- صحيفة 'السفير'ماهر منصور ـ دمشق عند قراءة المقالات الصحافية المكتوبة عن انشغال مسلسل &laqascii117o;لعنة الطين" للكاتبين سامر رضوان والمخرج أحمد إبراهيم أحمد بتناول موضوعة الفساد في سوريا بمرحلة الثمانينيات، يخال المرء أننا سنكون أمام نسخة مكررة ولكن أكثر جرأة من مسلسل &laqascii117o;غزلان في غابة الذئاب" للمخرجة رشا شربتجي، الذي عرض منذ سنوات وأحدث ضجة بمقاربته لفساد أبناء بعض المسؤولين. إلا أن كاتب العمل سامر رضوان، أوضح لـ &laqascii117o;السفير" أن &laqascii117o;المانشيتات الصحافية التي أعلنت ولادة المسلسل أخذَت ما يهمها وأهملت ما يهمني. فمسلسلي هو عرض لطبيعة المرحلة تلك من الناحية الاجتماعية أولاً والثقافية ثانياً والسياسية ثالثاً، وكل هذا ضمن خط حكاية درستها كثيراً"، مشدداً على ان الأخبار الصحافية التي نشرت في العديد من الصحف &laqascii117o;لا تمثل المسلسل إلا في زاوية أرادتها الصحافة ربما من أجل الإثارة...".
وبحسب الكاتب رضوان فإن &laqascii117o;المسلسل برمته هو كَشْف أو محاولة كشف ما ضمته مرحلة الثمانينيات من غنى على أصعدتها المختلفة، وموضوعة الفساد جزء من هذه الأصعدة، يتساءل رضوان: &laqascii117o;ما الذي يمكن أن تتحدث عنه في الثمانينيات: الورد واللازورد وسنابل القمح وفنجان القهوة؟ أعتقد أنك تجانب التاريخ والبنية الاجتماعية إذا كتبت عن هذا". ويتابع &laqascii117o;في هذا السياق، لست وحدي من كتب عن الثمانينيات ولن أكون الأخير، ولكل منا أسلوبه في دخول مقامرة البحث عن الخاص أو المختلف".
المسلسل إذاً محاولة لكشف الأرضية الاجتماعية التي كانت سائدة خلال الثمانينيات من خلال مجموعة من الحكايات المتشابكة لشرائح المجتمع المتعددة، يرصد من خلالها بعض الأحداث التي حدثت في تلك المرحلة. يبدأ المسلسل من حكاية الشاب عامر الذي يتحول من دراسة الهندسة إلى الكلية الحربية بتأثير أحد المسؤولين الكبار الذي يقلب حياة الشاب رأساً على عقب لينتهي به الأمر إلى السجن، قبل أن تنكشف شبكة الفساد الذي يقودها هذا المسؤول والحجم الكبير للتجاوزات التي كان يقوم بها.
وحول مقاربته الدرامية للعلاقات السورية - اللبنانية السائدة في ذلك الوقت، وعما إذا كان يتطرق إلى اجتياح 1982 يقول الكاتب رضوان: &laqascii117o;عملي يبدأ عام 84 اي بعد الاجتياح، والعلاقة اللبنانية السورية ليست من مستلزمات نصي لأن العلاقات السورية السورية هي ما كانت تعنيني لحظة كتابة المسلسل. ومع ذلك لم أبعد هذا الملمح كلياً بل قاربته من خلال صحافي عمل في &laqascii117o;الأهرام" وشهد جزءا من الحرب اللبنانية، وكان للقائه مع طلاب الجامعة فسحة حوار عما كان يحدث في تلك الفترة. إضافة إلى شخصية &laqascii117o;همام" التي تدرس في المعهد العالي للعلوم السياسية ولها موقف واضح من الوضع في الداخل اللبناني". وعن الناظم الذي يضبط العلاقة بين ما هو درامي متخيل وما هو تاريخي موثق، قال الكاتب رضوان: &laqascii117o;لا معنى للتاريخ في الدراما من دون خيال. هذا ما يحدد ناظم العلاقة بين التاريخ والمتخيل. فإذا أردت أن تقرأ تاريخ منطقة ما فاذهب إلى كتاب تاريخ، أما إذا أردت أن تدخل بنية المنطقة فاذهب إلى حكاياتها. وفي النهاية ما يحدد قرب الحكاية من الحقيقة هو الإقرار بغياب التزوير". وبهذا المعنى يؤكد الكاتب سامر رضوان أن &laqascii117o;كل الحكايات التي يوردها المسلسل مرتبطة بحكايات تأخذ القارئ أو المشاهد إلى فضاء تلك المرحلة".
سامر رضوان الذي يخوض تجربة الكتابة الدرامية لأول مرة رأى أن &laqascii117o;ملامح التجربة الدرامية إن كانت أولى أو عاشرة تتجلى في القدرة على صياغة ما تفكر به وتريده بصريا وامتلاك منطق متماسك في عرض حكاياتك، أي ابتعادك عن حقول الآخرين وحراثتك لأرضك الخاصة".
يجسد شخصيات العمل نخبة من نجوم الدراما السورية منهم: خالد تاجا، سمر سامي، فارس الحلو، عبد الهادي الصباغ، كاريس بشار، عبد المنعم عمايري، مكسيم خليل، وائل شرف، روعة ياسين، رنا شميس...