار بيان رسمي لبناني إلى أن الطائرات الإسرائيلية &laqascii117o;اخترقت الأجواء اللبنانية بشكل استفزازي، اعتبارا من صباح يوم أمس (أول من أمس) ولغاية صباح اليوم (أمس)".
وفيما أكد عضو كتلة حزب الله النائب حسين الموسوي أن &laqascii117o;سورية وإيران مهتمتان بكل ما يدعم المقاومة والجيش في لبنان لتمكينهما من الدفاع عن أرضهم"، قال مسؤول الإعلام الإلكتروني في الحزب حسين رحال إن سورية لم تسقط خيار المقاومة في يوم من الأيام، واعتبر أن اللقاء بين نصر الله والرئيسين الأسد ونجاد &laqascii117o;هو من اللقاءات الطبيعية"، مشيرا إلى أن &laqascii117o;أهمية لقاء دمشق يأتي من خلال رؤيته في إطار الرد على كل التهديدات التي تعرضت لها القوى المجتمعة في الشام، أي إيران، سورية، حزب الله، وحماس، بضرب بناها التحتية وغير ذلك من أمور". وأشار إلى أنه بحث مجمل الأوضاع في المنطقة عامة، خصوصا القضية الفلسطينية، وأهمية هذا اللقاء تنبع من الإطار الذين يمكننا رؤيته فيه في مقابل التهديدات الصهيونية والإملاءات الأميركية. وشدد على أن محاولات الضغط على سورية لم تفلح في زحزحتها عن الإيمان بمبدأ المقاومة، والموقف اللبناني والسوري في الرد على تصريحات العدو منع وقوع الحرب. ورأى رحال أن &laqascii117o;التوافق بين إيران وسورية والاحترام اللبناني السوري قوة للأطراف الثلاثة".
إلى ذلك، كشف مصدر أمني لبناني أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني أوقفت شبكتي تجسس، واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب، إذ أوقفت مخابرات الجيش شبكة في الجنوب تضم المتقاعدين في قوى الأمن الداخلي حمد س. ومحمود و. حيث ضبطت بحوزتهما أجهزة اتصال. وحمد س. هو من بلدة الماري الحدودية في قضاء حاصبيا، وقد اقتادته القوى الأمنية من منزله إلى مقر مديرية المخابرات في وزارة الدفاع في اليرزة للتحقيق معه، وهو يبلغ العقد الخامس من العمر، عمل لفترة زمنية معينة مسؤولا عن أحد التنظيمات الحزبية في المنطقة، قبل أن يستقيل قبل أشهر قليلة. وقد تمت مصادرة سلاح كلاشنيكوف مع ذخائره من منزله، بالإضافة إلى جهاز كومبيوتر ووثائق ومعدات اتصال. أما شبكة الشمال، فتضم جودت خ. المصنف بـ&laqascii117o;المهم جدا"، وسمعان س. والتحقيقات جارية مع أفراد الشبكتين لمعرفة تفاصيل علاقتهم بالموساد وطبيعة المعلومات التي زودوه بها.
ـ صحيفة 'الحياة'
(…) وكان الاسد اعلن، في مؤتمر صحافي مع نجاد اول من امس ان محادث الجانبين تناولت الاوضاع في الاراضي و"جرائم إسرائيل وإرهابها وكيفية مواجهة هذا الإرهاب ووضع المقاومة في المنطقة وكيفية دعم هذه القوى المقاومة". وافاد &laqascii117o;المركز الفلسطيني للاعلام" القريب الى &laqascii117o;حماس" بان نجاد اعرب، خلال لقائه قادة الفصائل بمن فيهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل عن &laqascii117o;سعادته بلقاء فصائل المقاومة الفلسطينية في كل زيارة يقوم بها لدمشق، مؤكداً دعم إيران المستمر للشعب والقضية الفلسطينية". ونقل المركز عن نجاد قوله:"أن الضغوط التي تمارس على طهران لن تزحزحها عن مواقفها". كما &laqascii117o;تطرق نجاد إلى إعلان الاحتلال ضمّ المسجد الإبراهيمي إلى ما يسمّى قائمة الآثار الصهيونية، مشدّداً على أن مثل هذه التصرفات خير دليل على العنجهية الصهيونية"، بحسب مصادر &laqascii117o;حماس" التي نقلت عن مشعل &laqascii117o;تنويهه بالدور الإيراني الداعم للشعب والقضية الفلسطينية" وحديثه عن &laqascii117o;معاناة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزّة بفعل الاحتلال والحصار". والى مشعل، حضر اللقاء ونجاد الامين العام لـ"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" احمد جبريل ومسؤول الخارج في &laqascii117o;الجبهة الشعبية" ماهر الطاهر وزعيم &laqascii117o;فتح - الانتفاضة" &laqascii117o;ابو موسى" ونائب الامين العام لـ"حركة الجهاد" زياد نخاد وممثلو باقي الفصائل العشرة.
وقال نخالة لـ"الحياة" ان نجاد دعا قادة الفصائل الى زيارة طهران قريبا بحيث يجري &laqascii117o;استكمال المحادثات" التي جرت في دمشق لمدة زهاء الساعة. واضاف انه &laqascii117o;جدد وقوف ايران الى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته"، وانه &laqascii117o;يشعر بالفخر بصمود الشعب الفلسطيني العظيم الذي هو في خط المواجهة الاول".
في المقابل، تحدث قادة الفصائل &laqascii117o;منوهين بموقف ايران، ومواقف الرئيس احمدي نجاد الشجاع مع الشعب الفلسطيني". واوضح الطاهر :"اكدنا اهمية الوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف على قاعدة استمرار المقاومة"، مشيرا الى ان الحديث عن استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية &laqascii117o;يرمي الى التضليل والخداع"، وان &laqascii117o;المشروع الآخر وصل الى طريق مسدود، وان الخيار الوحيد هو المقاومة".
ـ صحيفة 'المستقبل'
شف رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان اسرائيل تحاول من خلال تهديداتها وتضخيم ما تعتبره 'اخطاراً متأتية من سوريا او لبنان' التملص من الضغوط الدولية عليها للسير بالمبادرة العربية واعطاء الفلسطينيين حقوقهم وفي طليعتها حق العودة، في وقت تستمر ببناء المستوطنات وتعمل على يهودية اسرائيل.
وشدد من جهة اخرى على وجوب تضامن اللبنانيين ووحدتهم، لافتاً الى ان المسيحيين في لبنان لم يتصرفوا يوماً على اساس انهم اقلية في منطقة الشرق الاوسط، وبنوا مع المسلمين حضارة عربية يمكن الارتكاز اليها. كما ان المسلمين في لبنان لم يتصرفوا يوماً على اساس انهم الاكثرية في المنطقة العربية، انما ارادوا دائماً ان يكون المسيحي شريكاً اساسياً ومتقدماً في هذه الشراكة، وهذه هي الرسالة التي نحملها اليوم الى روسيا والعالم.
واشار الى ان الاصلاح عملية صعبة وعملية تحد، 'وعلينا الاستمرار على الرغم من التعقيدات، لكننا مصرون على حصول الاصلاح ونمتلك الصبر الطويل، وهذا الصبر مرتبط بالامل، وسنظل مصرين على الاصلاح حتى يستحي من لا يريده من غير الاصلاحيين، ويقتنعوا بضرورة اجراء الاصلاحات، وهذا امر حيوي للبنان الذي أعطى الانسانية والحرف والمبدعين في المجالات كافة، ودول الاغتراب تشهد على ذلك'.
مواقف الرئيس سليمان اتت خلال سلسلة لقاءات عقدها بعض الظهر، استهلها بزيارة قام بها والوفد المرافق لبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الذي رحب برئيس الجمهورية في زيارة وصفها بالتاريخية لأنها الاولى لرئيس جمهورية لبنان، لافتاً الى علاقات قلبية وطيبة تربط الكنيسة الأرثوذكسية الروسية مع الشعب اللبناني عبر سنين طويلة.
واعتبر البطريرك كيريل ان الشعب اللبناني اختار رئيسه التوافقي في اصعب لحظات كان يمر بها، مشيراً الى الامل الذي يحدو الشعب بتعزيز السيادة والاستقلال وسلامة الاراضي بعدما استعاد الامن والاستقرار والعدالة.
بدوره، شكر الرئيس سليمان للبطريرك كيريل استقباله، مشيراً الى العلاقات بين روسيا ولبنان التي تعود الى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. واوضح انه لمس من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف رغبة صادقة في مواصلة هذه العلاقات.
ولفت الى ان المسيحيين في لبنان لم يتصرفوا يوماً على اساس انهم اقلية في منطقة الشرق الاوسط بل حاولوا دوماً ان يلعبوا دور الانفتاح والانتماء الى العروبة، وبنوا مع المسلمين حضارة عربية يمكن الارتكاز اليها. كما ان المسلمين في لبنان لم يتصرفوا يوماً على اساس انهم الاكثرية في المنطقة العربية، انما ارادوا دائماً ان يكون المسيحي شريكاً اساسياً ومتقدماً في هذه الشراكة، وهذه هي الرسالة التي نحملها اليوم الى روسيا والعالم.
واشار الى قرار الحكومة باعتماد عيد البشارة عيداً وطنياً في لبنان، موجهاً الدعوة الى البطريرك كيريل لزيارة لبنان.
في ختام اللقاء، قدم البطريرك كيريل الى الرئيس سليمان هدية عبارة عن شمعدانين ذهبيين نادرين، وقدم له رئيس الجمهورية قطعة من خشب الارز محفورة على شكل ارزة وفي داخلها قطعة من النقود البيزنطية النادرة.
وكان الرئيس سليمان جال والوفد المرافق سيراً على الاقدام في الساحة الحمراء، وفي محيط قصر الكرملين التاريخي، واطلع على معالمها التاريخية العريقة، وعلى ما تتضمنه من كاتدرائيات مميزة بتصميمها الهندسي، اضافة الى مدافن قادة الاتحاد السوفياتي السابق.
استقبال الجالية
وانتقل الرئيس سليمان الى فندق 'الريتز' حيث أقام سفير لبنان في موسكو عاصم جابر حفل استقبال على شرفه والوفد المرافق، حضره ابناء الجالية في العاصمة الروسية. وألقى السفير جابر كلمة ترحيبية، تحدث بعدها رئيس الجمهورية فقال: 'أنا سعيد جداً لوجودي معكم في روسيا وسعادتي أكبر في العاصمة موسكو، بالرداء الابيض وهو رداء السلام مع دفء الاستقبال. هذه الزيارة الاولى لرئيس جمهورية لبنان الى روسيا وتعتبر تاريخية وستؤسس لعلاقات طيبة. ونحن نعرف دور روسيا في لبنان منذ القرن الثامن عشر والتاسع عشر حيث ساهمت في بناء مدارس ومستشفيات وكنائس وهي عضو دائم في مجلس الامن ومدعوة لدور سياسي كبير الى جانب لبنان. إن هدف الزيارة بداية هو الشكر لوقوف روسيا الى جانب لبنان وخصوصاً خلال حرب تموز 2006 حين ساهمت في إصدار القرار الدولي 1701 وأرسلت كتيبة هندسية عسكرية رممت الجسور والطرقات المقطوعة والمدمرة والتي تربط المدن والقرى اللبنانية. والهدف الآخر من الزيارة هو التنسيق مع روسيا نظراً الى دورها في مجلس الامن، ونحن اليوم اصبحنا اعضاء غير دائمين في هذا المجلس للعامين 2010- 2011 وايضاً للتنسيق مع روسيا في سبيل الحل في الشرق الاوسط، وهذا الحل يعنينا بالدرجة الاولى ولن نقبل ابداً ان يحصل اي حل على حساب لبنان. وكذلك الامر، جئنا لنبحث التعاون الثنائي مع روسيا في المجالات كافة وتعزيز العلاقات وتفعيل الاتفاقات الموقعة، وقد وقعنا اتفاق تعاون عسكري يؤدي الى تعاون مستمر بالتجهيز والعتاد والتدريب بين الجيشين اللبناني والروسي'.
اضاف: 'في جولتنا على دول العالم وعلى ابناء الجالية اللبنانية، نهدف الى تعزيز موقع لبنان ونهضته بعد انطلاق مسيرة الدولة اللبنانية، وخلال العام 2009، استطاع لبنان استعادة موقعه والثقة به وبدولته. بدأت الامور مع اقرار العلاقات الديبلوماسية مع سوريا، وللمرة الاولى يقوم هذا النوع من العلاقات منذ الاستقلال، وارتفع العلم السوري في لبنان والعلم اللبناني في سوريا. ولن نكتفي بهذه العلاقة الديبلوماسية، لأن علاقتنا مع سوريا هي علاقة ثقة تاريخية تربط الشعبين اللبناني والسوري. وقد إنتخب لبنان عضواً غير دائم في مجلس الامن للعامين 2010 و2011 وهذا سيجعله موجوداً على الطاولة التي تمكنه من الدفاع عن قضاياه ومن المساهمة في الحلول للقضايا العالمية . واستعاد لبنان مكانته الدولية وعلاقاته مع الدول وأصبح هناك إحترام للحكومة اللبنانية ولرئيس الجمهورية اللبنانية، وأصبح الرئيس اللبناني يسأل عن موقفه ورأيه في الحلول التي تتعلق بالمنطقة ودور لبنان في هذه الحلول. ورغم الازمة المالية التي ضربت العالم إستعاد لبنان مركزه المالي الذي يذكرنا بلبنان سويسرا الشرق. وبصورة عامة إستعاد لبنان استقراره السياسي والامني والاقتصادي، وذلك عبر تنفيذ الاستحقاقات الدستورية من إنتخاب رئيس جمهورية الى إنتخابات نيابية وتشكيل الحكومات المتعاقبة، وإن تأخر تشكيل الحكومة يؤشر الى ديموقراطية، صحيح أنه تأخر ولكن خلال هذه الفترة ساد جو ديموقراطي ممتاز في البلد، وكان هناك حوار، لقاءات بين الاطراف كافة، وتحسن الوضع وتفهم معظم اللبنانيين مواقف بعضهم البعض ووجدوا مساحات مشتركة وكبيرة بين بعضهم. أما الاستقرار الامني، فهو بوضع جيد، فقوى الامن والجيش اللبناني بصورة خاصة يقومان بواجبهما في هذا المضمار بشكل محترف وممتاز. وعلى الصعيد الاقتصادي، حقق لبنان نمواً في العام 2009 بلغ 9% وهذا الامر عظيم جداً ويجب أن نحافظ عليه. وتدفقت الرساميل وخصوصاً من المغتربين المنتشرين في العالم، ولولا ثقة هؤلاء بالوضع اللبناني لما حولوا أموالهم الى لبنان'.
وتابع: 'انعكس الاستقرار على الداخل اللبناني عبر تدفق السياح وعقد المؤتمرات الثقافية والمهرجانات العديدة في لبنان، ولاسيما الالعاب الفرنكوفونية. وكانت بيروت عاصمة عالمية للكتاب في العام 2009. وهذا كله بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني الذي لا تريده إسرائيل للبنان لأنها الصيغة المناقضة لاسرائيل، وكما تعرفون فهي تسوق ليهودية اسرائيل وتحاول تهويد القدس، لذلك يزعجها كثيراً وجود نظام سياسي ديموقراطي في بلد مثل لبنان يضم ثماني عشرة طائفة تعيش سوياً. فذريعة اسرائيل لعدم قبول الفلسطينيين وتهويد القدس تسقط اذا استقر النظام اللبناني. من هنا علينا جميعاً التنبه لمحاولات إسرائيل ضرب هذه الصيغة وهذا النظام، وبالامس شاهدنا كيف يحولون المراكز الدينية الى مراكز اثرية لإسرائيل، في حين ان الحكومة اللبنانية اتخذت قراراً في الاسبوع الماضي باعتماد عيد بشارة العذراء مريم عيداً وطنياً لجميع اللبنانيين. وهذه مبادرة اولى وغير مسبوقة في العالم. والتهديدات التي تطلق باتجاه لبنان، علينا معرفة أن هدفها أمرين الاول إحداث فتنة في الشارع اللبناني بين القائلين بضرورة الصمود والتصدي، وبين من يقول اننا نتضرر من هذا الموقف، وطبعاً ليس من السهل تحقيق هذا الامر. والثاني هو ضرب الاقتصاد اللبناني لأن التهديدات تخيف المستثمرين، لذلك تحاول اسرائيل دائما زعزعة الوضع الاقتصادي الذي من الممكن أن يؤدي الى زعزعة الاستقرار الامني، فالرد على هذا الموضوع هو بوحدة الصف والجهوز الدائم للدفاع عن الوطن بكل الوسائل المشروعة بدءاً بالديبلوماسية وصولاً الى وسائل القتال والصمود'.
واكد أن 'الجيش اللبناني جاهز للتصدي الى جانب 'اليونيفيل' وفقاً للقرار 1701 على الحدود اللبنانية ولكن اذا لم يستطع الجيش و'اليونييفل' ذلك، وحاولت اسرائيل الاعتداء واحتلت جزءاً من لبنان فكل الشعب اللبناني سيقاوم اسرائيل'، معتبراً أن 'الرد ايضاً هو في المضي في بناء الدولة الذي يتم عبر الالتزام بالاستحقاقات الدستورية ومنها الانتخابات النيابية وتداول السلطة، فالديموقراطية تقول بذلك والدستور اللبناني يحفظ هذا الحق، واحترام القوانين والانظمة. ولا معنى لأي كلام عن الطائفية السياسية والغائها اذا بقيت التعيينات محاصصة، هذا امر لا يجوز. ان اللبنانيين لا يرغبون في ان تكون الغاء الطائفية السياسية الغاء مشاركة الطوائف، بل على العكس، الجميع يرغب في الحفاظ على الميزة اللبنانية بمشاركة الطوائف في الحياة السياسية وفي المؤسسات الكبرى وقياداتها، ولكن ما يرغب به الجميع هو الخروج من المذهبية السياسية اي الخروج من المارونية السياسية والشيعية السياسية والسنية السياسية...، هذا ما يطلبه اللبنانيون، فوجود الطوائف ليس مزعجاً بل هو تفاعل حضاري مهم ومميز'.
واوضح أن 'هناك اموراً عدة تساعد على الخروج من المذهبية السياسية، اولها قانون الانتخاب والنسبية فيه امر اساسي، وتوسيع الدائرة الى حد الدائرة الواحدة ربما، كي لا يدخل الحياة السياسية من يفوز فقط بأصوات الشارع الذي يقطنه، وتحت ذريعة دفاعه عن هذا المذهب او ذاك، بل بصوت لبناني وطني عام وليس بصوت شارع او طائفة'.
حق الاقتراع للمغتربين
ورأى أنه 'لا يوجد رابط بين خفض سن الاقتراع واستعادة الجنسية، هذا امر خاطىء. فالامران يجب ان يتم اقرارهما، واقتراع المغتربين امر نص عليه البيان الوزاري وتضمنه قانون الانتخابات النيابية، وهذا حق للمغتربين الذين سيقترعون. لا يجوز ان نعيد الجنسية لمن فقدها من باب التوازن الطائفي، ولذلك قلت بعدم الربط بين المسألتين، بل لجذب المغترب وجعله اكثر تعلقاً بوطنه ومشاركة في الحياة السياسية، وايصال لبنان بشكل اكبر الى اللبنانيين الذين فقدوا جنسيتهم جراء الاهمال، وتوسيع قدرة لبنان في عالم الانتشار الذي نتغنى به دوماً، وهذا يتم باستعادة الجنسية. لذلك، يجب اقرار هذه المواضيع الثلاثة من دون اي ربط بينها'.
وقال: 'علينا وضع آلية للتعيينات، تكون منصفة وتوصل الكفوء من اي مكان كان، تماماً كما يحصل في تعيينات الجيش اللبناني، فالمناصب القيادية في الجيش موزعة مناصفة انما ليس على اساس الانتماء المذهبي للضابط او السياسي، بل على العكس لأن من يظهر انتماء الى المذهبية او السياسة، يتم استبعاده عن الوظيفة في الجيش، من هنا نقول ان الوحدة الوطنية محققة في الجيش بشكل ممتاز، وهذا ما يجب ان تصبح عليه الدولة، احتراماً للشباب وخياراتهم السياسية، كي لا يشعر ان المرشح اختار انتماء سياسياً او حزباً لأجل الوصول الى منصب ما، واحتراماً للمنصب الذي يدفع الشعب ضرائب في سبيل المحافظة عليه، فلا يصل المسؤول الى المنصب عبر انتمائه السياسي بل الوطني، والتضحيات التي قدمها في سبيل الوطن، فهذا يحتاج الى آلية تعيينات تبعد الطائفية السياسية'.
وشدد على وجوب اصلاح قانون الاحزاب وقانون النقابات واصلاح القضاء 'لأنه يبعد الطائفية السياسية وذلك عبر استقلالية حتى لا يتم تعيين القاضي بسبب انتمائه السياسي المذهبي، انما لكفاءته وجدارته. ويجب تعديل قانون الاحوال الشخصية وهو موضوع كبير وعميق في لبنان، انما يجب النظر بما يمكن تعديله في هذا القانون وهذا ينطبق على كتاب التاريخ والتنشئة الوطنية والنظام التربوي بمجمله، فهذه خطوات عديدة في طريق ابعاد المذهبية السياسية، وكذلك الامر بالنسبة الى اللامركزية الادارية والاصلاح الاداري'.
واشار الى أنه في ورشة بناء المؤسسات، 'علينا عدم اغفال القوى الامنية عبر تعزيزها بالعتاد والسلاح والمكانة والقدرة الاجتماعية، خصوصاً وان الجيش اللبناني وقوى الامن يدفعان ثمناً غالياً من ارواح شبابهما لمعالجة اي احداث امنية تقع، ونهر البارد مثال قريب على ذلك حيث سقط في صفوف الجيش الشهيد تلو الآخر في المعركة ضمن الامكانات الضعيفة، لكنه كان يمتلك امكانات الارادة الوطنية. وفي حرب تموز اقحم الجيش نفسه في الحرب وضحى بخمسين شهيداً لأخذ دوره الوطني'.
واكد انه 'علينا اصلاح الانظمة التي تشجع التنمية الاقتصادية المستدامة مع المحافظة على التشريعات الاقتصادية، يجب اصلاح بعض الانظمة التي تؤثر في العصر الحالي على الاستثمار. الاصلاح عملية صعبة وهو عملية تحد، لم يدخل احد في هذه العملية الا و'كسر رأسه' وتراجع، علينا الاستمرار رغم التعقيدات لكننا مصرون على حصول الاصلاح ونمتلك الصبر الطويل، وهذا الصبر مرتبط بالامل وسنظل مصرين على الاصلاح حتى يستحي من لا يريده من الاصلاحيين، ويقتنعوا بضرورة اجراء الاصلاحات وهذا امر حيوي للبنان الذي اعطى الانسانية والحرف والمبدعين في المجالات كافة، ودول الاغتراب تشهد على ذلك. وهو لا يستطيع التخلف عن الحضارة ولا التقاعس، ويقف في مكانه عاجزاً عن بناء دولة مدنية عادلة وقوية تعطي الحقوق لجميع ابنائها، ولبنان الذي قاوم اسرائيل لا يعجز عن التطور والنهوض نحو دولة مدنية معاصرة ولا ينقصنا شيء من عناصر القدرات القومية. ومسيرة بناء الدولة اللبنانية بدأت وستستمر ولا يستطيع احد تعطيلها. سنأخذ وقتاً لكن اصرارنا مستمر، وبناء الدولة سيتحقق تدريجياً وكل يوم افضل من السابق ومن يقول ان هذا المشروع لم يمش وهذا دليل على عدم سير الامور، فعلى العكس الامور سائرة والوضع في لبنان يشهد استقراراً ممتازاً على المستويات السياسية والاقتصادية والامنية'.
وختم: 'اشكر حضوركم وادعوكم للتعاون بين بعضكم البعض وتجسيد معاني الوحدة التي يعيشها الوطن، وان تلتزموا بقوانين الدولة المتواجدين فيها وتكونوا مخلصين لها وفكروا دائماً بالحضن الاساسي: الوطن الام لبنان'.
السفراء العرب
واختتم الرئيس سليمان لقاءاته باستقباله السفراء العرب المعتمدين في موسكو والذين تحدث باسمهم عميد السلك السفير اللبناني عاصم جابر مرحباً برئيس الجمهورية، ومشيراً الى ما تحقق على الساحة اللبنانية في ظل السياسة التي يتبعها الرئيس سليمان.
بدوره، شكر رئيس الجمهورية للسفراء العرب حضورهم المتكرر على مدى يومين، لافتاً الى ان زيارة موسكو هدفت الى امور ثلاثة:
1- انتماء لبنان الى عضوية مجلس الامن الدولي للعامين 2010- 2011 وتمثيله المصلحة والقرار العربيين وضرورة التنسيق مع روسيا والدول الدائمة العضوية في هذا الاطار.
2- حض روسيا على السير بالحل السلمي في الشرق الاوسط على قاعدة المبادرة العربية.
3- تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز الاتفاقات مع روسيا.
واشار الى العلاقات الجيدة مع الدول العربية والتضامن القائم، لافتاً الى التهديدات الاسرائيلية المستمرة، ومشدداً على وجوب التصدي لأي محاولة اعتداء. وكشف ان اسرائيل تحاول من خلال تهديداتها وتضخيم ما تعتبره 'اخطاراً متأتية من ايران وسوريا او لبنان' التملص من الضغوط الدولية عليها للسير بالمبادرة العربية واعطاء الفلسطينيين حقوقهم وفي طليعتها حق العودة في وقت تستمر ببناء المستوطنات وتعمل على يهودية اسرائيل.
ودعا الى 'ان نستمر بوحدتنا وتعزيز التضامن العربي الذي هو السبيل الوحيد لمنع اسرائيل من تحقيق طموحاتها'، معتبراً انه 'علينا حل خلافاتنا بهدوء'. وجدد شكره للسفراء وحمّلهم تحياته الى رؤساء الدول التي يمثلونها وملوكها.