- صحيفة 'النهار'
زادت المضاعفات التي أثارها تشكيل هيئة الحوار الوطني على نحو أغضب جهات سياسية عدة، تعقيدات المشهد الداخلي وإرباكاته، وسط تخوف متنام من عودة الانقسامات الحادة وانعكاساتها على عمل الحكومة والمؤسسات في مواجهتها للاستحقاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانمائية المقبلة.
لكن أوساطا سياسية بارزة قالت لـ'النهار' مساء امس ان جولة اتصالات ومشاورات ستجرى في الايام المقبلة، لاحتواء التفكك الحاصل في طرح 'أجندات' مختلفة سياسية وأمنية بجعل جلسات مجلس الوزراء الناظم الدستوري والسياسي للحد الادنى المطلوب من التفاهمات المثبتة والمسلم بها بين القوى السياسية المشاركة في الحكومة، خصوصا ان لا شيء داخليا يبرر تعريض الاستقرار السياسي والحكومي لأي خضة. وأوضحت ان هذه الاتصالات تهدف ايضا الى التمهيد لمعاودة الحوار الوطني في قصر بعبدا وسط أجواء معقولة بعد معالجة الاعتراضات على تشكيل هيئة الحوار بما يسمح بتحديد موعد سريع للجلسة الحوارية الاولى، الامر الذي يساعد على الاقل في تحويل هذا الحوار عامل تدعيم للاستقرار والانتاج الحكومي.
وكان ملف الحوار حضر في لقاءات رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع زواره امس في ضوء الاعتراضات والاستيضاحات التي أثارها تشكيل الهيئة المعدلة الجديدة للحوار.
زوار بعبدا
وأفاد زوار قصر بعبدا ان سليمان أكد في أحاديثه انه عمل منذ صدور نتائج الانتخابات النيابية على بلورة معايير محددة لهيئة الحوار كي تبقى فاعلة ومتوازنة ولا تكون فضفاضة وغير منتجة. فكان الرأي أولا بأن تتمثل فيها كل كتلة نيابية مؤلفة من أربعة نواب وما فوق. ولذا أضيفت أسماء رؤساء كتل جديدة الى الطاولة. كما ارتؤي أن يشارك رؤساء الحكومات السابقون ممن فازوا في الانتخابات، وتقرر ايضا ان تتمثل الطائفة الأرثوذكسية بنائب رئيس مجلس النواب ونائب رئيس مجلس الوزراء الذي هو ايضا وزير الدفاع الوطني. كذلك تقرر ان يتمثل حزبا البعث والسوري القومي الاجتماعي بالنائب أسعد حردان. وازاء انفراط عقد كتلة زحلة ارتأى سليمان تمثيل المدينة بالبروفسور فايز الحاج شاهين الذي يعتبر ايضا ممثلا للمجتمع المدني فضلا عن انه خبير في القانون ويمكن ان يغطي فراغا قانونيا بغياب الوزير النائب بطرس حرب عن طاولة الحوار الذي كان يمثل سابقا النواب المسيحيين في 'لقاء قرنة شهوان' ولم يبق منهم في المجلس سواه. وقال زوار بعبدا ان المعايير التي اعتمدت تركزت على التكتلات السياسية اكثر منها على التكتلات الطائفية.
أما عن توقيت اعلان الهيئة، فروى زوار بعبدا أنهم فهموا من الرئيس سليمان ان لا علاقة للتوقيت بدعوة الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الى معاودة الحوار ولا بأي استحقاق خارجي، بل جاء نتيجة مشاورات داخلية كثيفة أجراها طوال الفترة الماضية مع الافرقاء المعنيين بدءا برئيسي مجلس النواب والحكومة وصولا الى نضج ظروف اعلان هذه الهيئة. ونقل هؤلاء عن رئيس الجمهورية ان كل قادة الدول الذين التقاهم شجعوا على معاودة طاولة الحوار من أجل تكريس التحاور والتفاهم بين كل الاطراف في لبنان. ولمح سليمان الى انه قد يدعو الى جلسة اولى لهيئة الحوار الجديدة الاسبوع المقبل بعد عودته من زيارة المملكة العربية السعودية مما يسمح للمدعوين بترتيب مواعيدهم.
الحريري في الدوحة
وفي تعليق اول له على تشكيل هيئة الحوار قال رئيس الوزراء سعد الحريري أمس 'ان رئيس الجمهورية هو من يضع معايير الحوار' وانه سيجتمع مع حلفائه 'لاتخاذ القرار المناسب'. وتناول الحريري عقب لقائه امس في الدوحة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، موضوع التهديدات الاسرائيلية، فشدد على ان 'لبنان لن يكون محوراً لاحد ولن نقبل بشن حرب على حسابنا'. ولفت الى انه 'عندما تهددنا اسرائيل بالشكل الذي تهددنا به (...) علينا كحكومة العمل والاستعداد لتعزيز الوحدة الداخلية لانها الطريق الوحيد للمواجهة'. وكشف من ناحية اخرى ان 'الاتصال دائم مع القيادة السورية'، قائلا 'اننا في صدد عمل جدي لبناء علاقات مهمة بين الجانبين اللبناني والسوري'.
اما في الردود على تشكيل هيئة الحوار، فاعلن رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب العماد ميشال عون انه 'في حال طرح قضية حزب الله فقط على طاولة الحوار فهذا الحوار لن يكون مجديا ويمكن طرح مواضيع اخرى'. وقال ان 'الغالبية توافقت على سلاح حزب الله، لكن الاجماع حاليا مستحيل'.
وقال رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط ان 'لا تحفظ لديه عن ان يأتي افرقاء جدد الى طاولة الحوار بناء على نتائج الانتخابات'. ووصف وجود النائبين سليمان فرنجية وطلال ارسلان في الحوار بانه 'جيد ويعطيه دفعا'. واضاف: 'اذا كان الرئيس سليمان يريد وضع اطر جديدة للحوار فلا بأس ولكن يجب الا نخلق تضارباً بين صلاحيات طاولة الحوار والحكومة'. واعلن حزب الكتائب ترحيبه بالحوار، لكنه قال انه سيقوّم موضوع هيئة الحوار ويعلن موقفه في الوقت المناسب. ومن المقرر ان يستقبل الرئيس امين الجميل في الرابعة بعد ظهر اليوم النائب سليمان فرنجية في بيت الكتائب المركزي بالصيفي.
نصرالله
في غضون ذلك اعلن الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله في اول تعليق له على اللقاء الذي جمعه الاسبوع الماضي في دمشق مع الرئيسين السوري بشار الاسد والايراني محمود احمدي نجاد ان هذا اللقاء هو 'رد على كل الرسائل الاميركية' الداعية الى وقف دعم المقاومة في لبنان والمنطقة. وقال في خطاب متلفز ألقاه مساء امس خلال احتفال نظمه الحزب في مناسبة عيد المولد النبوي في الضاحية الجنوبية: 'ان هناك ضغطا سياسيا يتعرض له لبنان والحكومة اللبنانية' من الاميركيين بسبب 'امتلاك المقاومة للسلاح'. واضاف ان 'الرسالة وصلت قبل ساعات من اللقاء الذي حصل في دمشق والمشهد الذي شاهدتموه في دمشق كاف للرد على كل الرسائل الاميركية'. غير انه وصف موقف الحكومة اللبنانية بانه 'ممتاز وجيد وموقف رئيس الجمهورية ممتاز وجيد'. وحذر من استمرار اسرائيل في حربها الامنية، كما حذر 'عملاء اسرائيل من ان ما يقومون به جريمة بل خيانة بحق شعب بكامله' وطالب بتنفيذ حكم الاعدام بالذين صدرت في حقهم هذه الاحكام ودينوا بالتجسس لاسرائيل. كذلك حذر من خطورة طلب السفارة الاميركية الحصول على معلومات عن شبكتي الخليوي في لبنان من جهاز امني، قائلا ان 'كل المعلومات التي تحصل عليها السفارة الاميركية تذهب الى اسرائيل'. واعرب عن امله في 'الا تكون هناك اي جهة في لبنان متورطة مع السفارة الاميركية في ذلك'. ومعلوم ان لجنة الاعلام والاتصالات النيابية ناقشت امس في اجتماعها ما اثير عن قضية تقديم السفارة الاميركية طلبا للحصول على معلومات عن شبكتي الخليوي. بعدما أصدرت جهات رسمية عدة ايضاحات قبل ايام في هذا الشأن. واستمرت السفارة الاميركية ملتزمة عدم التعليق على هذا الموضوع.
اما في موضوع التحقيقات الامنية الجارية مع موقوفين بتهمة التعامل مع اسرائيل، فكشف مصدر امني لـ'النهار' امس ان التحقيقات مع الموقوف م. عبده توصلت الى تحديد وقائع اغتيال احد القادة العسكريين في 'حزب الله' غالب عوالي عام 2004 التي تورط فيها الموقوف في ضوء تعامله مع جهاز الموساد. (راجع قضاء وقدر ).
- صحيفة 'السفير'
وضع المجلس النيابي يده على المعلومات التي كشفتها &laqascii117o;السفير" حول طلب السفارة الأميركية في بيروت الحصول على بيانات تفصيلية حول قطاع الاتصالات في لبنان، وسط مؤشرات حول تفاعل هذا الملف رسمياً وسياسياً، لما له من أبعاد تمسّ السيادة الوطنية.
وشكّل دخول الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله على خط هذه القضية السياسية ـ الأمنية الحساسة، عنصراً حاسماً من خلال التنبيه الذي أطلقه ازاء خطورة محاولة الاميركيين الحصول على معلومات تتعلق بالامن الوطني، بما في ذلك بنية المقاومة، لوضعها لاحقاً بتصرف الإسرائيليين، بالتزامن مع تداعي المزيد من الشبكات الاسرائيلية في الداخل اللبناني، محذرا في الوقت نفسه، من تورط أي جهة داخلية الى ما يريده الأميركيون.
وفي الوقت نفسه، وضعت لجنة الإعلام والاتصالات النيابية يدها على القضية التي أثارتها &laqascii117o;السفير"، وبدا واضحاً سعي البعض رسمياً الى محاولة التخفيف من أبعاد القضية وصولاً الى حصرها في بعد تدريبي صرف وتحت عنوان مكافحة المخدرات، فيما ابرز النقاش خشية نيابية من ان يكون ما كشفته &laqascii117o;السفير" غيضاً من فيض ما يزال مستوراً، خصوصاً في ظل ما يتمتع به الاميركيون من حرية حركة سفارتهم في بيروت في سياق الاستباحة الدبلوماسية الدائمة للسيادة اللبنانية.
واعرب عدد من النواب عن تخوّف حقيقي من ابعاد الطلب الاميركي، ولا سيما ان ما كشفه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي يؤكد بصورة غير مباشرة البعد التنصتي للطلب، أي في الامكان رصد المكالمات والتنصت عليها، كما يؤكد من جهة ثانية قابلية الطلب لأن يتمدد الى مساحات اخرى واستخدامات اخرى ذات ابعاد وطنية وسياسية وامنية، وضد المقاومة (&laqascii117o;السفير" تنشر محضر لجنة الإعلام والاتصالات في ص3).
نصر الله: المعلومات تصل الى اسرائيل
وقد احتل هذا الموضوع حيزاً في خطاب السيد حسن نصرالله، مساء أمس، لمناسبة عيد المولد النبوي، حيث نبه من ان المعلومات التي تحصل عليها السفارة الاميركية في لبنان تصل الى اسرائيل.
وقال نصرالله في خطاب ألقاه عبر شاشة عملاقة متلفزة أمام المحتشدين في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، &laqascii117o;نحن لا نتكلم هنا عن معلومات تجمعها اي سفارة لحكومتها بل كل ما يصل الى السفارة الاميركية سواء قدم لها من وزارات لبنانية او من اي مصدر يصل الى الاسرائيليين". وقال إن هذه العملية تهدف الى مساعدة اسرائيل على فهم كل ما يجري في لبنان وتمكنها من الاعتداء علينا وهذا يعني تقديم معلومات إلى اسرائيل بالواسطة، وهذا لا يفرقها عن المعلومات التي يقدمها العملاء لاسرائيل.
واعرب السيد نصرالله عن امله الا تكون هناك اية جهة متورطة مع السفارة بهذا الموضوع لاننا لا نرغب بذلك، ولكن لو كان هذا موجوداً بالفعل فهذا خطير جدا ويحتاج لوقفة كبيرة، لانه يعني البلد كله وامنه لا امن حزب الله فقط".
وجدد نصرالله المطالبة بتنفيذ احكام الاعدام بحق المتعاملين مع اسرائيل وتعليق المشانق لهم، ودعا العملاء الى العودة الى وطنهم واهلهم وان يأخذوا العبر لان كل العملاء الذين كشفوا اما سجنوا او شردوا.
وشدد على أن &laqascii117o;من يتعامل مع اسرائيل يخون أمةً بأكملها"، مشيراً الى أن الايام المقبلة ستكشف لنا المزيد من الشبكات العميلة".
تداعي الشبكات الاسرائيلية يتوالى
في هذا الوقت، يتوالى تداعي الشبكات الاسرائيلية فصولاً، وجديده في الساعات الماضية توقيف مشتبه فيه بالتعامل مع العدو الاسرائيلي في بلدة الماري يدعى &laqascii117o;ب.ي. ب." وهو الثاني خلال ايام، في البلدة المذكورة بعد توقيف حمد س. الذي قاد الى &laqascii117o;ب. ي. ب&laqascii117o;.
وقال مصدر امني لـ&laqascii117o;السفير" ان الموقوف الجديد هو ضابط سابق في ميليشيا أنطوان لحد من مواليد العام 1966. ومعه، فيما كانت قوة من الجيش تداهم منزله ليل امس، من أجل مصادرة بعض المقتنيات وبينها أجهزة اتصال ووثائق.
جودت: تقنية غير مسبوقة
وأفاد مراسل &laqascii117o;السفير" في طرابلس غسان ريفي أن قوة من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني داهمت، محلاً يملكه جودت خوجة الموقوف بتهمة التعامل مع &laqascii117o;الموساد" الإسرائيلي، وهو معدّ لبيع قطع غيار السيارات في شارع الحرية قرب مسجد طينال، في طرابلس، وصادرت منه تقنية اتصالات متطوّرة قادرة على الاتصال بالطائرات حتّى ولو كانت من دون طيّار. كما صودر جهازا كومبيوتر محمولان، كان أحدهما موصولاً بصحن لاقط (ساتلايت)، فضلاً عن مصادرة سيارتي &laqascii117o;مرسيدس" (غواصة).
وتبين أن جودت يملك تقنية جديدة غير مسبوقة، وتحتاج الى تحليل ولا تشبه أياً من التقنيات السابقة، ذلك أنه وأثناء تنقله في أي مكان يقوم بربط جهاز خلوي بكومبيوتر محمول وأحياناً جهازي كومبيوتر أحدهما ثابت في السيارة والثاني محمول، وينتهي دوره عند حدود تنفيذ عملية الربط حيث يبدأ الاسرائيليون بالحصول على المعلومات التي يريدونها، الأمر الذي فتح الباب أمام دخول فريق لوجستي كبير، في الجيش، على خط تفكيك الجهاز ومعرفة الأهداف التي ينقلها وهل هي عملية مسح للأجهزة الخلوية ولكل عمليات الاتصالات في نقطة معينة أم أنه جهاز تنصت عالي الدقة الخ...
وعلمت &laqascii117o;السفير" أن جودت اعترف أمام المحققين بأنه بدأ بالعمل مع الاسرائيليين في العام 2000، وكان ينتقل بصورة دورية من بيروت الى قبرص حيث التقى هناك بعدد من الضباط الاسرائيليين الذين كانوا يزودونه بتقنيات ويحصلون منه على ما يريدون من معلومات لقاء مبالغ مالية طائلة، خاصة أن جودت كان يرتبط يمنظومة علاقات اجتماعية جعلته يصبح مقرباً من عدد كبير من الشخصيات المرموقة في المجتمع الشمالي، فضلا عن بذخه الكبير سعياً الى تطوير هذه المنظومة.
وبحسب جيران الموقوف جودت، فإنّ الأخير كان يبقى في محلّه المعدّ لبيع قطع غيار السيّارات حتّى ساعة متأخّرة من الليل، حيث يعمل على جهاز الكومبيوتر المحمول، وأنه كان بحكم عمله يتجول في معظم المناطق اللبنانية، بما في ذلك الجنوب والضاحية الجنوبية (مناطق الغبيري وحارة حريك بصورة خاصة)، وبشكل شبه يومي، وذلك بحجّة شراء أو بيع قطع غيار السيّارات.
وأعربت مصادر أمنية عن اعتقادها بأن يكون جودت قد أعطى &laqascii117o;الموساد"، إحداثيات حول مئات المواقع في كل لبنان، وبينها بطبيعة الحال، أهداف في طرابلس مثل مسجد طينال ومكتب حزب الله الموجود في محلّة محرم (أغلق بعد 7 أيار)، إضافة الى منزل المسؤول السياسي للحزب في محلّة البحصاص، فضلاً عن أهداف أخرى في طرابلس تتعلّق بمراكز الحركات والجمعيات الاسلامية، وجسر الطائف، خصوصاً أنّ الأجهزة التي تمّت مصادرتها من محلّه ومنزله قادرة على الاتصال بالطائرات ولا تشبه أياً من منظومات الاتصالات مع أي من الشبكات الأخرى.
ريفي: عبدو متورط باغتيال عوالي
الى ذلك، كشف المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لـ&laqascii117o;السفير" أنّ التحقيقات الأوّلية التي تجريها شعبة المعلومات مع الموقوف ميشال عبدو أظهرت وبالدليل القاطع، أنّه متورّط في اغتيال القيادي في &laqascii117o;المقاومة الإسلامية" غالب عوالي صبيحة 19 تموز 2004، بعيد لحظات من خروجه من منزله في محلّة حي معوض في الضاحية الجنوبية، وتفقّده سيّارته والصعود فيها.
وقال ريفي إنّ دور ميشال عبدو في هذه الجريمة، قام في الأساس على تأمين وتسهيل عملية انتقال عناصر من جهاز &laqascii117o;الموساد" الإسرائيلي إلى مكان سكن عوالي حيث قام باستقبالهم منذ وصولهم إلى الشاطئ اللبناني ما بين منطقتي خلدة والناعمة ونقلهم إلى مسرح الجريمة ثمّ أعادهم بعد تنفيذ الجريمة، لتتقاطع إفادته مع ما سبق للعميل الموقوف ناصر نادر أن أدلى به في جميع مراحل التحقيقات الأولية والاستنطاقية من ضلوعه في اغتيال عوالي.
وأشار اللواء ريفي إلى أنّ عبدو مدرّب ومحترف، وحاول مراراً التملّص من اعترافاته، ولكن أظهرت دلائل قاطعة أنّه متورّط في اغتيال عوالي، مشدّداً على أنّ شعبة المعلومات كانت تراقب عبدو منذ ثلاث سنوات وترصد تحركاته للتحقّق من تعامله مع &laqascii117o;الموساد".
الحريري: أشكر الرئيس الاسد
من جهة ثانية، جدد رئيس الحكومة سعد الحريري توضيح ما نسبته اليه صحيفة &laqascii117o;كوريير دي لاسييرا" الايطالية حول المقارنة ما بين علاقة لبنان بسوريا بعلاقة عراق صدام حسين بالكويت.
وقال الحريري الذي كان يتحدث في دردشة مع الصحافيين الذين رافقوه في رحلة عودته من زيارته الرسمية الى قطر إن العلاقات الدبلوماسية لم تكن مشكلة الرئيس حافظ الأسد ولا مشكلة الرئيس بشار الأسد. علماً ان العلاقات ايام الرئيس الراحل حافظ الاسد كانت جيدة مع الشهيد رفيق الحريري، وكانت العلاقة جيدة ايضا بين الوالد الشهيد والرئيس بشار الاسد.
وقال الحريري: الصحيفة الايطالية عادت وصححت هذا الكلام. ولم يرد ذكر الرئيس العراقي صدام حسين في المقابلة بتاتاً، والتشبيه كان: &laqascii117o;كما كانت هناك علاقات دبلوماسية او علاقات شائكة بين لبنان وسوريا كانت هناك علاقات شائكة بين العراق والكويت والكل يعرف ذلك. وأصلا لم اقل هذا الكلام لقد ورد السياق وكأنني اشبه الرئيس حافظ الاسد بصدام حسين".
وردا على سؤال توجه الحريري بالشكر الى الرئيس الاسد &laqascii117o;على الطريقة التي استقبلني بها". وقال &laqascii117o;ان من مصلحتنا أن تكون علاقتنا مميزة مع سوريا ومع كل الدول العربية ومع ايران ومع كل الدول".
اضاف: أما في ما خص الصراع العربي الاسرائيلي فنحن في صلبه، ونحن معنيون بهذا الصراع مئة بالمئة، واي محور آخر في المنطقة لسنا معنيين به بتاتاً.
وكان لافتا للانتباه أن رئيس الحكومة بدا متجاوباً الى حد ما مع دعوة رئيس الجمهورية طاولة الحوار قائلا ان تشكيل هيئة الحوار &laqascii117o;هو حق لرئيس الجمهورية وهو من حدد المعايير. وأنا بصدد الاجتماع مع حلفائي للتشاور معهم، لكن طاولة الحوار يجب أن تبدأ عملها، فيما خص القضايا الكبرى كالاستراتيجية الدفاعية والسلاح".
يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها الحريري الى عبارة &laqascii117o;السلاح" كجزء من مواضيع طاولة الحوار الوطني.
كرامي يفك تحالفه مع المعارضة
الى ذلك، صدرت المزيد من ردود الفعل المرحبة والمعترضة، ازاء تسمية رئيس الجمهورية أعضاء هيئة الحوار، وبرزت اعتراضات اساسية لدى قيادات سنّة المعارضة السابقة التي بدت مصابة بخيبة أمل من تخلّي حلفائها عنها في زمن &laqascii117o;الغُنُم" بينما كانت الشراكة قائمة في زمن الغُرُم".
وأشارت مصادر قريبة من الرئيس عمر كرامي لـ&laqascii117o;السفير" إلى أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً بعد ظهر اليوم في منزله في بيروت يعلن فيه موقفاً من تحالفه ضمن ما كان يسمّى فريق المعارضة.
وألمحت تلك المصادر إلى أن الرئيس كرامي يتّجه لنعي تحالفه مع المعارضة وتشكيل معارضة مستقلّة.
- صحيفة 'المستقبل'
أنهى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري زيارته إلى دولة قطر أمس بلقاءٍ مع أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الديوان الأميري في حضور أعضاء الوفد المرافق وعدد من المسؤولين القطريين، ثم عقدا خلوة استمرت قرابة الساعة تمّ خلالها عرض آخر المستجدات الإقليمية والدولية والعلاقات بين البلدين.
كما التقى الرئيس الحريري عدداً من كبار المسؤولين القطريين، ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حيث جرى تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع على الساحة العربية والأوضاع الدولية. واستقبل في مقر إقامته في الدوحة نائب رئيس الوزراء القطري وزير الطاقة والصناعة عبد الله العطية في حضور أعضاء الوفد اللبناني.
وإذ أشاد بالعلاقات المميزة التي كانت تربط الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأمير قطر والمسؤولين القطريين، لافتاً إلى عزمه 'العمل لإعادة العلاقات إلى طبيعتها كما بناها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن هذا المنطلق أتيت إلى قطر التي ساعدتنا كثيراً وفي مجالات مختلفة وبكل معنى الكلمة سواء في حرب تموز أو بعدها'. أضاف 'لقد استرجعنا في لقائي مع سمو الأمير كيف كانت العلاقات بين البلدين وواجبي كرئيس وزراء إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه'.
وعن كلامه إلى صحيفة 'كوريير دي لاسييرا' الإيطالية، أكد أن 'الكلام جاء في معرض النقاش عن العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا، العلاقات الديبلوماسية لم تكن مشكلة الرئيس حافظ الأسد ولا مشكلة الرئيس بشار الأسد، كانت العلاقات أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد جيدة مع الشهيد رفيق الحريري، وكذلك كانت أيضاً العلاقة جيدة بين الوالد الشهيد والرئيس بشار الأسد'. ولفت إلى أن 'أحياناً كان هناك في لبنان من لا يريد هذه العلاقات، وكان هناك في سوريا من لا يريد هذه العلاقات أيضاً'. ورأى أن 'الصحيفة الايطالية عادت وصححت هذا الكلام، ولم يرد ذكر الرئيس العراقي صدام حسين في المقابلة بتاتاً، والتشبيه كان، كما كانت هناك علاقات شائكة بين لبنان وسوريا كانت أيضاً هناك علاقات شائكة بين العراق والكويت والكل يعرف ذلك، وأصلاً لم أقل كلاماً وكأنني أشبّه الرئيس حافظ الأسد بصدام حسين'.
وقال 'نحن على اتصال دائم مع الرئيس بشار الأسد، وننسق في عدة أمور، وبرأيي أن العلاقات الشخصية بيني وبين الرئيس بشار الأسد علاقات مهمة، وأشكره على الطريقة التي استقبلني بها. نحن بصدد عمل جدي لتطوير العلاقات أكان في الاقتصاد أو التجارة أو الدفاع وسائر الأمور التي تهم البلدين'، وأكد أن 'مصلحتنا أن تكون علاقتنا مميزة مع سوريا ومع كل الدول العربية ومع إيران ومع كل الدول'.
وشدّد على أنه 'في ما خص الصراع العربي الإسرائيلي فنحن في صلبه، ونحن معنيون بهذا الصراع مئة بالمئة، وأي محور آخر في المنطقة لسنا معنيين به بتاتاً'. واعتبر أن 'لبنان ليس محوراً في الصراع العربي الإسرائيلي لصالح احد، إنما نحن بلد لدينا أراضٍ محتلة، نحن لن نكون محوراً لأحد، لن نقبل أن تُشنّ حرب على حسابنا، لكن أن تأتي إسرائيل وتهدد لبنان كما تفعل أو أي منطقة فيه كالجنوب أو الضاحية أو حتى حزب الله فهذه التهديدات موجهة إلى كل لبنان، فإذا قصفت الجنوب يعني إسرائيل تقصف كل لبنان وهذا يعني أننا نحن مستهدفون، وأهم استعداد للبنان لمواجهة هذه التهديدات هو في تعزيز الوحدة الوطنية'.
وعن لجنة الحوار الوطني، أكد أن 'تشكيل اللجنة حق لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وهو من حدد المعايير، وأنا بصدد الاجتماع مع حلفائي للتشاور معهم، لكن طاولة الحوار يجب أن تبدأ عملها في ما خص القضايا الكبرى كالإستراتيجية الدفاعية والسلاح'.
ورداً على سؤال آخر، سأل 'ما الجدوى من حكومة وطنية من دون إنجازات؟. إذا لم نستطع أن ننجز لماذا يطالب الفرقاء السياسيون بحكومة وحدة وطنية؟'، موضحاً 'ما أقوله هو أني حريص على حكومة الوحدة لكي تنجح هذه التجربة، وأنا كنت واضحاً وصريحاً في مجلس الوزراء، فأولويات الناس أقرت في البيان الوزاري وفي مجلس النواب والجميع أقر ذلك، الآن علينا أن نفهم انه إذا قررنا تنفيذ هذه الأولوية، فعلينا عند طرح مشروع الموازنة أن نشرح للناس ما هي هذه المشاريع وما هي تكلفتها في الصحة والتعليم والتربية والكهرباء والمياه والبيئة، وعلى صعيد الإنماء المتوازن في المناطق في الجنوب وبعلبك والهرمل والبقاع وعكار والشمال(..)'.
هيئة الحوار
في غضون ذلك، عرض رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع زواره للأوضاع الراهنة وتشكيل هيئة الحوار الوطني، فيما كانت هناك مواقف معترضة على صيغة التشكيل من عدد من القوى السياسية. واعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان 'أن عقد طاولة الحوار اليوم أمر ضروري، فكلما ظهرت الأمور معقدة بتنا في حاجة أكثر إلى التحاور والمناقشة'. وكشف في حديث إلى صحيفة 'الشرق' ينشر اليوم، 'أن طاولة الحوار ربما تعقد الأسبوع المقبل بعد ترتيب برمجة مواعيد المشاركين'. وأوضح 'أن لبنان أخذ جوابا عبر الأطر الديبلوماسية أن لا نية اعتداء إسرائيلي عليه، لكن ذلك لا يطمئننا كثيراً، بل بالعكس، علينا الاستمرار في المساعي الديبلوماسية وتعزيز صمودنا، وهذا له دلالات سياسية ومعنوية(..)'.
في سياق متصل، ذكرت مصادر مقرّبة من سليمان لـ 'المستقبل' أن 'رئيس الجمهورية حريص على المضمون الأهم للحوار وهو الإجماع والتوافق بين اللبنانيين الذين يمثلهم جميعاً، وبالتالي هذه الروحية هي التي حكمت اختياره للمشاركين مستعيناً بالمعايير السياسية لتوجيه الدعوات'. وتضيف المصادر 'أن لا نية لدى رئيس الجمهورية لاستبعاد أي فريق أو الانتقاص من حجمه السياسي أو الشعبي، كما انه لا يمكن إرضاء كل الفرقاء وفقا للمعيار الطائفي لأن ذلك غير ممكن عملياً، علماً أن الجميع ممثل بشكل مباشر أو غير مباشر في المؤتمر، وأن لا نية لدى الرئيس للرد على منتقديه في هذا الموضوع'.
من جهته، اعتبر عضو 'كتلة المستقبل' النائب أحمد فتفت في اتصال مع 'المستقبل'، أن 'جلسات الحوار حين أعيد إطلاقها كان ذلك برعاية جامعة الدول العربية، حيث التقى اللبنانيون في مدينة الدوحة في قطر، وفي هذا الإطار نصرّ على بقاء دور الجامعة العربية مصاناً داخل الحوار، لأنه دور كبير يعمل لأجل لبنان'. ورأى أن هناك 'خللاً بتغييب بعض العناصر الأساسية من الدعوة إلى الجلسة القادمة لهيئة الحوار، حيث إن قوى أساسية غابت عن هذه الهيئة'. وتابع: 'أصرّ على المضي بإجراء جلسات الحوار، لأنها ضرورية جداً، فهي جزء من الحصانة الداخلية التي نملكها أمام التهديدات الإسرائيلية، وكذلك أمام الأزمة المستعصية التي تشهدها المنطقة'.
أما وزير العمل بطرس حرب فأعلن أنه 'لم يعد مؤمنا بجدوى انعقاد طاولة الحوار واستمرارها لأنها تحوّلت إلى إطار للتطمين والتخدير وليس إلى إطار للحوار والحل والتوافق'، ولفت إلى 'المواقف المسبقة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنائب العماد ميشال عون في هذا المجال'، وسأل عن 'جدوى استمرار الحوار في ضوئها'. وأمل 'ألا يكون قرار التسمية قد خضع لاعتبارات لا تمت بصلة إلى جدوى الحوار وأهميته، وألا يكون تشكيل الطاولة يرمي إلى إبعاد كل من له معرفة باتفاق الطائف والحوار الذي جرى قبل إقراره والأسباب التي دعت إلى اعتماده، بحيث يتم تكريس طي صفحته وإسقاطه لتكريس الممارسات الحديثة المخالفة له(..).
في هذا الوقت، رأى عضو الأمانة العامة لقوى '14 آذار' النائب السابق مصطفى علوش أن 'دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى عقد طاولة الحوار مسألة ملحّة لإخراج بلدنا من دائرة الصراع في المنطقة'، لافتاً إلى وجوب أن 'تهدف الطاولة إلى كيفية وضع سلاح حزب الله تحت كنف الدولة'. وأكد أن 'حزب الله هو من لا يريد أن يُبتّ في مسألة السلاح في ظل طاولة الحوار'، مشدداً على 'اننا لن نقبل بأي مساومة على هذا الموضوع'. ولفت إلى أن 'حزب الله جزء من معسكر إقليمي، وسلاحه استراتيجي مرتبط تماماً بمشروع إيراني'. ولفت إلى أن 'تركيبة الطاولة التي دعا إليها سليمان ترجح كفّة قوى 8 آذار، على عكس نتائج الانتخابات النيابية'، قال: 'المهم أن رئيس الجمهورية حزم أمره الآن وقرر عقد طاولة الحوار في ظل التهديدات الإسرائيلية ورياح الحرب التي تهدد لبنان(..)'.
المشاركة العربية
في إطار متصل، أكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد أن 'ما نطالب به هو ضرورة إشراك الجامعة العربية في طاولة الحوار وحصر جدول الأعمال ببند واحد وهو بند الإستراتيجية الدفاعية من اجل حماية لبنان من كل اعتداء'، ولفت إلى أن 'الجميع بات يشهد أن الوضع غير مستقر'، مؤكداً أن 'حماية لبنان هي من مسؤولية اللبنانيين والعالم العربي أيضاً'.
سعيد، وفي مداخلة عبر 'أخبار المستقبل'، قال: 'نطالب وفقاً لاتفاقية فينيسيا أن تشارك الجامعة العربية فعلياً وليس فقط صورياً في أعمال طاولة الحوار من اجل مساهمة عربية في حماية لبنان'، مؤكداً أن 'لطاولة الحوار وظيفة واحدة وهي حل موضوع السلاح(..)'.
إلى ذلك لفت عضو كتلة القوّات اللبنانية النائب انطوان زهرا إلى أن 'المشاركة العربية في الحوار ضرورية لأننا عندما نتكلم عن إستراتيجية دفاعية فهي جزء من المنظومة العربية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وهناك مسؤولية عربية مشتركة لهذه المواضيع ولا يمكن اطاحة الإجماع العربي'. واستغرب 'استبعاد الوزير بطرس حرب عن طاولة الحوار(..)'.
من ناحيته، اعتبر عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب نواف الموسوي أن 'الجامعة العربية لم تقدم أو تؤخر مرة في مشاركتها، وحضورها نافل، لأن هناك انعداماً في الوزن العربي ومماحكة لفظية'، وتساءل 'لماذا لا نأتي بالأمم المتحدة وكل الجمعيات العالمية للمشاركة في طاولة الحوار؟ وإذا كانت إيران وسوريا ممثلة على طاولة الحوار كما يقولون فمن يمثل الأميركيين؟'. وأوضح أن 'هدف طاولة الحوار أن تصل الدولة اللبنانية إلى تصور للخطة الدفاعية التي تتحمل مسؤولياتها(..)'.
نصر الله
في مجال غير بعيد، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن 'الرسائل الأميركية وصلت قبل قمة دمشق وان اجتماعنا أنا و(الرئيسين السوري والإيراني) بشار الأسد وأحمدي نجاد والفصائل الفلسطينية كاف للرد على كل الرسائل الأميركية'، واعتبر أن 'الكلام عن تباعد سوري إيراني وبين سوريا والمقاومة في لبنان مجرد كذب'، ودعا إلى 'صمود (لبناني) رسمي بوجه التهويلات والضغوطات الإسرائيلية'.
وأكد انه وبعد خطابه في ذكرى قادة 'حزب الله' تراجعت خطابات التهديد من قبل إسرائيل 'بل غيّر الإسرائيليون خطاباتهم'، ولفت 'إلى أن اعتراف إسرائيل بالخروج من لبنان نهائياً اعتراف بالهزيمة'، وقال 'أنا أقول لهم خرجتم من لبنان نهائياً ولن تستطيعوا أن تعودوا إلى لبنان نهائياً'. وقال 'إننا نخبئ مفاجآت، وعندما أتشاور مع قادة المقاومة فإنهم يمدوني بالعديد من الوقائع'، وأعلن انه لم يفصح عن كل ما يعلم، معتبراً أن قيمة هذا الكلام هو أن وراءه مقاومين أبطالاً. لافتاً إلى أن 'الإسرائيلي لا يهاب كل المسلمين بل يهاب القلة المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا وإيران ويحسب لها حساباً ويهددها ويتوعدها ويخطط لمواجهتها'.
أضاف: 'عندما يحصل نقاش في موضوع الإستراتيجية الدفاعية، فواحدة من نقاط التمايز أن هناك في الجيش ضباطاً وجنوداً وقيادات شجعاناً وخبراء، ولكن بالنهاية هو جيش كلاسيكي وعنده ثكنات ووجود فوق الأرض، وهو بالتالي مكشوف، فإذا امتلك صواريخ ستكون كلها مكشوفة أيضاً، وميزة المقاومة أنها متوارية، وهذه ميزة رئيسية، والتي فيما بعد سنرى على طاولة الحوار كيف سيحلون هذه المعضلة(..)'.
- صحيفة 'اللواء'
عشية استكمال الاستعدادات لعقد اول جلسة لهيئة الحوار الوطني في حلتها العشرينية تقاطعت المواقف الداخلية مما يجري من استقطابات محورية على صعيد المنطقة، عند نقطة محورية مفادها ان الاولوية تقضي باتخاذ كافة الاجراءات لمنع اي عدوان اسرائيلي على لبنان، او انزلاق لبنان كلاعب في محور خارج الصراع العربي - الاسرائيلي، على حد تعبير الرئيس سعد الحريري الذي اكد في دردشة مع الصحافيين في الدوحة، <اننا في لبنان في صلب الصراع العربي - الاسرائيلي، ونحن معنيون به مائة في المائة، واي محور آخر في المنطقة لسنا معنيين به بتاتاً>.
واعتبر ان <تعزيز الوحدة الوطنية هو اهم استعداد لمواجهة التهديدات الاسرائيلية>.
في هذا الوقت كان الامين العام لـ<حزب الله> السيد حسن نصر الله يعلن من الضاحية الجنوبية ان ما قاله في احتفال شهداء قادة المقاومة <يصب في اطار منع الحرب عن بلدنا>، معتبراً ان ما يجري يتعلق بحرب المعلومات، كاشفاً انه كلما تأخرت اسرائيل بجمع المعلومات تأخرت الحرب، وهذا عنصر قوة للمقاومة.
اما في الشأن الداخلي، فقد اضيفت طاولة الحوار بنداً على طاولة الاخذ والرد، وان كان هناك اجماع على اهمية الطاولة لبت سلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية، في وقت كانت فيه الاوساط المقربة من المعارضة العونية تكشف في دوائر ضيقة عن اقتراب الوضع الداخلي من تأزم سياسي على خلفية الاشتباك الخفي من التعيينات الى مشروع قانون البلديات الى قضية الموازنة، والتي تشكل استحقاقات داهمة وتضع حكومة الوحدة الوطنية امام اختبار جدي في قدرتها على تحقيق انجازات مقبولة على هذا الصعيد، وسط مخاوف لم يخفها الوزير الاشتراكي في الحكومة وائل ابو فاعور، معتبراً ان <الادارة الحكومية تحتضر>، داعياً الى <ترميمها لتجاوز حاجز الخطر> واصفاً ما يجري في مجلس الوزراء <بالنقاش المستحيل> حول الانتخابات البلدية والتعيينات الادارية في حين سأل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في موقفه الاسبوع لجريدة <الانباء> الذي ينشر اليوم عن اسباب تهرب المعنيين من مسألة التعيينات والتشكيلات الادارية والدبلوماسية والامنية والتي باتت حاجة ملحة جداً للنهوض بالمرافق العامة، مجدداً طرحه السابق بأن افضل آلية تعتمد لإنجاز هذا الملف هي التوافق بين الرئاسات وبعض الأقطاب، مع مراعاة الكفاءة بحدها الأقصى، حتى لو سمي ذلك محاصصة، متسائلاً: <لماذا نضيع الوقت بحثاً عن آلية لنعود بعدها إلى المحاصصة؟>.
لكن اللافت أن الأوساط العونية تحدثت عن صفقة يجري الاعداد لها لمقايضة إقرار الموازنة بتطيير الانتخابات البلدية، على أن يتم انضاجها على طاولة الحوار باسم الظروف الاستثنائية، وبإجماع يجنبها أي طعن دستوري.
أسبوع حافل ويتميز الأسبوع الطالع بجدول حافل، يبدأه الرئيس الحريري اليوم بلقاء أهالي ضحايا الطائرة الاثيوبية المنكوبة اليوم في السراي، يتزامن مع إعلان التقرير الأوّلي للجنة التحقيق الفنية في حادث الطائرة، يليه غداً اجتماع لمجلس الوزراء في السراي بجدول أعمال عادي، يفترض أن يسبق الجلسة المخصصة لمجلس الوزراء الخميس في بعبدا لحسم الموقف النهائي من مشروع قانون الانتخابات البلدية، بعد مناقشة تقرير اللجنة الوزارية المكلفة درس بند هيئة الاشراف على الانتخابات، في حين يتردد عن جلسة ثالثة الجمعة بخصوص عرض المشروع الأوّلي للموازنة العامة والذي يتوقع ان يواجه بتجاذب حول بندي النفقات والواردات، سبق ان حذر من تداعياته الرئيس الحريري، خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، عندما نبه من خطورة المزايدات على صدقية حكومة الوحدة الوطنية، بحيث تكون آخر حكومة وحدة في لبنان.
وشدّد الحريري، خلال دردشته مع الصحافيين في الدوحة، على ضرورة البحث في زيادة الإيرادات لتنفيذ المشاريع المطروحة، سواء على صعيد الصحة والتعليم والتربية والكهرباء والمياه والبيئة، لافتاً إلى انه إذا أردنا أن نقوم بهذه المشاريع من دون زيادة الإيرادات، يعني اننا نغرق الاجيال المقبلة بالديون، داعياً إلى خفض الدين وزيادة النفقات الاستثمارية ما يسمح بخلق فرص عمل ويسمح بدفع الناتج المحلي صعوداً وبأرقام جيدة>.
وبخصوص الالتباس الذي حصل مع دمشق حول حديثه إلى صحيفة <كوريير دي لا سيرا> الإيطالية، اوضح الحريري أن الصحيفة المذكورة صححت ما نشرته، مؤكداً انه على اتصالات دائمة مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وشدّد على أن لبنان ليس محوراً في الصراع العربي - الإسرائيلي لصالح أحد، إنما نحن بلد لديه أراضٍ محتلة، ولن نقبل أن تشن حرباً على حسابنا، لكن أن تأتي اسرائيل وتهدد لبنان كما تفعل، أو أي منطقة فيه، كالجنوب أو الضاحية أو حتى <حزب الله>، فهذه التهديدات موجهة الى كل لبنان، فإذا قصفت الجنوب يعني اسرائيل تقصف كل لبنان.
وقال: <قد تكون اسرائيل قادرة على التدمير، لكن يجب ألا ننجر الى إعطاء الذريعة، وهذا أهم شيء>، لافتاً الى أن اسرائيل تريد أن تشن حرباً على لبنان لإشاحة أنظار العالم عن السلام وعن القضية الفلسطينية، لكنه أكد أن أحداً لم يبلغه، خلال جولته الأوروبية بأن هناك حرباً على لبنان.
وعن قراءته للخطاب الأخير لنصر الله قال: <لا أحد يشك في نواياه، فالخطاب في مكان ما يريد أن يوازن، لكن اسرائيل تريد ذريعة، ويجب علينا ألا نظهر أي خرق في وحدتنا الوطنية، كي لا يقول أحد أن اللبنانيين منقسمون>.
وبالنسبة الى التشكيلة الجديدة لطاولة الحوار، لاحظ الرئيس الحريري أن الاعتراضات صدرت عن الطرفين، علماً أن تشكيل الهيئة حق لرئيس الجمهورية، وهو من حدد المعايير، لافتاً الى أنه بصدد الاجتماع مع حلفائه للتشاور معهم، مشدداً على وجوب أن تبدأ الطاولة عملها في ما خص الاستراتيجية الدفاعية والسلاح.
وكان الرئيس الحريري قد توّج زيارته الى قطر بلقاء أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي أكد لرئيس الحكومة اللبنانية، حسب ما علمت <اللواء> ضرورة عدم التفريط بالاستقرار الحالي في لبنان، ونصحه بضرورة الحفاظ على حكومة الوحدة الوطنية.
وفهم من مصادر دبلوماسية قطرية، أن الأجواء غير واضحة في شأن حرب اسرائيلية في المنطقة.
نصر الله من جهته، اكد نصر الله في كلمة القاها مساء امس في الاحتفال المركزي الذي اقامه حزب الله في مناسبة ذكرى المولد النبوي في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، ان الاجتماع الذي ضمه والرئيسين الايراني محمود احمدي نجاد والسوري بشار الاسد والفصائل الفلسطينية كان كافيا للرد على الرسائل الاميركية التي وصلت قبل قمة دمشق، معتبرا ان اي كلام عن تباعد ايراني - سوري والمقاومة في لبنان مجرد كذب.
ولفت نصر الله الى انه وبعد خطابه في ذكرى القادة الشهداء تراجعت خطابات التهديد من قبل اسرائيل وغيّر قادتها خطاباتهم، واعتبر ان اعتراف اسرائيل بالخروج من لبنان نهائياً هو اعتراف بالهزيمة. ملاحظا ان الكلام الاسرائيلي الذي يقول بأن اي حرب مقبلة لاحد سينتصر فيها واضح، مشيرا الى ان الذهاب الى الحرب ليس خيارا سهلا بل كبير ومعقد>.
وجدد الامين العام لحزب الله المطالبة بتنفيذ احكام الاعدام بحق عملاء العدو في لبنان لكنه دعاهم الى التوبة والرجوع الى الوطن والدولة وعائلاتهم لانهم معرضون للانكشاف، متوقعا كشف المزيد من العملاء في المرحلة المقبلة.
وفي موضوع طلبات السفارة الاميركية في بيروت لمعلومات من وزارة الاتصالات اكد نصر الله ان كل المعلومات التي تحصل عليها السفارة الاميركية في لبنان تصل الى اسرائيل، واكد ان في هذا الامر لا فرق بين هذه المعلومات وتلك التي يقدمها العملاء وشبكات التجسس، وحذر من ان <لو كان هذا موجود بالفعل فهو خطير جدا ويحتاج لوقفة كبيرة لانه يعني ان البلد كله وامنه، لا امن حزب الله فقط>.
طاولة الحوار أما بخصوص طاولة الحوار في نسختها الجديدة، فمن المتوقع أن يدعو الرئيس ميشال سليمان الأسبوع المقبل إلى أول جلسة لهذه الطاولة، بعد عودته من المملكة العربية السعودية التي يزورها يومي 6و7 آذار المقبلين وبعد ترتيب مواعيد المشتركين في هيئة الحوار.
وذكر زوار بعبدا أمس، أن الحملة التي قامت من عدد من الأطراف على تشكيلة الهيئة كانت متوقعة لاسيما, وأنه لا يمكن إرضاء جميع الأطراف, كما لا يمكن توسيع الطاولة أكثر من العدد الحالي, كي تبقى لها الفعالية المطلوبة.
وأشار الزوار الى أن لا علاقة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة الى إستئناف طاولة الحوار بتوقيت إعلان رئيس الجمهورية عن تأليف الهيئة, التي خضعت فقط الى إتصالات داخلية وبين الفرقاء المعنيين, والتي يفترض أن تعيد أجواء الإلتقاء والحوار بين القيادات اللبنانية, فتزيل أجواء التشنّج والإنقسام, كما كانت الحال قبل إجراء الإنتخابات النيابية, فضلاً عن ضرورة أن تشكّل سنداً للحكومة في إطلاق عجلة نشاطاتها الضرورية، مشيرين إلى أن الدعوة الى إسئناف الطاولة لم يصدر فقط عن الأمين العام للأمم المتحدة, بل عن كل قادة الدول الذين إلتقاهم الرئيس سليمان، نظراً لأجواء المصالحة التي تشيعها بين القيادات اللبنانية, ولفرص الإلتقاء بين متخاصمين, ومنقسمين حول توجّهات سياسية عامة.
وأشار الزوار الى أن الرئيس سليمان قد سعى الى تركيبة متوازنة سياسياً ونيابياً , تنطلق من نتائج الإنتخابات النيابية,ومن تمثيل الكتل المكوّنة من أربعة نواب وما فوق, مع الحفاظ على أصحاب الحيثيات السياسية, وعلى تمثيل المجتمع المدني, كما سبق ووعد الرئيس سليمان من خلال إختياره الخبير القانوني البروفسور فايز الحاج شاهين, الذي يمكنه أيضاً حل قضية تمثيل الطائفة الكاثوليكية في زحلة.
وأوضح الزوار أن الرئيس سليمان قد إرتأى أن يكون على الطاولة الى رئيسي المجلس والحكومة رؤساء الحكومات الفائزون في الإنتخابات النيابية, ونائب رئيس الحكومة ونائب رئيس المجلس اللذين يمثلان الطائفة الأورثوذكسية، بعدما استبعد النائب ميشال المر, والنائب السابق غسان تويني.
أما الوزير بطرس حرب, فرأى الزوار أنه لم يعد ممثلاً كما في السابق لمسيحيي قرنة شهوان بعدما إنفرط عقدها, وغاب ممثلوها في المجلس النيابي.
وعن إختيار النائب أسعد حردان, فقد أوضح رئيس الجمهورية أمام زواره، أنه يمثّل على الطاولة حزبي القومي والبعث.
وعن زيادة مواضيع طاولة الحوار, أوضحت المصادر أن الأمر يعود الى توافق المتحاورين على الطاولة, وفي حينه.
وفيما لم يصدر عن الرئيس نبيه بري أي موقف في شأن تشكيل هيئة الحوار باعتبار أن ذلك من شأن رئيس الجمهورية.
ذكرت مصادر مطلعة أن إتصالات تجري بين أفرقاء مسيحيين في 14 آذار للتفاهم على موقف موحد من الإشكاليات التي أثارها تأليف طاولة الحوار، وذلك بعدما تبلغوا من حزب الكتائب ضرورة التريث في إتخاذ موقف سريع من هذا الموضوع، على أن تعلن الكتائب موقفها النهائي في ضوء المشاورات، في مؤتمر صحفي يعقده الرئيس أمين الجميل الذي سيلتقي بعد ظهر اليوم في الصيفي رئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية.
- صحيفة 'الديار'
مع دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى انعقاد طاولة الحوار، وظهور بعض المعترضين على التمثيل، وبين التحديات التي تواجه المنطقة وكشف عملاء للموساد واعتقالهم من قبل الجيش اللبناني، تعيش الساحة السياسية شللاً لناحية القرارات داخل المؤسسات، فيما المتطلبات التي تنتظر هذه الحكومة كبيرة جدا، ولا يجوز التغاضي عنها.
سليمان وانعقاد طاولة الحوار وانتقادات
كشف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان امام زواره عن امكان انعقاد طاولة الحوار الاسبوع المقبل لافتا الى اننا اتفقنا في الجلسات السابقة ان المقاومة لا تبدأ عملها الا بعد عجز الجيش عن صد العدو، وابدى سليمان تفهمه لمواقف الافرقاء المنتقدين تشكيلة هيئة الحوار الوطني، ونقل زواره انه لم يكن بالامكان افضل مما كان، وابلغ انه لم يتخذ اي موقف نهائي من جدول اعمال الطاولة وانه سيطرح في اول اجتماع للجنة امكان توسيع جدول الاعمال وتحديد النقاط الاضافية اذا رغب احد بذلك، لكنه لن يقبل بزيادة من دون موافقة جميع الاطراف، مع الاشارة الى ان الرئيس سليمان سيزور السعودية يومي السبت والاحد القادمين، وتخوف رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون من ان تكون طاولة الحوار غير منتجة اذا حصرت مهمتها بسلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية، وهناك قضايا اخرى يجب مناقشتها واخذ القرار بها وعرضها على مجلس الوزراء، وليس الاكتفاء فقط بموضوع سلاح حزب الله.
اما رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط فاعتبر ان دخول سليمان فرنجية وطلال ارسلان الى طاولة الحوار سيعطيها قوة ولكنه ابدى تخوفه من تض