- صحيفة 'السفير'
تقدم السجال حول دور رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الصف الأمامي للاهتمام السياسي، مع تصاعد حدة الانتقادات الموجهة إليه من قبل البعض وتدفق المواقف المدافعة عنه، بينما نقل زوار سليمان عنه تأكيده أنه مرتاح لعلاقته مع سوريا وقيادتها خلافا لمحاولة البعض الإيحاء بالعكس، وأن التوقيت الذي اختاره لمعاودة الحوار لا علاقة له بالتأويلات السياسية المتداولة.
وقد فرض هذا البند السياسي ذاته لبعض الوقت على طاولة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس في السرايا الحكومية برئاسة الرئيس سعد الحريري، من خلال مداخلات بعض الوزراء. ولكن الرأي استقر في نهاية المطاف على عدم التطرق الى هذا الموضوع في بيان الجلسة &laqascii117o;لأنه ليس من وظيفة مجلس الوزراء الرد على هذا أو ذاك ممن ينتقدون رئيس الجمهورية والانزلاق الى سجالات من هذا النوع، عدا عن أن الرئيس ليس موجودا للاستماع إلى وجهة نظره"، كما قالت مصادر وزارية لـ"السفير".
واعتبر الوزير بطرس حرب في مداخلة له خلال الجلسة انه من غير المسموح التهجم على رئاسة الجمهورية، معتبرا أن ما يجري يشكل مساسا بالنظام السياسي، وربط بين استهداف قوى الأمن الداخلي ورئاسة الجمهورية، ليخلص الى ان هناك هجوما منظما على المؤسسات.
ورد وزير تيار المردة يوسف سعادة على حرب قائلا له: لا علاقة بين الأمرين، فلماذا تربط بينهما؟ نحن نقول صراحة اننا ضد الاتفاقية الامنية ولكننا لسنا ضد مؤسسة قوى الامن الداخلي، أما رئيس الجمهورية فنحن لسنا مع استقالته. صحيح ان من دعاه الى الاستقالة هو صديق الا اننا نعارض رأيه، وفي كل الحالات فإن مجلس الوزراء ليس هو المعني بالرد على مواقف تصدر من هنا او هناك.
وفي السياق، قال وزير الدولة عدنان السيد حسين لـ"السفير" إن الرئيس سليمان يؤدي دورا توافقيا حفاظا على الوحدة الوطنية ووحدة المؤسسات، وكان له دور إيجابي سابقا في حماية المؤسسة العسكرية وهو يسهر اليوم على الاصلاح وكانت له مساهمة حاسمة في إقرار مشروع قانون الانتخابات البلدية في مجلس الوزراء وفي الدفع نحو وضع آلية موثوقة للتعيينات الادارية، فضلا عن متابعته الدائمة لمسار الاستقرار، وفي هذا الإطار تأتي طاولة الحوار لتكمل ما تحقق سابقا وصولا الى مناقشة الاستراتيجية الدفاعية.
وأشار الى أن العهد مطالب بالتمسك بالثوابت الوطنية ومتابعة السعي الى تحقيق ما جاء في البيان الوزاري وخطاب القسم.
وتخلل الجلسة من جهة أخرى نقاش حار بين وزراء تكتل التغيير والاصلاح والوزير سعادة ووزير حزب الكتائب سليم الصايغ من جهة وبعض الوزراء وفي طليعتهم الوزير ميشال فرعون من جهة أخرى حول مسألة تمديد عقد استثمار سياحي لمستثمر خليجي لم ينجز بناء منشأة سياحية في بسكنتا على مساحة حوالى مليون متر مربع وطلب وقتا إضافيا لإنجاز المشروع (عمر العقد خمس سنوات).
وقالت اوساط وزارية لـ&laqascii117o;السفير" ان خلفية النقاش حول هذه النقطة ترتبط بمخاوف بعض المسيحيين من تملك الأجانب وما يتركه ذلك من انعكاسات سلبية على الواقع الديموغرافي في لبنان، بينما كانت هناك وجه نظر أخرى في مجلس الوزراء ترى أنه يجب النظر الى المسألة من زاوية تأمين فرص عمل ونمو اقتصادي.
وعُلم ان الوزراء المعترضين رفضوا التمديد التلقائي للعقد لا سيما ان المستثمر لم يباشر بأي خطوة للبناء، وطلبوا معرفة ملابسات هذا الموضوع، بينما رفض فرعون إعطاء رسالة سيئة الى المستثمرين داعيا الى الاخذ بالاعتبار ان ظروف البلد في الفترة الماضية، من اغتيال الرئيس رفق الحريري الى حرب تموز والانقسام الداخلي الحاد، لم تكن تسمح بإنجاز المشاريع.
وتم لاحقا اعتماد المخرج الذي اقترحه الوزير محمد فنيش والذي يقضي بإعطاء المستثمر الخليجي موافقة مشروطة على ان يستكمل خلال ستة أشهر إنجاز ملفه ليبنى على الشيء مقتضاه.
وعلم ان وزير الداخلية زياد بارود أثار خلال الجلسة ما صرح به وزير البيئة محمد رحال عن تقصير وزارة الداخلية في معالجة ملفات الكسارات المخالفة، وأن وزارة البيئة ليست ضابطة عدلية ولا تملك ما يمكنها من ضبط المخالفات، محتجا على انه ما كان يجب ان يصرح الوزير رحال بذلك، فتدخل الرئيس الحريري طالبا من الوزيرين الجلوس سويا للبحث بهدوء في معالجة هذه المسألة..
وتقرر عرض موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية في ليبيا خلال جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية.
هجوم على سليمان ودفاع عنه
سياسيا، كانت لافتة للانتباه دعوة النائب السابق وئام وهاب الرئيس سليمان الى الاستقالة، بعد زيارته العماد ميشال عون في الرابية، الامر الذي وضعته أوساط 14 آذار في خانة الاشارات السورية الى الانزعاج من سليمان وقراره بإطلاق طاولة الحوار بعد قمة دمشق، علما ان قناة الـ"OTV أفادت أن العماد عون فوجئ بكلام وهاب &laqascii117o;وهو لم يكن على علم مسبق به لانه لم يتم التطرق بالاصل الى الموضوع خلال اللقاء".
وبعد دفاع الرئيس سعد الحريري عن سليمان أمس الاول، أكد الرئيس نبيه بري بعد زيارته قصر بعبدا أن رئيس الجمهورية ليس من شطب كلمة &laqascii117o;المقاومة" على طاولة الحوار، بل هو من كان قد هيأ مسودة للبيان الذي كان يجب أن يصدر وكانت تتضمن عبارة &laqascii117o;الجيش والشعب والمقاومة" وهذا النص موجود ايضا في البيان الوزاري، فحرام التظلم، على فخامة الرئيس، أما اذا كانوا يريدون انتقاده في موضوع آخر، فجميعنا موضع انتقاد، وهناك أجوبة لكل موضوع، ولكن في ما يتعلق بهذا الموضوع، فهذه كلمة حق، إن الذي شطب كلمة &laqascii117o;المقاومة" هو غير فخامة الرئيس.
واستغرب رئيس الهيئة التنفيذية في &laqascii117o;القوات اللبنانية" سمير جعجع &laqascii117o;الحملة المركزة على رئيس الجمهورية وعزا &laqascii117o;الحملات" على قوى الامن الداخلي ورئيسي الجمهورية والحكومة الى أن &laqascii117o;البعض لا يريد قيام دولة في لبنان، ويريد دولة صورية حتى يظل هو من يمارس صلاحية الدولة"، مشددا على ان هذا البعض &laqascii117o;مخطئ جدا".
جلسة الإعلام والاتصالات
على صعيد آخر، تتابع لجنة الاعلام والاتصالات في جلستها اليوم مناقشة ملف الاتفافية الامنية الموقعة بين السفير الاميركي السابق جيفري فيلتمان والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي عام 2007، حيث من المتوقع ان يبحث النواب في مضمون تلك الاتفاقية التي كان قد وُزع نصها عليهم في الاجتماع السابق لدراسته ووضع الملاحظات عليه.
وتواجه اللجنة تحدي إعادة تصويب النقاش حول هذا الموضوع في الاتجاه القانوني والدستوري، وبالتالي عزل اجتماعها عن مؤثرات السجال السياسي الذي احتدم خلال الايام القليلة الماضية بين معارضي الاتفاقية والمدافعين عنها، على إيقاع اتهامات متبادلة استعادت بعض أدبيات مرحلة الانقسام السياسي والمذهبي الحاد في البلد.
وعشية التئام اللجنة جرت مشاورات نيابية مع رئيس المجلس نبيه بري، في إطار التمهيد للجلسة، فيما أبلغت مصادر اللجنة &laqascii117o;السفير" انها تتوقع نقاشا هادئا اليوم، خلافا للمناخ الحار الموجود في الخارج، مشيرة الى ان غبار الصخب السياسي لن يغطي على الحقائق ولن يحول دون العودة بالملف الى جذوره، حيث سيتم تفنيد الاتفاقية من الجانبين القانوني والدستوري ومن زاوية انعكاساتها على السيادة الوطنية، بعيدا عن الاتهامات المتبادلة والاحكام المسبقة.
وأكدت المصادر ان اللجنة ستذهب حتى النهاية في تأدية دور المساءلة والمحاسبة، موضحة انه إذا تم التثبت من ارتكاب مخالفات وتجاوزات سواء على مستوى الشكل القانوني او على مستوى المضمون الامني فإن الملف سيكون في مثل هذه الحال امام احتمالين: إما عقد جلسة نيابية عامة لاتخاذ الموقف المناسب، وإما إحالة القضية الى مجلس الوزراء، ليبنى على الشيء مقتضاه.
الى ذلك، علمت &laqascii117o;السفير" ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان أبلغ بعض زواره مؤخرا انه آثر التمهل في الاعلان عن موقفه الرسمي من الاتفاقية الامنية الى حين تنتهي لجنة الاعلام والاتصالات النيابية من مهمتها، معتبرا انه كان من غير الملائم أن يبادر الى وضع يده على الموضوع او ان يرفعه الى طاولة مجلس الوزراء بينما تتولى اللجنة دراسته، وذلك حتى لا يساء تفسير موقفه ولا يبدو وكأنه يصادر دور مجلس النواب، علما ان الزوار نقلوا عنه ان لديه ملاحظات على هذه الاتفاقية.
- صحيفة 'النهار'
مع ان الرابية تبرأت ضمناً من الحملة الحادة التي شنها الوزير السابق وئام وهاب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان عقب لقائه امس العماد ميشال عون، فيما نأت القوى الاساسية الأخرى في 8 آذار بنفسها عن هذه الحملة، تعاملت جهات رسمية وسياسية مع كلام وهاب من الرابية باعتباره تطوراً اضافياً في حملة متصاعدة على الرئاسة وبعض المؤسسات ولا يمكن حصرها في اطار فردي ومحلي.
واذ رفضت الاوساط القريبة من رئاسة الجمهورية التعليق على كلام وهاب، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ'النهار' إن دعوة وهاب الى استقالة الرئيس سليمان من الرابية تحديداً، لا تعني بالضرورة ان جميع حلفاء سوريا سيتبنون هذا المطلب ولكن لا يمكن في الوقت عينه القفز فوق وقائع سياسية متعاقبة منذ دعوة الرئيس سليمان الى عقد أولى جلسات الحوار المستعاد في قصر بعبدا وشكلت في مجموعها ملامح توزيع ادوار في حملة هادفة اطلقت عبرها رسائل الاستياء السوري مباشرة واستياء العديد من حلفاء دمشق من توقيت هذا الحوار اولاً عقب القمة السورية – الايرانية وكذلك من بعض الملابسات التي حصلت في جلسة الحوار مع حذف بند من بيانها الختامي كان يتضمن كلمة المقاومة.
واشارت المصادر نفسها الى ان ملامح الحملة بدأت واقعياً عقب زيارة الرئيس سليمان للولايات المتحدة، ثم تصاعدت مع دعوته الى الحوار وتشكيل هيئته الجديدة وعقد الجلسة الاولى، وتزامنت ايضاً مع تصعيد مماثل استهدف رئيس الوزراء سعد الحريري وافتعال ما سمي قضية 'الاتفاق الامني' مع الولايات المتحدة. وقالت ان الحملة على الرئاسة وبعض المؤسسات يتولاها عدد من الحلفاء السياسيين والحزبيين لسوريا الذين يزمعون انشاء تكتل أو تجمع 'راديكالي' جديد يضم الشخصيات التي لا تنضوي ضمن كتل نيابية، وينقل عن هذه الشخصيات ان ثمة 'اعادة صياغة' جديدة للمشهد اللبناني يجري الدفع نحوها من اجل فرض شروط ومعطيات جديدة على اركان الحكم والمؤسسات في ضوء معطيات اقليمية باتت توفر لدمشق هامشاً اكبر في اطلاق يدها في لبنان مجدداً.
وشبهت المصادر ما يجري على هذا الصعيد بالطريقة التي جرى التعامل فيها مع النائب وليد جنبلاط، اذ ترك بعض الاعلام السوري لمهمة شن حملات عليه بعض الوقت قبل ان يعلن 'حزب الله' موافقة دمشق على استقباله، مما يعني ان الحملة على رئيس الجمهورية وبعض المؤسسات الاخرى يراد لها تقييد هامش حركتهم وفرض وقائع سياسية جديدة عليهم. اما اختيار وهاب الرابية منبراً لدعوته الى الاستقالة المبكرة للرئيس سليمان، فادرجتها المصادر في خانة محاولة اثارة معركة سياسية مبكرة على المستوى المسيحي يضطر معها العماد عون اما الى التنصل علناً وشخصياً من كل ايحاءات هذه المحاولة واما تمريرها بما يحرجه بتبعة الموافقة الضمنية عليها.
وفي ضوء ذلك بثت محطة تلفزيون 'اورانج تي في' ليل امس في مقدمة نشرتها ان العماد عون 'فوجئ بتصريح وهاب ولم يكن على علم اطلاقاً بمضمونه اذ انه لم يتم التطرق اليه قط اثناء اللقاء بين الاثنين'. لكن المحطة قرنت ذلك بتبرير موقف وهاب وادرجته في اطار 'حرية التفكير والتعبير والرأي' و'الاختلاف'، وشنت حملة حادة في المقابل على الامانة العامة لقوى 14 آذار مذكرة بحملتها على الرئيس السابق اميل لحود.
وكانت الامانة العامة لقوى 14 آذار نددت بـ'الاستهداف المشبوه لرئيس الجمهورية وموقع الرئاسة' وحذرت من 'مشروع لاستئناف الهجوم على الاستقرار ومرتكزه الاساسي في الدولة'.
كما اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع ان 'الحملات على رئيسي الجمهورية والحكومة وقوى الامن الداخلي سببها عدم رغبة البعض في قيام دولة فاعلة وقادرة لأن قيامها سيكون على حساب بعض الاحزاب غير المستعدة لفقدان السلطة التي تتمتع بها حاليا'.
وإذ لوحظ ان حملة وهاب على الرئيس سليمان جاءت غداة دفاع رئيس الوزراء سعد الحريري عن رئيس الجمهورية ورفضه اي تعرض لمقام الرئاسة، بدا أن هذه الاجواء لم تغب عن اللقاء الاسبوعي لسليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري في قصر بعبدا أمس.
وحرص بري على شكر رئيسي الجمهورية والحكومة على الموقف الذي اتخذاه في شأن القمة العربية في ليبيا وقضية الامام موسى الصدر، موضحا ان موضوع المشاركة اللبنانية في القمة سيعالج على طاولة مجلس الوزراء. وقلل بري شأن الحملة على سليمان معتبرا أن هذا الموضوع 'يعطى أهمية اكثر مما يستحق'، غير انه استدرك قائلا: 'يهمني أن أقول أمرا فقط انه على طاولة الحوار ليس فخامة الرئيس من شطب كلمة المقاومة انما هو من كان قد هيأ مسودة للبيان الذي كان يجب ان يصدر (...) فحرام التظلم'.
وكشفت مصادر وزارية لـ'النهار' ان موضوع الحملة على رئيس الجمهورية أثير في الجلسة العادية التي عقدها مجلس الوزراء مساء امس في السرايا. وقد طالب الوزير بطرس حرب بأن يتخذ مجلس الوزراء موقفا من هذه الحملة ردا على مطالبة البعض باستقالة الرئيس سليمان. لكن الوزير يوسف سعادة اعترض معتبرا انه لا يجوز لمجلس الوزراء ان يرد على شخص. كما رأى الوزير محمد فنيش ان لا حملة على الرئيس سليمان وهذا موقف شخص واحد واتخاذ موقف يكبر الامور. وأوضح الرئيس الحريري انه تحدث في الموضوع أول من امس وأدلى برأيه.
عمرو موسى
وسبقت لقاء سليمان وبري الجولة التي قام بها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة والتي شرح خلالها الرؤساء موقف لبنان من المشاركة في القمة العربية.
وعلمت 'النهار' ان موسى لم يحمل أي جديد في شأن المشاركة اللبنانية في القمة او الدعوة اليها، وأن الجانب اللبناني لن يبحث في هذه المشاركة او في مستواها ما دامت أي دعوة لم تسلم الى رئيس الجمهورية.
ومعلوم ان الرئيس سليمان لم يتسلم أي دعوة الى القمة بعدما رفض السفير اللبناني في دمشق تسلم الدعوة الليبية لانه غير مخول ذلك. واستبعدت اوساط معنية ان يقرر مجلس الوزراء أي شيء يتعلق بالمشاركة في القمة ومستواها في جلسته اليوم في قصر بعبدا في انتظار تسلم الدعوة رسميا ووفقا للأصول.
في مجال آخر، علمت 'النهار' ان لقاء عقد أمس بين الامانة العامة لقوى 14 آذار ومسؤولين في حزب الكتائب، حرص الجانبان على ابقائه بعيدا عن الاضواء. وفهم ان الاجتماع تناول مناقشة عميقة للمسائل العالقة بين الطرفين، وأن الاجواء اتسمت بالصراحة والايجابية.
- صحيفة 'الديار'
زاحمت الملفات السياسية يوم امس، وبدا المشهد متوتراً وبحاجة الى اعادة الهدوء الى الخطاب السياسي، وسجلت النقاط الآتية:
1 - استهداف رئيس الجمهورية بحملة سياسية وصلت الى حد المطالبة باستقالته.
2 - استغرب رئيس مجلس النواب ومجلس الوزراء الحملة على رئيس البلاد واعتبروها ظالمة.
3 - وصول امين عام الجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت للبحث في موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية.
4 - تباين بين موسى ووزير الخارجية علي الشامي حول ادراج قضية الامام الصدر في القمة.
5 - جلسة استثنائية لمجلس الوزراء اليوم في بعبدا لبحث مشاركة لبنان في القمة.
6 - اجتماع لجنة الاعلام والاتصالات في مجلس النواب لمتابعة موضوع الاتفاقية الامنية بين قوى الامن الداخلي والسفارة الاميركية.
7 - لقاء جمع العماد عون والخليلين لبحث موضوع الانتخابات البلدية وتحديداً في بيروت.
بري والحملة
على رئيس الجمهورية
من جهته سئل رئيس مجلس النواب عن الحملة على رئيس الجمهورية، فرد بأن هذا الموضوع يعطى اهمية اكثر مما يستحق واريد ان اقول انه على طاولة الحوار ليس فخامة الرئيس من شطب كلمة المقاومة &laqascii117o;فحرام التظلم، ليس فقط على فخامة الرئيس انما على اي عضو من اعضاء هيئة الحوار، فكيف اذا كان الامر يتعلق برئيس الجمهورية اما اذا يريدون انتقاده في موضوع آخر فجميعنا موضع انتقاد، ومن يريد ان ينتقد اهلا وسهلا به، وهناك اجوبة لكل موضوع، ولكن في موضوع شطب كلمة المقاومة فإن الذي شطبها هو غير فخامة الرئيس".
وكان مجلس الوزراء قد عقد امس جلسة عادية في السراي الحكومي برئاسة الرئيس سعد الحريري تطرقت الى الحملة على رئيس الجمهورية والانتخابات البلدية، ودان المجلس عملية تهويد القدس.
موسى والقمة العربية
اعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان احدا في لبنان من المسؤولين لم يطلب ادراج قضية اخفاء الامام موسى الصدر على جدول اعمال القمة العربية في ليبيا، واعلن موسى انه يجري اتصالات مكثفة بهذا الشأن مع المسؤولين.
كلام موسى جاء بعد وصوله الى بيروت آتياً من القاهرة في زيارة تستمر ليومين والتقى موسى كل من الرؤساء الثلاثة.
ورفض موسى التعليق على حضور لبنان القمة العربية لان هذا الموضوع سيبحث على طاولة مجلس الوزراء، وسأل موسى &laqascii117o;لماذا يغيب لبنان عن مؤتمر القمة مؤكدا ان هذا الموضوع سيبحثه مع المسؤولين".
في المقابل رد الشامي على ما قاله موسى فقال: القضية قد ادرجت ضمن بنود جدول اعمال القمة العربية وذلك في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي انعقد مؤخرا في القاهرة.
واكدت مصادر مطلعة ان مجلس الوزراء سيجتمع اليوم في قصر بعبدا اذ سيتم طرح مشاركة لبنان من خارج جدول الاعمال.
واكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان موضوع المشاركة بالنسبة إليه قد انتهى واقفل نهائيا بعد طريقة توجيه الدعوة الليبية التي تنطوي على اهانة للبلاد ورئيسها، وجدد بري من قصر بعبدا التأكيد ان المشاركة في القمة شأن الدولة اللبنانية وان الامر يتعلق بكرامة لبنان.
واوضحت مصادر قريبة من قصر بعبدا ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى تناول خلال محادثاته في بيروت امكانية معالجة الازمة القائمة بين لبنان وليبيا بخصوص دعوة لبنان لحضور القمة واشارت الى ان موسى يتحرك بهدف معالجة هذه الازمة وصولا الى ايجاد مخارج لدعوة ليبيا للبنان.
واكدت مصادر عليمة انه اذا لم تقدم ليبيا على تصحيح الخطأ الذي ارتكبته بدعوة لبنان لحضور القمة عبر السفارة اللبنانية في دمشق فإن لبنان لن يوفد اي ممثل الى القمة العربية.
وقالت ان هذا الموضوع سيطرح في جلسة مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب بشأنه في حال اصرت ليبيا على موقفها من عدم ارسال دعوة للبنان بالطرق المتعارف عليها بين الدول العربية.
لجنة الاعلام والاتصالات
اما على صعيد اجتماع لجنة الاعلام والاتصالات اليوم، فقد وسعت قوى 14 اذار حملتها التي بدأتها تحت عنوان الدفاع عن قوى الامن الداخلي وقيادتها في تحرك مضاد ردا على فتح ومناقشة الملف المستجد وهو الاتفاقية الامنية بين حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في العام 2007 التي لم تكن المعارضة مشاركة فيها والحكومة الاميركية، هذه الاتفاقية التي كشف النقاب عنها خلال الجلسة الاولى للجنة الاعلام النيابية التي اجتمعت منذ اكثر من اسبوعين لمناقشة ما اثير عن طلب السفارة الاميركية الحصول على شبكة محطات الهاتف الخليوي في لبنان.
واللافت ان الامانة العامة لهذه القوى رأت في بيان لها امس &laqascii117o;ان هناك حملة منهجية" تستهدف رئيس الجمهورية والرئيس السنيورة وقوى الامن، معتبرة ان الغاية منها &laqascii117o;الهجوم على الاستقرار ومرتكزه الاساسي في الدولة".
واستغرب مصدر سياسي بارز في المعارضة هذا الربط، معتبرا انه ينطوي بحد ذاته على اهداف وغايات سياسية، وقال لـ&laqascii117o;الديار" ان الكلام عن حملة تستهدف قوى الامن الداخلي وقيادتها هي في غير محلها لا سيما ان موضوع الاتفاقية الامنية قد ترك بحثه الى لجنة الاتصالات والاعلام فلماذا نقله بطريقة مشوهة الى الشارع والبازار السياسي؟
وقال احد اعضاء اللجنة لـ&laqascii117o;الديار" في المعارضة ان اجتماع اللجنة اليوم سيشهد حضورا مكثفا من خارج اعضاء اللجنة، متوقعا ان يحشد نواب 14 اذار لهذا الاجتماع وان يتابعوا اثارته ومناقشة الموضوع من زاوية سياسية مختلفة وتحرّف الواقع.
واضاف المصدر: منذ ان اعطى الرئيس نبيه بري توجيهاته لمناقشة الاتفاقية داخل اللجنة كانت الغاية الاساسية حصر النقاش داخل المؤسسات، فلماذا يصر البعض على استخدام قوى الامن الداخلي كعنوان بهدف تعمية الحقيقة والدفاع عن المسؤولين الحقيقيين، غامزا من قناة الرئيس السنيورة الذي كان رئيسا للحكومة في تلك الفترة.
واكد المصدر ايضا ان نواب المعارضة سيناقشون مضمون الاتفاقية وبنودها وسيركزون مداخلاتهم على الجانب الدستوري والقانوني، معتبرا ان بعض بنود هذه الاتفاقية يتعارض مع السيادة والامن اللبنانيين، كما انها كانت بحاجة لقانون يصدر عن مجلس النواب باعتبارها تتضمن الاتفاقية وليست مجرد هبة.
واوضح المصدر انه منذ اللحظة الاولى اي في الجلسة السابقة لم يتناول النقاش او لم يمس احد النواب بسوء لقوى الامن الداخلي، ولذلك فإن الامر المستغرب هو هذه الحملة التي قام ويقوم بها البعض تحت عنوان الدفاع عن قوى الامن، وهي حملة تهدف بالحقيقة الدفاع عن ممارسات حقبة تفرد حكومة السنيورة المبتورة بالحكم.
واستبعد المصدر ان يصار الى حسم النقاش اليوم في اللجنة، لكنه اضاف بأن النقاش سيدخل في صلب مواد ومضمون الاتفاقية وملابسات توقيعها والمسؤوليات المترتبة عنها.
واوضح انه الى جانب ذلك فإن لجنة الاعلام لن تنسى مواصلة البحث ايضا في موضوع طلب السفارة الاميركية عبر قيادة قوى الامن الداخلي الحصول من شركتي الهاتف الخليوي ووزارة الاتصالات على شبكة المحطات في لبنان.
المعارضة: لعدم المقارنة
باتفاقية الجيش
وتعاود لجنة الاعلام والاتصالات اجتماعاتها اليوم لاستكمال البحث في موضوع الاتفاقية الامنية التي كان جرى توقيعها بين قيادة قوى الامن الداخلي والسفارة الاميركية في خلال مرحلة الانقسام السياسي في البلاد.
واوضحت مصادر نيابية معارضة ان النقاش في اللجنة اليوم سيتوسع ليطاول مضمون الاتفاقية وليس فقط الى نتائجها خصوصا، ما يتعلق بتجاوز الدستور والقانون وبشكل خاص عدم توقيعها من وزير الداخلية ورميها في مسؤولية قوى الامن الداخلي، ولاحظت المصادر ان لا صحة لما يقوله نواب الاكثرية من ان الاتفاق لا تنطبق عليه صيغة الاتفاق بمجرد حصوله تحت عنوان &laqascii117o;خطاب الاتفاق"، على اعتبار ان الاتفاقية نشرت في الجريدة الرسمية في حينه بينما &laqascii117o;خطاب الاتفاق" لا يحتاج الى الى النشر في الجريدة الرسمية واكدت المصادر ان حكومة السنيورة هي التي تتحمل مسؤولية هذه الاتفاقية لانها هي التي رعتها وكلفت قيادة قوى الامن التوقيع عليها، اضافت ان النواب المعترضين على الاتفاقية سيوسعون النقاش حول المخالفات القانونية والدستورية وهذا النقاش سيستمر حتى اظهار كل الحقائق وان يتحمل في السياسة من كان ورائها.
وكشفت المصادر ان المعترضين والمؤيدين للاتفاقية سيعملون لحشد اكبر قدر ممكن من النواب في اجتماع اللجنة اليوم مشيرا الى حصول اتصالات حتى لا تصل الامور الى حدود الازمة، بل معالجة المخالفات التي جاءت في الاتفاقية اما بإلغائها او تعديلها في الحد الادنى.
ونفت مصادر امنية لبنانية ما تحدث عنه بعض نواب الاكثرية لجهة وجود اتفاقيات مماثلة بين قيادة الجيش اللبناني ووزارة الدفاع الاميركية، او غيرها من الادارة الاميركية واوضحت ان هناك اتفاقات محصورة تتعلق بقضايا التدريس وبعض المساعدات العسكرية المقدمة من الولايات المتحدة الى الجيش اللبناني.
وقالت ان هذه الامور جرى الاتفاق عليها في خلال الزيارات التي قام بها وزير الدفاع الياس المر الى الولايات المتحدة وبالتالي لا وجود لاي اتفاقيات امنية بين الجيش اللبناني والولايات المتحدة وان كل الامور كانت تمر عبر وزير الدفاع مشيرة الى ان الاتفاقات التي جرى التوقيع عليها والتي تتعلق بالتدريس والمساعدات كانت تمر عبر مجلس الوزراء بما في ذلك الهبات التي قدمت للجيش.
ولاحظت المصادر ان محاولة الدخول من باب المقارنة هي مسيئة للجيش فبدل الاعتراف بوجود خطأ يحاول هؤلاء القول ان هناك اتفاقات مماثلة مع الجيش اللبناني.
عون ولقاء الخليلين
اما بالنسبة للانتخابات البلدية وموقف العماد عون، تقول المعلومات &laqascii117o;ان رئيس التيار الوطني الحر" يسعى في ملف الانتخابات البلدية الى تقريب وجهة نظر حزب الله من موقفه الرافض لاجراء الانتخابات البلدية على القانون القديم.
وتضيف المعلومات ان موقف عون يعود الى تخوفه من نتائج الانتخابات البلدية في بيروت واكتساح تيار المستقبل لها على القانون القديم، وخصوصا ان العماد عون يدرك مدى الموازنة الكبيرة لبلدية بيروت ويريد ان يكون له راي في كيفية صرفها.
وتكشف المعلومات عن اجتماع عقد بين عون والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل ومعاون الرئيس بري علي حسن خليل لتنسيق الموقف والانتخابات البلدية.
وقد عرض العماد عون خلال الاجتماع خوض الانتخابات البلدية في بيروت بشكل موحد.
وتؤكد اوساط التيار الوطني الحر ان العماد عون لن يتراجع عن موقفه الداعي الى اقرار الاصلاحات وتحديدا النسبية في بيروت او تقسيمها، فيما يبدو ان موقف حزب الله لا يزال على &laqascii117o;البارد" في هذا الملف اما عون فيعتبر موضوع بيروت ليس شأناً بلدياً بحتاً بل قضية سياسية لها اولويتها بأبعادها السياسية المتعلقة بالتوازن في بلدية بيروت.
- صحيفة 'المستقبل'
في ظل استمرار الاهتمام بالانتخابات البلدية والإصلاحات على قانونها مع اقتراب الموعد الدستوري للدعوة الى إجرائها، ووصول الأمين العام لجامعة الدول العربية للبحث في مسألة مشاركة لبنان في القمة العربية في ليبيا، تستمر الحملة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وكانت آخر محطاتها أمس مطالبة الوزير السابق وئام وهاب رئيس الجمهورية بالاستقالة، معتبراً، بعد زيارته رئيس تكتل 'التغيير والإصلاح' النائب ميشال عون في الرابية، أن 'هناك عطلاً عند الرئيس' وأن 'الرئيس التوافقي في لبنان ليس بناجح(..)'. هذه المطالبة، كما الحملة نفسها، لاقت استنكاراً سياسياً واسعاً.
فغداة موقف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الرافض للحملة على الرئيس سليمان، سجلت أمس سلسلة مواقف رافضة للحملة وشاجبة لها وللمطالبة باستقالة الرئيس. ففي حين شاء رئيس مجلس النواب نبيه بري رداً على سؤال بعد لقائه سليمان في القصر الجمهوري أن يصف الحملة بأنها 'حملة حب' معلناً أن 'حرام التظلّم(..) على رئيس الجمهورية'، أكد رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع أن 'الحملات التي نشهدها على رئيس الجمهورية والحكومة وقوى الأمن الداخلي سببها عدم رغبة البعض بقيام دولة فعلية وقادرة(..)'.
أما الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فقد شجبت 'الحملة المنهجية التي تستهدف الدولة وأجهزتها' معتبرة أن 'الاستهداف مشبوه' وأن الأمر يؤشر بمجمله الى مشروع من جانب البعض لاستئناف الهجوم على الاستقرار ومرتكزه الأساسي في الدولة(..)'.
في هذا الوقت وضع الحريري مجلس الوزراء الذي عقد جلسة برئاسته في السرايا الحكومية ناقشت جدول أعمال من 46 بنداً، في أجواء ونتائج حركته الديبلوماسية ولقاءاته الهادفة الى تحصين لبنان إزاء الأخطار الإسرائيلية، سواء خلال زيارته الى ألمانيا ولقائه المستشارة أنغيلا ميركل والمسؤولين الألمان، أو أثناء استقباله الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاترين اشتون في بيروت حيث تناولت المحادثات ممارسات إسرائيل التي تخالف القانون الدولي وطالب أوروبا بممارسة الضغط على إسرائيل محذراً من مخاطر سياستها، وفي هذا السياق شدد مجلس الوزراء على الموقف اللبناني الثابت الذي عبر عنه الحريري و'الرافض لعملية تهويد القدس ولتوسيع المستوطنات'، كما أوضح وزير الإعلام طارق متري بعد الجلسة.
الانتخابات البلدية
ومع اقتراب الموعد الدستوري للدعوة الى إجراء انتخابات المجالس البلدية والهيئات الاختيارية، شكل مشروع قانون الانتخابات البلدية المعدل المحال الى المجلس النيابي من مجلس الوزراء محور اهتمام واسع في القصر الجمهوري وفي السرايا الحكومية وفي مجلس النواب. فقد عرض الرئيسان سليمان وبري لعمل المجلس وخصوصاً بالنسبة الى مشروع قانون الانتخابات البلدية.
ونقل النواب عن بري تشديده في 'لقاء الأربعاء' النيابي على التنظيم والتنسيق بين اللجان النيابية المعنية بدرس مشروع القانون لأنه 'إذا ما حصل تباين في المواقف فسيصار لاحقاً الى الدعوة لجلسة للجان المشتركة'.
وفي هذا السياق، لفت النائب مروان حمادة، الذي بحث موضوع البلديات مع الرئيس الحريري في السرايا، الى أن 'موضوع البلديات يثير في المجلس النيابي انقسامات وتبادل تهم ومواقف متفاوتة'، معلناً أنه ربما يطلب بصفته عضواً في هيئة مكتب المجلس من الرئيس بري أن نعقد اجتماعاً برئاسته لمكتب المجلس ورؤساء ومقرري اللجان النيابية 'لكي نقارب هذا الموضوع ونخفف من هذا التوتر الذي يجعل بعض الزملاء يهاجمون رئيس لجنة الإدارة والعدل (النائب روبير غانم) الذي وقف وقفة صراحة وشفافية مع نفسه ومع الرأي العام ومع زملائه النواب عندما أثار العقبات التي تواجه هذا المشروع المتشابك في الكثير من نصوصه(..)'.
أما النائب غانم، الذي رأس اجتماع لجنة الإدارة والعدل المخصصة لاستكمال درس مشروع القانون، فأشار بعد الاجتماع الى أن اللجنة تابعت النقاش وطرح الأسئلة والاستفسارات، 'في انتظار الاجتماع مع وزير الداخلية' (اليوم)، موضحاً أن أهم الإشكاليات التي طُرحت هي عن 'النسبية المضخمة'، لافتاً الى تخوف من بعض الزملاء من 'أننا لا نريد أن تنعكس النسبية ونتائجها وأهدافها سلباً على قانون الانتخاب، وقد طرح أن تكون الانتخابات على أساس النسبية في دوائر موسعة(..)'.
وعن الجديد الذي ستدرسه لجنة الإدارة والعدل اليوم، قال غانم لـ'المستقبل': 'سنستمع الى وزير الداخلية والبلديات وإجاباته عن أسئلة النواب التي لا تزال تتأرجح، وسيشرح لنا احتساب النسبية في البلدات المركبة كأن تكون هناك قرى عدة في بلدية واحدة'.
ورداً على سؤال عما إذا كان العمل يتم تحت الضغط السياسي، قال: 'أبداً، كنا نحاول أن نسرع في إقرار المشروع، إنما لا نريد أن نتسرع'.
وعما إذا كان النظام الداخلي في المجلس يشير الى 'طرح الثقة برئيس اللجنة' على ما اقترح النائب ميشال عون رأى غانم أن 'هذه بدعة. وهذا موقف سياسي لا أكثر ولا أقل(..)'.
عمرو موسى
في هذا الوقت، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي وصل الى بيروت أمس، اهتمام الجامعة بمشاركة لبنان في القمة العربية المنوي عقدها في ليبيا أواخر آذار الجاري.
وإذ أشار، إثر لقائه رئيس الجمهورية، الى أن وجوده في لبنان يهدف الى تسهيل مسألة مشاركة لبنان في القمة العربية، قال إن 'الحديث مستمر في هذا الشأن، ويهمنا مشاركة لبنان خصوصاً أن الوضع العربي كما الوضع في المنطقة ملتبس تماماً، إذ هناك مسائل خطيرة جداً وظروف وتطورات، ربما غير مسبوقة، وبالتالي يقتضي الأمر حضور لبنان، إنما على الجانب الآخر هناك اعتبارات معينة وهذا ما نحاول مناقشته'. وأضاف: 'بحثت الأمر مع فخامة الرئيس، وما فهمته أن هذا الموضوع مطروح على مجلس الوزراء، ولذلك لا تعليق عليه'.
وشدد موسى بعد لقاء الحريري في السرايا على وجود حل لأزمة مشاركة لبنان في القمة، وقال: 'أعتبر أن كل أزمة لها مخرج معين، والمهم هو كيف تتطور الأمور للصالح العام(..)'.
14 آذار
في هذا المناخ، أجرت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار تقييماً شاملاً لأعمال المؤتمر الثالث لقوى 14 آذار الذي عقد في البريستول الأحد الماضي.
ورأت الأمانة العامة في بيان اثر اجتماعها التقييمي أن 'انعقاد المؤتمر، وما سبقه من احتشاد مئات الألوف في ساحة الحرية بمناسبة الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري شكل رسالة متجددة مفادها أن انتفاضة الاستقلال مستمرة حتى تحقيق أهدافها في العبور الى دولة سيدة حرة مستقلة، مدنية ديموقراطية حديثة، على قاعدة اتفاق الطائف والدستور'.
وأعلنت أنها ستباشر تحركاً لمناقشة وتفعيل خطة 'النقاط السبع' من أجل حماية لبنان، وذلك في الاتجاهات الثلاثة التي أشار اليها البيان الصادر عن المؤتمر الثالث وهي: المجتمع المدني والقوى السياسية اللبنانية، المجتمع العربي والمجتمع الدولي.
- صحيفة 'الحياة'
اتسعت دائرة الدفاع عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان إزاء الحملة التي يتعرض لها من رموز في المعارضة على خلفية تشكيله &laqascii117o;هيئة الحوار الوطني" واستبعاده بعض الشخصيات منها. وانضم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى المدافعين عنه قائلاً: &laqascii117o;حرام التظلم" على رئيس الجمهورية، فيما ربطت قوى في الأكثرية بين الحملة على سليمان والحملة على قوى الأمن الداخلي على خلفية إثارة المعارضة قضية توقيع مديرها العام اللواء أشرف ريفي اتفاقية هبة تشمل تدريب قوى الأمن على ملاحقة تجار المخدرات ومهربيها، معتبرة أنها &laqascii117o;حملة على مؤسسات الدولة وأجهزتها" كما جاء في بيان للأمانة العامة لـ &laqascii117o;قوى 14 آذار". وكان رئيس الحكومة سعد الحريري رد على الحملة إبان زيارته ألمانيا أول من أمس قائلاً إنها &laqascii117o;لغط بلا جدوى".
وإذ رأت الأمانة العامة أن الحملة &laqascii117o;مؤشر الى مشروع البعض لاستئناف الهجوم على الاستقرار" معتبرة استهداف الرئيس &laqascii117o;مشبوهاً" فإن مجلس الوزراء الذي عقد برئاسة الحريري ناقش هذه الحملة بعد أن سبق عقده تصريحات لوزراء رفضوا الهجوم الذي يتعرض له سليمان. وتزامن توسع دائرة الدفاع عن رئيس الجمهورية وقوى الأمن مع دعوة الوزير السابق وئام وهاب سليمان الى الاستقالة لأنه &laqascii117o;كأننا في آخر أيام الرئاسة بعد سنتين من الحكم".
وأدت مشكلة تمثيل لبنان في القمة العربية في ليبيا الأسبوع المقبل، بعد أن رفض لبنان الدعوة التي وجهتها ليبيا إليه عبر السفير اللبناني في دمشق، الى انتقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت بعد ظهر أمس حيث التقى الرئيس سليمان ثم الحريري ثم بري، ووزير الخارجية علي الشامي. وفيما قال موسى في المطار إن قضية تغييب الإمام موسى الصدر التي يرفض قادة لبنانيون حضور القمة في ليبيا على خلفيتها، إذ يتهمون الأخيرة بإخفاء الإمام، لم يطلب لبنان إدراجها على جدول أعمال القمة، أكد الوزير الشامي إنها أدرجت في اجتماع وزراء الخارجية العرب. وأكد موسى أن &laqascii117o;مشاركة لبنان في القمة تهمنا"، مشيراً الى أنه ينتظر قرار مجلس الوزراء في هذا الشأن قبل أن يعلّق على الأمر. وعن إمكان رأب الصدع نتيجة الخلاف اللبناني مع ليبيا في شأن اتهامها بإخفاء الصدر قال موسى: &laqascii117o;لعل هناك فرصة لهذا الأمر ومن خلال محادثاتي اليوم وانطلاقاً من محادثاتي السابقة قد يكون هناك مخرج ما".
وفي وقت تجتمع لجنة الاتصالات النيابية اليوم للبحث في الاتفاقية الأمنية بين قوى الأمن الداخلي والسلطات الأميركية والتي يطالب بعض رموز المعارضة بإلغائها بينما يطالب آخرون بتعديلها، رأى رئيس حزب &laqascii117o;القوات اللبنانية" سمير جعجع أن الحملة على قوى الأمن تطاول الرئيس الحريري بينما اعتبرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أنها تستهدف رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة (الاتفاقية وقعت إبان رئاسته للحكومة العام 2007).
وفيما رأت أوساط رسمية أن الحملة من بعض رموز المعارضة على رئيس الجمهورية مصدرها واحد، أعادت المناقشات الجارية في المجلس النيابي عبر كل من لجان المال والموازنة والإدارة والعدل والأمن والبلديات للإصلاحات على قانون البلديات، الى الواجهة السجال حول إمكان تأجيل هذه الانتخابات أو إجرائها في موعدها (2 أيار/ مايو)، بعد أن صرح رئيس الإدارة روبير غانم بأن المناقشات حول الإصلاحات قد تصعب تمريره في المهلة القانونية وبالتالي قد يكون الحل بانتخابات على القانون القديم، ثم هجوم زعيم &laqascii117o;التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون على تصريحه وإصراره على انتخابات على أساس الإصلاحات.
وأعلن عضو هيئة مكتب المجلس النيابي مروان حمادة أنه سيقترح على الرئيس بري دعوة الهيئة الى الاجتماع مع رؤساء اللجان النيابية الثلاث لتقويم الموقف لاتخاذ مبادرة إما تعجل في إنجاز دراسة الإصلاحات أو السعي الى حلول أخرى إذا كان يصعب إنجازها في الوقت المناسب. ودافع حمادة عن النائب غانم.
وقالت مصادر نيابية إن هناك أطرافاً باتت تطرح الإصلاحات كغطاء لتأجيل الانتخابات، فيما تقول أطراف أخرى بإجرائها في موعدها، حتى لو أجريت على القانون القديم، مع دراسة الإصلاحات وتطبيقها في الانتخابات المقبلة.
من جهة ثانية، أدلى عدد من الوزراء بتصريحات قبل عقد جلسة مجلس الوزراء في السراي. واعتبر وزير المهجرين أكرم شهيب أن &laqascii117o;الحملة المركزة والتي يخوضها البعض ضد رئيس الجمهورية ليست مسؤولة وغير واقعية".
ودعا وزير الدولة عدنان السيد حسين متهكماً الى إحالة طلب استقالة الرئيس سليمان على مجلس الأمن، فيما امتنع وزير الزراعة حسين الحاج حسن عن التعليق على الحملة. وقال وزير البيئة محمد رحال أنها حملة مغرضة.
وأبدى وزير الداخلية والبلديات زياد بارود انزعاجه من مشاركته غداً بأربعة اجتماعات لعدد من اللجان المعنية بقانون البلديات، ملمحاً الى أنه ربما يدعو الهيئات الناخبة للانتخابات البلدية قبل 2 نيسان (ابريل).
- صحيفة 'اللواء'
فجأة، اقتحمت حملة المعارضة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان حرارة الاحداث اللبنانية، رغم انها لم تكن من دون سابق انذار، اذ سبقتها تمهيدات بدأت مع دعوته لطاولة الحوار في الشهر الماضي، وتصاعدت الى حد مطالبته علناً بالاستقالة، واعتبار عهده وكأنه يعيش في ايامه الاخيرة، الامر الذي يطرح مجموعة تساؤلات عن اهداف هذه الحملة ومراميها، وتوقيتها في لحظة سياسية، تأتي فيها وكأنها تهدف الى تأزيم الامور في البلد وضرب الاستقرار الذي تعيشه منذ اتفاق الدوحة، والذي اعقبه انتخاب الرئيس سليمان
. ولئن اعتبر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الحملة على سليمان بمثابة <لغط سياسي لا يوصل الى اي مكان وهي بلا جدوى>، في حين وصفها الرئيس نبيه بري، مداعباً بأنها <حملة حب>، رغم استدراكه الامر لاحقاً مدافعاً عن الرئيس، ومؤكداً انه ليس هو من شطب كلمة <المقاومة> من بيان هيئة الحوار الوطني، فإن الكثير من الاوساط والمصادر ترى ان الحملة تتجاوز اللغط السياسي الى التصويب الى جوهر النظام السياسي القائم، خصوصاً بعدما طالب الوزير السابق وئام وهاب المعروف بعلاقته الوثيقة بدمشق، الرئيس سليمان بالاستقالة من دارة العماد ميشال عون في الرابية، معتبراً بأن نظرية الرئيس التوافقي سقطت، علماً ان مسألة الاستقالة غير واردة، وليس في قدرة المعارضة على الاقالة قسراً بحكم الدستور من خلال البرلمان.
وتعتقد هذه المصادر ان الحملة تطال في ابعادها واهدافها مسائل غير تلك التي أثارها وهّاب في تصريحه، لتطال موضوع التعيينات الإدارية والانتخابات البلدية، وصولاً إلى موضوع الاتفاقية التي اصطلح على تسميتها بالامنية، حيث يفترض أن تصيب بصورة او بأخرى الرئيس الحريري نفسه، من خلال التصويب على حليفه الرئيس فؤاد السنيورة وصولاً إلى مؤسسة قوى الأمن الداخلي بشخص مديرها العام اللواء اشرف ريفي.
وإذ نقلت الأوساط انزعاجاً رئاسياً من الحملة وما وراءها اعتبرت أن ما يجري بأنه تمهيد لمحاصرة رئيس الجمهورية تحضيراً للانقضاض على الحكومة، وعزت اسبابها إلى حادثتين:
الاولى: دعوة الرئيس سليمان لهيئة الحوار الوطني بتشكيلتها الجديدة، واعتبار أطراف المعارضة ذلك بأنه استجابة لطلب أميركي في إطار الرد على قمّة دمشق التي جمعت الرئيسين بشار الأسد ومحمود احمدي نجاد وشارك فيها الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.
الثانية: الاشكال الذي حصل في مجلس الأمن بين مندوب لبنان في الأمم المتحدة نواف سلام والمندوب السوري بشار الجعفري حول قضية الحدود.
وأشارت إلى ان الرئيس سليمان يتشاور مع القيادة السورية في الخطوط العامة للسياسة الاقليمية والدولية للبنان، من دون الدخول في التفاصيل.
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة الأنباء <المركزية> عن أوساط سياسية، اشارتها إلى ثلاثة ابعاد للحملة التي وصفتها بالبرمجة والمنظمة وهي:
- التصويب في اتجاه عجز الرئيس عن الإمساك بزمام الأمور للإيحاء بأن لبنان غير قادر على حكم نفسه بنفسه ويحتاج تالياً إلى عراب اقليمي أو وسيط يدير شؤونه في الداخل والخارج.
- بث مناخات توتر تعززها الظروف الاقليمية المحيطة بلبنان الواقع على خط تماس اقليمي لتعطيل فرص الاستثمار المحتملة فيه، بحيث يبقى غابة لترجمة الصراعات وساحة لتبادل الرسائل، ما يمهد الطريق لوضع اليد عليه من قبل قوى خارجية.
- الإمساك بملف لبنان لإستخدامها في المفاوضات والمساومة عليها لرفع سقف المطالب والشروط، بالتزامن مع الحركة الدولية الناشطة على خط احياء المفاوضات لإعادة اطلاق عملية السلام في المنطقة.
أما أوساط العماد عون، فقد أوضحت أنه تفاجأ بتصريح وهاب، وقالت انه لم يتم التطرق اليه اثناء اللقاء بين الرجلين، لكنها دافعت عن اتخاذ وهاب لمنبر <الرابية> على اعتبار أنه يأتي في اطار حرية التفكير والتعبير والرأي.
وشنت هذه الأوساط حملة على الامانة العامة لقوى 14 آذار مذكرة بحملة <فل> الفاشلة التي نظمت ضد الرئيس السابق اميل لحود.
وكانت الامانة العامة قد شجبت ما وصفته <بالحملة المنهجية التي تستهدف مؤسسات الدولة واجهزتها، لا سيما الاستهداف المشبوه لرئيس الجمهورية وموقع الرئاسة من جهة، وبهدف تصفية حسابات كيدية مع الرئيس السنيورة، كما التعرض الى مؤسسة قوى الامن الداخلي من جهة ثالثة، الامر الذي يؤشر بمجمله الى مشروع من جانب واحد لاستئناف الهجوم على الاستقرار ومرتكزه الاساسي في الدولة.
القمة العربية وعلى صعيد آخر، كشف وزير الاعلام طارق متري بعد الجلسة العادية التي عقدها مجلس الوزراء مساء امس في السراي الحكومي، ان المجلس سيعود للاجتماع اليوم في قصر بعبدا، للبحث في شأن موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية، في ضوء المشاورات التي أجراها امس في بيروت الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى مع المسؤولين اللبنانيين.
وذكرت معلومات ان موسى الذي نفى ان يكون قد نقل الى الرئيس سليمان اي رسالة او دعوة للمشاركة في القمة التي ستعقد في ليبيا، يعتبر انه لا يجوز ان يغيب لبنان عن القمة خصوصا وان هناك مسائل خطيرة جدا وظروف وتطورات تحيط بالوضع العربي الملتبس، الا انه (اي موسى) لا يريد ان يضغط على لبنان من اجل المشاركة، لكنه يبحث مع المسؤولين للصيغة المناسبة لان يتمثل ولا يغيب في القمة وبالمستوى الذي يراه مناسبا ويحافظ على ظروفه الخاصة جداً.
وامتنع موسى في أعقاب لقاءاته بالرؤساء الثلاثة سليمان ونبي