- صحيفة 'السفير'
تتوزع الاهتمامات السياسية هذا الأسبوع على أكثر من محور، إذ تتجه الأنظار نحو دمشق لرصد رد الفعل السوري الرسمي على مبادرة النائب وليد جنبلاط الى الاعتراف بأنه أخطأ في مخاطبة الرئيس بشار الأسد، وسط اجتهادات متباينة في قراءة الموقف الجنبلاطي وصداه المحتمل لدى القيادة السورية، فيما ستراقب العين الاخرى ما سيؤول اليه السجال الداخلي، خاصة في لجنة الإعلام والاتصالات النيابية يوم الخميس المقبل، حول الاتفاقية الأمنية الموقعة مع الولايات المتحدة عام 2007، وهو سجال يُخشى ان يُطمس معه جوهر الموضوع المتصل بنقاط الخلل في بنية هذه الاتفاقية.
وفي ظل هذا المناخ، عقدت قوى 14 آذار مؤتمرها الثالث في البريستول بـ&laqascii117o;من حضر" بعدما غاب أبرز أقطاب الصف الأول، باستثناء سمير جعجع، وأصدرت بيانا أكدت فيه من جهة ان أي عدوان إسرائيلي سيواجه يداً واحدة ولكنها اعتبرت من جهة أخرى ان الردّ على أي عدوان هو من مسؤولية الجيش اللبناني الذي يُطلع الحكومة وفقاً للأصول الدستورية على مجريات الأمور، ويعودُ للحكومةِ وحدَها الحقُّ في تقديرِ الموقف واتخاذِ الإجراءاتِ اللازمة بشأنه.
في هذا الوقت، يسود الترقب لما سيكون عليه الموقف السوري الرسمي من الاعتذار التلفزيوني غير المباشر الذي قدمه النائب وليد جنبلاط لطي صفحة الإساءة التي كان قد وجهها الى الرئيس السوري بشار الأسد، بعدما كانت قد وردت إشارات متضاربة عبر بعض المواقع الالكترونية السورية وآخرها ما اشارت اليه افتتاحية &laqascii117o;الوطن اونلاين"، اليوم، بأن الأسد لن يستقبل جنبلاط إلا بعد انتهاء القمة العربية في ليبيا في 27 و28 آذار الحالي.
وفيما ابدت شخصيات بارزة في المعارضة ارتياحها لما أورده جنبلاط معتبرة ان كلامه سيسهل زيارته الى دمشق، بزرت إشارة إيجابية أولية من العاصمة السورية حيث علم ان الدعوى التي كان قد رفعها المحامي حسام حبش ضد جنبلاط امام القضاء العسكري السوري بعد الإساءات التي وجهها الى الأسد قد سُحبت على قاعدة ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي استجاب لشرط الاعتذار المنصوص عليه في الدعوى المذكورة.
وكان جنبلاط قد أكد في حديث لقناة &laqascii117o;الجزيرة"، انه يريد طي صفحة الماضي مع سوريا، لافتاً الانتباه الى ان كلامه في 14 شباط بحق الرئيس بشار الأسد كان غير لائق وغير منطقي وغير مألوف في لحظة توتر هائل في لبنان، معتبراً انها &laqascii117o;كانت لحظة تخلٍ".
وتعليقاً على ذكرى اغتيال والده كمال جنبلاط، قال: في 16 آذار 1977، بعد تغييب كمال جنبلاط ومن أجل التواصل الوطني ذهبت بعد الأربعين
وصافحت الرئيس الراحل حافظ الأسد وكانت علاقة كفاح مشترك مع القيادة السورية والشعب السوري للحفاظ على عروبة لبنان، وآنذاك قلت &laqascii117o;أسامح ولن أنسى" اما اليوم فأنا &laqascii117o;أسامح وأنسى".
وأكد انه مع خيار المواجهة والمقاومة، لكنه تساءل إذا كان لبنان سيكون وحده في هذه المواجهة، داعياً الى توسيع جبهتها العربية.
وبينما احتدم السجال الداخلي في موضوع الاتفاقية الأمنية، علمت &laqascii117o;السفير" ان رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله سيبلغ حضور جلسة الخميس المقبل، بأنه يرفض تحويل اجتماعها الى منبر للسجال وتبادل الخطابات السياسية، &laqascii117o;لأن اللجنة ليست المكان المناسب لمثل هذه الامور، بل ان المطلوب منها ان تنحو نحو العمل التخصصي لمناقشة الاتفاقية الأمنية من الزاوية القانونية والدستورية وتبيان مخاطرها الموضوعية".
وأعلن وزير الاتصالات شربل نحاس أن اللجنة التقنية التي شكلها في الوزارة ستقدم تقريرها الى لجنة الاعلام الخميس، وقال في حديث تلفزيوني إن العلومات التي طلبتها السفارة الأميركية تكشف واقع الاتصالات أمام إسرائيل أو أي طرف خارجي، فيما أوضح وزير الاشغال العامة غازي العريضي أن كل الاحتمالات واردة بشأن الاتفاقية إذا ما طلب بعض الوزراء تعديل بنودها أو إلغائها أو حتى إبقائها.
وفيما حذرت قوى وشخصيات معارضة من مخاطر الاتفاقية داعية لإلغائها، اعتبر رئيس كتلة نواب المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، الذي كان قد فوّض مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي شفهياً بالتوقيع على الاتفاقية، ان ما جرى هو اتفاق لتنفيذ هبة تتضمن عدداً من الأمور التي قدمتها الولايات المتحدة الأميركية الى لبنان، معظمها للجيش اللبناني وجزء منها لقوى الأمن الداخلي. ورأى أن لجنة الاتصالات هي المكان السليم لبحث هذه القضايا بعيداً عن الخوض في المساجلات المستهجنة.
14 آذار.. بمن حضر
وغداة الاعتذار الجنبلاطي، عقدت قوى 14 آذار مؤتمرها الثالث في الذكرى الخامسة لانطلاقتها في فندق البريستول، بحضور قيادي هزيل، اقتصر على شخصيتين من الصف الأول هما سمير جعجع والرئيس فؤاد السنيورة، فيما غاب كل من الرئيس سعد الحريري والرئيس أمين الجميل، ورئيس حركة التجدد الديموقراطي نسيب لحود، إضافة الى تكريس غياب النائب جنبلاط. ولم ينجح تقريب موعد افتتاح المؤتمر الى العاشرة صباحاً في تأمين حضور الحريري الذي غادر الى ألمانيا، الساعة الثانية بعد الظهر، تاركاً خلفه خيبة أمل في صفوف حلفائه الذين كانوا يراهنون على حضوره لتعويض النقص الفادح في المشهد القيادي.
وبدا واضحاً ان فريق 14 آذار يحاول ان يستفيد من كل مناسبة متاحة كي يؤكد لنفسه قبل الآخرين بأنه ما زال على قيد الحياة برغم النزف الحاصل في جسمه، ولكن الصورة الإجمالية لمؤتمره جاءت لتعكس حالة الوهن التي أصابته بفعل التحولات المتلاحقة، حتى بدا لقاء الأمس، في ظل الفراغ الذي تركه الأقطاب، وكأنه اجتماع موسع للأمانة العامة.
هذا من حيث الشكل، اما في المضمون فإن البيان تمت صياغته بلغة هادئة ومدروسة مع التمسك في الوقت ذاته بجوهر نظرة فريق 14 آذار الى كيفية حماية لبنان، علماً أن مسودة البيان خضعت قبل الاجتماع وبعده الى تعديلات عدة أبرزها التعديل الذي طرأ على الفقرة المتعلقة برفض العدوُّ الإسرائيلي للسلام وتهديداته للبنان، فجرى توسيعها والتركيز فيها على خطر رفض اسرائيل للسلام.
وعلم ان من طلب التشديد على موضوع الخطر الاستيطاني ورفض اسرائيل للسلام كان سمير جعجع، الذي عرض للموقف الاميركي المصر على رفض ممارسات اسرائيل. ووصف جعجع بنيامين نتنياهو وجماعته بأنهم 8 آذار في المنطقة، لأن سياسة إسرائيل تقضي على استراتيجية الاعتدال. وتساءل: ماذا سيكون موقف حزب الله في حال التوصل الى حل الدولتين. وشدد على ضرورة دعم سعد الحريري في معاركه السياسية وفي طريقة إدارته للمرحلة.
كما طُرحت ملاحظات عدة بشأن العلاقة مع سوريا والمحكمة الدولية ومسألة إشراك الجامعة العربية في الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية.
وقال مصدر مشارك في المؤتمر لـ&laqascii117o;السفير" إن البيان أكد مسلمات 14 آذار بلغة هادئة، مشيراً الى ان المطالبة بأن يكون التصدي لأي عدوان اسرائيلي من مسؤولية الجيش اللبناني، إنما جاء استكمالاً لموقف الرئيس ميشال سليمان الذي كان قد شدد على ان هذه هي مهمة الجيش بالدرجة الاولى، فإذا عجز عن تأديتها يتم البحث في الوسائل الأخرى.
وأكدت قوى 14 آذار في بيانها استمرار انتفاضتها حتى تحقيق أهدافها برغم خيبات الأمل والأخطاء، ووضعت خطة عمل من سبع نقاط لـ&laqascii117o;حماية لبنان" تتضمن: دعوة جميع القوى إلى تجاوز المصالح الفئوية الضيّقة من أجل تضامن وطني ومجتمعي ومطالبة الجميع بتعاونٍ صادق من أجلِ تسييرِ عجلةِ الدولة وتجنُّبِ أيِّ موقفٍ أو سلوكٍ من شأنه التعطيل. التأكيد ان أيّ عدوانٍ إسرائيلي على أيِّ جزءٍ من لبنان هو عدوانٌ على كل لبنان الذي سيواجهُه يداً واحدة حمايةً للوطن ومصلحته العُليا. السعي لئلا يكونَ لبنان منطلقاً لإشعالِ فتيلِ الانفجار أو شرارةِ الحرب في المنطقة انطلاقاً من أراضيه تحتَ أيِّ ذريعةٍ من الذرائع. الردّ على أي عدوان إسرائيلي هو من مسؤولية الجيش اللبناني الذي يُطلع الحكومة وفقاً للأصول الدستورية على مجريات الأمور، ويعودُ للحكومةِ وحدَها الحقُّ في تقديرِ الموقف واتخاذِ الإجراءاتِ اللازمة بشأنه.
- صحيفة 'النهار'
بعد خمسة ايام من معاودة جلسات الحوار في قصر بعبدا وقبل زهاء اسبوعين من الموعد المبدئي لزيارة رئيس الوزراء سعد الحريري الثانية لدمشق مطلع نيسان، وازنت قوى 14 آذار في الذكرى الخامسة لتأسيس تحالفها مع قيام 'انتفاضة الاستقلال' بين الموجبات الواقعية للحوار والتسوية وطرحها المبدئي لخطة 'حماية لبنان' المستند الى ثوابت هذه القوى.
واثار غياب الرئيس الحريري عن لقاء 'البريستول' لاقطاب هذه القوى وممثلي الاطراف المنضوين ضمن تحالفها والمدعوين الى اللقاء، جدلاً ولغطاً، ذلك ان حضوره اللقاء كان متوقعاً قبل ان يغادر بيروت الى برلين التي وصل اليها بعد ظهر الاحد في بداية زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام. غير ان مصادر الحريري اكدت مساء لـ'النهار' ان غياب رئيس الوزراء كان لدواعي التحضير لزيارة ألمانيا وسفره اليها، واستغربت الكلام عن غيابه فيما كان ممثلاً في لقاء 'البريستول' بالرئيس فؤاد السنيورة وغالبية نواب 'كتلة المستقبل'. ولفتت الى ان الحريري اطلع على البيان الذي أصدرته قوى 14 آذار 'بكل تفاصيله' وكان تالياً مشاركاً في وضع هذا البيان.
أما بالنسبة الى زيارته لألمانيا حيث سيلتقي اليوم المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل في مستهل محادثاته الرسمية مع المسؤولين الالمان، فأدرجتها مصادر الحريري في اطار الجهد الاساسي الذي يقوم به لتحصين لبنان في وجه اي خطر اقليمي وخصوصاً مع تزايد التهديدات الكلامية الاسرائيلية المتكررة للبنان.
ولم يغب هذا البعد عن الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء مساء امس أمام أبناء الجالية اللبنانية في برلين اذ شدد على ان 'الوحدة الوطنية اللبنانية هي مركب الخلاص الوحيد لنا في مواجهة كل التحديات'. وقال: 'لن نتمكن من حماية لبنان في مواجهة المخاطر الخارجية وأهمها خطر العدوان الاسرائيلي اذا استمرت متاريس الانقسام والتخوين قائمة بين اللبنانيين'، مبرزاً ضرورة 'ان يكون لبنان قادراً على اعادة بناء نفسه بنفسه وعلى حماية نفسه بنفسه وعلى ادارة شؤون البلاد والحكم والعباد بعيداً من الانخراط في لعبة المحاور الاقليمية والدولية'.
اما ابرز ما ميّز بيان قوى 14 آذار في الذكرى الخامسة لقيامها، وبعدما ادخلت تعديلات على مسودته في الاجتماع المغلق، فطرح هذه القوى لخطة عمل لـ'حماية لبنان' دعت الافرقاء اللبنانيين الى 'مناقشتها وبلورتها وتطويرها'. ولم تتناول الخطة مسألة المقاومة او سلاح 'حزب الله'، كما لم تتضمن اشارة الى مواضيع خلافية داخلية او اقليمية بما فيها مسألة العلاقة مع سوريا، بل طرحت ما وصفه مشاركون فيها بـ'خطة سياسية عريضة للاستراتيجية الدفاعية انطلاقاً من المشروع الاساسي لهذه القوى المنادي بالعبور الى الدولة'.
وتتضمن الخطة سبع نقاط ابرزها قرن 'التزام ما نفّذ من مقررات الحوار الوطني' بالدعوة الى 'ادارة جدية ومسؤولة ومحددة زمنياً للبند الوحيد المتبقي على جدول اعمال هيئة الحوار اي الاستراتيجية الدفاعية'، والتمييز بين 'التباين الداخلي المشروع ومواجهة الاحتلال'، حيث يعتبر البيان 'ان اي عدوان اسرائيلي على اي جزء من لبنان هو عدوان على كل لبنان الذي سيواجهه يداً واحدة حماية للوطن ومصلحته العليا'، ويدعو البيان 'جميع القوى السياسية المعنية الى اعلان صريح مقترن بالالتزام الفعلي ان الدفاع الوطني هو مسؤولية الدولة من خلال سلطتها الشرعية ومؤسساتها الدستورية وجيشها الوطني'. واذ يحض على السعي كي 'لا يكون لبنان منطلقاً لاشعال فتيل الانفجار في المنطقة من اراضيه'، اعتبر ان 'الرد على اي عدوان اسرائيلي هو من مسؤولية الجيش (...) ويعود الى الحكومة وحدها الحق في تقدير الموقف واتخاذ الاجراءات اللازمة في شأنه'. كما دعا الى تحرك في اتجاه جامعة الدول العربية 'لوضعها امام مسؤولياتها في حماية لبنان' والى تحرك دولي لوضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته في السهر على تنفيذ القرار 1701 تنفيذاً صارماً.
جنبلاط ودمشق
على صعيد آخر، أضفت الاشارات السورية المتناقضة حيال الحديث الذي ادلى به رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط مساء السبت الى قناة 'الجزيرة' الفضائية القطرية مزيداً من الغموض على زيارة جنبلاط المحتملة لدمشق، خصوصاً ان اي رد فعل سوري رسمي لم يصدر على هذا الحديث.
ففي ما اعتبر اشارة سلبية حيال الحديث، كتبت صحيفة 'الوطن' السورية الخاصة والمقربة من الحكومة ان جنبلاط 'تلا فعل ندامة'، لكن كلامه 'كاف' لمحو آثار ما تكلم به قبل ثلاث سنوات. واضافت ان حديثه 'غاب عنه فعل الاعتذار الواضح والمباشر من الرئيس (السوري بشار) الاسد ومن الشعب السوري عما بدر منه'. وقالت ان 'اي رد فعل رسمي سوري لم يصدر على كلام وليد جنبلاط في انتظار قرار الرئيس بشار الاسد الذي وحده سيقرر ان كان كلامه كافياً لاستقباله في دمشق ام لا'.
ونسبت الى 'محللين سوريين ولبنانيين' ان جنبلاط 'لم يكن صريحاً في المواقف التي صدرت عنه وبقيت تتأرجح بين 14 آذار و8 آذار وكأنه لا يريد ان يخسر اي طرف من الاطراف ولو كان بين احدها. من يؤيد اسرائيل ويدافع عنها... ان المعادلة واحدة بواحدة التي حاول جنبلاط فرضها على السوريين لم تكن موفقة على الاطلاق لامرين: الاول انه اتهم سوريا مباشرة باغتيال والده العام 1977، والثانية انه سبق لسوريا ان سلفت جنبلاط مئات المواقف في السابق ووفرت له الحماية في سوريا ولبنان حين كان مهدداً'. ونقلت عن المحللين ان 'كلام جنبلاط كان متعالياً واستخدم كلمات مثل 'سنختتم' و'سأنسى' وكأن زيارته مصلحة لدمشق فقط وليست برجاء منه'.
ولم تعلق اي من الصحف الحكومية او الحزبية الثلاث الصادرة الاحد على كلام جنبلاط واكتفت بنشر مقاطع من حديثه الى قناة 'الجزيرة'.
في المقابل، افادت 'وكالة الصحافة الفرنسية' ان رئيس لجنة الادعاء العربي المحامي حسام الدين الحبش تقدم امس بطلب اسقاط الحق الشخصي في دعوى مذكرة الجلب الصادرة عن القضاء العسكري السوري في حق جنبلاط بجرم 'التحريض على احتلال سوريا والاساءة اليها'.
واكد الحبش ان 'هذا الاسقاط مرده امتثال النائب جنبلاط للشرط الذي وضعته لجنة الادعاء والمتضمن دعوة جنبلاط الى الاعتذار العلني والصريح من الرئيس السوري والشعب السوري عبر وسائل الاعلام المرئية'، معتبراً ان 'الدعوى حققت اهدافها'.
- صحيفة 'الديار'
النشاط السياسي يعاود زخمه مطلع الاسبوع بعد ان انتهى الاسبوع المنصرم على محطتين بارزتين الاولى في البريستول والثانية في المختارة، وسيكون لهما تداعيات مستقبلية على الساحة السياسية.
فلقاء البريستول لقوى 14 اذار الذي عقد بغياب رئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس امين الجميل ودوري شمعون وقيادات بارزة، فإن بصمات رئيس الحكومة كانت واضحة على البيان الختامي لجهة تضمينه مواقف واضحة من التهديدات الاسرائيلية ورفض الاستيطان الاسرائيلي ودعم الحكومة بخطواتها في جميع الملفات وتحديدا لجهة تنقية العلاقات اللبنانية - السورية.
اما الحدث الثاني فكان في المختارة عبر المواقف التي اطلقها رئيس اللقاء الديموقراطي تجاه سوريا وبان كلامه عن الرئيس بشار الاسد جاء في لحظة تخل وغضب حيث لم يصدر موقف عن القيادة السورية، في حين تضاربت الاراء في بيروت بين مؤيد ومتحفظ، لكن الاشارة السورية الوحيدة والايجابية صدرت عن النائب حسام حبش الذي اسقط حقه الشخصي في دعوى الجلب الصادرة عن القضاء العسكري بحق جنبلاط بجرم التحريض على احتلال سوريا.
مؤتمر البريستول
كان امس يوم 14 اذار في البريستول حيث نظمت هذه القوى مؤتمرها للعام الثالث على التوالي، وادارت الامانة العامة على مدى الشهر الماضي تنظيم المؤتمر بعدما اتفق على نقله من البيال الى البريستول لاسباب عدة ابرزها: التماهي مع متطلبات المرحلة وعدم اقامة مهرجان يحمل الطابع التعبوي حرصا على عدم اضافة معركة جديدة الى جدول اعمال رئيس الحكومة المثقل بالمعارك منذ زيارته الى سوريا، مرورا بحضوره لقاء البريستول الاخير واحيائه ذكرى 14 شباط وما تخللها وما تبعها من عتب.
كانت الصورة امس في البريستول تعبر عن مشهد 14 اذار، ذلك على الرغم من الغياب الطبيعي للنائب وليد جنبلاط، ومن عدم حضور رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي استعاض عن وجوده المباشر بحضور ابرز ملائكته وعلى رأسهم فؤاد السنيورة ونوابه الصقور منهم والحمائم والرسل الذين باتوا يترددون الى دمشق للسهر على تنفيذ التوافق السعودي - السوري وعدم تعثره.
وفي الغياب النافر سجل عدم حضور النائب دوري شمعون لاسباب غير اعتراضية كما غاب الرئيس امين الجميل، فيما بدا وكأن هذا الغياب اتى تلبية لمقاطعة سامي الجميل للامانة العامة ولمشهد 14 اذار ككل.
وكانت المشاركة الكتائبية ستبدو ضعيفة جدا لو لم تحضر صولانج الجميل وابنها نديم الذي كانت له مداخلة بارزة عبرت عن ثوابت 14 اذار.
ومن القوى المستمرة بغيابها اداريا عن 14 اذار حركة التجدد الديمقراطي برئيسها نسيب لحود، ونواب الرئيس وامين السر انطوان حداد، الذي كانت له مداخلة تلفزيونية قبل المؤتمر اكد فيها على ثوابت 14 اذار، وكرر اعتراضه على ادارتها السياسية.
الصورة كانت اذا ناقصة الاكتمال ولكن فحول النقاشات الداخلية ما زالت وعلى عكس ما توصيه الحملات الدعائية والسياسية الاخيرة متماسكة، وربما عبر سمير جعجع في احدى مداخلاته في المؤتمر عن هذا التوازن الدقيق، اذ قال متوجها الى المؤتمرين: لا يتوهمن احد ان هذه المواجهة السياسية يمكن كسبها بالضربة القاضية لا (8 اذار) سيفوزون بالضربة القاضية ولا نحن، فهي مواجهة تكسب بالنقاط وبالتراكم والصبر والثبات على المبادئ.
بعد النشيد الوطني اللبناني، بدأ فارس سعيد بإدارة الجلسة، واعطى الكلام للنائب السابق سمير فرنجية الذي تلا كلمة مكتوبة مختصرة، اكد فيها على استمرار ثورة الارز حتى تحقيق اهدافها.
وقال: إما ان ننهض معا متحدين او ان نسقط متحدين، وكلفة تضامننا لن تكون اثقل من كلفة تفرقنا.
بعد فرنجية، طلب الوزير بطرس حرب الكلام واقترح البدء بنقاش مشروع البيان قبل فتح النقاش والكلمات، وايده الدكتور جعجع وعهد الى اللجنة نفسها التي عهد اليها في البريستول الماضي اخذ الملاحظات وإعادة صياغة البيان، وهي تضم الزميل نصير الاسعد والنائبان جورج عدوان ونهاد المشنوق وممثل عن حزب الكتائب.
المداخلة الاولى لمناقشة مسودة البيان كانت للدكتور سمير جعجع الذي قال: في اليومين الماضيين، واثناء متابعتي للتطورات والاخبار، طرأ موضوع هام على مستوى المنطقة، فبعد الجهود التي قام بها المجتمع الدولي لاعادة احياء عملية السلام، وبعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي اعطى الغطاء للسلطة الفلسطينية بالتفاوض غير المباشر مع اسرائيل، اصدرت اسرائيل ومن حيث لا يدري احد قرارا ببناء مستوطنات اسرائيلية، في القدس، ما ادى الى قيامة القيامة، وحتى اميركا &laqascii117o;طلع دينها" جراء القرارات الاسرائيلية، وانني اقترح ان يتضمن البيان انتقادا لاسرائيل ليس فقط لانها تبني المستوطنات بشكل غير شرعي، بل لانها تعرقل عملية السلام.
بعد جعجع، طلب الوزير بطرس حرب الكلام وقال: عندي اربع ملاحظات على مشروع البيان: اولا، ليس من المعقول تجاوز المبادئ الاساسية والوطنية.
ثانيا: لا يجوز ان يتجنب البيان الكلام عن المخاطر الاساسية، ويمكن لنا ان نورد ما نريده دون استفزاز احد، خصوصا بشأن الاستراتيجية الدفاعية.
ثالثا: لفتت نظري عبارة في في بدء البيان تتحدث عن تعليق المسائل الخلافية، فهل المقصود ان نسكر على هذه المسائل في الخزانة؟؟ وارى هنا ان يكون النص: العمل على حل المسائل الخلافية.
رابعا: هناك موقف جديد صدر عن الادارة الاميركية يتعلق برفضها للتوطين وانني مع الرئيس السنيورة بأن ليس المطلوب ان يعملوا لنا فحص دم دائم في هذا الموضوع، خصوصا انهم رفضوا مشروع القانون في المجلس النيابي الذي يتطلب الاجماع لتمرير التوطين، ولكن علينا ان نستفيد من موقف جورج ميتشيل المعارض للتوطين ويجب ان نسجل ذلك في البيان.
النائب عقاب صقر قال: البيان جامع شامل، ولكني افتش عن كلمة سوريا في هذا البيان، فلا اجدها، فهل معقول ان يمر قادة 14 اذار على هذا الموضوع؟ انا شعرت ان هذا البيان صادر عن المقاومة، ورأيي ان نتطرق الى الموضوع السوري من وجهة تدعيم جهد الرئيس سعد الحريري الذي يسعى الى تصحيح العلاقة اللبنانية - السورية.
بعد صقر، تحدثت نايلة معوض فقالت: لاحظت ان لا وجود لأي فقرة تتعلق بالمحكمة الدولية، وهي قضية اساسية، اما في الموضوع السوري فأنا اوافق عقاب على طرحه.
ثم تحدث العميد كارلوس اده فقال: عندي ملاحظات عدة على البيان اهمها: اولا، يجب ان نتطرق الى موضوع السلاح الفلسطيني وهو خرق للسيادة.
ثانيا، انا منزعج من الفقرة السادسة التي تدعو الجامعة العربية للتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، هذه نقطة ضعف.
اضاف: اننا جزء من هذه الحكومة، ونأخذ مواقف، ولكن علينا مسؤولية ودورا، ونحن نعرف ان القرار 1701 يخرق من بعض القوى اللبنانية ولا نتكلم عن ذلك خوفا من الحرب الاهلية ويوما ما لن يستمع إلينا احد متى طالبنا بحقوقنا، لان المجتمع الدولي سيقول لنا: &laqascii117o;اعملوا واجباتكم وبعدين اطلبوا ما تريدون".
بعد اده، طلب مروان حماده الكلام وقال: اقترح ان نستلهم في البيان ما جاء في كلمة سمير فرنجية، لان فيها تذكير وفيها بعد عاطفي متعلق بالمبادئ لثورة الارز.
اضاف: انا اقترح زيادة فقرة تطلب تفعيل العمل الحكومي، واقترح اضافة عبارة &laqascii117o;التباين الداخلي المشروع شيء، ودعم المحكمة شيء آخر"، ويجب ان نذكر بأن موضوع المحكمة اتفق عليه على طاولة الحوار، فيما نلاحظ كل يوم ان هناك حرتقة على المحكمة.
واضاف حمادة: ايضا ان التباين المشروع شيء، وبناء العلاقات المميزة والندية مع سوريا شيء آخر، وقال: بالنسبة لما اثاره العميد اده في قضية الجامعة العربية، فلماذا لا نشير الى معاهدة الدفاع العربي المشترك لتذكير الجميع بمسؤولياتهم؟
بعد حماده، اخذ الرئيس فؤاد السنيورة الكلام وقال: اوجه التحية لمن صاغوا البيان، واريد ان اتطرق الى نقطتين: ان اسرائيل تقوم بتصرف خبيث في قضية المستوطنات، والكلام اليوم ليس عن 1600 منزل استيطاني بل عن 50000، وكل ذلك تريد منه اسرائيل ان تدفع الى ردود فعل عربية لتظهر ان العرب لا يريدون السلام، وبرأيي يجب ان نركز على هذا الموضوع، وان نصورها كعدو للسلام، وان لا نقع في الفخ الذي تنصبه لنا كعرب.
ثانيا: لا اعتقد ان من المفيد ان يصار الى ذكر المحكمة الدولية في البيان لكي لا نبدو وكأننا نتدخل في مسار المحكمة.
بعد الرئيس السنيورة، طلب النائب نديم الجميل الكلام، وقال: البيان يوحي وكأن هناك حربا حتمية على لبنان، وهذا الايحاء يدمر معنويات اللبنانيين وجهود الاستثمار، انا اقترح ان نحدد ونوضح ما هي الاخطار التي تهدد لبنان، ولا اقول من هو العدو لان العدو معروف.
اضاف: ما يهدد لبنان سلاح حزب الله الذي يشكل ذريعة لاسرائيل، وما يهدد لبنان هو السلاح الفلسطيني، هذا البيان لا يشكل املا للشباب، ولا ارى كيف سيدافع المواطن عن 14 اذار اذا ما غاب في البيان جوهر ما اجتمعنا عليه في 14 اذار 2005.
وبعد الجميل، قال النائب عمار حوري: اقترح ان تضاف نقاط ثلاث الى البيان: التطرق الى مقررات الحوار الوطني والاجزاء التي نفذت والتي لم تنفذ، كالملف الفلسطيني وترسيم الحدود، كما يجب التذكير بميثاق الشرف الاعلامي، كذلك فإننا لم نتطرق الى التمسك بمبادرة السلام العربية.
وبعد ملاحظات للنواب قاسم عبد العزيز، خالد ضاهر، وامين وهبي، الذين ايدوا دعم قوى الامن الداخلي بوجه الحملات، قال الزميل نصير الاسعد ان التعديلات المقترحة، اصبحت تتطلب صياغة بيان آخر وهذا يستلزم وقتا اطول.
اما المداخلة السياسية الاخيرة والاطول، فكانت للدكتور سمير جعجع الذي قال: اتمنى ان يأخذ الجميع بعين الاعتبار ان رئيس الحكومة سعد الحريري على كل تلة عنده مواجهة في مجلس الوزراء وخارجه، وهو رئيس حكومتنا ونريد ان ندعمه.
في موضوع عملية السلام، &laqascii117o;ما حدا مغلط ومفكرني قومي عربي"...
هنا قاطعه الرئيس السنيورة بجملة اعتراضيه على طريقة &laqascii117o;جبناك لعنا"، فرد جعجع: اذا انت دولة الرئيس تمثل القومية العربية فأنا صرت قوميا عربيا (ضحك الجميع" واضاف: على مستوى المنطقة هناك صراع كبير لا يحق لنا ان نغيب عنه.
وقال: نحن نؤيد وندعم حل القضية الفلسطينية، لان بحل هذه القضية يصبح هناك حل للملف النووي الايراني...
وقال: تصوروا معي لو تحقق حل الدولتين فماذا سيقول حينها حزب الله؟ كل القضايا الاخرى ستحل عندها.
وروى جعجع قصة الخوري والشيطان للدلالة على ما يريد قوله وايصاله من معنى لكلامه وصفق له الجميع مرة ثانية.
اضاف جعجع: ما قامت به اسرائيل بالنسبة للاستيطان هو ضرب لاستراتيجية الاعتدال.
واضاف ان ما قاله نديم الجميل حول خطر السلاح صحيح، لكن نريد ان نطرح الموضوع لكي نصل الى تحقيق النتائج، والاهم هو ان تستلم الدولة قرارها على الحدود فبذلك نحمي لبنان.
وختم جعجع: ان وضع 14 اذار طبيعي واداءها كان متميزا في الشهرين الاخيرين مقابل اداء مرتبك لـ 8 اذار، وانظروا الى العلاقات بين عون وفرنجية وبري تعرفون، وماذا في المقابل؟ لقد سجلنا تضامنا في الكثير من القضايا الاساسية، فموقف تيار المستقبل من قضية إلغاء الطائفية السياسية والتصويت ضد سن الـ 18 كان تاريخيا، وعلى طاولة الحوار كنا فريقا متماسكا.
اضاف جعجع: البعض اعتبر ان تشكيل الحكومة هو نهاية 14 اذار، وبالمقارنة مع 8 اذار، فإن موقعنا افضل من موقعهم بكثير، لكن على ما يبدو صوتهم اعلى من صوتنا.
ووجه جعجع تحية الى الامانة العامة لـ 14 اذار وقال: تعرفون انني لا امدح كثيرا، ولكن للحق، فإن الامانة العامة، هي الشمعة التي تضيء حتى عودة الكهرباء و&laqascii117o;حرام كل ما حدا عندو شي يفش خلقوا بالامانة العامة".
(قاصدا سامي الجميل دون ان يسميه).
وختم جعجع: ان الوضع العام بات يأخذ منحى آخر، فالفريق الاخر تصور انه &laqascii117o;عمل منيح" مع الرئيس الحريري حين قبل به رئيسا للحكومة، وهم تصوروا انه سيرد الجميل بأن ينضم الى قوى 8 اذار، ولما قطعوا الامل من ذلك، بدأوا يشنون الحملات ومنها على سبيل المثال، الحملة على قوى الامن الداخلي، ومنها ايضا الهجوم عبر وسائل الاعلام في قضية مشاركة لبنان في قمة ليبيا.
موسى في بيروت الاربعاء
من جهة ثانية، بدأ موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية يتفاعل مع وصول الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت نهار الاربعاء لبحث موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية قبل توجيه ليبيا دعوة رسمية الى لبنان.
وعلم ان وزراء امل وحزب الله هددوا باتخاذ اجراءات ربما قد تصل الى اتخاذ موقف من مشاركتهما في الحكومة في حال قرر لبنان المشاركة بوفد وزاري، حتى ان وزراء امل وحزب الله اعلنوا رفضهم لاي وساطة سيقوم بها موسى.
علما ان وزراء امل وحزب الله يصران على ان تقتصر المشاركة اللبنانية على سفير لبنان في ليبيا وليس على مستوى وفد وزاري، علما ان جهات رسمية اشارت الى ان لبنان يمثله رئيس الجمهورية والحكومة او مجلس الوزراء، في المحافل العربية والدولية.
ونفت مصادر في حركة امل وحزب الله ان تكون قد اجريت وساطات عربية او اسلامية مع حركة امل وحزب الله لتبديل موقفهما من حضور القمة، وان هذه التسريبات معروفة خلفياتها.
ومن المتوقع ان يعلن مجلس الوزراء موقفا من القمة خلال جلسته منتصف هذا الاسبوع علما ان رئيس الجمهورية اعلن عدم مشاركته.
الحريري في ألمانيا
على صعيد آخر، استهل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري زيارته لالمانيا باستقبال ابناء الجالية اللبنانية مساء امس في مقر اقامته في فندق ادلون، في حضور سفير لبنان في برلين رامز دمشقية وحشد كبير من ابناء الجالية.
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ثم ألقى الرئيس الحريري كلمة شكر فيها ألمانيا على استضافتها مئات العائلات اللبنانية وقال: نحن في لبنان، لا نمتلك قدرات ألمانيا الاقتصادية والطبيعية، لكننا بالتأكيد نمتلك ارادة النهوض ببلدنا، ووقف مسلسل التراجع السياسي والاقتصادي الذي عشناه لسنوات طويلة.
نحن في لبنان نستطيع ان نستفيد من دروس ألمانيا، ولكن الاهم ان نعرف كيف نستفيد من دروس التاريخ اللبناني، ومن الحقيقة التي لا خلاف عليها، بأن الوحدة الوطنية اللبنانية، هي مركب الخلاص الوحيد لنا في مواجهة كل التحديات.
لن نتمكن من النجاة ببلدنا، اذا قررنا ان نبقى مجرد قبائل طائفية تتنازع على السلطة في لبنان.
لن نتمكن من حماية لبنان في مواجهة المخاطر الخارجية، واهمها خطر العدوان الاسرائيلي، اذا استمرت متاريس الانقسام والتخوين قائمة بين اللبنانيين.
لبنان يجب ان يكون قادرا على اعادة بناء نفسه بنفسه، وعلى حماية نفسه بنفسه، وعلى ادارة شؤون البلاد والحكم والعباد، بعيدا عن الانخراط في لعبة المحاور الاقليمية والدولية.
وانتم هنا، يجب ان تكونوا امناء على هذه الرسالة، وامناء على الوحدة الوطنية، وعلى ارادة العيش المشترك فيما بينكم.
اللبنانيون في المانيا، وفي اي مكان في العالم ليسوا نسخة عن الانقسام الداخلي، مهما اتخذ هذا الانقسام من اشكال.
نحن في لبنان نعمل لتعطيل كل اسباب الفتن الداخلية، وعهدي اليكم ولكل اللبنانيين كما كان عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري انني من موقعي الوطني، ومن موقعي في رئاسة الحكومة لن اسمح لاي فتنة طائفية او وطنية ان تخرق جدار الوحدة اللبنانية.
وختم: تمسكوا بالوحدة الوطنية، تمسكوا بالعيش المشترك، تمسكوا بالمناصفة واجعلوا من وجودكم هنا عنوانا لرسالة لبنان.
حبش: إسقاط الحق الشخصي
الى ذلك لا زال حديث رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط الى محطة &laqascii117o;الجزيرة" موضع متابعة حيث لم يصدر حتى الآن اي موقف عن القيادة السورية، لكن اللافت ان رئيس لجنة الادعاء القومي العربي في سوريا حسام الدين الحبش تقدم بطلب اسقاط الحق الشخصي في دعوى مذكرة الجلب الصادرة عن القضاء العسكري السوري ضد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط بجرم &laqascii117o;التحريض على احتلال سوريا والاساءة الى سوريا".
واكد الحبش في حديث صحفي ان هذا الاسقاط مرده امتثال النائب جنبلاط للشرط الذي وضعته لجنة الادعاء والمتضمن دعوة جنبلاط للاعتذار العلني والصريح من الرئيس السوري والشعب السوري عبر وسائل الاعلام المرئية، معتبرا ان الدعوى حقـقت اهدافها.
- صحيفة 'اللواء'
بقيت زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الى دمشق: تحدث أو لا تحدث، في مواجهة المتابعة، ضوء تحفظ سوري غير خفي على ما اسمته اوساط مقربة من دائرة القرار بمعادلة <واحدة بواحدة>.
واذا كانت الكرة على خط دمشق - المختارة باتت عند الرئيس بشار الاسد، فإن مناخ تطرية الاجواء مع سوريا. سحب نفسه على لقاء <البريستول> الذي عقدته قوى 14 آذار لمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقتها، وبعنوان <حماية لبنان مسؤولية وطنية وعربية ودولية>
. الذي اعتبر ان الخطر المحدق في لبنان ناجم عن العدوان الاسرائيلي، وان قرار رد العدوان يجب ان يكون بيد الجيش اللبناني الذي يطلع الحكومة اللبنانية عليه.
وفيما لم يشارك الرئيس سعد الحريري في المؤتمر الثالث لحركة 14 آذار بسبب سفره الى المانيا، فإن المؤتمر تميز بمداخلة الرئيس فؤاد السنيورة الذي شطب عبارة تتناول المحكمة الدولية من بيان البريستول، باعتبار أنها أصبحت في عهدة القضاء الدولي، فضلاً عن المطالعة التي حملت اسرائيل مسؤولية التهرب من السلام، محذراً من الخبث الاسرائيلي في استدراج العرب الى ردود فعل يصورهم كأنهم لا يريدون السلام.
ولم تغب مخاطر العدوان الاسرائيلي عن كلمة الرئيس الحريري امام الجالية اللبنانية في المانيا، والتي كانت باكورة تحركاته هناك على ان يلتقي المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اليوم، مؤكداً (اي الحريري): لن اسمح لأي فتنة طائفية ان تخرق جدار الوحدة، مشدداً على ان الوحدة الوطنية هي مركب الخلاص الوحيد لنا في مواجهة التحديات.
جنبلاط وسوريا ويفتتح الاسبوع برصد سياسي ورسمي لمسار العلاقة بين دمشق وجنبلاط على خلفية تطورين اثنين:
الاول يتعلق باقدام المحامي السوري حسام الدين حبش بطلب اسقاط دعوى اقامها على جنبلاط بتهمة التحريض على احتلال سوريا والاساءة اليها، والذي اعتبر تطوراً ايجابياً يصب في مصلحة رفع الحظر السوري عن جنبلاط بإزالة عقبة قضائية من امامه.
الثاني: تعليق صحيفة <الوطن> السورية على حديث جنبلاط لقناة <الجزيرة> الفضائية، هذا الحديث الذي استبدل بكلمة جنبلاط لمناسبة 16 آذار (اغتيال والده كمال جنبلاط) والذي وصفه بأنه لم يكن صريحاً، وفضل التأرجح بين 14 آذار و8 آذار.
وقالت الصحيفة السورية المقربة من بعض دوائر القرار في دمشق، أن جنبلاط تلا فعل الندامة في كلامه بحق الرئيس بشار الأسد، لكنه غاب عنه فعل الاعتذار الواضح من الرئيس الأسد ومن الشعب السوري.
والمهم في كلام <الوطن> قولها أن <قرار الأسد وحده يُقرّر ما إذا كان كلام جنبلاط كافياً لاستقباله أم لا>.
ونسبت الصحيفة السورية إلى محللين وصفتهم بسوريين ولبنانيين، أن <معادلة واحدة بواحدة> التي حاول جنبلاط فرضها على السوريين لم تكن موفقة على الإطلاق، لاعتبارين: الأوّل انه اتهم سوريا مباشرة باغتيال والده عام 1977، والثاني انه سبق لسوريا أن سلفت جنبلاط مئات المواقف ووفرت له الحماية حينما كان مهدداً.
وفي حين غابت التعليقات عن صحف سوريا الثلاث الكبرى، مكتفية بنشر مقاطع من حديث قناة <الجزيرة> نسبت <الوطن> إلى المحللين أنفسهم أن كلام جنبلاط كان متعالياً واستخدم كلمات مثل: <سنختتم>، و<سأنسى>، وكأن زيارته لدمشق مصلحة فقط.
وأكثر ما استوقف المراقبين ما قاله الوزير السابق وئام وهّاب الذي تابع التحضيرات لموقف جنبلاط الذي يمهد لزيارة دمشق حيث أشار (أي وهاب) إلى انه كان يتمنى أن يكون كلام جنبلاط أكثر وضوحاً في تعليقه <للجزيرة> ولا سيما في ما يتعلق بالمقاومة، وان اختيار المحطة القطرية لاعلان المواقف الجنبلاطية كان من ضمن اتفاق تم التفاوض عليه بين مقربين من جنبلاط وجهات سورية، لكن وهّاب استدرك انه لا يدري ما تضمن الاتفاق وما إذا كان جنبلاط قد التزم بالمواقف المتفاهم عليها كشروط ضرورية للزيارة.
لكن إشارة <الوطن> السورية أظهرت وكأن جنبلاط لا يريد ان يخسر اي طرف ولو كان احدها من يؤيد اسرائيل ويدافع عنها.
وكان جنبلاط في حواره مع قناة <الجزيرة> ليل السبت الفائت، اعلن سلسلة من المواقف تمحورت حول ثلاثة نقاط:
1 - عدم الحيدة عن ثوابت 14 آذار.
2 - التوقف عن الانجازات التي حققتها حركة 14 آذار.
3 - ابتعاده عن سياسة المحاور من خلال اظهار رفضه مهاجمة مصر.
وقال جنبلاط انه لن يزور ضريح والده يوم الثلاثاء، بل كلف نجله تيمور، والمقدم شريف فياض لوضع زهرة على الضريح من اجل ختم تلك الصفحة الشخصية ولمستقبل جديد، وفق تحول يقوم على: <انا اسامح وانسى>.
وقال جنبلاط: <صدر مني في لحظة غضب كلام غير لائق، غير منطقي في حق الرئيس بشار الاسد في لحظة من التوتر الداخلي الهائل في لبنان والانقسام الهائل>.
مضيفاً : <كانت لحظة تخل خرجت منها من العام الى الخاص، ولكن من اجل عودة تحصين العلاقة اللبنانية - السورية بين الشعبين وبين الدولتين، وبين الدروز العرب في لبنان وسوريا، هل يمكن له (الاسد) تجاوز تلك اللحظة وفتح صفحة جديدة؟ لست ادري>.
وجدد جنبلاط الذي اعلن في 2 آب خروجه من قوى 14 آذار، تحديد موقعه السياسي على انه <وسطي> وقال: <انا مع خيار المواجهة والمقاومة ولكن في الوقت نفسه يحق لي ان اتساءل هل سنكون مجددا وحدنا في لبنان لنواجه ونقاوم؟>. وتابع: <في الظروف المناسبة من الافضل للمقاومة ولحزب الله ان يحصل انخراط مسؤول وتدريجي (للحزب) ضمن الجيش وقوى الامن).
وعما اذا كان كلامه سيعيد الطريق لزيارة دمشق، قال جنبلاط: <على القيادة السورية ان كانت تستطيع ان تتجاوز حدث تلك اللحظة ان تقرر ذلك، واذا وجهت لي دعوة لا مانع لدي>. <مؤتمر البريستول>
وكان حديث جنبلاط <للجزيرة> قد غلب على الحوارات الجانبية لاركان 14 آذار، خلال اجتماعهم أمس في البريستول، حيث كانت هناك أصداء إيجابية لمواقف جنبلاط الذي نظر أكثر من مشارك أنه لم يخرج عن ثوابت 14 آذار الأساسية.
وقالت مصادر في 14 آذار إنه كان هناك اتجاهاً لأن يعرّج الرئيس الحريري الى المؤتمر لبضع دقائق لتحية الحضور، وإذ لم تعط تفسيراً لعدم مجيء الحريري، رأت أن رئيس الحكومة، ربما من موقعه، آثر عدم الحضور لقطع الطريق على مواقف سياسية قد تعكّر الأجواء، في وقت كانت فيه كتلته النيابية ورئيسها فؤاد السنيورة حاضرة بقوة في اللقاء.
المؤتمر الذي انعقد بشكل مغلق شاركت فيه حوالى مئتي شخصية سياسية وأكاديمية ونقابية وطلابية واعلامية، وجددت خلاله قوى 14 آذار فعل ايمانها بثورة الارز وبالثوابت التي قامت عليها.
وأكّد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر على استمرار انتفاضة ثورة الأرز رغم الخيبات والأخطاء، وأعلنت فيه عن سعيها لارساء شبكة أمان للبنان من خلال التوجه إلى هيئات المجتمع المدني والدول العربية والاجنبية لضمان الاستقرار والحفاظ على دور لبنان في المنطقة.
ورأى أن حماية لبنان مسؤولية وطنية وعربية ودولية، مؤكدة ان الدفاع الوطني هو مسؤولية الدولة من خلال سلطاتها الشرعية ومؤسساتها الدستورية وجيشها الوطني، معتبرة أن الرد على أي عدوان اسرائيلي هو من مسؤولية الجيش اللبناني.
وتحدثت الوثيقة عن خطرين محدقين بلبنان هما: العدو الإسرائيلي <الذي ما زال يمضي في رفض السلام وصد أبواب الحلول السلمية>، وتطورات الملف النووي الإيراني وما يطرحه من مخاطر من شأنها، إذا انفجرت، أن تطيح بالاستقرار النسبي في المنطقة، محددة سبع نقاط <لحماية لبنان> تقوم على تنفيذ ما اجمعت عليه طاولة الحوار الوطني، واعتبار أن أي عدوان إسرائيلي على اي جزء من لبنان هو اعتداء على كل لبنان سيواجهه بيد واحدة، وبأن الدولة مسؤولة عن الدفاع عن لبنان، مجددة موقفها في هذه المسألة ومطالبة جميع القوى السياسية المعنية الالتزام الفعلي بهذا الامر، مشددة على ضرورة الا يكون لبنان منطلقاً لإشعال فتيل الانفجار.
كما دعت الدولة إلى المبادرة السريعة في اتجاه جامعة الدول العربية لوضعها وفقاً لمعاهدة الدفاع العربي المشترك امام مسؤولياتها في حماية لبنان على أساس التضامن العربي، مجددة دعوتها إلى وجوب مشاركة الجامعة العربية في وضع أسس الاستراتيجية الدفاعية.
وطالبت الخطة الدولة اللبنانية بالمبادرة في اتجاه المجتمع الدولي لوضعه أمام مسؤولياته في السهر على تنفيذ القرار 1701 الذي اعتبرته قوى 14 آذار اساساً صلباً لحماية لبنان.
وتضمن البيان للمرة الأولى اعترافاً بأخطاء وخيبات أمل حصلت وكشفت مصادر المجتمعين لـ <اللواء> بأن المناقشات بدأت بكلمة وجدانية- سياسية مكتوبة لعضو الامانة العامة لقوى 14 آذار سمير فرنجية اكد فيها ان <انتفاضة الاستقلال> مستمرة حتى تحقيق اهدافها رغم الخيبات والاخطاء ومستمرة لانه <لا يفرقنا الا الموت> ومستمرة حفاظاً على الحلم بحياة افضل حيث العلاقة مع الآخر لا يترصدها لا الخوف ولا العنف>.
ثم تليت مسودة البيان للنقاش، فلفت رئيس الهيئة التنفيذية لـ> القوات اللبنانية> سمير جعجع،الى وجوب تسليط الضوء على ما يجري في المنطقة من رفض اسرائيلي للولوج في اي عملية سلام ووأدها للمحاولات الاخيرة لتحريك ملف المفاوضات الفلسطينية- الاسرائيلية>.
واعتبر الوزير بطرس حرب <وجوب تضمين البيان تاكيدا واضحا على استمرار الإلتزام بمبادىء 14 آذار، وان كان حضورنا يؤكد في حد ذاته على استمرار هذه الحركة>، مسجلا ملاحظته على> خلو مسودة البيان من الاشارة الى موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي تبقى ملفاً خلافياً بين اللبنانيين> ، داعيا الى <الافادة من موقف الادارة الاميركية الذي عبر عنه جورج ميتشل والرافض لاي مشروع سلام يتضمن توطين الفلسطينيين في لبنان والعمل على المستوى الدولي لتحصينه وتحويله ثابتة في اي مفاوضات مستقبلية>.
ورأى النائب عقاب صقر ضرورة ان يلحظ البيان دعم 14 آذار لرئيس الحكومة في فتحه الصفحة الجديدة مع دمشق من دون الاغفال وجود مشاكل عالقة مع سوريا وضرورة معالجتها ضمن ثوابت 14 آذار.
وولفتت الوزيرة السابقة نايلة معوض خلو مسوّدة البيان من اي اشارة الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وهي نقطة اعتبرها الرئيس فؤاد السنيورة انه من غير المفيد الاشارة اليها بعدما أضحت المحكمة خارج التداول السياسي الداخلي بعد عهدنا بها الى القانون والعدالة الدولية. >
وشدد عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده على 14 آذار أن تدعم الحريري في جهوده ببناء علاقات طبيعية مع سوريا ولكن لا بد من تثبيت موقفنا بوجوب ان تكون علاقات ندية. ولفت الى الاشكالية بين المطالبة بتطبيق القرار الدولي 1701 والاشارة الى الخروقات الاسرائيلية فيما يتم التغاضي عن خروقات حزب الله للقرار من خلال تمرير السلاح تحسبا من انعكاسه على الاستقرار الداخلي.
وأثنى النائب مروان حمادة على ملاحظة الوزير حرب وجوب ان يذكر البيان بثوابت <ثورة الارز> داعيا الى تضمين البيان مقاطع من الكلمة المعبرة لفرنجية، مشدداً على اهمية تأكيد دور الجامعة العربية < كي لا يكون لبنان مستفرداً، مذكرا ان هناك معاهدة الدفاع العربي المشترك ولا بد ان يكون للجامعة دورها>.
وجاءت مداخلة الرئيس السنيورة في جزء منها لتؤكد <ان اسرائيل، وبكثير من الخبث والذكاء، تستدرج العرب الى ردود فعل لتصورهم بأنهم لا يريدون السلام في وقت تمعن من خلال بناء المستوطنات في رفضها عملية السلام،>.
وسأل النائب نديم الجميل اننا نطلب حماية لبنان من ماذا، مطالبا < بضرورة توضيح البيان لطبيعة الاخطار التي يواجهها لبنان في الداخل ومن الخارج، من دون دفع اللبنانيين الى فقدان الامل وإشعارهم بأنهم على ابواب الحرب.
فرد النائب السابق غطاس خوري موضحا ان مسودة البيان تعكس الاجواء السائدة في المنطقة التي تبشر بأن الحرب مقبلة، ودورنا في 14 آذار ان نجد السبل لكيفية ابعاد شبح الحرب وحماية لبنان> ، مؤكداً < ان الاستراتيجية الدفاعية للبنان لا بد ان تكون جزءاً من الاستراتيجية العربية>.
وفي حصيلة المناقشات التي غلب عليها الطابع الجدي والمسؤول بعيدا عن المزيدات،تم الاتفاق على ضرورة التطرق الى مقررات الحوار الوطني، لجهة البنود التي نفذت منها والبند الذي اتفق عليه ولم ينفذ والبند الذي لا يزال قيد النقاش حالياً، اي الاستراتيجية الدفاعية، اضافة الى اهمية التأكيد على التزام مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية .
وفيما عكفت لجنة الصياغة على ادخال التعديلات المقترحة. قدم جعجع عرضا مفصلا لوضع قوى الرابع عشر من آذار في مقارنة مع وضع قوى الثامن من آذار، فاعتبر انه كان بالامكان من دون شك ان يكون الاداء أفضل ولكن ايضا كان يمكن ان يكون اسوأ، مشيرا الى < ان ما تمر به حركة <14 أذار> امر طبيعي كونها تجمّع لأحزاب وشخصيات ليست من لون واحد، واصفا> اداء 14 آذار بأن