صحف ومجلات » افتتاحيات من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 10/3/2010

- صحيفة 'السفير'
... وبعد نحو ساعتين من النقاش، خرج متحاورو &laqascii117o;طاولة الحوار العشرينية" ببيان أعلنوا فيه قرارهم بمواصلة الحوار والالتزام بنهج الهدنة السياسية والإعلامية والحوار، وعلى موعد اللقاء مجدداً في الجلسة الثانية منتصف نيسان المقبل.
لم يكن منتظراً من هذه الطاولة الفضفاضة، أن تخرج بأكثر مما خرجت به، ان لجهة البيان المقتضب الخالي من الدسم السياسي، أو من حيث الوقائع الحوارية التي جاءت تعبيراً عن واقع الانقسام السياسي، وامتداداً للجولات السابقة بتقاذف التعابير والمفردات الخلافية ذاتها.
بدا رئيس الجمهورية أكثر المتحمسين لطاولته فرفع شعار &laqascii117o;الفشل ممنوع"، فيما المسرح الحواري كان اقرب الى مجموعة فتائل سياسية قابلة للاشتعال بناء على الخلفيات والتناقضات التي تحكم العلاقات في ما بينها.
تبدى ذلك في فرز الطاولة الى &laqascii117o;جبهتين"، و&laqascii117o;الاشتباك الحواري" بين مثلث فؤاد السنيورة، سمير جعجع وأمين الجميل ومن خلفه مسيحيو 14 آذار، وبين مثلث سليمان فرنجية، طلال ارسلان واسعد حردان، ومن خلفه الرئيس نبيه بري وممثل &laqascii117o;حزب الله" النائب محمد رعد ورئيس &laqascii117o;تكتل الإصلاح والتغيير" النائب ميشال عون.
ولفت الانتباه وقوف رئيس الحكومة سعد الحريري على مسافة بين المثلثين، علما أنه كان قد ناقش مع السنيورة والجميل وجعجع، عشية الحوار الموقف مما يمكن ان يطرح في الحوار، فيما برزت مشاركة رئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط للمرة الاولى من موقعه خارج &laqascii117o;14 آذار".
ولم يكتف جنبلاط بالتموضع السياسي الجديد، بل حاول أن يتموضع جغرافياً داخل طاولة الحوار، فانضم فور وصوله الى الواقفين من أركان فريق المعارضة مبتعداً عن الجالسين من فريق 14 آذار، لا بل طلب من دوائر القصر الجمهوري تغيير موقعه المحدد بين أمين الجميل وفريد مكاري واستنجد بأسعد حردان أن يأخذ موقعه، ولكن تبين أن ثمة إشكالات بروتوكولية تحول دون ذلك.
وأظهر مثلث السنيورة والجميل وجعجع تمسكاً بالخطاب السياسي ذاته حيال الاستراتيجية الدفاعية وحصرية قرار الحرب والسلم ومرجعية الدولة ودور لبنان وموقعه المحايد في الصراع، فالرئيس السنيورة دعا الى ابعاد لبنان عن سياسة المحاور مدافعاً عن منطق الحياد والهدنة والـ 1701 وعدم تقديم ذرائع للاسرائيليين وفي الوقت نفسه رفع سقف خطابه القومي والفلسطيني!
ولفت جعجع الى ان الوضع ليس طبيعياً ويتطلب المعالجة، واعتبر انه بات من الضروري ان يحل موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وبات من الملح ان يصار الى ترسيم الحدود اللبنانية السورية وخصوصا في مزارع شبعا، متوجها الى المتحاورين بقوله: &laqascii117o;انتم تذهبون الى دمشق، فساعدونا في ذلك".
وأما الرئيس الجميل، فأعاد تكرار ما سبق وقدمه في الجولات الحوارية السابقة، ولاسيما من خلال تكرار تركيزه على سلاح حزب الله وضرورة سحبه، ودعوته الى تحديد الدور الحقيقي للبنان في الصراع وحسم موقعه ان كان لبنان دولة مواجهة او دولة مساندة.
في المقابل، ظهـّر حلفاء المقاومة نبرة هجومية عالية على العناوين والطروحات التي قدمها السنيورة وجعجع والجميل، ولفتت الانتباه مداخلة رئيس &laqascii117o;تيار المردة" النائب سليمان فرنجية الذي بدا أنه يغمز فيها من مواقف بعض اطراف الحوار، حيث طلب تحديد مواصفات &laqascii117o;العميل" (لإسرائيل)، واقترح على رئيس الجمهورية تشكيل لجنة لاعداد دراسة تحدد قانوناً من هو العميل: &laqascii117o;هل العميل من يقدم معلومات للعدو، هل هو من يتواصل مع العدو، هل هو من يبيع مواقف سياسية للعدو، هل هو من يدلي بمواقف اعلامية لمصلحة العدو؟".
ولاقاه طلال ارسلان بقوله &laqascii117o;ان الخيانة هي خيانة في كل العالم، ما عدا في لبنان، فهي وجهة نظر". وسأل عما &laqascii117o;نقوم به لاسترجاع الارض المحتلة"، ورحب بالموقف الرسمي &laqascii117o;الذي ظهـّر التهديدات الاسرائيلية" وقال: هذا امر جيد، ولكن ما نلحظه هو غياب أي خطة رسمية لاسترجاع الاراضي المحتلة.
وتوجه الى رئيس الجمهورية قائلاً: ان ما نعانيه هو ازمة نظام، ولو كانت هناك دولة بالمعنى التنظيمي والدستوري المحصّن لما كنا في حاجة الى هيئة حوار ابدا.
واما النائب حردان فقال &laqascii117o;إن قرارنا الذي اتخذناه هو الدفاع عن ارضنا في وجه عدوان مفروض علينا، وما يجب أن نبحثه هو مواجهة التهديدات وحماية المقاومة ودورها". واستغرب العودة الى طرح اتفاقية الهدنة وقال: كيف يمكن ان نتحدث بهذا الموضوع وارضنا محتلة، هل يجوز أن نعطي عدونا جائزة ترضية، ونسيل لعابه على هدنة تجاوزها الزمن اصلاً، فالذي يريد الهدنة ويطالب بها يجب عليه ان يصنع السيادة اولاً؟
وقد لفح الاشتباك الحواري الجلسة بشيء من التوتر، كاد يتفاقم في لحظة اعداد البيان الختامي بين الرئيس نبيه بري والنائب محمد رعد من جهة وبين الرئيس السنيورة من جهة ثانية، بعدما تبين عند مناقشة احد بنود البيان الختامي ويتعلق باحترام لبنان القرارات الدولية وحق لبنان وشعبه ومقاومته بمواجهة العدو (نص من البيان الوزاري) ان احد اطراف الحوار سعى الى حذف فقرة &laqascii117o;حق لبنان بشعبه ومقاومته". فحصل جدال سأل فيه بري عن موجبات حذف الفقرة، تبعه رعد بنبرة فيها شيء من الحدة حيال المبادر الى هذا التصرّف، سائلاً &laqascii117o;وهل ممارسة هذا الحق تحتاج إلى استئذان"؟
وهنا تدخل رئيس الجمهورية لنزع الفتيل، وتناغم معه رئيس الحكومة سعد الحريري، وقرّ الرأي في النهاية على حذف الفقرة برمّتها والإبقاء على البيان الختامي بالصورة العامة التي خرج بها، وهو ما اعتبره قياديون في 14 آذار &laqascii117o;نقطة ايجابية لمصلحتهم".
ولفت الانتباه توزع اطراف الحوار بين مربعات سياسية من اللون ذاته، فيما تجنب كل من أسعد حردان وسليمان فرنجية وطلال ارسلان مصافحة سمير جعجع، الذي أثنى على مداخلة رئيس &laqascii117o;القومي" الدفاعية!
ملف التعيينات: آلية جديدة الخميس
على صعيد آخر، تتسارع الخطى حول ملف التعيينات الذي يبدو ان المشاورات التي تكثفت في الآونة الاخيرة بين المستويات السياسية والرئاسية افضت الى اعادة وضعها على نار حامية، والشروع في إعداد الآلية المطلوبة لإطلاق عجلة التعيينات الادارية وملء الشواغر في مراكز الفئة الاولى والثانية.
وتقرر في هذا السياق، عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء في القصر الجمهوري في بعبدا بعد ظهر غد الخميس، لدرس آلية التعيين التي سيتم اعتمادها لطي هذا الملف.
ورجحت مصادر وزارية ان يعمد مجلس الوزراء الى تكليف وزير التنمية الادارية محمد فنيش إعداد آلية تعيين في ضوء المناقشات والطروحات والافكار التي سيتم تقديمها في الجلسة.
وقال فنيش لـ&laqascii117o;السفير" إن إعادة طرح ملف التعيينات يفترض ان تكون اشارة الى اهتمام جدي بهذا الموضوع. ورأى انه بات من الملح انجاز هذا الموضوع في أسرع وقت.
وأشار فنيش الى انه يملك تصوراً لآلية تعيينات اعدها بناء على اقتراحات وافكار شخصية، وان الاساس في الآلية أنها تعطي دوراً للجنة محايدة تتولى تلقي الترشيحات وفرز الاسماء بحسب الاختصاصات والكفاءات والمواصفات، وفي ضوء ما يحتاجه كل موقع وظيفي شاغر من اختصاصات، ومن ثم تطرح ثلاثة اسماء بناء على المعايير المطلوبة وترفع الى وزير التنمية وعبره الى مجلس الوزراء والوزير المختص.
وينتظر أن يوافق مجلس الوزراء على اقتراح وزير العدل إبراهيم نجار بتعيين ثلاثة قضاة في المجلس العدلي المعطل بسبب النقص العددي في هيئته ممّا دفعه في الفترة الماضية، إلى تأجيل عدد من الدعاوى التي ينظر فيها ومنها جريمة عين علق، وجريمة قتل &laqascii117o;الزيادين"، وقضية الأحداث الأمنية في جرد الضنية.
والقضاة الثلاثة المقترحون، اثنان بالأصالة وواحد رديف، والأصيلان هما: رئيس الغرفة الأولى لمحكمة التمييز إلياس بو ناصيف (ماروني) مكان القاضي المستقيل رالف رياشي الذي صار نائباً لرئيس المحكمة الخاصة بلبنان.
ورئيس الغرفة الرابعة لمحكمة التمييز نديم عبد الملك (درزي) الذي يحال على التقاعد في الأوّل من تموز 2010، أي بعد ثلاثة أشهر ونيف، وهو يحلّ مكان القاضي المتقاعد سمير عاليه.
والعضو الرديف هو رئيس الغرفة الخامسة لمحكمة التمييز جورج بديع كرم (أرثوذكسي).
الورشة المجلسية
وعلى الصعيد المجلسي، تنطلق الورشة البلدية عملياً في مجلس النواب اليوم، بشروع لجان الدفاع والبلديات والإدارة والعدل والمال والموازنة في دراسة مشروع القانون المعجل المتعلق بالانتخابات البلدية والاختيارية، وسط توجيهات من رئاسة المجلس في إنجاز المشروع في اقرب وقت ممكن، تمهيداً لإحالته قبل نهاية الشهر الجاري على الهيئة العامة على ما قالت مصادر نيابية.
وتتزامن الورشة البلدية، مع ورشة الاستجواب التي بدأتها لجنة الإعلام والاتصالات في موضوع تسلل السفارة الأميركية في بيروت عبر مؤسسة قوى الأمن الداخلي لتزويدها بتفاصيل عن قطاع الاتصالات في لبنان، حيث ستعقد جلستها الثانية اليوم، في حضور الوزراء المعنيين ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي.
  

- صحيفة 'النهار'
ما كان مستوراً في الاشهر التي تلت تأليف الحكومة انكشف مجددا امس على طاولة الحوار التي بات اسمها الجديد 'هيئة الحوار الوطني' بناء على اقتراح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. واذا كان اتفاق الدوحة سمح ببيان وزاري يتضمن عبارة 'حق لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته في الدفاع عن لبنان'، فان عدم اتفاق اركان الحوار اعاد النقاش الى بدايته في شأن صحة تمييز 'المقاومة' عن 'الجيش والشعب'.
وهكذا بدأت مرحلة جديدة – قديمة من الحوار الذي ستكون محطته التالية منتصف نيسان، وسط 'اشادة' من اكثر من طرف بان 'انجاز' الجولة الثالثة من الحوار هو معاودته وهذا، على ما يبدو، كان بيت القصيد.

جيش ومقاومة

والواقعة الرئيسية في الحوار امس، كما علمت 'النهار' تمثلت في استدراك فريق 14 آذار اضافة ادخلت على مسودة البيان الختامي للجلسة من نص البند السادس في البيان الوزاري عن 'حق لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته في الدفاع عن لبنان'. فقد تنبه الرئيس فؤاد السنيورة، الذي تولى مع المدير العام في رئاسة الجمهورية السفير ناجي ابو عاصي مراجعة مسودة البيان التي اعدت في رئاسة الجمهورية، الى هذه العبارة، فحذفها. وعندما وزعت النسخ على المتحاورين بادر رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد الى السؤال عن سبب حذفها، فجاء الجواب تباعا من الرئيس امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والوزير جان اوغاسبيان الذين اعتبروا العبارة نقطة خلافية. فانتهى الامر بتدخل الرئيس سليمان طالبا شطب العبارة ما دامت لم تحظ بتوافق المجتمعين. ووصفت مصادر بارزة في الاكثرية هذا الفصل من النقاش بانه يعبر عن وحدة قوى 14 آذار. وفي المقابل، قال مرجع لـ'النهار' عاكسا موقف الفريق الاخر، انه على اهمية جلسة امس والجهود التي بذلها رئيس الجمهورية، فان كل فريق استمر على موقفه الذي لا يزال هو هو من الاستراتيجية الدفاعية ولم يبدل فيه حتى فاصلة. ولوحظ ان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري كان متدخلا لماما في مجرى المناقشة.

مدة للحوار

واقترح الرئيس الجميل تحديد مدة، اكانت ستة اشهر ام تسعة اشهر، للحوار، داعيا الى تقديم جواب عن سؤال: 'هل لبنان هو دولة مواجهة ام دولة مساندة'.
وطالب الرئيس السنيورة باعادة تأكيد مقررات هيئة الحوار السابقة في شأن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والتمسك باتفاق الهدنة وتنفيذ القرار 1701. بينما طالب جعجع بتجنيب لبنان مرحلة صعبة يمر بها الشرق الاوسط وتحديد الحدود وترسيمها عند مزارع شبعا.
كذلك كانت مداخلات للفريق الآخر وخصوصا لممثليه الذين يشاركون للمرة الاولى في الحوار. فسأل رئيس 'تيار المردة' النائب سليمان فرنجيه عن السلاح الفلسطيني  داخل المخيمات. وعندما أثار النائب طلال ارسلان موضوع مفهوم العمالة، سانده فرنجيه بالقول 'ان العمالة تترجم احيانا بالائتمار بالخارج وتنفيذ توجيهاته'. واقترح لجنة قضاة لتحديد المفهوم. اما رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان، فاقترح اعداد 'برنامج عمل باولويات محددة وطنيا'.

بري

وكان الرئيس بري في غالب الاوقات مستمعا. وعلمت 'النهار' انه كان مقررا ان يقدم رؤيته للاستراتيجية الدفاعية، لكنه تراجع عن هذا الامر مساء اول من امس. وسيدلي برأيه في الجلسات المقبلة.

جنبلاط

وقال رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط لـ'النهار' مساء امس: 'يبقى الحوار ايا كان شكله من الضروريات وخصوصا في بلد مثل لبنان تتمثل فيه وجهات نظر عدة وهذا ما اتفقنا عليه في اتفاق الدوحة. وهذا ما دعا اليه الرئيس نبيه بري عام 2006 وقبل العدوان الاسرائيلي على لبنان'.
وسئل عن تقويمه لجلسة الحوار امس، فاجاب: 'هناك تباين سياسي بين الافرقاء على الطاولة. ولكن يبقى المهم لدينا جميعا هو الجلوس الى طاولة الحوار والاستمرار في هذا النهج لخدمة لبنان'.

عون

واوضح رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب العماد ميشال عون، بعد رئاسته الاجتماع الاسبوعي للتكتل، موقفه من التساؤلات مثل 'عما اذا كان لبنان دولة مواجهة او دولة مساندة'. وعن 'قرار السلم والحرب في يد من؟'. وعن 'بسط سيادة الدولة'، فقال: 'نتمنى على كل السياسيين، من هم مع المقاومة ومن يريدون نزع سلاحها، ان يتوخوا الدقة بالتعبير حتى لا يضللوا الرأي العام'.

'حزب الله'

وصرح النائب عن 'حزب الله' حسن فضل الله لـ'رويترز' امس: 'ليس وارداً مناقشة سلاح المقاومة أو المقاومة نفسها انما سبل حماية لبنان بالاستفادة من تكامل المقاومة والجيش والشعب'.
وأضاف: 'وظيفة طاولة الحوار مناقشة الاستراتيجية الدفاعية للبنان في مواجهة الاطماع والتهديدات الاسرائيلية والتي يفترض فيها ان تنطلق من التجربة المتراكمة للمقاومة ومن المعادلة الجديدة التي كرستها الامكانات والقدرات على ضوء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالرد بالمثل ولقاء دمشق الثلاثي الذي أعطى دفعاً وقوة للبنان'.
وأشادت جهات في المعارضة بالطرح الذي قدمه النائب حردان اذ 'عرض الاستراتيجية الدفاعية بطريقة موضوعية ووطنية وتناول فيها الخطر الاسرائيلي الذي يهدد لبنان وهو لا يزال يحتل أرضاً لبنانية'.

التعيينات

وفيما ينطلق مجلس النواب اليوم عبر لجانه في رحلة مناقشة مشروع قانون الانتخابات البلدية والاختيارية مع الاصلاحات التي ادخلت عليه، دعي مجلس الوزراء الى جلسة استثنائية غداً الخميس في قصر بعبدا برئاسة الرئيس سليمان لمناقشة آلية التعيينات الادارية.
وأوضح وزير العدل ابرهيم نجار عشية الجلسة ان البحث عن آلية للتعيينات في المراكز القيادية والفئة الأولى، لا ينطبق على القضاة. وقال إنه في ما عدا مجلس شورى الدولة ومجلس ديوان المحاسبة، فإن باقي التعيينات في المرفق القضائي يؤمل اقرارها خلال اسبوعين أو ثلاثة اذا ما تمّ التوصّل الى التفاهم المطلوب في شأنها، مشيراً الى انه طلب من كل مرشح ان يقدم سيرته الذاتة، على ان يتم اعتماد مقياس الدرجة والأقدمية والتنوّع الطائفي والمذهبي لتجنّب الغبن لدى كل الطوائف.
فالى الشغور في ديوان المحاسبة الذي وصفه بأنه اخطر الشواغر، أشار نجار الى أبرز المراكز الشاغرة في وزارة العدل، وهي في: هيئة التشريع والاستشارات، باقي أعضاء هيئة التفتيش القضائي، مجلس شورى الدولة وبعض النيابات العامة المتخصصة.
ومن المقرر ان يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية اليوم ويصدر تعيينات قضائية.

الموازنة

وفي ما يشبه خريطة طريق مبكرة لمشروع الموازنة، أعلنت وزيرة المال ريا الحسن أمس في مؤتمر صحافي ان طرح المشروع 'سيحصل خلال اسابيع'. وتحدثت عن خيارات لتغطية النفقات الجارية والاستثمارية وهي:
1 – الخيار الأول هو المديونية، واقتراض مبلغ عجز الموازنة بأكمله، لكن رئيس الحكومة وأنا كوزيرة للمال مصران على عدم الابتعاد عن المسار الاصلاحي المالي المتبع، بمعنى أننا متمسكون بمبدأ عدم زيادة المديونية (...)
2 – الخيار الثاني هو زيادة الايرادات من خلال خيارات عدة، بينها خيار العائدات الضريبية، وكل طرح في هذا المجال لا يأتي وحده بل ضمن سلة متكاملة بحيث لا يتم تحميل ذوي الدخل المحدود أعباء لا طاقة لهم بها. وسيتم طرح هذا الخيار على مجلس الوزراء للبحث فيه.
3 – ثمة خيار ثالث إذا ارتأى مجلس الوزراء الأخذ به، وهو اشراك القطاع الخاص بدلاً من الاستدانة وزيادة الايرادات الضريبية، وهو خيار أحبذه كوزيرة للمال، لأنه يخفف عبء المديونية على الخزينة ويتيح الفرصة للاستثمار في القطاعات الحيوية. الا ان هذا الأمر يتطلب اجراءات وخطوات لا بد من ان يقوم بها مجلس الوزراء حتى يسمح باشراك القطاع الخاص من خلال مقاربات عدة'.


- صحيفة 'المستقبل'
التأمت هيئة الحوار الوطني في تشكيلتها الجديدة برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا، قبل ظهر أمس، لتكون الحدث الأبرز لبنانياً. الجلسة الأولى أنتجت اتفاقاً على جلسة ثانية في منتصف شهر نيسان المقبل، فيما أكدت على ثلاث نقاط تتعلق بمتابعة نقاش الاستراتيجية الدفاعية والتهدئة الإعلامية والسياسية، وكذلك تثبيت مقررات الحوار السابقة.
إذاً، بدأت الجلسة بعرض افتتاحي من سليمان الذي أكد على 'الفائدة المرجوة من طاولة الحوار'، ودعا إلى 'اعتماد مبدأ الحوار كثقافة'. وعرض نظرته للظروف التي رافقت تشكيل الهيئة ولا سيّما ما يتعلق منها بالمعايير التي اعتمدت وبتوقيت إعلانها، مؤكداً 'أن هذا التوقيت غير مرتبط بأي اعتبار إقليمي أو دولي'.
وأشار إلى 'أن الموضوع المطروح للنقاش والمعالجة هو الاستراتيجية الوطنية الدفاعية التي تعني تضافر القدرات الوطنية كافة للدفاع عن الوطن، من ديبلوماسية وعسكرية واقتصادية، وبناء على ما تم عرضه من خلال الأوراق التي طرحت أو التي ستطرح في المستقبل'. ولفت إلى 'أن المواضيع التي لا صلة لها بالاستراتيجية الدفاعية يمكن البحث فيها إذا ما تم طرحها وإذا ما توافق المجتمعون على مناقشتها'.
وأبرز ما خلصت إليه الجلسة كان التأكيد على 'المقررات السابقة لمؤتمر الحوار الوطني ولطاولة الحوار'، إضافة إلى 'مواصلة البحث في موضوع الاستراتيجية الوطنية للدفاع والعمل من خلال لجنة الخبراء التي تم تعيينها في جلسة سابقة على إيجاد خلاصات وقواسم مشتركة بين مختلف الأوراق والطروحات'، كما تم التشديد على 'التزام الاستمرار في نهج التهدئة السياسية والإعلامية والحوار، والالتزام في هذا السياق بميثاق الشرف الذي سبق أن أقرته هيئة الحوار السابقة'.
في هذا الإطار، علمت 'المستقبل' أن النقاش كان هادئاً، ولم يدخل في عمق الموضوع 'تماماً'. وذكرت المعلومات أن أفكاراً طرحت تتعلق بكيفية تحديد موقع لبنان في الصراع كي يمكن تحديد الاستراتيجية بناء عليه، وأن رئيس 'تكتل التغيير والإصلاح' النائب ميشال عون على سبيل المثال سأل عن حصيلة زيارات الرئيس سليمان ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى الخارج ومواقف الدول، فيما البعض الآخر سأل عن السلاح داخل المخيمات الفلسطينية، أي ان النقاش تناول عدداً من 'الملاحظات' أكثر مما كان في صيغة أوراق عمل.
على أن المداخلات تنوعت بحسب مصدر مشارك في الجلسة 'فمنها ما تناول مقررات طاولة الحوار السابقة وكيفية تطبيقها، خصوصاً ما يتعلق منها بالسلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات، وترسيم الحدود اللبنانية وخصوصاً مزارع شبعا، العلاقات اللبنانية السورية، ومنها ما ناقش تحديد هوية لبنان هل هو دولة مواجهة في المنطقة وكيفية عدم إدخال لبنان في لعبة التوازنات الدولية، وأيضاً مكونات الإستراتيجية الدفاعية سواء السياسية أم الاقتصادية أم العسكرية'.
وأضاف المصدر أن 'قوى 8 آذار رأت ضرورة توسيع جدول أعمال طاولة الحوار يشمل بنوداً أخرى، فلفت رئيس مجلس النواب نبيه بري في مداخلته إلى أهمية أن يدرج على جدول الأعمال موضوع الطائفية السياسية'. وكما سئل بري بعد خروجه عما إذا كان جدول الأعمال سيتوسع فأجاب: 'أكيد سيتوسع'.
وقال المصدر، إن رئيس تيار 'المردة' النائب سليمان فرنجية، ركز في مداخلته خلال الجلسة على السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، واعتبر أنه 'جزء من الإستراتيجية الدفاعية اللبنانية'، وسأل عن مستقبل السلاح الفلسطيني في المخيمات ومسؤولية الدولة تجاه اللاجئين الفلسطينيين. فيما طالب رئيس حزب 'الكتائب اللبنانية' أمين الجميل خلال مشاركته في الجلسة بضرورة إبعاد لبنان عن لعبة المحاور، وسأل 'هل لبنان دولة مواجهة أم دولة مساندة؟'، ومتسائلاً أيضاً عن 'ورقة حزب الله للاستراتيجية الدفاعية'.
من جهته، أكد الرئيس فؤاد السنيورة في مداخلته على 'تمسك لبنان باتفاقية الهدنة حسب ما جاء في اتفاق الطائف، وعلى التزام لبنان بالقرار 1701 بمندرجاته كلها'، وكذلك 'تضامن اللبنانيين جميعاً في حال تعرض لبنان لأي اعتداء إسرائيلي والتصدي له، مع تأكيد أن لبنان لن يكون مبادراً إلى القيام بأي توتير عبر حدوده(..)'.
'كتلة المستقبل'
في سياق متصل، عبرت كتلة 'نواب المستقبل' بعد اجتماعها الأسبوعي برئاسة الرئيس السنيورة عن 'ارتياحها وترحيبها بطاولة الحوار باعتبارها هدفت وتهدف إلى جمع اللبنانيين من خلال الحوار والنقاش الهادئ، وبالتالي التعاطي مع مسألة الاستراتيجية الدفاعية بطريقة حضارية وفعالة في آن معاً'، داعية إلى 'متابعة الحوار للوصول إلى توافق حول الاستراتيجية الدفاعية'. وتوقفت أمام إقرار مشروع قانون الانتخابات البلدية، وأملت أن يتم إنجازه في المجلس النيابي. وأكدت على 'ضرورة إجراء الانتخابات البلدية في الموعد المحدد لها من دون أي تبديل أو تأجيل لما لهذا الاستحقاق من أهمية وانعكاس على صورة الدولة وانتظام عمل المؤسسات'.
ونوهت 'بصدور أول دفعة من التعيينات الإدارية في بعض مراكز الفئة الأولى'، وأملت 'الاستمرار في تعيين الأشخاص الذين يتمتعون بالكفاءة في المراكز القيادية الشاغرة، استناداً إلى آلية واضحة وشفافة تعتمد مبدأ ديموقراطية الجدارة وكذلك الكفاءة والنزاهة بعيداً عن منطق المحاصصة والمحسوبية(..)'.
مواقف
في المواقف بعد جلسة الحوار، أكد رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع أن 'النقاش على طاولة الحوار تركز على الاستراتيجية الدفاعية، مشيراً إلى أن 'الشرخ لا يزال نفسه وهو لم يزد ولم ينقص'. وفي دردشة مع الصحافيين من بعبدا بعيد انتهاء جلسة الحوار، قال جعجع: 'تكلمنا عن كيفية حماية لبنان'. ولفت إلى أن 'فرقاء الأقلية لم يطرحوا توسيع البنود التي تبحث على الطاولة'. ورداً على سؤال، أشار إلى 'ضرورة ترسيم الحدود وتحديدها في مزارع شبعا إلى جانب تقديم وثائق إلى مجلس الأمن الدولي'.
أما عون، فقد اعتبر أنه 'لم يكن هناك شيء مهم اليوم في الحوار الوطني'، وأوضح 'أننا ما زلنا في مرحلة عرض الأفكار'، وكشف بعد الاجتماع الأسبوعي للتكتل أنه 'اقترح إلغاء بعض التعابير من الأجواء السياسية لأنها تعطل التفكير الصحيح، مثل السؤال عما إذا كان لبنان دولة مواجهة أو دولة مساندة'، وأكد أن 'هذا لا ينطبق على لبنان، لأن لبنان دولة مستهدفة مما يجبره على المواجهة'، وأوضح أنه 'بالنسبة لقرار الحرب والسلم فهو ليس بيدنا'.
وأوضح أن 'دفاعنا عن وطننا يتكامل بين المقاومة والجيش والشعب، الجيش يؤمن الدعم الكامل ويقوم بمهمات داخل البلد، ويستطيع تأمين خلايا صغيرة للقتال لأنه لا يمكن أن يكون لدينا جيش نظامي متكافئ مع إسرائيل(..)'.
من ناحيته، وصف وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون، أجواء جلسة الحوار بـ'الهادئة والمسؤولة'، لافتاً الى أن 'هيئة الحوار ما كانت لتنافس أي مؤسسة دستورية، وموضوعها الأساس والوحيد الذي ستناقشه، هو موضوع الاستراتيجيّة الدفاعيّة'.
فرعون، وفي حديث لإذاعة 'صوت لبنان'، أشار الى أنه 'سيتمّ توزيع بعض الاقتراحات حول الاستراتيجية الدفاعية، التي أتت من الأطراف سابقاً، على المشاركين، وسيكون هناك إعادة قراءة من قبل الجيش لبعض هذه الاقتراحات'.
أما عضو كتلة 'المستقبل' النائب عمار حوري فأكد أن 'الاستراتيجية الدفاعية هي الموضوع الأساسي على طاولة الحوار، وأن إضافة أي بنود جديدة على جدول الأعمال أمر غير متاح وغير مقترح'. ورأى في حديث إلى إذاعة 'الشرق' أن 'من يحاول أن يضيف بنوداً على جدول الأعمال إنما يحاول إغراق طاولة الحوار في متاهات تبعدها عن النقاش الأساسي المتعلق بالاستراتيجية الدفاعية'. وشدد على 'ضرورة مشاركة جامعة الدول العربية'، وأوضح أن 'الرعاية العربية لهذه الطاولة رعاية معنوية تساهم في مكان ما لتقول إن أمن لبنان بمكان ما هو جزء من الأمن العربي'.
وشدد على أن 'قوة لبنان تكمن في الإجماع الوطني، وأن الاستراتيجية الدفاعية يجب أن تحظى بالإجماع الوطني الذي هو أقوى من أي سلاح وأي استراتيجية، أقوى حتى من أي مقاومة(..)'.
آلية التعيينات
في إطار آخر، وبُعيد انتهاء جلسة 'هيئة الحوار الوطني'، التقى الرئيس سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري في قصر بعبدا، وعرضا لآخر التطورات على الساحة المحلية. وفي هذا السياق تمّ التوافق على عقد جلسة لمجلس الوزراء يوم غد الخميس لاستكمال التعيينات. ودعت الأمانة العامة لمجلس الوزراء إلى جلسة للحكومة في قصر بعبدا لمناقشة التعيينات الإدارية.
من جهته، أكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش في اتصال مع 'المستقبل' أن 'جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس ستناقش آلية التعيينات الإدارية، ولن يكون على جدول أعمالها أي تعيينات إدارية'، وقال رداً على سؤال إن 'الجلسة ستكون للنقاش فقط'.


- صحيفة 'الديار'
أمس، كان الجميع في بعبدا على طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس الجمهورية، انما الخلافات ايضا كانت موجودة على الطاولة نفسها، والانقسام العمودي بدا واضحا، بين من يريد البحث بالاستراتيجية الدفاعية وبين من يرى ان البحث يجب ان يتطرق الى سلاح المقاومة، وكان البيان بعد انتهاء الجلسة الدليل على ان الخلافات عميقة، فهل تكون طاولة الحوار تضييعا للوقت وخصوصا ان الموعد الثاني للقاء المتحاورين تم تحديده بعد شهر واسبوع؟
موجز مصغّر عما دار على الطاولة
* النائب فرنجية طالب ببحث السلاح الفلسطيني داخل المخيمات.
* الرئيس سعد الحريري: لنبدأ ببحث السلاح خارج المخيمات كونه اسهل.
* سجال بين النائب اسعد حردان والدكتور جعجع حول موضوع اتفاقية الهدنة.
* النائب حردان اعتبر ان الهدنة هدية لاسرائيل.
* الدكتور جعجع: هي ضرورية للحفاظ على امن لبنان، وقد حمل جعجع الى الطاولة كل ملفات الجلسات السابقة للحوار.
* الرئيس السنيورة شدد على قيام الدولة، وقال انها لا تقدر ان تكون الا لكل اللبنانيين لتحافظ على امنهم، وتخوف من التهديدات الاسرائيلية، ووصف الوضع بغير المريح.
* عند صياغة البيان الختامي لوحظ ان البيان لم يتضمن كلمة مقاومة، فسأل الرئيس بري بحدة: من الذي شطب كلمة مقاومة؟
* السنيورة: &laqascii117o;انا شلتها".
* تدخل الرئيس سعد الحريري وقال: ان هذا الموضوع لا يمكن وضعه في البيان خصوصا ان الموضوع خلافي.
* فرد النائب محمد رعد وقال بحدة: &laqascii117o;حاجي تربحوا المقاومة جميلة".
* بدا فريق 14 آذار متماسكا، وسجلت كلمات له، فيما الحريري والعماد عون لم تكن لهما مداخلات طويلة.
وبعد انتهاء الحوار، علمت &laqascii117o;الديار" ان الرئيس السنيورة والدكتور جعجع تناولا طعام الغداء سويا في احد المطاعم في منطقة الجمهور.
عايدة أبو هنا حداد

إذا، انطلق قطار الحوار في حلقته الاولى من الجزء الثالث مع احداث تغييرات وتعديلات طفيفة طالت الشكل دون المس بالمضمون فأضيفت الى الطاولة التي &laqascii117o;هندسها" رئيس الجمهورية العمال ميشال سليمان واشرف شخصيا على بروتوكولية توزيع جلوس المتحاورين اليها وجوه وشخصيات نيابية واكاديمية اما المضمون فبدا وكأنه صورة منقحة عن الجلسات الماضية، خصوصا ان لا طروحات جديدة ولا تغيير في مواقف الافرقاء لجهة الرؤية الموحدة تجاه الاستراتيجية الدفاعية.
مما دفع بالبعض لنعي هذه الطاولة قبل انطلاقتها الاولى، اذ ان الهم بالامس تركز على المصالحة او المصافحة التي قد تجمع النائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع اللذين يجتمعان للمرة الاولى على ارض رئاسية الا ان هذا الامر لم يحصل بل بدا واضحا ان كلا منهما قد تجنب عيني الآخر، او التواجد في بقعة ضيقة تجمعهما.
وتشير المصادر المواكبة لجلسة الحوار الاولى التي بدات امس ان رئيس الجمهورية استهل الجلسة بالتذكير بالمواضيع التي اثيرت في الجلسات السابقة وما تم التوصل اليه من قرارات، وهو اكد على ضرورة التضامن، وبأن يقدم الافرقاء كافة اوراقهم او رؤيتهم للاستراتيجية الدفاعية، كذلك طلب من وزير الدفاع الياس المر بأن تقدم الوزارة اوراقها.
واشار احد المشاركين في اعمال الطاولة ان الرئيس سليمان جدد التأكيد على اهمية ان يلتزم المتحاورون الهدنة السياسية والاعلامية والتي تنعكس تضامنا ووحدة بالصف لمواجهة الاخطار، وتناول سليمان مسألة مؤازرة الجيش في حال تعرضه لاي عدوان اسرائيلي عند الحدود فقال ان اهمية الاستراتيجية الدفاعية تكمن في الوقوف الى جانب الجيش ومساندته والتعاون معا صفا واحدا في قرار الحرب والسلم.
وجزمت المصادر بأن احدا من المتحاورين لم يطرح فكرة توسيع جدول اعمال الحوار، مع ان المصادر نفسها لم تستبعد ان يطرح هذا الامر في جلسات لاحقة خصوصا ان الرئيس نبيه بري كان قد اعلن اكثر من مرة انه مع التوسيع ومع بحث بند إلغاء الطائفية السياسية ووضعه على طاولة الحوار.
كذلك اشارت المصادر نفسها ان موضوع المشاركة العربية كذلك لم يطرح بدوره وهو امر تطالب به القوات اللبنانية، انما طرحه وحسب المصادر نفسها لا يزال موضع اخذ ورد.
وفي السياق نفسه كشفت مصادر وزارية ان كلمات المتحاورين لم تقتصر على الاستراتيجية الدفاعية انما تناول البعض شؤونا داخلية حساسة والبارز فيها الحيز الامني حيث تم التطرق الى مسألة السلاح خارج المخيمات اضافة الى الجهود الدبلوماسية القائمة حول الانسحاب الاسرائيلي الغجر والاتصالات الدولية الجارية في هذا الاطار، كما عرض البعض الآخر مسألة ترسيم الحدود اللبنانية - السورية والمراحل التي قطعتها حتى الساعة، ومع الاشارة الى ان لبنان في انتظار تشكيل اللجنة السورية التي ستكلف مع اللجنة اللبنانية بعد ان تكون قد انتهت من ترسيم الحدود السورية - الاردنية.
اما الشق الثالث الذي تناوله المتحاورون فكان موضوع التهديدات الاسرائيلية المتكررة على لبنان من قبل اسرائيل والمساعي الدبلوماسية المبذولة في هذا الاطار لتجنب اي ضربة عسكرية على ما لها من تداعيات سلبية داخلية وخارجية.
واوضحت المصادر ان النقطة الاهم التي كانت الهم المشترك لدى الكل هو وضع تصور حول كيفية وضع مقومات الاستراتيجية الدفاعية للبنان في حال اقدمت اسرائيل على شن عدوان، وهذه النقطة المحورية التي ينقسم حولها المشاركين في الحوار اذ لكل فريق روايته وهي ستوسع وستكون موضع تشريح في الجلسات التي ستتوالى في الاشهر المقبلة.
وقد تم الاتفاق على عقد الجلسة الثانية في 15 نيسان المقبل.
حسن سلامة

وقد وصفت مصادر شاركت في جلسة الامس ان النقاشات كانت هادئة واقتصرت على مداخلات لاكثرية الحضور بدأها وختمها رئيس الجمهورية بمداخلتين الاولى تطرق فيها الى الاوضاع التي عاشتها البلاد في مرحلة ما بعد الحوار السابق والنتائج الايجابية لهذا الحوار وفي مداخلته الثانية رد بطريقة غير مباشرة على بعض المداخلات مشيرا بشكل خاص الى ان لبنان استطاع ان ينتزع لاول مرة موقفا اميركيا يؤيد موقف لبنان الرافض للتوطين.
وبعد مداخلة رئيس الجمهورية الاولى قدم رئيس الحكومة سعد الحريري مداخلة ركز فيها بشكل خاص على نتائج الزيارات التي قام بها ورئيس الجمهورية الى الخارج، كما تحدث عن ضرورة السير بعملية البناء والاستقرار لما لذلك من تأثير على مقومات الصمود.
وتطرق الرئيس بري الى التهديدات الاسرائيلية وما تشكله من تهديد على لبنان داعيا للوحدة ودعم الصمود عبر دعم الجيش والمقاومة وصمود المواطنين، كما تحدث عن ضرورة الاستقرار الاقتصادي والمعيشي.
ومن ثم تحدث الرئيس الجميل الذي دعا الى وضع آلية لعمل هيئة الحوار الوطني حتى يمكن الوصول الى نتيجة ينتظرها اللبنانيين مشددا على عدم الاستمرار طويلا في جلسات الحوار بحيث يصار الى الاتفاق على توقيت محدد لعمل الهيئة بين ستة او تسعة اشهر، كما دعا لبدء الحوار من النقطة التي توقف عندها في المرحلة الماضية مؤكدا ان اسرائيل هي مصدر تهديد ويجب ان تتوصل الهيئة الى موقف موحد.
وبعدها تحدث العماد ميشال عون الذي اعاد التأكيد على ما كان تقدم به في السابق من رؤية حول الاستراتيجية الدفاعية مشيرا الى ان لهذه الاستراتيجية جوانب سياسية وتربوية واجتماعية واقتصادية مؤكدا ان ابقاء الفلسطيني في لبنان هو اعتداء من جانب اسرائيل على لبنان.
وتقدم النائب طلال ارسلان بمداخلة تناول فيها بشكل خاص ازمة النظام اللبناني وضرورة الدخول ببعض الاصلاحات حتى يمكن ان نتجنب الازمات فيما تناول الاستراتيجية الدفاعية داعيا لان تشمل هذه الاستراتيجية كل عناوين ومقومات الصمود الاجتماعية والاقتصادية ودعا ايضا الى عدم الوقوع في فخ تصوير المشكلة وكأنها تتعلق بسلاح المقاومة.
وتطرق نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الى موضوع طاولة الحوار داعيا لتحديد تواريخ محددة لها وان لا تكون الجلسات دون افق او آلية واضحة.
وتقدم النائب وليد جنبلاط بمداخلة تحدث فيها مطولا عن حقوق الشعب الفلسطيني داعيا الى عدم حصر الكلام في هذا الموضوع عن السلاح الفلسطيني مشددا على التلازم بين السلاح والحقوق المدنية فرد هنا رئيس الجمهورية قائلا: لقد استطعنا ان ننتزع موقفا من قبل الولايات المتحدة يرفض توطين الفلسطيني في لبنان.
ومن ثم كانت مداخلة للنائب اسعد حردان الذي دعا للتوقف مليا عند التجربة السابقة حول تطبيق اتفاق الطائف وطالب بأن يتم وضع آلية محددة لتطبيق كامل بنود الطائف.
وتطرق النائب سليمان فرنجية الى موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي يجب التوصل الى توافق حولها تمكن لبنان من مواجهة التهديدات الاسرائيلية.
كما تطرق الى موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات معتبرا انه سلاح غير شرعي.
وتحدث الرئيس نجيب ميقاتي الذي شدد بدوره على اهمية الوصول الى توافق بين المشاركين حول الاستراتيجية الدفاعية داعيا الى وضع تصور مشترك يأخذ بعين الاعتبار كل التوجهات المطروحة بهذا الخصوص.
مصادر مطلعة على اجواء طاولة الحوار تحدثت عن ان النقاش حول سلاح حزب الله كان من زاوية مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، وكانت كلمة بارزة للدكتور جعجع من نقطتين: الاولى وجدانية، حيث قال ان امن اي مواطن في لبنان هو الذي يهمه من خلال هذا النقاش، ويعتبر اي صيغة تهمه اكثر من اي صيغة في العالم حتى لو كانت في الفاتيكان.
وقال جعجع ان موقف القوات واضح وللتاريخ فإننا نعتبر ان اسرائيل عدوة.
النقطة الثانية وهي الاستراتيجية، وقد اعتبر ان منطقة الشرق الاوسط ومنذ 50 سنة وحتى اليوم لم تمر بنفس الظرف الدقيق والخطير الذي تمر به اليوم، والمنطقة هي بالتالي على كف عفريت وعلينا كفرقاء لبنانيين على هذه الطاولة ان نحيد لبنان عن اية مواجهة قد تؤدي الى تدميره.
ودعا جعجع لاحالة موضوع الاستراتيجية الدفاعية الى مجلس الوزراء، الذي يفترض ان يناقشه، كما ناقش موضوع قانون البلديات في ثلاث او اربع جلسات او اكثر، المهم الوصول الى نتيجة.
وطالب جعجع بمعالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وتحديد حدود مزارع شبعا، لان هناك امكانية لاستردادها.
ومن المقرر ان يعقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي وتوقع مصدر وزاري ان يقر المجلس عدداً من التعيينات القضائية من بينها تعيين كل من رئيس هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل وتعيين بديل للمقعد الشيعي الشاغر في المجلس الدستوري بعد وفاة الوزير السابق اسعد دياب.

مجلس الوزراء
محمد بلوط

وعلمت &laqascii117o;الديار" من مصادر وزارية ان جلسة مجلس الوزراء يوم غد الخميس ادرج على جدول اعمالها ملحق بارز، وهو مناقشة آلية التعيينات الادارية ويشكل هذا الموضوع دافعا جديدا في اقرار المزيد من التعيينات الادارية في مرحلة لاحقة، مع العلم ان اولوية المصادر الوزارية تعطى للتعيينات في وزارة الداخلية والبلديات لملء عدد كبير من الشواغر، منها مدير عام الداخلية وخمسة محافظين وحوالى 16 قائمقاماً.
وفي هذا الصدد، اكدت مصادر قريبة من الرئيس بري ان وزراءه سيؤكدون على الموقف نفسه بالنسبة للآلية، اي الاعتماد على هيئة اعداد تتألف من رؤساء الهيئات الرقابية: التفتيش المركزي، مجلس الخدمة المدنية، وديوان المحاسبة، بالاضافة الى ثلاثة او اربعة اعضاء قانونيين واداريين، وتكون مهمتها النظر في طلبات الترشيح، ورفع الاسماء المستوفاة للشروط على ان يختار مجلس الوزراء الاسم المناسب.
كما علمت &laqascii117o;الديار" من مصادر نيابية مطلعة، انه خلال لجنة المال والموازنة امس، جرى التطرق الى كيفية رفد الخزينة بالمال لتغطية النفقات، وقالت المصادر ان وزيرة المال قالت ان هناك ثلاثة خيارات، اما الاستدانة او الرسوم والضرائب او اشراك القطاع الخاص بتنفيذ المشاريع مع الدولة، واوضحت المصادر ان الوزيرة الحسن ابدت ميلا الى الخيار الثالث وهو الخيار الذي كانت قد تبنته كتلة الرئيس بري.


- صحيفة 'اللواء'
انفضت هيئة الحوار الوطني، في جلستها الاولى بعد اقل من ساعتين ونصف، على امل اللقاء في 15 نيسان المقبل لاستكمال البحث في الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان، وسط تصويبات داخل الجلسة، جاءت استناداً الى احد المشاركين، متناغمة مع حلقة التوترات التي تعصف في المنطقة، لا سيما التوتر الاميركي - الايراني، الذي خيم بظلال ثقيلة فوق الطاولة، وشعر باهتزازاته الجميع من دون ان يروه، فضلاً عن العلاقات الباردة اللبنانية - السورية، من دون ان تتوضح تماماً ما هي اسبابها وإلامَ يمكن ان تؤول؟·
ونجح الرئيس ميشال سليمان الذي أمسك بالعصا من النصف، في ابقاء الهيئة تحت السيطرة، على الرغم من ان كلمات ثلاث (الجيش والشعب والمقاومة) كادت ان تهز الجلسة، بعدما هزت اعصاب فريق 8 آذار وفي مقدمه الرئيس نبيه بري·
ولم تشفع الاتصالات الهاتفية التي لم تنقطع بين قصري بعبدا والمهاجرين في اعطاء دفء معنوي لطاولة الحوار من الجهة الدمشقية التي فوجئت بالاعلان عن تشكيلتها الجديدة من خلال اجهزة الاعلام من دون ان تحاط دمشق مسبقاً بهذه الخطوة التي طالما شجع عليها الرئيس السوري كل الافرقاء اللبنانيين·
وباستثناء عدد المشاركين، فقد اوحت اولى جلسات <هيئة الحوار الوطني> حسب طلب الرئيس ميشال سليمان تسميتها، من دون اعتراض، بأنها نسخة طبق الاصل من جلسات طاولة الحوار السابقة في قصر بعبدا، حيث انعقدت ثماني جلسات من دون نتيجة تذكر، وما عزز هذا الانطباع هو البيان الختامي الذي صدر في اعقاب الاجتماع الاول للمحتاورين الـ19 (بغياب الوزير محمد الصفدي بداعي السفر) والنقاط التي تمّ التوافق عليها، اي الالتزام بالاستمرار في نهج التهدئة السياسية والاعلامية والحوار وميثاق الشرف الذي سبق ان اقرته هيئة الحوار السابقة والتأكيد على المقررات السابقة لطاولة الحوار، والاشادة بما تم احرازه من انجازات في هذا المجال ومواصلة البحث في موضوع الاستراتيجية الوطنية للدفاع، والعمل من خلال لجنة الخبراء التي تم تعيينها في جلسة سابقة على ايجاد خلاصات وقواسم مشتركة بين مختلف الاوراق والطروحات·
وبحسب المعلومات الرسمية، فإن رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي ترأس جلسة الحوار، استعرض ما حصل من تطورات منذ الجلسة الاخيرة لطاولة الحوار، داعياً الى اعتماد مبدأ الحوار كثقافة مؤكداً على الفائدة المرجوة من الطاولة، بمثابة رد على المشككين الذين حكموا عليها مسبقاً بالفشل، مذكراً بميثاق الشرف، عارضاً للظروف التي رافقت تشكيل الهيئة والمعايير التي اعتمدت وبتوقيت اعلانها، نافياً ارتباط التوقيت بأي اعتبار اقليمي او دولي·
ورأى مجدداً أن الاستراتيجية الوطنية للدفاع تعني تضافر القدرات الوطنية للدفاع عن الوطن كافة من دبلوماسية وعسكرية واقتصادية، وبناء على ما تم استعراضه من خلال الأوراق التي طرحت أو التي ستطرح في المستقبل·
وطلب الرئيس سليمان تقديم الأوراق المتعلقة بالاستراتيجية من الأفرقاء الذين لم يقدموا بعد أوراقهم، وكذلك من وزارة الدفاع - قيادة الجيش اللبناني·
ووفر الاجتماع الأول لهيئة الحوار الوطني بحلتها العشرينية الجديدة، صورة جامعة في ظل التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان، رغم استمرار الأفرقاء الممثلين فيها على مواقفهم المتباينة وحجم الهوّة بينهم، بحيث ظل الانقسام السياسي في المواقف نافراً بين جناحي 14 و8 آذار، في حين التزم الفرقاء الوسطيون الصمت أو قلة الكلام·
وبعد استهلالية الرئيس سليمان، سجلت مداخلات للمتحاورين حول البند الوحيد المطروح على جدول الأعمال، وهو الاستراتيجية الدفاعية وكيفية حماية لبنان من الأخطار، ولكن من دون الدخول في التفاصيل، علماً أن النقاش تشعب ليشمل ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات للمرة الأولى، رغم أن هذا الموضوع سبق لطاولة الحوار الأولى برعاية الرئيس نبيه بري أن قررت تجميعه، فيما لم يطرح أية مسألة من توسيع طاولة الحوار ضمن جدول الأعمال أو مشاركة جامعة الدول العربية، علماً أن ثلاثة مشاركين لم يدلوا بأي شيء داخل القاعة، وهم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر والنائبان آغوب بقرادونيان وممثل <حزب الله> محمد رعد، وممثل المجتمع المدني البروفسور فايز الحاج شاهين، كما أن الرئيس بري لم يطرح ما كان قد نقل عنه لجهة تشكيل هيئة إلغاء الطائفية السياسية والأمن الاقتصادي·
واللافت انه ع

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد